Wednesday, April 30, 2008

المالكي يصرّح ويقول .. ونحن نقول : عليكَ بالمعقول ..!

المالكي يصرّح ويقول .. ونحن نقول : عليكَ بالمعقول ..!

علي الحمــداني

الرجل يحاول أن يلبس رداء القوة ، ويحمل سيف الديكتاتورية ..
ونحن نقول : يمكنك ذلك .. ولكن ماتحتاج اليه قبل ذلك قوة الشخصية !

الرجل يصرح بما يريد ومن حقه وقد أوصل له الأمريكان رسالة دعم وتأييد ..
ونحن نقول : عليك ، وقد وضعك القَدَر الأمريكي رئيساً للوزراء .. أن تتعمق في دراسة تاريخ السياسة الأمريكية !

عليك ، وأنت رجل دولة ! أن لاتشطط وتتطرف فيما تقول .. لأن معنى ذلك أنك سوف تتراجع .. ولانعتقد أن الأكاذيب في تاريخك السياسي القصير تتحمل أكثر من ذلك .. والتراجع أحياناً يكون باهض الثمن !

ذهبت الى البصرة .. وسمعنا منك تصريحات تشابه ماتقوله اليوم ، مثل أنك لن تغادر البصرة قبل القضاء على العصابات والمجرمين كما أسميتهم .. وبعد أيام قلائل غادرت البصرة على طائرة أمريكية .. بعد أن إستجاب هؤلاء لإستغاثاتك .. وأنت في مقر ( قيادتك ) المحاصر .. ولم تخجل من الأكذوبة الجديدة التي أضفتها الى قاموسك الحافل !

بدأت بقصف أبناء شعبك .. وجلدتك .. بالطائرات الأمريكية .. وأنت قابع في حصون الخضراء ..
دكتاتور جديد .. وما يحتاج اليه جرعة من ذكاء .. ومع الأسف .. فهذا هو الشيئ الوحيد الذي لايبيعه الأمريكان .. بل لايملكونه !

وليتك تتكلم فقط عن جيش المهدي ..
وليتك تكون أكثر إنصافاً ومصداقية في حديثك ، ليشمل كافة المليشيات ..

تتكلم هذه المرة بالجملة (..!)
ستقضي على جيش المهدي
ستقضي على الجيش الإسلامي
ستقضي على جيش عمر
ستقضي على القاعدة

هوّن عليك يادولة الرئيس ..
وقل لنا بالله عليك .. ماذا عن ميليشيا بدر الحكيم ! وبيشمركة مسعود ..؟
أليس من المخجل على رئيس وزراء (..!) أن يراوغ ويتلون ويكذب .. هكذا وعلى رؤوس الأشهاد ..؟

لم يستطع حتى من أنقذكَ من البصرة ، وعاد بك الى بغداد .. قبل أن يفتك بك وبقوادك الميامين .. جزء من جيش المهدي هناك ..
وأعني بهم كما تعلم الأمريكان ..
لم يستطيعوا على مدى خمس سنوات ، ومع مايسمى جيشك وشرطتك ، ومسلحيك من العصابات .. من أن يقضوا على مَن ذكرت ..
بل لم يستطيعوا من السيطرة على مدينة صغيرة بحجم الفلوجة ..
بل لم يستطيعوا من الوصول الى الآن لشخص واحد من المقاومة العراقية .. بل العكس فقد سعوا الى مهادنتهم ..!
وهم في تخبطهم .. وفي طغيانهم يعمهون..!
واضطروا واضطر من شغل كرسيك قبلك من الإنسحاب والمهادنة أذلاء منكسرين ..

ماذا عن ديالى ..
ماذا عن صلاح الدين ..
ماذا عن الموصل ..
ماذا عن الرمادي ..
وماذا عن كربلاء والفرات الأوسط ..
ماذا عن الجنوب ..
ثم ماذا عن بغداد نفسها ..

قل لنا بحرمة سماحة الحكيم ونجله والصغير ..
بحرمة إيران وفقيهها .. والأمريكان ورئيسهم ..
على مَنْ أنت رئيس وزراء ..
إذا كان كل ماذكرنا .. وهو العراق .. خارج عن سيطرتك .. ؟

يادولة الرئيس .. أنت أعجز مِنْ أن تكمل تشكيلة وزارتك وتملأ حقائبها الفارغة منذ حوالي عام ..
أما الأجدر أن تكون لك وزارة متكاملة .. لكي تكون رئيس وزراء ..؟

وماذا عن المجلس النيابي ..
أليست القصة هي نفس القصة ..؟

واليوم 30 / 4 .. تخرج علينا لتضع ( شروطك ) لمن يريد الإشتراك بالعملية السياسية .. ومنها عدم التدخل بشؤون الدولة ودوائرها ومؤسساتها ووزرائها ، وعدم إنشاء محاكم ، وعدم التدخل في شؤون عمل الأجهزة الأمنية ...

بالله عليك .. هل هذا كلام يصدر عن شخص لايزال يحتفظ بتوازنه ..؟
هل مَن تركَ العملية السياسية يادولة الرئيس .. قد تم إخراجهم منها بأوامرك السامية .. أم هم من تركوها .. نظراً لضحالة ومهزلة قيادتك لها ..؟
ومن هم الذين لديهم المحاكم .. ؟
أليس الأجدر التوجه بهذا السؤال الى باقر صولاغ ، وزير الداخلية السابق .. ومعتقلاته السرية ، ومنها ماكشفه أصدقاؤك الأمريكان مثل معتقل الجادرية السري .. ؟
ربما هادي العامري .. يمكن أن يخبرك الكثير ..!!

أليس الأجدر أن تسأل عن المحاكم الخاصة ، والمعتقلات والتعذيب .. جلال الدين الصغير .. وعمار الحكيم ..؟
إنهم هناك في جامع براثا .. يادولة الرئيس ..

أليس المفروض أن تفرغ الجيش والشرطة من فيلق بدر وقوة قدس الإيرانية والبيشمركة .. قبل أن تتحدث عن التدخل في شؤون الأمن والجيش .؟

يادولة الرئيس .. الشعب العراقي كما تعرف .. يصف نفسه ( مفتّح باللبن ) ..!
ونصيحتنا لك ، أن تقلل من إنفعالاتك عند إطلاق التصريحات .. فكل شيئ أصبح واضح ومعلوم .. وستتذكر هذا يوماً ..
إضحك إن شئت .. فالأمريكان وغيرهم أيضاً يضحكون ..! وهناك فرق بين ضحكة وأخرى .. والمثل يقول من يضحك أخيراً يضحك كثيراً ..!

لقد بدأ الهواء الذي يحمل لنا التصريحات .. يحمل معه روائح نتنة .. فالحيطة والحذر .. دولة الرئيس ..!!!

lalhamdani@yahoo.com

مقالات أخرى للكاتب على موقعه :

www.Alialhamdani.blogspot.com

Tuesday, April 22, 2008

السـيد مقتدى الصدر : لايلدغ المؤمن من جحر مرتين ..!ولقد لُدِغتْ .. فكيف ستكون الثالثة ..؟

السـيد مقتدى الصدر : لايلدغ المؤمن من جحر مرتين ..!ولقد لُدِغتْ .. فكيف ستكون الثالثة ..؟

علي الحمــداني

سأكون معك سماحة السيد صريحاً ولأقصى درجات الصراحة ، ولو تسنى لي إرسال هذا الموضوع مباشرةً اليك لفعلت .. ولكن ها أنا ذا أنشره على هذه الصحيفة المحايدة . ولتكن رسالة مفتوحة إن شئت أن تسميها كذلك .. ولكن ، ما يهمني منها أن تُقرأ بعقول وقلوب مفتوحة ، لأنني وكما قلت ستكون الصراحة عنوان هذا الموضوع ومضمونه ، ولو جاء فيه مايجرح أو يُغضِب ، فعذري في ذلك أنني لاأريد أن أختار الكلمات المنمقة فقط لكي ترضى ، وأُخفي في صدري ماالله مبديه ..

أملي أن تصلكَ كلماتي ، وأن يُوزن موقفي فيها بالحيادية كطرف ثالث ، فلا زلت أُؤمن .. أننا تجمعنا عراقيتنا التي تُذبح كل يوم !

تذكر لك الأحداث خلال سنوات الإحتلال العِجَاف .. موقفك المضاد من مجزرة الفلوجة .. وما تعرض له أهلها من ذبح على أيدي الأمريكان .. وقوات بدر .. والبيشمركه !

أليسو هؤلاء هم أعداؤك الذين تشيرون اليهم اليوم ..؟
أليس ذلك مانسمعه في كل تصريحاتك ورسائلك وخطبك ..؟
أليس هو مايقوله الناطقون بإسم التيار وقادته من أمثال الشيخ صلاح العبيدي ، والسيد بهاء الأعرجي وغيرهما ..؟

إذا كانت هذه الخطب والرسائل ، تعبّر حقيقةً عن فهم كامل للموقف السياسي المتدهور في العراق ، واستطاعت الفرز بين الأعداء والأصدقاء .. فأين ياترى يقف السيد مقتدى الصدر حالياً .. وأين يقف تياره السياسي والعسكري ..؟

أسئلة .. وأسئلة كثيرة ، يجب أن تُطرح .. ولإن ورَدَتْ في مقال يحمل أسمي .. لكنها في الحقيقة أسئلة تدور في أذهان الملايين من أبناء العراق .. ومنهم من يؤمن بقيادتك ، وينفّذ توجيهاتك .. أو يتعاطف معك .

هؤلاء جميعاً يجمعهم قاسم مشترك واحد .. هو وقوفهم ضد الإحتلال الأجنبي بأنواعه وأشكاله لبلادهم .. وضد تسلط فيلق بدر ومن يقف وراءه من إطلاعات ، وحرس ثوري ، وقوة قدس ..وحتى الأمريكان .. وضد طغيان ميليشيا البيشمركه .. وضد سياسات حكومة نوري المالكي ، الذي كان لك الفضل الأكبر في تثبيته على كرسي رئاسة الوزارة ..
ومن هنا .. فالتساؤلات قد تكون سياسية .. أو عقائدية .. أو حتى عسكرية !

نبدأ من إعلانكم ، وقبل ضرب البصرة بفترة قليلة ، أنكم ستتفرغون للدراسة الدينية شرعاً وفقهاً ، وأنكم أوكلتم قيادة التيار الى هيئة خاصة من مساعديكم المقربين .

هل كان ذلك هو الوقت الصحيح والمناسب فعلاً لقرار كهذا ..؟
وهل أن التحصيل العلمي مع أهميته ، هو قرار يمكن أن يتزامن مع الذروة في سخونة الأحداث ، والخطط المبيتة ضدكم ..؟
أما كان من الأهمية أن يكون للوطنية والعراقية والشيعية العربية ، المكانة الأولى في قمة الجدول ، وأن تأخذ كل إهتمامكم في هذه الحقبة ..؟

لاشك أنكم كنتم على علم تام ، بما بدأ يظهر في الأفق من مخططات سوداء رسمها الأمريكان .. وحكومة المالكي .. وقادة المجلس الإسلامي الأعلى .
المجلس الذي لم يخجل قائده ، ولم يعترض من يقف وراءه من أعداء " الشيطان الأكبر " ، في أن يلحق بمجرم الحرب بوش الى عمان لغرض لقائه .. ثم يلحق به الى واشنطن ليعقد معه الإجتماعات ثم يسمح لنفسه ، ومن دون إعتراض أيضاً من قبل أعداء " الشيطان الأكبر " ، أن يجلس ليتجاذب اطراف الحديث ، وليعقد الصفقات وبعد مصافحةً حارةً ، وذلك مع .. " هنري كيسنجر " .. عرّاب الصهيونية والسياسة العدوانية الأمريكية للمحافظين الجدد من صهيونيي المسيحية ، وعلى مدى عقود من الزمن ..!

أعود فأقول ، لم ندرِ ، ماذا كان وراء قراركم ذاك ، الذي إتخذتموه في لحظة من اللحظات المصيرية الحاسمة ، وفي وقت غير مناسب على الإطلاق ، أو هكذا يبدو لنا ..؟

لقد شعرنا .. كما شعرتم بالحيف والمعيار المزدوج الذي تكيل به حكومة المالكي من خلال مواقفها من :
ـ المسلمين من أهل السنة في العراق
ـ الحكومات العربية بشكل عام
ـ رؤساء العشائر العربية من الشيعة والسنة في العراق
ـ التيارات الإسلامية
ـ التيارات الوطنية
ـ المقاومة المشروعة ضد الإحتلال
ـ مجالس الصحوة التي تعاونت مع الأمريكان والحكومة لمقاتلة القاعدة !
ـ والتيار الصدري

وكان لكل من هؤلاء موقف مما يحدث ، يختلف بإختلاف عقائدهم وإستراتيجياتهم واسلوب تعاملهم مع الأحداث ..
وكان موقفكم هو التحرك السلمي .. ثم العصيان المدني .. ثم أسلوباً ثالثاً لم يعلن عنه ، إذا مافشل الأسلوبان الأوليان ..

بادر المالكي ، الذي أطلق عليه بريمر في كتابه ( دكتاتور من الشيعة ) ، الى إشعال نار الحرب في مدينة البصرة ، وبقيادة ميدانية إنتقل معها الى مقره هناك في قصور صدام الرئاسية ! ودارت المعارك بما لايشتهي ، بالرغم من دعواتكم المتكررة من إيران ، بالتهدئة !
وتدخل الطيران الحربي الأمريكي والبريطاني ، لينقذ رقبة المالكي ، وهذا الكلام ليس من عندي ، بل من القادة الأمريكان أنفسهم ..! وتم لهم ذلك .
الغريب .. أنه قبل ذلك ، وعندما قام ممثلي المالكي ، علي الأديب ، وهادي العامري ، بزيارتكم في إيران ، والإجتماع لكم ، انكم وافقتم على تسليم السلاح الثقيل ووقف العمليات العسكرية .. في وقت كانت شرارة الثورة المدنية التي دعوتم لها قد بدأت تؤتي ثمارها ميدانياً وعلى أرض المعركة ..! وبدأ جنوب العراق .. وقسم من بغداد يتململ .. وبدأت معه بعض الفصائل الأخرى تفكر في مساندتكم من مواقعها في أنحاء العراق الأخرى ..

كتبتُ يومها مقالاً على هذه الصفحة ، بعنوان (ماذا تنتظر المعارضة العراقية ضد الإحتلال وحكوماته ..؟ ) دعوت فيه الى التحرك ونصرة عرب الجنوب ، والتذكير بثورة العشرين .. وللحقيقة والواقع فقد تسلمت عدة رسائل تعلق على الموضوع ، وكان بعضها ذو أهمية خاصة لكونه صادر عن قيادات لحركات تقارع الإحتلال الأمريكي .. تماماً كما تدعون أنتم دائماً ، وبمبدئية ..
يقول لي أصحابها .. أنهم مع تفهمهم لما أقول ومع تعاطفهم مع مقتدى الصدر .. فإنهم يفضلون التريث لبعض الوقت ، لإختبار جدية القرار الصدري والبعد الذي سيذهب اليه هذه المرة ، قبل أن يقفوا بكل إمكانياتهم معكم ..
ولاأخفيكم ، أن بعض الإنتقادات لكم قد وصلتني من بعضهم ، تذكرني ، أنكم في إيران .. وأنكم قابلتم وفد المالكي بناء على طلب إيراني .. وإيران هذه تعيث في البصرة والعراق فساداً .. وأنها تقف وبقوة مع من إعتبرتموهم أعداءاً يريدون القضاء على تياركم ، وهو حقيقة ، وأولئك هم عبد العزيز الحكيم .. وحزب الدعوة برئاسة المالكي .. الدعوة الذي سرقه عملاء أميركا الذين يلبسون الرداء الشيعي من مؤسسيه ، وكوادره القدامى ، وعلى رأسهم والدكم وعمكم رحمهما الله ،.. من أمثال الجعفري والمالكي والحكيم !

لقد تحقق الهدف من إصابة تياركم بشلل جزئي ولكنه مهم .. ولا زالت الطائرات الأمريكية تقصف مدينة الصدر وسكانها المليونين لحد هذه اللحظة .. بل وبدأوا ببناء جدار عازل فيها على الطريقة الإسرائيلية ..! وعلى أيدي إحدى شركات أحمد الجلبي ..!! تاجر الحرب واللص الدولي المعروف !

قد يكون ، موضوع حقن الدماء ، هو الذي دفعكم الى إعطاء التنازلات .. وهذا يمكن فهمه من وجهة نظر دينية صرفة ، وسياسية معتدلة .. ولكن من وجهة النظر العسكرية تعبوياً وتنظيمياً ، وبعد أن جُررتم الى المعركة ، يعتبر من الأخطاء القاتلة .
وقد يكون قد إندست بين صفوف جيش المهدي عناصر غير عقائدية ، ومجموعات إجرامية ، وعصابات مختلفة .. سواء نتيجة فقدان الإنضباط في هذا التنظيم ، أو بتخطيط حكومي لغرض نسفه من الداخل ..
كلا الإحتمالين وارد .. ولكن من الخطأ أيضاً ، أن تبحثوا عن هذا الخلل وأسبابه ، بعد أن بدأ الصدام المسلح مع من إعترفتم أنهم يعملون على تحجيمكم إن لم تكن إبادتكم ، وذلك لكسب الجولة القادمة من الإنتخابات ، بالقوة أو بالتزوبر أو بكليهما ..

لقد أكد الشيخ صلاح العبيدي ، أن هناك مليشيات مندسة بين صفوف الجيش والشرطة .. وكنا نتمنى أن يكون الحديث بوضع النقاط على الحروف ، وبالقول أنها ميليشيا بدر المدعومة من إيران إستخبارياً وعسكرياً .. ومجموعات من البيشمركة .. المدعومة أمريكياً وحكومياً ..!

لقد ردّ ، علي الدباغ ( ولعلكم تعرفون جيداً من هو علي الدباغ ) ، أن الحكومة تستهدف من يحمل السلاح !! وأنها لاتقبل بجيشين أو جيوش تابعة لكتل سياسية !! ( ويبدو أنه هنا قد نسي أو تناسى أن هناك جيش من البيشمركة تدفع مصاريفه ورواتب منتسبيه من خزينة الدولة ..) .. وختم تصريحه بأنه لامفاوضات مع مقتدى الصدر ! في حين كان الشيخ العبيدي ، يتكلم عن إمكانية المفاوضات والسلام والتحالف المستقبلي .. فكيف تريدون أن يقف الشعب العراقي من كل ذلك ..؟؟

ثم أطلق هوشيار زيباري .. تصريحه من الكويت .. ( أننا لن نسمح للصدر بشن حرب مفتوحة )
ماذا تراه يقصد ، الحكومة ، أم البيشمركة .. أم الأمريكان أم جميعهم ..؟

لقد بدأت الحكومة بعد تصريحكم بخصوص ( الحرب المفتوحة ) بمغازلة أطراف من المعارضة خارجها للإنضمام الى العملية السياسية .. ونحن وأنتم نعلم ، أن آخر مايفكر فيه المالكي هو المصالحة الحقيقية ..

والآن ، لو أردنا أن نأخذ المشكلة من الجانب السياسي ، ونحاول أن نتخذ الخطوات الكفيلة بتحقيق نصر سياسي يداوي جروح الإنكسار العسكري ..
أليس هناك أهم وأسهل ، من حجب الثقة عن حكومة المالكي من قبل النواب الصدريين ، ومن يستطيعون التحالف معه من أحزاب أخرى ، وهم موجودون على الساحة وداخل البرلمان .. وقبل أن يضم المالكي تحت جناحه أطراف سياسية أخرى تعتبر معارضة في الوقت الحاضر ليرفع من رصيده كما يريد الأمريكان ..؟

أليست هذه الخطوة ، إن جاءت الآن ، وبتوقيت صحيح ، سوف تسقط المالكي ..؟

أليس هذا هدف مهم بالنسبة لكم ..؟ سوف يغنيكم عن أي حرب مفتوحة .. وعن أي سفك للدماء .؟
فلماذا ياترى أحجم التيار الصدري ولحد الآن عن إتخاذ هذه الخطوة ..؟ خصوصاً وأن لديه الثقة والإمكانية لكسب معركة إنتخابية قادمة ، بعد أن فشلت خطوة إنسحاب وزرائه من الحكومة في تحقيق أهدافها ..؟

ثم تبقى بعد كل ذلك أسئلة مهمة :

ماذا أعددتم للحرب المفتوحة التي تلوحون بها ، من الناحية السياسية ، والتنظيمية ، والعسكرية ..

وما هو موقفكم الشخصي والحزبي من إيران وخططها في حالة إندلاع هذه الحرب ..؟

وأخيرا .. وليس آخراً .. هل أنتم مستعدون لكي تمدوا أيديكم هذه المرة لبقية المعارضين والمقاومين لحكومة المالكي والأمريكان .. إذا كنتم تتطلعون الى نصر حاسم ..؟

هل سيكون الموقف هذه المرة مبدئياً وجدياً .. أم سيبقى تكتيكياً هشاً ..؟

كما تعلمون ، فإن الأحزاب المندسة في الجيش والشرطة ، كما عبر الناطق بإسمكم الشيخ العبيدي ، وهي فيلق بدر بالدرجة الأولى .. تستعد وربما خلال أيام ومعها ميليشيا البيشمركة .. وبإسناد أرضي وجوي أمريكي .. لضرب مدينة الموصل تحت ذريعة القاعدة كما كان ضرب البصرة تحت ذريعة العصابات الإجرامية .. فهل سيكون لتلكؤكم الفرصة الذهبية التي تريدها الحكومة في ضرب مدينة الموصل لحساب القيادات الكردية ومن يقف وراءها ، وبعد أن إنتهت من البصرة ..؟
أم سيكون موقفكم هذه المرة إستباقياً قبل حدوث مجزرة ( فلوجة ) جديدة ، وقد كان لكم من مجزرة الفلوجة الأولى موقفاً واضحاً .. مع أنه جاء متأخراً ..؟

فعامل التوقيت الزمني ـ سماحة السيد ـ مهم ، بل أهم ركن في المعادلة بأكملها ..
فالحرب خدعة .. ولكن قبل ذلك هي تخطيط ودهاء وذكاء .

lalhamdani@yahoo.com

www.alialhamdani.blogspot.com

Friday, April 18, 2008

هل نحن نعيـش عصر غابة .. الأسد والثعلب والحمار..؟!

هل نحن نعيـش عصر غابة .. الأسد والثعلب والحمار..؟!

علي الحمـداني

إبتلاني الله بهوس متابعة الأخبار .. وقبل ذلك أُبتُليت بنقمة التفكير .. وفوق كل ذلك .. أحاطت بفكري مشكلة تحليل الحدث السياسي ، لعلي أخرج بنتيجة تفسر مايحدث في كل يوم على أرض العراق ، فأحاول أن أضع كلمة بجانب أخرى .. وسطراً بعد سطر .. وصفحة تلي صفحة .. حتى أرى أمامي مقالاً صحفياً أستطيع أن ادفع به الى ( كتابات ) .. ولسان حالي يقول : ( أعانك الله يازاملي في كل ماتتسلم على بريدك .. وربما هذا المقال أحدها ..!! )

نعم .. لم أرتكب خطأً في التعبير ، ولم تتشابك الكلمات وتختلط ، بما في ذلك عنوان مقالي هذا ..
نعم .. إنه هَوَس متابعة الخبر !
نعم .. إنها نقمة ، وأي نقمة أن تفكر !
نعم .. إنها غابة فريدة من نوعها ، ليس لها مثيل لا في أحراش الأمزون ، ولا في مجاهل أفريقيا ، ولا في غابات الهند !

إنها قصة .. قد تكون ورَدَت في قصص ، كليله ودمنة ، أو في حكايات ألف ليلة وليلة .. أو بقيت في جعبة الجدات والأمهات يروينها جيلاً بعد جيل ..!

تقول الحكاية :

يحكى أنه كانت هناك غابة خضراء وارفة الظلال .. كثيرة الخيرات .. إستولى عليها يوماً أسد نزق يحب البطش والتفرد ، وينصب نفسه حين وحيث يشاء ، ملكاً مطلق السلطة على أراضي حيوانات الله !
ولكي يتسنى له ذلك ويتمكن مما يريد .. قام وبمساعدة الثعلب بترهيب وقتل وطرد من يخشى جانبهم ويخاف صولتهم .. وكانت تلك أول خطواته وإنجازاته !

وحين تمكن من ذلك ، وتقديراً لخدمات الثعلب ، قام بتعيينه رئيساً لوزرائه .. على الرغم من أنه كان بدون وزراء إلا بعض من يختار له الثعلب ، من الثعالب الصغار والقرود وحشرات الأرض وديدانها ..

ولكي يضمن ، بقاء رئيس وزرائه ، وهو الملك المتفرد بحكم الغابة .. كان عليه أن يطلب منه أن يجمع له من يؤيد قراراته ، ويصدّر له القوانين.. كقانون التحكم بخيرات الغابة ، وقانون إنتخاب لأدارتها ، وقانون معاهدة طويلة الأمد يقبل بها أهل الغابة (الفارغة ) لتضمن له التسلط والتحكم في المستقبل ، فقام الثعلب بمكره المعروف وبتوجيه سيده المطاع ..
باختيار الحمار لهذه المهمة ..!!

وهكذا تبلورت الصورة الجديدة للغابة في مركزها الخصب .. وبقي الآخرون يحومون حولها وفي أطرافها .. يدخلون اليها أحياناً ، تارة بالحيلة والتسلل ، وتارة بالعنف ، وأحياناً بالمهادنة .. أو مانسميها بلغة العصر الحديث ، أو بلسان البشر .. ( السياسة ) !!

بعد حين ، يبدو أن الحمار بدأ ( يلعب بذيله ) كما يقال .. فبدأ ببعض الحمير الصغار ، وهو بالطبع يتعاطف معهم لأنهم أبناء جلدته ! بأن سمح لهم مع بعض القرود التسلل من مناطق ( الجوار ) ، وذلك في غياب ضوء النهار ، وإختفاء سكنة الغابة من الأقوياء ، وعتمة الليل الطويل ، لكي يلهوا ويلعبوا في الغابة .. ويحاول أن يستفيد من وجودهم لكي يزهو ويفخر بسلطته وأفضاله عليهم ، كما بدأ يغمض العين عن تحركاتهم وتحركات الحشرات والديدان وسرقاتهم لبعض ثمار الغابة ، والتي لايحق لأحد لمسها إلا بأمر الأسد صاحب القرار الأول والأخير بإعتباره ملك الغابة ..!

ومضى الحال ، حتى فاحت الروائح النتنة ، وبدأ أولئك يصدقون أنهم ذوي شأن ، وأن لهم حرية التصرف ، كما أن لهم حقوق في الغابة وما تحويه من كنوز وخيرات .. واصبحت للسرقات مسميات جديدة ، مثل إعادة بناء الغابة ، وتعميرها ، ودخلت مصطلحات العصر التي أتت مع الملك ، مثل الإستثمار وحرية التحرك والرأي أو ما يسمى في عالم البشر : ( الديمقراطية و حرية الكلمة وحرية الإنتخاب ) وغير ذلك من الأمور التي صَعُبَ عليهم في البداية فهمها ، ثم وجدوا أنه من الأسهل وضعها بصيغة جديدة تختلف عن غيرهم من خلق الله ، لسهولة تمريرها ،.. وذلك ماكان ..!

وجاء اليوم ، حين وجد أسد الغابة الحاكم المطلق بأمر القوة والسلطان ، أن عليه أن يفعل شيئاً .. فأرسل في طلب الثعلب ، ليسأله عما يحدث .. ولما لم يجد لديه الجواب الشافي .. قرر وضعه في موقف محرج لكي يختبره .. ثم طلب منه أن يجلب له الحمار لكي يأكله ...!

واحتار الثعلب ، رغم دهائه الذي عرف عنه ، وحيله التي إشتهر بها .. ولكنه وافق على مضض ، فالتضحية بالحمار أو بالحمير خير من فقدان مركزه بصيحة واحدة من الأسد ، خصوصاً وأن هذا الأخير هو من كان قد جلبه من إحدى أطراف الغابة بعد أن كان مغموراً ووضعه في منصبه !

وفي الأخير ، ذهب الى الحمار ..

وبما عُرِفَ عنه من دهاء وحيلة ومعسول الكلام .. جلس الى جانب الحمار ، وقال له :
مولانا .. وولي نعمتنا ، ملك الغابة .. يريد أن يقابلك ، لكي يلبسك التاج .. ويكرمك على خدماتك !
ولأنه حمار .. فقد صدّق كلام الثعلب .. وذهب معه
وما أن حضرا الى مقر الأسد ! حتى نهض الأخير ، ورفع يده ليبطش بالحمار .. فأصابت أذنيه الكبيرتين وقطعتهما .. فهرب الحمار !

إستشاط الأسد غضباً ، وقال للثعلب .. يجب أن تحضره من جديد !
واحتار الثعلب بهذا الموقف الذي يزداد صعوبةً وتعقيداً !!
ولأنه لاسبيل لمخالفة الأوامر ( العليا ) .. ذهب الى الحمار مرة أخرى !

جلس اليه .. وقال له .. لماذا هربت .. إنك حقاً لاتفهم شيئاً في أساليب التعامل والسياسة ؟
لقد أراد مولانا ، أن يزيل أذنيك ، حتى يستطيع أن يضع التاج على رأسك .. فتعال معي !
ومرة ثانية .. ولأنه حمار ، فقد صدّق كلام الثعلب ، وذهب معه الى الأسد !
وحين رفع الأسد يده ليبطش به ، أدار ظهره يريد الهرب مرة ثانية .. فأصابت يد الأسد ذيل الحمار فقطعته ..!
إنه أسد ، ولكنه كما يبدو أحمق ، لايحسن إلا الضرب العشوائي بتهور واستهتار !!

واستشاط غضباً لفشله المرة بعد الأخرى .. والتفت الى الثعلب ليطلب منه أن يجلب الحمار .. وإلا !
ذهب الثعلب مرة أخرى الى الحمار .. يؤنبه على غبائه وتسرعه في الهرب .. وقال له .. كيف تهرب ألا تعلم أن الأسد قد تعمد قطع ذيلك كي تستطيع أن تجلس على كرسي الحكم براحة وإستقرار ..؟
هيا لنذهب اليه مرة أخرى وعليك أن تعتذر منه على تسرعك وعدم فهمكَ ..!!

ولأنه حمار ، فقد توجه للمرة الثالثة الى الأسد ..
وهذه المرة .. لم يتركه الأسد يفلت .. فقد قضى عليه وأكلهُ ..!

إلتفت الأسد الى الثعلب .. وقال له ..

هذه المرة أريد منك أكثر من حمار مطيع لايخالف أوامري في التحكم بشؤون الغابة ، لأنني أفكر في تقطيعها ..! ولكن..
ربما من الأفضل ، أن تجلب بعض الثعالب من بني جنسك ليتولوا المهمة .. ولابأس أن يكون معهم بعض صغار الحمير المطيعين .. وكذلك بعض القرود .. ومن يشاءون من الحيوانات على شرط أن تسمع وتطيع .. فنحن هنا نريد تعاون الجميع .. ونريد للجميع أن يستفيدوا ويفيدوا .. لقد سمعت أن البشر يسمّون ذلك ( الديمقراطية ) .. أنا أفهم ذلك .. ولكن يجب عليهم أن يفهموها كما أريد أنا لاكما يريدون هم .. لكي يعيشوا في الغابة ، بعد أن أصبحت مُلكاً لنا ..!

هزّ الثعلب رأسه .. وانتشى لكلام الأسد ، فها هو قد وافق أخيراً على تولي الثعالب حكم أجزاء الغابة المنكوبة ..!
وبدأ العمل على الفور .. واجتهد في إختيار مجموعات ( سمعاً وطاعة ً ) .. فهناك الكثير من المكاسب يريدها الأسد .. وهناك مكاسب يريدها الثعالب ، وهاهم سوف يحصلون عليها بفضل دهائه وتقربه من الأسد .. وسوف يعترفون به الآن أنه فوقهم ، وأنه الكبير .. والحكيم ..!!!

lalhamdani@yahoo.com

www.alialhamdani.blogspot.com

Friday, April 11, 2008

نوري المالكي .. فرزاد باسوف .. والسياسة البريطانية ..!

نوري المالكي .. فرزاد باسوف .. والسياسة البريطانية ..!

علي الحمــداني

كلنا يعرف نوري المالكي .. رئيس الوزراء العراقي الحالي .. وسياسته الداخلية والخارجية وصولاته وأيضاً شطحاته ..!
وكثير منا ربما عدا الشباب من الجيل الجديد ، يتذكر البريطاني ، الإيراني الأصل ، فرزاد باسوف الذي أُتهم بالتجسس ، وأعدمه صدام حسين في 15 آذار / مارس 1990 ..!
ولكن ربما القليل منا فقط ، مَن يعرف حقيقة السياسة البريطانية الخارجية إلا بظواهر الأمور ..!

قطعاً سيتبادر الى ذهن القارئ .. ماهو الربط بين المفردات الثلاثة في عنوان هذا الموضوع .. ؟
لنبدأ حديثنا إذن ..

فرزاد باسوف ، إيراني ، يتكلم العربية والإنكليزية بطلاقة ، من مواليد 1958 ، في إيران . حضر الى بريطانيا عام 1985 .. والتحق بعد فترة وجيزة ، كصحفي في واحدة من أبرز الصحف البريطانية وأرصنها ، تلك هي صحيفة " الأوبزرفر " .
شارك مع وفود صحفية تمت دعوتها الى بغداد عام 1989 ، لغرض كتابة التحقيقات الصحفية عن الوضع العراقي بعد خروجه من حرب السنوات الثمان مع إيران .. وإعادة الإعمار .
خلال وجوده في العراق ، وفي 19 سبتمبر 1989 .. حدث إنفجار هائل في مجمع الإسكندرية للتصنيع العسكري ، تناقلته وكالات الأنباء ، بالرغم من محاولة التعتيم عليه من قبل السلطات العراقية .. وذَكرت تلك الوكالات ، أن الإنفجار وقع في وحدة خاصة في المجمع ، في مصنع يعمل على إنتاج صواريخ بالستية متوسطة المدى ..!
في مطار يغداد الدولي .. وبعض الوفود الصحفية تتهيأ لمغادرة العراق .. تم إلقاء القبض على فرزاد باسوف .. وإقتياده الى جهة مجهولة .. مع صحفية بريطانية أخرى هي " دفني بارش " ..
تقول التحقيقات العراقية آنذاك أنه تم العثور في حقيبة بازوف على مجموعة صور في محافظة بابل ومجمع الإسكندرية للتصنيع العسكري ، وكذلك حمل معه بعض الأتربة من المنطقة لغرض إجراء فحوصات مختبرية عليها في بريطانيا لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على أية إشعاعات نووية ..!
تم إطلاق سراح الصحفية بارش ، بتدخل من الزعيم الأفريقي " كويث كاوندا " ، في حين بقي بازوف رهن التحقيق في سجن أبو غريب ، لمدة ستة أسابيع ..
لأهمية موضوعه ، تدخلت لإطلاق سراحه آنذاك " ماركريت تاتشر " رئيسة الوزراء البريطانية ، حيث إتصلت بالرئيس العراقي صدام حسين ، ووعدها خيراً ..! ثم أرسلت له رسالة خاصة عن طريق السفير البريطاني في بغداد ، وأجابها صدام عليها ، بأن طمأنها ، ووعدها بتحقيق قضائي عادل مع بازوف سوف ينتهي قريباً ..!
ذلك الوعد لم يتم .. بل تم محله إرسال فرزاد باسوف ، في صندوق خشبي على متن إحدى طائرات الخطوط الجوية العراقية ، بعد أن تم تنفيذ حكم الإعدام فيه ..!!

لم تصدر تصريحات كثيرة عن الحكومة البريطانية حول الموضوع ، كما هي عادة الساسة البريطانيين وفلسفة السياسة البريطانية وأسلوبها ..!! بل تولت الصحافة .. وخصوصاً الأوبزرفر إستنكار ماحدث ، ومحاولة تبرئة ساحة بازوف ، وأنه ليس جاسوساً ، بل صحفياً عادياً .. مع التهجم على القرار العراقي ..
ولكن صدر الأمر الى طاقم السفارة البريطانية في بغداد بمغادرتها والعودة الى بريطانيا .. وألغيت بعض الزيارات الرسمية لوزراء بريطانيين كان من المقرر إجرائها ..!

ثم وبأسرع مما هو متوقع هدأت العاصفة .. وكأن أمراً علويا قد صدر الى الصحافة .. والساسة البريطانيين ..!
هكذا هو شأن السياسة البريطانية دائماً .. لمن لايعرف عمق هذه السياسة ..!

بعد 13 عاماً .. على حادث إعدام فرزاد باسوف ، وفي عام 2003 تحديداً ، بعد سقوط العراق تحت الإحتلال ، كانت من أوائل المهام التي قامت بها القوات البريطانية ، هي القبض على " كاظم عسكر" ، العقيد في المخابرات العراقية .. والذي كان مسؤولاً عن التحقيق مع بازوف ، قبل ثلاثة عشر عاماً مضت ..!!!

وقبل نفس المدة الزمنية تقريباً ، وكما هو معروف ، قامت " ماركريت تاتشر " رئيسة الوزراء البريطانية .. بجولاتها المكثفة الى أميركا .. وممارسة ضغوطاً غير عادية على جورج هربرت بوش ( الأب ) رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، لضرب القوات العراقية التي كانت قد إحتلت الكويت ، وكذلك ضرب بغداد بالصواريخ مع بداية عام 1991 .. ثم إدخال النظام العراقي تحت الحصار الإقتصادي والسياسي وفرض مناطق الحظر الجوي في سماء العراق ..!

هذه هي قصة فرزاد باسوف .. وهكذا كانت ردة الفعل السياسية البريطانية ببرود ودهاء كما هو معروف عنها ..!
لقد كانت كما يقال " القشة التي قصمت ظهر البعير " ..!


وبالعودة الى نوري المالكي .. وآخر أكبر شطحاته السياسية على مدى سنتين منذ أن تولى رئاسة الوزارة في العراق .. وأعني بها أحداث البصرة الأخيرة .. أشعر أن ثمة مقارنة بين الحادثتين مع ماقد يبدو من غرابة في ذلك ..!

ولنبدأ القصة من الأخير ، ومن وجهة النظر والموقف السياسي البريطاني .

مساء الخميس 10 / 4 الجاري .. أذاعت القناة التلفزيونية البريطانية الرابعة ، وفي نشرتها الإخبارية المسائية الرئيسية ، لقاءاً أجراه " جون سمبسون " المذيع والصحفي البريطاني البارز ، مع قائد القوات البريطانية في العراق " جوليان فري " ، ومقره في مدينة البصرة يتعلق بالأحداث الأخيرة وتداعياتها .

جون سمبسون ، رجل المهمات الصعبة ، كما يسمى ، هو من أوائل من غطى أحداث غزو الكويت عام 1990 ، وأحداث الهجوم الذي قادته أميركا وبريطانيا على الجيش العراقي في الكويت بداية عام 1991 ، ثم ومن العاصمة بغداد تولى تغطية الهجوم الجوي والصاروخي عليها في نفس الفترة ، وكذلك قام بالإنتقال الى بغداد في آذار / مارس عام 2003 ، لتغطية الهجوم الجوي على بغداد وبقي الى مابعد سقوطها في 9 نيسان / أبريل من نفس السنة ..!
عُرف عنه بتغطية الأحداث الساخنة في العالم كمراسل حربي ، وقد نقل الكثير من أحداث الحرب في أفغانستان على حكومة طالبان والقاعدة .. كما أنه عُرف بكتاباته وتحليلاته الصحفية في كبريات الصحف البريطانية ، ومن خلال شاشات التلفزة ..

قال سمبسون ، للقائد البريطاني ، بتعقيب ذكي ذي دلالات : ( إذا كان المالكي قد أدار ظهره لنا في البصرة .. والتفت الى القوات الأمريكية لطلب نجدته وإنقاذ حياته .. فلماذا إذن قد وضعنا 4000 جندي بريطاني في البصرة ، ولماذا نعرّض حياتهم للخطر ...؟؟ )

تأتي هذه المقابلة التلفزيونية ، مساءيوم الخميس 10 / 4 كما ذكرنا ، وكانت الصحف البريطانية قد خرجت في الصباح بمقالات وتعليقات حول الموضوع ، كان من أهمها ، وذلك نظراً لأهمية الصحيفة وثقلها ، هو مانشرته صحيفة " التايمز " .. حيث وصفت العلاقات السياسية بين بغداد ولندن ( بالفاشلة ) ، حين إستنجد المالكي المحاصر في القصور الرئاسية في البصرة ، بالقوات الأمريكية لإنقاذه من موت محقق على أيدي جيش المهدي ، بعد أن فشلت قواته عسكرياً وأصبحت على شفا كارثة حقيقية ..!

وتضيف الصحيفة ، أن القوات البريطانية الموجودة في قاعدة بمطار مدينة البصرة ، لم يطلب منها المشاركة لدعم القوة العراقية المهزوزة هناك ..! وقد ذكر مصدر عسكري بريطاني أن القوات الأمريكية كانت في البصرة ( 150 فرداً كان مع القوات العراقية أصلاً في البصرة ، و550 جندياً آخر أرسل للنجدة من بغداد لاحقاً ) ، كانت هذه القوات تأكل وتنام مع نظيرتها العراقية ، وتنفذ مهمة كان يفترض أن تقوم القوات البريطانية بتنفيذها ..!
إنه ( إخفاق كبير للدبلوماسية البريطانية بسبب المالكي ) ! خصوصاً وأنه وخلا ل العملية العسكرية في البصرة ، أهمل مقابلة القائد البريطاني " جوليان فري " وقابل فقط القائد الأمريكي هناك " لويد أوستن " ..!

وقال المصدر العسكري للصحيفة .. أن المالكي كان ( مستاءاً) من الإتفاق البريطاني مع جيش المهدي في العام الماضي ، حين إتفقا على عدم مهاجمة القوات البريطانية عند إنسحابها من مدينة البصرة الى قواعدها خارجها .. وأطلق البريطانيون لقاء ذلك سراح عدد من قياديي التيار الصدري كانوا محتجزين لديهم ..!
لهذا السبب ، ( زعل ) المالكي على البريطانيين .. والتجأ الى الأمريكان ..!

يعني تصرف المالكي كان ينطبق عليه المثل الشعبي العراقي .. ( إجا يكحلها عماها ..!!! )

وقبل يوم واحد أيضاً ، من مقال الصحيفة البريطانية ، ومقابلة سمبسون التلفزيونية ، أي في 9 / 4 ، صرح السفير الأمريكي في بغداد " رايان كروكر " ، والذي كان موجوداً في واشنطن مع قائد القوات الأمريكية في العراق " بتريوس " ، صرح لصحيفة " نيويورك تايمز " الأمريكية بالقول :
( إن جيش المهدي كاد أن يفتك بالمالكي ، لولا أن سارعت القوات الجوية الأمريكية والبريطانية لإنقاذ حياته ، بعد أن طلب النجدة منّا ، وبعد إلحاح شديد !!

طبعاً ، لم يفت كروكر ، من توجيه إنتقاد لاذع للمالكي لسببين ، الأول عدم إبلاغ القيادة الأمريكية بعملية ( صولة الفرسان ) !! ، إلا قبل 24 ساعة فقط .. والثاني أنه أكد ـ أي المالكي ـ للقوات الأمريكية إستعداد وقدرة القوات العراقية على حسم الموضوع !!

ونحن نقول .. كيف يمكن لجيش وشرطة من ميليشيات مرتزقة ، وقيادات هشّة ، وبقيادة قائد عام للقوات المسلحة ـ ومع إحترامي التام لكافة المهن ـ كان حتى خمس سنوات مضت ، صاحب محل لبيع ( السبح ) في منطقة السيدة زينب في دمشق ..! أن يدير عملية عسكرية صعبة ، لأنها حرب عصابات وحرب مدن .. وبعد كل ذلك يحسم الأمر وينتصر (.! )

وبالعودة قليلاً الى الوراء .. وقبل إنفجار الأزمة السياسية بين المالكي وبريطانيا .. وإحراج الأخيرة وبالذات الى يوم 5 / 4 ، حيث ظهر مقال على صحيفة " التايمز " أيضاً .. وبعنوان غريب هو :
( نوري المالكي يطالب الميليشيات بإعادة 50 مدرعة عراقية ..! ) كتبه مراسلها في بغداد " جيمس هيدر "
ننقل مقتطف من هذا المقال بالنص :

( وصف رئيس الوزراء العراقي المنهك نوري المالكي ، يوم أمس ، أن عملياته العسكرية ضد الخارجين على القانون ، كانت ناجحة ، على الرغم من أنه إستجاب للسلام مع الميليشات التي يقاتلها

إن رئيس الوزراء ، الذي يبدو مستقبله غير مؤكد ، سأل قادة ميليشيا المهدي بإعادة 50 سيارة ومدرعة عسكرية عراقية كانوا قد إستولوا عليها خلال المعارك ..!!! ثم يقول ، أنه ماضٍ قدماً في خططه العسكرية لفرض القانون والإستقرار !!

ثم قال المالكي في تصريحه بالحرف :

سمعنا أن أحد الأحزاب السياسية عن طريق ميليشياته ، قد إستولى على 50 سيارة تعود للحكومة .. أقسم بالله أنني لن أغادر البصرة قبل أن أسترجعها ، ومهما كلفني ذلك !

أنا مستعد لكي أعطي سيارات بدلها الى أولئك الذين إستولوا على سيارات الحكومة ، إذا ماتم إرجاعها الينا !! وبذلك نستطيع الحفاظ على سيطرة القانون (.!) )


هل تصرف المالكي بحماقة .. ففشل ..؟
هل ورّطه الأمريكيون ، وأدخلوه في النفق المظلم .. أم كان ذلك عن جهل وغباء سياسي ..؟
وهل يعقل أن الأمريكان لم تكن لديهم المعرفة عن تحركات الجيش العراقي إلا قبل 24 ساعة فقط من حدوث عمليات البصرة ، كما قال كروكر ..؟
أم هل لعب البريطانيون ورقتهم الرابحة .. وفي الوقت المناسب ..؟
فهل سيكون ماحدث .. وماتركه من آثار ، لازالت تتحدث عنها وسائل الإعلام والسياسة البريطانية ، هي مرة ثانية .. " القشة التي ستقصم ظهر البعير " ..؟

من يرى السياسة من الظاهر .. يعتقد أن زمام الأمور السياسية بيد الأمريكان ..
ومن يطلع على أعماق السياسة البريطانية من أحداث التاريخ .. سوف يدرك العكس ..

فهل يرى المالكي مايراه ساسة العالم ..؟

وهل هو يدرك أبعاد تصريحات كروكر وبتريوس .. فيخرج علينا أمس علي الدباغ الناطق بإسم المالكي ليصف لنا تقرير كروكر ـ بتريوس أمام الكونغرس بأنه : ( تقرير جيد ومهني ) ..!!
فهل فات علي الدباغ ورئيس وزرائه قراءة الفقرة الواردة في التقرير والتي تقول : ( أن الوضع في العراق هش وقابل للإنتكاس ) ..؟؟

أم أننا أصبحنا كالنعامة فعلاً ، وقد دفنت رأسها في الرمال .. وتصدق ، أن أحداً لايراها ..؟؟

lalhamdani@yahoo.com

www.alialhamdani.blogspot.com

Wednesday, April 9, 2008

لكي لا ننسـى ..! 8


لكي لا ننسـى ..! 8
الحلقة الثامنة والأخيرة

علي الحمـداني

ما أقدمه للقارئ العزيز في هذه الحلقات ، هو ليس من أفكاري أو جهدي الشخصي ، ولا فضل لقلمي فيما سأكتب .
إنه عبارة عن نقل وبتركيز لكتاب صدر قبل سنة ، في آذار 2007 . وقام بتأليفه مجموعة من الكتّاب والمفكرين العراقيين .

إسم الكتاب : ( العراق المغدور ـ نافذة على بعض ماأخذته يد النظام الإيراني الآثمة من العقول والكفاءات العراقية ـ )

إنها نافذة جديرة بالنظر منها على ماجرى ويجري للعراق الذي تم ذبحه بدم بارد من قبل الإحتلال الغربي ، والإحتلال الإيراني ، وأزلام وأذناب وعملاء الإحتلالين ممن يسمَون (حكومات عراقية )
إنها حقائق الماضي والحاضر .. لكي لاننسى في المستقبل ..
فيما يلي الحلقة الثامنة والأخيرة :

--------------------------------------
--------------------------------------


آخر سطر أنهيتُ به حلقة الأمس ( السابعة ) كان :
( الغريب في كل ماذكر .. هو كيف التقى الهدف الإسرائيلي ـ الأمريكي ، مع الهدف الإيراني وميليشياته في العراق ..؟ )

نعم .. لقد التقى النظام الإيراني ( الإسلامي ) ، مباشرة أو من خلال أعوانه وعملائه في العراق .. إلتقاءاً مباشراً مع ما فعلته إسرائيل وأميركا في العراق وبحق عقول وكفاءات وشخصيات البلد وأبنائه ، إلتقى في الهدف والتنفيذ والنتيجة ، تشهد على ذلك الأحداث التي إستعرضناها في الحلقات الست الأولى من هذا المقال ، وكذلك أسماء ( 745 ) ضحية تم إغتيالهم .. منهم رجال دين ، ومنهم شيوخ عشائر ، ومنهم رؤساء أحزاب وكتل سياسية ، ومنهم رجال إعلام وصحافة ، ضباط جيش وطيارين سابقين ، موظفين إداريين ، أساتذة جامعة وعلماء وأطباء ، ولهذه الشريحة الحظ ألأوفر من النقمة الأمريكية ـ الإسرائيلية ـ الإيرانية ، وكما ورد في الحلقة السابعة ..

وحتى رئيسة جمعية إنسانية وهي السيدة " فليحة أحمد " رئيسة " جمعية النساء والأطفال بلا حدود في العراق " أرديت قتيلة من قبل من يرتدي زي الشرطة العراقية !! بتاريخ 8 / 11 / 2006 .

الأسماء الواردة هي المتيسرة لنا حتى عام مضى من الآن .. وللقارئ الكريم أن يتصور عدد من أُضيفوا اليها منذ آذار / مارس 2007 وحتى يومنا هذا ، وعلينا أن نتصور كذلك مئات الآلاف من المواطنين العاديين الأبرياء من ضحايا العنف والتخريب الذين قضوا طوال هذه السنوات ...!!
كذلك هناك قائمة من المختطفين والمهددين نُشِرت حتى تاريخ 4/4/2008 ..

لكي لاننسـى .. ولكي لاننساهم ...
ونحن في ذكرى يوم سقوط العراق تحت الإحتلال ( أو كما تسميه حكومة العراق العميلة ، وبدون خجل " اليوم الوطني " أو " يوم التحرير "..!
اليكم أسماء بعض الضحايا من رجال دين وشخصيات عشائرية ووطنية ، تمت تصفيتها . أما الضحايا من الأكاديميين والأطباء وغيرهم ، فقد نشرنا المواقع الألكترونية التي يمكن الرجوع اليها وذلك لكثرة أعدادهم ، مما يصعب معه نشر أسمائهم ومناصبهم :

شــهداء الغدر والخيانة في العراق :

* آية الله السيد محمد الموسوي القاسمي ، أمين عام حزب الوحدة الإسلامية ، .. أدان بيان حزبه إيران بالجريمة * عبد الرحيم نصر الله الشمري ، أمين عام حركة العدالة والتقدم الديمقراطي في العراق .. أدان بيان حركته إيران يعملية الإغتيال * الشيخ حامد محمد باقر السهيل ، شيخ عشيرة بني تميم .. أدانت عشيرته إيران * محمود الهاشمي وعامر الهاشمي و ميسون الهاشمي .. شقيقي وشقيقة طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية ، أمين عام الحزب الإسلامي ..! * طه مطلك ، شقيق صالح المطلك ريس جبهة الحوار الوطني ، أدينت قوة قدس بعملية الإغتيال * محمد شهاب الدليمي ، الناطق الرسمي بإسم جبهة " مرام " .. أدينت إيران رسمياً باغتياله * محمد رضا محمد محمود الصنكاوي ، من قادة الجماعة الإسلامية في كردستان ، ونائب عن التحالف الكردستاني * علي عبد الحسين كاظم الشمري ، عضو الحزب الشعبي القومي العربي في العراق ، وموظف في وزارة الدفاع ، عُرفَ بمعارضته لتدخلات إيران في العراق * الدكتور ثائر حسن الجبوري ، من الشخصيات الوطنية في محافظة ديالى * فارس عكاب حسون ، مدير ناحية العظيم في ديالى ، معروف برفضه لتدخلات إيران * الشيخ رائد الجحيشي ، أمين عام منظمة الشهداء والسجناء السياسيين في العراق ، من الدعاة الى قطع أذرع التدخل الإيراني في العراق * السيد علي رضا الحيدري ، محافظ بغداد السابق ، من الشخصيات المعارضة للنظام الإيراني * الدكتور مزهر الدليمي ، رابطة الدفاع عن حقوق الشعب العراقي * المحامي سعدون الجنابي ، محامي عواد حمد البندر في محاكمات صدام حسين ، أكد حميد فرج الجنابي ، رئيس عشيرة الجنابيين ، أن لديه أدلة على إغتياله من قبل عملاء إيران في الحكومة العراقية * المحامي خميس العبيدي ، أحد محامي فريق الدفاع عن صدام * المحامي عادل محمد عباس ، أحد محامي فريق الدفاع عن صدام * محمد قاسم أحمد البياتي ، مدير ناحية سلمان باك ، عرف بمعارضته الشديدة للتدخلات الإيرانية في العراق *
69 صحفي وإعلامي عراقي ، تمت تصفيتهم حتى آذار 2007 !!


الشهداء من الأكاديميين والعلماء والأطباء العراقيين ، كما نشرتها اللجنة الإنسانية الأوربية :
( (BRussels tribunal )

القائمة تتضمن ( 346 ) ضحية من كبار الأساتذة ، بعضهم بدرجة بروفيسور ، ويمكن الإطلاع على أسمائهم ومناصبهم بالكامل على الموقع التابع للمنظمة أعلاه :
)www.brusselstribunal.org/academicsList.htm )

وقد أضيفت وعلى نفس الموقع من قبل المنظمة ، قائمة جديدة بأسماء ( 75 ) شخصية أخرى من العقول والكفاءات العراقية ، ممن تم خطفهم ، أو تعرضوا للتهديد ، وحتى تاريخ صدور القائمة في 4/ 4 / 2008 .!

كما نشرت ( رابطة التدريسيين الجامعيين ) وهي منظمة مهنية عراقية مستقلة ، قائمة بأسماء (193) ضحية من العقول والكفاءات العراقية ، مابين 9/4/2003 و 8/3/2006 .. يمكن مراسلتهم على :
Aul_iraq@yahoo.com

لاأجد بعد ثمان حلقات من هذا الموضوع المحزن والمؤسف لما يجري للعراق وأبنائه ، إلا أن أعيد نشر قصيدة لي يرجع تاريخها الى حوالي السنتين .. وما أشبه اليوم بالبارحة ..

وأقول في يوم 9 نيسان 2008 ، رحم الله جميع شهداء وشهيدات العراق من رجال ونساء وأطفال ذهبوا وذنبهم الوحيد أنهم : عراقيون .. عراقيون ..

lalhamdani@yahoo.com
www.alialhamdani.blogspot.com


ــ إنتفاضة قلم ــ


ذبحوكَ ياعراقُ
وذبحُ االشاةِ أرحمْ
وأحرقوا التمرَ
أحرقوا البُســتانَ والزهرَ
والبرعمْ
جعلوا ســــوادَ الليلِ دهراً
ونور الصبح كالليل أظلمْ
والنائحات من ثكالى
من صبايا ...
يبكين زوجا وإبنا وأخا وأبا
وطفلا قد تيتمْ...

لم يسلم النهر ولا الأرض ولا الصخر
من حقدٍ ملثمْ
وبابل وآثار السنون الغر
من حضارة الإنســان .. يطلبون الثأر
بخبثٍ منظمْ
مساجدٌ ومقاماتُ كرام غدت
حرائق ونبع دمْ
وأضعف ألإيمان عند الحاكمين
قد بات هذا اليوم أبكمْ


بنتُ النخيل وشطآنها
محمرةُ الوجنتينِ خجلا
من عارٍ قد كُظِمْ
من عصاباتِ السارقين
من حُثالاتِ الداخلين
تسرق من أرضها الذهبَ
وتزرع الســـــأمْ
يقتسمون الغنائم بينهم
من نفطها ... من أرضها
كوحوش غاب تأكل ماحَرُمْ
بفتاوى طاغوتٍ بعمامةٍ
ُمؤيدٌ ومُلتَزَمْ
نعلم عنه قصصا .. وأحاديثا .. وجرمْ
فيا خجلا .. ويا عارا .. مما عُلِمْ

ألفٌ ونيفٌ من الإسلامِ
يدعونها ثأرا
بشعاراتِ الحقدِ
تعلوها
صورةُ شَـــيطانٍ مُعَمّمْ
زرعوها في الدروبِ
أشجارا وزقوما وعلقمْ
يعملونَ بهمةٍ خدماً للسادةِ الأشرارِ
حين دَعَوا
أن هذا الإسلامَ
هو العدو الآنَ
فقتّلوه وحرّقوه وأنفوه من الأرضِ
أو ابقوه ملجمْ

ويريدونَ أن نُصَدّق
أن هذا السُمّ
في الخطاباتِ والتصريحاتِ يُقدمْ
ليس ســماً
إنما حلوى وبَلْسَــــمْ
ويريدونَ أن نُصَدّق
أن سُراقَ النهار
في مقاعد الجلد الوثيره
ليسوا سراقا بل مصلحينا
وقد جاءوا لنســـلمْ
وَسَيُعطونَ الشعبَ .. كل الشعبِ
أنفالا ومغنمْ
يالسخريةِ الأيامِ من هزالٍ قد تأقلمْ

عُصَبٌ وأشياعٌ وأحزابٌ
فهذه (بدرٌ) وتلك (فضيلةٌ)
وذلك (حزبٌ إسلاميٌ) مُنَظّمْ
بإسم محمدٍ .. وعليٍ .. والمهدي
قاموا وقالوا
والله يشـــــهدُ كذبهم
وكلهم بَراء مما تقدمْ

شِيعٌ وأحزابٌ
تنمو
كخضراءِ الدِمَنْ
حيث العِرقُ دَسّاسٌ
من قمامةٍ ومن زبلٍ رُدِمْ


يرجونَ تقطيع العراقِ
ويدّعون ..
ويحلفون ..
تقية مرةًَََ .. ومرة ينافقون
أنهم العاملون
لوحدة شعبٍ قد تحطمْ

هل عادَ عباسُ الصَفَويُ
بعباءةِ أجهمْ
أم أن أبرهة قد عاد مُعَمّمْ
أم كان هولاكو في سبيه
أرحمْ

ألم يعلمِ القابعونَ
في (الخضراء) آمنونَ .. ألم يَعلمْ ؟
أن " جراحَ الشهيدِ فَمٌ "
ويقولون .. ويكذبون ..
بأنهم مَنْ قد ظُلِمْ !
ويقسمون ويقتسمون
مع أولئك المحتمون
في الجبالِ
يضيّفون ويُكرِمُون
أبناءَ صُهيون
في خفيةٍ وتكتمْ ..
هَزُلَ الغباءُ حتى
قد باتَ مُعَلّمْ ..!


بلادي قد داستها أقدام الغزاةِ
بلادي وطأتها أقدام عجمْ
حاقدينَ على العُربِ
والإســــلامِ
والإنســـانِ
وكل تراثٍ قد بنته أممْ

من بلادهم ومنهم قَدِمَ الحاكمون
يدعون أنفســـــــــــهم عراقيون
وكروشــهم ملأى
بأنواع الحِممْ
من مالِ سُـحْت .. ومن كلِّ مُحَرّمْ
فغدت بلادي
خرائـبٌ ودمْ

سرقوا البسمةَ
كما سرقوا النفط
وأعراض الحرائر .. وكلمات القلمْ
ويقولون بفمٍ عَفْنٍ
إن الرخاء والأمن قََدِم
ويقسمون ...
وياله من قســـــــمْ
من كذابٍ أشْرْ
حَوّلَ الخير في بلادي
الى فُسقٍ وُظُلمْ

حَوّلَ النورَ في بلادي
الى ليلٍ وظُلَمْ
أنهم جاءوا
لقتلِ فِرعونَ .. إنه طغى
فكانوا الفِرعونَ وكانوا الصَنمْ
ياشعبنا المظلوم
ياشعبنا المظلوم
من سَــيَكسُــرُ الصَــــنَم.ْ.....؟


علي الحمداني
23/ حزيران ـ يونيو/ 2006

Tuesday, April 8, 2008

لكي لا ننسـى ..!


لكي لا ننسـى ..!
الحلقة السابعة

علي الحمداني

ما أقدمه للقارئ العزيز في هذه الحلقات ، هو ليس من أفكاري أو جهدي الشخصي ، ولا فضل لقلمي فيما سأكتب .
إنه عبارة عن نقل وبتركيز لكتاب صدر قبل سنة ، في آذار 2007 . وقام بتأليفه مجموعة من الكتّاب والمفكرين العراقيين .

إسم الكتاب : ( العراق المغدور ـ نافذة على بعض ماأخذته يد النظام الإيراني الآثمة من العقول والكفاءات العراقية ـ )

إنها نافذة جديرة بالنظر منها على ماجرى ويجري للعراق الذي تم ذبحه بدم بارد من قبل الإحتلال الغربي ، والإحتلال الإيراني ، وأزلام وأذناب وعملاء الإحتلالين ممن يسمَون (حكومات عراقية )
إنها حقائق الماضي والحاضر .. لكي لاننسى في المستقبل ..
فيما يلي الحلقة السابعة :

--------------------------------------
--------------------------------------

( قبل أن نتناول قائمة أسماء ضحايا الغدر والجرائم الأمريكية والإسرائيلية ومعهما ضحايا الجرائم الإيرانية ومن كافة شرائح المجتمع العراقي لاسيما الشخصيات الفاعلة والمعروفة إجتماعياً وسياسياً وعلمياً .. أود أن أنقل للقارئ الكريم مقتطفات مهمة من مقال الأستاذ عماد الأخرس المنشور على صوت العراق بتاريخ 5/4/2008 لأهميته وعلاقته بالموضوع )


من يقف وراء كارثة وأد العقول العراقية ..؟

( ليطلع القارئ الكريم على هذه المأساة البشرية .. وأد العقول العراقية !! التي وردت في تقرير مجلة " المشاهد السياسي " البريطانية والمنشور في موقع " المرصد العراقي " بتاريخ 3/4/2008

الحكومة العراقية ملزمة بالتوضيح للعراقيين أجمع عن كل ماورد في هذا التقرير .
حقاً إنه تقرير محزن يتضمن إتهامات وإحصائيات وتوضيحات لأمور تتعلق بالقتل المستمر للعلماء والكفاءات العراقية .. وآخرها إغتيال الدكتور الجراح خالد ناصر " رحمه الله " في مدينة البصرة .

لقد تناول التقرير جريمة وأد العقول العراقية وتزايده بشكل ملحوظ خلال السنين الخمس الأخيرة حيث ضعف الدولة وفقدان الأمن .. أي إتهام غير مباشر للحكومات المتلاحقة بعد إسقاط صدام والى يومنا هذا ..!

إن الإحصائيات التي وردت في التقرير بدأت مع الإحتلال لذا فالجهة المسؤولة عنه هو الجهة التي شرّعت الإحتلال وأعني بها الأمم المتحدة وتشريعاتها وقوى الإحتلال ومصائبهم .. فنواياهم معروفة ولديهم مصالح لابد من تنفيذها ولا يهمهم حرق البلد المحتل وشعبه .

إذن لم تبقى إلا الحكومات المتعاقبة على حكم العراق " الجديد " في ظل الإحتلال والأجهزة الأمنية والمخابرات العاملة بأمرها .. ولهم أوجه أسئلتي .. أبدأها .. ألا يستحق التقرير المنشور في هذه المجلة توضيحاً من قبلكم ورداً على المعلومات الواردة فيه عسى أن يخفف من حزننا وألمنا ويطمئن البقية الباقية من العلماء ممن لم تصل لهم أيادي الغدر لحد الآن ؟ ألا يدخل الحزن الى قلوبكم وأنتم تقرأون إغتيال هذا العدد الكبير الرهيب من العلماء العراقيين ؟ هل هناك صعوبة في توفير الأمن لهذه النخبة الخيرة من المجتمع ومراعاة الأسبقية في تأمين الحماية لهم ؟ ألا يستحق هؤلاء عيشاً آمناً والأفضلية والتمييز عن بقية شرائح المجتمع ؟ هل يعجبكم أن يصبح العراق خالياً من العلماء والكفاءات وهل لديكم فكرة عن ظروف عيشهم في البلدان المتطورة ؟

وأعود لأسئلتي التي تتعلق بسير التحقيقات الجارية بهذا الموضوع .. أبدأها .. لماذا تسجل كل الجرائم التي تخص إغتيالات هذه النخبة الخيرة ضد مجهول والخشية والخوف من ذكر الجهات الساندة لها ؟ هل من الصعب على الحكومة ولمدة خمس سنوات متواصلة من الإغتيالات تشخيص الجهات التي تقف وراء هذا الإستنزاف لقادة العلم والتطور في العراق ؟ هل من المعقول أن يتم إعتقال شبكة تعدادها 8000 مجرم متهمين بهذه الجرائم ، ويتم إعدام 600 منهم ، ولم يتم الإمساك بخيط من خيوط الجريمة أو الجهات التي تقف وراءها ؟ ألا يفهم من توجيه الإتهام لهذا العدد الكبير لأن مايراد منه خلط الأوراق وتمييع الجريمة ؟ ألا تقع على عاتق الإحتلال مسؤولية حماية كل الأفراد في البلد المحتل ومنهم العلماء ولماذا الصمت وعدم توجيه الإتهام المباشر لهم ؟ وأخيراً .. إذا عجز محققيكم عن كشف خيوط هذه الجريمة النكراء فلماذا لايتم الإستعانة بمحققين دوليين أو لا تستحق هذه النخبة وهذا العدد هذا الإهتمام ؟

هذه بعض الأسئلة التي تدور بخلد المواطن العراقي .. وعلى الحكومة العراقية إثبات نزاهتها ومصداقيتها بتقديم الأجوبة التفصيلية المدعومة بالدلائل والشهادات وإعلان ذلك على الملأ .

ــ مجلة " المشاهد السياسي " البريطانية ، تفتح ملف إغتيال العلماء العراقيين ، وتكشف عن قتل "5500" عالم عراقي .. و " الفاعل مجهول " ..! ــ

في معلومات وردت لمجلة " المشاهد السياسي " ، أن عملية وأد العقول العراقية التي بدأت في اليوم الثاني لسقوط بغداد ، تتوزع بين أطراف ثلاثة :
ـ الطرف الأول هو " الموساد " الذي أوفد مجموعة سرية الى العراق لمطاردة العلماء والباحثين والمفكرين والأطباء ، لاسيما الطاقم النووي والكيميائي ، وتصفيتهم بناء على قرار متّخذ على أعلى المستويات !
ـ الطرف الثاني هو المخابرات المركزية الأمريكية ، التي قدمت عروضاً مغرية للعلماء العراقيين من اجل التعاون معها ، بينها تأمين عقود عمل لهم في الولايات المتحدة وضمان سلامتهم ، والذين رفضوا هذه العروض تمت مطاردتهم وتصفيتهم على مراحل !
ـ الطرف الثالث هو فريق عراقي ، وقد صدرت اليه التعليمات بالإنخراط في حملة التصفية بناء على توجيهات خارجية ( إيرانية في أغلبها ) ..!

حتى الآن ، كل ماصدر عن السلطات العراقية يقول : أن " جماعة مسلحة مجهولة " قتلت عشرات الأكاديميين والباحثين ، ولكن هذه الإيضاحات لاتكشف هوية هذه الجماعات لابصورة مباشرة ولا غير مباشرة .. المقصود أن يستمر التعتيم على المجرمين كي تتواصل عملية الذبح ..!

اللائحة الأولى التي نشرت ، والتي ضمت مئات العلماء العراقيين الذين تعرضوا للإغتيال ، ظهرت على موقع الكتروني عراقي هو موقع " البيّنة " إنفرد بنشر أسماءهم ، من دون تعليق اللائحة .
الثانية ، إن عملية خطف العلماء تتسع ولا يستبعد أن تكون هناك " جهات أجنبية " وراء الظاهرة لإفراغ العراق من كوادره .. والتصريحات الأولى حول هذه العمليات جاءت على لسان طبيب في وزارة الصحة العراقية هو الدكتور " محمود العباسي " .
كل هذا حصل في مرحلة الحكم الإنتقالي ، مباشرة بعد سقوط بغداد ، مع حديث تكثف آنذاك حول دخول " الموساد " الى مختلف المدن العراقية بحماية الجيش الأمريكي بحثاً عن علماء الذرة والكيمياء .

بعد بضعة أشهر على إنتهاء الإجتياح ، نشر موقع " العراق ـ 5 " معلومات أكثر تفصيلاً وردت على لسان الدكتور زياد عبد الرزاق ، وزير التعليم العراقي في زمن صدام ، يقول : إن 15500 عالم وباحث واستاذ جامعي عراقي فصلوا من وظائفهم ، وقد تكتمت الداخلية العراقية على نتائج التحقيقات التي طالت المتهمين في عمليات الإغتيال التي حدثت .. في حين أطلقت السلطات الأمريكية عدداً منهم ورفضت الكشف عن نتائج التحقيقات معهم ..!
وفي السياق نفسه ، إتهم وكيل وزارة الصحة العراقية " عامر الخزاعي " : أيادٍ خفية وخبيثة بالوقوف وراء هذه الظاهرة بهدف تعطيل عملية النهوض بالعراق من جديد ..!

وقد تكثفت التهديدات الى حد أن مجموعة كبيرة من الباحثين العراقيين وجهوا رسائل عبر الأنترنت بعنوان " علماء الأمة مهددون " طلب موقعوها من الجهات العربية المعنية العمل على إنقاذهم من عمليات الدهم والإغتيال والتصفية التي يتعرضون لها .. خصوصاً الخبراء في مجال التسلح ..!

في 15 ايار / مايو ، نشرت صحيفة " المنار " الفلسطينية الإسبوعية ، أن الولايات المتحدة نقلت اليها سبعين عالماً عراقياً ، ودفعت بهم الى معسكرات خاصة كي تضمن عدم قيامهم بتسريب معلومات عسكرية الى جهات وُصفت بالمعادية ..

في 8 نيسان / ابريل 2004 ، أدلى جنرال فرنسي متقاعد الى القناة الخامسة في التلفزيون الفرنسي أكد فيها أن أكثر من 150 جندياً إسرائيلياً من وحدات الكوماندوس دخلوا الى العراق في مهمة تستهدف إغتيال العلماء العراقيين الذين كانوا وراء برنامج التسلح العراقي الطموح .

في وقت لاحق نشر " مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية " تقريراً مفصلاً عن أبعاد المخطط الهادف الى منع العراق من بناء ترسانته العسكرية ، وإستقصاء المصادر التي إستقى منها العلماء العراقيون معلوماتهم ، ومنع إنتقالهم الى أي بلد عربي أو إسلامي ، ومعاودة أنشطتهم تحت أي صورة . ويتطرق التقرير الى عدة حقائق منها :
ـ قصف المفاعل النووي " تموز " في حزيران / يونيو 1981
ـ نزع أسلحة العراق عقب حرب الخليج الثانية وإستغلال بوش ذلك كمبرر لشن الحرب على العراق .
ـ غض القوات الأمريكية الطرف عن عمليات النهب والسلب التي أعقبت إحتلال بغداد والتي طالت 70 % من المختبرات والأجهزة داخل الجامعات ومراكز البحث العلمي في العراق .
ـ ملاحقة العلماء والخبراء الفنيين العراقيين والعرب الذين عملوا في برامج التسليح ، منها إغتيال عالم الذرة المصري " يحيى المشد " في باريس صيف 1980 من قبل عناصر الموساد .
ـ رغم أن النفط كان وما زال الدافع الرئيسي للحرب ، فإن إستهداف العلماء العراقيين كان عاملاً مهماً أيضاً . وهو ماعبر عنه " البريغادير جنرال فينسنت بروكس " من مقر القيادة المركزية الأمريكية قبل شهرين من الحرب ، عندما تحدث عن أهمية العلماء العراقيين بالنسبة للولايات المتحدة ، حيث قال : " إن واشنطن لها أهداف أخرى غير الإطاحة بصدام ، على الأخص مقدرة العراق على تطوير أسلحة نووية أو كيمياوية أو بيولوجية ضمن برنامج القضاء على أسلحة الدمار الشامل " .. كما عبر عن ذلك بوضوح " جاك بوت " رئيس بعثة الوكالة الدولية للطاقة في العراق قبل الحرب ، حيث قال : " يجب أن نحدد ما إذا كانت توجد قدرات نووية في العراق أم لا ؟ وبالنسبة لي فإن ذلك يشمل العقول والأسلحة ..! "
ـ الدعوة الى إستقطاب علماء العراق داخل أميركا ، وقد عبر عن ذلك " جون بي ولفثال " عضو برنامج حظر إنتشار الأسلحة النووية في مؤسسة " كارنيغي " ومستشار سابق لسياسات منع الإنتشار النووي في وزارة الطاقة الأمريكية ، بالحث على إستقطاب العلماء العراقيين مذكراً بما حدث بعد سقوط الإتحاد السوفياتي ، وإغراء علماء الأسلحة الروس ..! وأوضح ، يمكن تبني الحل نفسه بدل من تعقبهم ..!
ـ كتب " مارك كلايتون " في صحيفة " كريستيان ساينس مونيتر " في تشرين الثاني / اكتوبر 2002 ، محذراً من العقول المفكرة التي تقف وراء المخزون العراقي من الأسلحة ، وقدم لائحة بأسماء علماء العراق الذين تدربوا في الولايات المتحدة ، وقال : " إن هؤلاء أخطر من أسلحة العراق الحربية ، لأنهم هم من ينتج هذه الأسلحة ..! " ودعا المفتشين الدوليين الى تعقب هؤلاء الى جانب مهمتهم في البحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية ...!
ـ حرصت واشنطن على تفريغ العراق من علمائه قبل الحرب ، وأصرت على تضمين قرار مجلس الأمن رقم 1441 الصادر في عام 2002 ، فقرة تجبر العراق على السماح للمفتشين الدوليين بإستجواب علمائه وفنييه حتى لو تطلب الأمر تسفيرهم وعوائلهم خارج البلاد ..!
ـ أقر الكونغرس الأمريكي مطلع عام 2003 ، قانون " هجرة العلماء العراقيين " الذي ينص على منح العلماء العراقيين الذين يوافقون على تقديم معلومات بشأن برامج التسلح ، تصريح إقامة دائمية في الولايات المتحدة ..!
ـ الخطة الأمريكية ايضاً عملت على إجبار العلماء العراقيين على الإختيار بين بدائل منها :
العمل داخل العراق شريطة التزامهم بعدم تقديم خبراتهم الى دول معينة تحددها وشنطن .. وأعدت الخارجية الأمريكية خطة " مبادرة رعاية العلوم والتكنولوجيا والهندسة في العراق " !! ، فاقت ميزانيتها 20 مليون دولار ، من أجل توظيف العلماء العراقيين في أبحاث سلمية داخل العراق !
أو إغراء هؤلاء بالعمل في الولايات المتحدة ، ومنحهم حق الإقامة ، وحتى عرض على العديد منهم السفر الى إسرائيل !
لقد إستجاب البعض وعلى رأس هؤلاء الدكتور " كنعان مكية " رئيس قسم الدراسات الشرق أوسطية في جامعة بوسطن ، والمحاضر في العديد من الجامعات الأوربية ، و "طاهر لبيب " استاذ علم الفيزياء النووية ، و " محمود أبو صالح " المتخصص بالتكنلوجيا ..
أما من رفض هذه الخيارات فمصيره مازال يكتنفه الغموض ..!
ـ في إحصائية غير رسمية ، أن شهر أيار / مايو 2003 " بعد شهر من سقوط بغداد " شهد مقتل 458 عالماً وباحثاً عراقياً ، وارتفع العدد الى 751 في خزيران / يونيو ، ثم الى 872 في آب / أغسطس !! وقد إستقر متوسط عدد هذه الإغتيالات على 650 ضحية في الشهر إعتباراً من آب وحتى أوائل عام 2004 !!

إن صناعة الإغتيال التي إزدهرت بعد سقوط بغداد ، حملت الآف الأطباء والمهندسين والباحثين والجامعيين على مغادرة العراق . كانت التصفيات تجري في الشارع دون إنذار عندما يتأكد الجناة من هوية الشخص المراد قتله .. وكانت التحقيقات تحفظ تحت عنوان " الفاعل مجهول " ...!

في دراسة " رابطة الأساتذة الجامعيين " في بغداد ، تؤكد أن 80 % من القتلى هم من العاملين في الجامعات ، وأكثر من نصفهم يحمل لقب أستاذ أو أستاذ مساعد ، وأكثر من نصف الإغتيالات حدثت في جامعة بغداد ، والبصرة ، والموصل ، والمستنصرية . وأن 62 % من العلماء الذين تمت تصفيتهم يحملون شهادة دمتوراه دولة من جامعات غربية ، وأن ثلثهم مختص بالعلوم والطب ، و17 % أطباء ممارسون ، وقد قُتل ثلاثة أرباع الذين تعرضوا لمحاولات إغتيال ، والربع الذي نجا ، فرّ الى الخارج ..!
" سننشر في الحلقة القادمة قائمة أسماء الضحايا التي أصدرتها رابطة الأساتذة الجامعيين "

يقول الدكتور : نور الدين الربيعي ، الأمين العام لإتحاد المجالس النوعية للأبحاث العلمية ، رئيس أكاديمية البحث ، وأحد أبرز العلماء العراقيين في مجال التكنلوجيا النووية .. " أن التقدم التقني للعراق كان أحد أسباب الحرب ، وقد سبق لمادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية أن صرحت " ماذا نستطيع أن نفعل مع العراق غير تدمير عقوله التي لاتستطيع القنابل النووية أن تدمرها ، فتدمير العقول العراقية أهم من ضرب القنابل " ..!

ويضيف الربيعي : لقد تحقق الوعيد الذي أطلقه " جيمس بيكر " وزير الخارجية الأمريكي في وجه " طارق عزيز " وهما مجتمعان في جنيف عام 1999 ، إذ قال : " إذا لم تتعاونوا معنا فسوف نعيدكم الى عصور ماقبل الوسطى " ....!!! ) .. إنتهى التقرير .

الغريب في كل ماذُكر .. كيف إلتقى الهدف الإسرائيلي ـ الأمريكي ، مع الهدف الإيراني ، وميليشياته في العراق ...؟؟


والى الحلقة الثامنة والأخيرة ..

lalhamdani@yahoo.com
www.alialhamdani.blogspot.com


لكي لاننسـى ..!


لكي لاننسـى ..!
الحلقة السادسة

علي الحمـداني

ما أقدمه للقارئ العزيز في هذه الحلقات ، هو ليس من أفكاري أو جهدي الشخصي ، ولا فضل لقلمي فيما سأكتب .
إنه عبارة عن نقل وبتركيز لكتاب صدر قبل سنة ، في آذار 2007 . وقام بتأليفه مجموعة من الكتّاب والمفكرين العراقيين .

إسم الكتاب : ( العراق المغدور ـ نافذة على بعض ماأخذته يد النظام الإيراني الآثمة من العقول والكفاءات العراقية ـ )

إنها نافذة جديرة بالنظر منها على ماجرى ويجري للعراق الذي تم ذبحه بدم بارد من قبل الإحتلال الغربي ، والإحتلال الإيراني ، وأزلام وأذناب وعملاء الإحتلالين ممن يسمَون (حكومات عراقية )
إنها حقائق الماضي والحاضر .. لكي لاننسى في المستقبل ..
فيما يلي الحلقة السادسة ، وبها نبدأ الحديث عن دور العصابات الإيرانية في العراق :

--------------------------------------
--------------------------------------

دور المخـابرات الإيرانية في العـراق :

تقوم المخابرات الإيرانية ومنذ إحتلال العراق في 9 نيسان 2003 بحملة إغتيالات شملت شرائح مختلفة من الشعب العراق منهم البعثيين السابقين ومنتسبي الأجهزة الأمنية السابقة والحالية وبعض ضباط الجيش والطيارين وضباط الجنسية والأطباء والكفاءات العلمية وعناصر من جيش المهدي وأعضاء من هيئة علماء المسلمين .. ومن أجل تنفيذ عمليات الإغتيال ، قامت هذه المخابرات بإدخال عناصر الأحزاب والمنظمات الموالية لإيران في دورات خاصة داخل إيران .. وأنيطت مسؤولية الإغتيالات الى مايسمى ( لجان العلاقات العامة ) في تلك الأحزاب والمنظمات منها :
منظمة القصاص العادل في ذي قار
منظمة ذو الفقار في النجف
رابطة الكساء
وغير ذلك من المنظمات

( تعقيب : سنقوم بنشر قوائم تفصيلية بأسماء الذين تمت تصفيتهم على يد مخابرات النظام الإيراني وعملائه من منتسبي الأحزاب والتنظيمات العراقية ، والتي ورد بعضها في هذا الكتاب وذلك في حلقات لاحقة.. أما البعض الآخر من القوائم فهو موجود لدينا عن طريق نشره من قبل المنظمات الدولية والإنسانية ورابطة التدريسيين العراقيين والصحافة ..
أسماء هؤلاء الشهداء الواردة في هذه القوائم المنشورة بالمئات ، وسوف تنشرللقارئ في الحلقات القادمة ، ولاشك أنهم يمثلون جزء بسيط من مجموع من تمت تصفيتهم من العراقيين ، أولاً لكون الأسماء تنصب على العقول والكفاءات العراقية وثانياً لأن بعض القوائم هي بأسماء من تم إغتيالهم أو تهديدهم بالقتل وحتى آذار 2006 ، أي قبل سنتين من الآن .. ولاشك أن قوافل أخرى قد إنضمت الى هذه الأسماء منذ ذلك التاريخ ....!!! )

إن إغتيال الأساتذة والعقول وتهديد البعض الاخر بالقتل لدفعهم الى الهجرة وترك العراق .. هو هدف خبيث تسعى من ورائه إيران وغير إيران لتفريغ العراق من طاقاته الخلاقة والبناءة ..
كما أن إغتيال الضباط والطيارين ، وهم جميعاً من المتقاعدين الآن ، تم وبدون أدنى شك بتأثير الحقد الفارسي الأسود بعد خسارة إيران لحربها مع العراق .. تم ذلك والكل يعلم أن أولئك ماكانوا إلا أنهم يؤدون واجبهم العسكري وحرفيتهم ومهنتهم كأي جيش في العالم ..
كما أن هذه الإغتيالات أدت وتؤدي الى إثارة الفتنة الطائفية والأحقاد بين السنة والشيعة وهو هدف إيراني ( مقدس ) كما يبدو ..!
أما الإغتيالات التي طالت بعض ضباط الجنسية والأحوال المدنية ، فكانت بهدف تعبيد الطريق لزرع العناصر الموالية لإيران وأحزابها في العراق في هذه المؤسسات لغرض منح الجنسيات العراقية والهويات المزورة لعملاء المخابرات الإيرانية داخل العراق والذين يعمل معظمهم في وزارات الدولة العراقية والمؤسسات الأمنية .!


نشر موقع " منتدى العراق الجريح " في 29 / 6 / 2006 ، مقالاً لكاتبه " أبو عشتار " وتحت عنوان ( فيلق غدر في العراق .. ماذا تعرف عنه ..؟ )

( تشكل في نهاية 1980 من المسفّرين الإيرانيين من العراق ومن الأسرى العراقيين في إيران .. إذ كان الخيار أمامهم ، الموت أو الدخول في فيلق بدر !
كانت مهمة فيلق بدر هي حفر الخنادق الأمامية للجيش الإيراني في الحرب مع العراق ، ثم أصبح الفيلق جزءاً من القوات الإيرانية وبقيادة ضباط من حرس الثورة الإيراني .. وانضم العديد من الجنود العراقيين الأسرى الى الفيلق تخلصاً من التعذيب في أقفاص الأسر في إيران .! ، واصبح عددهم 35 ألف .
كانت أول مجزرة إرتكبها فيلق بدر ، هي قتل الأسرى العراقيين في معركة " البسيتين " في 1 / 12 / 1980 ، وضمت المقبرة الجماعية جثة حوالي 1500 أسير حرب عراقي .
ثم عهد الى قوات بدر ، مهمة تعذيب الأسرى العراقيين في إيران ، وأوكلت المهمة الى باقر الحكيم !
إرتكب فيلق بدر عدد آخر من المجازر بحق الأسرى العراقيين وذلك في معسكرات : كوركان وحشمتية وبابلسر وأهواز فرز ..
وعلى الرغم من توقف الحرب العراقية الإيرانية في 8/8/1988 ، فإن قوات بدر أخذت على عاتقها القيام بعمليات قتل وسلب في جنوب العراق عن طريق التسلل ليلاً في هور الحويزة والقيام بعمليات عسكرية ضد المدنيين !
أما أكبر المجازر الجماعية التي إرتكبها فيلق بدر ، فكانت ضد الجيش العراقي بعد إنسحابه من الكويت .. حيث تم قتل عشرات الآلاف من الجنود ، وكذلك قتل مدنيين في المدن الجنوبية وحرق دوائر رسمية ..
بعد الإحتلال الأمريكي ، دخلت قوات بدر مع الإحتلال .. وبعد فترة وجيزة من عودة باقر الحكيم الى العراق " تم إغتياله " وتولى عبد العزيز الحكيم قيادة المجلس الأعلى وفيلق بدر .. وحين قام بريمر بإصدار قراره المرقم 96 ، الخاص بحل الميليشيات ، أعلن فيلق بدر بأنه أصبح منظمة سياسية ، واتخذ مقراً له في باب المعظم في بغداد ، قرب وزارة الدفاع .!
يتولى رئاسة منظمة بدر حالياً هادي العامري ( إسم حركي ..!) .. ويتوزع الفيلق على مايلي :

قوة المختار : مهمتها إغتيال البعثيين بغض النظر عن درجاتهم الحزبية ، وكان معدل الحزبيين الذين يغتالهم فيلق بدر 12 بعثياً في مدن جنوب العراق !

قوة الثأر والإنتقام : بقيادة عمار الحكيم ، مهمتها إغتيال المسؤولين السابقين في أجهزة المخابرات والجيش والأمن .

المتطوعون في الشرطة العراقية من أعضاء الفيلق : يرأسها بيان جبر صولاغ ، مهمتها إغتيال الشخصيات السنّية .. وقد تدربت هذه القوة على أيدي الأمريكان !

المتطوعون في الجيش العراقي من أعضاء الفيلق : بقيادة هادي العامري ، مهمتهم مساعدة القوات الأمريكية ، وبرز دورهم في محافظة الرمادي ومذابح الفلوجة ، كما إشتركوا في عمليات عسكرية مع الأمريكان في الموصل وبعقوبة وتلعفر والقائم واللطيفية ... )

في 19 آذار 2006 ، شهد شاهد من أهلها ، وهو مدير المخابرات العراقية محمود الشهواني ، عن بعض تفاصيل التدخلات الإيرانية في العراق ..! وقد نقل عنه هذه التصريحات موقع ( عراق الغد ) يقول الشهواني :

( رجال المخابرات العراقية الوطنيين قد حصلوا على أسماء وعناوين منظمة بدر المتورطين مباشرة مع إيران ، ومدى الإستهتار الذي بلغه تخريب النظام الإيراني .. وقال أن عمليات الدهم الشهر الماضي أوقفت إيرانيين إثنين أحدهما يدير محطة تلفزيونية بدون رخصة موضحاً أن هناك خمس إذاعات غير مرخص بها تديرها إيران إنطلاقاً من بغداد ..!
وأضاف أنه تم توقيف أربعة عراقيين من عملاء النظام الإيراني بعد فشل محاولة اغتيال ضابط في المخابرات العراقية الشعر الماضي خارج منزله في بغداد ، وأن الأربعة إعترفوا بتلقي رواتب من جهاز الإستخبارات في إيران !
وأكد مدير المخابرات العراقية أن إيران قد خصصت كميزانية لمنظمة بدر بلغت خمسة وأربعين مليون دولار !! من أجل فرض سيطرتها عليها .. كما قامت بتشكيل جهاز أمني على الأراضي العراقية يضم عدة مديريات لتنفيذ مخططاتها التخريبية ، وأعمال التصفية الجسدية للعراقيين .. وختم قائلاً : أن المخابرات تحقق في مسألتي منظمة بدر وحزب الله بهدف حظرهما باعتبارهما منظمات إرهابية )


ولأن الشيئ بالشيئ يذكر .. هذه شهادة شهود أُخر من أهلها ..! يتحدثون في أعقاب التفجير الإجرامي لمرقد الإمامين العسكريين في سامراء :

( ساداتي ) وهذا إسمه .. ويعمل بوظيفة السكرتير الثاني في سفارة إيران في بغداد ، وفي مقابلة أجرتها معه المحطة الثانية للتلفزيون الإيراني ، يؤكد وبصراحة على علاقة التفجير الإرهابي بالأهداف والشعارات التي يطلقها اتلنظام قائلاً :
( لو لم تكن اصريحات السفير الأمريكي في العراق بخصوص وزارتي الداخلية والدفاع ومستشار الأمن الوطني ، لما حدث بالتأكيد مثل هذا الحادث ...)

أما المدعو " عبد اللهيان " أحد خبراء النظام الإيراني ، فقد وصف عملية التفجير بأنه رد على تصريحات السفير الأمريكي في بغداد قائلاً :
( نحن نشهد أن السيد خليل زاد يعربد بصراحة ويحدد الصفات التي يراها من المفترض أن يتحلى بها وزير الداخلية " صولاغ آنذاك " أن يقرر أن الوزارة الفلانية لابد ان تكون تحت تصرف فلان أو كذا مجموعة .. هذه اسباب قلقهم ..)

أما موقع ( بازتاب ) العائد الى الحرسي محسن رضائي ، فقد إعتبر صلاحيات عناصر النظام في الأجهزة الأمنية العراقية سبب العمل الإجرامي في سامراء ، وهدد بصراحة لأن إستمرار هذه المسيرة ستنتهي الى تصعيد الأعمال الإرهابية ..)

وقبل أن ننتقل الى الحلقة أو الحلقتين الأخيرتين من هذا الموضوع ، والتي ستخصص لنشر بعض أسماء ضحايا إيران وعملائها في العراق ، لابد من أن نعرّج على مقال نشرته صحيفة (الإتجاه الآخر ) من دمشق ، وهو عبارة عن مقابلة صحفية مع " منتظر السامرائي " المسؤول السابق عن القوات الخاصة بالداخلية العراقية .. وقد نشر التحقيق تحت عنوان :
( إغتيال الطيارين العراقيين .. ليس إلا ثأراً من الوطن لصالح إيران )

أنقل فيما يلي أهم نصوص المقال الذي نُشر في 27 / شباط / 2006 :

( خرج عن صمته ليروي ماشاهده بنفسه من تعذيب وقتل داخل السجون العراقية ، ولكن هذه المرة على أيدي من يقول أنهم يعملون لحساب الإستخبارات الإيرانية ، إنه اللواء منتظر السامرائي الذي كان مسؤولاً عن القوات الخاصة في وزارة الداخلية ، والذي تعرض لمحاولتي إغتيال لكنه تمكن من الهرب الى الأردن .. إنها شهادة من الداخل تستحق المتابعة والإهتمام .
أوضح السامرائي في تصريحات لقناة العربية ، أن وزير الداخلية العراقي بيان جبر صولاغ يشرف على " جهاز أمن سري " يتولى تعذيب وتصفية المعارضين ، مؤكداً أنه قام بتصفية 11 طياراً خلال شهر رمضان الفائت . وأوضح منتظر السامرائي أن هناك سلطة سرية بوزارة الداخلية لها من الصلاحيات ومن المعدات ماتداهم فوج من الجيش ..! في إشارة الى مستوى تسليحها العالي ، وأضاف أن هذه السلطة " تطلع وتجيب " ناس وأشخاص من أماكن معينة مختارة وتأتي بهم الى مقرات ، وأهلهم يبحثون عنهم في كل مكان ومعتقل ولا يجدونهم ، ثم يُفاجئون بعد فترة بالعثور على جثثهم في الشارع ..!
وأكد أن جهاز الأمن الخاص عبارة عن جهاز تحقيق يحقق مع الأشخاص دون الرجوع الى قاض وأنه يأخذ أوامره من وزير الداخلية مباشرةً ، والشخص المسؤول عن التحقيق إسمه " أحمد سلمان" أو هكذا يدعى .. وهو في الحقيقة عقيد بالمخابرات الإيرانية .
هناك أكثر من ستة سجون يتم فيها تعذيب المعارضين وتصفيتهم بينها " ملجأ الجادرية " الذي تم إكتشافه ، وكلية القيادة في وزارة الداخلية ، ومدرسة الأمن في صدر القناة شرقي بغداد ، ومقر لواء الذيب ، والدورة ، وساحة النسور ) وأضاف أنهم يعذبون " بالدرلات " أو المثاقب الكهربائية ، والكوي ، وقطع الألسنة ..!
أما سبب قيام الجهاز بقتل الطيارين المذكورين فهو قد تم بناء على أوامر من جهاز بدر وكانوا برتبة عمداء وعقداء ..!
لقد كنت من الذين إنخرطوا مع ضباط الجيش والأمن في وزارة الداخلية ، فشغلت منصب آمر وحدة العمليات الخاصة التي شكلناها من ضباط الأمن المعروف عنهم بالنزاهة وضباط من الجيش ، قوام هذه الوحدة حوالي 720 ـ 750 بينهم 235 ضابطاً من مختلف الصنوف العسكرية سواء من الداخلية أو الجيش ، وكانت هذه الوحدة هي النواة لما أصبح يعرف " لواء الرعد " أو اللواء الثالث ، وكانت في زمن فلاح النقيب الوزير السابق " المقصود وزارة السيد أياد علاوي " ، بعدها جاء وزير الداخلية بيان جبر وشكل جهاز الأمن الخاص المرتبط به مباشرة
هناك ضباط إيرانيون كبار يحققون مع المعتقلين .. منهم كما قلت المدعو احمد سلمان .. )

في الحلقة القادمة سننشر مقال ( من يقف وراء وأد العقول العراقية ) للأستاذ عماد الأخرس والذي نشر في 5/4/ 2008 ، وذلك لعلاقته بالموضوع ..
وسنباشر بعد ذلك ، بنشر لوائح أسماء من تمت تصفيتهم من رجال دين شيعة وسنة ، ومن شيوخ عشائر ورؤساء أحزاب ومثقفين وصحفيين ومحامين وأطباء وأساتذة جامعة وعلماء ...!

lalhamdani@yahoo.com
www.alialhamdani.blogspot.com

لكي لا ننسـى ...! 5


لكي لا ننسـى ...! 5

علي الحمـداني

ما أقدمه للقارئ العزيز في هذه الحلقات ، هو ليس من أفكاري أو جهدي الخاص ، ولافضل لقلمي فيما سأكتب .
إنه عبارة عن نقل وبتركيز لكتاب صدر قبل أكثر من سنة ، في آذار 2007 . وقام بتأليفه مجموعة من الكتّاب والمفكرين العراقيين .

اسم الكتاب : ( العراق المغدور ـ نافذة على بعض ماأخذته يد النظام الإيراني الآثمة من العقول والكفاءات العراقية ـ )

إنها نافذة جديرة بالنظر منها على ماجرى ويجري حالياً للعراق الذي تم ذبحه بدم بارد من قبل الإحتلال الغربي ، والإحتلال الإيراني ، وأزلام وأذناب وعملاء الإحتلالين ممن يُسمَون ( حكومات عراقية ) !

إنها حقائق الماضي والحاضر ... لكي لاننسـى في المستقبل ..!

فيما يلي الحلقة الخامسة .. وبإنتهائها سوف ننتقل في الحلقة القادمة الى : دور المخابرات الإيرانية في العراق .. وفي عمليات الإغتيال والتخريب .

---------------------------------------
---------------------------------------

تمارس الأجهزة الإرهابية الإيرانية سواء من قوة " قدس " أو وزارة المخابرات ، التشدد بقوة لتجنيد أشخاص جدد . الأشخاص يتم ترشيحهم أولاً من قبل منظمة الثقافة والإتصالات الإسلامية في مكتب خامنئي ، أو الملحقين الثقافيين لسفارات النظام في الخارج . ثم بتسيير رحلات سياحية أو دينية من قبل عناصر إستخبارية تابعة للنظام في البلد المعني بعد التحقق من المرشحين وإرسال ملفاتهم الى طهران .. وبعد التعرف والتدقيق حولهم يتم قبولهم لتلقي التدريبات من قبل قوة " قدس " أو المخابرات ..!

فيما يلي بعض من هذه التدريبات العسكرية والإستخبارية في المراكز المتخصصة ( تم ذكرأسماءها في الحلقة السابقة ) :

التدريبات التجسسية والإستخبارية :

1ـ التدريب على التسلل في مختلف الأمكنة الحساسة بما فيها المعامل والمطارات والمراكز المعلوماتية ومصانع الأسلحة .
2ـ التدريب على التسلل في الجلسات والمحافل ومختلف التجمعات .
3ـ التدريب على العمل بمختلف صنوف الأدوات الصوتية وكيفية تسجيل الأصوات لأشخاص مقصودين .
4ـ قراءة الخرائط والإستمكان وكشف الهوية والتصوير بالكاميرات المجهزة بالأشعة مادون الحمراء والكاميرات العادية .
5ـ التدريب على التقنيات وأدوات الإتصال والإدارة ومراقبة الإتصالات .
6ـ التدريب على العمل بأجهزة التنصت وكيفية نصبها والتحكم فيها .
7ـ المطاردة والمراقبة .
8ـ مقاومة المطاردة والتضليل .
9ـ التردد غير الشرعي عبر الحدود .

التدريب على التخريب :

1ـ التدريب على العمل بمادة تي . ان . تي شديدة الإنفجار لغرض تفجير السيارات والمباني واالجسور .
2ـ مواد التفجير البلاستيكية لنصب مصائد المغفلين التفجيرية بهدف إغتيال الأشخاص المقصودين .
3ـ القنابل العجينية لتعبئتها في أماكن مناسبة لغرض التخريب أو الإغتيال .

التدريب على الإغتيال :

1ـ التدريب على مختلف الأسلحة الفردية الخفيفة .
2ـ تدريب المجموعات الضاربة على أسلحة منها ( إم 16 ) و ( إم 12 ) ويوكولوف الروسي .
3ـ التدريب على الحرب القريبة والقتال بالسلاح الأبيض .
4ـ التدريب على أساليب إغتيال الأشخاص من دون إستخدام السلاح ، بما فيها الإغتيال بكسر العنق وضرب نقاط حساسة من الجسد والخنق الفوري بإستخدام أدوات ووسائل بسيطة واساليب أخرى .
5ـ التدريب على العمليات في المدن والتمرين على المجسمات لمسارح العمليات .


من سجل النظام الإيراني في الإرهاب ضد معارضيه :

خلال السنوات الخمس والعشرين من سلطة النظام الحاكم في إيران ، وخاصة بعد إنتهاء الحرب العراقية ـ الإيرانية ، كان الإرهاب ولا يزال دعامة رئيسية للنظام وللإستمرار بحياته .

الخطف وإحتجاز الرهائن كان منذ الأيام الأولى للنظام يشكل لغة وأداة نظام ( ولاية الفقيه ) لتمرير سياسته ، ولم يتخلى قط بعد ذلك عن ممارسة هذه الأساليب .! فكان دائماً النيل من المعارضة وتنظيماتها وقياداتها هدف رئيسي يتم بنفس الأساليب .

إرسال مدافع الى أوربا والحدود العراقية ، وكما ذكرنا سابقاً ، لغرض تنفيذ عمليات قتل لأشخاص وتدمير مقرات المعارضة .. كما كان مخطط لضرب مقر مريم رجوي في باريس .. ومقار مجاهدي خلق وجيش التحرير داخل الحدود العراقية .. وقد استخدمت حتى صواريخ من نوع ( سكود ب ) .. وحتى غارات جوية لهذا الغرض في ضرب مناطق داخل حدود العراق قبل وبعد الحرب العراقية ـ الإيرانية !

في عهد خميني ، منذ عام 1980 وحتى وفاته في حزيران 1989 ، إرتكب النظام 83 عملية ضد أهداف إيرانية معارضة أو اجنبية .. منها الهجوم الإرهابي لعملاء النظام المحليين في العراق على سيارة بريد تعود لمنظمة مجاهدي خلق على طريق السليمانية ـ كركوك .. مما أسفر عن قتل أربعة شخاص ..
ومنها الهجوم بأسلحة متوسطة على 13 مقراً لنفس المنظمة في مدينتي كراتشي وكويتا الباكستانيتين .. وغيرها من العمليات ، منها ماكان يتم على الحدود العراقية في الأشهر التي سبقت الحرب عام 1980 ، من أعمال قصف وتخريب لإستفزاز العراق وجرّه الى الحرب ..!
تلك الحرب التي أُجبر خميني فيها على توقيع وثيقة إستسلامه بعد ثمان سنوات طاحنة ..!

في عهد رفسنجاني ، الذي دام 8 سنوات ، نفذ النظام أكثر من 340 عملية إرهابية ، أي بزيادة تصل الى 4 أو 5 أضعاف ماكانت عليه في عهد خميني .

من جرائم رفسنجاني :

إغتيال كاظم رجوي ( ممثل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في سويسرا وفرنسا ) وذلك في مدينة جنيف .
إغتيال محمد حسين نقدي ( ممثل المجلس في إيطاليا ) وذلك في مدينة روما .
إغتيال محمد حسن أرباب ( عضو المنظمة في باكستان )
إغتيال عفة حداد ، فرشته اسفندياري ، زهراء رجبي ( مسؤولات في المنظمة في كل من العراق وتركيا )
إغتيال علي مرادي ( من أنصار المنظمة في تركيا )
إغتيال أكبر قرباني من قيادات المنظمة في تركيا ، بعد إختطافه وتعذيبه والتمثيل بجثته ..!
إغتيال قاسم ملو في فينا
إغتيال بهمن جوادي في قبرص
إغتيال علي كاشف بور في تركيا
إغتيال شابور بختيار في باريس
إغتيال فريدون فرخزاد في هامبورغ / المانيا
إغتيال صادق شرفكندي ومرافقَيه في برلين / المانيا
إغتيال رضا مظلومان في باريس

هؤلاء أسماء أبرز الشخصيات من الرجال والنساء الذين تم الأمر بإغتيالهم من قبل رفسنجاني ، رئيس الجمهورية ( الإسلامية ) الأسبق ، ورئيس ( مجلس الشورى ) و(خطيب الجمعة ) الحالي ...!!! .. وقد عرفناهم لكونهم من المعارضين للنظام من الذين يقيمون خارج إيران .. إضافة الى المئات من رجال دين مسيحيين ومثقفين وأهل السنة والبلوش وعرب الأهواز في الداخل ..!

أما خاتمي ، رئيس الجمهورية السابق ، الذي بدأ أعماله عام 1997 ، بشعار المجتمع المدني ، وإرتداء عباءة الإصلاح ولعب دور حمامة السلام ..! فهو قد إستبق رفسنجاني بزيادة ملحوظة في تخطيط وتنفيذ عمليات الإرهاب ضد المعارضة الإيرانية في الخارج والداخل .. بما في ذلك إطلاق 77 صاروخاً على معسكراتهم خصوصاً في العراق عام 2001 .
كما أنه في عهد خاتمي تمت زيادة مخصصات وسلطات الجهاز الخاص بالإرهاب الخارجي ( منظمة الثقافة والإتصالات الإسلامية ) وتوسيع أنشطة المنظمات الإرهابية

أما في عهد الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد .. وخصوصاً فيما يتعلق بالعراق .. فالأحداث تتكلم عن نفسها .. وسنتناولها تفصيلاً في الحلقات القادمة ..

حقيقة واحدة يجب أن لاننساها ولاتغيب عن أذهاننا ، وهي ، وكما بيّنا سابقاً ، أن كافة هذه الأجهزة الإستخبارية وأهمها ، والتي تقوم أنشطتها على الإغتيالات والتفجيرات والتخريب ، هي مرتبطة بشكل مباشر بمكتب المرشد الأعلى (..! ) خامنئي .. وتعمل تحت إشرافه وتوجيهه ...!!!

تلي الحلقة السادسة

lalhamdani@yahoo.com

www.alialhamdani.blogspot.com

Friday, April 4, 2008

لكي لاننسـى ..! ـ 4

لكي لاننسـى ..! ـ 4
علي الحمـداني

ما أقدمه للقارئ العزيز في هذه الحلقات ، هو ليس من أفكاري أو جهدي الشخصي ، ولا فضل لقلمي فيما سأكتب .
إنه عبارة عن نقل وبتركيز لكتاب صدر قبل سنة ، في آذار 2007 . وقام بتأليفه مجموعة من الكتّاب والمفكرين العراقيين .

إسم الكتاب : ( العراق المغدور ـ نافذة على بعض ماأخذته يد النظام الإيراني الآثمة من العقول والكفاءات العراقية ـ )

إنها نافذة جديرة بالنظر منها على ماجرى ويجري للعراق الذي تم ذبحه بدم بارد من قبل الإحتلال الغربي ، والإحتلال الإيراني ، وأزلام وأذناب وعملاء الإحتلالين ممن يسمَون (حكومات عراقية )
إنها حقائق الماضي والحاضر .. لكي لاننسى في المستقبل ..
فيما يلي الحلقة الرابعة :

--------------------------------------
--------------------------------------

نواصل مابدأناه في الحلقة الثالثة حول تسمية مراكز التدريب الإرهابي الإيرانية .

ـ المعسكر المسمى " الإمام الصادق "
يقع في مدينة قم ، وينتمي الى قوة " قدس " التابعة للحرس الثوري ، وهو واحد من مراكز التدريب الإرهابي لهذه القوة .
يتاخم هذا المعسكر معسكر اللواء السابع عشر الذي تم فصله عن معسكر " الإمام الصادق " ببناء جدار بينهما .
في هذا المعسكر يتم تدريب أجانب بشكل خاص بينهم مصريون وعراقيون ولبنانيون ، وذلك على جميع اساليب الإرهاب ، بالإضافة الى تدريسهم مواضيع خاصة بالتطرف ..!

ـ معهد " نهاوند "
يقع معهد ناهوند على بعد 50 كيلومتر من مدينة نهاوند وتشرف عليه قوات الحرس . يتم في هذا المعسكر تدريب العملاء الأجانب ومنهم لبنانيون وأفغان لأغراض المهام التجسسية والإرهابية خارج البلاد .

ـ كلية " بيت المقدس "
تقع في مدينة قم أيضاً . في عام 1990 . أنشأ خامنئي جهازاً في مكتبه أسماه " مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية " ، بهدف إجتذاب واستقطاب المسلمين من أهل السنّة . ويرأس هذا المجمع شخص يدعى " أخوان واعظ زاده خرساني " . كما أنشأ تزامناً مع هذا الجهاز ، جهازاً آخر أطلق عليه " المجمع العالمي لأهل البيت " وعهد لرئاسته الى " محمد علي تسخيري " لغرض إجتذاب واستقطاب شيعة البلدان الأخرى .
حالياً يرأس مجمع التقريب شخص يدعى " تسخيري " ايضاً ، ويرأس المجمع العالمي " علي أكبر ولايتي "
ولغرض تعليم العملاء الأجانب ، قامت قوة " قدس " بإنشاء كلية " بيت المقدس " بالتعاون مع مجمع التقريب ، وتولى رئاستها عميد الحرس " صادق نجاد " أحد قادة قوة " قدس " .
تضم الكلية المذكورة جهازين :
مركز " خاتم " الذي مهمته التعرف على القوى والعناصر خارج إيران وجلبها وتجنيدها .
مركز " قائم " الذي مهمته تعليم العملاء غير الإيرانيين . ويقدم المركز دروساً للسنة والشيعة على حد سواء .


مراكز التدريب الإرهابي التابعة لوزارة المخابرات الإيرانية :

تستخدم وزارة المخابرات غالباً معسكرات ومراكز عسكرية تابعة للجيش او قوات الحرس لغرض تدريب الإرهابيين غير الإيرانيين ، عن طريق إنشاء أجنحة خاصة بها في هذه المعسكرات ..
من هذه المعسكرات :

ـ مركز التدريب في " لويزان "
يقع هذا المركز شمالي طهران ، وهو مركز تابع لإستخبارات الجيش . يتم فيه تعليم وتدريب الكوادر التابعين لوزارة المخابرات .
يذكر أن قتلة " كاظم رجوي " كان قد تم تدريبهم على المهمة في المركز المذكور ..!

ـ معهد " آبيك "
هذا المركز متخصص للتدريب على تنفيذ العمليات الإرهابية داخل المدن ! . يقع غربي طهران في مدينة آبيك .
لقد تم بناء مدينة هيكلية هناك تحوي شوارع وازقة ومحال تجارية ومنازل ومبان مختلفة لغرض التدريب فيها على عمليات الإغتيال . وتستخدم الدمى وأحياناً الجث المجهولة للتمرين على عمليات الإغتيال ..!

ـ مركز " درويش " للتدريب
يقع هذا المركز في معسكر " درويش " ، وهو تابع لقوى الأمن الداخلي " ناجا " . ويقع في الكيلو 18 من طريق أهواز ـ ماهشهر . ويستخدم منذ عام 1991 من قبل وزارة المخابرات لتدريب الإرهابيين على إستخدام الأسلحة داخل المدن ..!
إن الأفراد الذين يتم إرسالهم الى هذا المركز يكونون عادة في مجموعات تضم إثنان أو ثلاثة أشخاص . ولوزارة المخابرات ضباط إرتباط هناك يعرفون بأسمائهم الأولى أو المستعارة في الأغلب .. كما يتم التدريب عادة في آخر الأسبوع حيث يكون المعسكر شبه مغلق .
وتخصص لمجندي المخابرات عنابر نوم وغرف دراسة وصالة رمي ، وهي كلها منفصلة عن المعسكر ولا يتم إستخدامها إلا من قبل وزارة المخابرات .

ـ معسكر " علي آباد "
تابع للجيش ويقع على طريق طهران ـ قم السريع ، وعلى بعد 40 كيلومتر من مدينة قم .. والمركز مفصول تماماً عن معسكر الجيش .
التدريب في هذا المعسكر يكون على الأسلحة الثقيلة والمتوسطة .. منها مثلاً مدفع 320 ملم .. الذي تم نقل أحدها بعد تفكيكه الى اوربا في 5 آذار 1996 ، لغرض ضرب مقر مريم رجوي في باريس ، وتم كشف العملية في أحد الموانئ البلجيكية !
كما إستهدفت وزارة المخابرات مكتب مجاهدي خلق في بغداد بهذا المدفع في كانون الثاني 1997 مما اسفر عن مقتل وجرح عدد من المواطنين العراقيين .
كما يتم في هذا المعسكر التدريب على إستخدام مدافع " الكاتيوشا " ، وقد أستخدمت بشكل خاص داخل الأراضي العراقية لضرب مقرات مجاهدي خلق وجيش التحرير الوطني الإيراني !

ـ معسكر " مصطفى خميني "
يقع داخل المعسكر المسمى " ولي العصر " التابع لقوات الحرس في حي " عشرت آباد " بطهران ويذكر أن مقر قيادة القوة الجوية لقوات الحرس يقع أيضاً داخل معسكر " ولي العصر " .
تم فصل معسكر مصطفى خميني عن ولي العصر بجدران عالية .
يركز هذا المعسكر على تدريبات الشؤون العسكرية والإستخبارية والأمنية ، بما فيها التجسس والإغتيال ، بالإضافة الى أحدث وسائل تعذيب المعتقلين !

ـ معسكر " كريت كمب "
يقع في الكيلو 40 من طريق أهواز ـ ماهشهر ، ويجاور معسكر " حبيب اللهي " الخاص بقوات الحرس ويخضع لإشراف منه على إدارة شؤونه .
قائد هذا المعسكر يدعى " سيد عباس موسوي " وقد كان من افراد الحرس الخاص للشاه ( الحرس الملكي لحماية الشاه )
مدربو هذا المعسكر هم عادة تابعين لوزارة المخابرات ويحضرون اليه من طهران .

ـ مركز " غازانجي " للتدريب
يقع بالقرب من مقر شرطة المرور في " غازانجي " وفي تقاطع روانسر وكرمنشاه وكامياران .
يستخدم من قبل وزارة المخابرات لتدريب الإرهابيين المرشحين لإرسالهم الى العراق ..!

ـ معسكر " فاتح غني حسيني "
يقع بين طهران وقم ، وهو مركز لتدريب العملاء الأجانب . وكان عدد من عناصر النظام في تركيا من المجندين من قبل قوة " قدس " ووزارة المخابرات قد تلقوا تدريباتهم في هذا المعسكر . وهؤلاء الأرهابيون وبالتعاون مع الدبلوماسيين في السفارة الإيرانية في أنقرة ، ضالعون في الإغتيالات التالية :
خطف وقتل علي أكبر قرباني من زعماء المعارضة الإيرانية عام 1993
إغتيال توران دورسون الصحفي التركي في ايلول 1990
إغتيال أوغور مومجو ، الصحفي التركي في شباط 1993 بعد زرع قنبلة في سيارته .

ـ معسكر " غيور " الرئيس
يقع في الكيلومتر 30 من طريق أهواز ـ خرمشهر ، وله ماض طويل في تدريب العملاء الأجانب ويتم إستخدامه من قبل قوة " قدس " التابعة للحرس الثوري ، وكذلك وزارة المخابرات في وقت واحد !
لهذا المعسكر مقر فرعي في خرمشهر . ويرابط في هذا المعسكر في الوقت الحاضر عملاء فرقة "انصار الحسين " من " فيلق بدر 9 " .


المراكز الأخرى الخاصة بالتدريب الإرهابي

ـ معسكر " أبو ذر " الواقع في قلعة " شاهين " بمدينة أهواز ، وهو مركز لتدريب العملاء الإرهابيين لإرسالهم الى العراق !
ـ مدرسة " نواب صفوي " في مدينة أهواز ويتم إستخدامها للتعليم النظري للعملاء .
ـ معسكر " حزب الله " في مدينة " ورامين " يختص أيضاً بتدريب العملاء الذين سيرسلون الى العراق .
ـ معسكر " إيذه " الواقع قرب مدينة " إيذه " . يقوم ضابط مخابرات يدعى " هادي " بتدريب الإرهابيين في هذا المعسكر على إستخدام الأسلحة نيابة عن دائرة مخابرات مدينة أهواز ، كما أن مساعد المدرب يدعى " نعمت " .
ـ معسكر " أمير المؤمنين " الواقع في منطقة " بان روشان " على بعد 35 كيلومتر من مدينة "عيلام " ، وهو الآخر لتدريب الإرهابيين ، ويعود الى قوات الحرس في كدينة عيلام .. فيه أيضاً يتم التنظيم والتخطيط للعديد من العمليات الإرهابية التي تنفذ داخل الأراضي العراقية .
ـ معسكر " كوثر " للتدريب ، والواقع على طريق دزفول ـ شوشتر . يقوم يالإشراف على التدريب فيه " حسن درويش " من قادة الحرس في المنطقة .

نختتم هذه الحلقة ، بمقال من مجلة ( جينز ) الدفاعية ، بعنوان ( النظام الإيراني يدرب الإرهابيين المتمرسين ) :
العنوان الفرعي : ( مدرسة زرع القنابل ) ، أوردته ( جينز ) عن صحيفة ( الدراسة الإستخبارية ) التابعة لها ، في عدد آذار 1997 :
( هناك في ايران مالايقل عن 12 معسكراً يديرها ويشرف عليها مدراء في قوات حرس الثورة الإسلامية يعملون بدورهم تحت إشراف وزارة المخابرات . وشأن هذه المعسكرات شأن العديد من مثيلاتها حيث يتم تمويهها لتصويرها قرية صغيرة أو مزرعة في محاولة لإخفائها عن عدسات اٌقمار التجسس الصناعية . وهناك ثلاث معسكرات أخرى رئيسية للتدريب ، احدها بالقرب من مدينة "همدان" ، وآخر على بحر قزوين ، كما أن القاعدة الكبرى التي تسمى " إمام علي " تقع في شرق العاصمة طهران وتم كشفها عام 1996 . وقد لفتت هذه القاعدة أنظار العديد من الوكالات والأجهزة الإستخبارية الغربية كونها ترى أن هذه القاعدة تعمل بصفتها مركزاً لقيادة الجماعات الإرهابية التي تدعمها وترعاها ايران .
إن قواعد الإيرانيين هي أكثر القواعد إزدحاماً ونشاطاً في تدريب الإرهابيين المتمرسين ، ويقدر أن مايتراوح بين 4000 و 4500 شخص يتخرج سنوياً من هذه القواعد ! ويقال أن زرع القنبلة في مبنى الحرس الوطني السعودي في عام 1995 ، ومبنى " خبر " في تموز 1996 ، تم من قبل خريجي هذه المدارس والقواعد .. وتشمل التدريبات الأسلحة الخفيفة والمتوسطة ، وتقنيات زرع القنابل والمتفجرات .
في حزيران 1996 ، كشفت مخابرات البحرين مؤامرة إعترف بها 26 بحرينيا أنهم تلقوا تدريباتهم في ايران منذ العام 1993 على أيدي قوات الحرس الثوري الإيراني ..)

يتبع القسم الخامس ..

lalhamdani@yahoo.com
www.alialhamdani.blogspot.com

Thursday, April 3, 2008

لكي لا ننسى ..! ــ 3

لكي لا ننسى ..!
الحلقة الثالثة

علي الحمداني


ما أقدمه للقارئ العزيز في هذه الحلقات ، هو ليس من أفكاري أو جهدي الشخصي ، ولا فضل لقلمي فيما سأكتب .
إنه عبارة عن نقل وبتركيز لكتاب صدر قبل سنة ، في آذار 2007 . وقام بتأليفه مجموعة من الكتّاب والمفكرين العراقيين .

إسم الكتاب : ( العراق المغدور ـ نافذة على بعض ماأخذته يد النظام الإيراني الآثمة من العقول والكفاءات العراقية ـ )

إنها نافذة جديرة بالنظر منها على ماجرى ويجري للعراق الذي تم ذبحه بدم بارد من قبل الإحتلال الغربي ، والإحتلال الإيراني ، وأزلام وأذناب وعملاء الإحتلالين ممن يسمَون (حكومات عراقية )
إنها حقائق الماضي والحاضر .. لكي لاننسى في المستقبل ..
فيما يلي الحلقة الثالثة :
-------------------------------------
-------------------------------------

ـ قسم العلاقات الدولية في مكتب خامنئي :

تم إنشاء قسم العلاقات الدولية في مكتب خامنئي لهدف تركيز الأجهزة الخاصة لتصدير الرجعية والإرهاب منذ عام 1990 . ويهدف القسم الى تجنيد العملاء من رعايا البلدان الأخرى خاصة الإسلامية منها وتدريبهم بعد غسل أدمغتهم .

يهتم المكتب بما يلي :
* دراسة أحوال المسلمين في مختلف البلدان وتغذيتهم ثقافياً .
* إختيار وإستقطاب الأشخاص المؤهلين منهم لنقلهم الى إيران حيث يتم توجيههم عقائدياً في معسكرات خاصة .
* إختيار نخبة من هؤلاء من قبل وزارة المخابرات وقوة " قدس " لتلقي الدورات التدريبية على الإرهاب .
وقد أقدم قسم العلاقات الدولية في مكتب خامنئي على إنشاء وتنظيم الجهازين التاليين لتحقيق هدفه :
* " المجمع العلمي لأهل البيت " بهدف إستقطاب الشيعة .
* " مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية " لإستقطاب أهل السنّة .


ـ منظمة الثقافة والإتصالات الإسلامية :

في آذار 1995 ، تم إنشاء هذا الجهاز في مكتب خامنئي ، ويتكون من :
* منظمة الإعلام الإسلامي . مهمتها الرئيسية هي إستقطاب المعارضة في الدول الإسلامية .
* تجمع " أهل البيت " العالمي . ينشط هذا التجمع في أوساط المسلمين الشيعة .
* مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية ، وينشط في إستقطاب المسلمين غير الشيعة .
* مكتب الإعلام الإسلامي في مدينة قم . مهمته إيفاد الدعاة الى البلدان الأخرى وترويج التطرف .
* مديرية الشؤون الدولية في وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي . مهمتها إرسال الملحقين الثقافيين في السفارات الإيرانية في الخارج .

جاء في المرسوم الصادر عن خامنئي لإنشاء هذا الجهاز مايلي :
" بإنشاء هذا الجهاز المقدس (..! ) لن يتم التجنيب من ممارسة النشاطات المتوازية والمكررة وصرف النفقات الإضافية فحسب ، وإنما ستستمر المهام الثقافية والإعلامية خارج البلاد في مساراتها الرئيسية وبتناسق وانتظام مطلوبين كونها جزءاً هاماً من الرسالة الكبيرة للثورة الإسلامية"

هناك أجهزة أخرى خارج إيران ، تعمل في الحقول الإستخبارية وشبكات الإرهاب ، ويرأس كل منها عملاء وزارة المخابرات في ذلك البلد . على سبيل المثال ، جاء في تقرير جهاز المخابرات الداخلية الألماني " أن حوالي 10 من أعضاء إتحاد جمعيات الطلبة يمثلون حلقة القيادة على الأراضي الألمانية يعملون مع مكتب وزارة المخابرات في بون " . من هذه الأجهزة :

إتحاد الجمعيات الإسلامية للطلبة
شركة الخطوط الجوية الإيرانية
فروع المصارف الإيرانية الحكومية
القنصليات والملحقيات الثقافية
المراكز الدينية والمساجد


أهم مراكز ومعسكرات التدريب على العمليات الإرهابية في إيران :

منذ اواخر عام 1992 ، قام خامنئي وعن طريق " محمد علي تسخيري " رئيس العلاقات الدولية في مكتبه بإنشاء معسكرات لتدريب مسلمي البلدان الأخرى ، تحت إشراف منظمة الثقافة والإتصالات الإسلامية ..
أما عناصر قوة " قدس " ، ووزارة المخابرات ، وتحت غطاء المضيف والمدرب لهؤلاء المجندين ، فتقوم بالعمل في المعسكرات بمهام عادية ظاهرياً ، ولكن مهمتها الأساسية ، هي دراسة أحوالهم وطبيعتهم وإختيار من يصلح منهم ، من أجل إستخدامهم لاحقاً في أنشطة إستخبارية وإرهابية في بلدانهم .

قال المدعو " عرفان جاغري " ، أحد عناصر النظام الإيراني والذي كان متورطاً في خطف " علي أكبر قرباني " من أعضاء منظمة مجاهدي خلق ، وتعذيبه وقتله في عام 1992 . قال أمام محكمة اسطنبول خلال محاكمته :
" في عام 1983 ، ذهبت الى طاهري ، رئيس قنصلية إيران في اسطنبول ، فأرسلني الى " أحمد كريمي " في ايران . فأوانا كريمي في ايران وبدأ بتدريبنا . وعند العودة الى تركيا قدم احمد كريمي توجيهات لنا لتنفيذ عمليات . كنا نتسلم أسلحتنا من أيدي عنصرين اسمهما علي ومصطفى ، وكنا نحتفظ بهذه الأسلحة في منازل كانت تتغير باستمرار . ـ صحيفة مليت التركية . 26 آذار / مارس 1996 ـ "

تركز قوة " قدس " ، والمخابرات على المعسكرات ومراكز التدريب الكبيرة ، ولكن علاوة على ذلك فهما يركزان ايضاً على أوكار في المحافظات لاسيما الحدودية منها ، حيث يسهل تدريب وإرسال المجندين الى البلدان المجاورة .

من مراكز " قدس " التابعة للحرس الثوري ، والتي تحظى بأهمية بالغة ، معسكران هما :
معسكر " الإمام علي " للتدريب في شمال طهران .
معسكر " باهنر " للتدريب شمال غرب طهران بالقرب من " كرج " .

المعسكر المسمى " الإمام علي " :
إثر إنشاء فيلق " قدس " ، تمركزت مديرية التعليم والتدريب التابعة لهذه القوة في المعسكر المسمى " الإمام علي " الواقع على ساحة " تجريش " منتهى شارع " البرز كوه " ( مقر فرقة حرس الشاه السابق في شمالي قصر " سعد آباد " ) في العاصمة طهران .
وكان أول قائد لمديرية التعليم والتدريب في قوة " قدس " عميد الحرس " شمس " الذي سبق له أن تولى لأمد طويل قيادة القوة الإرهابية المسماة " بدر 9 " .

( تعقيب : ياترى كم هو رقم " بدر " عبد العزيز الحكيم ...!!؟؟ )

وقد تم تعيين عميد الحرس " أوروج " نائب " شمس " قائداً للمعسكر .. وكان أوروج يتولى قبل ذلك منصب قائد الحرس الخاص لحماية خامنئي ، وقبل ذلك من قادة قوات الحرس في لبنان ..!
في السنوات اللاحقة عيّن " شمس " قائداً لقوات الحرس في البوسنه .. وعيّن أوروج قائداً لمديرية التعليم والتدريب ، مع إحتفاظه بمنصب قائد معسكر " الإمام علي " للتدريب . ثم أوكلت قيادة المعسكر لاحقاً الى " نوروزي " حتى عام 1997 ، حيث حل محله عميد الحرس " قرباني " وحتى الآن ..!
تدريبات المعسكر المذكور تركز على حرب العصابات وحرب المدن .. ويتلقى عدد من الأجانب غير الإيرانيين تدريباتهم في هذا المعسكر .
من الدروس الرئيسية في المعسكر ، درس يسمى " الجامعة " يتضمن : دروس سياسية وعقائدية ، اسلوب زرع القنابل ، وطريقة رميها من السيارات والدراجات البخارية ، ونصب الكمائن .. وغيرها ( تعقيب : ياترى كم من أفراد الميليشيات العراقية العاملة في العراق الآن ، والتي تستخدم الأساليب المذكورة ، قد تم تدريبها في هذا المعسكر ، وأتقنت درس " الجامعة " ...!؟ )

معسكر " باهنر " :
تم تأسيس هذا المعسكر في عام 1993 ، من قبل " قدس " في مدينة " كرج " بالقرب من قرية " بيلوا " القريبة من سد " كرج " وفي موقع يسمى " حديقة العقيد "
التكتم بشدة على الأسرار والتدريب في هذا المعسكر من أهم ميزاته . على سبيل المثال :
في عام 1995 ، كان هناك في المعسكر 11 بحرينياً يتلقون تدريباتهم .. وتم وضعهم في برنامجين مختلفين ، وبعيدين عن بعضهما البعض ، البرنامج الأول يضم إثنان فقط ، والثاني يضم 9 متدربين ومهمة كل مجموعة تختلف عن المجموعة الثانية ، ولا علم لكل منهما بالمجموعة الثانية ، ولم يتم اللقاء بين أفراد المجموعتين إطلاقاً ..!
برامج هذا المعسكر هي أيضاً على قواعد حرب المدن ، وجمع المعلومات ، والإستطلاع ، والعمل على المتفجرات ..! ويتم تدريبهم على التكتم على المعلومات ، والتأقلم مع مختلف البيئات ..!
هذا إضافة الى الدروس العقائدية والفقه ..
لقد أباح " مشكيني " رئيس مجلس الفقهاء في مكتب خامنئي .. ( بفتوة شرعية ) لهؤلاء بتعاطي الممنوعات شرعاً مثل شرب الخمر وغيره في المجتمعات التي سيتواجدون فيها وذلك لغرض إبعاد الشبهة عن شخصياتهم ..
( نِعمَ الفقه .. ونِعمَ الفتوى ...!!! ) .

تتباين التدريبات وتختلف في هذا المعسكر طبقاً للظروف السياسية للبلدان التي حضر المتدربون منها فكما تم التركيز في عام 1995 على البحرين بعدة مجاميع نظراً لظروف البلد آنذاك .. فقد طرأت لاحقاً أمور جديدة ، مثل أحداث سبتمبر في أميركا .. والكارثة العراقية ..

يقول أحد قادة معسكر " باهنر " بعد أحداث سبتمبر ، وفي جلسة خاصة : " بعد 11 أيلول أصبحت نشاطاتنا تتسم بخطورة وحساسية عالية ، وقد تقرر أن نلتزم المزيد من الدقة والحذر في إختيار الأشخاص للتدريب حتى إنحسار الأجواء الملتهبة التي كانت سائدة .. ولكننا لم نوقف التدريبات ..
وفي الوقت الحاضر ( شباط / فبراير 2002 ) أقمنا دورة تدريبية لتأهيل المدربين من الإخوان العرب تضم 22 شخصاً ، وسوف يتوجهون الى مواقع تنفيذ مهماتهم بعد إنتهاء التدريب ، وليترجموا هذه التدريبات على أرض الواقع " ...!!

يلي القسم الرابع

lalhamdani@yahoo.com
www.alialhamdani.blogspot.com


Wednesday, April 2, 2008

لكي لا ننسى ..! - 2

لكي لا ننسى ..!
القسم الثاني
علي الحمداني

ما أقدمه للقارئ العزيز في هذه الحلقات ، هو ليس من أفكاري أو جهدي الشخصي ، ولا فضل لقلمي فيما سأكتب .
إنه عبارة عن نقل وبتركيز لكتاب صدر قبل سنة ، في آذار 2007 . وقام بتأليفه مجموعة من الكتّاب والمفكرين العراقيين .

إسم الكتاب : ( العراق المغدور ـ نافذة على بعض ماأخذته يد النظام الإيراني الآثمة من العقول والكفاءات العراقية ـ )

إنها نافذة جديرة بالنظر منها على ماجرى ويجري للعراق الذي تم ذبحه بدم بارد من قبل الإحتلال الغربي ، والإحتلال الإيراني ، وأزلام وأذناب وعملاء الإحتلالين ممن يسمَون (حكومات عراقية )
إنها حقائق الماضي والحاضر .. لكي لاننسى في المستقبل ..
فيما يلي الحلقة الثانية :
-------------------------------------
-------------------------------------

الإرهاب هو الآلة الرئيسية لسياسة النظام الإيراني الخارجية :

" المسلمون مجموعة واحدة فيجب عليهم أن يعيشوا تحت خيمة حكومة واحدة ويجب أن تدار كل أرضهم بواسطة حكومة واحدة ليتحقق الدفاع عن كيان الإسلام وحماية مصالح المسلمين " .
( عن كتاب : نظرة الى السياسة الخارجية لجمهورية إيران الإسلامية . من إصدارات وزارة خارجية النظام الإيراني )

ـ المجلس الأعلى لأمن النظام الإيراني والخاضع لإشراف رئيس الجمهورية في النظام ، وهو المركز الرئيس لصنع القرار لتنفيذ العمليات الإرهابية خارج البلاد .

ـ لجنة خاصة في مكتب خامنئي تضم كلاً من وزارة المخابرات وقوة " القدس " التابعة لقوات الحرس الثوري ، ومقر " نصر " الإرهابي ، ومنظمة الثقافة والإتصالات الإسلامية ، ووزارة الخارجية ، ومؤسسة " المستضعفين " وقد أوكلت اليها مسؤولية تنفيذ العمليات الإرهابية .
ـ إن الإرهاب في نظام " ولاية الفقيه " ومكتبه ، مثلما هو القمع والكبت ، ليس موضوعاً يخدم جناحاً واحداً فقط وإنما خصوصية " تفوق الأجنحة " في السلطة برمتها .

ـ بعد موت خميني ، حاول النظام الإيراني أن يسد الفجوة الناجمة عن موته بواسطة تصعيد وتوسيع العمليات الهادفة الى تصدير الرجعية والإرهاب .

كتبت صحيفة " لوموند " في عددها الصادر يوم 16 كانون الثاني / يناير 2002 تقول " اليوم هناك إجماع بأن الإيرانيين ـ نظام الملالي ـ هم الآمرون بالإعتداءات التي تمت في باريس عام 1986 وأسفرت عن مقتل 11 شخصاً ، وإصابة 150 آخرين . "

إن وصول خميني الى السلطة عام 1979 ، يمثل بالتأكيد منعطفاً في تاريخ الإرهاب بإسم الإسلام ، فخميني كان يعمل على تصدير مايسمى الثورة ، وإحياء الخلافة العثمانية ، ولكن هذه المرة بإسمه وكما يروق له ولمعتقده ومن بلاد فارس . ولم يكن ذلك هو فقط فكرة وغاية ، وإنما برنامج وهدف .. وكل ماتلى ذلك من أحداث وتصريحات وخطط ، يصب في ذلك الإتجاه ، بما فيها الحرب مع العراق .!

العراق هو المرشح الأول لتصدير الثورة اليه :

لأسباب محددة للغاية إختار خميني العراق أول بلد لتصدير الثورة اليه ولإتخاذه بوابة لدخول العالمين الإسلامي والعربي . ففي يوم 13 نيسان / ابريل 1980 ، وفي لقاء له مع خميني ، طلب منه خليفته المنتظر آنذاك " منتظري " ، أن يتولى " قيادة ثورة العراق " ، وقال منتظري لخميني في ذلك اللقاء ( إن إخواننا العراقيون يراجعوننا بإستمرار ويقولون إننا نتوقع من سماحة الإمام خميني أن يتولى قيادة الثورة العراقية أيضاً كما قاد الثورة الإيرانية وكللها بالنصر ..)

فوجود الشيعة ، ومراقد أئمة أهل البيت عليهم السلام في العراق ، وحدود العراق الطويلة مع إيران ، كان قد جعل العراق مرشحاً مطلوباً لتصدير الثورة اليه ، خاصة وأن خميني وحاشيته كانوا قد عاشوا في العراق لمدة 12 عاماً .. ولهذا عيّن خميني سفيره في العراق المدعو " دعائي " ..
دعائي هذا كان مرافقاً لخميني خلال فترة إقامته في مدينة النجف .

إن تصريحات خميني النارية ، وتدخلاته في شؤون العراق عامي 1979 و1980 ، تسببت في إندلاع الحرب الفتاكة .. وبعد إندلاع الحرب ، نبذ خميني كل المجاملات وطرح شعاره المشهور : (فتح القدس يتم عن طريق كربلاء ) ! وبذلك زج بكل إمكانات البلد المادية والبشرية لخدمة هذه الحرب المدمرة .

( تعقيب : اليوم وقد تغيّر الوضع وكما أراد خميني ربما ، وأصبح العراق يحكم من قبل أعوان إيران وتلاميذ خميني وبإشراف السياسة الإيرانية وتوجيهها للسياسة العراقية .. وهي حقيقةٌ لم يعد بالإمكان نكرانها وحجبها والتضليل بشأنها . لقد خرجت من دائرة ( التقية ) الى نور الشمس ..!
السؤال هو كيف سيمر الطريق الى القدس من كربلاء .. والعراق قد أصبح مرتعاً لمكاتب ووكلاء المخابرات المركزية الأمريكية والمخابرات الإسرائيلية " الموساد " في ظل الحكومة العراقية ذات الولاء الإيراني وبمعرفتها ، ومعرفة الكل أن إيران هي السند القوي للنظام العراقي الجديد ..؟؟ )

لجنة العمليات الخاصة ( المكتب الخاص لخامنئي ) :

بعد موت خميني ، أصبحت جميع الأجهزة الإستخبارية والعسكرية والخاصة تتركز وتنتظم في مكتب خامنئي ، وقد تولى شخص خامنئي قيادة قوات الحرس والجيش ونظمها في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة ، ثم إستعاد من " رفسنجاني " منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة الذي كان خميني قد أوكله الى رفسنجاني .

في مكتب خامنئي هناك لجنة تسمى ( لجنة العمليات الخاصة ) وتسمى إختزالاً ( اللجنة الخاصة ) ،
يرأسها " محمد حجازي " .. وترتبط بها الأجهزة التالية :

ـ وزارة المخابرات : منذ تأسيسها كانت وزارة المخابرات المنفّذ الرئيسي للإغتيالات داخل وخارج إيران ، وكذلك عمليات القمع والتعذيب . تشلرك هذه الوزارة من جهة في جميع جلسات ( المجلس الأعلى للأمن القومي ) وإتخاذ قراراته .. وتنسق من جهة أخرى مع ( لجنة العمليات الخاصة ) في مكتب خامنئي ومع الأجهزة الأخرى في المكتب .

هناك ( مديرية الشؤون الداخلية ) ، أو مديرية الأمن .. ترتبط بهذه الوزارة .. وأحد الشخصيات الذي تولى رئاستها هو " سعيد إمامي " عندما كان " ري شهري " وزيراً للمخابرات في عهد رفسنجاني وذلك في الفترة التي تم فيها إغتيال كاظم رجوي ، ووضع خطة عملية تفجير في مرقد الإمام الرضا وقتل قساوسة مسيحيين .. وكل ذلك تم بالتنسيق مع مدير مكتب خامنئي واللجنة الخاصة : محمد حجازي .
وبإشراف الأخير أيضاً .. وضعت خطة إغتيال " مريم رجوي " أثناء تجمع خطابي في مدينة "دورتموند" الألمانية عام 1995 ، وحضر الى المانيا لهذا الغرض المدعو " تقوي " رئيس دائرة الإرهاب في وزارة المخابرات .. ولكن المؤامرة فشلت بعد أن تم كشفها من قبل " مجاهدي خلق " .

ـ قوة " قدس " : كانت مديرية الإستخبارات في قوات الحرس الثوري تتابع وتنفذ الأعمال الإرهابية منذ السنوات الأولى لتأسيس الحرس . وكان أول قائد لمخابرات الحرس " محسن رضائي " والذي خلفه لاحقاً " أحمد وحيدي " قائد مخابرات الحرس .

لقد أسست مخابرات الحرس عدداً كبيراً من المعسكرات لغرض تنظيم العمليات الإرهابية ومنها :
معسكر (بلال) مسؤول العمليات الإرهابية خارج البلاد بشكل عام .
معسكر ( رمضان ) مسؤول العمليات الإرهابية في العراق .
معسكر ( أنصار ) مسؤول العمليات الإرهابية في دول الجوار الإيرانية العربية وغير العربية .
والأخير هو من نفّذ الهجوم على مقرات مجاهدي خلق في مدينتي كراتشي وكويتا الباكستانيتين عام 1987 .

( تعقيب :لاحظ هنا أن معسكراً خاصاً قد تم إعداده للعراق فقط ، في حين تتولى المعسكرات الأخرى عدد من الدول في انشطتها ..! )
خامنئي ، هو من أسس قوة " قدس " عام 1990 .. وأوكل رئاستها الى " احمد وحيدي " قائد مخابرات الحرس ، الذي وصف القوة بالقول : ( إن هدفنا من إنشاء قوة قدس هو تأسيس الجيش الإسلامي الأممي ) .

( تعقيب : لاشك أننا الآن وبعد هذه السنوات على تأسيس قوة قدس ، نعلم وبشكل واضح ومعلن الدور الذي تقوم به في جنوب العراق خصوصاً البصرة ، وكذلك مكاتبها المنتشرة تحت أسماء ثقافية ودينية وخيرية في محافظات الجنوب وفي كربلاء .. وكذلك إنضواء عدد كبير من أفرادها الى المؤسسات الأمنية العراقية كالشرطة والأمن ، بعد تسهيل ذلك لهم من قبل المجلس الأعلى الإسلامي في العراق وحكومتي حزب الدعوة الأخيرتين برئاسة الجعفري والمالكي ..! )


يلي القسم الثالث
lalhamdani@yahoo.com
www.alialhamdani.blogspot.com

لكي لا ننسى ..! ـ1ـ

لكي لا ننسى ..!
الحلقة الأولى
علي الحمداني

ما أقدمه للقارئ العزيز في هذه الحلقات ، والتي أبدؤها اليوم ، هو ليس من أفكاري أو جهدي الشخصي ، ولا فضل لقلمي فيما سأكتب .
إنه عبارة عن نقل وبتركيز لكتاب صدر قبل سنة ، في آذار 2007 . وقام بتأليفه مجموعة من الكتّاب والمفكرين العراقيين .

إسم الكتاب : ( العراق المغدور ـ نافذة على بعض ماأخذته يد النظام الإيراني الآثمة من العقول والكفاءات العراقية ـ )

إنها نافذة جديرة بالنظر منها على ماجرى ويجري للعراق الذي تم ذبحه بدم بارد من قبل الإحتلال الغربي ، والإحتلال الإيراني ، وأزلام وأذناب وعملاء الإحتلالين ممن يسمَون (حكومات عراقية )
إنها حقائق الماضي والحاضر .. لكي لاننسى في المستقبل ..

-------------------------------------
-------------------------------------

يتضمن الكتاب الفصول التالية :

· النظام الايراني وحملات الاغتيال المنظمة .
· الارهاب في دستور النظام الايراني.
· طهران عاصمة التطرف والارهاب في العالم.
· الرصد التنظيمي والمالي للارهاب والتطرف .
· خصائص الارهاب السياسي .
· الارهاب, الآلة الرئيسية لسياسة النظام الايراني الخارجية .
· اتخاذ القرار في اعلى مستويات السلطة الايرانية .
· العراق هو المرشح الاول لتصدير الثورة اليه .
· الاجهزة الرئيسية المختصة للارهاب في النظام الايراني .
· لجنة العمليات الخاصة ( المكتب الخاص لخامنئى ) .
· اهم مراكز ومعسكرات التدريب على العمليات الارهابية في ايران .
· مراحل التعرف والتجنيد .
· مواد ومواضيع التدريب :
- تدريبات تجسسية واستخباراتية .
- التدريب على المتفجرات والتخريب .
- التدريب على اساليب الاغتيال.
· اغتيال شخصيات دينية وسياسية وحقوقية واجتماعية .
· اغتيال اساتذة واطباء ورموز للعلم والثقافة .
· اغتيال صحفيين وإعلاميين وفنانين .
· اغتيال طيارين وعسكريين .
· اغتيال رياضيين وابطال رياضة .

------------------------------
------------------------------

النظام الإيراني وحملات الإغتيالات المنظمة :

إن الإرهاب إداء ونهج وتكتيك ، مصدره ومنهله يكمن في منظومة عقائدية سياسية موحدة . كما أن القوة المحركة والدافعة للإرهاب هي عقيدة آيديولوجية وقضية سياسية ومن دون هذه القوة المحركة يتجمد ويتوقف الإرهاب ..
والعنف السياسي سمة تلازم الإرهاب وهو عمل غالباً مايكون هدّاماً ويغدو إرهاباًعند الكثيرين كما هو واضح في إستعمال القوة لإلحاق الأذى بالأشخاص والممتلكات وأدواته الأسلحة والمتفجرات وكل وسائل الأذى والتدمير ويؤدي الى خسائر مادية وبشرية ..
كما أنه يهدد باستعماله القوة من قبل مجاميع إرهابية ومنها خطف الطائرات وإحتجاز وخطف الرهائن .. ويتخذ النظام الإيراني بانتهاجه العنف السياسي وسيلة وأداة لتحقيق غاياته وأهدافه !

إن التطرف بإسم الإسلام ، ولد بعد وصول خميني الى السلطة في إيران عام 1979 ، بما يتسم به في الوقت الحاضر من المضمون والجوهر والنظرية والأبعاد والقوة . فإن نظام خميني في إيران قد حوّل فكرة تأسيس الحكومة الإسلامية العالمية من أمنية مستحيلة التحقيق الى هدف ممكن التحقيق بالنسبة للعديد من المتطرفين ، وبعثَ فيهم الأمل وجعلهم مستظهرين مساندين على الصعيد العالمي ، مستخدمين في ذلك شتى الوسائل الخبيثة لتجنيد العملاء مثل التسميم السياسي والتخريب العقائدي وعمليات غسل الأدمغة التي تمارسه بحق الآلاف من أبناء العراق والمنطقة العربية والدول الإسلامية ..

الإرهاب في دستور النظام الإيراني :

وعلى هذا الأساس فإن خميني لم يجعل " تصدير الإرهاب " وإقامة خلافة إسلامية عالمية ، فكرة أو قضية فحسب ، وإنما أضفى لهما طابعاً قانونياً رسمياً في دستوره على هيئة برنامج أو مشروع وهدف محدد .
جاء في مقدمة دستور النظام الإيراني : ( نظراً لمضمون وجوهر الثورة الإسلامية في إيران والتي كانت حركة لإنتصار جميع المستضعفين على المستكبرين ، فإن جمهورية إيران الإسلامية توفر الأرضية وتمهد الطريق لإستمرار هذه الثورة داخل إيران وخارجها خاصة أنها تعمل على توسيع العلاقات الدولية مع الحركات الإسلامية والشعبية الأخرى بهدف تعبيد الطريق الى تحقيق الأمة العالمية الواحدة وتعزيز مسيرة النضال من أجل إنقاذ الشعوب الفقيرة المضطهدة في العالم كله ) ..

وورد في جانب آخر من مقدمة الدستور بعنوان " الجيش العقائدي " مايلي : ( إن جيش الجمهورية الإسلامية وقوات حرس الثورة لايتوليان حماية الحدود وحراستها فقط .. وإنما يحملان على عاتقهما رسالة أو مسؤولية عقائدية أيضاً ، وهي الجهاد في سبيل الله والنضال من أجل توسيع سلطة شريعة الله في العالم ) ..

طهران عاصمة التطرف والإرهاب في العالم :

إن نسبة ما لايقل عن 90 بالمائة من الهجمات الإرهابية الكبيرة إن لم نقل جميعها ، خلال الثمانينات والتسعينات ، قد تم تنفيذها أما من قبل طهران مباشرة كعاصمة للإرهاب والتطرف لإسم الإسلام ، وإما من قبل ربيبيها وعملائها ، أو من قبل التيارات التي وجدت إمكانية الحياة والتنفس في ظل وجود الملالي في طهران مستلهمة أو مدعومة منهم في نشاطاتها وتحركاتها ، فيما أن المتطرفين لم يكونوا ضالعين في مثل هذه العمليات خلال السبعينات أو العقود السابقة لها . وهذه العمليات يدبرها وينفذها نظام الملالي أو المتطرفون المتأثرون به أو الخاضعون لهيمنته وسيطرته نتيجة لتأثرهم بعمليات التسميم السياسي والعقائدي أو غسل الأدمغة ومنها :

إحتلال السفارة الأمريكية في طهران وإحتجاز الدبلوماسيين الأمريكان في عام 1979 ، الذي كان في الحقيقة إعلان حرب علناً من قبل هذه الظاهرة الجديدة ويكشف بوضوح طاقتها الكامنة والهستريا الإرهابية التي تعاني منها ..
( بقي إحتجاز الرهائن 444 يوما من قبل الطلبة والمتطرفين .. وكان محمود أحمدي نجاد ، الرئيس الإيراني الحالي ، أحدهم آنذاك ، كما أظهرت بعض الصور التي نُشِرت ..!)

إحتجاز رعايا غربيين خاصة أمريكان منهم في لبنان خلال الثمانينات ، وتفجير مقر القوة البحرية الأمريكية " المارينز " في لبنان عام 1983 .

تفجير طائرة من نوع بوينغ 747 تابعة للخطوط الجوية الفرنسية في مطار طهران عام 1986 .

وفي نفس السنة 1986 ، القيام بعمليات زوع قنابل في شوارع باريس ، والتي أسفرت عن مقتل وجرح عدد كبير من المواطنين الفرنسيين .

إرسال 51 طرداً بريدياً من المتفجرات الى المملكة العربية السعودية لقتل حجاج بيت الله الحرام ، ولكن تم كشفها قبل إنفجارها وذلك في عام 1986 أيضاً ..

قتل 400 من حجاج بيت الله الحرام في عام 1987 .

قتل المعارضين خاصة من مجاهدي خلق في كل من المانيا وسويسرا وفرنسا والسويد وايطاليا وتركيا وباكستان والإمارات .. ومئات العمليات الإرهابية الأخرى التي أوقعت ضحايا في مختلف أنحاء العالم مما يمثل فصلاً قصيراً من السجل الأسود الطويل الحافل بالجرائم التي إقترفها التطرف بإسم الإسلام بقيادة الملالي الحاكمين في طهران .

الرصيد التنظيمي والمالي للإرهاب والتطرف :
إن تصريحات قادة النظام حول تصدير الإرهاب تعتمد على رصيد مالي وتنظيمي كبير وشبكات واسعة داخل إيران وخارجها . فإن كلاً من وزارة المخابرات وقوات الحرس وبيت خامنئي ووزارة الخارجية ومنظمة الثقافة والإتصالات الإسلامية ووزارة الإرشاد ( الإعلام ) والعديد من الأجهزة الحكومية الأخرى تعمل مباشرة على تصدير الإرهاب . ومن المعروف أن الهيكلية التنظيمية لتصدير الإرهاب والتطرف في النظام قد تطورت في الوقت الحاضر بنسبة أكبر مما كانت عليه سابقاً .

إن جانباً أكبر من عمل وزارة المخابرات خصص للنشاطات الإرهابية والتجسس في خارج البلاد ، الأمر الذي يعترف به العديد من أجهزة المخابرات في الدول الغربية وتناولناها في هذا الفصل .
وفصل آخر يشرح تفاصيل " قوة القدس " التي تم إنشاؤها كالقوة الخامسة لقوات الحرس بهدف تنظيم عمليات إرهابية خارج إيران ، بالإضافة الى " منظمة الثقافة والإتصالات الإسلامية " التي هي جهاز كبير وموسع لها وجود في عشرات البلدان ةتبلغ مخصصاتها من ميزانية البلاد مئات الملايين من الدولارات ، وتقوم لتهيئة الأجواء لتصدير الإرهاب وتجنيد مسلمين وعرب وغير عرب للمجموعات الإرهابية التابعة للنظام . وقد تم إنشاء هذه المنظمة بدمج خمس منظمات كبيرة فيها بأمر من خامنئي ، وتخضع في إدارتها لإشراف مباشر منه ..
هذا وأن سفارات وممثليات النظام خارج البلاد وكذلك المؤسسات التي تنشط على الظاهر في حقل الخدمات الثقافية والدينية ، تخدم كلها عمليات تصدير الإرهاب للخارج .

إن أبعاد الجرائم الإرهابية لنظام الملالي قد إتسعت الى حد أنه وبالرغم من جميع الإعتبارات والمصالح السياسية والإقتصادية ، أكد جهاز القضاء في عدد من البلدان الخارجية خاصة الأوربية ، ضلوع قادة النظام في هذه الجرائم . فقد أعلن القاضي " شاتلن " قاضي التحقيق السويسري ، أن إغتيال الدكتور " كاظم رجوي " ، ممثل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في فرنسا والصين ، تم على أيدي 13 إيرانياً كانوا يحملون جوازات سفر خاصة للمهام الرسمية صادرة في طهران . وقد أعلن القاضي المذكور في حزيران 1998 ، أن عملية الإغتيال هذه نفّذت من قبل وزارة المخابرات الإيرانية .. كما أعلنت محكمة إتحادية المانية في برلين في ختام محاكمة دامت أربعة أعوام في مايتعلق بعمليات القتل في مطعم " ميكونوس " في حكمها الصادر في نيسان 1997 ، أن لجنة مكونة من كبار المسؤولين في النظام الإيراني وهم ، المرشد الأعلى ، ورئيس الجمهورية ، ووزير المخابرات ، ووزير الخارجية ، أصدرت أوامرها بالإغتيالات خارج البلاد بما فيها مجزرة " ميكونوس " . وقبل ذلك بفترة قصيرة ، أصدرت محكمة برلين الحكم بإعتقال " الملا فلاحيان " وزير مخابرات النظام ..!

إن وصول خاتمي الى الرئاسة أصبح ذريعة بالنسبة لأولئك الذين كانوا يريدون في الغرب المساومة والمضاربة مع نظام الملالي ، ويصفون خاتمي بأنه " إصلاحي " يدافع عن " المجتمع المدني " و "إزالة التوتر " ، ويبشر " بالديمقراطية " .. وكان هؤلاء الأشخاص يحاولون إثارة الوهم القائم على كون خاتمي " معتدلاً " وتصويره " وجهاً إنسانياً " للتطرف واعتبار إيران الرازحة تحت سلطة الملالي " نموذجاً أو مثالاً للديمقراطية الإسلامية .." بهدف تمهيد الطريق لتوسيع العلاقات مع النظام . ولكن الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية كانا يعرفان جيداً منذ البداية أن خاتمي لايريد ولا يستطيع أصلاً أن يقوم بإصلاح هذا النظام ..


خصائص الإرهاب السياسي :

نستطيع أن نفهم الإرهاب السياسي أو العنف السياسي من خلال بعض المعطيات منها مادية ، وهي إستعمال القوة لإلحاق الأذى بالأشخاص والممتلكات ، وأهم أدوات هذا العنف هي الأسلحة والمتفجرات وكل وسائل التدمير التي تؤدي الى خسائر مادية وبشرية كبيرة .
ومعطيات معنوية ، وهي التهديد بإستعمال القوة من قبل الإرهابيين مثل إحتجاز الرهائن والعروض العسكرية لإستعراض القوة في وقت الأزمات الإقليمية أو الدولية .. والجهة التي تتبنى العنف والإرهاب تتخذه وسيلة وأداة لتحقيق نواياها ..
ويتولد من أعمال العنف والإرهاب القهر وإجبار من يوجه عليهم هذا العنف على الإستجابة أو الرضوخ والإستسلام بالإضافة الى إثارة الخوف والفزع ..
وعلى كل حال ، فإن مثل هذا العنف أو الإرهاب السياسي يجب أن يكون مقروناً بأهداف وتحقيق مصالح خاصة أو أهداف سياسية محددة ، وإلا فإن الأفعال ستبقى مجرد وقائع بعيدة عن مظاهر الإرهاب السياسي .

لقد إعتمد النظام الإيراني ، الإرهاب السياسي كأحد أدوات سياسته الخارجية ، حيث أثار الحروب والصراعات المسلحة واتخذ من استراتيجية التوتر في التعامل بينه وبين دول إقليمية ودولية منهجاً من خلال خلق حالات قلق وإضطراب لدى الأطراف الأخرى لتغطية فشل سياسته الداخلية والحفاظ على استمرارية الحياة لحكومته والتي تشهد معارضة داخلية شديدة .. وقد إستخدم هذا النظام كل وسائل الإتصال الجماهيرية مثل الإذاعة والتلفزيون والصحف والدعاية والحرب النفسية وتشجيع القلاقل المحلية وتدخلاته العسكرية والإستخبارية في العديد من دول المنطقة واستخدامه الضغط على العديد من الأطراف من خلال الحوار والتفاوض ومحاولته فرض آيديولوجيته ( تصدير الثورة ) على الأطراف الأخرى وفرضها كأحد أشكال الصراع الدولي والآيديولوجي في المنطقة .

وهذا مانراه في كونه أحد أسباب قيام الحرب العراقية الإيرانية ، والمشكلة اللبنانية ، وفي البحرين وأفغانستان وباكستان وفلسطين واليمن وغيرها ، وما نراه من متغيرات في دول الخليج العربي وخاصة البحرين ، وما نراه اليوم وبشكل واضح جداً على الساحة العراقية ، حيث يمارس الإرهاب السياسي والعقائدي في كافة أشكاله وبإجرام فاحش منقطع النظير ..

وهذه السياسة ، وإن مارستها النازية الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية والكيان الصهيوني من خلال المنظمات الإرهابية معتمدة أساليب التشريد والإغتيال والقتل الجماعي لتحقيق أهداف استيطانية .
ومن الأعمال الصهيونية مجزرة دير ياسين وغيرها من المجازر الكثيرة ، وعمليات " الموساد " ضد العلماء الألمان في مصر من خلال الرسائل المفخخة عام 1962 ، وضرب مفاعل تموز في العراق ، وكانت البداية تفجير المفاعل في فرنسا عام 1971 ، وقبل إرساله الى العراق .. ثم قتل العالم المصري في حزيران 1980 ، ومن ثم القصف في 1982 ..

وعلى غرار أساليب الإرهاب الصهيوني ، نراه اليوم يجري في العراق واشد فتكاً بالمواطنين حيث خسر العراق الآف الشهداء بسبب سياسة النظام الإيراني الرعناء ومحاولته فرض هيمنته ووصايته على هذه الساحة المنكوبة من خلال تدخله العسكري المباشر أو تحريك الأحزاب السياسية الموالية له والمدعومة منه لتحقيق أهدافه .


يلي القسم الثاني ..

lalhamdani@yahoo.com
www.alialhamdani.blogspot.com