هل أن إيران وحكيمها هم حقاً ضد المعاهدة الأمريكية ـ العراقية ..؟
كتابات : علي الحمــداني
يقول مثلنا العراقي البسيط البليغ ( واحد يرفع وواحد يكبس ) !!
أذكر وأنا شاب يافع ، قليل الخبرة بالعمل التجاري وغيره ، أنني كنت أذهب الى محل أحد الأقرباء بين فترة وأخرى .. وكالعادة في مثل هذه المحلات الشعبية كانوا يجلبون لي كرسي من داخل المحل لأجلس عليه أمام المحل وأستمتع بقدح شاي أو شاي ( حامض ) بغدادي ، يجلبه لي المرحوم أبو عبد ( الجايجي ) القريب من المحل .. وأنا أمتع نظري بحركة المارة وخصوصاً ( المتسوقات ) !!
كان المحل يديره شقيقان ، وكان يلفت نظري في تعاملهما مع الزبائن ، أن أحدهما كان حاد المزاج ، قليل الصبر ، ثابت على الأسعار ولا يقبل المساومة .. في حين أن الثاني ، وهو الأكبر سناً ، كان دمث التعامل ، يمنح الخصم للزبون ، وكثير الترحيب بمن يتعامل معهم .. وكنت أرى زبائن المحل غالباً مايقبلون على هذا الثاني ليتعاملوا معه وغالباً ما تتم الصفقة والبيع . وكان المحل على بساطته ناجح تجارياً .
في أحد الأيام .. توجهت الى الأخ الكبير ، ولم يكن شقيقه موجوداً .. لأسأله : ( عمي ) لماذا لاتتكلم مع أخيك وترشده لكي يتعامل مع الزبائن كما تفعل أنت ..؟
إبتسم الرجل ، إبتسامة العاقل الخبير بوجه الساذج البسيط ، وقال : ( إبني ) ، نحن نريدها هكذا وقد إتفقنا على ذلك .. ( إبني ) التجارة شطارة .. هل تعلم أن الزبائن يأتون إلي ليقولوا لي ، أنهم حينما يرونني في المحل يأتون ليشتروا حاجاتهم لأنني ( أسامحهم ) بالسعر ! وأنا أكثر وقتي أقضيه في المحل ، فأنت تعلم أن أخي يدرس في الجامعة ، ويأتي الى المحل بعد الدوام فقط ..!!
إذن ، كان دور الأخ الصغير تحويل البوصلة بتصرفاته الى صاحب المحل الأصلي ، وهو شقيقه الكبير .. وكان الزبائن يحبون هذا الأخير ويثقون به.
اليوم .. وأنا أتابع التصريحات الرنانة التي ترتدي لباس ( التقية ) .. والأحداث الثقال التي تقع كل يوم والتي لابد من متابعتها رضينا أم أبينا .. أكاد أسترجع في مخيلتي التي نضجت ولم تعد عقلية الشاب اليافع البسيط ، قصة ذلك المحل التجاري .. وقصة الأخوين المختلفين أمام الناس ، المتعاونين في السر ، واللذين تجمعهما رابطة الدم ، وينامان تحت سقف واحد ، ويأكلان من قصعة واحدة .. وهدفهما مشترك وهو تسويق بضاعتهما ..!! وأرى المشهد الذي كان يجري في السوق .. يجري في العراق بأكمله .. لابل في المنطقة .. ونحن نعلم أن ( الجماعة ) الحاكمين اليوم تجار بالفطرة رضعوا ذلك من تجار اليهود والفرس .. وتخصصوا في ( متى وأين ) ينبغي أن يلجأوا الى الكذب والنفاق الذي شُرّع لهم !
طفولتهم ترعرعت في ( السراديب ) المشهورة !! ومع ( الموامنه ) الذين يسلبون الفقراء السذج مالهم ليقوموا بأداء ( الزيارة ) لهم ، لكي يقبلها صاحب القبر قبل رب العالمين .. وللتأكيد على ذلك يعقدون لهم خرقة خضراء أو قفل أكله الصدأ على شبابيك القبور .. ولا ينسوا أن يطلبوا منهم أن يرموا ببعض النقود داخل الصندوق .. وهم ، والله يعلم ، ربما قد صرفوا آخر درهم لديهم لكي يأتوا للزيارة ، وبعد أن إقتطعوا ( الخمس ) من عرقهم ودمهم لكي يذهب الى صاحب العمامة الكبيرة الجالس على الأرض جلوس الزّهاد والعبّاد ..!!
أما شبابهم فقد قضوه ( بالتقوى والطاعة ) تحت الزنجيل والقامة .. وتحت يد أصحاب العمائم الذين تعرفهم من لحن القول !!
ثم أتوا وهم ( شيوخ ) عُمْر ودين .. لكي يتعاملوا مع الأمريكان ، ويقودوا البلاد والعباد ، ساسة وحكام ومراجع دين ، ورؤساء عصابات تسمى ميليشيات ...
فمَن يمكن أن يكون مؤهلاً لتنفيذ المخطط الصهيوني ـ الأمريكي أكثر من هذه النماذج التي تحمل هذه المؤهلات العالية ..؟؟
سؤال مشروع ، يطرح نفسه : لماذا إعتمد بوش على عبد العزيز الحكيم ، واجتمع معه في البيت الأبيض .. ثم إجتمع معه عرّاب السياسة الأمريكية الصهيوني هنري كيسنجر ، وهو رسمياً لايشغل أي منصب حكومي في العراق ، فلا هو رئيس جمهورية ، ولا هو رئيس وزراء ..؟
ولماذا ياترى إجتمعا معه .. وما هي الصفة التي يحملها لكي يجتمع مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وفي البيت الأبيض .. حتى من الناحية البروتوكولية والأعراق الدبلوماسية والتي يعرفها بوش جيداً ..؟ وماهو الواجب الي حُمّل به السيد لكي يلعب دوره الفاعل والمؤثر .. ونحن نعلم أن هناك قضيتان مهمتان على الأجندة الأمريكية آنذاك والآن وهما : قانون النفط والغاز الجديد .. والمعاهدة الأمريكية ـ العراقية .. وما بينهما من عمليات التصفية وكم أفواه المعارضين لهما ..!
فهل يعقل عاقل بعد ذلك .. أن يقوم الحكيم بالوقوف ضد هذه المعاهدة ، والتي يؤيدها الإئتلاف الحاكم والذي هو أحد أقطابه ..؟
السيستاني أعلن رفضه للمعاهدة ! وكذلك أعلنت إيران .. ! فماذا يمكن للحكيم أن يفعل والحالة هذه .. ؟
تم ضرب الصدر وتحجيمه .. وهو الذي قد أبدى أيضاً إعتراضه على المعاهدة .. !
والآن هل يعقل أن يتصرف الحكيم ظاهرياً ..على العكس من تصريحات إيران والسيستاني ..؟ الجواب طبعاً لا .. إذن ليس هناك من جواب على ذلك ومن سبيل ، إلا حل الإشكال شرعياً .. وأفضل الحلول ( التقية ) أجاركم الله ..!
أنا أتفق مع النظرة الشمولية لهذا الموضوع ، والتي عرضها الأستاذ خضير طاهر ، في مقاله أمس ( توقيع إتفاقية التعاون مع أمريكا .. ضرورة استراتيجية لمساعدة العراق ) ..
وأؤيده أيضاً فيما ذهب اليه حين قال : ( المضحك أن الأحزاب الشيعية العميلة الى إيران صرنا نسمعها تتحدث عن ضرورة الحفاظ على سيادة العراق ، وأصبحت تتمشدق بهذه المزايدات الوطنية وتحاول إرتداء قناع الوطنية الشريفة ، بينما هي في حقيقة الأمر تقوم بتنفيذ الأوامر الإيرانية التي تحارب هذه الإتفاقية ) ، ولكن هناك أمور يجب عدم إغفالها ..
أتفق معه ، من أن إتفاقية تعاون إقتصادية وسياسية مع اميركا أو غيرها من القوى العالمية الكبرى ، لبلد مثل العراق ، أو أي بلد من العالم الثالث ، هو مكسب تحتاج اليه هذه البلدان ، شريطة أن يبنى على المصالح المشتركة ..
لدينا مصادر الطاقة .. ولديهم الصناعة
لدينا القوى العاملة .. ولديهم التقنية
لدينا المصادر الزراعية والمياه .. ولديهم أزمة حادة في شحة وإرتفاع أسعار المواد الغذائية ..
لدينا مصدر الدولار .. ولديهم دولار يتدهور يوماً بعد يوم ..
أما أن يتحول العراق الى بقرة حلوب محتلة ومحبوسة في زريبة .. وعليهم أن يشربوا الحليب الطازج فهذا ما لايقبله الوطني الغيور ..
نعم هناك إتفاقيات مع دول الخليج مثلاً كما ذكر الأستاذ خضير .. ولكن هناك تعاون وتكافئ في الحصول على النتائج والثمار ..
لقد كان العراق يوماً .. السبّاق الى ذلك وقبل أن توجد دول الخليج .. أو تستقر السعودية سياسياً وإقتصادياً .. وذلك أيام العهد الملكي ورئاسة السعيد وجبر رحمهما الله .. كانت هناك المعاهدة المركزية أو حلف بغداد بقيادة نوري السعيد .. وكانت هناك إتفاقية ( بورتسموث ) المعروفة بإتفاقية جبر ـ بيفن ، نسبة الى رئيس وزراء العراق صالح جبر .. ورئيس وزراء بريطانيا آرنست بيفن .
وقد تم تحطيمهما على يد ( الوطنية ) العراقية .. وسحلت جثث رموز الملكية العراقية في شوارع بغداد ..!
أما الأوامر الإيرانية التي تحارب هذه الإتفاقية .. فتلك مسألة فيها نظر ..!
إيران وبرعاية حكومة بغداد ، عقدت أربع جولات من المباحثات مع الولايات المتحدة ..
وإيران تقوم بالمساومات والضغوط ولعبة الفأر والقط ، مع أميركا ، في سبيل أن تقوم الأخيرة بتقديم التنازلات بشأن برنامجها النووي ..
إيران .. لاتهمها مصلحة العراق .. لامن قريب ولا من بعيد .. ورجال إيران في العراق وعلى رأسهم ماأسميته " الأحزاب الشيعية العميلة " يؤدون أدوارهم بجدارة ، من أعلى مرجع .. الى أصغر رئيس حزب سياسي .. ولا نصدق الحديث من أنها تريد الحفاظ على سيادة العراق .. ليس من باب رفض التحالف مع اميركا التي جلبتهم بدباباتها .. ، ولكن من باب التنسيق ليس فقط بين إيران والعراق .. ولكن بين إيران والعراق وأميركا لكي يتم إخراج المسرحية بشكل متقن ..
تماماً ، كما كان يحدث بين الشقيقين في ذلك المحل التجاري القديم .. أحدهما صلب في موقفه .. والآخر أكثر ليونة .. وبينهما الزبون المسكين الذي يدفع عن رضاء نفس ، ويعود المرة بعد الأخرى لكي يتعامل معهما .. !!
lalhamdani@yahoo.com
www.alialhamdani.blogspot.com
كتابات : علي الحمــداني
يقول مثلنا العراقي البسيط البليغ ( واحد يرفع وواحد يكبس ) !!
أذكر وأنا شاب يافع ، قليل الخبرة بالعمل التجاري وغيره ، أنني كنت أذهب الى محل أحد الأقرباء بين فترة وأخرى .. وكالعادة في مثل هذه المحلات الشعبية كانوا يجلبون لي كرسي من داخل المحل لأجلس عليه أمام المحل وأستمتع بقدح شاي أو شاي ( حامض ) بغدادي ، يجلبه لي المرحوم أبو عبد ( الجايجي ) القريب من المحل .. وأنا أمتع نظري بحركة المارة وخصوصاً ( المتسوقات ) !!
كان المحل يديره شقيقان ، وكان يلفت نظري في تعاملهما مع الزبائن ، أن أحدهما كان حاد المزاج ، قليل الصبر ، ثابت على الأسعار ولا يقبل المساومة .. في حين أن الثاني ، وهو الأكبر سناً ، كان دمث التعامل ، يمنح الخصم للزبون ، وكثير الترحيب بمن يتعامل معهم .. وكنت أرى زبائن المحل غالباً مايقبلون على هذا الثاني ليتعاملوا معه وغالباً ما تتم الصفقة والبيع . وكان المحل على بساطته ناجح تجارياً .
في أحد الأيام .. توجهت الى الأخ الكبير ، ولم يكن شقيقه موجوداً .. لأسأله : ( عمي ) لماذا لاتتكلم مع أخيك وترشده لكي يتعامل مع الزبائن كما تفعل أنت ..؟
إبتسم الرجل ، إبتسامة العاقل الخبير بوجه الساذج البسيط ، وقال : ( إبني ) ، نحن نريدها هكذا وقد إتفقنا على ذلك .. ( إبني ) التجارة شطارة .. هل تعلم أن الزبائن يأتون إلي ليقولوا لي ، أنهم حينما يرونني في المحل يأتون ليشتروا حاجاتهم لأنني ( أسامحهم ) بالسعر ! وأنا أكثر وقتي أقضيه في المحل ، فأنت تعلم أن أخي يدرس في الجامعة ، ويأتي الى المحل بعد الدوام فقط ..!!
إذن ، كان دور الأخ الصغير تحويل البوصلة بتصرفاته الى صاحب المحل الأصلي ، وهو شقيقه الكبير .. وكان الزبائن يحبون هذا الأخير ويثقون به.
اليوم .. وأنا أتابع التصريحات الرنانة التي ترتدي لباس ( التقية ) .. والأحداث الثقال التي تقع كل يوم والتي لابد من متابعتها رضينا أم أبينا .. أكاد أسترجع في مخيلتي التي نضجت ولم تعد عقلية الشاب اليافع البسيط ، قصة ذلك المحل التجاري .. وقصة الأخوين المختلفين أمام الناس ، المتعاونين في السر ، واللذين تجمعهما رابطة الدم ، وينامان تحت سقف واحد ، ويأكلان من قصعة واحدة .. وهدفهما مشترك وهو تسويق بضاعتهما ..!! وأرى المشهد الذي كان يجري في السوق .. يجري في العراق بأكمله .. لابل في المنطقة .. ونحن نعلم أن ( الجماعة ) الحاكمين اليوم تجار بالفطرة رضعوا ذلك من تجار اليهود والفرس .. وتخصصوا في ( متى وأين ) ينبغي أن يلجأوا الى الكذب والنفاق الذي شُرّع لهم !
طفولتهم ترعرعت في ( السراديب ) المشهورة !! ومع ( الموامنه ) الذين يسلبون الفقراء السذج مالهم ليقوموا بأداء ( الزيارة ) لهم ، لكي يقبلها صاحب القبر قبل رب العالمين .. وللتأكيد على ذلك يعقدون لهم خرقة خضراء أو قفل أكله الصدأ على شبابيك القبور .. ولا ينسوا أن يطلبوا منهم أن يرموا ببعض النقود داخل الصندوق .. وهم ، والله يعلم ، ربما قد صرفوا آخر درهم لديهم لكي يأتوا للزيارة ، وبعد أن إقتطعوا ( الخمس ) من عرقهم ودمهم لكي يذهب الى صاحب العمامة الكبيرة الجالس على الأرض جلوس الزّهاد والعبّاد ..!!
أما شبابهم فقد قضوه ( بالتقوى والطاعة ) تحت الزنجيل والقامة .. وتحت يد أصحاب العمائم الذين تعرفهم من لحن القول !!
ثم أتوا وهم ( شيوخ ) عُمْر ودين .. لكي يتعاملوا مع الأمريكان ، ويقودوا البلاد والعباد ، ساسة وحكام ومراجع دين ، ورؤساء عصابات تسمى ميليشيات ...
فمَن يمكن أن يكون مؤهلاً لتنفيذ المخطط الصهيوني ـ الأمريكي أكثر من هذه النماذج التي تحمل هذه المؤهلات العالية ..؟؟
سؤال مشروع ، يطرح نفسه : لماذا إعتمد بوش على عبد العزيز الحكيم ، واجتمع معه في البيت الأبيض .. ثم إجتمع معه عرّاب السياسة الأمريكية الصهيوني هنري كيسنجر ، وهو رسمياً لايشغل أي منصب حكومي في العراق ، فلا هو رئيس جمهورية ، ولا هو رئيس وزراء ..؟
ولماذا ياترى إجتمعا معه .. وما هي الصفة التي يحملها لكي يجتمع مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وفي البيت الأبيض .. حتى من الناحية البروتوكولية والأعراق الدبلوماسية والتي يعرفها بوش جيداً ..؟ وماهو الواجب الي حُمّل به السيد لكي يلعب دوره الفاعل والمؤثر .. ونحن نعلم أن هناك قضيتان مهمتان على الأجندة الأمريكية آنذاك والآن وهما : قانون النفط والغاز الجديد .. والمعاهدة الأمريكية ـ العراقية .. وما بينهما من عمليات التصفية وكم أفواه المعارضين لهما ..!
فهل يعقل عاقل بعد ذلك .. أن يقوم الحكيم بالوقوف ضد هذه المعاهدة ، والتي يؤيدها الإئتلاف الحاكم والذي هو أحد أقطابه ..؟
السيستاني أعلن رفضه للمعاهدة ! وكذلك أعلنت إيران .. ! فماذا يمكن للحكيم أن يفعل والحالة هذه .. ؟
تم ضرب الصدر وتحجيمه .. وهو الذي قد أبدى أيضاً إعتراضه على المعاهدة .. !
والآن هل يعقل أن يتصرف الحكيم ظاهرياً ..على العكس من تصريحات إيران والسيستاني ..؟ الجواب طبعاً لا .. إذن ليس هناك من جواب على ذلك ومن سبيل ، إلا حل الإشكال شرعياً .. وأفضل الحلول ( التقية ) أجاركم الله ..!
أنا أتفق مع النظرة الشمولية لهذا الموضوع ، والتي عرضها الأستاذ خضير طاهر ، في مقاله أمس ( توقيع إتفاقية التعاون مع أمريكا .. ضرورة استراتيجية لمساعدة العراق ) ..
وأؤيده أيضاً فيما ذهب اليه حين قال : ( المضحك أن الأحزاب الشيعية العميلة الى إيران صرنا نسمعها تتحدث عن ضرورة الحفاظ على سيادة العراق ، وأصبحت تتمشدق بهذه المزايدات الوطنية وتحاول إرتداء قناع الوطنية الشريفة ، بينما هي في حقيقة الأمر تقوم بتنفيذ الأوامر الإيرانية التي تحارب هذه الإتفاقية ) ، ولكن هناك أمور يجب عدم إغفالها ..
أتفق معه ، من أن إتفاقية تعاون إقتصادية وسياسية مع اميركا أو غيرها من القوى العالمية الكبرى ، لبلد مثل العراق ، أو أي بلد من العالم الثالث ، هو مكسب تحتاج اليه هذه البلدان ، شريطة أن يبنى على المصالح المشتركة ..
لدينا مصادر الطاقة .. ولديهم الصناعة
لدينا القوى العاملة .. ولديهم التقنية
لدينا المصادر الزراعية والمياه .. ولديهم أزمة حادة في شحة وإرتفاع أسعار المواد الغذائية ..
لدينا مصدر الدولار .. ولديهم دولار يتدهور يوماً بعد يوم ..
أما أن يتحول العراق الى بقرة حلوب محتلة ومحبوسة في زريبة .. وعليهم أن يشربوا الحليب الطازج فهذا ما لايقبله الوطني الغيور ..
نعم هناك إتفاقيات مع دول الخليج مثلاً كما ذكر الأستاذ خضير .. ولكن هناك تعاون وتكافئ في الحصول على النتائج والثمار ..
لقد كان العراق يوماً .. السبّاق الى ذلك وقبل أن توجد دول الخليج .. أو تستقر السعودية سياسياً وإقتصادياً .. وذلك أيام العهد الملكي ورئاسة السعيد وجبر رحمهما الله .. كانت هناك المعاهدة المركزية أو حلف بغداد بقيادة نوري السعيد .. وكانت هناك إتفاقية ( بورتسموث ) المعروفة بإتفاقية جبر ـ بيفن ، نسبة الى رئيس وزراء العراق صالح جبر .. ورئيس وزراء بريطانيا آرنست بيفن .
وقد تم تحطيمهما على يد ( الوطنية ) العراقية .. وسحلت جثث رموز الملكية العراقية في شوارع بغداد ..!
أما الأوامر الإيرانية التي تحارب هذه الإتفاقية .. فتلك مسألة فيها نظر ..!
إيران وبرعاية حكومة بغداد ، عقدت أربع جولات من المباحثات مع الولايات المتحدة ..
وإيران تقوم بالمساومات والضغوط ولعبة الفأر والقط ، مع أميركا ، في سبيل أن تقوم الأخيرة بتقديم التنازلات بشأن برنامجها النووي ..
إيران .. لاتهمها مصلحة العراق .. لامن قريب ولا من بعيد .. ورجال إيران في العراق وعلى رأسهم ماأسميته " الأحزاب الشيعية العميلة " يؤدون أدوارهم بجدارة ، من أعلى مرجع .. الى أصغر رئيس حزب سياسي .. ولا نصدق الحديث من أنها تريد الحفاظ على سيادة العراق .. ليس من باب رفض التحالف مع اميركا التي جلبتهم بدباباتها .. ، ولكن من باب التنسيق ليس فقط بين إيران والعراق .. ولكن بين إيران والعراق وأميركا لكي يتم إخراج المسرحية بشكل متقن ..
تماماً ، كما كان يحدث بين الشقيقين في ذلك المحل التجاري القديم .. أحدهما صلب في موقفه .. والآخر أكثر ليونة .. وبينهما الزبون المسكين الذي يدفع عن رضاء نفس ، ويعود المرة بعد الأخرى لكي يتعامل معهما .. !!
lalhamdani@yahoo.com
www.alialhamdani.blogspot.com
No comments:
Post a Comment