Friday, September 26, 2008

كل من يحمل السلاح والقلم لتحرير العراق :

الىكل من يحمل السلاح والقلم لتحرير العراق :
تنظيف البيت العراقي من الداخل قبل الداخلين ــ 3

كتابات : علي الحمــداني

إستعرضنا في الحلقتين السابقتين من هذا المقال جانبين مهمين من القاذورات السامة التي تعشعش داخل العراق حاليا والتي سكتنس بعون الله بالبندقية ومن ورائها القلم ..

كانت حلقتنا الأولى عن الإنفصاليين الأكراد من أتباع حزبي العميلين مسعود برزاني وجلال طالباني العدوين اللدودين اللذين تحالفا من أجل تحطيم العراق ومسح هويته العربية وتقسيمه وفرض التطهير العرقي على أقلياته القومية من تركمان وكلدوآشوريين كما يحدث في كركوك وخانقين وسهول محافظة نينوى وغير ذلك من مناطق العراق ..! .
أما حلقتنا الثانية فكانت تتعلق بشيعة أهل البيت الفارسي ، من الذين تركوا التشيع العلوي العروبي الإسلامي النقي وراء ظهورهم من أجل إيران الفارسية ، ومن الذين يجلسون تحت جناحي النسر الأمريكي في سفارة المنطقة الخضراء من الذين ملأوا أسماعنا حوله بالنغم النشاز وهم يجاهرون .. وأعني يجاهرون فقط ولايخافتون .. بالعداء ( للشيطان الأكبر ) !! أما التخافت والعمل في الخفاء فهو من إختصاص السادة ( الخاصة ) .. ولا يخص الشعب من ( العامة ) ..
أليست هذه المصطلحات جزء من أدبياتهم ..؟ أم أنني أتجنى عليهم ياترى ..؟

لابد لي هنا من إشارة لتصحيح عبارة وردت في الحلقة الثانية ، لفت نظري اليها زميل عزيز ، وذلك عملاً بأمانة النقل والنشر ، تلك هي ماذكرته عن تصريح محمد خاتمي ، رئيس إيران السابق ، حول قوله (على الولايات المتحدة أن لاتنسى مساعدة إيران لها في العراق وأفغانستان ) .. والصحيح هو أن هذا التصريح الخطير صدر عن محمد أبطحي ، مدير مكتب خاتمي ، في 3 كانون الثاني / يناير عام 2004 ، وخاتمي يشغل آنذاك منصب رئيس الجمهورية ( الإسلامية ) .. وعلى أي حال ، ماكان لأبطحي أن يصرح تصريحاً بهذا الحجم من دون موافقة خاتمي ومن هو فوق خاتمي ..!!

كنت قد أشرت في الحلقة الأولى ، بالإضافة الى العينتين من الخونة والعملاء المذكورين أعلاه ، الى الذيول التابعة لهما ، وقد صنفتهم بشلة المنتفعين واللصوص من كافة الشرائح والمذاهب والأديان الذين يدورون في فلك المحتل وحكوماته .. وبالمتاجرين بالدين ومحاولة توظيفه لخدمة مصالح دنيوية من السنّة والشيعة على السواء ..!!

في هذه الحلقة الثالثة والأخيرة .. سوف أستعرض أدوار هؤلاء وبإختصار مااستطعت ، وخصوصاً بعد أن إنفضح أمرهم .. فمنهم من قضى دوره .. ومنهم من ينتظر .. وقد بدلوا تبديلا ..
أما من قضى دوره فقد عاد ممتلئاً الى بريطانيا وأميركا والإمارات ، الى أواطنهم التي يحملون جنسياتها أو الإقامة فيها ، وحيث تقيم أيضاً حساباتهم المصرفية المترفة المسروقة من دم وعرق وبؤس الشعب العراقي ! والعجيب أن لاأحد منهم عاد الى الوطن الأم إيران بعد أن قام بخدمته ، بل عاد الجميع الى الشيطان الأكبر ودول التحالف معه ..!!!
أما من ينتظر منهم .. فلا زالت أمامه أدواراً ليؤديها .. وهل يُطعَم القرد إلا بعد أن يؤدي أدواره البهلوانية أمام سيده ..؟
لينتظروا .. فمرحباً بهم في أوطانهم .. ولكن ، وبعهد الشرفاء ، ومن أجل كل دينار سرق من عرق العراقيين .. ومن أجل كل قطرة دم نزفت من كل عراقي .. ومن أجل كل دمعة ذُرِفت من عيون كل عراقية حَزَناً على بيتها المهدم أو المسروق منها وهي تعيش في فقر المهجر أو على زوجها أو أبيها أو أخيها أو ولدها ممن إغتالته عصابات إجرام الحاكمين ..
أنهم سوف لن يجدوا الأمن والراحة كما قد يتوهمون ...!!!
فانتظروا إنّا معكم منتظرون ..

أنقل أولاً مقالاً نشر في إحدى صحف سندهم وسدنتهم الأمريكان .. في صحيفة ( واشنطن بوست ) في عددها الصادر الأربعاء 24 أيلول / سبتمبر 2008 .. للكاتبة ( دانا هيدجبيث ) الصحفية العاملة في تلك الصحيفة :

(( قدّر مسؤول رسمي عراقي سابق يوم أمس ، أن مبلغ 13 مليار دولار " ثلاثة عشر ألف مليون " من المبالغ المخصصة لإعادة إعمار الخدمات في العراق ، قد إختفت ( ..! ) إما بالهدر أو بالسرقة !

وقال السيد سلام .... ، المحقق السابق في المفوضية العليا للنزاهة في العراق ، في إفادته أمام لجنة السياسات الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي ، أن مكتب مراجعة وتدقيق الحسابات العراقية لايمكنه ضبط المبالغ المختفية بشكل تام وصحيح .
إن الكثير من المشاريع التي خصصت لها تلك الأموال ، إما أنها مشاريع لاضرورة لها ، أو أنها مشاريع لم ترَ النور أبداً .. أي لم يتم تنفيذها ، في حين تم صرف أموالها ( ..! ) وبذلك فإن بلايين الدولارات الأمريكية قد إختفت !
إن تقريراً مفصلاً بتلك الحقائق وبالأرقام ، قد تم رفعه الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ولكن لم يتم نشره أو إتخاذ أي إجراء بشأنه .. فلا أحد يهتم بالتحقيق في هذا الموضوع رغم خطورته في حين يخشى الكثير من المحققين القيام بواجباتهم خوفاً على حياتهم ، بعد أن تمت تصفية 32 شخصاً كانوا من العاملين معنا بسبب ذلك " ..! "
وأضاف ، أن تقريراً سبق ورفع الى المفتش العام للمفتشية الأمريكية العليا الخاصة بإعادة إعمار العراق ، والتي تم دعمها من قبل الكونغرس الأمريكي من أجل متابعة ضياع مايقارب 50 مليار دولار أمريكي في العراق " ..! "
صرحت " كريستين بيلايل ، المتحدثة بإسم المفتشية ، أنها تتابع وبنشاط هذه المعلومات ، ولكن سوف لن يتم نشر التحقيقات الخاصة بها في الوقت الحاضر !!
السيد سلام ، هو واحد من ثلاثة عراقيين أدلوا بإفاداتهم أمام لجنة مجلس الشيوخ المذكورة ، أحد هؤلاء هو عباس مهدي ، الذي شغل في وقت سابق منصب وزاري والذي تحدث عن إستشراء الفساد المالي والإداري في العراق وبشكل واسع !!
الثالث ، هو أمريكي من أصل عراقي ، عمل لمدة خمس سنوات ، كمستشار في كل من وزارتي الدفاع ثم الخارجية العراقيتين .. وقد أدلى بشهادته من على شاشة تلفزيونية بعد تشفير صورته ، ومن مكان لم يكشف عنه ، وقال بصوت تم تغييره لعدم الكشف عن شخصيته .. أنه بات يخشى على حياته ، بعد أن كشف عن عمليات سرقة نفط منظمة من مصفاة بيجي تتم بالتعاون بين مسؤوليين حكوميين عراقيين وأشخاص من تنظيم القاعدة " ..! "
أما " بايرون دورغان " ، رئيس اللجنة ، فقد علق بالقول : إن دافعي الضرائب الأمريكان قد تم إستنزافهم بالكميات الهائلة من الدولارات " لتمويل عملياتنا العسكرية " في العراق ، في حين يتم إهدار الأموال هناك بهذا الشكل ..! ولا يمكن أن نبقى مغمضي الأعين الى الأبد عما يجري هناك .!
السيد سلام ، قال أيضاً ، أنه كانت له المسؤولية المباشرة عن حوالي 200 محقق ، وعلى إتصال مباشر بما يحدث من فساد ، وأصبح عليه في نهاية المطاف أن يهرب من العراق بعد أن تلقى تهديداً بالقتل !! وأضاف أن " الهيئة العليا للنزاهة " !! سجلت ومن خلال عدة لجان غير مجموعته فقدان 9 مليار دولار ، إضافة الى مبلغ 13 مليار التي أشار اليها .. ولكن من غير الواضح إذا كان مبلغ 9 مليار هو من ضمن مبلغ 13 مليار أو أنه مستقل عنه ليصل الرقم الى 21 مليار ...!!!
أشار المفتش ايضاً الى أن وزارة الدفاع العراقية ، قامت بتأسيس شركتين حكوميتين لغرض تغطية ومتابعة إستيراداتها من طائرات ومدرعات ومدافع وغيرها من المعدات العسكرية .. وتم دفع مبلغ 1,7 مليار دولار في حساب الشركتين كتمويل من قبل الحكومة الأمريكية .. الذي حصل أن المعدات المستوردة كانت أقل بكثير عن هذه الميزانية ، وتختلف من حيث النوعية ، حتى أن بعض السترات الواقية من الرصاص التي كانت ضمن المستوردات ، وصلت وهي غير صالحة للعمل لعيوب فيها !
كذلك ، تم التعاقد على صفقة من طائرات الهليوكوبتر .. ولكن الذي تم تسلمه فعلاً هو طائرات مستعملة مضى على صناعتها 25 عاماً .. وبدلاً من أن تقوم وزارة الدفاع بمقاضاة المصدّر وإستعادة الأموال المهدورة .. تم الإتفاق معهم على تزويد الجيش بمرافق صحية ومطابخ ميدانية متنقلة " ..! " وهذه بدورها لم تصل أبداً الى العراق ، بعد أن تم تحويل مبالغها الى الخارج ...!!!
ويضيف المفتش .. أن هناك مايسمى ( المشاريع الشبحية ) .. أي مشاريع على الورق فقط .. يتم صرف الأموال لها ، وبدون تنفيذ .. ومن أمثلة ذلك ، وفي حالة واحدة قام بالكشف عنها ، هي صرف مبلغ 24,4 مليون دولار على مشروع ( وهمي ) للكهرباء في محافظة نينوى لاوجود له إلا على الورق (..! )
في تقرير لهيئة الرقابة المالية العراقية ، وقعت عليه يد السيد سلام ، يكشف أن بعض الأموال المخصصة الى وزارة الدفاع العراقية ، قد تم تحويلها الى تنظيم القاعدة ( ..! ) في حسابات مصرفية في الأردن وأماكن أخرى ..!
ملاحظة : إشتركت في إعداد هذا البحث ايضاً الباحثة " جولي تيت " . ـ إنتهى التقرير ـ )

هذا غيض من فيوضات كثيرة .. وقد سبق لي شخصياً ان قمت بنشر مقالات عن سرقات وبالأسماء على مواقع الكترونية منها هذا الموقع . على سبيل المثال راجع مقال : ( في ظل حكومات اللصوص نشر بتاريخ 26/3/2008 ) .. ولم يكن نشرها من باب الفبركات الصحفية كما يتم إتهامنا ..
التقرير أعلاه ، وما سبق نشره .. ماهي إلا بعض من الحقائق التي تم كشفها ، وقطعاً ما خفي منها كان أعظم ..
المواقع الألكترونية التي أطلق عليها (دولة) رئيس وزرائنا ، وبلغة هابطة ( مكبات للنفايات) وعندما سننشر مستقبلاً ، فإننا سنستند على تقارير عالمية موثقة ، كالتقرير أعلاه ، الذي يحمل صفة رسمية كونه تقريراً مقدماً لمجلس الشيوخ الأمريكي .. والذي تطرق الى دور رئيس الوزراء العراقي بالتغطية على مايحدث أو الإيعاز بتشكيل اللجان التحقيقية والتي لم نسمع يوماً عن نتائج تحقيقاتها ..! أو سيكون مايتم نشره بهذا الشأن على شكل تقارير معززة بمستندات حكومية مصورة ..!
عندها سنرى أين هي مكبات النفايات الحقيقية ( ...! )

وبالإنتقال الى الجانب السياسي في عملية إغتصاب العراق أرضاً وشعباً .. فإن التآمر لايقف عند حدود الأحزاب الشوفينية أو الأحزاب الطائفية وأدواتهما في التضليل الفكري أو التصفيات الجسدية ، بل أثبتت الأحداث وعلى مدى خمسة وستين شهراً من الإحتلال وحكوماته ، أن هناك أيضاً مساهمات مشبوهة ممن زُيّن لنا أنهم أحزاب أو شخصيات مستقلة ذات ماضٍ وطني .. وخصوصاً عندما يكون هؤلاء من أهل السنّة العرب ، وهذا ماتم تركيز المخرج الأمريكي عليه ، لكي يقال لنا أن هناك مشاركة فعلية لكافة أطياف الشعب العراقي في الحكم الجديد .. وهي النغمة التي أطربت العصابات الطائفية والشوفينية لتتخذ من هؤلاء الجسر الذي تعبر عليه الى أهدافها سواء كانوا من الإسلاميين أو مدعي العروبة .. وقد أثار بقاءهم وتمسكهم بمناصبهم الشبحية ، الكثير والكثير من علامات الإستفهام حول إرتباطاتهم المشبوهة والحقائق المرة التي تقف وراء ذلك ..

قد يقول البعض ، أنهم هناك من أجل إحداث التوازن السياسي ومحاولة إصلاح الخلل الذي طرأ على العملية السياسية أو لتمثيل هذه الفئة أو تلك والدفاع عن حقوقها .. والى آخره من التبريرات .. والحقائق أثبتت أن ذلك كله مردود ، وأن هذه المجاميع تحولت من تكتلات وأحزاب مبدئية الى تجمعات من المرتزقة على حساب العراق !

نعم ، لقد دخلت بعض العناصر الوطنية في المراحل الأولى الى أتون العملية السياسية الجديدة في العراق ، رغم ماتكنفه من تعقيدات وتشابكات ومخاطر ، وما أثارته من إستنكار لدى البعض .. ولكن سرعان ماتيقنت تلك العناصر أن كافة السبل الى إصلاح حقيقي للوضع العراقي المتردي تكاد تكون مسدودة وأن هناك العديد من الزيف والتزييف تتبناه سياسة المحتل وتصر على تطبيقه ، وهو الذي بدأ غزوه للعراق وإحتلاله تحت ذرائع زائفة وملفقة مثل أسلحة الدمار الشامل وعلاقة النظام السابق بالإرهاب وتنظيم القاعدة وتهديد العراق لجيرانه لابل للعالم !!
ثم إستند في تطبيق وتكريس خططه على عناصر أقل مايقال عنها أنها مشبوهة وغير نزيهة ولاتمتلك تاريخاً سياسياً أو غير سياسي يمكن أن تفخر به ..!
في تلك المرحلة المبكرة .. إنسحبت تلك العناصر الوطنية وبعد أن إستنفدت كل طاقتها من أجل إحداث توازن وعقلانية في العملية السياسية ، رغم معرفتها بنوعية وعمالة القادمين من وراء الحدود مع الغزو الأمريكي ..
لقد آثرت العمل من خارج العملية السياسية في العراق .. وكان ذلك هو القرار الصحيح .. حيث خلقت بإنسحابها ذاك الى الصف المعارض الأرضية السياسية الصحيحة للمقاومة العراقية للمحتل وحكوماته في الداخل .

يقابل ذلك ، بقاء عناصر أخرى لاأجد بعد أكثر من خمس سنوات من إنحراف الحكومات العراقية المتتابعة وإتساع حلقة التآمر على العراق والتحالفات البائسة هنا وهناك .. لاأجد التبرير لبقائها إلا مسمىً واحد هو ( العمالة ووضاعة النفوس )
وإلا فليخبرنا أصحاب الشأن ، إن كنا نتجنى عليهم ، ماهي العلاقة على سبيل المثال التي يمكن أن تربط بين حزب يتخذ من الإسلام منهجاً كالحزب الإسلامي العراقي ورئيسه طارق الهاشمي ، نائب جلال الطالباني رئيس الجمهورية ، الإنفصالي عميل أميركا وإيران رقم واحد .. وبين أحزاب تشكل الحكومة تتكون من أحزاب إيرانية فارسية المنشأ والإنتماء والتطبيق ، أو تحالف كردي شوفيني ، وكلاهما قد أثبت تحالفه المصيري مع أعداء الإسلام ونصرة المحتل وخططه ..؟؟
وماذا يمكن أن تكون وكيف يمكن أن تفسرشكل العلاقة السياسية بين الحزب الشيوعي العلماني الأممي والإشتراكي ورئيسه حميد موسى .. وبين مجموعة من الأحزاب الدينية شيعية وسنية تدخل في تركيبة الحكومة وتتحالف في السر والعلن مع زعيمة العالم الرأسمالي والبرجوازية كالولايات المتحدة المحتلة للعراق ..؟؟
وكيف يفسر أن يجلس شخص يدعي الإسلام والعروبية مثل محمود المشهداني على مقعد رئاسة برلمان مشوه كل همه تمرير قوانين مشبوهة ضد مصالح العراق وشعبه ، وتتوافق مع مصالح أميركا وحلفائها مثل قانون النفط والغاز ، والمعاهدة الأمنية العراقية ـ الأمريكية ، وقانون الإنتخابات؟

كيف .. وكيف ..؟؟ والقائمة تطول !

بدأت هذا المقال بترجمة ماورد على صفحات ( واشنطن بوست ) الأمريكية من تقرير يندى له الجبين يتعلق بلصوص مافيا المنطقة الخضراء وسرقاتهم التي فاقت كل التصورات لثروة الشعب العراقي الذي يعيش معظمه تحت خط الفقر..! والذي أوقفت الحكومة أخيراً الزيادات البسيطة في سلم رواتب موظفيه وكادحيه ، بحجة عدم توفر الأموال اللازمة في وقت تعترف فيه وزارة المالية أن الإحتياطي المالي في الميزانية العراقية قد وصل الى 79 مليار دولار !!
وأنهي مقالي أيضاً بترجمة مقتضبة لمقاطع من تقارير تدمى لها القلوب والعيون تتعلق بذبح الشعب العراقي ، وقد وردت في مجموعة مؤلفات جمعها بعض الباحثين في بريطانيا منهم : دانيال ستانتون ، تيم لي دون ، بات كات كريسب ، وبإشراف الدكتور : هايدي لاموريه .

المؤلفات هي :
ـ ملاحقة داوننغ ستريت " هل الولايات المتحدة قتلت 10,000 عراقي في الشهر ، أم هو أكثر ؟ " 6 تموز / يوليو 2007 . المؤلف مايكل شوارتز .
ـ العراق ، عدد القتلى وصل الى أرقام الإبادات الجماعية في رواندا ، وحقول القتل في كمبوديا !! 17 أيلول / سبتمبر 2007 . المؤلف جوشوا هولاند .
ـ الصراع في العراق قتل مليوناً ، 7 كانون الثاني / يناير 2008 . المؤلف لوك بيكر .
ـ العراق ليس بلدنا لنعود اليه ، المؤلفان مكي النزال وظاهر جمايل ، آذار / مارس 2008 .

(( أكثر من مليون عراقي لقى حتفه نتيجة أعمال العنف في العراق منذ عام 2003 ، وهذا العدد يزيد على عدد ضحايا الإبادات الجماعية في رواندا عام 1994 والذي بلغ 800,000 شخص ، ويقل قليلاً عن عدد ضحايا مجازر كمبوديا في سنوات السبعينات ..
تقول الإحصائيات التي لدينا نتيجة إستطلاعات مع الآف العوائل العراقية شملت 15 من مجموع 18 محافظة ، أن نسبة 56 % قتلوا على يد قوات الإحتلال الأجنبية مباشرةً ، ولكن الحقيقة ربما تمثل أكثر من هذا الرقم ..! (يعني إقتسام عمليات الذبح بين المحتل وعصابات أحزاب الحكومة ..! )
لقد وصلت أعداد القتلى بالمعدل المتوسط الى حوالي 300 ضحية في اليوم !! أي حوالي 10,000 ضحية في الشهر !! شاركت فيها القوات الأمريكية والمليشيات الحزبية ..
يذكر مايكل شوارتز ، نقلاً عن إحصائيات معهد " بروكلين " ، ان الجيش الأمريكي ، وخلال السنوات الأربع من الإحتلال كان يقوم بمداهمات بمعدل 1000 دورية عسكرية في اليوم .. ثم إرتفع العدد الى 5000 دورية في إنحاء العراق بحجة ملاحقة الإرهابيين .. وكانت كل دورية تقوم بتفتيش 30 منزلاً للعوائل العراقية في المعدل وفي اليوم الواحد .. وقد أعتقل وقتل العديد من الأبرياء لأمور لاعلاقة لها بإرتباطهم بالمقاومة ..!
بلغت مداهمات منازل العوائل العراقية الى 100 منزل في اليوم .. وقد تم إخبارنا من بعض العسكريين الأمريكان أنهم كانوا يطلقون النار أحياناً على بعض الشبان ، وأن سبب ذلك يعود الى الأوامر العسكرية التي لديهم ، والتي تنص على عدم إضاعة الفرص بتفسير الشكوك لصالح أولئك المدنيين ، بل العكس ، القيام بقتلهم للحفاظ على سلامة الجندي الأمريكي من أي إحتمال ومهما كان بسيطاً ..!!!
وبحسب وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة .. فإن 5 ملايين عراقي قد تعرضوا مباشرة لأعمال العنف لحد عام 2007 ، وقد هاجر حوالي 2,4 مليون عراقي تاركاً بلده هرباً من القتل !! تاركين وراءهم منازلهم وممتلكاتهم والتي غالباً ماتم الإستيلاء عليها من قبل عصابات القتل .!! ، ولو أننا قمنا بحساب معدلات الهجرة والقتل لوجدنا أرقاماً مخيفة تتزايد بمعدل 100,000 عراقي شهرياً .. وعلى الرغم من الإعلان الحكومي عن تناقص العنف وعودة اللاجئين ، إلا أن الإحصائيات لاتزال تشير الى نزوح الألاف .. وأن من عاد منهم بعد أن ضاقت عليه السبل في الخارج ، فإنه يتوقع الموت .. وفعلاً قد تمت تصفية أعداد من اللاجئين الذين عادوا إستناداً الى الأرقام التي لدينا ..!!
تشير المعلومات التي حصلنا عليها في مدينة الفلوجة على سبيل المثال نتيجة المقابلات التي أجريناها أن هناك 800 معتقل لايزالون لدى الأمريكان من أهالي المدينة .. يعترف الأمريكان أنفسهم ، أنه على الأقل فإن 750 شخص من هؤلاء لاعلاقة لهم إطلاقاً بأي أعمال مقاومة ، بل هم أشخاص يرفضون فقط التعاون مع الأمريكان الذين يحتلون مناطقهم .. ومع ذلك لازال الأمريكان يكررون ، أن الفلوجة قد أصبحت مكاناً آمناً ..!!
يروي لنا أحد العراقيين ، الذين إلتقيناهم في دمشق .. أنه في شهر كانون الثاني / يناير الماضي ، قررت وعائلتي العودة الى منزلنا في بغداد .. وفعلاً تم ذلك .. وفي الليلة الأولى لعودتنا ، حاصر الجنود الأمريكان البيت ، ودخلوا للتفتيش ، ثم وضعونا في غرفة واحدة تحت الحراسة ، وقام البعض منهم بالصعود الى سطح الدار ، حيث بدأوا يطلقون النار .. لقد كانت ليلة مرعبة لن ننساها ..
في اليوم الثاني لوصولنا .. تركنا المنزل مرة أخرى .. وها نحن في دمشق نعيش حياة قاسية بعيدين عن دارنا وأهلنا ووطننا ...! )) ـ إنتهى التقرير ـ

لاأجد ، بعد كل ذلك ، الكلمات المناسبة التي أنهي فيها هذه الحلقة الأخيرة من هذا المقال والألم يعتصرني ، فكانت هذه السطور التي وُلِدَت من مخاض الألم العراقي الذي يستقبل العيد بالدماء والدموع :

تَجَنَسـي وَنَجّسِـي
يادعوةٍ وَمَجْلـسِ

يابَرلمانٍ مُدلِسِ
وائتلافٍ مُخَمَسِ

بالعمائمْ تَلَبَسِي
وَفَارِسٍ تُقَدِسي

لاتَستَحي .. لاتستحي
حكومـةٍ وَمَجْلــسِ


lalhamdani@rocketmail.com
العنوان الجديد لبريدي .. وشكراً







الىكل من يحمل السلاح والقلم لتحرير العراق :
تنظيف البيت العراقي من الداخل قبل الداخلين ــ 3

كتابات : علي الحمــداني

إستعرضنا في الحلقتين السابقتين من هذا المقال جانبين مهمين من القاذورات السامة التي تعشعش داخل العراق حاليا والتي سكتنس بعون الله بالبندقية ومن ورائها القلم ..

كانت حلقتنا الأولى عن الإنفصاليين الأكراد من أتباع حزبي العميلين مسعود برزاني وجلال طالباني العدوين اللدودين اللذين تحالفا من أجل تحطيم العراق ومسح هويته العربية وتقسيمه وفرض التطهير العرقي على أقلياته القومية من تركمان وكلدوآشوريين كما يحدث في كركوك وخانقين وسهول محافظة نينوى وغير ذلك من مناطق العراق ..! .
أما حلقتنا الثانية فكانت تتعلق بشيعة أهل البيت الفارسي ، من الذين تركوا التشيع العلوي العروبي الإسلامي النقي وراء ظهورهم من أجل إيران الفارسية ، ومن الذين يجلسون تحت جناحي النسر الأمريكي في سفارة المنطقة الخضراء من الذين ملأوا أسماعنا حوله بالنغم النشاز وهم يجاهرون .. وأعني يجاهرون فقط ولايخافتون .. بالعداء ( للشيطان الأكبر ) !! أما التخافت والعمل في الخفاء فهو من إختصاص السادة ( الخاصة ) .. ولا يخص الشعب من ( العامة ) ..
أليست هذه المصطلحات جزء من أدبياتهم ..؟ أم أنني أتجنى عليهم ياترى ..؟

لابد لي هنا من إشارة لتصحيح عبارة وردت في الحلقة الثانية ، لفت نظري اليها زميل عزيز ، وذلك عملاً بأمانة النقل والنشر ، تلك هي ماذكرته عن تصريح محمد خاتمي ، رئيس إيران السابق ، حول قوله (على الولايات المتحدة أن لاتنسى مساعدة إيران لها في العراق وأفغانستان ) .. والصحيح هو أن هذا التصريح الخطير صدر عن محمد أبطحي ، مدير مكتب خاتمي ، في 3 كانون الثاني / يناير عام 2004 ، وخاتمي يشغل آنذاك منصب رئيس الجمهورية ( الإسلامية ) .. وعلى أي حال ، ماكان لأبطحي أن يصرح تصريحاً بهذا الحجم من دون موافقة خاتمي ومن هو فوق خاتمي ..!!

كنت قد أشرت في الحلقة الأولى ، بالإضافة الى العينتين من الخونة والعملاء المذكورين أعلاه ، الى الذيول التابعة لهما ، وقد صنفتهم بشلة المنتفعين واللصوص من كافة الشرائح والمذاهب والأديان الذين يدورون في فلك المحتل وحكوماته .. وبالمتاجرين بالدين ومحاولة توظيفه لخدمة مصالح دنيوية من السنّة والشيعة على السواء ..!!

في هذه الحلقة الثالثة والأخيرة .. سوف أستعرض أدوار هؤلاء وبإختصار مااستطعت ، وخصوصاً بعد أن إنفضح أمرهم .. فمنهم من قضى دوره .. ومنهم من ينتظر .. وقد بدلوا تبديلا ..
أما من قضى دوره فقد عاد ممتلئاً الى بريطانيا وأميركا والإمارات ، الى أواطنهم التي يحملون جنسياتها أو الإقامة فيها ، وحيث تقيم أيضاً حساباتهم المصرفية المترفة المسروقة من دم وعرق وبؤس الشعب العراقي ! والعجيب أن لاأحد منهم عاد الى الوطن الأم إيران بعد أن قام بخدمته ، بل عاد الجميع الى الشيطان الأكبر ودول التحالف معه ..!!!
أما من ينتظر منهم .. فلا زالت أمامه أدواراً ليؤديها .. وهل يُطعَم القرد إلا بعد أن يؤدي أدواره البهلوانية أمام سيده ..؟
لينتظروا .. فمرحباً بهم في أوطانهم .. ولكن ، وبعهد الشرفاء ، ومن أجل كل دينار سرق من عرق العراقيين .. ومن أجل كل قطرة دم نزفت من كل عراقي .. ومن أجل كل دمعة ذُرِفت من عيون كل عراقية حَزَناً على بيتها المهدم أو المسروق منها وهي تعيش في فقر المهجر أو على زوجها أو أبيها أو أخيها أو ولدها ممن إغتالته عصابات إجرام الحاكمين ..
أنهم سوف لن يجدوا الأمن والراحة كما قد يتوهمون ...!!!
فانتظروا إنّا معكم منتظرون ..

أنقل أولاً مقالاً نشر في إحدى صحف سندهم وسدنتهم الأمريكان .. في صحيفة ( واشنطن بوست ) في عددها الصادر الأربعاء 24 أيلول / سبتمبر 2008 .. للكاتبة ( دانا هيدجبيث ) الصحفية العاملة في تلك الصحيفة :

(( قدّر مسؤول رسمي عراقي سابق يوم أمس ، أن مبلغ 13 مليار دولار " ثلاثة عشر ألف مليون " من المبالغ المخصصة لإعادة إعمار الخدمات في العراق ، قد إختفت ( ..! ) إما بالهدر أو بالسرقة !

وقال السيد سلام .... ، المحقق السابق في المفوضية العليا للنزاهة في العراق ، في إفادته أمام لجنة السياسات الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي ، أن مكتب مراجعة وتدقيق الحسابات العراقية لايمكنه ضبط المبالغ المختفية بشكل تام وصحيح .
إن الكثير من المشاريع التي خصصت لها تلك الأموال ، إما أنها مشاريع لاضرورة لها ، أو أنها مشاريع لم ترَ النور أبداً .. أي لم يتم تنفيذها ، في حين تم صرف أموالها ( ..! ) وبذلك فإن بلايين الدولارات الأمريكية قد إختفت !
إن تقريراً مفصلاً بتلك الحقائق وبالأرقام ، قد تم رفعه الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ولكن لم يتم نشره أو إتخاذ أي إجراء بشأنه .. فلا أحد يهتم بالتحقيق في هذا الموضوع رغم خطورته في حين يخشى الكثير من المحققين القيام بواجباتهم خوفاً على حياتهم ، بعد أن تمت تصفية 32 شخصاً كانوا من العاملين معنا بسبب ذلك " ..! "
وأضاف ، أن تقريراً سبق ورفع الى المفتش العام للمفتشية الأمريكية العليا الخاصة بإعادة إعمار العراق ، والتي تم دعمها من قبل الكونغرس الأمريكي من أجل متابعة ضياع مايقارب 50 مليار دولار أمريكي في العراق " ..! "
صرحت " كريستين بيلايل ، المتحدثة بإسم المفتشية ، أنها تتابع وبنشاط هذه المعلومات ، ولكن سوف لن يتم نشر التحقيقات الخاصة بها في الوقت الحاضر !!
السيد سلام ، هو واحد من ثلاثة عراقيين أدلوا بإفاداتهم أمام لجنة مجلس الشيوخ المذكورة ، أحد هؤلاء هو عباس مهدي ، الذي شغل في وقت سابق منصب وزاري والذي تحدث عن إستشراء الفساد المالي والإداري في العراق وبشكل واسع !!
الثالث ، هو أمريكي من أصل عراقي ، عمل لمدة خمس سنوات ، كمستشار في كل من وزارتي الدفاع ثم الخارجية العراقيتين .. وقد أدلى بشهادته من على شاشة تلفزيونية بعد تشفير صورته ، ومن مكان لم يكشف عنه ، وقال بصوت تم تغييره لعدم الكشف عن شخصيته .. أنه بات يخشى على حياته ، بعد أن كشف عن عمليات سرقة نفط منظمة من مصفاة بيجي تتم بالتعاون بين مسؤوليين حكوميين عراقيين وأشخاص من تنظيم القاعدة " ..! "
أما " بايرون دورغان " ، رئيس اللجنة ، فقد علق بالقول : إن دافعي الضرائب الأمريكان قد تم إستنزافهم بالكميات الهائلة من الدولارات " لتمويل عملياتنا العسكرية " في العراق ، في حين يتم إهدار الأموال هناك بهذا الشكل ..! ولا يمكن أن نبقى مغمضي الأعين الى الأبد عما يجري هناك .!
السيد سلام ، قال أيضاً ، أنه كانت له المسؤولية المباشرة عن حوالي 200 محقق ، وعلى إتصال مباشر بما يحدث من فساد ، وأصبح عليه في نهاية المطاف أن يهرب من العراق بعد أن تلقى تهديداً بالقتل !! وأضاف أن " الهيئة العليا للنزاهة " !! سجلت ومن خلال عدة لجان غير مجموعته فقدان 9 مليار دولار ، إضافة الى مبلغ 13 مليار التي أشار اليها .. ولكن من غير الواضح إذا كان مبلغ 9 مليار هو من ضمن مبلغ 13 مليار أو أنه مستقل عنه ليصل الرقم الى 21 مليار ...!!!
أشار المفتش ايضاً الى أن وزارة الدفاع العراقية ، قامت بتأسيس شركتين حكوميتين لغرض تغطية ومتابعة إستيراداتها من طائرات ومدرعات ومدافع وغيرها من المعدات العسكرية .. وتم دفع مبلغ 1,7 مليار دولار في حساب الشركتين كتمويل من قبل الحكومة الأمريكية .. الذي حصل أن المعدات المستوردة كانت أقل بكثير عن هذه الميزانية ، وتختلف من حيث النوعية ، حتى أن بعض السترات الواقية من الرصاص التي كانت ضمن المستوردات ، وصلت وهي غير صالحة للعمل لعيوب فيها !
كذلك ، تم التعاقد على صفقة من طائرات الهليوكوبتر .. ولكن الذي تم تسلمه فعلاً هو طائرات مستعملة مضى على صناعتها 25 عاماً .. وبدلاً من أن تقوم وزارة الدفاع بمقاضاة المصدّر وإستعادة الأموال المهدورة .. تم الإتفاق معهم على تزويد الجيش بمرافق صحية ومطابخ ميدانية متنقلة " ..! " وهذه بدورها لم تصل أبداً الى العراق ، بعد أن تم تحويل مبالغها الى الخارج ...!!!
ويضيف المفتش .. أن هناك مايسمى ( المشاريع الشبحية ) .. أي مشاريع على الورق فقط .. يتم صرف الأموال لها ، وبدون تنفيذ .. ومن أمثلة ذلك ، وفي حالة واحدة قام بالكشف عنها ، هي صرف مبلغ 24,4 مليون دولار على مشروع ( وهمي ) للكهرباء في محافظة نينوى لاوجود له إلا على الورق (..! )
في تقرير لهيئة الرقابة المالية العراقية ، وقعت عليه يد السيد سلام ، يكشف أن بعض الأموال المخصصة الى وزارة الدفاع العراقية ، قد تم تحويلها الى تنظيم القاعدة ( ..! ) في حسابات مصرفية في الأردن وأماكن أخرى ..!
ملاحظة : إشتركت في إعداد هذا البحث ايضاً الباحثة " جولي تيت " . ـ إنتهى التقرير ـ )

هذا غيض من فيوضات كثيرة .. وقد سبق لي شخصياً ان قمت بنشر مقالات عن سرقات وبالأسماء على مواقع الكترونية منها هذا الموقع . على سبيل المثال راجع مقال : ( في ظل حكومات اللصوص نشر بتاريخ 26/3/2008 ) .. ولم يكن نشرها من باب الفبركات الصحفية كما يتم إتهامنا ..
التقرير أعلاه ، وما سبق نشره .. ماهي إلا بعض من الحقائق التي تم كشفها ، وقطعاً ما خفي منها كان أعظم ..
المواقع الألكترونية التي أطلق عليها (دولة) رئيس وزرائنا ، وبلغة هابطة ( مكبات للنفايات) وعندما سننشر مستقبلاً ، فإننا سنستند على تقارير عالمية موثقة ، كالتقرير أعلاه ، الذي يحمل صفة رسمية كونه تقريراً مقدماً لمجلس الشيوخ الأمريكي .. والذي تطرق الى دور رئيس الوزراء العراقي بالتغطية على مايحدث أو الإيعاز بتشكيل اللجان التحقيقية والتي لم نسمع يوماً عن نتائج تحقيقاتها ..! أو سيكون مايتم نشره بهذا الشأن على شكل تقارير معززة بمستندات حكومية مصورة ..!
عندها سنرى أين هي مكبات النفايات الحقيقية ( ...! )

وبالإنتقال الى الجانب السياسي في عملية إغتصاب العراق أرضاً وشعباً .. فإن التآمر لايقف عند حدود الأحزاب الشوفينية أو الأحزاب الطائفية وأدواتهما في التضليل الفكري أو التصفيات الجسدية ، بل أثبتت الأحداث وعلى مدى خمسة وستين شهراً من الإحتلال وحكوماته ، أن هناك أيضاً مساهمات مشبوهة ممن زُيّن لنا أنهم أحزاب أو شخصيات مستقلة ذات ماضٍ وطني .. وخصوصاً عندما يكون هؤلاء من أهل السنّة العرب ، وهذا ماتم تركيز المخرج الأمريكي عليه ، لكي يقال لنا أن هناك مشاركة فعلية لكافة أطياف الشعب العراقي في الحكم الجديد .. وهي النغمة التي أطربت العصابات الطائفية والشوفينية لتتخذ من هؤلاء الجسر الذي تعبر عليه الى أهدافها سواء كانوا من الإسلاميين أو مدعي العروبة .. وقد أثار بقاءهم وتمسكهم بمناصبهم الشبحية ، الكثير والكثير من علامات الإستفهام حول إرتباطاتهم المشبوهة والحقائق المرة التي تقف وراء ذلك ..

قد يقول البعض ، أنهم هناك من أجل إحداث التوازن السياسي ومحاولة إصلاح الخلل الذي طرأ على العملية السياسية أو لتمثيل هذه الفئة أو تلك والدفاع عن حقوقها .. والى آخره من التبريرات .. والحقائق أثبتت أن ذلك كله مردود ، وأن هذه المجاميع تحولت من تكتلات وأحزاب مبدئية الى تجمعات من المرتزقة على حساب العراق !

نعم ، لقد دخلت بعض العناصر الوطنية في المراحل الأولى الى أتون العملية السياسية الجديدة في العراق ، رغم ماتكنفه من تعقيدات وتشابكات ومخاطر ، وما أثارته من إستنكار لدى البعض .. ولكن سرعان ماتيقنت تلك العناصر أن كافة السبل الى إصلاح حقيقي للوضع العراقي المتردي تكاد تكون مسدودة وأن هناك العديد من الزيف والتزييف تتبناه سياسة المحتل وتصر على تطبيقه ، وهو الذي بدأ غزوه للعراق وإحتلاله تحت ذرائع زائفة وملفقة مثل أسلحة الدمار الشامل وعلاقة النظام السابق بالإرهاب وتنظيم القاعدة وتهديد العراق لجيرانه لابل للعالم !!
ثم إستند في تطبيق وتكريس خططه على عناصر أقل مايقال عنها أنها مشبوهة وغير نزيهة ولاتمتلك تاريخاً سياسياً أو غير سياسي يمكن أن تفخر به ..!
في تلك المرحلة المبكرة .. إنسحبت تلك العناصر الوطنية وبعد أن إستنفدت كل طاقتها من أجل إحداث توازن وعقلانية في العملية السياسية ، رغم معرفتها بنوعية وعمالة القادمين من وراء الحدود مع الغزو الأمريكي ..
لقد آثرت العمل من خارج العملية السياسية في العراق .. وكان ذلك هو القرار الصحيح .. حيث خلقت بإنسحابها ذاك الى الصف المعارض الأرضية السياسية الصحيحة للمقاومة العراقية للمحتل وحكوماته في الداخل .

يقابل ذلك ، بقاء عناصر أخرى لاأجد بعد أكثر من خمس سنوات من إنحراف الحكومات العراقية المتتابعة وإتساع حلقة التآمر على العراق والتحالفات البائسة هنا وهناك .. لاأجد التبرير لبقائها إلا مسمىً واحد هو ( العمالة ووضاعة النفوس )
وإلا فليخبرنا أصحاب الشأن ، إن كنا نتجنى عليهم ، ماهي العلاقة على سبيل المثال التي يمكن أن تربط بين حزب يتخذ من الإسلام منهجاً كالحزب الإسلامي العراقي ورئيسه طارق الهاشمي ، نائب جلال الطالباني رئيس الجمهورية ، الإنفصالي عميل أميركا وإيران رقم واحد .. وبين أحزاب تشكل الحكومة تتكون من أحزاب إيرانية فارسية المنشأ والإنتماء والتطبيق ، أو تحالف كردي شوفيني ، وكلاهما قد أثبت تحالفه المصيري مع أعداء الإسلام ونصرة المحتل وخططه ..؟؟
وماذا يمكن أن تكون وكيف يمكن أن تفسرشكل العلاقة السياسية بين الحزب الشيوعي العلماني الأممي والإشتراكي ورئيسه حميد موسى .. وبين مجموعة من الأحزاب الدينية شيعية وسنية تدخل في تركيبة الحكومة وتتحالف في السر والعلن مع زعيمة العالم الرأسمالي والبرجوازية كالولايات المتحدة المحتلة للعراق ..؟؟
وكيف يفسر أن يجلس شخص يدعي الإسلام والعروبية مثل محمود المشهداني على مقعد رئاسة برلمان مشوه كل همه تمرير قوانين مشبوهة ضد مصالح العراق وشعبه ، وتتوافق مع مصالح أميركا وحلفائها مثل قانون النفط والغاز ، والمعاهدة الأمنية العراقية ـ الأمريكية ، وقانون الإنتخابات؟

كيف .. وكيف ..؟؟ والقائمة تطول !

بدأت هذا المقال بترجمة ماورد على صفحات ( واشنطن بوست ) الأمريكية من تقرير يندى له الجبين يتعلق بلصوص مافيا المنطقة الخضراء وسرقاتهم التي فاقت كل التصورات لثروة الشعب العراقي الذي يعيش معظمه تحت خط الفقر..! والذي أوقفت الحكومة أخيراً الزيادات البسيطة في سلم رواتب موظفيه وكادحيه ، بحجة عدم توفر الأموال اللازمة في وقت تعترف فيه وزارة المالية أن الإحتياطي المالي في الميزانية العراقية قد وصل الى 79 مليار دولار !!
وأنهي مقالي أيضاً بترجمة مقتضبة لمقاطع من تقارير تدمى لها القلوب والعيون تتعلق بذبح الشعب العراقي ، وقد وردت في مجموعة مؤلفات جمعها بعض الباحثين في بريطانيا منهم : دانيال ستانتون ، تيم لي دون ، بات كات كريسب ، وبإشراف الدكتور : هايدي لاموريه .

المؤلفات هي :
ـ ملاحقة داوننغ ستريت " هل الولايات المتحدة قتلت 10,000 عراقي في الشهر ، أم هو أكثر ؟ " 6 تموز / يوليو 2007 . المؤلف مايكل شوارتز .
ـ العراق ، عدد القتلى وصل الى أرقام الإبادات الجماعية في رواندا ، وحقول القتل في كمبوديا !! 17 أيلول / سبتمبر 2007 . المؤلف جوشوا هولاند .
ـ الصراع في العراق قتل مليوناً ، 7 كانون الثاني / يناير 2008 . المؤلف لوك بيكر .
ـ العراق ليس بلدنا لنعود اليه ، المؤلفان مكي النزال وظاهر جمايل ، آذار / مارس 2008 .

(( أكثر من مليون عراقي لقى حتفه نتيجة أعمال العنف في العراق منذ عام 2003 ، وهذا العدد يزيد على عدد ضحايا الإبادات الجماعية في رواندا عام 1994 والذي بلغ 800,000 شخص ، ويقل قليلاً عن عدد ضحايا مجازر كمبوديا في سنوات السبعينات ..
تقول الإحصائيات التي لدينا نتيجة إستطلاعات مع الآف العوائل العراقية شملت 15 من مجموع 18 محافظة ، أن نسبة 56 % قتلوا على يد قوات الإحتلال الأجنبية مباشرةً ، ولكن الحقيقة ربما تمثل أكثر من هذا الرقم ..! (يعني إقتسام عمليات الذبح بين المحتل وعصابات أحزاب الحكومة ..! )
لقد وصلت أعداد القتلى بالمعدل المتوسط الى حوالي 300 ضحية في اليوم !! أي حوالي 10,000 ضحية في الشهر !! شاركت فيها القوات الأمريكية والمليشيات الحزبية ..
يذكر مايكل شوارتز ، نقلاً عن إحصائيات معهد " بروكلين " ، ان الجيش الأمريكي ، وخلال السنوات الأربع من الإحتلال كان يقوم بمداهمات بمعدل 1000 دورية عسكرية في اليوم .. ثم إرتفع العدد الى 5000 دورية في إنحاء العراق بحجة ملاحقة الإرهابيين .. وكانت كل دورية تقوم بتفتيش 30 منزلاً للعوائل العراقية في المعدل وفي اليوم الواحد .. وقد أعتقل وقتل العديد من الأبرياء لأمور لاعلاقة لها بإرتباطهم بالمقاومة ..!
بلغت مداهمات منازل العوائل العراقية الى 100 منزل في اليوم .. وقد تم إخبارنا من بعض العسكريين الأمريكان أنهم كانوا يطلقون النار أحياناً على بعض الشبان ، وأن سبب ذلك يعود الى الأوامر العسكرية التي لديهم ، والتي تنص على عدم إضاعة الفرص بتفسير الشكوك لصالح أولئك المدنيين ، بل العكس ، القيام بقتلهم للحفاظ على سلامة الجندي الأمريكي من أي إحتمال ومهما كان بسيطاً ..!!!
وبحسب وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة .. فإن 5 ملايين عراقي قد تعرضوا مباشرة لأعمال العنف لحد عام 2007 ، وقد هاجر حوالي 2,4 مليون عراقي تاركاً بلده هرباً من القتل !! تاركين وراءهم منازلهم وممتلكاتهم والتي غالباً ماتم الإستيلاء عليها من قبل عصابات القتل .!! ، ولو أننا قمنا بحساب معدلات الهجرة والقتل لوجدنا أرقاماً مخيفة تتزايد بمعدل 100,000 عراقي شهرياً .. وعلى الرغم من الإعلان الحكومي عن تناقص العنف وعودة اللاجئين ، إلا أن الإحصائيات لاتزال تشير الى نزوح الألاف .. وأن من عاد منهم بعد أن ضاقت عليه السبل في الخارج ، فإنه يتوقع الموت .. وفعلاً قد تمت تصفية أعداد من اللاجئين الذين عادوا إستناداً الى الأرقام التي لدينا ..!!
تشير المعلومات التي حصلنا عليها في مدينة الفلوجة على سبيل المثال نتيجة المقابلات التي أجريناها أن هناك 800 معتقل لايزالون لدى الأمريكان من أهالي المدينة .. يعترف الأمريكان أنفسهم ، أنه على الأقل فإن 750 شخص من هؤلاء لاعلاقة لهم إطلاقاً بأي أعمال مقاومة ، بل هم أشخاص يرفضون فقط التعاون مع الأمريكان الذين يحتلون مناطقهم .. ومع ذلك لازال الأمريكان يكررون ، أن الفلوجة قد أصبحت مكاناً آمناً ..!!
يروي لنا أحد العراقيين ، الذين إلتقيناهم في دمشق .. أنه في شهر كانون الثاني / يناير الماضي ، قررت وعائلتي العودة الى منزلنا في بغداد .. وفعلاً تم ذلك .. وفي الليلة الأولى لعودتنا ، حاصر الجنود الأمريكان البيت ، ودخلوا للتفتيش ، ثم وضعونا في غرفة واحدة تحت الحراسة ، وقام البعض منهم بالصعود الى سطح الدار ، حيث بدأوا يطلقون النار .. لقد كانت ليلة مرعبة لن ننساها ..
في اليوم الثاني لوصولنا .. تركنا المنزل مرة أخرى .. وها نحن في دمشق نعيش حياة قاسية بعيدين عن دارنا وأهلنا ووطننا ...! )) ـ إنتهى التقرير ـ

لاأجد ، بعد كل ذلك ، الكلمات المناسبة التي أنهي فيها هذه الحلقة الأخيرة من هذا المقال والألم يعتصرني ، فكانت هذه السطور التي وُلِدَت من مخاض الألم العراقي الذي يستقبل العيد بالدماء والدموع :

تَجَنَسـي وَنَجّسِـي
يادعوةٍ وَمَجْلـسِ

يابَرلمانٍ مُدلِسِ
وائتلافٍ مُخَمَسِ

بالعمائمْ تَلَبَسِي
وَفَارِسٍ تُقَدِسي

لاتَستَحي .. لاتستحي
حكومـةٍ وَمَجْلــسِ


lalhamdani@rocketmail.com
العنوان الجديد لبريدي .. وشكراً




الىكل من يحمل السلاح والقلم لتحرير العراق :
تنظيف البيت العراقي من الداخل قبل الداخلين ــ 3

كتابات : علي الحمــداني

إستعرضنا في الحلقتين السابقتين من هذا المقال جانبين مهمين من القاذورات السامة التي تعشعش داخل العراق حاليا والتي سكتنس بعون الله بالبندقية ومن ورائها القلم ..

كانت حلقتنا الأولى عن الإنفصاليين الأكراد من أتباع حزبي العميلين مسعود برزاني وجلال طالباني العدوين اللدودين اللذين تحالفا من أجل تحطيم العراق ومسح هويته العربية وتقسيمه وفرض التطهير العرقي على أقلياته القومية من تركمان وكلدوآشوريين كما يحدث في كركوك وخانقين وسهول محافظة نينوى وغير ذلك من مناطق العراق ..! .
أما حلقتنا الثانية فكانت تتعلق بشيعة أهل البيت الفارسي ، من الذين تركوا التشيع العلوي العروبي الإسلامي النقي وراء ظهورهم من أجل إيران الفارسية ، ومن الذين يجلسون تحت جناحي النسر الأمريكي في سفارة المنطقة الخضراء من الذين ملأوا أسماعنا حوله بالنغم النشاز وهم يجاهرون .. وأعني يجاهرون فقط ولايخافتون .. بالعداء ( للشيطان الأكبر ) !! أما التخافت والعمل في الخفاء فهو من إختصاص السادة ( الخاصة ) .. ولا يخص الشعب من ( العامة ) ..
أليست هذه المصطلحات جزء من أدبياتهم ..؟ أم أنني أتجنى عليهم ياترى ..؟

لابد لي هنا من إشارة لتصحيح عبارة وردت في الحلقة الثانية ، لفت نظري اليها زميل عزيز ، وذلك عملاً بأمانة النقل والنشر ، تلك هي ماذكرته عن تصريح محمد خاتمي ، رئيس إيران السابق ، حول قوله (على الولايات المتحدة أن لاتنسى مساعدة إيران لها في العراق وأفغانستان ) .. والصحيح هو أن هذا التصريح الخطير صدر عن محمد أبطحي ، مدير مكتب خاتمي ، في 3 كانون الثاني / يناير عام 2004 ، وخاتمي يشغل آنذاك منصب رئيس الجمهورية ( الإسلامية ) .. وعلى أي حال ، ماكان لأبطحي أن يصرح تصريحاً بهذا الحجم من دون موافقة خاتمي ومن هو فوق خاتمي ..!!

كنت قد أشرت في الحلقة الأولى ، بالإضافة الى العينتين من الخونة والعملاء المذكورين أعلاه ، الى الذيول التابعة لهما ، وقد صنفتهم بشلة المنتفعين واللصوص من كافة الشرائح والمذاهب والأديان الذين يدورون في فلك المحتل وحكوماته .. وبالمتاجرين بالدين ومحاولة توظيفه لخدمة مصالح دنيوية من السنّة والشيعة على السواء ..!!

في هذه الحلقة الثالثة والأخيرة .. سوف أستعرض أدوار هؤلاء وبإختصار مااستطعت ، وخصوصاً بعد أن إنفضح أمرهم .. فمنهم من قضى دوره .. ومنهم من ينتظر .. وقد بدلوا تبديلا ..
أما من قضى دوره فقد عاد ممتلئاً الى بريطانيا وأميركا والإمارات ، الى أواطنهم التي يحملون جنسياتها أو الإقامة فيها ، وحيث تقيم أيضاً حساباتهم المصرفية المترفة المسروقة من دم وعرق وبؤس الشعب العراقي ! والعجيب أن لاأحد منهم عاد الى الوطن الأم إيران بعد أن قام بخدمته ، بل عاد الجميع الى الشيطان الأكبر ودول التحالف معه ..!!!
أما من ينتظر منهم .. فلا زالت أمامه أدواراً ليؤديها .. وهل يُطعَم القرد إلا بعد أن يؤدي أدواره البهلوانية أمام سيده ..؟
لينتظروا .. فمرحباً بهم في أوطانهم .. ولكن ، وبعهد الشرفاء ، ومن أجل كل دينار سرق من عرق العراقيين .. ومن أجل كل قطرة دم نزفت من كل عراقي .. ومن أجل كل دمعة ذُرِفت من عيون كل عراقية حَزَناً على بيتها المهدم أو المسروق منها وهي تعيش في فقر المهجر أو على زوجها أو أبيها أو أخيها أو ولدها ممن إغتالته عصابات إجرام الحاكمين ..
أنهم سوف لن يجدوا الأمن والراحة كما قد يتوهمون ...!!!
فانتظروا إنّا معكم منتظرون ..

أنقل أولاً مقالاً نشر في إحدى صحف سندهم وسدنتهم الأمريكان .. في صحيفة ( واشنطن بوست ) في عددها الصادر الأربعاء 24 أيلول / سبتمبر 2008 .. للكاتبة ( دانا هيدجبيث ) الصحفية العاملة في تلك الصحيفة :

(( قدّر مسؤول رسمي عراقي سابق يوم أمس ، أن مبلغ 13 مليار دولار " ثلاثة عشر ألف مليون " من المبالغ المخصصة لإعادة إعمار الخدمات في العراق ، قد إختفت ( ..! ) إما بالهدر أو بالسرقة !

وقال السيد سلام .... ، المحقق السابق في المفوضية العليا للنزاهة في العراق ، في إفادته أمام لجنة السياسات الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي ، أن مكتب مراجعة وتدقيق الحسابات العراقية لايمكنه ضبط المبالغ المختفية بشكل تام وصحيح .
إن الكثير من المشاريع التي خصصت لها تلك الأموال ، إما أنها مشاريع لاضرورة لها ، أو أنها مشاريع لم ترَ النور أبداً .. أي لم يتم تنفيذها ، في حين تم صرف أموالها ( ..! ) وبذلك فإن بلايين الدولارات الأمريكية قد إختفت !
إن تقريراً مفصلاً بتلك الحقائق وبالأرقام ، قد تم رفعه الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ولكن لم يتم نشره أو إتخاذ أي إجراء بشأنه .. فلا أحد يهتم بالتحقيق في هذا الموضوع رغم خطورته في حين يخشى الكثير من المحققين القيام بواجباتهم خوفاً على حياتهم ، بعد أن تمت تصفية 32 شخصاً كانوا من العاملين معنا بسبب ذلك " ..! "
وأضاف ، أن تقريراً سبق ورفع الى المفتش العام للمفتشية الأمريكية العليا الخاصة بإعادة إعمار العراق ، والتي تم دعمها من قبل الكونغرس الأمريكي من أجل متابعة ضياع مايقارب 50 مليار دولار أمريكي في العراق " ..! "
صرحت " كريستين بيلايل ، المتحدثة بإسم المفتشية ، أنها تتابع وبنشاط هذه المعلومات ، ولكن سوف لن يتم نشر التحقيقات الخاصة بها في الوقت الحاضر !!
السيد سلام ، هو واحد من ثلاثة عراقيين أدلوا بإفاداتهم أمام لجنة مجلس الشيوخ المذكورة ، أحد هؤلاء هو عباس مهدي ، الذي شغل في وقت سابق منصب وزاري والذي تحدث عن إستشراء الفساد المالي والإداري في العراق وبشكل واسع !!
الثالث ، هو أمريكي من أصل عراقي ، عمل لمدة خمس سنوات ، كمستشار في كل من وزارتي الدفاع ثم الخارجية العراقيتين .. وقد أدلى بشهادته من على شاشة تلفزيونية بعد تشفير صورته ، ومن مكان لم يكشف عنه ، وقال بصوت تم تغييره لعدم الكشف عن شخصيته .. أنه بات يخشى على حياته ، بعد أن كشف عن عمليات سرقة نفط منظمة من مصفاة بيجي تتم بالتعاون بين مسؤوليين حكوميين عراقيين وأشخاص من تنظيم القاعدة " ..! "
أما " بايرون دورغان " ، رئيس اللجنة ، فقد علق بالقول : إن دافعي الضرائب الأمريكان قد تم إستنزافهم بالكميات الهائلة من الدولارات " لتمويل عملياتنا العسكرية " في العراق ، في حين يتم إهدار الأموال هناك بهذا الشكل ..! ولا يمكن أن نبقى مغمضي الأعين الى الأبد عما يجري هناك .!
السيد سلام ، قال أيضاً ، أنه كانت له المسؤولية المباشرة عن حوالي 200 محقق ، وعلى إتصال مباشر بما يحدث من فساد ، وأصبح عليه في نهاية المطاف أن يهرب من العراق بعد أن تلقى تهديداً بالقتل !! وأضاف أن " الهيئة العليا للنزاهة " !! سجلت ومن خلال عدة لجان غير مجموعته فقدان 9 مليار دولار ، إضافة الى مبلغ 13 مليار التي أشار اليها .. ولكن من غير الواضح إذا كان مبلغ 9 مليار هو من ضمن مبلغ 13 مليار أو أنه مستقل عنه ليصل الرقم الى 21 مليار ...!!!
أشار المفتش ايضاً الى أن وزارة الدفاع العراقية ، قامت بتأسيس شركتين حكوميتين لغرض تغطية ومتابعة إستيراداتها من طائرات ومدرعات ومدافع وغيرها من المعدات العسكرية .. وتم دفع مبلغ 1,7 مليار دولار في حساب الشركتين كتمويل من قبل الحكومة الأمريكية .. الذي حصل أن المعدات المستوردة كانت أقل بكثير عن هذه الميزانية ، وتختلف من حيث النوعية ، حتى أن بعض السترات الواقية من الرصاص التي كانت ضمن المستوردات ، وصلت وهي غير صالحة للعمل لعيوب فيها !
كذلك ، تم التعاقد على صفقة من طائرات الهليوكوبتر .. ولكن الذي تم تسلمه فعلاً هو طائرات مستعملة مضى على صناعتها 25 عاماً .. وبدلاً من أن تقوم وزارة الدفاع بمقاضاة المصدّر وإستعادة الأموال المهدورة .. تم الإتفاق معهم على تزويد الجيش بمرافق صحية ومطابخ ميدانية متنقلة " ..! " وهذه بدورها لم تصل أبداً الى العراق ، بعد أن تم تحويل مبالغها الى الخارج ...!!!
ويضيف المفتش .. أن هناك مايسمى ( المشاريع الشبحية ) .. أي مشاريع على الورق فقط .. يتم صرف الأموال لها ، وبدون تنفيذ .. ومن أمثلة ذلك ، وفي حالة واحدة قام بالكشف عنها ، هي صرف مبلغ 24,4 مليون دولار على مشروع ( وهمي ) للكهرباء في محافظة نينوى لاوجود له إلا على الورق (..! )
في تقرير لهيئة الرقابة المالية العراقية ، وقعت عليه يد السيد سلام ، يكشف أن بعض الأموال المخصصة الى وزارة الدفاع العراقية ، قد تم تحويلها الى تنظيم القاعدة ( ..! ) في حسابات مصرفية في الأردن وأماكن أخرى ..!
ملاحظة : إشتركت في إعداد هذا البحث ايضاً الباحثة " جولي تيت " . ـ إنتهى التقرير ـ )

هذا غيض من فيوضات كثيرة .. وقد سبق لي شخصياً ان قمت بنشر مقالات عن سرقات وبالأسماء على مواقع الكترونية منها هذا الموقع . على سبيل المثال راجع مقال : ( في ظل حكومات اللصوص نشر بتاريخ 26/3/2008 ) .. ولم يكن نشرها من باب الفبركات الصحفية كما يتم إتهامنا ..
التقرير أعلاه ، وما سبق نشره .. ماهي إلا بعض من الحقائق التي تم كشفها ، وقطعاً ما خفي منها كان أعظم ..
المواقع الألكترونية التي أطلق عليها (دولة) رئيس وزرائنا ، وبلغة هابطة ( مكبات للنفايات) وعندما سننشر مستقبلاً ، فإننا سنستند على تقارير عالمية موثقة ، كالتقرير أعلاه ، الذي يحمل صفة رسمية كونه تقريراً مقدماً لمجلس الشيوخ الأمريكي .. والذي تطرق الى دور رئيس الوزراء العراقي بالتغطية على مايحدث أو الإيعاز بتشكيل اللجان التحقيقية والتي لم نسمع يوماً عن نتائج تحقيقاتها ..! أو سيكون مايتم نشره بهذا الشأن على شكل تقارير معززة بمستندات حكومية مصورة ..!
عندها سنرى أين هي مكبات النفايات الحقيقية ( ...! )

وبالإنتقال الى الجانب السياسي في عملية إغتصاب العراق أرضاً وشعباً .. فإن التآمر لايقف عند حدود الأحزاب الشوفينية أو الأحزاب الطائفية وأدواتهما في التضليل الفكري أو التصفيات الجسدية ، بل أثبتت الأحداث وعلى مدى خمسة وستين شهراً من الإحتلال وحكوماته ، أن هناك أيضاً مساهمات مشبوهة ممن زُيّن لنا أنهم أحزاب أو شخصيات مستقلة ذات ماضٍ وطني .. وخصوصاً عندما يكون هؤلاء من أهل السنّة العرب ، وهذا ماتم تركيز المخرج الأمريكي عليه ، لكي يقال لنا أن هناك مشاركة فعلية لكافة أطياف الشعب العراقي في الحكم الجديد .. وهي النغمة التي أطربت العصابات الطائفية والشوفينية لتتخذ من هؤلاء الجسر الذي تعبر عليه الى أهدافها سواء كانوا من الإسلاميين أو مدعي العروبة .. وقد أثار بقاءهم وتمسكهم بمناصبهم الشبحية ، الكثير والكثير من علامات الإستفهام حول إرتباطاتهم المشبوهة والحقائق المرة التي تقف وراء ذلك ..

قد يقول البعض ، أنهم هناك من أجل إحداث التوازن السياسي ومحاولة إصلاح الخلل الذي طرأ على العملية السياسية أو لتمثيل هذه الفئة أو تلك والدفاع عن حقوقها .. والى آخره من التبريرات .. والحقائق أثبتت أن ذلك كله مردود ، وأن هذه المجاميع تحولت من تكتلات وأحزاب مبدئية الى تجمعات من المرتزقة على حساب العراق !

نعم ، لقد دخلت بعض العناصر الوطنية في المراحل الأولى الى أتون العملية السياسية الجديدة في العراق ، رغم ماتكنفه من تعقيدات وتشابكات ومخاطر ، وما أثارته من إستنكار لدى البعض .. ولكن سرعان ماتيقنت تلك العناصر أن كافة السبل الى إصلاح حقيقي للوضع العراقي المتردي تكاد تكون مسدودة وأن هناك العديد من الزيف والتزييف تتبناه سياسة المحتل وتصر على تطبيقه ، وهو الذي بدأ غزوه للعراق وإحتلاله تحت ذرائع زائفة وملفقة مثل أسلحة الدمار الشامل وعلاقة النظام السابق بالإرهاب وتنظيم القاعدة وتهديد العراق لجيرانه لابل للعالم !!
ثم إستند في تطبيق وتكريس خططه على عناصر أقل مايقال عنها أنها مشبوهة وغير نزيهة ولاتمتلك تاريخاً سياسياً أو غير سياسي يمكن أن تفخر به ..!
في تلك المرحلة المبكرة .. إنسحبت تلك العناصر الوطنية وبعد أن إستنفدت كل طاقتها من أجل إحداث توازن وعقلانية في العملية السياسية ، رغم معرفتها بنوعية وعمالة القادمين من وراء الحدود مع الغزو الأمريكي ..
لقد آثرت العمل من خارج العملية السياسية في العراق .. وكان ذلك هو القرار الصحيح .. حيث خلقت بإنسحابها ذاك الى الصف المعارض الأرضية السياسية الصحيحة للمقاومة العراقية للمحتل وحكوماته في الداخل .

يقابل ذلك ، بقاء عناصر أخرى لاأجد بعد أكثر من خمس سنوات من إنحراف الحكومات العراقية المتتابعة وإتساع حلقة التآمر على العراق والتحالفات البائسة هنا وهناك .. لاأجد التبرير لبقائها إلا مسمىً واحد هو ( العمالة ووضاعة النفوس )
وإلا فليخبرنا أصحاب الشأن ، إن كنا نتجنى عليهم ، ماهي العلاقة على سبيل المثال التي يمكن أن تربط بين حزب يتخذ من الإسلام منهجاً كالحزب الإسلامي العراقي ورئيسه طارق الهاشمي ، نائب جلال الطالباني رئيس الجمهورية ، الإنفصالي عميل أميركا وإيران رقم واحد .. وبين أحزاب تشكل الحكومة تتكون من أحزاب إيرانية فارسية المنشأ والإنتماء والتطبيق ، أو تحالف كردي شوفيني ، وكلاهما قد أثبت تحالفه المصيري مع أعداء الإسلام ونصرة المحتل وخططه ..؟؟
وماذا يمكن أن تكون وكيف يمكن أن تفسرشكل العلاقة السياسية بين الحزب الشيوعي العلماني الأممي والإشتراكي ورئيسه حميد موسى .. وبين مجموعة من الأحزاب الدينية شيعية وسنية تدخل في تركيبة الحكومة وتتحالف في السر والعلن مع زعيمة العالم الرأسمالي والبرجوازية كالولايات المتحدة المحتلة للعراق ..؟؟
وكيف يفسر أن يجلس شخص يدعي الإسلام والعروبية مثل محمود المشهداني على مقعد رئاسة برلمان مشوه كل همه تمرير قوانين مشبوهة ضد مصالح العراق وشعبه ، وتتوافق مع مصالح أميركا وحلفائها مثل قانون النفط والغاز ، والمعاهدة الأمنية العراقية ـ الأمريكية ، وقانون الإنتخابات؟

كيف .. وكيف ..؟؟ والقائمة تطول !

بدأت هذا المقال بترجمة ماورد على صفحات ( واشنطن بوست ) الأمريكية من تقرير يندى له الجبين يتعلق بلصوص مافيا المنطقة الخضراء وسرقاتهم التي فاقت كل التصورات لثروة الشعب العراقي الذي يعيش معظمه تحت خط الفقر..! والذي أوقفت الحكومة أخيراً الزيادات البسيطة في سلم رواتب موظفيه وكادحيه ، بحجة عدم توفر الأموال اللازمة في وقت تعترف فيه وزارة المالية أن الإحتياطي المالي في الميزانية العراقية قد وصل الى 79 مليار دولار !!
وأنهي مقالي أيضاً بترجمة مقتضبة لمقاطع من تقارير تدمى لها القلوب والعيون تتعلق بذبح الشعب العراقي ، وقد وردت في مجموعة مؤلفات جمعها بعض الباحثين في بريطانيا منهم : دانيال ستانتون ، تيم لي دون ، بات كات كريسب ، وبإشراف الدكتور : هايدي لاموريه .

المؤلفات هي :
ـ ملاحقة داوننغ ستريت " هل الولايات المتحدة قتلت 10,000 عراقي في الشهر ، أم هو أكثر ؟ " 6 تموز / يوليو 2007 . المؤلف مايكل شوارتز .
ـ العراق ، عدد القتلى وصل الى أرقام الإبادات الجماعية في رواندا ، وحقول القتل في كمبوديا !! 17 أيلول / سبتمبر 2007 . المؤلف جوشوا هولاند .
ـ الصراع في العراق قتل مليوناً ، 7 كانون الثاني / يناير 2008 . المؤلف لوك بيكر .
ـ العراق ليس بلدنا لنعود اليه ، المؤلفان مكي النزال وظاهر جمايل ، آذار / مارس 2008 .

(( أكثر من مليون عراقي لقى حتفه نتيجة أعمال العنف في العراق منذ عام 2003 ، وهذا العدد يزيد على عدد ضحايا الإبادات الجماعية في رواندا عام 1994 والذي بلغ 800,000 شخص ، ويقل قليلاً عن عدد ضحايا مجازر كمبوديا في سنوات السبعينات ..
تقول الإحصائيات التي لدينا نتيجة إستطلاعات مع الآف العوائل العراقية شملت 15 من مجموع 18 محافظة ، أن نسبة 56 % قتلوا على يد قوات الإحتلال الأجنبية مباشرةً ، ولكن الحقيقة ربما تمثل أكثر من هذا الرقم ..! (يعني إقتسام عمليات الذبح بين المحتل وعصابات أحزاب الحكومة ..! )
لقد وصلت أعداد القتلى بالمعدل المتوسط الى حوالي 300 ضحية في اليوم !! أي حوالي 10,000 ضحية في الشهر !! شاركت فيها القوات الأمريكية والمليشيات الحزبية ..
يذكر مايكل شوارتز ، نقلاً عن إحصائيات معهد " بروكلين " ، ان الجيش الأمريكي ، وخلال السنوات الأربع من الإحتلال كان يقوم بمداهمات بمعدل 1000 دورية عسكرية في اليوم .. ثم إرتفع العدد الى 5000 دورية في إنحاء العراق بحجة ملاحقة الإرهابيين .. وكانت كل دورية تقوم بتفتيش 30 منزلاً للعوائل العراقية في المعدل وفي اليوم الواحد .. وقد أعتقل وقتل العديد من الأبرياء لأمور لاعلاقة لها بإرتباطهم بالمقاومة ..!
بلغت مداهمات منازل العوائل العراقية الى 100 منزل في اليوم .. وقد تم إخبارنا من بعض العسكريين الأمريكان أنهم كانوا يطلقون النار أحياناً على بعض الشبان ، وأن سبب ذلك يعود الى الأوامر العسكرية التي لديهم ، والتي تنص على عدم إضاعة الفرص بتفسير الشكوك لصالح أولئك المدنيين ، بل العكس ، القيام بقتلهم للحفاظ على سلامة الجندي الأمريكي من أي إحتمال ومهما كان بسيطاً ..!!!
وبحسب وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة .. فإن 5 ملايين عراقي قد تعرضوا مباشرة لأعمال العنف لحد عام 2007 ، وقد هاجر حوالي 2,4 مليون عراقي تاركاً بلده هرباً من القتل !! تاركين وراءهم منازلهم وممتلكاتهم والتي غالباً ماتم الإستيلاء عليها من قبل عصابات القتل .!! ، ولو أننا قمنا بحساب معدلات الهجرة والقتل لوجدنا أرقاماً مخيفة تتزايد بمعدل 100,000 عراقي شهرياً .. وعلى الرغم من الإعلان الحكومي عن تناقص العنف وعودة اللاجئين ، إلا أن الإحصائيات لاتزال تشير الى نزوح الألاف .. وأن من عاد منهم بعد أن ضاقت عليه السبل في الخارج ، فإنه يتوقع الموت .. وفعلاً قد تمت تصفية أعداد من اللاجئين الذين عادوا إستناداً الى الأرقام التي لدينا ..!!
تشير المعلومات التي حصلنا عليها في مدينة الفلوجة على سبيل المثال نتيجة المقابلات التي أجريناها أن هناك 800 معتقل لايزالون لدى الأمريكان من أهالي المدينة .. يعترف الأمريكان أنفسهم ، أنه على الأقل فإن 750 شخص من هؤلاء لاعلاقة لهم إطلاقاً بأي أعمال مقاومة ، بل هم أشخاص يرفضون فقط التعاون مع الأمريكان الذين يحتلون مناطقهم .. ومع ذلك لازال الأمريكان يكررون ، أن الفلوجة قد أصبحت مكاناً آمناً ..!!
يروي لنا أحد العراقيين ، الذين إلتقيناهم في دمشق .. أنه في شهر كانون الثاني / يناير الماضي ، قررت وعائلتي العودة الى منزلنا في بغداد .. وفعلاً تم ذلك .. وفي الليلة الأولى لعودتنا ، حاصر الجنود الأمريكان البيت ، ودخلوا للتفتيش ، ثم وضعونا في غرفة واحدة تحت الحراسة ، وقام البعض منهم بالصعود الى سطح الدار ، حيث بدأوا يطلقون النار .. لقد كانت ليلة مرعبة لن ننساها ..
في اليوم الثاني لوصولنا .. تركنا المنزل مرة أخرى .. وها نحن في دمشق نعيش حياة قاسية بعيدين عن دارنا وأهلنا ووطننا ...! )) ـ إنتهى التقرير ـ

لاأجد ، بعد كل ذلك ، الكلمات المناسبة التي أنهي فيها هذه الحلقة الأخيرة من هذا المقال والألم يعتصرني ، فكانت هذه السطور التي وُلِدَت من مخاض الألم العراقي الذي يستقبل العيد بالدماء والدموع :

تَجَنَسـي وَنَجّسِـي
يادعوةٍ وَمَجْلـسِ

يابَرلمانٍ مُدلِسِ
وائتلافٍ مُخَمَسِ

بالعمائمْ تَلَبَسِي
وَفَارِسٍ تُقَدِسي

لاتَستَحي .. لاتستحي
حكومـةٍ وَمَجْلــسِ


lalhamdani@rocketmail.com
العنوان الجديد لبريدي .. وشكراً




الىكل من يحمل السلاح والقلم لتحرير العراق :
تنظيف البيت العراقي من الداخل قبل الداخلين ــ 3

كتابات : علي الحمــداني

إستعرضنا في الحلقتين السابقتين من هذا المقال جانبين مهمين من القاذورات السامة التي تعشعش داخل العراق حاليا والتي سكتنس بعون الله بالبندقية ومن ورائها القلم ..

كانت حلقتنا الأولى عن الإنفصاليين الأكراد من أتباع حزبي العميلين مسعود برزاني وجلال طالباني العدوين اللدودين اللذين تحالفا من أجل تحطيم العراق ومسح هويته العربية وتقسيمه وفرض التطهير العرقي على أقلياته القومية من تركمان وكلدوآشوريين كما يحدث في كركوك وخانقين وسهول محافظة نينوى وغير ذلك من مناطق العراق ..! .
أما حلقتنا الثانية فكانت تتعلق بشيعة أهل البيت الفارسي ، من الذين تركوا التشيع العلوي العروبي الإسلامي النقي وراء ظهورهم من أجل إيران الفارسية ، ومن الذين يجلسون تحت جناحي النسر الأمريكي في سفارة المنطقة الخضراء من الذين ملأوا أسماعنا حوله بالنغم النشاز وهم يجاهرون .. وأعني يجاهرون فقط ولايخافتون .. بالعداء ( للشيطان الأكبر ) !! أما التخافت والعمل في الخفاء فهو من إختصاص السادة ( الخاصة ) .. ولا يخص الشعب من ( العامة ) ..
أليست هذه المصطلحات جزء من أدبياتهم ..؟ أم أنني أتجنى عليهم ياترى ..؟

لابد لي هنا من إشارة لتصحيح عبارة وردت في الحلقة الثانية ، لفت نظري اليها زميل عزيز ، وذلك عملاً بأمانة النقل والنشر ، تلك هي ماذكرته عن تصريح محمد خاتمي ، رئيس إيران السابق ، حول قوله (على الولايات المتحدة أن لاتنسى مساعدة إيران لها في العراق وأفغانستان ) .. والصحيح هو أن هذا التصريح الخطير صدر عن محمد أبطحي ، مدير مكتب خاتمي ، في 3 كانون الثاني / يناير عام 2004 ، وخاتمي يشغل آنذاك منصب رئيس الجمهورية ( الإسلامية ) .. وعلى أي حال ، ماكان لأبطحي أن يصرح تصريحاً بهذا الحجم من دون موافقة خاتمي ومن هو فوق خاتمي ..!!

كنت قد أشرت في الحلقة الأولى ، بالإضافة الى العينتين من الخونة والعملاء المذكورين أعلاه ، الى الذيول التابعة لهما ، وقد صنفتهم بشلة المنتفعين واللصوص من كافة الشرائح والمذاهب والأديان الذين يدورون في فلك المحتل وحكوماته .. وبالمتاجرين بالدين ومحاولة توظيفه لخدمة مصالح دنيوية من السنّة والشيعة على السواء ..!!

في هذه الحلقة الثالثة والأخيرة .. سوف أستعرض أدوار هؤلاء وبإختصار مااستطعت ، وخصوصاً بعد أن إنفضح أمرهم .. فمنهم من قضى دوره .. ومنهم من ينتظر .. وقد بدلوا تبديلا ..
أما من قضى دوره فقد عاد ممتلئاً الى بريطانيا وأميركا والإمارات ، الى أواطنهم التي يحملون جنسياتها أو الإقامة فيها ، وحيث تقيم أيضاً حساباتهم المصرفية المترفة المسروقة من دم وعرق وبؤس الشعب العراقي ! والعجيب أن لاأحد منهم عاد الى الوطن الأم إيران بعد أن قام بخدمته ، بل عاد الجميع الى الشيطان الأكبر ودول التحالف معه ..!!!
أما من ينتظر منهم .. فلا زالت أمامه أدواراً ليؤديها .. وهل يُطعَم القرد إلا بعد أن يؤدي أدواره البهلوانية أمام سيده ..؟
لينتظروا .. فمرحباً بهم في أوطانهم .. ولكن ، وبعهد الشرفاء ، ومن أجل كل دينار سرق من عرق العراقيين .. ومن أجل كل قطرة دم نزفت من كل عراقي .. ومن أجل كل دمعة ذُرِفت من عيون كل عراقية حَزَناً على بيتها المهدم أو المسروق منها وهي تعيش في فقر المهجر أو على زوجها أو أبيها أو أخيها أو ولدها ممن إغتالته عصابات إجرام الحاكمين ..
أنهم سوف لن يجدوا الأمن والراحة كما قد يتوهمون ...!!!
فانتظروا إنّا معكم منتظرون ..

أنقل أولاً مقالاً نشر في إحدى صحف سندهم وسدنتهم الأمريكان .. في صحيفة ( واشنطن بوست ) في عددها الصادر الأربعاء 24 أيلول / سبتمبر 2008 .. للكاتبة ( دانا هيدجبيث ) الصحفية العاملة في تلك الصحيفة :

(( قدّر مسؤول رسمي عراقي سابق يوم أمس ، أن مبلغ 13 مليار دولار " ثلاثة عشر ألف مليون " من المبالغ المخصصة لإعادة إعمار الخدمات في العراق ، قد إختفت ( ..! ) إما بالهدر أو بالسرقة !

وقال السيد سلام .... ، المحقق السابق في المفوضية العليا للنزاهة في العراق ، في إفادته أمام لجنة السياسات الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي ، أن مكتب مراجعة وتدقيق الحسابات العراقية لايمكنه ضبط المبالغ المختفية بشكل تام وصحيح .
إن الكثير من المشاريع التي خصصت لها تلك الأموال ، إما أنها مشاريع لاضرورة لها ، أو أنها مشاريع لم ترَ النور أبداً .. أي لم يتم تنفيذها ، في حين تم صرف أموالها ( ..! ) وبذلك فإن بلايين الدولارات الأمريكية قد إختفت !
إن تقريراً مفصلاً بتلك الحقائق وبالأرقام ، قد تم رفعه الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ولكن لم يتم نشره أو إتخاذ أي إجراء بشأنه .. فلا أحد يهتم بالتحقيق في هذا الموضوع رغم خطورته في حين يخشى الكثير من المحققين القيام بواجباتهم خوفاً على حياتهم ، بعد أن تمت تصفية 32 شخصاً كانوا من العاملين معنا بسبب ذلك " ..! "
وأضاف ، أن تقريراً سبق ورفع الى المفتش العام للمفتشية الأمريكية العليا الخاصة بإعادة إعمار العراق ، والتي تم دعمها من قبل الكونغرس الأمريكي من أجل متابعة ضياع مايقارب 50 مليار دولار أمريكي في العراق " ..! "
صرحت " كريستين بيلايل ، المتحدثة بإسم المفتشية ، أنها تتابع وبنشاط هذه المعلومات ، ولكن سوف لن يتم نشر التحقيقات الخاصة بها في الوقت الحاضر !!
السيد سلام ، هو واحد من ثلاثة عراقيين أدلوا بإفاداتهم أمام لجنة مجلس الشيوخ المذكورة ، أحد هؤلاء هو عباس مهدي ، الذي شغل في وقت سابق منصب وزاري والذي تحدث عن إستشراء الفساد المالي والإداري في العراق وبشكل واسع !!
الثالث ، هو أمريكي من أصل عراقي ، عمل لمدة خمس سنوات ، كمستشار في كل من وزارتي الدفاع ثم الخارجية العراقيتين .. وقد أدلى بشهادته من على شاشة تلفزيونية بعد تشفير صورته ، ومن مكان لم يكشف عنه ، وقال بصوت تم تغييره لعدم الكشف عن شخصيته .. أنه بات يخشى على حياته ، بعد أن كشف عن عمليات سرقة نفط منظمة من مصفاة بيجي تتم بالتعاون بين مسؤوليين حكوميين عراقيين وأشخاص من تنظيم القاعدة " ..! "
أما " بايرون دورغان " ، رئيس اللجنة ، فقد علق بالقول : إن دافعي الضرائب الأمريكان قد تم إستنزافهم بالكميات الهائلة من الدولارات " لتمويل عملياتنا العسكرية " في العراق ، في حين يتم إهدار الأموال هناك بهذا الشكل ..! ولا يمكن أن نبقى مغمضي الأعين الى الأبد عما يجري هناك .!
السيد سلام ، قال أيضاً ، أنه كانت له المسؤولية المباشرة عن حوالي 200 محقق ، وعلى إتصال مباشر بما يحدث من فساد ، وأصبح عليه في نهاية المطاف أن يهرب من العراق بعد أن تلقى تهديداً بالقتل !! وأضاف أن " الهيئة العليا للنزاهة " !! سجلت ومن خلال عدة لجان غير مجموعته فقدان 9 مليار دولار ، إضافة الى مبلغ 13 مليار التي أشار اليها .. ولكن من غير الواضح إذا كان مبلغ 9 مليار هو من ضمن مبلغ 13 مليار أو أنه مستقل عنه ليصل الرقم الى 21 مليار ...!!!
أشار المفتش ايضاً الى أن وزارة الدفاع العراقية ، قامت بتأسيس شركتين حكوميتين لغرض تغطية ومتابعة إستيراداتها من طائرات ومدرعات ومدافع وغيرها من المعدات العسكرية .. وتم دفع مبلغ 1,7 مليار دولار في حساب الشركتين كتمويل من قبل الحكومة الأمريكية .. الذي حصل أن المعدات المستوردة كانت أقل بكثير عن هذه الميزانية ، وتختلف من حيث النوعية ، حتى أن بعض السترات الواقية من الرصاص التي كانت ضمن المستوردات ، وصلت وهي غير صالحة للعمل لعيوب فيها !
كذلك ، تم التعاقد على صفقة من طائرات الهليوكوبتر .. ولكن الذي تم تسلمه فعلاً هو طائرات مستعملة مضى على صناعتها 25 عاماً .. وبدلاً من أن تقوم وزارة الدفاع بمقاضاة المصدّر وإستعادة الأموال المهدورة .. تم الإتفاق معهم على تزويد الجيش بمرافق صحية ومطابخ ميدانية متنقلة " ..! " وهذه بدورها لم تصل أبداً الى العراق ، بعد أن تم تحويل مبالغها الى الخارج ...!!!
ويضيف المفتش .. أن هناك مايسمى ( المشاريع الشبحية ) .. أي مشاريع على الورق فقط .. يتم صرف الأموال لها ، وبدون تنفيذ .. ومن أمثلة ذلك ، وفي حالة واحدة قام بالكشف عنها ، هي صرف مبلغ 24,4 مليون دولار على مشروع ( وهمي ) للكهرباء في محافظة نينوى لاوجود له إلا على الورق (..! )
في تقرير لهيئة الرقابة المالية العراقية ، وقعت عليه يد السيد سلام ، يكشف أن بعض الأموال المخصصة الى وزارة الدفاع العراقية ، قد تم تحويلها الى تنظيم القاعدة ( ..! ) في حسابات مصرفية في الأردن وأماكن أخرى ..!
ملاحظة : إشتركت في إعداد هذا البحث ايضاً الباحثة " جولي تيت " . ـ إنتهى التقرير ـ )

هذا غيض من فيوضات كثيرة .. وقد سبق لي شخصياً ان قمت بنشر مقالات عن سرقات وبالأسماء على مواقع الكترونية منها هذا الموقع . على سبيل المثال راجع مقال : ( في ظل حكومات اللصوص نشر بتاريخ 26/3/2008 ) .. ولم يكن نشرها من باب الفبركات الصحفية كما يتم إتهامنا ..
التقرير أعلاه ، وما سبق نشره .. ماهي إلا بعض من الحقائق التي تم كشفها ، وقطعاً ما خفي منها كان أعظم ..
المواقع الألكترونية التي أطلق عليها (دولة) رئيس وزرائنا ، وبلغة هابطة ( مكبات للنفايات) وعندما سننشر مستقبلاً ، فإننا سنستند على تقارير عالمية موثقة ، كالتقرير أعلاه ، الذي يحمل صفة رسمية كونه تقريراً مقدماً لمجلس الشيوخ الأمريكي .. والذي تطرق الى دور رئيس الوزراء العراقي بالتغطية على مايحدث أو الإيعاز بتشكيل اللجان التحقيقية والتي لم نسمع يوماً عن نتائج تحقيقاتها ..! أو سيكون مايتم نشره بهذا الشأن على شكل تقارير معززة بمستندات حكومية مصورة ..!
عندها سنرى أين هي مكبات النفايات الحقيقية ( ...! )

وبالإنتقال الى الجانب السياسي في عملية إغتصاب العراق أرضاً وشعباً .. فإن التآمر لايقف عند حدود الأحزاب الشوفينية أو الأحزاب الطائفية وأدواتهما في التضليل الفكري أو التصفيات الجسدية ، بل أثبتت الأحداث وعلى مدى خمسة وستين شهراً من الإحتلال وحكوماته ، أن هناك أيضاً مساهمات مشبوهة ممن زُيّن لنا أنهم أحزاب أو شخصيات مستقلة ذات ماضٍ وطني .. وخصوصاً عندما يكون هؤلاء من أهل السنّة العرب ، وهذا ماتم تركيز المخرج الأمريكي عليه ، لكي يقال لنا أن هناك مشاركة فعلية لكافة أطياف الشعب العراقي في الحكم الجديد .. وهي النغمة التي أطربت العصابات الطائفية والشوفينية لتتخذ من هؤلاء الجسر الذي تعبر عليه الى أهدافها سواء كانوا من الإسلاميين أو مدعي العروبة .. وقد أثار بقاءهم وتمسكهم بمناصبهم الشبحية ، الكثير والكثير من علامات الإستفهام حول إرتباطاتهم المشبوهة والحقائق المرة التي تقف وراء ذلك ..

قد يقول البعض ، أنهم هناك من أجل إحداث التوازن السياسي ومحاولة إصلاح الخلل الذي طرأ على العملية السياسية أو لتمثيل هذه الفئة أو تلك والدفاع عن حقوقها .. والى آخره من التبريرات .. والحقائق أثبتت أن ذلك كله مردود ، وأن هذه المجاميع تحولت من تكتلات وأحزاب مبدئية الى تجمعات من المرتزقة على حساب العراق !

نعم ، لقد دخلت بعض العناصر الوطنية في المراحل الأولى الى أتون العملية السياسية الجديدة في العراق ، رغم ماتكنفه من تعقيدات وتشابكات ومخاطر ، وما أثارته من إستنكار لدى البعض .. ولكن سرعان ماتيقنت تلك العناصر أن كافة السبل الى إصلاح حقيقي للوضع العراقي المتردي تكاد تكون مسدودة وأن هناك العديد من الزيف والتزييف تتبناه سياسة المحتل وتصر على تطبيقه ، وهو الذي بدأ غزوه للعراق وإحتلاله تحت ذرائع زائفة وملفقة مثل أسلحة الدمار الشامل وعلاقة النظام السابق بالإرهاب وتنظيم القاعدة وتهديد العراق لجيرانه لابل للعالم !!
ثم إستند في تطبيق وتكريس خططه على عناصر أقل مايقال عنها أنها مشبوهة وغير نزيهة ولاتمتلك تاريخاً سياسياً أو غير سياسي يمكن أن تفخر به ..!
في تلك المرحلة المبكرة .. إنسحبت تلك العناصر الوطنية وبعد أن إستنفدت كل طاقتها من أجل إحداث توازن وعقلانية في العملية السياسية ، رغم معرفتها بنوعية وعمالة القادمين من وراء الحدود مع الغزو الأمريكي ..
لقد آثرت العمل من خارج العملية السياسية في العراق .. وكان ذلك هو القرار الصحيح .. حيث خلقت بإنسحابها ذاك الى الصف المعارض الأرضية السياسية الصحيحة للمقاومة العراقية للمحتل وحكوماته في الداخل .

يقابل ذلك ، بقاء عناصر أخرى لاأجد بعد أكثر من خمس سنوات من إنحراف الحكومات العراقية المتتابعة وإتساع حلقة التآمر على العراق والتحالفات البائسة هنا وهناك .. لاأجد التبرير لبقائها إلا مسمىً واحد هو ( العمالة ووضاعة النفوس )
وإلا فليخبرنا أصحاب الشأن ، إن كنا نتجنى عليهم ، ماهي العلاقة على سبيل المثال التي يمكن أن تربط بين حزب يتخذ من الإسلام منهجاً كالحزب الإسلامي العراقي ورئيسه طارق الهاشمي ، نائب جلال الطالباني رئيس الجمهورية ، الإنفصالي عميل أميركا وإيران رقم واحد .. وبين أحزاب تشكل الحكومة تتكون من أحزاب إيرانية فارسية المنشأ والإنتماء والتطبيق ، أو تحالف كردي شوفيني ، وكلاهما قد أثبت تحالفه المصيري مع أعداء الإسلام ونصرة المحتل وخططه ..؟؟
وماذا يمكن أن تكون وكيف يمكن أن تفسرشكل العلاقة السياسية بين الحزب الشيوعي العلماني الأممي والإشتراكي ورئيسه حميد موسى .. وبين مجموعة من الأحزاب الدينية شيعية وسنية تدخل في تركيبة الحكومة وتتحالف في السر والعلن مع زعيمة العالم الرأسمالي والبرجوازية كالولايات المتحدة المحتلة للعراق ..؟؟
وكيف يفسر أن يجلس شخص يدعي الإسلام والعروبية مثل محمود المشهداني على مقعد رئاسة برلمان مشوه كل همه تمرير قوانين مشبوهة ضد مصالح العراق وشعبه ، وتتوافق مع مصالح أميركا وحلفائها مثل قانون النفط والغاز ، والمعاهدة الأمنية العراقية ـ الأمريكية ، وقانون الإنتخابات؟

كيف .. وكيف ..؟؟ والقائمة تطول !

بدأت هذا المقال بترجمة ماورد على صفحات ( واشنطن بوست ) الأمريكية من تقرير يندى له الجبين يتعلق بلصوص مافيا المنطقة الخضراء وسرقاتهم التي فاقت كل التصورات لثروة الشعب العراقي الذي يعيش معظمه تحت خط الفقر..! والذي أوقفت الحكومة أخيراً الزيادات البسيطة في سلم رواتب موظفيه وكادحيه ، بحجة عدم توفر الأموال اللازمة في وقت تعترف فيه وزارة المالية أن الإحتياطي المالي في الميزانية العراقية قد وصل الى 79 مليار دولار !!
وأنهي مقالي أيضاً بترجمة مقتضبة لمقاطع من تقارير تدمى لها القلوب والعيون تتعلق بذبح الشعب العراقي ، وقد وردت في مجموعة مؤلفات جمعها بعض الباحثين في بريطانيا منهم : دانيال ستانتون ، تيم لي دون ، بات كات كريسب ، وبإشراف الدكتور : هايدي لاموريه .

المؤلفات هي :
ـ ملاحقة داوننغ ستريت " هل الولايات المتحدة قتلت 10,000 عراقي في الشهر ، أم هو أكثر ؟ " 6 تموز / يوليو 2007 . المؤلف مايكل شوارتز .
ـ العراق ، عدد القتلى وصل الى أرقام الإبادات الجماعية في رواندا ، وحقول القتل في كمبوديا !! 17 أيلول / سبتمبر 2007 . المؤلف جوشوا هولاند .
ـ الصراع في العراق قتل مليوناً ، 7 كانون الثاني / يناير 2008 . المؤلف لوك بيكر .
ـ العراق ليس بلدنا لنعود اليه ، المؤلفان مكي النزال وظاهر جمايل ، آذار / مارس 2008 .

(( أكثر من مليون عراقي لقى حتفه نتيجة أعمال العنف في العراق منذ عام 2003 ، وهذا العدد يزيد على عدد ضحايا الإبادات الجماعية في رواندا عام 1994 والذي بلغ 800,000 شخص ، ويقل قليلاً عن عدد ضحايا مجازر كمبوديا في سنوات السبعينات ..
تقول الإحصائيات التي لدينا نتيجة إستطلاعات مع الآف العوائل العراقية شملت 15 من مجموع 18 محافظة ، أن نسبة 56 % قتلوا على يد قوات الإحتلال الأجنبية مباشرةً ، ولكن الحقيقة ربما تمثل أكثر من هذا الرقم ..! (يعني إقتسام عمليات الذبح بين المحتل وعصابات أحزاب الحكومة ..! )
لقد وصلت أعداد القتلى بالمعدل المتوسط الى حوالي 300 ضحية في اليوم !! أي حوالي 10,000 ضحية في الشهر !! شاركت فيها القوات الأمريكية والمليشيات الحزبية ..
يذكر مايكل شوارتز ، نقلاً عن إحصائيات معهد " بروكلين " ، ان الجيش الأمريكي ، وخلال السنوات الأربع من الإحتلال كان يقوم بمداهمات بمعدل 1000 دورية عسكرية في اليوم .. ثم إرتفع العدد الى 5000 دورية في إنحاء العراق بحجة ملاحقة الإرهابيين .. وكانت كل دورية تقوم بتفتيش 30 منزلاً للعوائل العراقية في المعدل وفي اليوم الواحد .. وقد أعتقل وقتل العديد من الأبرياء لأمور لاعلاقة لها بإرتباطهم بالمقاومة ..!
بلغت مداهمات منازل العوائل العراقية الى 100 منزل في اليوم .. وقد تم إخبارنا من بعض العسكريين الأمريكان أنهم كانوا يطلقون النار أحياناً على بعض الشبان ، وأن سبب ذلك يعود الى الأوامر العسكرية التي لديهم ، والتي تنص على عدم إضاعة الفرص بتفسير الشكوك لصالح أولئك المدنيين ، بل العكس ، القيام بقتلهم للحفاظ على سلامة الجندي الأمريكي من أي إحتمال ومهما كان بسيطاً ..!!!
وبحسب وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة .. فإن 5 ملايين عراقي قد تعرضوا مباشرة لأعمال العنف لحد عام 2007 ، وقد هاجر حوالي 2,4 مليون عراقي تاركاً بلده هرباً من القتل !! تاركين وراءهم منازلهم وممتلكاتهم والتي غالباً ماتم الإستيلاء عليها من قبل عصابات القتل .!! ، ولو أننا قمنا بحساب معدلات الهجرة والقتل لوجدنا أرقاماً مخيفة تتزايد بمعدل 100,000 عراقي شهرياً .. وعلى الرغم من الإعلان الحكومي عن تناقص العنف وعودة اللاجئين ، إلا أن الإحصائيات لاتزال تشير الى نزوح الألاف .. وأن من عاد منهم بعد أن ضاقت عليه السبل في الخارج ، فإنه يتوقع الموت .. وفعلاً قد تمت تصفية أعداد من اللاجئين الذين عادوا إستناداً الى الأرقام التي لدينا ..!!
تشير المعلومات التي حصلنا عليها في مدينة الفلوجة على سبيل المثال نتيجة المقابلات التي أجريناها أن هناك 800 معتقل لايزالون لدى الأمريكان من أهالي المدينة .. يعترف الأمريكان أنفسهم ، أنه على الأقل فإن 750 شخص من هؤلاء لاعلاقة لهم إطلاقاً بأي أعمال مقاومة ، بل هم أشخاص يرفضون فقط التعاون مع الأمريكان الذين يحتلون مناطقهم .. ومع ذلك لازال الأمريكان يكررون ، أن الفلوجة قد أصبحت مكاناً آمناً ..!!
يروي لنا أحد العراقيين ، الذين إلتقيناهم في دمشق .. أنه في شهر كانون الثاني / يناير الماضي ، قررت وعائلتي العودة الى منزلنا في بغداد .. وفعلاً تم ذلك .. وفي الليلة الأولى لعودتنا ، حاصر الجنود الأمريكان البيت ، ودخلوا للتفتيش ، ثم وضعونا في غرفة واحدة تحت الحراسة ، وقام البعض منهم بالصعود الى سطح الدار ، حيث بدأوا يطلقون النار .. لقد كانت ليلة مرعبة لن ننساها ..
في اليوم الثاني لوصولنا .. تركنا المنزل مرة أخرى .. وها نحن في دمشق نعيش حياة قاسية بعيدين عن دارنا وأهلنا ووطننا ...! )) ـ إنتهى التقرير ـ

لاأجد ، بعد كل ذلك ، الكلمات المناسبة التي أنهي فيها هذه الحلقة الأخيرة من هذا المقال والألم يعتصرني ، فكانت هذه السطور التي وُلِدَت من مخاض الألم العراقي الذي يستقبل العيد بالدماء والدموع :

تَجَنَسـي وَنَجّسِـي
يادعوةٍ وَمَجْلـسِ

يابَرلمانٍ مُدلِسِ
وائتلافٍ مُخَمَسِ

بالعمائمْ تَلَبَسِي
وَفَارِسٍ تُقَدِسي

لاتَستَحي .. لاتستحي
حكومـةٍ وَمَجْلــسِ


lalhamdani@rocketmail.com
العنوان الجديد لبريدي .. وشكراً



الىكل من يحمل السلاح والقلم لتحرير العراق :
تنظيف البيت العراقي من الداخل قبل الداخلين ــ 3

كتابات : علي الحمــداني

إستعرضنا في الحلقتين السابقتين من هذا المقال جانبين مهمين من القاذورات السامة التي تعشعش داخل العراق حاليا والتي سكتنس بعون الله بالبندقية ومن ورائها القلم ..

كانت حلقتنا الأولى عن الإنفصاليين الأكراد من أتباع حزبي العميلين مسعود برزاني وجلال طالباني العدوين اللدودين اللذين تحالفا من أجل تحطيم العراق ومسح هويته العربية وتقسيمه وفرض التطهير العرقي على أقلياته القومية من تركمان وكلدوآشوريين كما يحدث في كركوك وخانقين وسهول محافظة نينوى وغير ذلك من مناطق العراق ..! .
أما حلقتنا الثانية فكانت تتعلق بشيعة أهل البيت الفارسي ، من الذين تركوا التشيع العلوي العروبي الإسلامي النقي وراء ظهورهم من أجل إيران الفارسية ، ومن الذين يجلسون تحت جناحي النسر الأمريكي في سفارة المنطقة الخضراء من الذين ملأوا أسماعنا حوله بالنغم النشاز وهم يجاهرون .. وأعني يجاهرون فقط ولايخافتون .. بالعداء ( للشيطان الأكبر ) !! أما التخافت والعمل في الخفاء فهو من إختصاص السادة ( الخاصة ) .. ولا يخص الشعب من ( العامة ) ..
أليست هذه المصطلحات جزء من أدبياتهم ..؟ أم أنني أتجنى عليهم ياترى ..؟

لابد لي هنا من إشارة لتصحيح عبارة وردت في الحلقة الثانية ، لفت نظري اليها زميل عزيز ، وذلك عملاً بأمانة النقل والنشر ، تلك هي ماذكرته عن تصريح محمد خاتمي ، رئيس إيران السابق ، حول قوله (على الولايات المتحدة أن لاتنسى مساعدة إيران لها في العراق وأفغانستان ) .. والصحيح هو أن هذا التصريح الخطير صدر عن محمد أبطحي ، مدير مكتب خاتمي ، في 3 كانون الثاني / يناير عام 2004 ، وخاتمي يشغل آنذاك منصب رئيس الجمهورية ( الإسلامية ) .. وعلى أي حال ، ماكان لأبطحي أن يصرح تصريحاً بهذا الحجم من دون موافقة خاتمي ومن هو فوق خاتمي ..!!

كنت قد أشرت في الحلقة الأولى ، بالإضافة الى العينتين من الخونة والعملاء المذكورين أعلاه ، الى الذيول التابعة لهما ، وقد صنفتهم بشلة المنتفعين واللصوص من كافة الشرائح والمذاهب والأديان الذين يدورون في فلك المحتل وحكوماته .. وبالمتاجرين بالدين ومحاولة توظيفه لخدمة مصالح دنيوية من السنّة والشيعة على السواء ..!!

في هذه الحلقة الثالثة والأخيرة .. سوف أستعرض أدوار هؤلاء وبإختصار مااستطعت ، وخصوصاً بعد أن إنفضح أمرهم .. فمنهم من قضى دوره .. ومنهم من ينتظر .. وقد بدلوا تبديلا ..
أما من قضى دوره فقد عاد ممتلئاً الى بريطانيا وأميركا والإمارات ، الى أواطنهم التي يحملون جنسياتها أو الإقامة فيها ، وحيث تقيم أيضاً حساباتهم المصرفية المترفة المسروقة من دم وعرق وبؤس الشعب العراقي ! والعجيب أن لاأحد منهم عاد الى الوطن الأم إيران بعد أن قام بخدمته ، بل عاد الجميع الى الشيطان الأكبر ودول التحالف معه ..!!!
أما من ينتظر منهم .. فلا زالت أمامه أدواراً ليؤديها .. وهل يُطعَم القرد إلا بعد أن يؤدي أدواره البهلوانية أمام سيده ..؟
لينتظروا .. فمرحباً بهم في أوطانهم .. ولكن ، وبعهد الشرفاء ، ومن أجل كل دينار سرق من عرق العراقيين .. ومن أجل كل قطرة دم نزفت من كل عراقي .. ومن أجل كل دمعة ذُرِفت من عيون كل عراقية حَزَناً على بيتها المهدم أو المسروق منها وهي تعيش في فقر المهجر أو على زوجها أو أبيها أو أخيها أو ولدها ممن إغتالته عصابات إجرام الحاكمين ..
أنهم سوف لن يجدوا الأمن والراحة كما قد يتوهمون ...!!!
فانتظروا إنّا معكم منتظرون ..

أنقل أولاً مقالاً نشر في إحدى صحف سندهم وسدنتهم الأمريكان .. في صحيفة ( واشنطن بوست ) في عددها الصادر الأربعاء 24 أيلول / سبتمبر 2008 .. للكاتبة ( دانا هيدجبيث ) الصحفية العاملة في تلك الصحيفة :

(( قدّر مسؤول رسمي عراقي سابق يوم أمس ، أن مبلغ 13 مليار دولار " ثلاثة عشر ألف مليون " من المبالغ المخصصة لإعادة إعمار الخدمات في العراق ، قد إختفت ( ..! ) إما بالهدر أو بالسرقة !

وقال السيد سلام .... ، المحقق السابق في المفوضية العليا للنزاهة في العراق ، في إفادته أمام لجنة السياسات الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي ، أن مكتب مراجعة وتدقيق الحسابات العراقية لايمكنه ضبط المبالغ المختفية بشكل تام وصحيح .
إن الكثير من المشاريع التي خصصت لها تلك الأموال ، إما أنها مشاريع لاضرورة لها ، أو أنها مشاريع لم ترَ النور أبداً .. أي لم يتم تنفيذها ، في حين تم صرف أموالها ( ..! ) وبذلك فإن بلايين الدولارات الأمريكية قد إختفت !
إن تقريراً مفصلاً بتلك الحقائق وبالأرقام ، قد تم رفعه الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ولكن لم يتم نشره أو إتخاذ أي إجراء بشأنه .. فلا أحد يهتم بالتحقيق في هذا الموضوع رغم خطورته في حين يخشى الكثير من المحققين القيام بواجباتهم خوفاً على حياتهم ، بعد أن تمت تصفية 32 شخصاً كانوا من العاملين معنا بسبب ذلك " ..! "
وأضاف ، أن تقريراً سبق ورفع الى المفتش العام للمفتشية الأمريكية العليا الخاصة بإعادة إعمار العراق ، والتي تم دعمها من قبل الكونغرس الأمريكي من أجل متابعة ضياع مايقارب 50 مليار دولار أمريكي في العراق " ..! "
صرحت " كريستين بيلايل ، المتحدثة بإسم المفتشية ، أنها تتابع وبنشاط هذه المعلومات ، ولكن سوف لن يتم نشر التحقيقات الخاصة بها في الوقت الحاضر !!
السيد سلام ، هو واحد من ثلاثة عراقيين أدلوا بإفاداتهم أمام لجنة مجلس الشيوخ المذكورة ، أحد هؤلاء هو عباس مهدي ، الذي شغل في وقت سابق منصب وزاري والذي تحدث عن إستشراء الفساد المالي والإداري في العراق وبشكل واسع !!
الثالث ، هو أمريكي من أصل عراقي ، عمل لمدة خمس سنوات ، كمستشار في كل من وزارتي الدفاع ثم الخارجية العراقيتين .. وقد أدلى بشهادته من على شاشة تلفزيونية بعد تشفير صورته ، ومن مكان لم يكشف عنه ، وقال بصوت تم تغييره لعدم الكشف عن شخصيته .. أنه بات يخشى على حياته ، بعد أن كشف عن عمليات سرقة نفط منظمة من مصفاة بيجي تتم بالتعاون بين مسؤوليين حكوميين عراقيين وأشخاص من تنظيم القاعدة " ..! "
أما " بايرون دورغان " ، رئيس اللجنة ، فقد علق بالقول : إن دافعي الضرائب الأمريكان قد تم إستنزافهم بالكميات الهائلة من الدولارات " لتمويل عملياتنا العسكرية " في العراق ، في حين يتم إهدار الأموال هناك بهذا الشكل ..! ولا يمكن أن نبقى مغمضي الأعين الى الأبد عما يجري هناك .!
السيد سلام ، قال أيضاً ، أنه كانت له المسؤولية المباشرة عن حوالي 200 محقق ، وعلى إتصال مباشر بما يحدث من فساد ، وأصبح عليه في نهاية المطاف أن يهرب من العراق بعد أن تلقى تهديداً بالقتل !! وأضاف أن " الهيئة العليا للنزاهة " !! سجلت ومن خلال عدة لجان غير مجموعته فقدان 9 مليار دولار ، إضافة الى مبلغ 13 مليار التي أشار اليها .. ولكن من غير الواضح إذا كان مبلغ 9 مليار هو من ضمن مبلغ 13 مليار أو أنه مستقل عنه ليصل الرقم الى 21 مليار ...!!!
أشار المفتش ايضاً الى أن وزارة الدفاع العراقية ، قامت بتأسيس شركتين حكوميتين لغرض تغطية ومتابعة إستيراداتها من طائرات ومدرعات ومدافع وغيرها من المعدات العسكرية .. وتم دفع مبلغ 1,7 مليار دولار في حساب الشركتين كتمويل من قبل الحكومة الأمريكية .. الذي حصل أن المعدات المستوردة كانت أقل بكثير عن هذه الميزانية ، وتختلف من حيث النوعية ، حتى أن بعض السترات الواقية من الرصاص التي كانت ضمن المستوردات ، وصلت وهي غير صالحة للعمل لعيوب فيها !
كذلك ، تم التعاقد على صفقة من طائرات الهليوكوبتر .. ولكن الذي تم تسلمه فعلاً هو طائرات مستعملة مضى على صناعتها 25 عاماً .. وبدلاً من أن تقوم وزارة الدفاع بمقاضاة المصدّر وإستعادة الأموال المهدورة .. تم الإتفاق معهم على تزويد الجيش بمرافق صحية ومطابخ ميدانية متنقلة " ..! " وهذه بدورها لم تصل أبداً الى العراق ، بعد أن تم تحويل مبالغها الى الخارج ...!!!
ويضيف المفتش .. أن هناك مايسمى ( المشاريع الشبحية ) .. أي مشاريع على الورق فقط .. يتم صرف الأموال لها ، وبدون تنفيذ .. ومن أمثلة ذلك ، وفي حالة واحدة قام بالكشف عنها ، هي صرف مبلغ 24,4 مليون دولار على مشروع ( وهمي ) للكهرباء في محافظة نينوى لاوجود له إلا على الورق (..! )
في تقرير لهيئة الرقابة المالية العراقية ، وقعت عليه يد السيد سلام ، يكشف أن بعض الأموال المخصصة الى وزارة الدفاع العراقية ، قد تم تحويلها الى تنظيم القاعدة ( ..! ) في حسابات مصرفية في الأردن وأماكن أخرى ..!
ملاحظة : إشتركت في إعداد هذا البحث ايضاً الباحثة " جولي تيت " . ـ إنتهى التقرير ـ )

هذا غيض من فيوضات كثيرة .. وقد سبق لي شخصياً ان قمت بنشر مقالات عن سرقات وبالأسماء على مواقع الكترونية منها هذا الموقع . على سبيل المثال راجع مقال : ( في ظل حكومات اللصوص نشر بتاريخ 26/3/2008 ) .. ولم يكن نشرها من باب الفبركات الصحفية كما يتم إتهامنا ..
التقرير أعلاه ، وما سبق نشره .. ماهي إلا بعض من الحقائق التي تم كشفها ، وقطعاً ما خفي منها كان أعظم ..
المواقع الألكترونية التي أطلق عليها (دولة) رئيس وزرائنا ، وبلغة هابطة ( مكبات للنفايات) وعندما سننشر مستقبلاً ، فإننا سنستند على تقارير عالمية موثقة ، كالتقرير أعلاه ، الذي يحمل صفة رسمية كونه تقريراً مقدماً لمجلس الشيوخ الأمريكي .. والذي تطرق الى دور رئيس الوزراء العراقي بالتغطية على مايحدث أو الإيعاز بتشكيل اللجان التحقيقية والتي لم نسمع يوماً عن نتائج تحقيقاتها ..! أو سيكون مايتم نشره بهذا الشأن على شكل تقارير معززة بمستندات حكومية مصورة ..!
عندها سنرى أين هي مكبات النفايات الحقيقية ( ...! )

وبالإنتقال الى الجانب السياسي في عملية إغتصاب العراق أرضاً وشعباً .. فإن التآمر لايقف عند حدود الأحزاب الشوفينية أو الأحزاب الطائفية وأدواتهما في التضليل الفكري أو التصفيات الجسدية ، بل أثبتت الأحداث وعلى مدى خمسة وستين شهراً من الإحتلال وحكوماته ، أن هناك أيضاً مساهمات مشبوهة ممن زُيّن لنا أنهم أحزاب أو شخصيات مستقلة ذات ماضٍ وطني .. وخصوصاً عندما يكون هؤلاء من أهل السنّة العرب ، وهذا ماتم تركيز المخرج الأمريكي عليه ، لكي يقال لنا أن هناك مشاركة فعلية لكافة أطياف الشعب العراقي في الحكم الجديد .. وهي النغمة التي أطربت العصابات الطائفية والشوفينية لتتخذ من هؤلاء الجسر الذي تعبر عليه الى أهدافها سواء كانوا من الإسلاميين أو مدعي العروبة .. وقد أثار بقاءهم وتمسكهم بمناصبهم الشبحية ، الكثير والكثير من علامات الإستفهام حول إرتباطاتهم المشبوهة والحقائق المرة التي تقف وراء ذلك ..

قد يقول البعض ، أنهم هناك من أجل إحداث التوازن السياسي ومحاولة إصلاح الخلل الذي طرأ على العملية السياسية أو لتمثيل هذه الفئة أو تلك والدفاع عن حقوقها .. والى آخره من التبريرات .. والحقائق أثبتت أن ذلك كله مردود ، وأن هذه المجاميع تحولت من تكتلات وأحزاب مبدئية الى تجمعات من المرتزقة على حساب العراق !

نعم ، لقد دخلت بعض العناصر الوطنية في المراحل الأولى الى أتون العملية السياسية الجديدة في العراق ، رغم ماتكنفه من تعقيدات وتشابكات ومخاطر ، وما أثارته من إستنكار لدى البعض .. ولكن سرعان ماتيقنت تلك العناصر أن كافة السبل الى إصلاح حقيقي للوضع العراقي المتردي تكاد تكون مسدودة وأن هناك العديد من الزيف والتزييف تتبناه سياسة المحتل وتصر على تطبيقه ، وهو الذي بدأ غزوه للعراق وإحتلاله تحت ذرائع زائفة وملفقة مثل أسلحة الدمار الشامل وعلاقة النظام السابق بالإرهاب وتنظيم القاعدة وتهديد العراق لجيرانه لابل للعالم !!
ثم إستند في تطبيق وتكريس خططه على عناصر أقل مايقال عنها أنها مشبوهة وغير نزيهة ولاتمتلك تاريخاً سياسياً أو غير سياسي يمكن أن تفخر به ..!
في تلك المرحلة المبكرة .. إنسحبت تلك العناصر الوطنية وبعد أن إستنفدت كل طاقتها من أجل إحداث توازن وعقلانية في العملية السياسية ، رغم معرفتها بنوعية وعمالة القادمين من وراء الحدود مع الغزو الأمريكي ..
لقد آثرت العمل من خارج العملية السياسية في العراق .. وكان ذلك هو القرار الصحيح .. حيث خلقت بإنسحابها ذاك الى الصف المعارض الأرضية السياسية الصحيحة للمقاومة العراقية للمحتل وحكوماته في الداخل .

يقابل ذلك ، بقاء عناصر أخرى لاأجد بعد أكثر من خمس سنوات من إنحراف الحكومات العراقية المتتابعة وإتساع حلقة التآمر على العراق والتحالفات البائسة هنا وهناك .. لاأجد التبرير لبقائها إلا مسمىً واحد هو ( العمالة ووضاعة النفوس )
وإلا فليخبرنا أصحاب الشأن ، إن كنا نتجنى عليهم ، ماهي العلاقة على سبيل المثال التي يمكن أن تربط بين حزب يتخذ من الإسلام منهجاً كالحزب الإسلامي العراقي ورئيسه طارق الهاشمي ، نائب جلال الطالباني رئيس الجمهورية ، الإنفصالي عميل أميركا وإيران رقم واحد .. وبين أحزاب تشكل الحكومة تتكون من أحزاب إيرانية فارسية المنشأ والإنتماء والتطبيق ، أو تحالف كردي شوفيني ، وكلاهما قد أثبت تحالفه المصيري مع أعداء الإسلام ونصرة المحتل وخططه ..؟؟
وماذا يمكن أن تكون وكيف يمكن أن تفسرشكل العلاقة السياسية بين الحزب الشيوعي العلماني الأممي والإشتراكي ورئيسه حميد موسى .. وبين مجموعة من الأحزاب الدينية شيعية وسنية تدخل في تركيبة الحكومة وتتحالف في السر والعلن مع زعيمة العالم الرأسمالي والبرجوازية كالولايات المتحدة المحتلة للعراق ..؟؟
وكيف يفسر أن يجلس شخص يدعي الإسلام والعروبية مثل محمود المشهداني على مقعد رئاسة برلمان مشوه كل همه تمرير قوانين مشبوهة ضد مصالح العراق وشعبه ، وتتوافق مع مصالح أميركا وحلفائها مثل قانون النفط والغاز ، والمعاهدة الأمنية العراقية ـ الأمريكية ، وقانون الإنتخابات؟

كيف .. وكيف ..؟؟ والقائمة تطول !

بدأت هذا المقال بترجمة ماورد على صفحات ( واشنطن بوست ) الأمريكية من تقرير يندى له الجبين يتعلق بلصوص مافيا المنطقة الخضراء وسرقاتهم التي فاقت كل التصورات لثروة الشعب العراقي الذي يعيش معظمه تحت خط الفقر..! والذي أوقفت الحكومة أخيراً الزيادات البسيطة في سلم رواتب موظفيه وكادحيه ، بحجة عدم توفر الأموال اللازمة في وقت تعترف فيه وزارة المالية أن الإحتياطي المالي في الميزانية العراقية قد وصل الى 79 مليار دولار !!
وأنهي مقالي أيضاً بترجمة مقتضبة لمقاطع من تقارير تدمى لها القلوب والعيون تتعلق بذبح الشعب العراقي ، وقد وردت في مجموعة مؤلفات جمعها بعض الباحثين في بريطانيا منهم : دانيال ستانتون ، تيم لي دون ، بات كات كريسب ، وبإشراف الدكتور : هايدي لاموريه .

المؤلفات هي :
ـ ملاحقة داوننغ ستريت " هل الولايات المتحدة قتلت 10,000 عراقي في الشهر ، أم هو أكثر ؟ " 6 تموز / يوليو 2007 . المؤلف مايكل شوارتز .
ـ العراق ، عدد القتلى وصل الى أرقام الإبادات الجماعية في رواندا ، وحقول القتل في كمبوديا !! 17 أيلول / سبتمبر 2007 . المؤلف جوشوا هولاند .
ـ الصراع في العراق قتل مليوناً ، 7 كانون الثاني / يناير 2008 . المؤلف لوك بيكر .
ـ العراق ليس بلدنا لنعود اليه ، المؤلفان مكي النزال وظاهر جمايل ، آذار / مارس 2008 .

(( أكثر من مليون عراقي لقى حتفه نتيجة أعمال العنف في العراق منذ عام 2003 ، وهذا العدد يزيد على عدد ضحايا الإبادات الجماعية في رواندا عام 1994 والذي بلغ 800,000 شخص ، ويقل قليلاً عن عدد ضحايا مجازر كمبوديا في سنوات السبعينات ..
تقول الإحصائيات التي لدينا نتيجة إستطلاعات مع الآف العوائل العراقية شملت 15 من مجموع 18 محافظة ، أن نسبة 56 % قتلوا على يد قوات الإحتلال الأجنبية مباشرةً ، ولكن الحقيقة ربما تمثل أكثر من هذا الرقم ..! (يعني إقتسام عمليات الذبح بين المحتل وعصابات أحزاب الحكومة ..! )
لقد وصلت أعداد القتلى بالمعدل المتوسط الى حوالي 300 ضحية في اليوم !! أي حوالي 10,000 ضحية في الشهر !! شاركت فيها القوات الأمريكية والمليشيات الحزبية ..
يذكر مايكل شوارتز ، نقلاً عن إحصائيات معهد " بروكلين " ، ان الجيش الأمريكي ، وخلال السنوات الأربع من الإحتلال كان يقوم بمداهمات بمعدل 1000 دورية عسكرية في اليوم .. ثم إرتفع العدد الى 5000 دورية في إنحاء العراق بحجة ملاحقة الإرهابيين .. وكانت كل دورية تقوم بتفتيش 30 منزلاً للعوائل العراقية في المعدل وفي اليوم الواحد .. وقد أعتقل وقتل العديد من الأبرياء لأمور لاعلاقة لها بإرتباطهم بالمقاومة ..!
بلغت مداهمات منازل العوائل العراقية الى 100 منزل في اليوم .. وقد تم إخبارنا من بعض العسكريين الأمريكان أنهم كانوا يطلقون النار أحياناً على بعض الشبان ، وأن سبب ذلك يعود الى الأوامر العسكرية التي لديهم ، والتي تنص على عدم إضاعة الفرص بتفسير الشكوك لصالح أولئك المدنيين ، بل العكس ، القيام بقتلهم للحفاظ على سلامة الجندي الأمريكي من أي إحتمال ومهما كان بسيطاً ..!!!
وبحسب وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة .. فإن 5 ملايين عراقي قد تعرضوا مباشرة لأعمال العنف لحد عام 2007 ، وقد هاجر حوالي 2,4 مليون عراقي تاركاً بلده هرباً من القتل !! تاركين وراءهم منازلهم وممتلكاتهم والتي غالباً ماتم الإستيلاء عليها من قبل عصابات القتل .!! ، ولو أننا قمنا بحساب معدلات الهجرة والقتل لوجدنا أرقاماً مخيفة تتزايد بمعدل 100,000 عراقي شهرياً .. وعلى الرغم من الإعلان الحكومي عن تناقص العنف وعودة اللاجئين ، إلا أن الإحصائيات لاتزال تشير الى نزوح الألاف .. وأن من عاد منهم بعد أن ضاقت عليه السبل في الخارج ، فإنه يتوقع الموت .. وفعلاً قد تمت تصفية أعداد من اللاجئين الذين عادوا إستناداً الى الأرقام التي لدينا ..!!
تشير المعلومات التي حصلنا عليها في مدينة الفلوجة على سبيل المثال نتيجة المقابلات التي أجريناها أن هناك 800 معتقل لايزالون لدى الأمريكان من أهالي المدينة .. يعترف الأمريكان أنفسهم ، أنه على الأقل فإن 750 شخص من هؤلاء لاعلاقة لهم إطلاقاً بأي أعمال مقاومة ، بل هم أشخاص يرفضون فقط التعاون مع الأمريكان الذين يحتلون مناطقهم .. ومع ذلك لازال الأمريكان يكررون ، أن الفلوجة قد أصبحت مكاناً آمناً ..!!
يروي لنا أحد العراقيين ، الذين إلتقيناهم في دمشق .. أنه في شهر كانون الثاني / يناير الماضي ، قررت وعائلتي العودة الى منزلنا في بغداد .. وفعلاً تم ذلك .. وفي الليلة الأولى لعودتنا ، حاصر الجنود الأمريكان البيت ، ودخلوا للتفتيش ، ثم وضعونا في غرفة واحدة تحت الحراسة ، وقام البعض منهم بالصعود الى سطح الدار ، حيث بدأوا يطلقون النار .. لقد كانت ليلة مرعبة لن ننساها ..
في اليوم الثاني لوصولنا .. تركنا المنزل مرة أخرى .. وها نحن في دمشق نعيش حياة قاسية بعيدين عن دارنا وأهلنا ووطننا ...! )) ـ إنتهى التقرير ـ

لاأجد ، بعد كل ذلك ، الكلمات المناسبة التي أنهي فيها هذه الحلقة الأخيرة من هذا المقال والألم يعتصرني ، فكانت هذه السطور التي وُلِدَت من مخاض الألم العراقي الذي يستقبل العيد بالدماء والدموع :

تَجَنَسـي وَنَجّسِـي
يادعوةٍ وَمَجْلـسِ

يابَرلمانٍ مُدلِسِ
وائتلافٍ مُخَمَسِ

بالعمائمْ تَلَبَسِي
وَفَارِسٍ تُقَدِسي

لاتَستَحي .. لاتستحي
حكومـةٍ وَمَجْلــسِ


lalhamdani@rocketmail.com
العنوان الجديد لبريدي .. وشكراً




















































Wednesday, September 24, 2008

الى كل من يحمل السلاح والقلم لتحرير العراق :

الى كل من يحمل السلاح والقلم لتحرير العراق :
تنظيف البيت العراقي من الداخل قبل الداخلين ــ 2

كتابات : علي الحمـداني

كما أن الحزبين الكرديين الإنفصاليين العميلين لإسرائيل وأميركا وعملائهما ، هما من قوى الداخل العراقي ، بالرغم من أننا نعرف أنهما لايعيران أدنى إهتمام لدولة إسمها العراق أو لأي حكومة في بغداد تدعى الحكومة العراقية ، إلا أننا سنعتبرهم كذلك إستناداً الى تصريحات مسؤوليهم ، والتي نعرف أيضاً أنها جزء من سياسة الكذب والخداع المرحلية التي يلجأوون اليها حاليا من أنهم حريصون على العراق الوطن والعراقيين الشعب ، مع أن كافة المؤشرات صغيرها وكبيرها تشير بالإتجاه المعاكس لهذه التقولات !

تطرقت الى هذا الجانب في القسم الأول من هذا المقال ، مع شعوري بأنني لم أوفيه حقه بالكامل فالحديث عنه طويل ومتشعب ، ولاتكاد تتناول جانب من جوانب الموضوع ، حتى تظهر لك أمور جديدة وتكاد تكون يومية تتناقلها وسائل الإعلام عن مواقفهم المتسمة بالخسة والتدني مستغلة الظرف السياسي المعقد الذي يمر به العراق ..
ربما ستكون لنا عودة أو أكثر الى هذا الموضوع بالذات ، على الرغم من أنني أجد منضدتي تزدحم بالأوراق ، وبعضها (مستندات رسمية خطيرة تتعلق بأسماء معروفة ) ، ويجب أن تأخذ طريقها الى النشر لأهميتها ، وهذا ماسيكون قريباً بإذن الله ، مع محاولتي أولاً تغطية فقرات هذا المقال ماأمكن وقد بدأت بالقسم الأول منه الأسبوع الماضي ..

أقول كما أن الحزبين الكرديين هما من الداخل .. فإن شيعة الفارسية في العراق ، هم كذلك أيضاً ، مع أن إيران كما كانت دائماً ، هي من الداخلين المتدخلين في الشأن العراقي .. ولكن ، ضرب وإحراق أصابعها في الداخل ، يبقى الهدف الأول ، ومقالي هذا موجه : الى كل من يحمل السلاح والقلم لتحرير العراق .. فأقول : ( واضرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَان ) .

شيعة الفرس وعملاء إيران الذين باعوا تشيعهم العلوي العروبي بثمن بخس :

هم العدو فاحذروهم .. وقاتلوهم .. فليس هناك ثمة لقاء عروبي أو إسلامي معهم ..
لن أتطرق في الحديث هنا عن تاريخ الفرس فيما يتعلق بالعراق ، ومنذ الفتح الإسلامي الذي حرر العراق وتم معه دخول الفرس في الإسلام وهو تاريخ طويل يرجع لقرون عديدة ، وما تلا ذلك من مؤامرات فارسية على العراق لعل من أبرزها تحالفهم مع الغزو المغولي لبغداد على يد نصير الدين الطوسي والذي لايزال يعد أحد أبرز مراجعهم ، والذي يستشهد به ويمجده الخميني نفسه في كتبه ومنها (تحرير الوسيلة ) و ( الدولة الإسلامية ) وكل ذلك قد أصبح واضحاً ومعروفاً بفضل أقلام الكتّاب وأنشطة الإعلاميين والمؤرخين لاسيما في السنوات الأخيرة .. ومع ذلك لازلت أشعر بأن مقدمة سريعة عن هذا الموضوع حول ( إيران الإسلامية ) هي لازمة لربط الأحداث التي نعيشها حالياً في وطننا العزيز العراق .

يقول الخميني : ( وإذا كانت ظروف التقية تلزم أحداً منا بالدخول في ركب السلاطين ، فهنا يجب الإمتناع عن ذلك حتى لو أدى الإمتناع الى قتله ، إلا أن يكون في دخوله الشكلي نصر حقيقي للإسلام والمسلمين مثل دخول علي بن يقطين ، ونصير الدين الطوسي رحمهما الله ) ـ الحكومة الإسلامية صفحة 128 )
ولا ندري كيف خدم الطوسي ، وهو وزير هولاكو التتري المشرك ، الإسلام بتسهيل سقوط بغداد الإسلامية أمام هولاكو .. لكي يستحق الترحم عليه من قبل خميني ..؟؟؟

ويقول محمد خاتمي ، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية السابق وتحديداً عام 2004 وهو لايزال رئيساً : ( على الولايات المتحدة الأمريكية أن لاتنسى مساعدة إيران لها في أفغانستان والعراق ..) !!

لاشك أنها لم تنسى ذلك أيها ( السيد ) ..!

لعلنا نعرف الآن .. لماذا إذن غدرت أميركا بشاه إيران ..؟
وهل أن ثورة خميني كانت حقاً مفاجأة لها كما ادّعت ..؟

نجيب على السؤال الثاني أولاً بما نشرته اللوموند الفرنسية ، والواشنطن بوست الأمريكية
( كان عدد الأمريكان في إيران عند حدوث " ثورة " الخميني 40,000 شخص بين عسكري وعنصر مخابرات وجواسيس ومستشارين !! يعملون في الخارجية والداخلية والدفاع والأمن والسافاك وشركات النفط ، ومعهم أحدث أجهزة التجسس ، ويشكل عددهم واحد على سبعة من الجيش الإيراني ..!! ) ( *)
فكيف بعد هذا ينتقل الخميني بطائرة ( أير فرانس ) من باريس حيث كان يقيم في ( نوفيل دي شاتو ) في ضواحي العاصمة الفرنسية ، الى طهران ، والشاه والأمريكان يمسكون الحكم في إيران ، ليغير النظام .. والى ماذا ..؟ الى جمهورية إسلامية ؟!!
بكلمة أخرى الغرب الأمريكي والأوربي وإسرائيل يسكتون جميعهم عن قيام نظام إسلامي في واحدة من أهم دول المنطقة موقعاً وثروة وتأثيراً ، بل تقوم فرنسا بحماية خميني ونقله بطائرة خاصة مع معيته الى طهران ..!!
وهم أنفسهم من أجهض الإنتخابات الجزائرية بسبب فوز التيار الإسلامي فيها ، ولايزالون يتصدون لقيام أي نظام حكم إسلامي حقيقي وفي أي دولة عربية أو غيرها ، ومنها الجارة الأخرى للعراق ، تركيا ..!!
فكيف تم ذلك إذن ..؟
الجواب ، ما أثبتته الأحداث لاحقاً .. وهو ما سنأتي عليه بعد قليل .

لعل في أجوبة القادة الأمريكان بعض الإجابات على التساؤل الأول .. وعلى الحقائق فيما يتعلق بالسؤال الثاني :

يقول جيمي كارتر ، الرئيس الأمريكي الأسبق ، لمجلة " التايم " عام 1979 :
( إن الذين يطلبون من الولايات المتحدة أن تتدخل بشكل مباشر لوقف الأحداث مخطئون ولا يعرفون الحقائق القائمة في إيران ..!!! ) (*)
( حكومة بازرجان ـ أول حكومة خمينية ـ متعاونة للغاية مما يشجعنا على إستمرار العمل بإتجاه تعاون سليم وفعال مع القيادة الإيرانية الجديدة والنظر الى المستقبل ) (*)
( سنحاول العمل بطريقة وثيقة مع الحكومة الإيرانية ، وقد سبق وأجرينا إتصالات مع أبرز زعمائها وقادتها ...!!! ) (*)

كما يقول " هارولد سوندرز " مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق :
( إن المصالح الأمريكية لم تتغير في إيران ، ولنا مصلحة قوية في ان تبقى إيران دولة حرة مستقرة ومستقلة ..!! ) الواشنطن بوست ، بعد قيام الجمهورية ( الإسلامية ) (*)

ويقول " جورج لامبراسكن " السكرتير الأول في السفارة الأمريكية في طهران زمن الشاه ، وبعد زيارة قام بها الجنرال " هويزر " قائد القوات الأمريكية في أوربا الى طهران لبضعة أيام :
( سيقوم نظام جديد في طهران قريباً ...!!! ) مجلة " ناو " البريطانية 1979 . (*)

الجنرال " هويزر " هذا ، وصفه الشاه في مذكراته ، بأنه كان المفتاح في عملية إسقاطه وبالتعاون مع رجالات النظام الجديد وعلى رأسهم الخميني ...!!!

فهل بعد كل ذلك ، قد وجدنا الجواب لتصريحات خاتمي حول مساعدتهم للأمريكان في أفغانستان والعراق ..؟
بل وتصريحات المرشد الأعلى علي خامنئي مؤخراً ، حين إعترف بالتعاون مع الأمريكان لإحتلال العراق .. وبرر ذلك بالعمل من أجل إسقاط صدام حسين ..!!

ولو أضفنا الى هذه المعلومات ، التعاون العسكري الإسرائيلي ـ الإيراني خلال الحرب العراقية الإيرانية بما عرف بفضيحة ( إيران كونترا ) .. وبدء التقارب والتحالف السري الأمريكي ـ الإيراني عام 1988 بعد هزيمة إيران العسكرية أمام العراق .. والتنسيق مابين الموساد الإسرائيلي ، والحزبين الكرديين ، وتحالف حزب الدعوة والمجلس الإسلامي ، أو ماأطلق عليه المعارضة العراقية ، وإجتماعات الجميع في صلاح الدين ، ولندن ، قبل الغزو الأمريكي .. تكون الصورة قد باتت أكثر وضوحاً على الدور الفارسي في العراق منذ 2003 وما قبلها ولحد الآن .. وما واكبها من التدخل الإيراني السافر في العراق الذي كان ولايزال يقابله إغماض عين أمريكي .. وزعيق إسرائيلي إعلامي .. والحقيقة المؤكدة الواضحة التي لاتقبل الشك هي التدمير الشامل للعراق وللعراقيين وبدم بارد .. صهيوفارسي ..!

يقول الكاتب الإسرائيلي " عوديد ينون " في دراسته المعنونة " ستراتيجية لإسرائيل في الثمانينات " ( بأن أهم طرفين يخدمان هذه الستراتيجية هما الأقليات في الوطن العربي ودول الجوار غير العربية فالأقليات تدعم من أجل الإنفصال ـ وهو يعني تقسيم القطر الواحد ـ أو إستنزافه وتحييد دوره في الصراع العربي الإسرائيلي ، ويذكر ، التمرد الكردي كأنموذج لدور الأقليات ، كما يذكر إيران كأنموذج لدول الجوار غير العربية ...! ) (**)
عوديد ينون .. يتكلم بالذات عن الجمهورية ( الإسلامية ) الإيرانية ، وليس إيران الشاه .. لأن دراسته هذه كتبها في عام 1981 أثناء الحرب العراقية ـ الإيرانية ، فالتقط الموقف الصحيح إسرائيلياً ، وهو إستخدام أي طرف لتقسيم العراق بصفته الخطر الأعظم على إسرائيل كما حدد " ينون " ذلك بدقة .. والمراقب للأحداث في العراق يلاحظ أن ماقاله هذا الكاتب الصهيوني وما طالب به ينفذ وبدقة على يد إيران وبدعم أمريكي وتآمر كردي . (**)
مشروع خميني ، أصلاً لم يكن ليشكل خطراً على إسرائيل ، لأنه موجه ومنذ اليوم الأول لتحطيم الوضع العربي والإسلامي ( تصدير الثورة الإيرانية ) ، وإعادة تشكيله لكي يكون تحت الزعامة الإيرانية الطائفية ، والزعامات الشوفينية .
لقد قال " ينون " وبالحرف الواحد ، أن ( شيعة ) العراق موالون للخميني ، ولذا فإن من مصلحة إسرائيل تشجيع إيران على تقسيم العراق ..!!! (**)

ولابد من كلمة منصفة هنا ، وهي إطلاق الكاتب الإسرائيلي ، تعميم ( الشيعة ) سواء بقصد أو بدونه فنقول .. أن المقصود فعلاً وما أثبتته الأحداث ، هو شيعة الفرس ، ذوي الأصول الإيرانية أو الإرتباطات الإيرانية ممن يحكمون في العراق حالياً ، والذين تم إيصالهم الى الحكم بإرادة أمريكية ـ إسرائيلية بحتة .. وقطعاً ليسوا الشيعة العلويون العروبيون ، والذين يدفعون الثمن الباهظ شأنهم شأن كافة العراقيين ، كما هم يدفعون هذا الثمن ولعقود طويلة في الأحواز على يد الفرس .. والأمر نفسه ينطبق على الكرد ، فهو أيضاً لايقصد به التعميم ، بل المجموعات المنحرفة التي تشكل الأقلية وتعمل بإسم الأكثرية في تنفيذ مخططات الأعداء في العراق ـ الكاتب ـ

( لنفهم مكونات اللعبة الأمريكية ـ الإيرانية من الضروري التذكير ببدايات تأهيل إيران لتلعب دوراً أخطر وأقوى من دورها في زمن الشاه . وفي هذا الإطار فإن إسقاط الشاه لم يكن سوى خطوة أساسية ثالثة بعد خطوة حرب أكتوبر وخطوة توقيع إتفاقيتي كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل لإعادة ترتيب المنطقة ، وكما دعى هنري كيسنجر عقب حرب أكتوبر . والترتيب لم يقتصر على الأمة العربية بل كان لابد أن يشمل دولاً في الجوار وفي مقدمتها إيران ، لأن الخطوة الأمريكية الصهيونية كانت ضخمة وتشمل إعادة رسم الخارطة الجيو سياسية والسكانية ، أي تغيير التناسب السكاني وطبيعته ، لذلك كان لابد من إعادة رسم الأدوار الإقليمية أولا ، ثم رسم الخارطة الستراتيجية بإسقاط الدور العربي وإبراز الدور الإيراني ثانياً ، وأخيراً إعادة التوزيع السكاني للوطن العربي على أسس التقسيم الطائفي العنصري ، وإيران أفضل من يستطيع خدمة أميركا وإسرائيل لوجود النزعة الطائفية ( كغطاء للمطامع القومية ) لدى نخبها الصفوية ، التي وصلت للسلطة بعد توقيع إتفاقيتي كامب ديفيد وفي إطار تعاقب خطوات المخطط الأمريكي ـ الإسرائيلي ، ثالثاً ..! ( **)

بالعودة الى النظام الإيراني ، نرى ، وبعد قرابة ست سنوات على إحتلال العراق ، الحقائق التالية :
ـ أن العراق العربي قد أصبح تحت الإحتلال الإيراني كما هو تحت الإحتلال الأمريكي .
ـ أن منطقة شمال العراق الكردية هي تحت إحتلال إسرائيلي غير معلن .
ـ أن الإحتلالين أعلاه ، مكنا النظام الإيراني من تنفيذ مشروعه التوسعي في العراق وبعض الدول العربية والذي تبناه خميني ، وأطلق عليه مصطلح ( تصدير الثورة ) .
ـ أن النظام الإيراني ينفذ فعلاً وبالنيابة عن أميركا وإسرائيل ،ـ وكافة المعطيات والأحداث تشير الى ذلك ـ المشروع الأمريكي الصهيوني المسمى ( الشرق الأوسط الجديد ) .. وذلك بتمزيق المنطقة الى دويلات ، وقد بدأت بذلك في العراق على يد عبد العزيز الحكيم ودعواته الى قيام دولة الجنوب ، وكذلك الدعوات الكردية الإنفصالية المعروفة ، كما بدأت بوادره تظهر في مناطق أخرى . (***)
ـ أن النظام الإيراني بدأ فعلاً في تمزيق وإضعاف الصف الإسلامي في المنطقة وهو مالم يكن بهذه الدرجة قبل إحتلال العراق .. وبدأنا نرى تبني النظام لتكتيكات غريبة عن آيديولوجيته أو يفترض أنها كذلك ، مثل دعمه للقاعدة في العراق ! وتحالفه مع قيادات حماس " الإخوان المسلمين " في غزة وتمزيق الصف الفلسطيني ، تماماً كما يفعل محمود عباس على الجانب الآخر (***)
ـ أصبح النظام الإيراني الآن شبه مؤهل لتنفيذ مخطط تمزيق العراق والمنطقة بعد الإنسحاب الأمريكي من العراق ، وقطعاً بالتعاون والتنسيق مع إسرائيل .

هذه هي الإجابات على تساؤلاتي آنفاً .. والتي أثبتتها الأحداث على الأرض .

الأدوات الفارسية في تمزيق الجسد العراقي :

أهم وأقوى هذه الأدوات هو ( الدين ) ، وهو اللباس الذي ترتديه إيران الفارسية بتطلعاتها القومية الى أمجاد فارس في العهود الغابرة ، والتي أصلاً قد تم القضاء عليها وتكسيرها بواسطة طلائع المسلمين من الصحابة الأوائل ، الذين لاتفتأ ماكنة إعلام التشيع الفارسي تكيل لهم السب واللعن .

هذا اللباس الخادع ، يتمثل بالأحزاب التي شكلتها ومولتها وتدعمها إيران داخل العراق وخارجه ووضعت على راس قياداتها المعممين و ( السادة ) ، من أجل تضليل الشيعة بإطاعتهم الشرعية لهم وكذلك بعض المراجع الدينية الفارسية العرق والتي تدين بالولاء لإيران .

من أجل ذلك أيضاً ، شكلت ودربت ومولت ولا زالت ، الميليشيات المسلحة وتحت أسماء وشعارات وأهداف دينية ، وكأنها تعمل على إعادة الحق المسلوب من الشيعة .. ووجهت هذه المجموعات الى إرتكاب الجرائم وأعمال التخريب ، بل ودفعت بعناصر إيرانية للعمل من داخل العراق مثل قوات
" قدس " وكل عراقي اليوم ، أصبح يدرك حجم الأعمال الإجرامية والتخريبية لهذه المليشيات ..

قامت ، وعلى مدى سنوات ، بتهيئة وتأهيل عراقيين من أصول فارسية ، ولا أعتقد أن أميركا ومخابراتها كانت تجهل ذلك وهي التي تعاونت ونسقت معهم ولسنوات عديدة ، وهي من أدخلهم الى العراق بحماية قوتها العسكرية الضخمة .. وهاهم اليوم يتبؤون المناصب السياسية والعسكرية والإدارية العراقية لاسيما الحساسة والمؤثرة منها !! ويعملون على تنفيذ المخطط الأمريكي / الإسرائيلي ، الذي لاأجد شخصياً أي فروقات جوهرية تفصله عن المخطط الفارسي في تدمير العراق وتهيئته للتقسيم .

لازالت ماكنة الإعلام الفارسي تعمل بتنظيم وتوجيه دقيقين على نشر الفتنة في الصف الإسلامي بغية إضعافه ومن أجل جر الشارع الى مهاترات جانبية من خلال هذه الخطبة أو تلك ، أوهذه الصحيفة أو تلك ، أو هذه الفضائية أو تلك ..! كل ذلك بهدف التعتيم على الأهداف السياسية الحقيقية التي تقوم إيران بالعمل على تنفيذها .. ونجحت فعلاً في جر بقية التيارات الإسلامية التي تقف بالضد منها الى هذه السفسطائية والمجادلات البيزنطية ومن على شاشات الفضائيات وصفحات الجرائد !! وقد برز التيار المقابل كما أرادت له إيران ، سواء عن حسن نية ، أو بسبب عمالات بعض منظريه أو المشرفين على الفضائيات التي تفرخ كل يوم وتزداد ، وغموض الممولين لها ومن يقف وراءهم من أحزاب ودول !! (***)

لاأجد ماأختتم به ، سوى القول ، أن عملاء الفرس في الداخل ، سواء كانوا يرتدون العمامات أو الأربطة ، أو من ملايات مجلس مايسمى النواب .. يجب أن يكونوا هدف الزناد والقلم وبدون هوادة ولا شفقة ولارحمة .. وذلك من أجل تقويض البناء الأمريكي ـ الفارسي ـ الإسرائيلي على أرض العراق ..
وما النصر إلا من عند الله .

(*) وجاء دور المجوس ، الأبعاد التاريخية والعقائدية والسياسية للثورة الإيرانية . الدكتور عبد الله محمد الغريب .
(**) السيناريو الأمريكي الأخطر : حروب تأهيل إيران . الأستاذ صلاح المختار .
(***) مقالات للكاتب : مايحدث في محافظات ومدن العراق وبشكل منظم هو خطوات لتطبيق نظام الأقاليم الإنفصالي . 16 / 5 / 2008
هل أن إيران وحكيمها هم حقاً ضد المعاهدة الأمريكية ـ العراقية . 4 / 6 / 2008
خامنئي يطمئن المالكي على إستمرار دعم حكومته . 10 / 6 / 2008
كما يجب أن لانهمل مؤامرات القيادة الكردية ، يجب أن لانغفل عن المؤامرات الإيرانية في وسط وجنوب العراق . 21/ 8 / 2008
ومقالات أخرى تجدونها على الرابط أدناه .


عنوان البريد الجديد للكاتب :
lalhamdani@rocketmail.com

للإطلاع على أرشيف مقالات الكاتب :
www.alialhamdani.blogspot.com


الى كل من يحمل السلاح والقلم لتحرير العراق :


الى كل من يحمل السلاح والقلم لتحرير العراق :
تنظيف البيت العراقي من الداخل قبل الداخلين ــ 1 ــ

كتابات : علي الحمـداني

ربما لم يشهد التاريخ في مدياته المعروفة تجربة مثل التجربة العراقية الحالية ، ومن عدة زوايا ومنظورات ..
فهو بلد تحت الإحتلال العسكري المباشر من قبل القوة العسكرية الأمريكية ومعها مجموعات من جيوش دول أجنبية أخرى ..
وهو بلد تحت الإحتلال السياسي كنتيجة طبيعية للإحتلال العسكري .. فلا حرية سياسية بدون سيادة وطنية ..
وهو بلد تحت الإحتلال الإقتصادي بكافة مفاصله وأولها الثروة النفطية ..
وهو ساحة مفتوحة للدول المجاورة له لتتحرك فيه وفق مصالحها جاعلة منه حقل تجارب وصراعات وتطرف وبدون رادع من المحتل ..
وهو ساحة شهدت وتشهد خيانات مشينة للمسؤولين والحكام ، تقف أمامها بتواضع الخيانات التاريخية للطوسي وابن العلقمي وحتى أبي رغال ..
وفوق كل ذلك هناك عمليات هدم منظم من الداخل ..
هذه الأخيرة ،هي حجرالزاوية التي تحتاج الى المعالجة ، والتي يجب أن تأخذ الإهتمام الأكبر للمقاوم العراقي على الأرض ، حتى قبل أن يوجه فوهة بندقيته الى المحتل فأصحابها هم الشريان الذي يغذي جيش الإحتلال .. وقطعه ، يعني الموت آجلاً أو عاجلاً لجيوش مذعورة ومنهكة وغريبة على أرض غريبة عنهم .. ورحم الله من قال : ( اللهم احمني من أصدقائي .. أما أعدائي فأنا كفيل بهم ..)

ماأريد أن أقوله ، وبأعلى صوتي .. أنه يتوجب على المقاومة العراقية أن تغير من تكتيكاتها القتالية المرحلية لتبدأ باستهداف هؤلاء وبعثرة جهودهم ومخططاتهم وزيادة نزيفهم واستمراره لتعطيل قدرات ومخططات المحتل ، الذي تبقى هزيمته الهدف الاستراتيجي ، وهو ما سيحدث لامحالة ..

من هم هؤلاء ..؟

ـ أكراد الحزبين الإنفصاليين الشوفينيين ، حزبي برزاني وطالباني .. وعصاباتهما المعروفة بالبيشمركة .
ـ شيعة الفرس وعملاء إيران الذين باعوا تشيعهم العلوي العروبي بثمن بخس .
ـ شلة المنتفعين واللصوص من كافة الشرائح والمذاهب والأديان الذين يدورون في فلك المحتل وحكوماته .
ـ المتاجرون بالدين ومحاولة توظيفه لخدمة مصالح دنيوية ، من السنّة والشيعة على السواء .

هذه هي الأعمدة الأربعة التي يقف عليها بناء المحتل الأمريكي ـ الإسرائيلي ـ الإيراني .. وإسقاط أي منها سيجعل البناء مهتزاً وقابلاً للسقوط وبجهد أقل ..
إنهم حلقات السلسلة الحديدية التي تطوق عنق أحرار العراق .. وكسر إحداها ، يعني بداية تحطم القيد ..

عصابات برزاني وطالباني من المرتزقة الأكراد :

لم يعرف التاريخ أهل غدر وخيانة وجحود ، كما عرف عصابات العميلين المخضرمين مسعود وجلال ، ومن سبق مسعود من السلالة الغادرة والناكرة للجميل .
هذا ليس من مفردات الكلام المنمق ، وحاشا أن يكون موجهاً الى الطيبين البسطاء من الشعب الكردي المظلوم بجشع وخيانة الحزبين وقادتهما .. فنحن نعرف حجم معاناتهم إنسانياً وإقتصادياً ، ونعلم بسياسة كم الأفواه التي يطبقها بحقهم متنفذي الحزبين والبيشمركة والأشايس .. ولدينا من هذه الحقائق الملموسة الكثير على الرغم من مكابرة البعض من خونة شعبهم ومن المنتفعين وأزلام الحزبين ..

إنها حقائق التاريخ ومفرداته التي عاش بعضها الكثير منّا .. ومَن لم يعشها فلابد أن يكون قد سمع أو قرأ عنها .. حقائق لاتحتمل أية تفسيرات أو تبريرات سوى الخيانة والغدر وفي كل العهود والحقب الزمنية ..!

ولتغطية ذلك تاريخياً .. سأعود الى بداية الإنتداب البريطاني على العراق ، في أعقاب إنتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918 ..!
فمع أول قدم أجنبية ، بريطانية وفرنسية ، وضعت على التراب العربي في العراق والدول العربية ، بدأ التململ الخياني الكردي .. أي أن هذه الخيانة كانت دائماً موضع إرتباط بالإحتلال وإستغلال الظروف ، ثم بالتعاون مع إسرائيل بعد ذلك ولحد الآن كرهاً للعرب عموماً وليس للعراق فقط .. وكان ذلك التحرك الكردي الخياني هو الشهادة الأولى على إستغلال المواقف والطعن في الظهر بخنجر مسموم ، تماماً كما تكرر مرة ثانية عند الإحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 ..!

محمود الحفيد ، إسم أول خائن لتراب العراق ، وأول متمرد حاول التصيد بالماء العكر في ظل الإحتلال البريطاني للعراق ..
أحمد البرزاني .. شقيق مصطفى البرزاني الأكبر .. وعم مسعود البرزاني الخائن الحالي ..
ولأن دماء الغدر كما يبدو تجري في عروق العائلة البرزانية .. فقد سلك نفس ماسلكه أخيه وإبن أخيه لاحقاً ، حيث بدأ إتصالاته بالمحتل الفرنسي لسوريا آنذاك لمساعدته في العراق المحتل من قبل البريطانيين ، وبعد أن ضرب البريطانيون المحتلين حركة محمود الحفيد وقضوا عليها ، وفي توقيت مهم من قبل أحمد البرزاني حيث كانت المنافسة البريطانية ـ الفرنسية في إقتسام الغنائم على أوجها ، وفي أعقاب معاهدة سايكس ـ بيكو بينهما ، والتي كان الفرنسيون يشعرون بغبن لحقهم من البريطانيين بعد إقتطاع الموصل منهم وضمها الى الحكم البريطاني في العراق بسبب معرفة بريطانيا بوجود النفط في حقول الموصل ومن أشهرها آنذاك حقل ( عين زاله ) ..
بكلمة أخرى أراد إستغلال الموقف الإقليمي على حساب العراق .. وما أشبه اليوم بالبارحة ..!!
إنتهت ، حركة تمرد أحمد البرزاني على يد الجيش العراقي عام 1932 .. وهرب مع شقيقه الأصغر مصطفى ( والد مسعود ) .. ثم عاد هذا الأخير من إيران بعد وفاة أحمد ، وبدأ بحركة تمرد جديدة ضد السلطة العراقية مبتدءاً ذلك بحرق مراكز الشرطة العراقية وقتل أفرادها في عملية تدل على الجبن والغدر .. واستمرت أعمال العصابات من قتل ونهب وقطع طرق وتعطيل الخدمات الحكومية في شمال العراق ، حتى نفد صبر نوري السعيد رئيس الوزراء رحمه الله ، فأمر بضرب هذه الحثالات وقام الجيش العراقي مرة أخرى بتأديبهم وكسر شوكتهم بحيث لم يبقَ أمام الملا مصطفى إلا الهرب مع أتباعه الى إيران كالعادة ، ومنها توجه الى الإتحاد السوفياتي (عدو الغرب ) وهو يعرف كما هو إبنه الآن من أين تؤكل الكتف .. وكيف يمكن أن يبيع نفسه حتى للشيطان .. لامُثل .. ولا مبادئ .. ولاخلق !

بعد أن بدأ الحكم الجمهوري في العراق في 14 تموز 1958 ، بدأ مصطفى البرزاني إتصالاته مع عبد الكريم قاسم ، على إعتبار أنه كان أحد ضحايا النظام الملكي السابق مستغلاً وجوده تحت رعاية السوفيات ، فما كان من الأخير إلا أن تعاطف معه ودعاه للعودة الى ( وطنه ) العراق معززاً مكرماً .. فماذا كان موقف الملا الخائن ..؟

ـ ساهم بعصاباته بحجة دعم نظام قاسم ، في إرتكاب المجازر ضد العرب والتركمان في الموصل وكركوك ، مستغلاً أيضاً الظرف السياسي إثر الحركة الإنقلابية التي قادها العقيد عبد الوهاب الشواف في الموصل ..
ـ في نفس الوقت كان يقيم إتصالات سرية مع جمال عبد الناصر ، عدو قاسم التقليدي ، مستغلاً الروح العربية القومية لدى ناصر .. أي أنه كان يطعن قاسم في الظهر ..
ـ وفي نفس الوقت كان يطعن عبد الناصر وبنفس الطريقة عندما بدأ بإتصالات سرية مع القادة الصهاينة في إسرائيل .. تلك الإتصالات التي توّجها بزيارته الى إسرائيل عام 1968 وذلك بعد نكسة العرب في حرب حزيران 1967 ليشارك القادة الإسرائلييين نشوة الإنتصار على العرب ، وليبدأ بعدها سلسلة من الزيارات لهم ..!
ـ بعد سقوط قاسم في 1963 ، وإظهار تأييده وموالاته للبعثيين .. كان يقوم بزيارات سرية الى إيران ويتصل بنظام الشاه طالباً الدعم والمساعدة ..
ـ إستغل سقوط البعث ومجيئ عبد السلام عارف ثم شقيقه عبد الرحمن عارف الى الحكم .. وإنشقاق الطالباني من حزب البارزاني ، ومشاركته مع الجيش العراقي ضد متمردي حزب البرزاني .. بأن أعلن وقوفه مع عودة البعث الى السلطة عام 1968 نكايةً بالطالباني وتمهيداً لمكائد جديدة على الطريق ..!
ـ حصل في عام 1970 ، على أول المكاسب ، وهو بيان 11 آذار ، ثم إتفاقية الحكم الذاتي عام 1974 ، وهو ما لم .. يحصل عليه لحد الآن .. وربما في المستقبل ، أكراد إيران أو تركيا أو سوريا ..!
ـ مع كل ذلك ، إستمر ملا الغدر والخيانة بإتصالاته بإسرائيل ثم الأمريكان معتمداً في ذلك على ساعده الأيمن ( محمود عثمان ) .. نعم .. إنه نفس محمود عثمان النائب عن التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي حالياً ، ورجل إسرائيل ، والذي لم يغضب منه النواب النشامى ، ولم يرفعوا عنه الحصانة ، ولم يمنعوه من السفر .. وذلك لعمري هو قمة الإنتهازية .. وسوء الأخلاق ، في برلمان القرود !!
ـ إستمر الملا الجاحد بعقد الصفقات مع شاه إيران ، وفعلاً بدأ تمرده ضد حكومة بغداد بعد أن أعطته كل تلك الإمتيازات ، وكانت القنابل الإيرانية الصنع تتساقط على قطعات الجيش العراقي في الشمال وبأيدٍ برزانية ..!
ـ بعد إتفاق الجزائر عام 1975 ، وبعد أن سحب الشاه يده عن مساعدة البرزاني ، إنهار الملا وعصابته .. ثم إنتهت رحلة حياته المشينة ، والبائسة ، والمليئة بالخيانة بالموت في أميركا بلد الأسياد عام 1979 ..!

تسلم كرسي الخيانة .. إبنه إدريس .. ثم المحروس الحالي .. مسعود ، ولاينسى القراء هنا ، وخصوصاً الأكراد منهم ، لاينسون ذلك وهم يحدثوننا عن الديمقراطية التي ينعمون بها ، لاينسون السلسلة ( الديمقراطية ) على مدى 80 عاماً .. أحمد برزاني .. مصطفى برزاني ( شقيقه ) .. إدريس مصطفى برزاني .. ثم مسعود مصطفى برزاني ..!!

بلغت خيانة الحزبين الكرديين أوجها .. خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية 1980 ـ 1988 ، حيث وقفت عصاباتهما مع الإيرانيين ضد العراق والجيش العراقي .. الأمر الذي يصنف بالخيانة العظمى في أي نظام سياسي في العالم . ومع كل ذلك .. وبعد إنتهاء الحرب وبسنوات .. والعراق كان يرزخ تحت الحصار الأمريكي ، وحين بلغ
( قتال الإخوة ) كما يحلو لهم تسميته عام 1996 درجة خطيرة ، بين عصابات الطالباني جلال ، وعصابات البرزاني مسعود .. ووصل القتال داخل شوارع أربيل .. قام الأخير بزيارة صدام حسين ، يتوسل ويقبل الأكتاف طلباً للمساعدة وإنقاذ رأسه ..! وتم له ذلك ودخل الجيش العراقي الى أربيل في آب من نفس السنة .. ولكن ، ماذا كان جواب مسعود .. بدأ بتكثيف إتصالاته بما يسمى المعارضة العراقية ضد حكومة بغداد ، وفتح لهم منتجع صلاح الدين لعقد إجتماعاتهم مع الأمريكان والإسرائيليين ..!

ثمة حادثة عابرة ، ولكنها مهمة للدلالة ، على منتهى الإنحطاط الشخصي لمسعود البرزاني . لقد قال في خطاب له ، بعد أن إستعاد أربيل وسلطته العشائرية ، وبالعامية أنه إذا وضع يده في المستقبل بيد جلال الطالباني ، فهو ليس من ظهر مصطفى ( يعني كما يفهم منها أن مَن ليس من ظهر أبيه فهو إبن زنا ) .. وقبل ضرب العراق قامت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك في واشنطن ، بوضع يد مسعود بيد جلال من أجل ضرب العراق وإحتلاله ...!! ولاتعليق ..!
فكم مرة تصافح وتعانق الغريمان منذ ذلك الوقت وحتى الآن تحت علم الإحتلال ...!؟

ماحدث ، بعد 2003 ، وتحت الإحتلال الأمريكي ، من جرائم عصابات الحزبين الكرديين ضد العراق ، قد يملأ مجلدات .. ولاأظنني بحاجة الى سرد كل ذلك بتفاصيله ونحن نعيش الحالة هذه يومياً ..

قضية كركوك والموصل وديالى ، وإحتلال أراض بلغت مساحتها 480 كيلومتر مربع وحسب المصادر الأمريكية نفسها ..
السيطرة على حقول نفطية وعقد صفقات بشكل مستقل عن حكومة بغداد العميلة
التصرف بإستقلالية تامة عن حكومة المركز ، مع التبجح بالفيدرالية ..
منع اللغة العربية في ( الإقليم )
منع العرب من دخول شمال العراق إلا لمدة محدودة وبكفالة كردي
منع رفع علم الدولة العراقية حتى بعد أن رفعت منه النجوم الثلاث بناء على طلب مسعود
طرد العرب من كركوك ، وتزوير هويات لأكراد أتراك وسوريين وإيرانيين وإسكانهم في كركوك بغية إجراء تغيير ديموغرافي
ترهيب القرى المسيحية وترغيبها والواقعة في سهل نينوى بغية إحتوائها وتطهيرها عرقياً
فتح الشمال العراقي أمام الموساد الإسرائيلي والعمل معهم على إغتيال الكفاءات العراقية وترهيبها لغرض ترك العراق
فرض مناصب رسمية مهمة على حكومة العمالة في بغداد منها رئيس الجمهورية ، ووزير الخارجية
تحويل السفارات العراقية في الخارج الى أوكار للأكراد الذين عرفوا في تلك البلدان بإحترافهم للتهريب والتزوير وكافة أنواع المخالفات القانونية والممارسات اللأخلاقية
قيادة وتنفيذ عمليات الإرهاب والقتل وتفخيخ السيارات في محافظات الوسط والشمال
عمليات سرق ونهب بالمليارات .. وفرض أتاوة على حكومة بغداد تبلغ 17 % من ميزانية الدولة وعائدات النفط ، تحت تسمية ميزانية الإقليم
إستمرار تآمرهم وتنسيقهم مع أجهزة الإرهاب الإيرانية في إيران وفي شمال العراق

هل من مزيد ..؟ قطعاً هناك الكثير والكثير ، يجري يومياً ، يعرفه المواطن العراقي ، وتعرفه حكومة الإحتلال .. وما المشاكل القائمة حالياً في ديالى وبالذات في خانقين وجلولاء وتصديهم للجيش الحكومي ، إلا مثال واحد فقط ..!

وفوق كل ذلك .. وقوف الحزبين الإنفصاليين العميلين ، ضد تسليح الجيش العراقي ..! لتكون لعصابات البيشمركة اليد العليا .. أو هكذا يريدون .. ألم تسمعوا وقاحة تصريحات عدنان المفتي رئيس مايسمى برلمان الإقليم .. وفؤاد حسين رئيس مايسمى ديوان رئاسة الإقليم .. ( عمليات الجيش العراقي الأخيرة في خانقين والسعدية وقره تبه وجلولاء تثير قلق السكان في كردستان ) .! ( على الولايات المتحدة والدول التي تزود العراق أسلحة ، أن تشترط صفقاتها مع الحكومة العراقية عدم إستخدامها ضد شعب كردستان وعموم الشعب العراقي ) .! ( مسألة شراء الحكومة العراقية أسلحة موضع دراسة من قبلنا لمعرفة على أي أساس تتم وكيف تكون ولماذا ) .!

هذه هي إذن فيدرالية العصابات الإنفصالية .. وهنيئاً لحكومة العمالة والقذارة السياسية في بغداد .. وهذا أقل مايستحقونه من أعضاء التحالف والتآلف معهم ...!!!

هل بقي بعد كل ذلك من عذر في عدم توظيف سلاح المقاومة والشعب العربي في العراق شماله ووسطه وجنوبه لكي يكون موجهاً الى هذه العصابات وحتى قبل الأمريكان وحتى قبل الإسرائيليين ، وقبل فوات الأوان ..
أما آن لقوات الصحوة العرب أن تفهم ..؟ إقرأوا رسالتي المفتوحة لكم ، وأنتم الآن في وضع لاتحسدون عليه وعنوانها ، ( أما آن للصحوات أن تصحى ) ، نشرت على موقع كتابات في تموز الماضي .

ذلك هو منطق الحقيقة .. وذلك هو منطق العدالة .. وذلك هو منطق الحرية .. فالبيت لاينظف وفي داخله مثل هذه القاذورات !!

والى الحلقة القادمة ، مع دور عصابات أحفاد أنوشيروان .. وتلاميذ زرادشت !


راجع :
العصابات الكردية ودورها التآمري على العراق ، الأستاذ نبيل إبراهيم ، شبكة البصرة 15 أيلول
الإنتداب الكردي على العراق ، الإستاذ محسن خليل ، شبكة البصرة 15 ايلول
صحيفة الواشنطن بوست ، 14 أيلول ، تصريح الجنرال الأمريكي هيرتلنك ، قائد القوات الأمريكية شمال العراق .
علي الحمداني : كما يجب أن لانهمل مؤامرات القياددة الكردية ، يجب أن لانغفل عن المؤامرات الإيرانية ، موقع كتابات ، 21 آب
هل هناك صفقة سياسية قذرة في الأفق ، موقع كتابات ، آذار 2008
الحالة الكردية الفريدة في العراق ، موقع كتابات ، آذار2008
الشركة الطالبانية ـ البرزانية المساهمة المحدودة ، موقع كتابات ، آذار2008
الراحل المطران فرج بولس رحو ، موقع كتابات ، 23 / 5

lalhamdani@rocketmail.com

www.alialhamdani.blogspot.com