Tuesday, November 11, 2008

ميلاد بعد مخاض عسير ..!

ميلاد بعد مخاض عسير ..!

كتابات : علي الحمداني

منذ أن وطأت أرجل المحتل القذرة أرض العراق الطاهرة وداست فوق التراب الذي مشى عليه عبر قرون بل عبر آلاف السنين قادة ومفكرين وعظماء حملوا مشاعل الحضارة الإنسانية
آشور بانيبال ومكتبته التي ضمت الآلاف من الألواح التي دونت فيها العلوم والآداب تحمل شموخ العقل البشري في حقبة الإمبراطورية الآشورية وما قبلها وما تلاها .
ومنذ أن وضع حمورابي قوانينه فوق مسلته والتي ظلت الإنسانية تقتبس من روحها قوانينها وعبر آلاف السنين .
منذ شيث إبن آدم الى نوح الى إبراهيم الى يونس صاحب الحوت الذين حملوا رسالات الهداية للإنسان من أرض العراق ..
ومنذ الفتح الإسلامي الذي قاده خالد وسعد ليخرجوا كسرى مذءوما مدحورا ..
منذ علي بن أبي طالب الى الحسين والعباس وأبنائهم البررة من بعدهم والذين لم تأخذهم في الله لومة لائم وهم يجاهدون لرفع راية الحق ومن على أرض العراق ..
ومنذ البناء الحضاري الشامخ للدولة العباسية وعلمائها وفلاسفتها ومفكريها ، والجامعة المستنصرية منارة الفكر للباحثين عن المعرفة والعلوم على أرض بغداد ..
ثم منذ موجات الغزو الوحشية التي قادها الطامعين الأشرار من هولاكو وقادة الصفويين وإنكشارية الأتراك .. ثم الإحتلال بإسم الحضارة والديمقراطية على يد البريطانيين .. وما أعقب ذلك من سنوات خضر ويابسات ..
منذ كل تلك القرون الطويلة وأحداثها والتي قل ماشهد بلد في المنطقة مثلها بنورها وظلمتها ، بعلوها وانكسارها ، بصمودها وصبرها وتحديها .. والى أن جاء المحتلون الجدد يحملون لنا ديمقراطيتهم وحريتهم يجرّون وراءهم جرّ النعاج حثالات وأشباه رجال تم إنتقائهم بعناية من أحفاد فارس وأعوان صهيون وماسحي الأكتاف والأحذية الخليجية ، ليعبروا بهم الى العراق فوق الجسور التي صنعها لهم العملاء بنسيج غريب من عقال عربي وحزام كردي وعمامة صفوية ، تبْرَأ منهم ومن أعمالهم الأرض والسماء .. ثم ليدخلوا بعد ذلك في الفخ الذي سقط فيه قبلهم عشرات المحتلين والغزاة ! .

منذ كل ذلك .. وبالرغم من كل ذلك .. لم يستكين شعب العراق ولم يستسلم ، فكانت مقاومته للغزاة والمحتلين نبراساً ومنهاجاً لحياته ، وهو يحمل السيف والمكوار والبندقية .. ومعهم يحمل نيران الكلمة المدوية الصادرة من القلوب قبل الحناجر لتحرق الأرض تحت أقدام المحتلين وأعوانهم خونة الشعب والوطن .

ويتصل الحاضر بالماضي .. فمع الإحتلال غير الشرعي ، تقوم المقاومة الشرعية ، التي كفلتها لها قوانين السماء قبل قوانين الأرض .. وتبقى أرض العراق الرحم الولود الذي لاينضب عطاؤه ..

نيسان 2003 ، وما أعقبه من إحتلال جديد للعراق يضاف الى السلسلة الطويلة في تاريخه من إحتلالات الجيران الطامعين ، ثم إحتلالات ماهو أبعد من الجيران ، وأخيراً إحتلال الأبعد وبمساعدة الجيران .. فلكل منهم شهوة ونَهم ، ولكل منهم ثارات ونِقم ، والتقى الجميع على امر قد قُدِر ، ذلك هو ذبح العراق الأرض والشعب والتاريخ والقِيَم ..

ظن الجيران أن عصر سيف علي والحسين وخالد وسعد وصلاح الدين ، قد ولّى ..
وظن الأبعدون ، أن الوقت قد حان لتنفيذ مخططات أصحاب ثارات بابل ، وحلم الفرات ..
وظنت كلاب الصيد ، أدلاء الطريق الى الفريسة .. أن هذا يومهم حيث يُطفأ الغل وتشبع البطون ..
فكان أول ماكان .. حل جيش الشعب العراقي ، ظانين أنهم بذلك قد كسروا السيف ..
ولكن ..
ثمة حقيقة تاريخية ، وإنسانية يعرفها التاريخ البشري ، قد تم إغفالها .. تلك هي أن الواقف على أرض المعسكرات ، يعرف جيداً كيف يعيش في الخنادق .. وأنه شتان مابين من أتى من الفنادق ومن يعيش في الخنادق .. فالرجولة ليست سلعة يمكن شراؤها حتى بثمن كل نفط العراق ..!

هكذا وُلِدت المقاومة .. والتي لاأشك مطلقاً أنه سيأتي اليوم الذي سيجلس فيه الأمريكان ليستمعوا الى شروطها .. وقد فعلوها قبل ذلك في فيتنام وكمبوديا ..

هكذا وُلِد القلم ، وما أدراك ماالقلم .. وما أدراك ما يسطرون .. صنو البندقية ورفيق الرصاصة ..

وهكذا ولِدت مجاميع أحفاد الفاتحين والمحررين الأوائل هنا وهناك .. تمسك بالقلم ولا تنسى البندقية ، وتمسك بالبندقية ولاتنسى القلم .. الصوت واحد .. إنه هدير الحرية وصرخة التحرير .

وقبل أيام ، كانت هناك ولادة بعد مخاض عسير ، أخذ أشهر واشهر لكي يسجل على الورق فقط .. وأخذ قبل ذلك سنوات من الألم والمعاناة لكي يصل الى مرحلة المخاض .. ثم الولادة في 8 تشرين الثاني / نوفمبر 2008 .. وقد شاء أن يحمل إسم العراق الحبيب ، وإسم الوطن الذي يعيش بين الضلوع .. فكانت ( الجماعة الوطنية العراقية ) .

مؤسسوها وأعضاؤها ليسو طلاب سلطة .. بل مطالبين بحق الشعب العراقي والوطن العراقي ..
إنها المولود الجديد الذي أرى أن سيحمله على الأكتاف وطنيو العراق وسيحتضنه أولئك الذين يدافعون عن شرف العراقيين والعراقيات .. وتزهو بمولده أحداق المظلومين على أرض العراق ممن خطط أعداءه لكي تعميها غياهب السجون وظلمات السجن الكبير .. وهيهات .. ثم هيهات ، أن يتم ذلك ..
فلابد لليل أن ينجلي .. ولابد للقيد أن ينكسر .

وأنا أتذكر هنا هذا البيت من الشعر لأبي القاسم الشابي ، وأنا أحد الجنود المؤسسين لهذه الجماعة الوطنية العراقية .. تشدني أبيات من شعر شعبي جميل ، وجدته على بريدي هذا اليوم أرسله أحد الأعضاء المؤسسين وهو الأخ صباح الخزاعي ، وقد تلقاه من الشاعر العقيد عبد الجبار الدليمي بعنوان .. من وحي إنطلاق الجماعة الوطنية العراقية ، ألتقط منه هذه الأبيات وأختتم بها مقالي :

صرنه مضحكه للرايح وللجاي واعلوج أبحلك زمرات مسعوره
مثل كطعة عجينه إيشـيلها الخباز وآخرها يكطـهه أبنار تنوره
ومثل لشه ذبيحه أمعلكه بجنكال والكصاب اجاهه إيشيل ساطوره
ومثل سبحه تداور بيد هذا وذاك لو صفحة جريدة صبح منشوره
ومثل سوك الهرج ماتفهم اشمابيه لو بستان تاه أو مات ناطوره
مثل عسكر الجاي إمن الحرب مكسور لو تفاك فزعه وضاع شاجوره
شمال الوطن ضاع وراح للسرّاك أو قواعد عسكريه أهناك معموره
جبل زوزك زعل من كاكه مسعود وهندرين أنتحر واهتزت صخوره
وجبل حمرين دنّج راسه حتى الكاع وروابيه العزيزه بكت مبهوره
وبجت أربيل من سمعت الوادي أنباع وصلاح الدين هب وفاح كافوره
وزمناكو نفض كل الصخر من فوك ودوكان امترده وفاحت ابحوره
وشط العرب بطل يسعد السفان وخليج العرب بطل يرفد أحضوره
والبصره أنتخت للموصل وسنجار لامانظل بيد الغرب باكوره
والعماره تنادي ليش ياعدنان ترضى أبلادنا للأجنبي صوره
لايابن الدليم اشلون ترضه اليوم كاعك تظل بيد أعداك مهدوره
العراقي أيظل عراقي أوبيده يسكي الكاع إيجوع وماإخلي جايعه طيوره
ولو شح المطر من دمعة العينين نسكي كاعنا بدموع مقطوره
شوفوا اشصار بينه وبعد بينه اشصار صرنه بحلك كل الدول حزوره
جنوب أعراكنا صاير لهذا وذاك ونفطنه أنباع نصّه أبغير فاتوره
وباعوا جيشنا ألماينشره وينباع بيد أحزاب صفره وكتل مأجوره

واليوم أنبرت عدنه جماعه أنسور بيهه أرجال بالطِيبات مشهوره
نظل وحدة وطن وحدة سما والكاع ولو جيش العدو يهجم بطابوره
لأن هذا الوطن ظل كامل الأعضاء مايرضى يعيش أبئيد مبتوره
مايرضى يعيش أبئيد مبتوره ...

lalhamdani@rocketmail.com

أرشيف مقالات الكاتب :

www.alialhamdani.blogspot.com









الجماعة الوطنية العراقية / لندن

بســــم الله الرحمـن الرحيـم

الجماعة الوطنية العراقية / لندن
( الجماعة )

منذ غزو وطننا العزيز واحتلاله في التاسع من نيسان عام 2003 من قبل قوات الإحتلال الأمريكي ومَن تحالف معها وتحت ذرائع إكتشف العالم لاحقاً أنها كذب وخداع ، والعراق يمر بأسوأ مرحلةٍ وأخطر إنعطافةٍ في تأريخه المعاصر ، فقوة الإحتلال وبدعم من أعوانها عمدت الى تجريد العراق تجريداً مقصوداً ومبرمجاً من كافة مقومات الدولة العصرية التي توافر عليها . وقد صاحب ذلك حرصٌ على نشر التخلف وتفتيت المجتمع وتأجيج الصراعات الطائفية والعِرقية وافتعال الأزمات المتكررة . لذا صار العراق وبعد أكثر من خمس سنوات عجاف انموذجاً لدولة فاشلة ينتشر فيها الفساد المالي والإداري والأخلاقي ، وتهيمن عليها ميليشيات طائفية وعِرقية وعصابات الجريمة المنظّمة ، وتحتضن مؤسسات دستورية وإدارية شكلية عديمة الكفاءة فقيرة الأداء ، وسجون منتشرة ومكتضة تُنتَهك فيها حقوق الإنسان بأبشع الصور ، ويعاني مجتمعها من تهجير طائفي داخلي غير مسبوق ، وهجرة خارجية تُعَد الأكبر في تأريخ الشرق الأوسط منذ نكبة فلسطين عام 1948 ، فضلاً عن وضع أمني وإقتصادي وتعليمي وخَدَمي يزداد تدهوراً .

بَيدَ أن سياسات المحتل وأعوانه لم تؤدِّ الى ماتقدم حسب ، وإنما تعمل أيضاً الى إلغاء مستقبل العراق ككيان وهوية وتأريخ ، عبر سياستين متكاملتين :
فأما عن الأولى فهي ترمي الى إضعافهِ وتقزيمهِ عبر تطبيق ( طائفي وعِرقي ) غير مسبوق لمفهوم الفيدرالية .
أما عن الثانية فهي تهدف الى تجزئتهِ لاحقاً الى دويلات طائفية وعِرقية تمهيداً لتجزئة المُجَزّأ العربي الراهن وعليه لاتفيد المشاهد المحتملة لمستقبل العراق في ظل ديمومة الإحتلال إلا بأسوأ الأسوأ ، وبالتالي ينطوي مستقبل وطننا على تهديد خطير .

إن تحرير العراق مِن الإحتلال الأجنبي ، المباشر وغير المباشر ، وبالتالي إنقاذ حاضره وتأمين مستقبله ، هما مسؤولية وطنية وأخلاقية يتحملها كل عراقي أصيل ، فهي قضيتنا الكبرى .

وعليه ، مَن نحن ؟ وما هي أهدافنا ؟ وماهي آليات عملنا ؟

أولا ً : مَن نحن ؟

1. نحن جماعة مستقلة من العراقيين الوطنيين في المهجر ، لاتؤمن بالطائفية ولا العنصرية ، ترفض الإرهاب ، ولاترتبط بأي حكومة ، أو حزب سياسي ، أو تنظيم معين مهما كان .
تجمعنا خلفيتنا الفكرية والثقافية والإجتماعية والسياسية على وحدة الوطنية العراقية .
لقد عقدنا العزم على تبني العمل السلمي والديموقراطي سبيلاً لتحرير وطننا من الإحتلال الأجنبي واتخذنا من تسمية ( الجماعة الوطنية العراقية ـ لندن ) ، وبرمزها ( الجماعة ) عنواناً لنا .

2. إننا مجموعة يجمعها الإنتماء الحقيقي لوطننا العراق والإعتزاز بهويته العربية والإسلامية والإيمان بقدرة شعبنا على تجاوز الكوارث والمحن والفتن بأنواعها والتي أدت اليها سياسة الإحتلال منذ أكثر من خمس سنوات عِجاف ، ونزوع شعبنا الى المحافظة على الكيان التأريخي الواحد والموحد لوطننا ، مستقلاً وذو سيادة ، فاعلاً ومؤثراً في دائرته العربية ودائرته الإقليمية خصوصاً ونشطاً في دوائره الأخرى عموماً .

3. إننا مجموعة تؤمن أن الشعب العراقي وإن تعددت أطيافه ، قومياً ودينياً ، هو شعب واحد ومتكامل تتمتع كافة أطيافه ، دون تفرقة أوتمييز أوتهميش ، بكافة الحقوق وتتحمل كافة الواجبات ذاتها . ومن هنا نحن نرفض تقسيم المجتمع العراقي الى أقلية أو أكثرية ، فنحن ندرك أن كل أقلية عراقية هي لبنة أساسية وأصيلة لها دورها التأريخي الفاعل في بناء حاضر البيت العراقي ومستقبله وكذلك نرفض أن تكون الأكثرية العددية غطاء لفرض الهيمنة على أطياف الشعب العراقي الأخرى واحتكار صنع سياسات الدولة العراقية وإدارة مؤسساته .

4. نحن نرفض صيغ المحاصصة الطائفية والعِرقية فضلاً عن كافة أشكال التهميش والإقصاء والحكم بعقلية القرون الوسطى . إننا نؤمن أن الديموقراطية والحرية والمساواة والعدالة وسيادة القانون ، بمعانيها وتطبيقاتها الحقيقية ، هي المعايير التي نريدها لإدارة بلدنا .

ثانياً : أهدافنا

1. تحرير العراق من كافة أشكال الإحتلال الأجنبي ، المباشر وغير المباشر ، وبالطرق والوسائل المتاحة إستناداً الى مبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية متمثلة بمنظمة الأمم المتحدة .

2. رفض كافة السياسات الرامية الى تجزئة العراق على أسس طائفية وعِرقية أو سواهما .

3. المشاركة الجادة في بلورة رأي عام عالمي ودولي داعم لتحرير العراق من الإحتلال الأمريكي والتدخل الإيراني ، وإعادة بنائه على نحو حضاري جديد .
4. رفض كافة الإتفاقات والمعاهدات المعقودة والأوامر والقوانين الصادرة في ظل سنوات الإحتلال فما يؤسس على باطل فهو باطل .

5. العمل على نقل الصورة الموضوعية لواقع تدهور الوضع العراقي والمعاناة الناجمة عنه وبضمنه الحالة المأساوية للمهجّرين في الداخل واللاجئين العراقيين في الخارج .

6. المشاركة ، بعد التحرير ، في إعادة بناء دولة العراق الحر والمستقل على أساس مبدأ فصل السلطات وسيادة القانون وكون جميع العراقيين متساوين تحت القانون في كافة الحقوق والإلتزامات وبناء الدولة الحديثة على أسس علمية تكفل بلورة نظام سياسي ديموقراطي حقيقي غير مزيف ، ونظام إقتصادي يؤمن متطلبات التنمية المستدامة ، ونظام تربوي وثقافي يفضي الى الإبداع والإبتكار ، ونظام إجتماعي يكرس الوحدة الوطنية ، فضلاً عن نظام قضائي مستقل .

ثالثاً : آلياتنا
1. الإنفتاح على المفكرين والمثقفين والناشطين والسياسيين من داخل العراق وخارجه ولاسيما المناهضين للإحتلال .

2. بناء وتطوير علاقات التعاون مع المنظمات غير الحكومية فضلاً عن مؤسسات المجتمع المدني العراقية والعربية وسواهما .

3. إستخدام كافة وسائل الإتصال الجماهيرية ( المرئية والمسموعة والمقروءة ) سبيلاً للتعريف بالواقع العراقي المتدهور جراء سياسات الإحتلال .

4. إلقاء المحاضرات وعقد الندوات والمؤتمرات للتعريف بماضي العراق وحاضره واحتمالات مستقبله فضلاً عن المشاركة في مثلها داخل المملكة المتحدة وخارجها .

5. إستحداث موقع على ( الأنترنيت ) باللغتين العربية والإنكليزية يكون نافذتنا على العالم .

وأخيراً ، ندعو كافة العراقيين المقيمين في المملكة المتحدة الى الإنضمام الى ( الجماعة ) وتأييدها ودعمها ، كما ندعو العراقيين كافةً في داخل الوطن وخارجه الى تشكيل مجاميع مماثلة للجماعة الوطنية العراقية ، والتنسيق معها ومع كافة المجاميع من أجل وحدة العمل والهدف .

والله سبحانه وتعالى هو الموفِق .

الجماعة الوطنية العراقية ( الجماعة )
هيئة المملكة المتحدة

10 ذي القعدة 1429
8 تشرين الثاني / نوفمبر 2008

www.iraqi-ng.org
info@iraqi-ng.org


هيئة المملكة المتحــدة :

الصيدلانية إنتصار العبادي ـ صيدلانية وناشطة نسوية
أ.د زهير الشاروك ـ رئيس جامعة الموصل " سابقاً "
المهندس صباح الخزاعي ـ أكاديمي وسياسي
علي الحمداني ـ كاتب وباحث سياسي
السفير فاروق زيادة ـ سفير " سابقاً "
أ.د مازن الرمضاني ـ عميد كلية العلوم السياسية " سابقاً " / جامعة النهرين
د. محبوب الجلبي ـ خبير نفطي
المحامي د. محمد الشيخلي ـ مدير مركز العدالة الإنتقالية

من أقوال برهم صـالح :

من أقوال برهم صـالح :
( أغسل فمك فقد توسخ إذا قلت العراق ) !!

كتابات : علي الحمــداني

لاأشك مطلقاً أن صبيان الحزبين الكرديين العميلين الإنفصاليين ، من مجرمين وقتلة ومنتفعين ومتعصبين ، ستثور ثائرتهم عندما تقع أعينهم على عنوان هذا المقال .. وأكاد أجزم أنهم سوف يتهمونني بتلفيق الأكاذيب ، وأنني من أعداء الشعب الكردي .. وسيكيلون الشتم لي حتى قبل أن يبدأون بالقراءة ، وسينقلون شتمهم الرخيص الى بريدي المدون أسفل هذا المقال بعد ذلك ، كما هي عادتهم عندما أتعرض للسياسة والعقلية الشوفينية المتدنية والعميلة لمسعود البرزاني وجلال الطالباني وأزلامهما في الحكومة المركزية وخارجها من أمثال هوشيار وبرهم ومن لف لفهما ممن وضعوا تصفية العراق العربي ، بمسلميه ومسيحييه ، وإذابة القوميات والأديان الأخرى من أبنائه وبالتالي تفتيته ،هدفاً من أهدافهم بمساندة أمريكية ، صهيونية ..!

ومَن يستمع الى تصريحاتهم وقد تبوأوا المراكز الرسمية الرفيعة في بغداد العربية : رئيس الجمهورية ، نائب رئيس الوزراء ، وزير الخارجية ... والى آخر القائمة .. ، وفي الطرف الآخر في أربيل والسليمانية في حكومة مايسمى إقليم كردستان .. يعتقد أنهم يحملون الهم العراقي فوق رؤوسهم ومصلحة العراق بين أعينهم .. وهم يستخدمون الكلمات البراقة بنبرات صوتية ناعمة ... وما هم إلا حفنة من الكذابين ، لابل من أرخص الكذابين وقد أثبتت خططهم وتصرفاتهم على الأرض صحة ذلك فلم يعد لكلامهم وتصريحاتهم التي تخرج من أفواههم أهمية تزيد على أهمية ما يخرج من الجانب الآخر من أجسامهم ..!

عرفنا ، أن مسعود ، أيام أزمة العلم العراقي !!! أصر على رفع النجوم الثلاث من العلم القديم وذلك قبل أن يوافق على رفع علم دولة العراق في المناطق الكردية ضمن إقطاعيته .. وقد تم ذلك له وبموافقة برلمانية .. فما الذي حدث بعد ذلك ..؟
هل رفع علم دولة العراق في أي جزء من أجزاء ( الإقليم ) ..؟ ولو الى جانب علم شمس مهاباد !!!
طبعاً لم يحدث ذلك ، ولايزال مسعود وأزلامه ، وجلال وصبيانه ، يقولون لنا أنهم يريدون عراقاً فدرالياً موحداً .. وأنهم يريدون أن يبقوا إقليمياً فيدرالياً ضمن العراق ، ويستنكرون إتهامهم بأنهم حقيقةً يريدون الإنفصال عن العراق .. لابل أن مطامعهم تلك تشهد عليها خريطة إقليمهم التي إبتلعت أكثر من ثلث العراق لتصل حدود الكوت جنوباً وخانقين وجلولاء شرقاً والموصل شمالاً ، لابل تمتد ليس الى حقوق دول الجوار إيران وتركيا وسوريا ، بل الى ماوراء ذلك !!

نيجرفان بارزاني ، رئيس وزراء الإقليم ( !! ) عُرِف بعنجهيته وترفعه ، حتى أنه لايرد السلام باللغة العربية ، عند وجوده في بغداد عندما يسلم عليه أحد ..! وهذا نقله أحد المسؤولين العراقيين ..!

ولن ندخل في مخازي وترهات هوشيار التي أصبحت رائحتها تزكم الأنوف ، ومعروفة للجميع داخل وخارج العراق ..
ولكنني هنا سأذكر حادثة واحدة عن هوشيار قد لايعرفها الكثيرون ، وترجع الى الأيام الأولى للإحتلال الأمريكي للعراق ، حين إلتقى وزير الخارجية الأمريكي ( كولن باول ) بهوشيار ، وفي معرض حديث المجاملات الدبلوماسية ، قال باول : إن عمل وزير الخارجية عمل بالغ الصعوبة بشكل عام ونصيحتي لك أن تحاول أن تأخذ قسط كاف من النوم والراحة ..
أجاب هوشيار : سيادة الوزير ، إنني قبل عشرين عاماً ، كنت مقاتلاً في صفوف البيشمركة الكردية وكنت عادة ماأمتطي البغل الذي يحمل السلاح والمعدات الأخرى ويبدأ بالنزول من أعالي قمم الجبال الى الوديان ، والرحلة هذه عادة تأخذ وقتاً ليس بالقصير .. كنت خلالها أنام وأنا راكب على ظهر البغل ...!!!

كما لن نتحدث الآن عن جرائم العصابات الكردية ضد الإخوة المسيحيين العرب والآشوريين في الموصل ، وضد التركمان والشبك واليزيدية .. فقد أشبع الإخوة الكتّاب هذا الموضوع تحليلاً وتمحيصاً .. بل لقد تفهم رئيس الوزراء أخيراً حقيقة موقف هذه العصابات في الموصل ضد المسيحيين وغيرهم من أبناء المدينة ، ومن خلال حديثه مع السيد النجيفي ، النائب عن الموصل .. ومن خلال إرساله لقوات عسكرية عربية من محافظة الأنبار لتقوم بالسيطرة الأمنية في الموصل ولتحجيم دور عصابات البيشمركة وما تقوم به من عمليات أقل ماتوصف به هو الإستهتار !

سأذكر لكم اليوم ، مقولة ـ أرجو أن يقرأها السيد المالكي ـ وقد صدرت عن نائبه برهم صالح ، وذلك عندما كان طالباً في جامعة ( كارديف ) البريطانية ..

يقول الأستاذ الدكتور كمال مجيد ، الكردي القومية ، والبروفيسور الفخري في الجامعة المذكورة حالياً ، في مقاله القيّم : ( الخيار بين الإتفاقية والعصيان ) المنشور بتاريخ 31/10/2008 ، مايلي ، وهو يتحدث عن إتفاقية الذل الأمريكية / العراقية :

(( الأمر أتعس من ذلك ، إذ يشارك برهم صالح وهوشيار زيباري الجانب العراقي في المفاوضات ، وهذان حقيقةً لايؤمنان بالعراق أصلاً بل يعتبران نفسيهما كردستانيين .. وهنا أخص بالذكر برهم صالح ، الذي كان تلميذي في جامعة كارديف . كان يأتي الى بيتنا هناك لمرات عديدة ، وحين كنت أنطق بكلمة " العراق " كان يرد عليّ :
( أستاذ ، أرجو غسل فمك لأنه توسخ حين نطقت بكلمة العراق .. )

ثم تدرب برهم لسنوات في الولايات المتحدة بحجة كونه ممثلاً لحزب جلال الطالباني على يد الخبراء في الحكومة الأمريكية ، وهو الذي دعا أول وفد إسرائيلي الى المنطقة الكردية في العراق وكان ذلك قبل الإحتلال ، وقد تم نشر الخبر في وسائل الإعلام في حينه ..
فكيف يمثل العراق في المفاوضات ..؟ ))

إنتهى كلام البروفيسور مجيد عن برهم صالح .. وأنهي معه مقالي هذا ، إذ لاأجد حقيقةً التعليق الذي يفي هذا الشوفيني حقه وهو يجلس في أعلى هرم السلطة ( لحكومة العراق ) ..
وسأترك ذلك للقراء الكرام .

lalhamdani@rocketmail.com



أموال الخُمس والتبرعات السخية .. وأين تنتهي ..!

منذ أن نشرت مقالي الأخير تحت عنوان ( رسالة الى دافعي الخمس للزهاد والسادة .... ) على موقع كتابات بتاريخ 9 / 10 ، أي قبل بضعة أيام .. وبريدي يتسلم الرسالة بعد الأخرى بين مادح وقادح .. وهذا أمر طبيعي تعودنا عليه من شتيمتنا ككتّاب وشتم الموقع الذي ينشر لنا ، والرسائل موجودة في أرشيف رسائلي ..!

في 10 / 10 ، أي بعد يوم واحد من نشر مقالي ذاك ، وفي ضاحية من ضواحي دمشق ، ألقى سماحة السيد أبو الحسن الموسوي ، الناطق الرسمي لسماحة المرجع السيد أحمد الحسني البغدادي ، وعلى ثلة من تيار المرجعية الإسلامية من داخل العراق المحتل ، محاضرة مهمة ، وجدت أن من المناسب نشر مقتطفات رئيسية منها ليطلع عليها من لم يتسنى له قراءتها أو ربما لم يسمع عنها .. لاسيما وان الحقائق المؤلمة التي وردت في المحاضرة ، تكاد تتطابق مع مضمون مقالي المذكور أعلاه والذي ذكرت فيه بالأرقام والعناوين الإستثمارات العقارية لصهري السيد علي السيستاني كل من كشميري وشهرستاني وإبنتيه في لندن والتي بلغت مبلغ ( 6 مليون ومائتين وخمسين ألف جنيه إسترليني ، أو حوالي 12 مليون دولار بالتمام والكمال !! ) ، هذا فقط ماتم إكتشافه والتأكد منه .. ولاشك أن ماخفي كان أعظم !!

المحاضرة التي سأنقل منها نُشرت على موقع ( شبكة الولاء الإخبارية ) في يوم إلقائها .. مع مقال توضيحي قيّم يعقب كاتبه على ماورد في المحاضرة ، وسأتناول مقتطفات مهمة منه أيضاً مسجلاً شكري للكاتب ولمن قام بنشر الموضوع وإرساله إلي .

(( في عصر العولمة الربوية الرأسمالية الإمبريالية الأمريكية المتوحشة ، لقد عثرت على موقع سماحة السيد علي السيستاني كيف يقسم الأموال الطائلة خارج العراق الجريح بإسم ( الحقوق الشرعية ) وفيما يلي ماجاء فيه : ـ نقل من المحاضرة ـ ))

(( ـ سوريا : ويجري فيها صرف أكثر من 700,000 دولار سنوياً على رواتب طلبة العلوم الدينية .
ـ لبنان : ويجري بين فترة وأخرى توزيع هدية سماحة السيد ( دام ظله ) ( إنتبه الى كلمة هدية ) على طلبة العلوم الدينية ، والتي تبلغ كل مرة حوالي 130,000 دولار .
ـ باكستان : ويصرف فيها أكثر من 500,000 دولار سنوياً على رواتب طلبة العلوم الدينية .
ـ الهند : ويصرف فيها أكثر من 500,000 دولار سنوياً لتغطية رواتب طلبة العلوم الدينية .
ـ أذربيجان : ويصرف فيها أكثر من 300,000 دولار سنوياً لتغطية رواتب طلبة العلوم الدينية ، وإحتياجات الحوزات العلمية ، والمراكز الدينية ، والمبلّغين ، وتأسيس المكتبات ودور الترجمة .
هذا مضافاً الى مايتم تقديمه من الدعم والتواصل مع مختلف الحوزات العلمية والمراكز الدينية والثقافية الشيعية المنتشرة في مختلف بقاع العالم من آسيا وأفريقيا وأوربا وأمريكا بشتى الطرق والقنوات )) ـ إنتهى النقل من موقع السيستاني ـ

تعقيب : مجموع المبالغ أعلاه هو : 2 مليون و 130 ألف دولار . هذا الرقم يعد لاشيئ ، قياساً الى مايصرفه السيد في مسقط رأسه وموضع ولائه ، إيران ، وهو ماستأتي المحاضرة على ذكره ... فتأملوا ..!

تمضي المحاضرة بالقول :
(( يأخذكم العجب كل العجب حينما لاتقراون شيئاً عن النجف وحوزات النجف التي يقطنها السيستاني ، أو أي شيئ عن العراق في السطور السابقة !
إذن إذهبوا عنوة بأنفسكم بزيارة صفحته على الأنترنيت لتتأكدوا من ( عدالة ) هذا الرجل ، سوف لن تجدوا شيئاً إسمه العراق ! ومؤسساته الدينية ، و مساجده من الأموال الشرعية التي يصرفها هذا الرجل المثير للجدل في عصر الحداثة والعولمة والإستحمار والإستعمار والإحتلال والإستكبار !!

والسؤال المطروح في الساحة الشيعية الإسلامية :
هل من العدالة هذا الإهتمام المفرط في شؤون إيران ( مسقط رأسه ) حيث 300 حوزة علمية و 49 ألف طالب و 21 مجمع سكني ، ومدينة كاملة بكل متعلقاتها تحمل إسمه الشخصي ، بالإضافة الى سوريا ولبنان والباكستان والهند وأذربيجان ومختلف بقاع العالم من آسيا وأفريقيا وأوربا وأمريكا ، ويترك العراق وحوزاته العلمية ومسلميه دونما أي إشارة أو إهتمام ولو بدينار واحد لعراقي وتحت أي عنوان أو مسمى .. ؟؟
وهل من العدالة أن يعطي من الأموال الشرعية 130 الف دولار في كل مرة هدية في الوقت الذي يعاني منه العراقيون ويلات الإحتلال الفتنوي الغاشم له واضطهاد التابعين له ..؟؟
ولا أدري ماذا يقصد في كل مرة ؟ هل في كل يوم ، أم في كل شهر ، ام في كل سنة أوغير ذلك ؟؟
الكل يعلم أن هناك الكثير من العراقيين اليوم بأمس الحاجة الى حقوقهم الشرعية سواء كانوا طلبة علوم دينية ، أو فقراء مستحقين ، أو مهجّرين ، أو مهاجرين !!
وهل من العدالة أن يدعم هذا ( الرجل ) الأحزاب الليبرالية والفلسطينية حصراً ، ويترك القوى الإسلامية السياسية منها والعملياتية المقاومة والمناهضة للإحتلال الأمريكي في العراق وأفغانستان وغيرهما ..؟؟

يقول سماحة الأخ المرجع أحمد الحسني البغدادي ( بارك الله عمره المديد ) في حديث مع الوفد الشعبي الإسلامي لمدينة الصدر بتاريخ 13 أيلول 2003 :
إن المرجعية ( الدينية ) المتصدية تصدر الفتاوي الشرعية ( ما أنزل الله بها من سلطان ) من قبيل : لايجوز التصرف ( بحق الإمام عليه السلام ) إلا بإذن الحاكم الشرعي !! بل يجوز التصرف به بلا مراجعته إطلاقاً وتقسيمه على الفقراء المجاهدين وعلى عوائل الشهداء من أعظم رضا الإمام المنتظر عليه السلام .
قد تقولون أن الفتاوى تؤكد في رسائلهم العلمية لايجوز التصرف به ، إلا بإذن الحاكم الشرعي ، ومن تصرف بغير إذنه ، لم يكن مبرئ للذمة .
وهذا الرأي خطأ فادح ، لأنه لايوجد في الساحة الفقهية دليل لا في القرآن ولا في السنة الصحيحة .. أن لابد من إعطائه الى الفقيه المرجع !!
إذن كيف يفتي الفقيه ولم يستند الى الدليل الإجتهادي .. سيقول لك صراحة أنه لادليل عندي على ذلك

قرأت للشيخ محمد جواد مغنيه نصاً فقهياً أعجبني غاية الإعجاب عندما صرح في كتابه ( فقه الإمام الصادق عليه السلام ) إذ كتب يقول :
إن الإنفاق من سهم الإمام على المتطفلين والمرتزقة وعلى الذين يتاجرون بإسم الدين فإنه من أعظم المحرمات وأكبر الكبائر والموبقات ، وفي عقيدتي أن إلغاء سهم الإمام أفضل الف مرة من أن يأخذه أحد هؤلاء ومن إليهم ، لأنه تشجيع للجاهل على جهله وللمغرور على غروره وللضال على ضلاله

ولكلمات لصاحب ( الجواهر ) تدل على قداسته وعظمته في الطهر والنقاء والتقوى والصلاح وبعد النظر والتحقيق قال :
إن مثلنا ممن لم تزهد نفسه بالدنيا لايمكنه الإحاطة بالمصالح والمفاسد كما هي في نظر الإمام عليه السلام ، فكيف يقطع برضاه مع عدم خلوص النفس من الملكات الرديئة كالصداقة والقرابة ونحوهما!! من المصالح الدنيوية ، فقد يضل البعض لذلك ، ويترك الباقي من شدة الجوع والحيرة !!

نقف هنا ونؤكد على حديث روي عن الإمام علي بن أبي طالب (ع) عن أحوال العامة فقال :

( إنما هي فساد الخاصة ليقسمون الى خمس العلماء وهم الأدلاء على الله والزهاد وهم الطريق الى الله ، والتجار هم أمناء الله ، والغزاة وهم أنصار دين الله ، والحكام وهم رعاة خلق الله ، فإذا كان العالم طماعاً وللمال جمّاعاً فبمن يستدل ؟ وإذا كان الزاهد راغباً ولما في أيدي الناس طالباً فبمن يُقتدى ؟ وإذا كان التاجر خائناً وللزكاة مانعاً فبمن يستوثق ؟ وإذا كان الغازي مرائياً وللكسب ناظراً فبمن يذبّ عن المسلمين ؟ وإذا كان الحاكم ظالماً وفي الأحكام جائراً فمن ينصر المظلوم عن الظالم ؟ فالله ما أتلف الناس إلا العلماء الطماعون ، والزهاد الراغبون ، والتجار الخائنون ، والغزاة المراؤون والحكام الجائرون ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) .. ))

تعقيب : هذه الكلمات الحكيمة النيرة أقدمها هدية لحكامنا وأزلامهم ممن يدعي أنه من شيعة علي عليه السلام ، وكذلك لمرجعهم الأعلى .. وقد زكمت رائحة فسادهم وظلمهم ولصوصيتهم أنوف العراقيين.

نعود الى المحاضرة :
(( مدينة آية الله العظمى السيد السيستاني دام ظله :
يقوم مجمع أية الله العظمى السيد السيستاني دام ظله في ( الجمهورية الإسلامية الإيرانية ) على أرض تبلغ مساحتها حوالي 40 ألف متر مربع ، وضع حجر الأساس لها في 3 شعبان 1416 هـ ، ذكرى ولادة سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام .
يحتوي المجمع على 320 وحدة سكنية .. تضم كل وحدة كامل المرفقات
أهم مايلحق بالمجمع :
ـ سوق عصري
ـ قاعة للبحث والتدريس
ـ صالات لإقامة المجالس والإحتفالات للرجال والنساء كل على إنفراد .
ـ نادٍ رياضي
العنوان : إيران ـ قم ـ ساحة الإمام الخميني ـ شارع كاركر .

نادي رياضي لدعم المسابقات الرياضية في إيران .. ويترك مساكين وفقراء العراق يعانون تحت ويلات الإحتلال من تهجير وتفجير ونهب وسلب وتزوير وخطف على الهوية !!
ثم أين نصيب العراق من ذلك الكرم الحاتمي ..؟
ومن أي دين إستمد ( عدالته ) في توزيع تلك الأموال الشرعية ..؟ ))

تعقيب : كلنا نعلم وسمعنا عن فتوى السيد في عدم مقاتلة قوات الإحتلال للعراق وفي الأيام الأولى للإحتلال ، أيام بريمر .. وبعد هذا قولوا لي أن إيران ليست حليفة لأميركا في تدمير العراق وذبح العراقيين ..؟؟

(( ماهي المشاريع الأخرى التي يقوم بها ( الرجل ) عدا تلك المدينة التي تحمل إسمه ..؟
ـ مركز مساعدة الفقراء والمحتاجين ومتضرري السيول والزلازل .
العنوان : دزفول ، إيران . هاتف : 00986415252281
البريد الألكتروني :
maay2000@hotmail.com

ـ مركز مساعدة المهاجرين الأفغان .
العنوان : مدينة زابل ، جنوب شرق إيران

ـ مستوصف الإمام الصادق الخيري .
العنوان : قم ، شارع نيروكاه ، ساحة أميني بيات ، أول شارع شاهد .
هاتف : 00982518844040 . فاكس : 0098251884422

ـ مستشفى العيون .
العنوان : قم ، ساحة الإمام الخميني ، شارع كاركر ، جنب مدينة آية الله العظمى علي السيستاني

ـ مستوصف الإمام المجتبى الخيري
العنوان : إيلام ، إيران ، شارع الولاية .
هاتف : 3354726 .

ـ المستوصف الخيري / حاجي آباد
العنوان : قم ، حاجي آباد

ـ مستشفى رقية للولادة .
العنوان : إيلام ، شارع الولاية . هاتف : 8413331289

ـ مجمع المهدية السكني .
العنوان : قم ، شارع أصفهان ، حي المهدية

ـ مجمع الزهراء السكني .
العنوان : قم ، آخر شارع يزدان شهر ، أول شارع 15 خرداد

ـ مجمع ثامن الحجج السكني .
العنوان : مشهد ، أول شارع قوجان .

ـ مجمع سراجة السكني .
العنوان : قم ، طريق سراجة ، ساحة بليس / ساحة آسايشكاه ، إبتداء شارع سراجة . ))

هذه بعض أفضال السيد على إيران .. فأين مشاريعه ومساعداته في عراقه ونجفه اللذان يؤيانه ..؟؟

تقول إحدى الكاتبات التي تستند يوماً على وسادة الملكية وأمجاد أقاربها من باشواتها .. ويوماً تكتب تخاطبنا لندع السيستاني في حاله .. وتكيل له المدح !!
سبحان الله .. يعني إذا الريح مالت .. مالت حيث تميل !!

وينشر كاتب آخر مقال يخبرنا فيه عن ( السيد ) أنه صمام الأمان في العراق ..!!

ويتبجح ثالث بتمجيد آل الحكيم ..!!

وها نحن ننشر أوراقنا بالثوابت ، لابالكلام المنمق ، ولا نبتغي عرض هذه الدنيا الأدنى .

lalhamdani@rocketmail.com

رسالة الى دافعي الخُمس للزهاد والسادة ، وخفايا أخرى ..!

مساكين أبناء شعبي ، من الجياع والكادحين .. ومن المبتلين والمحرومين .. الذين يقطعون خُمس لقمة عيشهم المرّ لكي يدخلون الجنة !
وجنتهم في وطنهم قد أحالتها عمائم القابضين لهذه اللقمة الى جحيم الله على الأرض !

يتعلقون بدراهم معدودة قد يمنّ بها عليهم سلم الرواتب .. أو مساعدات الأمم المتحدة .. أو يوفرها لهم عرقهم ودماءهم .. لكي تذهب الى شراء القصور والفيلات والعمارات وفنادق الدرجة الأولى في دول الغرب ، ثم ليقبع ماتبقى منها في الحسابات المصرفية الدسمة والكبيرة كدسم الكروش وكبر العمائم .!

أموال لاتنتهي يرفدها رافدي العراق : النفط .. وخُمُس جدهم ..
فسلام على الرافدين دجلة والفرات يشكيان ظمأ الماء العذب ويقذفان الى شطآنهما بالجثث والدماء !

أتدرون ياشعب العراق .. يامن لاتقبلكم الدول وتحجب عنكم سمة الدخول الى أراضيها ، وتستقبل إستقبالاً حسناً كل المتخندقين في الخضراء وأزلامهم لكي يتابعوا فيها إستثماراتهم وسحتهم الحرام ..؟
أتدرون .. ما تعني هذه الكلمات باللغة الإنكليزية التي تصدرت عنوان مقالي هذا ..؟
إنها أحد مناطق لندن الفخمة المترفة ..! والتي أصبحت من أحياء عمائم العراق وعملائهم وعوائلهم بعد أن فتحوا مغارة علي بابا .. وسدّوا صومعة أمير الزاهدين المؤمنين علي عليه السلام .

فيها مدرسة الخوئي
وقصر عبد المجيد الخوئي
ومدارس الصادق والزهراء الأهلية لأبناء المترفين من ساكنيها ..
وفيها قصور العائلة النجفية ، ووكلاء آل الحكيم ، والذين دفع لهم علي الدباغ مؤخراً مبلغ 29 مليون دولار مقابل شرائه لبعض أعمالهم التجارية في منطقة ( أدجورد روود ) في لندن ، ثم أبقى لهم مهمة إدارتها لصالحه مقابل أرباح متفق عليها ..!!

ثم مؤخرأ ، إزدانت المنطقة ببركات السيد حيث إنضمت اليها فيلات مرتضى كشميري ، ومحمد جواد شهرستاني ، صهري الزاهد العابد ، آية الله العظمى .. علي السيستاني دام ظله الشريف ! ، ووكيلي أعماله !!!

مرتضى كشميري ، زوج بنت السيستاني ، إشترى فيلته هناك بمبلغ 3 مليون جنيه إسترليني ، أي مايعادل أيها المساكين .. مبلغ 6 مليون دولار .. أو بمصطلحنا الشعبي ( 60,000 ورقة) !!!
هل تريدون العنوان ..؟ إنه :
68 Brondesbury Park , London , NW6
وبالمناسبة ، فهي تقع مقابل فيلا عبد المجيد الخوئي ، الذي تم ذبحه في النجف وبعد أن دخل العراق بحماية الدبابات الأمريكية .. وكأن من دبّر ذبحه ، قد دخل العراق تحت راية الإسلام !!

محمد جواد شهرستاني ، الصهر الثاني للسيستاني ، ووكيل أعماله أيضاً ، إشترى في نفس الشارع فيلته رقم ( 75 ) ، وبمبلغ 2 مليون إسترليني / حوالي 4 مليون دولار .. ومرة أخرى يعني الرقم 40,000 ورقة !!!

أما بنت السيستاني ، زوجة كشميري ، فقد دخلت في الإستثمار العقاري أيضاً ، فاشترت شقة فخمة في منطقة ليست بعيدة عن سكنها المذكور .. حتماً ستقولون أين ذلك ؟ .. هذا هو العنوان :
Sara Court, Abbey Road , St. John’s Wood, London NW8
المبلغ المدفوع : 850,000 جنيه إسترليني ، حوالي مليون وسبعمائة ألف دولار ...!!

ولكي يجتمع الشمل ، قامت بشراء شقة لإبنتها ، حفيدة السيد السيستاني ، تحت شقتها المذكورة مباشرةً ، وبمبلغ 400,000 إسترليني / 800,000 دولار أمريكي !!!

سنتوقف هذه المرة عند حدود دائرة السيد دام ظله ..

ولكن ذلك لايعني ، أننا سوف نتوقف ولن ننتقل بين أضلع السلم الهرمي ، بل سنفعل بإذن الله لننقل لكم أنشطة البقية من اللصوص والحرامية ، ممن يسرقون الوطن الذي إغتصبوه .. وينقلون الأموال من بلاد المسلمين الى بلاد الكفار ، كما يحبون أن يسمونها .. وقد أصموا أذاننا بالحديث عن المظلومين !!!

سننقل إن شاء الله لكم ، أنشطة الحكيم عمار ووالده دام ظلهما ، في مستودعات النفط المؤجرة من قبلهما في ميناء ( جيهان ) التركي .. وبيعهما للنفط العراقي المهرب ، وعن طريق وكيلهما في الأردن .. وأسماء الشركات التي تعاملوا معها في أوربا ..!!
كذلك ، سننقل لكم تفاصيل العقارات والإستثمارات اللندنية التابعة لكل من :
باقر جبر سولاخ ، من مدينة اللار الإيرانية
إبراهيم الباكستاني الأصل ، الملقب بالجعفري ، والذي يدعي إنتمائه لعشيرة الأشيكر في السعودية !!
حسين الصدر ، صاحب الصورة المشهورة وهو يقبل بريمر من فمه !!!
وسننقل لكم وثائق حكومية تتعلق بوزير أمنهم الوطني ..!

يقول اللورد " ويورد " ، وزير الخارجية البريطاني ، في جلسة سرية في السفارة البريطانية في طهران في 11 أكتوبر 1914 ، أي قبل 94 عاماً وباليوم تقريباً ، وهذا القول جاء في كتاب " أسرار وعوامل سقوط إيران " لمؤلفه " مكرديج " :
( هناك أقوى جهاز متنفذ في إيران ونحن نثق به وهو طبقة رجال الدين الشيعة ، ومن حسن الحظ أن هذا الجهاز لنا وما يزال لنا ، لنا أصدقاء جيدون وقريبون لنا ، ويمكن لهذه الطبقة أن تؤمن لنا الأموال كلما لزم الأمر ويمكن أن تؤثر حتى على البلاط وجيش القوى الأخرى ويمكن أن تحمل سلاح المذهب والجهاد وما شاكل .. المهم هو أنهم لايتوقعون الكثير منا ، وكلما لزم الأمر سندخلهم الى الميدان وعندما نشاء يمكننا إعادتهم الى بيوتهم ومساكنهم مرة أخرى ..!! )

نعم .. إنهم يستغفلون الشعب العراقي المغلوب على أمره ... ولكن !
هل هم فعلاً يستطيعون إستغفال الغرب .. وصناديق ملايينهم وعقاراتهم هناك .. وذلك ماقاله عنهم أحد ساستهم قبل أكثر من تسعة عقود من الزمن ..؟؟
ذهب بلير .. وسيذهب بوش .. والدولاب يدور .. وسينكشف الغطاء وببطأ عن حفرة ( السبتي تنك ) ويومها لن تكفي الحبال لنشر غسيلهم القذر ..!!

lalhamdani@rocketmail.com

Friday, October 3, 2008

إخوة الوطن .. العراق عراقنا جميعاً رغم أنف الحاقدين

إخوة الوطن .. العراق عراقنا جميعاً رغم أنف الحاقدين

كتابات : علي الحمــداني

منذ اليوم الأول لإحتلال العراق من قبل القوات الأجنبية ، وحتى قبل بدء العمليات العسكرية ، قامت القوى المعتدية بالتنسيق والتعاون مع شرائح إجتماعية وسياسية تم إنتقائها بعناية لكي تقوم بتنفيذ الخطط التي كانت موضوعة على أجندة المحتل ، وإنتقاء هذه المجموعات التي أطلق عليها المعارضة العراقية ، لم يكن بالأمر الإعتباطي ، بل قد تم بعد دراسات دقيقة ، فاستُبعد من استُبعد منذ البداية من الشخصيات الوطنية المستقلة والتي كانت قد تركت العراق ، وتم التركيز على مجموعات أخرى عُرِفت إما بتطرفها المذهبي الطائفي ، وأقصد هنا مجموعات من يسمون أنفسهم الشيعة أو هم يمثلون الشيعة ويدافعون عن مظلوميتهم .. وهم حقيقةً من الذين لهم إرتباطات عرقية ومبدأية مع نظام الحكم الإيراني ويمثلون مصالحه في المنطقة ، فكانت عملية التعاون والتنسيق الأمريكية ـ الإيرانية ، بشكل مباشر أو غير مباشر مع حكومة طهران لإسقاط الحكم العراقي .. وهذه لم تعد سرأ يخفى على أحد بعد أن صرحت بها القيادات الإيرانية .. أو مع تلك التي عُرِفت بتطرفها القومي الشوفيني الإنفصالي كقيادة الحزبين الكرديين جماعة البرزاني والطالباني .. أو مع بعض الشرائح الأخرى من خلال ( نماذج ) مشبوهة صنّفت نفسها مع العرب السنّة ، أو شخصيات سياسية تسمي نفسها مستقلة .. أو من أولئك الباحثين عن قطعة من الكعكة في الحكم القادم ، أي من المنتفعين والإنتهازيين ..!

هكذا خرجت التشكيلة الجديدة الى الحياة من الرحم الأمريكي ، حيث كان المخاض والولادة في صالة إجتماعات فندق ( هيلتون إنتربول ) في ( إدجور رود ) في قلب لندن ، في مؤتمرهم المشهور الذي سبق الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003 .. بعد أن كانت قد وضعت النطفة الحرام لهذا المولود من قبل أميركا وإسرائيل وإيران سوية خلال مؤتمر صلاح الدين في الشمال العراقي برعاية الحزبين الكرديين ..!

لم يكن بعد كل ذلك المخطط الخبيث ، أن يكون مفاجئاً كل ماحدث بعد أن تسلم هؤلاء مراكز السلطة تحت الحماية الأمريكية ، من أن يعاني العراق وشعب العراق كل هذه المعاناة وعلى مدى قرابة ست سنوات ، من الظلم السياسي والإقتصادي والإجتماعي ، ومن الطائفية الدينية والمذهبية المقيتة ، ومن الشوفينية العرقية والقومية ، والتي إنعكست جميعها بما هو معروف من تدمير وقتل وتهجير ونهب وسرقات وتجاوزات قانونية وإطلاق يد عمائم قم وممثليها من ( العراقيين ) في العراق ، وإطلاق أيدي عصابات الحزبين الكرديين بتجاوزات يعجز عنها الوصف .. حتى وصل الأمر الى هذه الحالة التي يرثى لها والتي نشهدها تحدث اليوم وكل يوم ، ولايزال المخطط يسير حثيثاً على يد حثالات الحكم في بغداد والمغتصبين لها ، حتى بعد أن بدأت السياسة الأمريكية في العراق تتعثر وتهتز وهي تحاول أن تجد الطريق الى نقطة ضوء في النفق المظلم مع إقتراب سقوط مجرم الحرب بوش ، ومع تصدع وإهتزاز النظام المالي العالمي الذي تقوده أميركا ، والذي لم يشهد مثله العالم منذ عام 1929 الذي شهد إنهيار الإقتصاد الأمريكي .

اليوم والعراق يحاول أن يقف على أعتاب مايسمى بإنتخابات مجالس المحافظات ومحاولة فرضها وبشكلها المشوه المزيف ، والتي أصبح من واجب كل عراقي وطني مهما كان دينه وقوميته أن يقاطعها ، نجد أن الطائفية والشوفينية قد بدأت بخطوات مهمة من أجل عمليات التزييف وغمط حقوق مجموعات مهمة وفاعلة من الشعب العراقي ، ولها دورها في تاريخ العراق قديمه وحديثه ، وفي بناء الدولة العراقية الحديثة منذ عام 1921 ..

المسيحيون العرب :
الذين قدموا للعراق الكثير من التضحيات ومن البناء ومن العقول العلمية والأدبية ومن السياسيين المشهود لهم بالنزاهة والكفاءة . المسيحيين الذين تعرضوا في شمال العراق خصوصاً الى الإضطهاد الكردي العنصري ، وتم حرق قراهم وتشتيتهم ، نراهم اليوم يهمشون من الإنتخابات المزعومة القادمة ، وتحاول الحكومة العميلة في المنطقة الخضراء وضعهم تحت الوصاية الكردية والشيعية الفارسية وهي تتكلم وبكل وقاحة عن الديمقراطية .. الأمر نفسه يشمل أيضاً المسيحيين من أصول غير عربية ومن سكنة المنطقة لقرون طويلة ..
لو أردنا أن نسمي القرى في جبال شمال العراق ، وفي سهل نينوى ، والتي تم تدميرها وقتل المئات من سكانها على يد العصابات الكردية المتطرفة منذ بداية القرن الماضي وبالتفاصيل ، لملأنا صفحات وصفحات ، ولكنني هنا سأضع بعضاً من أسماء هذه القرى ، والتفاصيل موجودة لدي لمن أراد المزيد :
دهوك ، مالطة أو معلثايا ، ماسيك ، كاني ماسي أو عينا دنوني ، دوري ، أقري ، ملختا ، مغربيا ، جم دوستينا ، سردشتي ، بيت تنوري ، بيقولكي ، جديدي ، تاشيش ، ماني نصارى ، بشمياي أو إشمانيلا ، توثي شيمايي ، ديرشكي ، بي بالوك ، خوارا ، بوتارا ، هلوا ، ميركا جيا ، هيسي أو هيس ، كاني بلافي ، موسكا ، باز ، جقلا ، جلك نصارى ، إيات ، هوركي ، دركلي ، جميكي ، طروانش ، بازيفي ، بي كوزنكي ، سرسنك ، الداوودية ، تن ، دهي ، ارادن ، بيناثا ، إينشكي ، بادرش ، دهوكي ، بليجاني ، بوباوا ، كواني أو كوماني ، ديري ، بيباد أو بي بيدي ، همزية ، كاني هجر ، برزنكي ، سردراوا ، سكريني ، هاونتكا ، ماهوذي ، ميرستك ، طاشيكي ، أشاوا ، عمادية ، كربيش ، دورية ، كوهانا ، كشكاوا ، خليلاني ، جم سني ، هيزاني ، شولي ، بلمند ، جم ربتكي ، ميروكي ، جم أشرت ، جم جالي ، صاوورا ، أصن أو سياني ، أركن ، طلانثيا ، شرمن ، كندكا ، خردس ، خربا ، نوهارا ، برتا ، ديري ، دينارتا ، شوشن ، خيلبثا ، سفرا الشرقية ، خرجاوا ، كيرا صور ، كاني قلا ، كوراوا ، بيرماوا ، زيوكا ، بلمبوس ، دودي مسيح ، عقرة ، زاخو ، بيرسفي أو برساوا ، شرانش ، ناف كندالا ، بيركا ، ملا عرب ، ميركا سور ، بيدارو ، قره ولي ، فيشخابور ، ديرابون ، صوريا ، سميلي ، باختمي ، ماوانا أو مافان ، مانكيش ...
وعشرات بل مئات القرى المسيحية الأخرى والتي أحتفظ بأسمائها ومواقعها والأحداث التي تعرضت لها والسنوات التي تم فيها إغتصابها وتكريدها ، بل وأسماء بعض أعيانها ممن تم إعدامهم على أيدي عصابات المتطرفين الأكراد !!!

اليوم وفي ظل حكومة الطائفية الفارسية الحكيمية / الدعوجية ، وشوفينيي الكرد ، وإنتهازيي البعض ممن يسمون أنفسهم العرب السنة المتعاونين معهم والمنتفعين منهم ذوي التاريخ الإنتهازي الأسود .. يتم إغتصاب حقوق ملايين المسيحيين العراقيين بدون وجه حق ، إلا إرضاءاً لطهران وأربيل والسليمانية ..!

الصابئة المندانيين :
سكان العراق منذ القدم ، وممن ساهموا في خلق التراث العراقي بحرفيتهم ، وممن أغنى الفكر العراقي برجالهم وشخصياتهم من سياسيين وأدباء ومفكرين .. يتم مسحهم بجرة قلم أسود في المنطقة السوداء !! لتترك الوصاية عليهم لعصابات الحكيم داعية الإنفصال لجنوب العراق تحت مسمى الفيدرالية ، وبعد أن تم وخلال سنوات الإحتلال تهجير بعضهم مع من تم تهجيره من العرب السنّة من البصرة بفعل إرهاب عصابات ميليشيات الطائفية الفارسية ، تماماً كما تحاول أن تفعل عصابات البيشمركة الكردية مع التركمان والعرب وغيرهم في حملات تطهير عرقي منظمة وتغيير ديموغرافي متعمد لمناطق في كركوك وديالى وصلاح الدين ونينوى ..

نفس الريح الطائفية والعنصرية السوداء ضربت : اليزيدية ، الشبك ، وعراقيين آخرين هنا وهناك تحت مسمىً سخيف هو : الأقليات .. وهم يعلمون أن هذه ( الأقليات ) كان ومايزال لها دورها الإيجابي في تشكيل دولة العراق ، وأنهم جزء لايتجزأ منه ، وأن قومياتهم ومعتقداتهم ليست موضع مساومة ولا تصلح لكي تكون ضحية مكر وخداع وخبث الحاكمين العملاء في بغداد !!

أصبحت أمور العراقيين بيد أشخاص غرباء عملاء منتفعين تم شراء ذممهم من أمثال ( دي مستورا ) لإضفاء صفة الشرعية الدولية على مايجري من إنتهاكات بحق مكونات الشعب العراقي ، والذي قد بدأ يتنصل من دوره الآن ، وبإيعاز أمريكي كما يبدو ..!

ياللعجب ..!! يقول ستيفان دي مستورا : أنه يشعر بالقلق والدهشة وخيبة الأمل حيال إلغاء المادة 50 من الدستور ...!!!
يقول ذلك .. بعد أن تظاهر المسيحيون واليزيديون والشبك والمدانيون وغيرهم ، واستطاعوا لوي ذراع حكومة بغداد ..

لقد قام العملاء جلال الطالباني ومسعود البرزاني زعيمي الحزبين الكرديين الإنفصالين ، وعادل عبد المهدي ( الحكيمي ) ، وطارق الهاشمي (الإسلامي ) بالإجتماع في منتجع سد دوكان شمال العراق ، وكل الذي صدر عنهم هو ( إقتراح ) بإعادة المادة خمسين ، وحين سؤل مصدر رسمي من قبل وكالة الصحافة الفرنسية ، عن سبب إستخدام كلمة ( إقتراح ) بدل ( إعادة ) المادة ، أو إشتراط إعادتها ، جاء جوابه كالعادة باللف والدوران والمراوغة : ( التوصل الى القانون إستغرق اكثر من خمسة أشهر في ظل مداولات صعبة للغاية !! فكيف نعيد الأمور الى نقطة الصفر والبدء مجدداً ؟)

هكذا إذن تبدأ الصفحة الثانية من مراوغة الحكومة الحكيمية / المالكية من جهة ، والإنفصاليين الأكراد من جهة ثانية ، وبينهم كما نعلم سواء الحكيم والمالكي من جهة ، أو كلاهما متحدَين في ( إئتلافهما ) ضد ( التحالف ) الكردي من جهة ثانية .... من عمليات الضرب تحت الحزام ، ما أنسانا عبارة التآلف الكاذبة : ( فد حزام ) !!!
إنهم تجمعهم العمالة .. ويجمعهم تفتيت العراق .. أي إخوان في الخيانة !!!

ياإخوة العراق من مكونات الشعب العراقي .. والوطن العراق :
العراق وطننا جميعاً
تاريخنا مشترك .. ومصيرنا واحد
الإحتلال الى زوال
وعملائه مصيرهم المزابل

قاطعوا إنتخابات ما يسمى بمجالس المحافظات ، ولن نرضى ، ولن ترضوا ، أن نكون أداة لتكريس حكومة العملاء وأسيادهم .

lalhamdani@rocketmail.com

www.alialhamdani.blogspot.com


Friday, September 26, 2008

كل من يحمل السلاح والقلم لتحرير العراق :

الىكل من يحمل السلاح والقلم لتحرير العراق :
تنظيف البيت العراقي من الداخل قبل الداخلين ــ 3

كتابات : علي الحمــداني

إستعرضنا في الحلقتين السابقتين من هذا المقال جانبين مهمين من القاذورات السامة التي تعشعش داخل العراق حاليا والتي سكتنس بعون الله بالبندقية ومن ورائها القلم ..

كانت حلقتنا الأولى عن الإنفصاليين الأكراد من أتباع حزبي العميلين مسعود برزاني وجلال طالباني العدوين اللدودين اللذين تحالفا من أجل تحطيم العراق ومسح هويته العربية وتقسيمه وفرض التطهير العرقي على أقلياته القومية من تركمان وكلدوآشوريين كما يحدث في كركوك وخانقين وسهول محافظة نينوى وغير ذلك من مناطق العراق ..! .
أما حلقتنا الثانية فكانت تتعلق بشيعة أهل البيت الفارسي ، من الذين تركوا التشيع العلوي العروبي الإسلامي النقي وراء ظهورهم من أجل إيران الفارسية ، ومن الذين يجلسون تحت جناحي النسر الأمريكي في سفارة المنطقة الخضراء من الذين ملأوا أسماعنا حوله بالنغم النشاز وهم يجاهرون .. وأعني يجاهرون فقط ولايخافتون .. بالعداء ( للشيطان الأكبر ) !! أما التخافت والعمل في الخفاء فهو من إختصاص السادة ( الخاصة ) .. ولا يخص الشعب من ( العامة ) ..
أليست هذه المصطلحات جزء من أدبياتهم ..؟ أم أنني أتجنى عليهم ياترى ..؟

لابد لي هنا من إشارة لتصحيح عبارة وردت في الحلقة الثانية ، لفت نظري اليها زميل عزيز ، وذلك عملاً بأمانة النقل والنشر ، تلك هي ماذكرته عن تصريح محمد خاتمي ، رئيس إيران السابق ، حول قوله (على الولايات المتحدة أن لاتنسى مساعدة إيران لها في العراق وأفغانستان ) .. والصحيح هو أن هذا التصريح الخطير صدر عن محمد أبطحي ، مدير مكتب خاتمي ، في 3 كانون الثاني / يناير عام 2004 ، وخاتمي يشغل آنذاك منصب رئيس الجمهورية ( الإسلامية ) .. وعلى أي حال ، ماكان لأبطحي أن يصرح تصريحاً بهذا الحجم من دون موافقة خاتمي ومن هو فوق خاتمي ..!!

كنت قد أشرت في الحلقة الأولى ، بالإضافة الى العينتين من الخونة والعملاء المذكورين أعلاه ، الى الذيول التابعة لهما ، وقد صنفتهم بشلة المنتفعين واللصوص من كافة الشرائح والمذاهب والأديان الذين يدورون في فلك المحتل وحكوماته .. وبالمتاجرين بالدين ومحاولة توظيفه لخدمة مصالح دنيوية من السنّة والشيعة على السواء ..!!

في هذه الحلقة الثالثة والأخيرة .. سوف أستعرض أدوار هؤلاء وبإختصار مااستطعت ، وخصوصاً بعد أن إنفضح أمرهم .. فمنهم من قضى دوره .. ومنهم من ينتظر .. وقد بدلوا تبديلا ..
أما من قضى دوره فقد عاد ممتلئاً الى بريطانيا وأميركا والإمارات ، الى أواطنهم التي يحملون جنسياتها أو الإقامة فيها ، وحيث تقيم أيضاً حساباتهم المصرفية المترفة المسروقة من دم وعرق وبؤس الشعب العراقي ! والعجيب أن لاأحد منهم عاد الى الوطن الأم إيران بعد أن قام بخدمته ، بل عاد الجميع الى الشيطان الأكبر ودول التحالف معه ..!!!
أما من ينتظر منهم .. فلا زالت أمامه أدواراً ليؤديها .. وهل يُطعَم القرد إلا بعد أن يؤدي أدواره البهلوانية أمام سيده ..؟
لينتظروا .. فمرحباً بهم في أوطانهم .. ولكن ، وبعهد الشرفاء ، ومن أجل كل دينار سرق من عرق العراقيين .. ومن أجل كل قطرة دم نزفت من كل عراقي .. ومن أجل كل دمعة ذُرِفت من عيون كل عراقية حَزَناً على بيتها المهدم أو المسروق منها وهي تعيش في فقر المهجر أو على زوجها أو أبيها أو أخيها أو ولدها ممن إغتالته عصابات إجرام الحاكمين ..
أنهم سوف لن يجدوا الأمن والراحة كما قد يتوهمون ...!!!
فانتظروا إنّا معكم منتظرون ..

أنقل أولاً مقالاً نشر في إحدى صحف سندهم وسدنتهم الأمريكان .. في صحيفة ( واشنطن بوست ) في عددها الصادر الأربعاء 24 أيلول / سبتمبر 2008 .. للكاتبة ( دانا هيدجبيث ) الصحفية العاملة في تلك الصحيفة :

(( قدّر مسؤول رسمي عراقي سابق يوم أمس ، أن مبلغ 13 مليار دولار " ثلاثة عشر ألف مليون " من المبالغ المخصصة لإعادة إعمار الخدمات في العراق ، قد إختفت ( ..! ) إما بالهدر أو بالسرقة !

وقال السيد سلام .... ، المحقق السابق في المفوضية العليا للنزاهة في العراق ، في إفادته أمام لجنة السياسات الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي ، أن مكتب مراجعة وتدقيق الحسابات العراقية لايمكنه ضبط المبالغ المختفية بشكل تام وصحيح .
إن الكثير من المشاريع التي خصصت لها تلك الأموال ، إما أنها مشاريع لاضرورة لها ، أو أنها مشاريع لم ترَ النور أبداً .. أي لم يتم تنفيذها ، في حين تم صرف أموالها ( ..! ) وبذلك فإن بلايين الدولارات الأمريكية قد إختفت !
إن تقريراً مفصلاً بتلك الحقائق وبالأرقام ، قد تم رفعه الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ولكن لم يتم نشره أو إتخاذ أي إجراء بشأنه .. فلا أحد يهتم بالتحقيق في هذا الموضوع رغم خطورته في حين يخشى الكثير من المحققين القيام بواجباتهم خوفاً على حياتهم ، بعد أن تمت تصفية 32 شخصاً كانوا من العاملين معنا بسبب ذلك " ..! "
وأضاف ، أن تقريراً سبق ورفع الى المفتش العام للمفتشية الأمريكية العليا الخاصة بإعادة إعمار العراق ، والتي تم دعمها من قبل الكونغرس الأمريكي من أجل متابعة ضياع مايقارب 50 مليار دولار أمريكي في العراق " ..! "
صرحت " كريستين بيلايل ، المتحدثة بإسم المفتشية ، أنها تتابع وبنشاط هذه المعلومات ، ولكن سوف لن يتم نشر التحقيقات الخاصة بها في الوقت الحاضر !!
السيد سلام ، هو واحد من ثلاثة عراقيين أدلوا بإفاداتهم أمام لجنة مجلس الشيوخ المذكورة ، أحد هؤلاء هو عباس مهدي ، الذي شغل في وقت سابق منصب وزاري والذي تحدث عن إستشراء الفساد المالي والإداري في العراق وبشكل واسع !!
الثالث ، هو أمريكي من أصل عراقي ، عمل لمدة خمس سنوات ، كمستشار في كل من وزارتي الدفاع ثم الخارجية العراقيتين .. وقد أدلى بشهادته من على شاشة تلفزيونية بعد تشفير صورته ، ومن مكان لم يكشف عنه ، وقال بصوت تم تغييره لعدم الكشف عن شخصيته .. أنه بات يخشى على حياته ، بعد أن كشف عن عمليات سرقة نفط منظمة من مصفاة بيجي تتم بالتعاون بين مسؤوليين حكوميين عراقيين وأشخاص من تنظيم القاعدة " ..! "
أما " بايرون دورغان " ، رئيس اللجنة ، فقد علق بالقول : إن دافعي الضرائب الأمريكان قد تم إستنزافهم بالكميات الهائلة من الدولارات " لتمويل عملياتنا العسكرية " في العراق ، في حين يتم إهدار الأموال هناك بهذا الشكل ..! ولا يمكن أن نبقى مغمضي الأعين الى الأبد عما يجري هناك .!
السيد سلام ، قال أيضاً ، أنه كانت له المسؤولية المباشرة عن حوالي 200 محقق ، وعلى إتصال مباشر بما يحدث من فساد ، وأصبح عليه في نهاية المطاف أن يهرب من العراق بعد أن تلقى تهديداً بالقتل !! وأضاف أن " الهيئة العليا للنزاهة " !! سجلت ومن خلال عدة لجان غير مجموعته فقدان 9 مليار دولار ، إضافة الى مبلغ 13 مليار التي أشار اليها .. ولكن من غير الواضح إذا كان مبلغ 9 مليار هو من ضمن مبلغ 13 مليار أو أنه مستقل عنه ليصل الرقم الى 21 مليار ...!!!
أشار المفتش ايضاً الى أن وزارة الدفاع العراقية ، قامت بتأسيس شركتين حكوميتين لغرض تغطية ومتابعة إستيراداتها من طائرات ومدرعات ومدافع وغيرها من المعدات العسكرية .. وتم دفع مبلغ 1,7 مليار دولار في حساب الشركتين كتمويل من قبل الحكومة الأمريكية .. الذي حصل أن المعدات المستوردة كانت أقل بكثير عن هذه الميزانية ، وتختلف من حيث النوعية ، حتى أن بعض السترات الواقية من الرصاص التي كانت ضمن المستوردات ، وصلت وهي غير صالحة للعمل لعيوب فيها !
كذلك ، تم التعاقد على صفقة من طائرات الهليوكوبتر .. ولكن الذي تم تسلمه فعلاً هو طائرات مستعملة مضى على صناعتها 25 عاماً .. وبدلاً من أن تقوم وزارة الدفاع بمقاضاة المصدّر وإستعادة الأموال المهدورة .. تم الإتفاق معهم على تزويد الجيش بمرافق صحية ومطابخ ميدانية متنقلة " ..! " وهذه بدورها لم تصل أبداً الى العراق ، بعد أن تم تحويل مبالغها الى الخارج ...!!!
ويضيف المفتش .. أن هناك مايسمى ( المشاريع الشبحية ) .. أي مشاريع على الورق فقط .. يتم صرف الأموال لها ، وبدون تنفيذ .. ومن أمثلة ذلك ، وفي حالة واحدة قام بالكشف عنها ، هي صرف مبلغ 24,4 مليون دولار على مشروع ( وهمي ) للكهرباء في محافظة نينوى لاوجود له إلا على الورق (..! )
في تقرير لهيئة الرقابة المالية العراقية ، وقعت عليه يد السيد سلام ، يكشف أن بعض الأموال المخصصة الى وزارة الدفاع العراقية ، قد تم تحويلها الى تنظيم القاعدة ( ..! ) في حسابات مصرفية في الأردن وأماكن أخرى ..!
ملاحظة : إشتركت في إعداد هذا البحث ايضاً الباحثة " جولي تيت " . ـ إنتهى التقرير ـ )

هذا غيض من فيوضات كثيرة .. وقد سبق لي شخصياً ان قمت بنشر مقالات عن سرقات وبالأسماء على مواقع الكترونية منها هذا الموقع . على سبيل المثال راجع مقال : ( في ظل حكومات اللصوص نشر بتاريخ 26/3/2008 ) .. ولم يكن نشرها من باب الفبركات الصحفية كما يتم إتهامنا ..
التقرير أعلاه ، وما سبق نشره .. ماهي إلا بعض من الحقائق التي تم كشفها ، وقطعاً ما خفي منها كان أعظم ..
المواقع الألكترونية التي أطلق عليها (دولة) رئيس وزرائنا ، وبلغة هابطة ( مكبات للنفايات) وعندما سننشر مستقبلاً ، فإننا سنستند على تقارير عالمية موثقة ، كالتقرير أعلاه ، الذي يحمل صفة رسمية كونه تقريراً مقدماً لمجلس الشيوخ الأمريكي .. والذي تطرق الى دور رئيس الوزراء العراقي بالتغطية على مايحدث أو الإيعاز بتشكيل اللجان التحقيقية والتي لم نسمع يوماً عن نتائج تحقيقاتها ..! أو سيكون مايتم نشره بهذا الشأن على شكل تقارير معززة بمستندات حكومية مصورة ..!
عندها سنرى أين هي مكبات النفايات الحقيقية ( ...! )

وبالإنتقال الى الجانب السياسي في عملية إغتصاب العراق أرضاً وشعباً .. فإن التآمر لايقف عند حدود الأحزاب الشوفينية أو الأحزاب الطائفية وأدواتهما في التضليل الفكري أو التصفيات الجسدية ، بل أثبتت الأحداث وعلى مدى خمسة وستين شهراً من الإحتلال وحكوماته ، أن هناك أيضاً مساهمات مشبوهة ممن زُيّن لنا أنهم أحزاب أو شخصيات مستقلة ذات ماضٍ وطني .. وخصوصاً عندما يكون هؤلاء من أهل السنّة العرب ، وهذا ماتم تركيز المخرج الأمريكي عليه ، لكي يقال لنا أن هناك مشاركة فعلية لكافة أطياف الشعب العراقي في الحكم الجديد .. وهي النغمة التي أطربت العصابات الطائفية والشوفينية لتتخذ من هؤلاء الجسر الذي تعبر عليه الى أهدافها سواء كانوا من الإسلاميين أو مدعي العروبة .. وقد أثار بقاءهم وتمسكهم بمناصبهم الشبحية ، الكثير والكثير من علامات الإستفهام حول إرتباطاتهم المشبوهة والحقائق المرة التي تقف وراء ذلك ..

قد يقول البعض ، أنهم هناك من أجل إحداث التوازن السياسي ومحاولة إصلاح الخلل الذي طرأ على العملية السياسية أو لتمثيل هذه الفئة أو تلك والدفاع عن حقوقها .. والى آخره من التبريرات .. والحقائق أثبتت أن ذلك كله مردود ، وأن هذه المجاميع تحولت من تكتلات وأحزاب مبدئية الى تجمعات من المرتزقة على حساب العراق !

نعم ، لقد دخلت بعض العناصر الوطنية في المراحل الأولى الى أتون العملية السياسية الجديدة في العراق ، رغم ماتكنفه من تعقيدات وتشابكات ومخاطر ، وما أثارته من إستنكار لدى البعض .. ولكن سرعان ماتيقنت تلك العناصر أن كافة السبل الى إصلاح حقيقي للوضع العراقي المتردي تكاد تكون مسدودة وأن هناك العديد من الزيف والتزييف تتبناه سياسة المحتل وتصر على تطبيقه ، وهو الذي بدأ غزوه للعراق وإحتلاله تحت ذرائع زائفة وملفقة مثل أسلحة الدمار الشامل وعلاقة النظام السابق بالإرهاب وتنظيم القاعدة وتهديد العراق لجيرانه لابل للعالم !!
ثم إستند في تطبيق وتكريس خططه على عناصر أقل مايقال عنها أنها مشبوهة وغير نزيهة ولاتمتلك تاريخاً سياسياً أو غير سياسي يمكن أن تفخر به ..!
في تلك المرحلة المبكرة .. إنسحبت تلك العناصر الوطنية وبعد أن إستنفدت كل طاقتها من أجل إحداث توازن وعقلانية في العملية السياسية ، رغم معرفتها بنوعية وعمالة القادمين من وراء الحدود مع الغزو الأمريكي ..
لقد آثرت العمل من خارج العملية السياسية في العراق .. وكان ذلك هو القرار الصحيح .. حيث خلقت بإنسحابها ذاك الى الصف المعارض الأرضية السياسية الصحيحة للمقاومة العراقية للمحتل وحكوماته في الداخل .

يقابل ذلك ، بقاء عناصر أخرى لاأجد بعد أكثر من خمس سنوات من إنحراف الحكومات العراقية المتتابعة وإتساع حلقة التآمر على العراق والتحالفات البائسة هنا وهناك .. لاأجد التبرير لبقائها إلا مسمىً واحد هو ( العمالة ووضاعة النفوس )
وإلا فليخبرنا أصحاب الشأن ، إن كنا نتجنى عليهم ، ماهي العلاقة على سبيل المثال التي يمكن أن تربط بين حزب يتخذ من الإسلام منهجاً كالحزب الإسلامي العراقي ورئيسه طارق الهاشمي ، نائب جلال الطالباني رئيس الجمهورية ، الإنفصالي عميل أميركا وإيران رقم واحد .. وبين أحزاب تشكل الحكومة تتكون من أحزاب إيرانية فارسية المنشأ والإنتماء والتطبيق ، أو تحالف كردي شوفيني ، وكلاهما قد أثبت تحالفه المصيري مع أعداء الإسلام ونصرة المحتل وخططه ..؟؟
وماذا يمكن أن تكون وكيف يمكن أن تفسرشكل العلاقة السياسية بين الحزب الشيوعي العلماني الأممي والإشتراكي ورئيسه حميد موسى .. وبين مجموعة من الأحزاب الدينية شيعية وسنية تدخل في تركيبة الحكومة وتتحالف في السر والعلن مع زعيمة العالم الرأسمالي والبرجوازية كالولايات المتحدة المحتلة للعراق ..؟؟
وكيف يفسر أن يجلس شخص يدعي الإسلام والعروبية مثل محمود المشهداني على مقعد رئاسة برلمان مشوه كل همه تمرير قوانين مشبوهة ضد مصالح العراق وشعبه ، وتتوافق مع مصالح أميركا وحلفائها مثل قانون النفط والغاز ، والمعاهدة الأمنية العراقية ـ الأمريكية ، وقانون الإنتخابات؟

كيف .. وكيف ..؟؟ والقائمة تطول !

بدأت هذا المقال بترجمة ماورد على صفحات ( واشنطن بوست ) الأمريكية من تقرير يندى له الجبين يتعلق بلصوص مافيا المنطقة الخضراء وسرقاتهم التي فاقت كل التصورات لثروة الشعب العراقي الذي يعيش معظمه تحت خط الفقر..! والذي أوقفت الحكومة أخيراً الزيادات البسيطة في سلم رواتب موظفيه وكادحيه ، بحجة عدم توفر الأموال اللازمة في وقت تعترف فيه وزارة المالية أن الإحتياطي المالي في الميزانية العراقية قد وصل الى 79 مليار دولار !!
وأنهي مقالي أيضاً بترجمة مقتضبة لمقاطع من تقارير تدمى لها القلوب والعيون تتعلق بذبح الشعب العراقي ، وقد وردت في مجموعة مؤلفات جمعها بعض الباحثين في بريطانيا منهم : دانيال ستانتون ، تيم لي دون ، بات كات كريسب ، وبإشراف الدكتور : هايدي لاموريه .

المؤلفات هي :
ـ ملاحقة داوننغ ستريت " هل الولايات المتحدة قتلت 10,000 عراقي في الشهر ، أم هو أكثر ؟ " 6 تموز / يوليو 2007 . المؤلف مايكل شوارتز .
ـ العراق ، عدد القتلى وصل الى أرقام الإبادات الجماعية في رواندا ، وحقول القتل في كمبوديا !! 17 أيلول / سبتمبر 2007 . المؤلف جوشوا هولاند .
ـ الصراع في العراق قتل مليوناً ، 7 كانون الثاني / يناير 2008 . المؤلف لوك بيكر .
ـ العراق ليس بلدنا لنعود اليه ، المؤلفان مكي النزال وظاهر جمايل ، آذار / مارس 2008 .

(( أكثر من مليون عراقي لقى حتفه نتيجة أعمال العنف في العراق منذ عام 2003 ، وهذا العدد يزيد على عدد ضحايا الإبادات الجماعية في رواندا عام 1994 والذي بلغ 800,000 شخص ، ويقل قليلاً عن عدد ضحايا مجازر كمبوديا في سنوات السبعينات ..
تقول الإحصائيات التي لدينا نتيجة إستطلاعات مع الآف العوائل العراقية شملت 15 من مجموع 18 محافظة ، أن نسبة 56 % قتلوا على يد قوات الإحتلال الأجنبية مباشرةً ، ولكن الحقيقة ربما تمثل أكثر من هذا الرقم ..! (يعني إقتسام عمليات الذبح بين المحتل وعصابات أحزاب الحكومة ..! )
لقد وصلت أعداد القتلى بالمعدل المتوسط الى حوالي 300 ضحية في اليوم !! أي حوالي 10,000 ضحية في الشهر !! شاركت فيها القوات الأمريكية والمليشيات الحزبية ..
يذكر مايكل شوارتز ، نقلاً عن إحصائيات معهد " بروكلين " ، ان الجيش الأمريكي ، وخلال السنوات الأربع من الإحتلال كان يقوم بمداهمات بمعدل 1000 دورية عسكرية في اليوم .. ثم إرتفع العدد الى 5000 دورية في إنحاء العراق بحجة ملاحقة الإرهابيين .. وكانت كل دورية تقوم بتفتيش 30 منزلاً للعوائل العراقية في المعدل وفي اليوم الواحد .. وقد أعتقل وقتل العديد من الأبرياء لأمور لاعلاقة لها بإرتباطهم بالمقاومة ..!
بلغت مداهمات منازل العوائل العراقية الى 100 منزل في اليوم .. وقد تم إخبارنا من بعض العسكريين الأمريكان أنهم كانوا يطلقون النار أحياناً على بعض الشبان ، وأن سبب ذلك يعود الى الأوامر العسكرية التي لديهم ، والتي تنص على عدم إضاعة الفرص بتفسير الشكوك لصالح أولئك المدنيين ، بل العكس ، القيام بقتلهم للحفاظ على سلامة الجندي الأمريكي من أي إحتمال ومهما كان بسيطاً ..!!!
وبحسب وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة .. فإن 5 ملايين عراقي قد تعرضوا مباشرة لأعمال العنف لحد عام 2007 ، وقد هاجر حوالي 2,4 مليون عراقي تاركاً بلده هرباً من القتل !! تاركين وراءهم منازلهم وممتلكاتهم والتي غالباً ماتم الإستيلاء عليها من قبل عصابات القتل .!! ، ولو أننا قمنا بحساب معدلات الهجرة والقتل لوجدنا أرقاماً مخيفة تتزايد بمعدل 100,000 عراقي شهرياً .. وعلى الرغم من الإعلان الحكومي عن تناقص العنف وعودة اللاجئين ، إلا أن الإحصائيات لاتزال تشير الى نزوح الألاف .. وأن من عاد منهم بعد أن ضاقت عليه السبل في الخارج ، فإنه يتوقع الموت .. وفعلاً قد تمت تصفية أعداد من اللاجئين الذين عادوا إستناداً الى الأرقام التي لدينا ..!!
تشير المعلومات التي حصلنا عليها في مدينة الفلوجة على سبيل المثال نتيجة المقابلات التي أجريناها أن هناك 800 معتقل لايزالون لدى الأمريكان من أهالي المدينة .. يعترف الأمريكان أنفسهم ، أنه على الأقل فإن 750 شخص من هؤلاء لاعلاقة لهم إطلاقاً بأي أعمال مقاومة ، بل هم أشخاص يرفضون فقط التعاون مع الأمريكان الذين يحتلون مناطقهم .. ومع ذلك لازال الأمريكان يكررون ، أن الفلوجة قد أصبحت مكاناً آمناً ..!!
يروي لنا أحد العراقيين ، الذين إلتقيناهم في دمشق .. أنه في شهر كانون الثاني / يناير الماضي ، قررت وعائلتي العودة الى منزلنا في بغداد .. وفعلاً تم ذلك .. وفي الليلة الأولى لعودتنا ، حاصر الجنود الأمريكان البيت ، ودخلوا للتفتيش ، ثم وضعونا في غرفة واحدة تحت الحراسة ، وقام البعض منهم بالصعود الى سطح الدار ، حيث بدأوا يطلقون النار .. لقد كانت ليلة مرعبة لن ننساها ..
في اليوم الثاني لوصولنا .. تركنا المنزل مرة أخرى .. وها نحن في دمشق نعيش حياة قاسية بعيدين عن دارنا وأهلنا ووطننا ...! )) ـ إنتهى التقرير ـ

لاأجد ، بعد كل ذلك ، الكلمات المناسبة التي أنهي فيها هذه الحلقة الأخيرة من هذا المقال والألم يعتصرني ، فكانت هذه السطور التي وُلِدَت من مخاض الألم العراقي الذي يستقبل العيد بالدماء والدموع :

تَجَنَسـي وَنَجّسِـي
يادعوةٍ وَمَجْلـسِ

يابَرلمانٍ مُدلِسِ
وائتلافٍ مُخَمَسِ

بالعمائمْ تَلَبَسِي
وَفَارِسٍ تُقَدِسي

لاتَستَحي .. لاتستحي
حكومـةٍ وَمَجْلــسِ


lalhamdani@rocketmail.com
العنوان الجديد لبريدي .. وشكراً







الىكل من يحمل السلاح والقلم لتحرير العراق :
تنظيف البيت العراقي من الداخل قبل الداخلين ــ 3

كتابات : علي الحمــداني

إستعرضنا في الحلقتين السابقتين من هذا المقال جانبين مهمين من القاذورات السامة التي تعشعش داخل العراق حاليا والتي سكتنس بعون الله بالبندقية ومن ورائها القلم ..

كانت حلقتنا الأولى عن الإنفصاليين الأكراد من أتباع حزبي العميلين مسعود برزاني وجلال طالباني العدوين اللدودين اللذين تحالفا من أجل تحطيم العراق ومسح هويته العربية وتقسيمه وفرض التطهير العرقي على أقلياته القومية من تركمان وكلدوآشوريين كما يحدث في كركوك وخانقين وسهول محافظة نينوى وغير ذلك من مناطق العراق ..! .
أما حلقتنا الثانية فكانت تتعلق بشيعة أهل البيت الفارسي ، من الذين تركوا التشيع العلوي العروبي الإسلامي النقي وراء ظهورهم من أجل إيران الفارسية ، ومن الذين يجلسون تحت جناحي النسر الأمريكي في سفارة المنطقة الخضراء من الذين ملأوا أسماعنا حوله بالنغم النشاز وهم يجاهرون .. وأعني يجاهرون فقط ولايخافتون .. بالعداء ( للشيطان الأكبر ) !! أما التخافت والعمل في الخفاء فهو من إختصاص السادة ( الخاصة ) .. ولا يخص الشعب من ( العامة ) ..
أليست هذه المصطلحات جزء من أدبياتهم ..؟ أم أنني أتجنى عليهم ياترى ..؟

لابد لي هنا من إشارة لتصحيح عبارة وردت في الحلقة الثانية ، لفت نظري اليها زميل عزيز ، وذلك عملاً بأمانة النقل والنشر ، تلك هي ماذكرته عن تصريح محمد خاتمي ، رئيس إيران السابق ، حول قوله (على الولايات المتحدة أن لاتنسى مساعدة إيران لها في العراق وأفغانستان ) .. والصحيح هو أن هذا التصريح الخطير صدر عن محمد أبطحي ، مدير مكتب خاتمي ، في 3 كانون الثاني / يناير عام 2004 ، وخاتمي يشغل آنذاك منصب رئيس الجمهورية ( الإسلامية ) .. وعلى أي حال ، ماكان لأبطحي أن يصرح تصريحاً بهذا الحجم من دون موافقة خاتمي ومن هو فوق خاتمي ..!!

كنت قد أشرت في الحلقة الأولى ، بالإضافة الى العينتين من الخونة والعملاء المذكورين أعلاه ، الى الذيول التابعة لهما ، وقد صنفتهم بشلة المنتفعين واللصوص من كافة الشرائح والمذاهب والأديان الذين يدورون في فلك المحتل وحكوماته .. وبالمتاجرين بالدين ومحاولة توظيفه لخدمة مصالح دنيوية من السنّة والشيعة على السواء ..!!

في هذه الحلقة الثالثة والأخيرة .. سوف أستعرض أدوار هؤلاء وبإختصار مااستطعت ، وخصوصاً بعد أن إنفضح أمرهم .. فمنهم من قضى دوره .. ومنهم من ينتظر .. وقد بدلوا تبديلا ..
أما من قضى دوره فقد عاد ممتلئاً الى بريطانيا وأميركا والإمارات ، الى أواطنهم التي يحملون جنسياتها أو الإقامة فيها ، وحيث تقيم أيضاً حساباتهم المصرفية المترفة المسروقة من دم وعرق وبؤس الشعب العراقي ! والعجيب أن لاأحد منهم عاد الى الوطن الأم إيران بعد أن قام بخدمته ، بل عاد الجميع الى الشيطان الأكبر ودول التحالف معه ..!!!
أما من ينتظر منهم .. فلا زالت أمامه أدواراً ليؤديها .. وهل يُطعَم القرد إلا بعد أن يؤدي أدواره البهلوانية أمام سيده ..؟
لينتظروا .. فمرحباً بهم في أوطانهم .. ولكن ، وبعهد الشرفاء ، ومن أجل كل دينار سرق من عرق العراقيين .. ومن أجل كل قطرة دم نزفت من كل عراقي .. ومن أجل كل دمعة ذُرِفت من عيون كل عراقية حَزَناً على بيتها المهدم أو المسروق منها وهي تعيش في فقر المهجر أو على زوجها أو أبيها أو أخيها أو ولدها ممن إغتالته عصابات إجرام الحاكمين ..
أنهم سوف لن يجدوا الأمن والراحة كما قد يتوهمون ...!!!
فانتظروا إنّا معكم منتظرون ..

أنقل أولاً مقالاً نشر في إحدى صحف سندهم وسدنتهم الأمريكان .. في صحيفة ( واشنطن بوست ) في عددها الصادر الأربعاء 24 أيلول / سبتمبر 2008 .. للكاتبة ( دانا هيدجبيث ) الصحفية العاملة في تلك الصحيفة :

(( قدّر مسؤول رسمي عراقي سابق يوم أمس ، أن مبلغ 13 مليار دولار " ثلاثة عشر ألف مليون " من المبالغ المخصصة لإعادة إعمار الخدمات في العراق ، قد إختفت ( ..! ) إما بالهدر أو بالسرقة !

وقال السيد سلام .... ، المحقق السابق في المفوضية العليا للنزاهة في العراق ، في إفادته أمام لجنة السياسات الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي ، أن مكتب مراجعة وتدقيق الحسابات العراقية لايمكنه ضبط المبالغ المختفية بشكل تام وصحيح .
إن الكثير من المشاريع التي خصصت لها تلك الأموال ، إما أنها مشاريع لاضرورة لها ، أو أنها مشاريع لم ترَ النور أبداً .. أي لم يتم تنفيذها ، في حين تم صرف أموالها ( ..! ) وبذلك فإن بلايين الدولارات الأمريكية قد إختفت !
إن تقريراً مفصلاً بتلك الحقائق وبالأرقام ، قد تم رفعه الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ولكن لم يتم نشره أو إتخاذ أي إجراء بشأنه .. فلا أحد يهتم بالتحقيق في هذا الموضوع رغم خطورته في حين يخشى الكثير من المحققين القيام بواجباتهم خوفاً على حياتهم ، بعد أن تمت تصفية 32 شخصاً كانوا من العاملين معنا بسبب ذلك " ..! "
وأضاف ، أن تقريراً سبق ورفع الى المفتش العام للمفتشية الأمريكية العليا الخاصة بإعادة إعمار العراق ، والتي تم دعمها من قبل الكونغرس الأمريكي من أجل متابعة ضياع مايقارب 50 مليار دولار أمريكي في العراق " ..! "
صرحت " كريستين بيلايل ، المتحدثة بإسم المفتشية ، أنها تتابع وبنشاط هذه المعلومات ، ولكن سوف لن يتم نشر التحقيقات الخاصة بها في الوقت الحاضر !!
السيد سلام ، هو واحد من ثلاثة عراقيين أدلوا بإفاداتهم أمام لجنة مجلس الشيوخ المذكورة ، أحد هؤلاء هو عباس مهدي ، الذي شغل في وقت سابق منصب وزاري والذي تحدث عن إستشراء الفساد المالي والإداري في العراق وبشكل واسع !!
الثالث ، هو أمريكي من أصل عراقي ، عمل لمدة خمس سنوات ، كمستشار في كل من وزارتي الدفاع ثم الخارجية العراقيتين .. وقد أدلى بشهادته من على شاشة تلفزيونية بعد تشفير صورته ، ومن مكان لم يكشف عنه ، وقال بصوت تم تغييره لعدم الكشف عن شخصيته .. أنه بات يخشى على حياته ، بعد أن كشف عن عمليات سرقة نفط منظمة من مصفاة بيجي تتم بالتعاون بين مسؤوليين حكوميين عراقيين وأشخاص من تنظيم القاعدة " ..! "
أما " بايرون دورغان " ، رئيس اللجنة ، فقد علق بالقول : إن دافعي الضرائب الأمريكان قد تم إستنزافهم بالكميات الهائلة من الدولارات " لتمويل عملياتنا العسكرية " في العراق ، في حين يتم إهدار الأموال هناك بهذا الشكل ..! ولا يمكن أن نبقى مغمضي الأعين الى الأبد عما يجري هناك .!
السيد سلام ، قال أيضاً ، أنه كانت له المسؤولية المباشرة عن حوالي 200 محقق ، وعلى إتصال مباشر بما يحدث من فساد ، وأصبح عليه في نهاية المطاف أن يهرب من العراق بعد أن تلقى تهديداً بالقتل !! وأضاف أن " الهيئة العليا للنزاهة " !! سجلت ومن خلال عدة لجان غير مجموعته فقدان 9 مليار دولار ، إضافة الى مبلغ 13 مليار التي أشار اليها .. ولكن من غير الواضح إذا كان مبلغ 9 مليار هو من ضمن مبلغ 13 مليار أو أنه مستقل عنه ليصل الرقم الى 21 مليار ...!!!
أشار المفتش ايضاً الى أن وزارة الدفاع العراقية ، قامت بتأسيس شركتين حكوميتين لغرض تغطية ومتابعة إستيراداتها من طائرات ومدرعات ومدافع وغيرها من المعدات العسكرية .. وتم دفع مبلغ 1,7 مليار دولار في حساب الشركتين كتمويل من قبل الحكومة الأمريكية .. الذي حصل أن المعدات المستوردة كانت أقل بكثير عن هذه الميزانية ، وتختلف من حيث النوعية ، حتى أن بعض السترات الواقية من الرصاص التي كانت ضمن المستوردات ، وصلت وهي غير صالحة للعمل لعيوب فيها !
كذلك ، تم التعاقد على صفقة من طائرات الهليوكوبتر .. ولكن الذي تم تسلمه فعلاً هو طائرات مستعملة مضى على صناعتها 25 عاماً .. وبدلاً من أن تقوم وزارة الدفاع بمقاضاة المصدّر وإستعادة الأموال المهدورة .. تم الإتفاق معهم على تزويد الجيش بمرافق صحية ومطابخ ميدانية متنقلة " ..! " وهذه بدورها لم تصل أبداً الى العراق ، بعد أن تم تحويل مبالغها الى الخارج ...!!!
ويضيف المفتش .. أن هناك مايسمى ( المشاريع الشبحية ) .. أي مشاريع على الورق فقط .. يتم صرف الأموال لها ، وبدون تنفيذ .. ومن أمثلة ذلك ، وفي حالة واحدة قام بالكشف عنها ، هي صرف مبلغ 24,4 مليون دولار على مشروع ( وهمي ) للكهرباء في محافظة نينوى لاوجود له إلا على الورق (..! )
في تقرير لهيئة الرقابة المالية العراقية ، وقعت عليه يد السيد سلام ، يكشف أن بعض الأموال المخصصة الى وزارة الدفاع العراقية ، قد تم تحويلها الى تنظيم القاعدة ( ..! ) في حسابات مصرفية في الأردن وأماكن أخرى ..!
ملاحظة : إشتركت في إعداد هذا البحث ايضاً الباحثة " جولي تيت " . ـ إنتهى التقرير ـ )

هذا غيض من فيوضات كثيرة .. وقد سبق لي شخصياً ان قمت بنشر مقالات عن سرقات وبالأسماء على مواقع الكترونية منها هذا الموقع . على سبيل المثال راجع مقال : ( في ظل حكومات اللصوص نشر بتاريخ 26/3/2008 ) .. ولم يكن نشرها من باب الفبركات الصحفية كما يتم إتهامنا ..
التقرير أعلاه ، وما سبق نشره .. ماهي إلا بعض من الحقائق التي تم كشفها ، وقطعاً ما خفي منها كان أعظم ..
المواقع الألكترونية التي أطلق عليها (دولة) رئيس وزرائنا ، وبلغة هابطة ( مكبات للنفايات) وعندما سننشر مستقبلاً ، فإننا سنستند على تقارير عالمية موثقة ، كالتقرير أعلاه ، الذي يحمل صفة رسمية كونه تقريراً مقدماً لمجلس الشيوخ الأمريكي .. والذي تطرق الى دور رئيس الوزراء العراقي بالتغطية على مايحدث أو الإيعاز بتشكيل اللجان التحقيقية والتي لم نسمع يوماً عن نتائج تحقيقاتها ..! أو سيكون مايتم نشره بهذا الشأن على شكل تقارير معززة بمستندات حكومية مصورة ..!
عندها سنرى أين هي مكبات النفايات الحقيقية ( ...! )

وبالإنتقال الى الجانب السياسي في عملية إغتصاب العراق أرضاً وشعباً .. فإن التآمر لايقف عند حدود الأحزاب الشوفينية أو الأحزاب الطائفية وأدواتهما في التضليل الفكري أو التصفيات الجسدية ، بل أثبتت الأحداث وعلى مدى خمسة وستين شهراً من الإحتلال وحكوماته ، أن هناك أيضاً مساهمات مشبوهة ممن زُيّن لنا أنهم أحزاب أو شخصيات مستقلة ذات ماضٍ وطني .. وخصوصاً عندما يكون هؤلاء من أهل السنّة العرب ، وهذا ماتم تركيز المخرج الأمريكي عليه ، لكي يقال لنا أن هناك مشاركة فعلية لكافة أطياف الشعب العراقي في الحكم الجديد .. وهي النغمة التي أطربت العصابات الطائفية والشوفينية لتتخذ من هؤلاء الجسر الذي تعبر عليه الى أهدافها سواء كانوا من الإسلاميين أو مدعي العروبة .. وقد أثار بقاءهم وتمسكهم بمناصبهم الشبحية ، الكثير والكثير من علامات الإستفهام حول إرتباطاتهم المشبوهة والحقائق المرة التي تقف وراء ذلك ..

قد يقول البعض ، أنهم هناك من أجل إحداث التوازن السياسي ومحاولة إصلاح الخلل الذي طرأ على العملية السياسية أو لتمثيل هذه الفئة أو تلك والدفاع عن حقوقها .. والى آخره من التبريرات .. والحقائق أثبتت أن ذلك كله مردود ، وأن هذه المجاميع تحولت من تكتلات وأحزاب مبدئية الى تجمعات من المرتزقة على حساب العراق !

نعم ، لقد دخلت بعض العناصر الوطنية في المراحل الأولى الى أتون العملية السياسية الجديدة في العراق ، رغم ماتكنفه من تعقيدات وتشابكات ومخاطر ، وما أثارته من إستنكار لدى البعض .. ولكن سرعان ماتيقنت تلك العناصر أن كافة السبل الى إصلاح حقيقي للوضع العراقي المتردي تكاد تكون مسدودة وأن هناك العديد من الزيف والتزييف تتبناه سياسة المحتل وتصر على تطبيقه ، وهو الذي بدأ غزوه للعراق وإحتلاله تحت ذرائع زائفة وملفقة مثل أسلحة الدمار الشامل وعلاقة النظام السابق بالإرهاب وتنظيم القاعدة وتهديد العراق لجيرانه لابل للعالم !!
ثم إستند في تطبيق وتكريس خططه على عناصر أقل مايقال عنها أنها مشبوهة وغير نزيهة ولاتمتلك تاريخاً سياسياً أو غير سياسي يمكن أن تفخر به ..!
في تلك المرحلة المبكرة .. إنسحبت تلك العناصر الوطنية وبعد أن إستنفدت كل طاقتها من أجل إحداث توازن وعقلانية في العملية السياسية ، رغم معرفتها بنوعية وعمالة القادمين من وراء الحدود مع الغزو الأمريكي ..
لقد آثرت العمل من خارج العملية السياسية في العراق .. وكان ذلك هو القرار الصحيح .. حيث خلقت بإنسحابها ذاك الى الصف المعارض الأرضية السياسية الصحيحة للمقاومة العراقية للمحتل وحكوماته في الداخل .

يقابل ذلك ، بقاء عناصر أخرى لاأجد بعد أكثر من خمس سنوات من إنحراف الحكومات العراقية المتتابعة وإتساع حلقة التآمر على العراق والتحالفات البائسة هنا وهناك .. لاأجد التبرير لبقائها إلا مسمىً واحد هو ( العمالة ووضاعة النفوس )
وإلا فليخبرنا أصحاب الشأن ، إن كنا نتجنى عليهم ، ماهي العلاقة على سبيل المثال التي يمكن أن تربط بين حزب يتخذ من الإسلام منهجاً كالحزب الإسلامي العراقي ورئيسه طارق الهاشمي ، نائب جلال الطالباني رئيس الجمهورية ، الإنفصالي عميل أميركا وإيران رقم واحد .. وبين أحزاب تشكل الحكومة تتكون من أحزاب إيرانية فارسية المنشأ والإنتماء والتطبيق ، أو تحالف كردي شوفيني ، وكلاهما قد أثبت تحالفه المصيري مع أعداء الإسلام ونصرة المحتل وخططه ..؟؟
وماذا يمكن أن تكون وكيف يمكن أن تفسرشكل العلاقة السياسية بين الحزب الشيوعي العلماني الأممي والإشتراكي ورئيسه حميد موسى .. وبين مجموعة من الأحزاب الدينية شيعية وسنية تدخل في تركيبة الحكومة وتتحالف في السر والعلن مع زعيمة العالم الرأسمالي والبرجوازية كالولايات المتحدة المحتلة للعراق ..؟؟
وكيف يفسر أن يجلس شخص يدعي الإسلام والعروبية مثل محمود المشهداني على مقعد رئاسة برلمان مشوه كل همه تمرير قوانين مشبوهة ضد مصالح العراق وشعبه ، وتتوافق مع مصالح أميركا وحلفائها مثل قانون النفط والغاز ، والمعاهدة الأمنية العراقية ـ الأمريكية ، وقانون الإنتخابات؟

كيف .. وكيف ..؟؟ والقائمة تطول !

بدأت هذا المقال بترجمة ماورد على صفحات ( واشنطن بوست ) الأمريكية من تقرير يندى له الجبين يتعلق بلصوص مافيا المنطقة الخضراء وسرقاتهم التي فاقت كل التصورات لثروة الشعب العراقي الذي يعيش معظمه تحت خط الفقر..! والذي أوقفت الحكومة أخيراً الزيادات البسيطة في سلم رواتب موظفيه وكادحيه ، بحجة عدم توفر الأموال اللازمة في وقت تعترف فيه وزارة المالية أن الإحتياطي المالي في الميزانية العراقية قد وصل الى 79 مليار دولار !!
وأنهي مقالي أيضاً بترجمة مقتضبة لمقاطع من تقارير تدمى لها القلوب والعيون تتعلق بذبح الشعب العراقي ، وقد وردت في مجموعة مؤلفات جمعها بعض الباحثين في بريطانيا منهم : دانيال ستانتون ، تيم لي دون ، بات كات كريسب ، وبإشراف الدكتور : هايدي لاموريه .

المؤلفات هي :
ـ ملاحقة داوننغ ستريت " هل الولايات المتحدة قتلت 10,000 عراقي في الشهر ، أم هو أكثر ؟ " 6 تموز / يوليو 2007 . المؤلف مايكل شوارتز .
ـ العراق ، عدد القتلى وصل الى أرقام الإبادات الجماعية في رواندا ، وحقول القتل في كمبوديا !! 17 أيلول / سبتمبر 2007 . المؤلف جوشوا هولاند .
ـ الصراع في العراق قتل مليوناً ، 7 كانون الثاني / يناير 2008 . المؤلف لوك بيكر .
ـ العراق ليس بلدنا لنعود اليه ، المؤلفان مكي النزال وظاهر جمايل ، آذار / مارس 2008 .

(( أكثر من مليون عراقي لقى حتفه نتيجة أعمال العنف في العراق منذ عام 2003 ، وهذا العدد يزيد على عدد ضحايا الإبادات الجماعية في رواندا عام 1994 والذي بلغ 800,000 شخص ، ويقل قليلاً عن عدد ضحايا مجازر كمبوديا في سنوات السبعينات ..
تقول الإحصائيات التي لدينا نتيجة إستطلاعات مع الآف العوائل العراقية شملت 15 من مجموع 18 محافظة ، أن نسبة 56 % قتلوا على يد قوات الإحتلال الأجنبية مباشرةً ، ولكن الحقيقة ربما تمثل أكثر من هذا الرقم ..! (يعني إقتسام عمليات الذبح بين المحتل وعصابات أحزاب الحكومة ..! )
لقد وصلت أعداد القتلى بالمعدل المتوسط الى حوالي 300 ضحية في اليوم !! أي حوالي 10,000 ضحية في الشهر !! شاركت فيها القوات الأمريكية والمليشيات الحزبية ..
يذكر مايكل شوارتز ، نقلاً عن إحصائيات معهد " بروكلين " ، ان الجيش الأمريكي ، وخلال السنوات الأربع من الإحتلال كان يقوم بمداهمات بمعدل 1000 دورية عسكرية في اليوم .. ثم إرتفع العدد الى 5000 دورية في إنحاء العراق بحجة ملاحقة الإرهابيين .. وكانت كل دورية تقوم بتفتيش 30 منزلاً للعوائل العراقية في المعدل وفي اليوم الواحد .. وقد أعتقل وقتل العديد من الأبرياء لأمور لاعلاقة لها بإرتباطهم بالمقاومة ..!
بلغت مداهمات منازل العوائل العراقية الى 100 منزل في اليوم .. وقد تم إخبارنا من بعض العسكريين الأمريكان أنهم كانوا يطلقون النار أحياناً على بعض الشبان ، وأن سبب ذلك يعود الى الأوامر العسكرية التي لديهم ، والتي تنص على عدم إضاعة الفرص بتفسير الشكوك لصالح أولئك المدنيين ، بل العكس ، القيام بقتلهم للحفاظ على سلامة الجندي الأمريكي من أي إحتمال ومهما كان بسيطاً ..!!!
وبحسب وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة .. فإن 5 ملايين عراقي قد تعرضوا مباشرة لأعمال العنف لحد عام 2007 ، وقد هاجر حوالي 2,4 مليون عراقي تاركاً بلده هرباً من القتل !! تاركين وراءهم منازلهم وممتلكاتهم والتي غالباً ماتم الإستيلاء عليها من قبل عصابات القتل .!! ، ولو أننا قمنا بحساب معدلات الهجرة والقتل لوجدنا أرقاماً مخيفة تتزايد بمعدل 100,000 عراقي شهرياً .. وعلى الرغم من الإعلان الحكومي عن تناقص العنف وعودة اللاجئين ، إلا أن الإحصائيات لاتزال تشير الى نزوح الألاف .. وأن من عاد منهم بعد أن ضاقت عليه السبل في الخارج ، فإنه يتوقع الموت .. وفعلاً قد تمت تصفية أعداد من اللاجئين الذين عادوا إستناداً الى الأرقام التي لدينا ..!!
تشير المعلومات التي حصلنا عليها في مدينة الفلوجة على سبيل المثال نتيجة المقابلات التي أجريناها أن هناك 800 معتقل لايزالون لدى الأمريكان من أهالي المدينة .. يعترف الأمريكان أنفسهم ، أنه على الأقل فإن 750 شخص من هؤلاء لاعلاقة لهم إطلاقاً بأي أعمال مقاومة ، بل هم أشخاص يرفضون فقط التعاون مع الأمريكان الذين يحتلون مناطقهم .. ومع ذلك لازال الأمريكان يكررون ، أن الفلوجة قد أصبحت مكاناً آمناً ..!!
يروي لنا أحد العراقيين ، الذين إلتقيناهم في دمشق .. أنه في شهر كانون الثاني / يناير الماضي ، قررت وعائلتي العودة الى منزلنا في بغداد .. وفعلاً تم ذلك .. وفي الليلة الأولى لعودتنا ، حاصر الجنود الأمريكان البيت ، ودخلوا للتفتيش ، ثم وضعونا في غرفة واحدة تحت الحراسة ، وقام البعض منهم بالصعود الى سطح الدار ، حيث بدأوا يطلقون النار .. لقد كانت ليلة مرعبة لن ننساها ..
في اليوم الثاني لوصولنا .. تركنا المنزل مرة أخرى .. وها نحن في دمشق نعيش حياة قاسية بعيدين عن دارنا وأهلنا ووطننا ...! )) ـ إنتهى التقرير ـ

لاأجد ، بعد كل ذلك ، الكلمات المناسبة التي أنهي فيها هذه الحلقة الأخيرة من هذا المقال والألم يعتصرني ، فكانت هذه السطور التي وُلِدَت من مخاض الألم العراقي الذي يستقبل العيد بالدماء والدموع :

تَجَنَسـي وَنَجّسِـي
يادعوةٍ وَمَجْلـسِ

يابَرلمانٍ مُدلِسِ
وائتلافٍ مُخَمَسِ

بالعمائمْ تَلَبَسِي
وَفَارِسٍ تُقَدِسي

لاتَستَحي .. لاتستحي
حكومـةٍ وَمَجْلــسِ


lalhamdani@rocketmail.com
العنوان الجديد لبريدي .. وشكراً




الىكل من يحمل السلاح والقلم لتحرير العراق :
تنظيف البيت العراقي من الداخل قبل الداخلين ــ 3

كتابات : علي الحمــداني

إستعرضنا في الحلقتين السابقتين من هذا المقال جانبين مهمين من القاذورات السامة التي تعشعش داخل العراق حاليا والتي سكتنس بعون الله بالبندقية ومن ورائها القلم ..

كانت حلقتنا الأولى عن الإنفصاليين الأكراد من أتباع حزبي العميلين مسعود برزاني وجلال طالباني العدوين اللدودين اللذين تحالفا من أجل تحطيم العراق ومسح هويته العربية وتقسيمه وفرض التطهير العرقي على أقلياته القومية من تركمان وكلدوآشوريين كما يحدث في كركوك وخانقين وسهول محافظة نينوى وغير ذلك من مناطق العراق ..! .
أما حلقتنا الثانية فكانت تتعلق بشيعة أهل البيت الفارسي ، من الذين تركوا التشيع العلوي العروبي الإسلامي النقي وراء ظهورهم من أجل إيران الفارسية ، ومن الذين يجلسون تحت جناحي النسر الأمريكي في سفارة المنطقة الخضراء من الذين ملأوا أسماعنا حوله بالنغم النشاز وهم يجاهرون .. وأعني يجاهرون فقط ولايخافتون .. بالعداء ( للشيطان الأكبر ) !! أما التخافت والعمل في الخفاء فهو من إختصاص السادة ( الخاصة ) .. ولا يخص الشعب من ( العامة ) ..
أليست هذه المصطلحات جزء من أدبياتهم ..؟ أم أنني أتجنى عليهم ياترى ..؟

لابد لي هنا من إشارة لتصحيح عبارة وردت في الحلقة الثانية ، لفت نظري اليها زميل عزيز ، وذلك عملاً بأمانة النقل والنشر ، تلك هي ماذكرته عن تصريح محمد خاتمي ، رئيس إيران السابق ، حول قوله (على الولايات المتحدة أن لاتنسى مساعدة إيران لها في العراق وأفغانستان ) .. والصحيح هو أن هذا التصريح الخطير صدر عن محمد أبطحي ، مدير مكتب خاتمي ، في 3 كانون الثاني / يناير عام 2004 ، وخاتمي يشغل آنذاك منصب رئيس الجمهورية ( الإسلامية ) .. وعلى أي حال ، ماكان لأبطحي أن يصرح تصريحاً بهذا الحجم من دون موافقة خاتمي ومن هو فوق خاتمي ..!!

كنت قد أشرت في الحلقة الأولى ، بالإضافة الى العينتين من الخونة والعملاء المذكورين أعلاه ، الى الذيول التابعة لهما ، وقد صنفتهم بشلة المنتفعين واللصوص من كافة الشرائح والمذاهب والأديان الذين يدورون في فلك المحتل وحكوماته .. وبالمتاجرين بالدين ومحاولة توظيفه لخدمة مصالح دنيوية من السنّة والشيعة على السواء ..!!

في هذه الحلقة الثالثة والأخيرة .. سوف أستعرض أدوار هؤلاء وبإختصار مااستطعت ، وخصوصاً بعد أن إنفضح أمرهم .. فمنهم من قضى دوره .. ومنهم من ينتظر .. وقد بدلوا تبديلا ..
أما من قضى دوره فقد عاد ممتلئاً الى بريطانيا وأميركا والإمارات ، الى أواطنهم التي يحملون جنسياتها أو الإقامة فيها ، وحيث تقيم أيضاً حساباتهم المصرفية المترفة المسروقة من دم وعرق وبؤس الشعب العراقي ! والعجيب أن لاأحد منهم عاد الى الوطن الأم إيران بعد أن قام بخدمته ، بل عاد الجميع الى الشيطان الأكبر ودول التحالف معه ..!!!
أما من ينتظر منهم .. فلا زالت أمامه أدواراً ليؤديها .. وهل يُطعَم القرد إلا بعد أن يؤدي أدواره البهلوانية أمام سيده ..؟
لينتظروا .. فمرحباً بهم في أوطانهم .. ولكن ، وبعهد الشرفاء ، ومن أجل كل دينار سرق من عرق العراقيين .. ومن أجل كل قطرة دم نزفت من كل عراقي .. ومن أجل كل دمعة ذُرِفت من عيون كل عراقية حَزَناً على بيتها المهدم أو المسروق منها وهي تعيش في فقر المهجر أو على زوجها أو أبيها أو أخيها أو ولدها ممن إغتالته عصابات إجرام الحاكمين ..
أنهم سوف لن يجدوا الأمن والراحة كما قد يتوهمون ...!!!
فانتظروا إنّا معكم منتظرون ..

أنقل أولاً مقالاً نشر في إحدى صحف سندهم وسدنتهم الأمريكان .. في صحيفة ( واشنطن بوست ) في عددها الصادر الأربعاء 24 أيلول / سبتمبر 2008 .. للكاتبة ( دانا هيدجبيث ) الصحفية العاملة في تلك الصحيفة :

(( قدّر مسؤول رسمي عراقي سابق يوم أمس ، أن مبلغ 13 مليار دولار " ثلاثة عشر ألف مليون " من المبالغ المخصصة لإعادة إعمار الخدمات في العراق ، قد إختفت ( ..! ) إما بالهدر أو بالسرقة !

وقال السيد سلام .... ، المحقق السابق في المفوضية العليا للنزاهة في العراق ، في إفادته أمام لجنة السياسات الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي ، أن مكتب مراجعة وتدقيق الحسابات العراقية لايمكنه ضبط المبالغ المختفية بشكل تام وصحيح .
إن الكثير من المشاريع التي خصصت لها تلك الأموال ، إما أنها مشاريع لاضرورة لها ، أو أنها مشاريع لم ترَ النور أبداً .. أي لم يتم تنفيذها ، في حين تم صرف أموالها ( ..! ) وبذلك فإن بلايين الدولارات الأمريكية قد إختفت !
إن تقريراً مفصلاً بتلك الحقائق وبالأرقام ، قد تم رفعه الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ولكن لم يتم نشره أو إتخاذ أي إجراء بشأنه .. فلا أحد يهتم بالتحقيق في هذا الموضوع رغم خطورته في حين يخشى الكثير من المحققين القيام بواجباتهم خوفاً على حياتهم ، بعد أن تمت تصفية 32 شخصاً كانوا من العاملين معنا بسبب ذلك " ..! "
وأضاف ، أن تقريراً سبق ورفع الى المفتش العام للمفتشية الأمريكية العليا الخاصة بإعادة إعمار العراق ، والتي تم دعمها من قبل الكونغرس الأمريكي من أجل متابعة ضياع مايقارب 50 مليار دولار أمريكي في العراق " ..! "
صرحت " كريستين بيلايل ، المتحدثة بإسم المفتشية ، أنها تتابع وبنشاط هذه المعلومات ، ولكن سوف لن يتم نشر التحقيقات الخاصة بها في الوقت الحاضر !!
السيد سلام ، هو واحد من ثلاثة عراقيين أدلوا بإفاداتهم أمام لجنة مجلس الشيوخ المذكورة ، أحد هؤلاء هو عباس مهدي ، الذي شغل في وقت سابق منصب وزاري والذي تحدث عن إستشراء الفساد المالي والإداري في العراق وبشكل واسع !!
الثالث ، هو أمريكي من أصل عراقي ، عمل لمدة خمس سنوات ، كمستشار في كل من وزارتي الدفاع ثم الخارجية العراقيتين .. وقد أدلى بشهادته من على شاشة تلفزيونية بعد تشفير صورته ، ومن مكان لم يكشف عنه ، وقال بصوت تم تغييره لعدم الكشف عن شخصيته .. أنه بات يخشى على حياته ، بعد أن كشف عن عمليات سرقة نفط منظمة من مصفاة بيجي تتم بالتعاون بين مسؤوليين حكوميين عراقيين وأشخاص من تنظيم القاعدة " ..! "
أما " بايرون دورغان " ، رئيس اللجنة ، فقد علق بالقول : إن دافعي الضرائب الأمريكان قد تم إستنزافهم بالكميات الهائلة من الدولارات " لتمويل عملياتنا العسكرية " في العراق ، في حين يتم إهدار الأموال هناك بهذا الشكل ..! ولا يمكن أن نبقى مغمضي الأعين الى الأبد عما يجري هناك .!
السيد سلام ، قال أيضاً ، أنه كانت له المسؤولية المباشرة عن حوالي 200 محقق ، وعلى إتصال مباشر بما يحدث من فساد ، وأصبح عليه في نهاية المطاف أن يهرب من العراق بعد أن تلقى تهديداً بالقتل !! وأضاف أن " الهيئة العليا للنزاهة " !! سجلت ومن خلال عدة لجان غير مجموعته فقدان 9 مليار دولار ، إضافة الى مبلغ 13 مليار التي أشار اليها .. ولكن من غير الواضح إذا كان مبلغ 9 مليار هو من ضمن مبلغ 13 مليار أو أنه مستقل عنه ليصل الرقم الى 21 مليار ...!!!
أشار المفتش ايضاً الى أن وزارة الدفاع العراقية ، قامت بتأسيس شركتين حكوميتين لغرض تغطية ومتابعة إستيراداتها من طائرات ومدرعات ومدافع وغيرها من المعدات العسكرية .. وتم دفع مبلغ 1,7 مليار دولار في حساب الشركتين كتمويل من قبل الحكومة الأمريكية .. الذي حصل أن المعدات المستوردة كانت أقل بكثير عن هذه الميزانية ، وتختلف من حيث النوعية ، حتى أن بعض السترات الواقية من الرصاص التي كانت ضمن المستوردات ، وصلت وهي غير صالحة للعمل لعيوب فيها !
كذلك ، تم التعاقد على صفقة من طائرات الهليوكوبتر .. ولكن الذي تم تسلمه فعلاً هو طائرات مستعملة مضى على صناعتها 25 عاماً .. وبدلاً من أن تقوم وزارة الدفاع بمقاضاة المصدّر وإستعادة الأموال المهدورة .. تم الإتفاق معهم على تزويد الجيش بمرافق صحية ومطابخ ميدانية متنقلة " ..! " وهذه بدورها لم تصل أبداً الى العراق ، بعد أن تم تحويل مبالغها الى الخارج ...!!!
ويضيف المفتش .. أن هناك مايسمى ( المشاريع الشبحية ) .. أي مشاريع على الورق فقط .. يتم صرف الأموال لها ، وبدون تنفيذ .. ومن أمثلة ذلك ، وفي حالة واحدة قام بالكشف عنها ، هي صرف مبلغ 24,4 مليون دولار على مشروع ( وهمي ) للكهرباء في محافظة نينوى لاوجود له إلا على الورق (..! )
في تقرير لهيئة الرقابة المالية العراقية ، وقعت عليه يد السيد سلام ، يكشف أن بعض الأموال المخصصة الى وزارة الدفاع العراقية ، قد تم تحويلها الى تنظيم القاعدة ( ..! ) في حسابات مصرفية في الأردن وأماكن أخرى ..!
ملاحظة : إشتركت في إعداد هذا البحث ايضاً الباحثة " جولي تيت " . ـ إنتهى التقرير ـ )

هذا غيض من فيوضات كثيرة .. وقد سبق لي شخصياً ان قمت بنشر مقالات عن سرقات وبالأسماء على مواقع الكترونية منها هذا الموقع . على سبيل المثال راجع مقال : ( في ظل حكومات اللصوص نشر بتاريخ 26/3/2008 ) .. ولم يكن نشرها من باب الفبركات الصحفية كما يتم إتهامنا ..
التقرير أعلاه ، وما سبق نشره .. ماهي إلا بعض من الحقائق التي تم كشفها ، وقطعاً ما خفي منها كان أعظم ..
المواقع الألكترونية التي أطلق عليها (دولة) رئيس وزرائنا ، وبلغة هابطة ( مكبات للنفايات) وعندما سننشر مستقبلاً ، فإننا سنستند على تقارير عالمية موثقة ، كالتقرير أعلاه ، الذي يحمل صفة رسمية كونه تقريراً مقدماً لمجلس الشيوخ الأمريكي .. والذي تطرق الى دور رئيس الوزراء العراقي بالتغطية على مايحدث أو الإيعاز بتشكيل اللجان التحقيقية والتي لم نسمع يوماً عن نتائج تحقيقاتها ..! أو سيكون مايتم نشره بهذا الشأن على شكل تقارير معززة بمستندات حكومية مصورة ..!
عندها سنرى أين هي مكبات النفايات الحقيقية ( ...! )

وبالإنتقال الى الجانب السياسي في عملية إغتصاب العراق أرضاً وشعباً .. فإن التآمر لايقف عند حدود الأحزاب الشوفينية أو الأحزاب الطائفية وأدواتهما في التضليل الفكري أو التصفيات الجسدية ، بل أثبتت الأحداث وعلى مدى خمسة وستين شهراً من الإحتلال وحكوماته ، أن هناك أيضاً مساهمات مشبوهة ممن زُيّن لنا أنهم أحزاب أو شخصيات مستقلة ذات ماضٍ وطني .. وخصوصاً عندما يكون هؤلاء من أهل السنّة العرب ، وهذا ماتم تركيز المخرج الأمريكي عليه ، لكي يقال لنا أن هناك مشاركة فعلية لكافة أطياف الشعب العراقي في الحكم الجديد .. وهي النغمة التي أطربت العصابات الطائفية والشوفينية لتتخذ من هؤلاء الجسر الذي تعبر عليه الى أهدافها سواء كانوا من الإسلاميين أو مدعي العروبة .. وقد أثار بقاءهم وتمسكهم بمناصبهم الشبحية ، الكثير والكثير من علامات الإستفهام حول إرتباطاتهم المشبوهة والحقائق المرة التي تقف وراء ذلك ..

قد يقول البعض ، أنهم هناك من أجل إحداث التوازن السياسي ومحاولة إصلاح الخلل الذي طرأ على العملية السياسية أو لتمثيل هذه الفئة أو تلك والدفاع عن حقوقها .. والى آخره من التبريرات .. والحقائق أثبتت أن ذلك كله مردود ، وأن هذه المجاميع تحولت من تكتلات وأحزاب مبدئية الى تجمعات من المرتزقة على حساب العراق !

نعم ، لقد دخلت بعض العناصر الوطنية في المراحل الأولى الى أتون العملية السياسية الجديدة في العراق ، رغم ماتكنفه من تعقيدات وتشابكات ومخاطر ، وما أثارته من إستنكار لدى البعض .. ولكن سرعان ماتيقنت تلك العناصر أن كافة السبل الى إصلاح حقيقي للوضع العراقي المتردي تكاد تكون مسدودة وأن هناك العديد من الزيف والتزييف تتبناه سياسة المحتل وتصر على تطبيقه ، وهو الذي بدأ غزوه للعراق وإحتلاله تحت ذرائع زائفة وملفقة مثل أسلحة الدمار الشامل وعلاقة النظام السابق بالإرهاب وتنظيم القاعدة وتهديد العراق لجيرانه لابل للعالم !!
ثم إستند في تطبيق وتكريس خططه على عناصر أقل مايقال عنها أنها مشبوهة وغير نزيهة ولاتمتلك تاريخاً سياسياً أو غير سياسي يمكن أن تفخر به ..!
في تلك المرحلة المبكرة .. إنسحبت تلك العناصر الوطنية وبعد أن إستنفدت كل طاقتها من أجل إحداث توازن وعقلانية في العملية السياسية ، رغم معرفتها بنوعية وعمالة القادمين من وراء الحدود مع الغزو الأمريكي ..
لقد آثرت العمل من خارج العملية السياسية في العراق .. وكان ذلك هو القرار الصحيح .. حيث خلقت بإنسحابها ذاك الى الصف المعارض الأرضية السياسية الصحيحة للمقاومة العراقية للمحتل وحكوماته في الداخل .

يقابل ذلك ، بقاء عناصر أخرى لاأجد بعد أكثر من خمس سنوات من إنحراف الحكومات العراقية المتتابعة وإتساع حلقة التآمر على العراق والتحالفات البائسة هنا وهناك .. لاأجد التبرير لبقائها إلا مسمىً واحد هو ( العمالة ووضاعة النفوس )
وإلا فليخبرنا أصحاب الشأن ، إن كنا نتجنى عليهم ، ماهي العلاقة على سبيل المثال التي يمكن أن تربط بين حزب يتخذ من الإسلام منهجاً كالحزب الإسلامي العراقي ورئيسه طارق الهاشمي ، نائب جلال الطالباني رئيس الجمهورية ، الإنفصالي عميل أميركا وإيران رقم واحد .. وبين أحزاب تشكل الحكومة تتكون من أحزاب إيرانية فارسية المنشأ والإنتماء والتطبيق ، أو تحالف كردي شوفيني ، وكلاهما قد أثبت تحالفه المصيري مع أعداء الإسلام ونصرة المحتل وخططه ..؟؟
وماذا يمكن أن تكون وكيف يمكن أن تفسرشكل العلاقة السياسية بين الحزب الشيوعي العلماني الأممي والإشتراكي ورئيسه حميد موسى .. وبين مجموعة من الأحزاب الدينية شيعية وسنية تدخل في تركيبة الحكومة وتتحالف في السر والعلن مع زعيمة العالم الرأسمالي والبرجوازية كالولايات المتحدة المحتلة للعراق ..؟؟
وكيف يفسر أن يجلس شخص يدعي الإسلام والعروبية مثل محمود المشهداني على مقعد رئاسة برلمان مشوه كل همه تمرير قوانين مشبوهة ضد مصالح العراق وشعبه ، وتتوافق مع مصالح أميركا وحلفائها مثل قانون النفط والغاز ، والمعاهدة الأمنية العراقية ـ الأمريكية ، وقانون الإنتخابات؟

كيف .. وكيف ..؟؟ والقائمة تطول !

بدأت هذا المقال بترجمة ماورد على صفحات ( واشنطن بوست ) الأمريكية من تقرير يندى له الجبين يتعلق بلصوص مافيا المنطقة الخضراء وسرقاتهم التي فاقت كل التصورات لثروة الشعب العراقي الذي يعيش معظمه تحت خط الفقر..! والذي أوقفت الحكومة أخيراً الزيادات البسيطة في سلم رواتب موظفيه وكادحيه ، بحجة عدم توفر الأموال اللازمة في وقت تعترف فيه وزارة المالية أن الإحتياطي المالي في الميزانية العراقية قد وصل الى 79 مليار دولار !!
وأنهي مقالي أيضاً بترجمة مقتضبة لمقاطع من تقارير تدمى لها القلوب والعيون تتعلق بذبح الشعب العراقي ، وقد وردت في مجموعة مؤلفات جمعها بعض الباحثين في بريطانيا منهم : دانيال ستانتون ، تيم لي دون ، بات كات كريسب ، وبإشراف الدكتور : هايدي لاموريه .

المؤلفات هي :
ـ ملاحقة داوننغ ستريت " هل الولايات المتحدة قتلت 10,000 عراقي في الشهر ، أم هو أكثر ؟ " 6 تموز / يوليو 2007 . المؤلف مايكل شوارتز .
ـ العراق ، عدد القتلى وصل الى أرقام الإبادات الجماعية في رواندا ، وحقول القتل في كمبوديا !! 17 أيلول / سبتمبر 2007 . المؤلف جوشوا هولاند .
ـ الصراع في العراق قتل مليوناً ، 7 كانون الثاني / يناير 2008 . المؤلف لوك بيكر .
ـ العراق ليس بلدنا لنعود اليه ، المؤلفان مكي النزال وظاهر جمايل ، آذار / مارس 2008 .

(( أكثر من مليون عراقي لقى حتفه نتيجة أعمال العنف في العراق منذ عام 2003 ، وهذا العدد يزيد على عدد ضحايا الإبادات الجماعية في رواندا عام 1994 والذي بلغ 800,000 شخص ، ويقل قليلاً عن عدد ضحايا مجازر كمبوديا في سنوات السبعينات ..
تقول الإحصائيات التي لدينا نتيجة إستطلاعات مع الآف العوائل العراقية شملت 15 من مجموع 18 محافظة ، أن نسبة 56 % قتلوا على يد قوات الإحتلال الأجنبية مباشرةً ، ولكن الحقيقة ربما تمثل أكثر من هذا الرقم ..! (يعني إقتسام عمليات الذبح بين المحتل وعصابات أحزاب الحكومة ..! )
لقد وصلت أعداد القتلى بالمعدل المتوسط الى حوالي 300 ضحية في اليوم !! أي حوالي 10,000 ضحية في الشهر !! شاركت فيها القوات الأمريكية والمليشيات الحزبية ..
يذكر مايكل شوارتز ، نقلاً عن إحصائيات معهد " بروكلين " ، ان الجيش الأمريكي ، وخلال السنوات الأربع من الإحتلال كان يقوم بمداهمات بمعدل 1000 دورية عسكرية في اليوم .. ثم إرتفع العدد الى 5000 دورية في إنحاء العراق بحجة ملاحقة الإرهابيين .. وكانت كل دورية تقوم بتفتيش 30 منزلاً للعوائل العراقية في المعدل وفي اليوم الواحد .. وقد أعتقل وقتل العديد من الأبرياء لأمور لاعلاقة لها بإرتباطهم بالمقاومة ..!
بلغت مداهمات منازل العوائل العراقية الى 100 منزل في اليوم .. وقد تم إخبارنا من بعض العسكريين الأمريكان أنهم كانوا يطلقون النار أحياناً على بعض الشبان ، وأن سبب ذلك يعود الى الأوامر العسكرية التي لديهم ، والتي تنص على عدم إضاعة الفرص بتفسير الشكوك لصالح أولئك المدنيين ، بل العكس ، القيام بقتلهم للحفاظ على سلامة الجندي الأمريكي من أي إحتمال ومهما كان بسيطاً ..!!!
وبحسب وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة .. فإن 5 ملايين عراقي قد تعرضوا مباشرة لأعمال العنف لحد عام 2007 ، وقد هاجر حوالي 2,4 مليون عراقي تاركاً بلده هرباً من القتل !! تاركين وراءهم منازلهم وممتلكاتهم والتي غالباً ماتم الإستيلاء عليها من قبل عصابات القتل .!! ، ولو أننا قمنا بحساب معدلات الهجرة والقتل لوجدنا أرقاماً مخيفة تتزايد بمعدل 100,000 عراقي شهرياً .. وعلى الرغم من الإعلان الحكومي عن تناقص العنف وعودة اللاجئين ، إلا أن الإحصائيات لاتزال تشير الى نزوح الألاف .. وأن من عاد منهم بعد أن ضاقت عليه السبل في الخارج ، فإنه يتوقع الموت .. وفعلاً قد تمت تصفية أعداد من اللاجئين الذين عادوا إستناداً الى الأرقام التي لدينا ..!!
تشير المعلومات التي حصلنا عليها في مدينة الفلوجة على سبيل المثال نتيجة المقابلات التي أجريناها أن هناك 800 معتقل لايزالون لدى الأمريكان من أهالي المدينة .. يعترف الأمريكان أنفسهم ، أنه على الأقل فإن 750 شخص من هؤلاء لاعلاقة لهم إطلاقاً بأي أعمال مقاومة ، بل هم أشخاص يرفضون فقط التعاون مع الأمريكان الذين يحتلون مناطقهم .. ومع ذلك لازال الأمريكان يكررون ، أن الفلوجة قد أصبحت مكاناً آمناً ..!!
يروي لنا أحد العراقيين ، الذين إلتقيناهم في دمشق .. أنه في شهر كانون الثاني / يناير الماضي ، قررت وعائلتي العودة الى منزلنا في بغداد .. وفعلاً تم ذلك .. وفي الليلة الأولى لعودتنا ، حاصر الجنود الأمريكان البيت ، ودخلوا للتفتيش ، ثم وضعونا في غرفة واحدة تحت الحراسة ، وقام البعض منهم بالصعود الى سطح الدار ، حيث بدأوا يطلقون النار .. لقد كانت ليلة مرعبة لن ننساها ..
في اليوم الثاني لوصولنا .. تركنا المنزل مرة أخرى .. وها نحن في دمشق نعيش حياة قاسية بعيدين عن دارنا وأهلنا ووطننا ...! )) ـ إنتهى التقرير ـ

لاأجد ، بعد كل ذلك ، الكلمات المناسبة التي أنهي فيها هذه الحلقة الأخيرة من هذا المقال والألم يعتصرني ، فكانت هذه السطور التي وُلِدَت من مخاض الألم العراقي الذي يستقبل العيد بالدماء والدموع :

تَجَنَسـي وَنَجّسِـي
يادعوةٍ وَمَجْلـسِ

يابَرلمانٍ مُدلِسِ
وائتلافٍ مُخَمَسِ

بالعمائمْ تَلَبَسِي
وَفَارِسٍ تُقَدِسي

لاتَستَحي .. لاتستحي
حكومـةٍ وَمَجْلــسِ


lalhamdani@rocketmail.com
العنوان الجديد لبريدي .. وشكراً




الىكل من يحمل السلاح والقلم لتحرير العراق :
تنظيف البيت العراقي من الداخل قبل الداخلين ــ 3

كتابات : علي الحمــداني

إستعرضنا في الحلقتين السابقتين من هذا المقال جانبين مهمين من القاذورات السامة التي تعشعش داخل العراق حاليا والتي سكتنس بعون الله بالبندقية ومن ورائها القلم ..

كانت حلقتنا الأولى عن الإنفصاليين الأكراد من أتباع حزبي العميلين مسعود برزاني وجلال طالباني العدوين اللدودين اللذين تحالفا من أجل تحطيم العراق ومسح هويته العربية وتقسيمه وفرض التطهير العرقي على أقلياته القومية من تركمان وكلدوآشوريين كما يحدث في كركوك وخانقين وسهول محافظة نينوى وغير ذلك من مناطق العراق ..! .
أما حلقتنا الثانية فكانت تتعلق بشيعة أهل البيت الفارسي ، من الذين تركوا التشيع العلوي العروبي الإسلامي النقي وراء ظهورهم من أجل إيران الفارسية ، ومن الذين يجلسون تحت جناحي النسر الأمريكي في سفارة المنطقة الخضراء من الذين ملأوا أسماعنا حوله بالنغم النشاز وهم يجاهرون .. وأعني يجاهرون فقط ولايخافتون .. بالعداء ( للشيطان الأكبر ) !! أما التخافت والعمل في الخفاء فهو من إختصاص السادة ( الخاصة ) .. ولا يخص الشعب من ( العامة ) ..
أليست هذه المصطلحات جزء من أدبياتهم ..؟ أم أنني أتجنى عليهم ياترى ..؟

لابد لي هنا من إشارة لتصحيح عبارة وردت في الحلقة الثانية ، لفت نظري اليها زميل عزيز ، وذلك عملاً بأمانة النقل والنشر ، تلك هي ماذكرته عن تصريح محمد خاتمي ، رئيس إيران السابق ، حول قوله (على الولايات المتحدة أن لاتنسى مساعدة إيران لها في العراق وأفغانستان ) .. والصحيح هو أن هذا التصريح الخطير صدر عن محمد أبطحي ، مدير مكتب خاتمي ، في 3 كانون الثاني / يناير عام 2004 ، وخاتمي يشغل آنذاك منصب رئيس الجمهورية ( الإسلامية ) .. وعلى أي حال ، ماكان لأبطحي أن يصرح تصريحاً بهذا الحجم من دون موافقة خاتمي ومن هو فوق خاتمي ..!!

كنت قد أشرت في الحلقة الأولى ، بالإضافة الى العينتين من الخونة والعملاء المذكورين أعلاه ، الى الذيول التابعة لهما ، وقد صنفتهم بشلة المنتفعين واللصوص من كافة الشرائح والمذاهب والأديان الذين يدورون في فلك المحتل وحكوماته .. وبالمتاجرين بالدين ومحاولة توظيفه لخدمة مصالح دنيوية من السنّة والشيعة على السواء ..!!

في هذه الحلقة الثالثة والأخيرة .. سوف أستعرض أدوار هؤلاء وبإختصار مااستطعت ، وخصوصاً بعد أن إنفضح أمرهم .. فمنهم من قضى دوره .. ومنهم من ينتظر .. وقد بدلوا تبديلا ..
أما من قضى دوره فقد عاد ممتلئاً الى بريطانيا وأميركا والإمارات ، الى أواطنهم التي يحملون جنسياتها أو الإقامة فيها ، وحيث تقيم أيضاً حساباتهم المصرفية المترفة المسروقة من دم وعرق وبؤس الشعب العراقي ! والعجيب أن لاأحد منهم عاد الى الوطن الأم إيران بعد أن قام بخدمته ، بل عاد الجميع الى الشيطان الأكبر ودول التحالف معه ..!!!
أما من ينتظر منهم .. فلا زالت أمامه أدواراً ليؤديها .. وهل يُطعَم القرد إلا بعد أن يؤدي أدواره البهلوانية أمام سيده ..؟
لينتظروا .. فمرحباً بهم في أوطانهم .. ولكن ، وبعهد الشرفاء ، ومن أجل كل دينار سرق من عرق العراقيين .. ومن أجل كل قطرة دم نزفت من كل عراقي .. ومن أجل كل دمعة ذُرِفت من عيون كل عراقية حَزَناً على بيتها المهدم أو المسروق منها وهي تعيش في فقر المهجر أو على زوجها أو أبيها أو أخيها أو ولدها ممن إغتالته عصابات إجرام الحاكمين ..
أنهم سوف لن يجدوا الأمن والراحة كما قد يتوهمون ...!!!
فانتظروا إنّا معكم منتظرون ..

أنقل أولاً مقالاً نشر في إحدى صحف سندهم وسدنتهم الأمريكان .. في صحيفة ( واشنطن بوست ) في عددها الصادر الأربعاء 24 أيلول / سبتمبر 2008 .. للكاتبة ( دانا هيدجبيث ) الصحفية العاملة في تلك الصحيفة :

(( قدّر مسؤول رسمي عراقي سابق يوم أمس ، أن مبلغ 13 مليار دولار " ثلاثة عشر ألف مليون " من المبالغ المخصصة لإعادة إعمار الخدمات في العراق ، قد إختفت ( ..! ) إما بالهدر أو بالسرقة !

وقال السيد سلام .... ، المحقق السابق في المفوضية العليا للنزاهة في العراق ، في إفادته أمام لجنة السياسات الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي ، أن مكتب مراجعة وتدقيق الحسابات العراقية لايمكنه ضبط المبالغ المختفية بشكل تام وصحيح .
إن الكثير من المشاريع التي خصصت لها تلك الأموال ، إما أنها مشاريع لاضرورة لها ، أو أنها مشاريع لم ترَ النور أبداً .. أي لم يتم تنفيذها ، في حين تم صرف أموالها ( ..! ) وبذلك فإن بلايين الدولارات الأمريكية قد إختفت !
إن تقريراً مفصلاً بتلك الحقائق وبالأرقام ، قد تم رفعه الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ولكن لم يتم نشره أو إتخاذ أي إجراء بشأنه .. فلا أحد يهتم بالتحقيق في هذا الموضوع رغم خطورته في حين يخشى الكثير من المحققين القيام بواجباتهم خوفاً على حياتهم ، بعد أن تمت تصفية 32 شخصاً كانوا من العاملين معنا بسبب ذلك " ..! "
وأضاف ، أن تقريراً سبق ورفع الى المفتش العام للمفتشية الأمريكية العليا الخاصة بإعادة إعمار العراق ، والتي تم دعمها من قبل الكونغرس الأمريكي من أجل متابعة ضياع مايقارب 50 مليار دولار أمريكي في العراق " ..! "
صرحت " كريستين بيلايل ، المتحدثة بإسم المفتشية ، أنها تتابع وبنشاط هذه المعلومات ، ولكن سوف لن يتم نشر التحقيقات الخاصة بها في الوقت الحاضر !!
السيد سلام ، هو واحد من ثلاثة عراقيين أدلوا بإفاداتهم أمام لجنة مجلس الشيوخ المذكورة ، أحد هؤلاء هو عباس مهدي ، الذي شغل في وقت سابق منصب وزاري والذي تحدث عن إستشراء الفساد المالي والإداري في العراق وبشكل واسع !!
الثالث ، هو أمريكي من أصل عراقي ، عمل لمدة خمس سنوات ، كمستشار في كل من وزارتي الدفاع ثم الخارجية العراقيتين .. وقد أدلى بشهادته من على شاشة تلفزيونية بعد تشفير صورته ، ومن مكان لم يكشف عنه ، وقال بصوت تم تغييره لعدم الكشف عن شخصيته .. أنه بات يخشى على حياته ، بعد أن كشف عن عمليات سرقة نفط منظمة من مصفاة بيجي تتم بالتعاون بين مسؤوليين حكوميين عراقيين وأشخاص من تنظيم القاعدة " ..! "
أما " بايرون دورغان " ، رئيس اللجنة ، فقد علق بالقول : إن دافعي الضرائب الأمريكان قد تم إستنزافهم بالكميات الهائلة من الدولارات " لتمويل عملياتنا العسكرية " في العراق ، في حين يتم إهدار الأموال هناك بهذا الشكل ..! ولا يمكن أن نبقى مغمضي الأعين الى الأبد عما يجري هناك .!
السيد سلام ، قال أيضاً ، أنه كانت له المسؤولية المباشرة عن حوالي 200 محقق ، وعلى إتصال مباشر بما يحدث من فساد ، وأصبح عليه في نهاية المطاف أن يهرب من العراق بعد أن تلقى تهديداً بالقتل !! وأضاف أن " الهيئة العليا للنزاهة " !! سجلت ومن خلال عدة لجان غير مجموعته فقدان 9 مليار دولار ، إضافة الى مبلغ 13 مليار التي أشار اليها .. ولكن من غير الواضح إذا كان مبلغ 9 مليار هو من ضمن مبلغ 13 مليار أو أنه مستقل عنه ليصل الرقم الى 21 مليار ...!!!
أشار المفتش ايضاً الى أن وزارة الدفاع العراقية ، قامت بتأسيس شركتين حكوميتين لغرض تغطية ومتابعة إستيراداتها من طائرات ومدرعات ومدافع وغيرها من المعدات العسكرية .. وتم دفع مبلغ 1,7 مليار دولار في حساب الشركتين كتمويل من قبل الحكومة الأمريكية .. الذي حصل أن المعدات المستوردة كانت أقل بكثير عن هذه الميزانية ، وتختلف من حيث النوعية ، حتى أن بعض السترات الواقية من الرصاص التي كانت ضمن المستوردات ، وصلت وهي غير صالحة للعمل لعيوب فيها !
كذلك ، تم التعاقد على صفقة من طائرات الهليوكوبتر .. ولكن الذي تم تسلمه فعلاً هو طائرات مستعملة مضى على صناعتها 25 عاماً .. وبدلاً من أن تقوم وزارة الدفاع بمقاضاة المصدّر وإستعادة الأموال المهدورة .. تم الإتفاق معهم على تزويد الجيش بمرافق صحية ومطابخ ميدانية متنقلة " ..! " وهذه بدورها لم تصل أبداً الى العراق ، بعد أن تم تحويل مبالغها الى الخارج ...!!!
ويضيف المفتش .. أن هناك مايسمى ( المشاريع الشبحية ) .. أي مشاريع على الورق فقط .. يتم صرف الأموال لها ، وبدون تنفيذ .. ومن أمثلة ذلك ، وفي حالة واحدة قام بالكشف عنها ، هي صرف مبلغ 24,4 مليون دولار على مشروع ( وهمي ) للكهرباء في محافظة نينوى لاوجود له إلا على الورق (..! )
في تقرير لهيئة الرقابة المالية العراقية ، وقعت عليه يد السيد سلام ، يكشف أن بعض الأموال المخصصة الى وزارة الدفاع العراقية ، قد تم تحويلها الى تنظيم القاعدة ( ..! ) في حسابات مصرفية في الأردن وأماكن أخرى ..!
ملاحظة : إشتركت في إعداد هذا البحث ايضاً الباحثة " جولي تيت " . ـ إنتهى التقرير ـ )

هذا غيض من فيوضات كثيرة .. وقد سبق لي شخصياً ان قمت بنشر مقالات عن سرقات وبالأسماء على مواقع الكترونية منها هذا الموقع . على سبيل المثال راجع مقال : ( في ظل حكومات اللصوص نشر بتاريخ 26/3/2008 ) .. ولم يكن نشرها من باب الفبركات الصحفية كما يتم إتهامنا ..
التقرير أعلاه ، وما سبق نشره .. ماهي إلا بعض من الحقائق التي تم كشفها ، وقطعاً ما خفي منها كان أعظم ..
المواقع الألكترونية التي أطلق عليها (دولة) رئيس وزرائنا ، وبلغة هابطة ( مكبات للنفايات) وعندما سننشر مستقبلاً ، فإننا سنستند على تقارير عالمية موثقة ، كالتقرير أعلاه ، الذي يحمل صفة رسمية كونه تقريراً مقدماً لمجلس الشيوخ الأمريكي .. والذي تطرق الى دور رئيس الوزراء العراقي بالتغطية على مايحدث أو الإيعاز بتشكيل اللجان التحقيقية والتي لم نسمع يوماً عن نتائج تحقيقاتها ..! أو سيكون مايتم نشره بهذا الشأن على شكل تقارير معززة بمستندات حكومية مصورة ..!
عندها سنرى أين هي مكبات النفايات الحقيقية ( ...! )

وبالإنتقال الى الجانب السياسي في عملية إغتصاب العراق أرضاً وشعباً .. فإن التآمر لايقف عند حدود الأحزاب الشوفينية أو الأحزاب الطائفية وأدواتهما في التضليل الفكري أو التصفيات الجسدية ، بل أثبتت الأحداث وعلى مدى خمسة وستين شهراً من الإحتلال وحكوماته ، أن هناك أيضاً مساهمات مشبوهة ممن زُيّن لنا أنهم أحزاب أو شخصيات مستقلة ذات ماضٍ وطني .. وخصوصاً عندما يكون هؤلاء من أهل السنّة العرب ، وهذا ماتم تركيز المخرج الأمريكي عليه ، لكي يقال لنا أن هناك مشاركة فعلية لكافة أطياف الشعب العراقي في الحكم الجديد .. وهي النغمة التي أطربت العصابات الطائفية والشوفينية لتتخذ من هؤلاء الجسر الذي تعبر عليه الى أهدافها سواء كانوا من الإسلاميين أو مدعي العروبة .. وقد أثار بقاءهم وتمسكهم بمناصبهم الشبحية ، الكثير والكثير من علامات الإستفهام حول إرتباطاتهم المشبوهة والحقائق المرة التي تقف وراء ذلك ..

قد يقول البعض ، أنهم هناك من أجل إحداث التوازن السياسي ومحاولة إصلاح الخلل الذي طرأ على العملية السياسية أو لتمثيل هذه الفئة أو تلك والدفاع عن حقوقها .. والى آخره من التبريرات .. والحقائق أثبتت أن ذلك كله مردود ، وأن هذه المجاميع تحولت من تكتلات وأحزاب مبدئية الى تجمعات من المرتزقة على حساب العراق !

نعم ، لقد دخلت بعض العناصر الوطنية في المراحل الأولى الى أتون العملية السياسية الجديدة في العراق ، رغم ماتكنفه من تعقيدات وتشابكات ومخاطر ، وما أثارته من إستنكار لدى البعض .. ولكن سرعان ماتيقنت تلك العناصر أن كافة السبل الى إصلاح حقيقي للوضع العراقي المتردي تكاد تكون مسدودة وأن هناك العديد من الزيف والتزييف تتبناه سياسة المحتل وتصر على تطبيقه ، وهو الذي بدأ غزوه للعراق وإحتلاله تحت ذرائع زائفة وملفقة مثل أسلحة الدمار الشامل وعلاقة النظام السابق بالإرهاب وتنظيم القاعدة وتهديد العراق لجيرانه لابل للعالم !!
ثم إستند في تطبيق وتكريس خططه على عناصر أقل مايقال عنها أنها مشبوهة وغير نزيهة ولاتمتلك تاريخاً سياسياً أو غير سياسي يمكن أن تفخر به ..!
في تلك المرحلة المبكرة .. إنسحبت تلك العناصر الوطنية وبعد أن إستنفدت كل طاقتها من أجل إحداث توازن وعقلانية في العملية السياسية ، رغم معرفتها بنوعية وعمالة القادمين من وراء الحدود مع الغزو الأمريكي ..
لقد آثرت العمل من خارج العملية السياسية في العراق .. وكان ذلك هو القرار الصحيح .. حيث خلقت بإنسحابها ذاك الى الصف المعارض الأرضية السياسية الصحيحة للمقاومة العراقية للمحتل وحكوماته في الداخل .

يقابل ذلك ، بقاء عناصر أخرى لاأجد بعد أكثر من خمس سنوات من إنحراف الحكومات العراقية المتتابعة وإتساع حلقة التآمر على العراق والتحالفات البائسة هنا وهناك .. لاأجد التبرير لبقائها إلا مسمىً واحد هو ( العمالة ووضاعة النفوس )
وإلا فليخبرنا أصحاب الشأن ، إن كنا نتجنى عليهم ، ماهي العلاقة على سبيل المثال التي يمكن أن تربط بين حزب يتخذ من الإسلام منهجاً كالحزب الإسلامي العراقي ورئيسه طارق الهاشمي ، نائب جلال الطالباني رئيس الجمهورية ، الإنفصالي عميل أميركا وإيران رقم واحد .. وبين أحزاب تشكل الحكومة تتكون من أحزاب إيرانية فارسية المنشأ والإنتماء والتطبيق ، أو تحالف كردي شوفيني ، وكلاهما قد أثبت تحالفه المصيري مع أعداء الإسلام ونصرة المحتل وخططه ..؟؟
وماذا يمكن أن تكون وكيف يمكن أن تفسرشكل العلاقة السياسية بين الحزب الشيوعي العلماني الأممي والإشتراكي ورئيسه حميد موسى .. وبين مجموعة من الأحزاب الدينية شيعية وسنية تدخل في تركيبة الحكومة وتتحالف في السر والعلن مع زعيمة العالم الرأسمالي والبرجوازية كالولايات المتحدة المحتلة للعراق ..؟؟
وكيف يفسر أن يجلس شخص يدعي الإسلام والعروبية مثل محمود المشهداني على مقعد رئاسة برلمان مشوه كل همه تمرير قوانين مشبوهة ضد مصالح العراق وشعبه ، وتتوافق مع مصالح أميركا وحلفائها مثل قانون النفط والغاز ، والمعاهدة الأمنية العراقية ـ الأمريكية ، وقانون الإنتخابات؟

كيف .. وكيف ..؟؟ والقائمة تطول !

بدأت هذا المقال بترجمة ماورد على صفحات ( واشنطن بوست ) الأمريكية من تقرير يندى له الجبين يتعلق بلصوص مافيا المنطقة الخضراء وسرقاتهم التي فاقت كل التصورات لثروة الشعب العراقي الذي يعيش معظمه تحت خط الفقر..! والذي أوقفت الحكومة أخيراً الزيادات البسيطة في سلم رواتب موظفيه وكادحيه ، بحجة عدم توفر الأموال اللازمة في وقت تعترف فيه وزارة المالية أن الإحتياطي المالي في الميزانية العراقية قد وصل الى 79 مليار دولار !!
وأنهي مقالي أيضاً بترجمة مقتضبة لمقاطع من تقارير تدمى لها القلوب والعيون تتعلق بذبح الشعب العراقي ، وقد وردت في مجموعة مؤلفات جمعها بعض الباحثين في بريطانيا منهم : دانيال ستانتون ، تيم لي دون ، بات كات كريسب ، وبإشراف الدكتور : هايدي لاموريه .

المؤلفات هي :
ـ ملاحقة داوننغ ستريت " هل الولايات المتحدة قتلت 10,000 عراقي في الشهر ، أم هو أكثر ؟ " 6 تموز / يوليو 2007 . المؤلف مايكل شوارتز .
ـ العراق ، عدد القتلى وصل الى أرقام الإبادات الجماعية في رواندا ، وحقول القتل في كمبوديا !! 17 أيلول / سبتمبر 2007 . المؤلف جوشوا هولاند .
ـ الصراع في العراق قتل مليوناً ، 7 كانون الثاني / يناير 2008 . المؤلف لوك بيكر .
ـ العراق ليس بلدنا لنعود اليه ، المؤلفان مكي النزال وظاهر جمايل ، آذار / مارس 2008 .

(( أكثر من مليون عراقي لقى حتفه نتيجة أعمال العنف في العراق منذ عام 2003 ، وهذا العدد يزيد على عدد ضحايا الإبادات الجماعية في رواندا عام 1994 والذي بلغ 800,000 شخص ، ويقل قليلاً عن عدد ضحايا مجازر كمبوديا في سنوات السبعينات ..
تقول الإحصائيات التي لدينا نتيجة إستطلاعات مع الآف العوائل العراقية شملت 15 من مجموع 18 محافظة ، أن نسبة 56 % قتلوا على يد قوات الإحتلال الأجنبية مباشرةً ، ولكن الحقيقة ربما تمثل أكثر من هذا الرقم ..! (يعني إقتسام عمليات الذبح بين المحتل وعصابات أحزاب الحكومة ..! )
لقد وصلت أعداد القتلى بالمعدل المتوسط الى حوالي 300 ضحية في اليوم !! أي حوالي 10,000 ضحية في الشهر !! شاركت فيها القوات الأمريكية والمليشيات الحزبية ..
يذكر مايكل شوارتز ، نقلاً عن إحصائيات معهد " بروكلين " ، ان الجيش الأمريكي ، وخلال السنوات الأربع من الإحتلال كان يقوم بمداهمات بمعدل 1000 دورية عسكرية في اليوم .. ثم إرتفع العدد الى 5000 دورية في إنحاء العراق بحجة ملاحقة الإرهابيين .. وكانت كل دورية تقوم بتفتيش 30 منزلاً للعوائل العراقية في المعدل وفي اليوم الواحد .. وقد أعتقل وقتل العديد من الأبرياء لأمور لاعلاقة لها بإرتباطهم بالمقاومة ..!
بلغت مداهمات منازل العوائل العراقية الى 100 منزل في اليوم .. وقد تم إخبارنا من بعض العسكريين الأمريكان أنهم كانوا يطلقون النار أحياناً على بعض الشبان ، وأن سبب ذلك يعود الى الأوامر العسكرية التي لديهم ، والتي تنص على عدم إضاعة الفرص بتفسير الشكوك لصالح أولئك المدنيين ، بل العكس ، القيام بقتلهم للحفاظ على سلامة الجندي الأمريكي من أي إحتمال ومهما كان بسيطاً ..!!!
وبحسب وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة .. فإن 5 ملايين عراقي قد تعرضوا مباشرة لأعمال العنف لحد عام 2007 ، وقد هاجر حوالي 2,4 مليون عراقي تاركاً بلده هرباً من القتل !! تاركين وراءهم منازلهم وممتلكاتهم والتي غالباً ماتم الإستيلاء عليها من قبل عصابات القتل .!! ، ولو أننا قمنا بحساب معدلات الهجرة والقتل لوجدنا أرقاماً مخيفة تتزايد بمعدل 100,000 عراقي شهرياً .. وعلى الرغم من الإعلان الحكومي عن تناقص العنف وعودة اللاجئين ، إلا أن الإحصائيات لاتزال تشير الى نزوح الألاف .. وأن من عاد منهم بعد أن ضاقت عليه السبل في الخارج ، فإنه يتوقع الموت .. وفعلاً قد تمت تصفية أعداد من اللاجئين الذين عادوا إستناداً الى الأرقام التي لدينا ..!!
تشير المعلومات التي حصلنا عليها في مدينة الفلوجة على سبيل المثال نتيجة المقابلات التي أجريناها أن هناك 800 معتقل لايزالون لدى الأمريكان من أهالي المدينة .. يعترف الأمريكان أنفسهم ، أنه على الأقل فإن 750 شخص من هؤلاء لاعلاقة لهم إطلاقاً بأي أعمال مقاومة ، بل هم أشخاص يرفضون فقط التعاون مع الأمريكان الذين يحتلون مناطقهم .. ومع ذلك لازال الأمريكان يكررون ، أن الفلوجة قد أصبحت مكاناً آمناً ..!!
يروي لنا أحد العراقيين ، الذين إلتقيناهم في دمشق .. أنه في شهر كانون الثاني / يناير الماضي ، قررت وعائلتي العودة الى منزلنا في بغداد .. وفعلاً تم ذلك .. وفي الليلة الأولى لعودتنا ، حاصر الجنود الأمريكان البيت ، ودخلوا للتفتيش ، ثم وضعونا في غرفة واحدة تحت الحراسة ، وقام البعض منهم بالصعود الى سطح الدار ، حيث بدأوا يطلقون النار .. لقد كانت ليلة مرعبة لن ننساها ..
في اليوم الثاني لوصولنا .. تركنا المنزل مرة أخرى .. وها نحن في دمشق نعيش حياة قاسية بعيدين عن دارنا وأهلنا ووطننا ...! )) ـ إنتهى التقرير ـ

لاأجد ، بعد كل ذلك ، الكلمات المناسبة التي أنهي فيها هذه الحلقة الأخيرة من هذا المقال والألم يعتصرني ، فكانت هذه السطور التي وُلِدَت من مخاض الألم العراقي الذي يستقبل العيد بالدماء والدموع :

تَجَنَسـي وَنَجّسِـي
يادعوةٍ وَمَجْلـسِ

يابَرلمانٍ مُدلِسِ
وائتلافٍ مُخَمَسِ

بالعمائمْ تَلَبَسِي
وَفَارِسٍ تُقَدِسي

لاتَستَحي .. لاتستحي
حكومـةٍ وَمَجْلــسِ


lalhamdani@rocketmail.com
العنوان الجديد لبريدي .. وشكراً



الىكل من يحمل السلاح والقلم لتحرير العراق :
تنظيف البيت العراقي من الداخل قبل الداخلين ــ 3

كتابات : علي الحمــداني

إستعرضنا في الحلقتين السابقتين من هذا المقال جانبين مهمين من القاذورات السامة التي تعشعش داخل العراق حاليا والتي سكتنس بعون الله بالبندقية ومن ورائها القلم ..

كانت حلقتنا الأولى عن الإنفصاليين الأكراد من أتباع حزبي العميلين مسعود برزاني وجلال طالباني العدوين اللدودين اللذين تحالفا من أجل تحطيم العراق ومسح هويته العربية وتقسيمه وفرض التطهير العرقي على أقلياته القومية من تركمان وكلدوآشوريين كما يحدث في كركوك وخانقين وسهول محافظة نينوى وغير ذلك من مناطق العراق ..! .
أما حلقتنا الثانية فكانت تتعلق بشيعة أهل البيت الفارسي ، من الذين تركوا التشيع العلوي العروبي الإسلامي النقي وراء ظهورهم من أجل إيران الفارسية ، ومن الذين يجلسون تحت جناحي النسر الأمريكي في سفارة المنطقة الخضراء من الذين ملأوا أسماعنا حوله بالنغم النشاز وهم يجاهرون .. وأعني يجاهرون فقط ولايخافتون .. بالعداء ( للشيطان الأكبر ) !! أما التخافت والعمل في الخفاء فهو من إختصاص السادة ( الخاصة ) .. ولا يخص الشعب من ( العامة ) ..
أليست هذه المصطلحات جزء من أدبياتهم ..؟ أم أنني أتجنى عليهم ياترى ..؟

لابد لي هنا من إشارة لتصحيح عبارة وردت في الحلقة الثانية ، لفت نظري اليها زميل عزيز ، وذلك عملاً بأمانة النقل والنشر ، تلك هي ماذكرته عن تصريح محمد خاتمي ، رئيس إيران السابق ، حول قوله (على الولايات المتحدة أن لاتنسى مساعدة إيران لها في العراق وأفغانستان ) .. والصحيح هو أن هذا التصريح الخطير صدر عن محمد أبطحي ، مدير مكتب خاتمي ، في 3 كانون الثاني / يناير عام 2004 ، وخاتمي يشغل آنذاك منصب رئيس الجمهورية ( الإسلامية ) .. وعلى أي حال ، ماكان لأبطحي أن يصرح تصريحاً بهذا الحجم من دون موافقة خاتمي ومن هو فوق خاتمي ..!!

كنت قد أشرت في الحلقة الأولى ، بالإضافة الى العينتين من الخونة والعملاء المذكورين أعلاه ، الى الذيول التابعة لهما ، وقد صنفتهم بشلة المنتفعين واللصوص من كافة الشرائح والمذاهب والأديان الذين يدورون في فلك المحتل وحكوماته .. وبالمتاجرين بالدين ومحاولة توظيفه لخدمة مصالح دنيوية من السنّة والشيعة على السواء ..!!

في هذه الحلقة الثالثة والأخيرة .. سوف أستعرض أدوار هؤلاء وبإختصار مااستطعت ، وخصوصاً بعد أن إنفضح أمرهم .. فمنهم من قضى دوره .. ومنهم من ينتظر .. وقد بدلوا تبديلا ..
أما من قضى دوره فقد عاد ممتلئاً الى بريطانيا وأميركا والإمارات ، الى أواطنهم التي يحملون جنسياتها أو الإقامة فيها ، وحيث تقيم أيضاً حساباتهم المصرفية المترفة المسروقة من دم وعرق وبؤس الشعب العراقي ! والعجيب أن لاأحد منهم عاد الى الوطن الأم إيران بعد أن قام بخدمته ، بل عاد الجميع الى الشيطان الأكبر ودول التحالف معه ..!!!
أما من ينتظر منهم .. فلا زالت أمامه أدواراً ليؤديها .. وهل يُطعَم القرد إلا بعد أن يؤدي أدواره البهلوانية أمام سيده ..؟
لينتظروا .. فمرحباً بهم في أوطانهم .. ولكن ، وبعهد الشرفاء ، ومن أجل كل دينار سرق من عرق العراقيين .. ومن أجل كل قطرة دم نزفت من كل عراقي .. ومن أجل كل دمعة ذُرِفت من عيون كل عراقية حَزَناً على بيتها المهدم أو المسروق منها وهي تعيش في فقر المهجر أو على زوجها أو أبيها أو أخيها أو ولدها ممن إغتالته عصابات إجرام الحاكمين ..
أنهم سوف لن يجدوا الأمن والراحة كما قد يتوهمون ...!!!
فانتظروا إنّا معكم منتظرون ..

أنقل أولاً مقالاً نشر في إحدى صحف سندهم وسدنتهم الأمريكان .. في صحيفة ( واشنطن بوست ) في عددها الصادر الأربعاء 24 أيلول / سبتمبر 2008 .. للكاتبة ( دانا هيدجبيث ) الصحفية العاملة في تلك الصحيفة :

(( قدّر مسؤول رسمي عراقي سابق يوم أمس ، أن مبلغ 13 مليار دولار " ثلاثة عشر ألف مليون " من المبالغ المخصصة لإعادة إعمار الخدمات في العراق ، قد إختفت ( ..! ) إما بالهدر أو بالسرقة !

وقال السيد سلام .... ، المحقق السابق في المفوضية العليا للنزاهة في العراق ، في إفادته أمام لجنة السياسات الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي ، أن مكتب مراجعة وتدقيق الحسابات العراقية لايمكنه ضبط المبالغ المختفية بشكل تام وصحيح .
إن الكثير من المشاريع التي خصصت لها تلك الأموال ، إما أنها مشاريع لاضرورة لها ، أو أنها مشاريع لم ترَ النور أبداً .. أي لم يتم تنفيذها ، في حين تم صرف أموالها ( ..! ) وبذلك فإن بلايين الدولارات الأمريكية قد إختفت !
إن تقريراً مفصلاً بتلك الحقائق وبالأرقام ، قد تم رفعه الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ولكن لم يتم نشره أو إتخاذ أي إجراء بشأنه .. فلا أحد يهتم بالتحقيق في هذا الموضوع رغم خطورته في حين يخشى الكثير من المحققين القيام بواجباتهم خوفاً على حياتهم ، بعد أن تمت تصفية 32 شخصاً كانوا من العاملين معنا بسبب ذلك " ..! "
وأضاف ، أن تقريراً سبق ورفع الى المفتش العام للمفتشية الأمريكية العليا الخاصة بإعادة إعمار العراق ، والتي تم دعمها من قبل الكونغرس الأمريكي من أجل متابعة ضياع مايقارب 50 مليار دولار أمريكي في العراق " ..! "
صرحت " كريستين بيلايل ، المتحدثة بإسم المفتشية ، أنها تتابع وبنشاط هذه المعلومات ، ولكن سوف لن يتم نشر التحقيقات الخاصة بها في الوقت الحاضر !!
السيد سلام ، هو واحد من ثلاثة عراقيين أدلوا بإفاداتهم أمام لجنة مجلس الشيوخ المذكورة ، أحد هؤلاء هو عباس مهدي ، الذي شغل في وقت سابق منصب وزاري والذي تحدث عن إستشراء الفساد المالي والإداري في العراق وبشكل واسع !!
الثالث ، هو أمريكي من أصل عراقي ، عمل لمدة خمس سنوات ، كمستشار في كل من وزارتي الدفاع ثم الخارجية العراقيتين .. وقد أدلى بشهادته من على شاشة تلفزيونية بعد تشفير صورته ، ومن مكان لم يكشف عنه ، وقال بصوت تم تغييره لعدم الكشف عن شخصيته .. أنه بات يخشى على حياته ، بعد أن كشف عن عمليات سرقة نفط منظمة من مصفاة بيجي تتم بالتعاون بين مسؤوليين حكوميين عراقيين وأشخاص من تنظيم القاعدة " ..! "
أما " بايرون دورغان " ، رئيس اللجنة ، فقد علق بالقول : إن دافعي الضرائب الأمريكان قد تم إستنزافهم بالكميات الهائلة من الدولارات " لتمويل عملياتنا العسكرية " في العراق ، في حين يتم إهدار الأموال هناك بهذا الشكل ..! ولا يمكن أن نبقى مغمضي الأعين الى الأبد عما يجري هناك .!
السيد سلام ، قال أيضاً ، أنه كانت له المسؤولية المباشرة عن حوالي 200 محقق ، وعلى إتصال مباشر بما يحدث من فساد ، وأصبح عليه في نهاية المطاف أن يهرب من العراق بعد أن تلقى تهديداً بالقتل !! وأضاف أن " الهيئة العليا للنزاهة " !! سجلت ومن خلال عدة لجان غير مجموعته فقدان 9 مليار دولار ، إضافة الى مبلغ 13 مليار التي أشار اليها .. ولكن من غير الواضح إذا كان مبلغ 9 مليار هو من ضمن مبلغ 13 مليار أو أنه مستقل عنه ليصل الرقم الى 21 مليار ...!!!
أشار المفتش ايضاً الى أن وزارة الدفاع العراقية ، قامت بتأسيس شركتين حكوميتين لغرض تغطية ومتابعة إستيراداتها من طائرات ومدرعات ومدافع وغيرها من المعدات العسكرية .. وتم دفع مبلغ 1,7 مليار دولار في حساب الشركتين كتمويل من قبل الحكومة الأمريكية .. الذي حصل أن المعدات المستوردة كانت أقل بكثير عن هذه الميزانية ، وتختلف من حيث النوعية ، حتى أن بعض السترات الواقية من الرصاص التي كانت ضمن المستوردات ، وصلت وهي غير صالحة للعمل لعيوب فيها !
كذلك ، تم التعاقد على صفقة من طائرات الهليوكوبتر .. ولكن الذي تم تسلمه فعلاً هو طائرات مستعملة مضى على صناعتها 25 عاماً .. وبدلاً من أن تقوم وزارة الدفاع بمقاضاة المصدّر وإستعادة الأموال المهدورة .. تم الإتفاق معهم على تزويد الجيش بمرافق صحية ومطابخ ميدانية متنقلة " ..! " وهذه بدورها لم تصل أبداً الى العراق ، بعد أن تم تحويل مبالغها الى الخارج ...!!!
ويضيف المفتش .. أن هناك مايسمى ( المشاريع الشبحية ) .. أي مشاريع على الورق فقط .. يتم صرف الأموال لها ، وبدون تنفيذ .. ومن أمثلة ذلك ، وفي حالة واحدة قام بالكشف عنها ، هي صرف مبلغ 24,4 مليون دولار على مشروع ( وهمي ) للكهرباء في محافظة نينوى لاوجود له إلا على الورق (..! )
في تقرير لهيئة الرقابة المالية العراقية ، وقعت عليه يد السيد سلام ، يكشف أن بعض الأموال المخصصة الى وزارة الدفاع العراقية ، قد تم تحويلها الى تنظيم القاعدة ( ..! ) في حسابات مصرفية في الأردن وأماكن أخرى ..!
ملاحظة : إشتركت في إعداد هذا البحث ايضاً الباحثة " جولي تيت " . ـ إنتهى التقرير ـ )

هذا غيض من فيوضات كثيرة .. وقد سبق لي شخصياً ان قمت بنشر مقالات عن سرقات وبالأسماء على مواقع الكترونية منها هذا الموقع . على سبيل المثال راجع مقال : ( في ظل حكومات اللصوص نشر بتاريخ 26/3/2008 ) .. ولم يكن نشرها من باب الفبركات الصحفية كما يتم إتهامنا ..
التقرير أعلاه ، وما سبق نشره .. ماهي إلا بعض من الحقائق التي تم كشفها ، وقطعاً ما خفي منها كان أعظم ..
المواقع الألكترونية التي أطلق عليها (دولة) رئيس وزرائنا ، وبلغة هابطة ( مكبات للنفايات) وعندما سننشر مستقبلاً ، فإننا سنستند على تقارير عالمية موثقة ، كالتقرير أعلاه ، الذي يحمل صفة رسمية كونه تقريراً مقدماً لمجلس الشيوخ الأمريكي .. والذي تطرق الى دور رئيس الوزراء العراقي بالتغطية على مايحدث أو الإيعاز بتشكيل اللجان التحقيقية والتي لم نسمع يوماً عن نتائج تحقيقاتها ..! أو سيكون مايتم نشره بهذا الشأن على شكل تقارير معززة بمستندات حكومية مصورة ..!
عندها سنرى أين هي مكبات النفايات الحقيقية ( ...! )

وبالإنتقال الى الجانب السياسي في عملية إغتصاب العراق أرضاً وشعباً .. فإن التآمر لايقف عند حدود الأحزاب الشوفينية أو الأحزاب الطائفية وأدواتهما في التضليل الفكري أو التصفيات الجسدية ، بل أثبتت الأحداث وعلى مدى خمسة وستين شهراً من الإحتلال وحكوماته ، أن هناك أيضاً مساهمات مشبوهة ممن زُيّن لنا أنهم أحزاب أو شخصيات مستقلة ذات ماضٍ وطني .. وخصوصاً عندما يكون هؤلاء من أهل السنّة العرب ، وهذا ماتم تركيز المخرج الأمريكي عليه ، لكي يقال لنا أن هناك مشاركة فعلية لكافة أطياف الشعب العراقي في الحكم الجديد .. وهي النغمة التي أطربت العصابات الطائفية والشوفينية لتتخذ من هؤلاء الجسر الذي تعبر عليه الى أهدافها سواء كانوا من الإسلاميين أو مدعي العروبة .. وقد أثار بقاءهم وتمسكهم بمناصبهم الشبحية ، الكثير والكثير من علامات الإستفهام حول إرتباطاتهم المشبوهة والحقائق المرة التي تقف وراء ذلك ..

قد يقول البعض ، أنهم هناك من أجل إحداث التوازن السياسي ومحاولة إصلاح الخلل الذي طرأ على العملية السياسية أو لتمثيل هذه الفئة أو تلك والدفاع عن حقوقها .. والى آخره من التبريرات .. والحقائق أثبتت أن ذلك كله مردود ، وأن هذه المجاميع تحولت من تكتلات وأحزاب مبدئية الى تجمعات من المرتزقة على حساب العراق !

نعم ، لقد دخلت بعض العناصر الوطنية في المراحل الأولى الى أتون العملية السياسية الجديدة في العراق ، رغم ماتكنفه من تعقيدات وتشابكات ومخاطر ، وما أثارته من إستنكار لدى البعض .. ولكن سرعان ماتيقنت تلك العناصر أن كافة السبل الى إصلاح حقيقي للوضع العراقي المتردي تكاد تكون مسدودة وأن هناك العديد من الزيف والتزييف تتبناه سياسة المحتل وتصر على تطبيقه ، وهو الذي بدأ غزوه للعراق وإحتلاله تحت ذرائع زائفة وملفقة مثل أسلحة الدمار الشامل وعلاقة النظام السابق بالإرهاب وتنظيم القاعدة وتهديد العراق لجيرانه لابل للعالم !!
ثم إستند في تطبيق وتكريس خططه على عناصر أقل مايقال عنها أنها مشبوهة وغير نزيهة ولاتمتلك تاريخاً سياسياً أو غير سياسي يمكن أن تفخر به ..!
في تلك المرحلة المبكرة .. إنسحبت تلك العناصر الوطنية وبعد أن إستنفدت كل طاقتها من أجل إحداث توازن وعقلانية في العملية السياسية ، رغم معرفتها بنوعية وعمالة القادمين من وراء الحدود مع الغزو الأمريكي ..
لقد آثرت العمل من خارج العملية السياسية في العراق .. وكان ذلك هو القرار الصحيح .. حيث خلقت بإنسحابها ذاك الى الصف المعارض الأرضية السياسية الصحيحة للمقاومة العراقية للمحتل وحكوماته في الداخل .

يقابل ذلك ، بقاء عناصر أخرى لاأجد بعد أكثر من خمس سنوات من إنحراف الحكومات العراقية المتتابعة وإتساع حلقة التآمر على العراق والتحالفات البائسة هنا وهناك .. لاأجد التبرير لبقائها إلا مسمىً واحد هو ( العمالة ووضاعة النفوس )
وإلا فليخبرنا أصحاب الشأن ، إن كنا نتجنى عليهم ، ماهي العلاقة على سبيل المثال التي يمكن أن تربط بين حزب يتخذ من الإسلام منهجاً كالحزب الإسلامي العراقي ورئيسه طارق الهاشمي ، نائب جلال الطالباني رئيس الجمهورية ، الإنفصالي عميل أميركا وإيران رقم واحد .. وبين أحزاب تشكل الحكومة تتكون من أحزاب إيرانية فارسية المنشأ والإنتماء والتطبيق ، أو تحالف كردي شوفيني ، وكلاهما قد أثبت تحالفه المصيري مع أعداء الإسلام ونصرة المحتل وخططه ..؟؟
وماذا يمكن أن تكون وكيف يمكن أن تفسرشكل العلاقة السياسية بين الحزب الشيوعي العلماني الأممي والإشتراكي ورئيسه حميد موسى .. وبين مجموعة من الأحزاب الدينية شيعية وسنية تدخل في تركيبة الحكومة وتتحالف في السر والعلن مع زعيمة العالم الرأسمالي والبرجوازية كالولايات المتحدة المحتلة للعراق ..؟؟
وكيف يفسر أن يجلس شخص يدعي الإسلام والعروبية مثل محمود المشهداني على مقعد رئاسة برلمان مشوه كل همه تمرير قوانين مشبوهة ضد مصالح العراق وشعبه ، وتتوافق مع مصالح أميركا وحلفائها مثل قانون النفط والغاز ، والمعاهدة الأمنية العراقية ـ الأمريكية ، وقانون الإنتخابات؟

كيف .. وكيف ..؟؟ والقائمة تطول !

بدأت هذا المقال بترجمة ماورد على صفحات ( واشنطن بوست ) الأمريكية من تقرير يندى له الجبين يتعلق بلصوص مافيا المنطقة الخضراء وسرقاتهم التي فاقت كل التصورات لثروة الشعب العراقي الذي يعيش معظمه تحت خط الفقر..! والذي أوقفت الحكومة أخيراً الزيادات البسيطة في سلم رواتب موظفيه وكادحيه ، بحجة عدم توفر الأموال اللازمة في وقت تعترف فيه وزارة المالية أن الإحتياطي المالي في الميزانية العراقية قد وصل الى 79 مليار دولار !!
وأنهي مقالي أيضاً بترجمة مقتضبة لمقاطع من تقارير تدمى لها القلوب والعيون تتعلق بذبح الشعب العراقي ، وقد وردت في مجموعة مؤلفات جمعها بعض الباحثين في بريطانيا منهم : دانيال ستانتون ، تيم لي دون ، بات كات كريسب ، وبإشراف الدكتور : هايدي لاموريه .

المؤلفات هي :
ـ ملاحقة داوننغ ستريت " هل الولايات المتحدة قتلت 10,000 عراقي في الشهر ، أم هو أكثر ؟ " 6 تموز / يوليو 2007 . المؤلف مايكل شوارتز .
ـ العراق ، عدد القتلى وصل الى أرقام الإبادات الجماعية في رواندا ، وحقول القتل في كمبوديا !! 17 أيلول / سبتمبر 2007 . المؤلف جوشوا هولاند .
ـ الصراع في العراق قتل مليوناً ، 7 كانون الثاني / يناير 2008 . المؤلف لوك بيكر .
ـ العراق ليس بلدنا لنعود اليه ، المؤلفان مكي النزال وظاهر جمايل ، آذار / مارس 2008 .

(( أكثر من مليون عراقي لقى حتفه نتيجة أعمال العنف في العراق منذ عام 2003 ، وهذا العدد يزيد على عدد ضحايا الإبادات الجماعية في رواندا عام 1994 والذي بلغ 800,000 شخص ، ويقل قليلاً عن عدد ضحايا مجازر كمبوديا في سنوات السبعينات ..
تقول الإحصائيات التي لدينا نتيجة إستطلاعات مع الآف العوائل العراقية شملت 15 من مجموع 18 محافظة ، أن نسبة 56 % قتلوا على يد قوات الإحتلال الأجنبية مباشرةً ، ولكن الحقيقة ربما تمثل أكثر من هذا الرقم ..! (يعني إقتسام عمليات الذبح بين المحتل وعصابات أحزاب الحكومة ..! )
لقد وصلت أعداد القتلى بالمعدل المتوسط الى حوالي 300 ضحية في اليوم !! أي حوالي 10,000 ضحية في الشهر !! شاركت فيها القوات الأمريكية والمليشيات الحزبية ..
يذكر مايكل شوارتز ، نقلاً عن إحصائيات معهد " بروكلين " ، ان الجيش الأمريكي ، وخلال السنوات الأربع من الإحتلال كان يقوم بمداهمات بمعدل 1000 دورية عسكرية في اليوم .. ثم إرتفع العدد الى 5000 دورية في إنحاء العراق بحجة ملاحقة الإرهابيين .. وكانت كل دورية تقوم بتفتيش 30 منزلاً للعوائل العراقية في المعدل وفي اليوم الواحد .. وقد أعتقل وقتل العديد من الأبرياء لأمور لاعلاقة لها بإرتباطهم بالمقاومة ..!
بلغت مداهمات منازل العوائل العراقية الى 100 منزل في اليوم .. وقد تم إخبارنا من بعض العسكريين الأمريكان أنهم كانوا يطلقون النار أحياناً على بعض الشبان ، وأن سبب ذلك يعود الى الأوامر العسكرية التي لديهم ، والتي تنص على عدم إضاعة الفرص بتفسير الشكوك لصالح أولئك المدنيين ، بل العكس ، القيام بقتلهم للحفاظ على سلامة الجندي الأمريكي من أي إحتمال ومهما كان بسيطاً ..!!!
وبحسب وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة .. فإن 5 ملايين عراقي قد تعرضوا مباشرة لأعمال العنف لحد عام 2007 ، وقد هاجر حوالي 2,4 مليون عراقي تاركاً بلده هرباً من القتل !! تاركين وراءهم منازلهم وممتلكاتهم والتي غالباً ماتم الإستيلاء عليها من قبل عصابات القتل .!! ، ولو أننا قمنا بحساب معدلات الهجرة والقتل لوجدنا أرقاماً مخيفة تتزايد بمعدل 100,000 عراقي شهرياً .. وعلى الرغم من الإعلان الحكومي عن تناقص العنف وعودة اللاجئين ، إلا أن الإحصائيات لاتزال تشير الى نزوح الألاف .. وأن من عاد منهم بعد أن ضاقت عليه السبل في الخارج ، فإنه يتوقع الموت .. وفعلاً قد تمت تصفية أعداد من اللاجئين الذين عادوا إستناداً الى الأرقام التي لدينا ..!!
تشير المعلومات التي حصلنا عليها في مدينة الفلوجة على سبيل المثال نتيجة المقابلات التي أجريناها أن هناك 800 معتقل لايزالون لدى الأمريكان من أهالي المدينة .. يعترف الأمريكان أنفسهم ، أنه على الأقل فإن 750 شخص من هؤلاء لاعلاقة لهم إطلاقاً بأي أعمال مقاومة ، بل هم أشخاص يرفضون فقط التعاون مع الأمريكان الذين يحتلون مناطقهم .. ومع ذلك لازال الأمريكان يكررون ، أن الفلوجة قد أصبحت مكاناً آمناً ..!!
يروي لنا أحد العراقيين ، الذين إلتقيناهم في دمشق .. أنه في شهر كانون الثاني / يناير الماضي ، قررت وعائلتي العودة الى منزلنا في بغداد .. وفعلاً تم ذلك .. وفي الليلة الأولى لعودتنا ، حاصر الجنود الأمريكان البيت ، ودخلوا للتفتيش ، ثم وضعونا في غرفة واحدة تحت الحراسة ، وقام البعض منهم بالصعود الى سطح الدار ، حيث بدأوا يطلقون النار .. لقد كانت ليلة مرعبة لن ننساها ..
في اليوم الثاني لوصولنا .. تركنا المنزل مرة أخرى .. وها نحن في دمشق نعيش حياة قاسية بعيدين عن دارنا وأهلنا ووطننا ...! )) ـ إنتهى التقرير ـ

لاأجد ، بعد كل ذلك ، الكلمات المناسبة التي أنهي فيها هذه الحلقة الأخيرة من هذا المقال والألم يعتصرني ، فكانت هذه السطور التي وُلِدَت من مخاض الألم العراقي الذي يستقبل العيد بالدماء والدموع :

تَجَنَسـي وَنَجّسِـي
يادعوةٍ وَمَجْلـسِ

يابَرلمانٍ مُدلِسِ
وائتلافٍ مُخَمَسِ

بالعمائمْ تَلَبَسِي
وَفَارِسٍ تُقَدِسي

لاتَستَحي .. لاتستحي
حكومـةٍ وَمَجْلــسِ


lalhamdani@rocketmail.com
العنوان الجديد لبريدي .. وشكراً