Thursday, January 29, 2009

التحالف الأمريكي ـ الإيراني .. هل بدأ يطفو على السطح ..؟

التحالف الأمريكي ـ الإيراني .. هل بدأ يطفو على السطح ..؟

كتابات : علي الحمــداني

لقد نشرت شخصياً وعلى هذه الصحيفة عدة مقالات يرجع تاريخها الى ثلاث سنوات وأكثر ، وفي كل مرة كنت أتحدث عن عدم تصديق الظواهر من الأحداث والمتمثلة بالتصريحات والخطب النارية عن وجود خلاف أستراتيجي أمريكي ـ إيراني .. وفي كل مرة ، كانت مقالاتي تقابل بالنقد وبالهجوم على ماأطرحه من أفكار أسميتها أحياناً ( التحالفات الخفية ) .. ( زواج المتعة بين النظامين ) .. ( كشف السؤات ) .. والى غير ذلك .

كان أكثر مايؤلمني ليس تلك الرسائل الهجومية التي أتلقاها والتي كتب بعضها بلغة غير لائقة ، بل ماكنت ألمسه من إستنكار لما أكتب من قبل شخصيات يسارية وتقدمية يُفترض أنها تحمل هموم بلدها العراق وليس مصالح إيران مع روسيا أو الصين ، وتوهمهم ، وهم محترفي سياسة وفكر ، أن إيران وبسبب ذلك في حالة حرب مع أميركا !! وقد وصل بعض الإستنكار حدود مقاطعتي كما كانت تقاطع البضائع الإسرائيلية أيام الصحوة القومية العربية ، والتي ، وللتاريخ فقط نتذكر الآن ، كيف كان موقفهم المخزي من تلك الصحوة والأنظمة العربية التي تبنتها ، على الرغم من وقوف تلك الأنظمة والزعامات مع الإتحاد السوفياتي آنذاك !!

ودارت عجلة الزمن قليلاً ، ولمّا تستكمل بعد دورتها الكاملة .. فإذا الذي كان مستوراً بالأمس قد أصبح مكشوفاً ، حتى ورقة التوت بدأت تتآكل ، وإذا الذي كان يتصوره البعض موقفاً صلداً كصواريخ شهاب وشتم محمود أحمدي نجاد لأميركا وإسرائيل بخطب مجلجلة ، قد أضحى هشاً وسرعان ماسيتحول الى هشيم تذروه الرياح قبل أن يأتي عليه الزَبد فيذهب معه جُفاء ..

البعض ، يحلل ذلك الى تحول في الموقف والسياسة الأمريكية بعد أن إعتلى باراك أوباما صهوة البيت الأبيض وذهب جورج بوش مسبب المشاكل ليتقاعد في تكساس ويفوت هؤلاء جميعاً ، أن أميركا ليست دولة يحكمها شخص ، كما هي دولنا العربية ودول العالم الثالث ، بل هي دولة مؤسسات .. وهي زعيمة الرأسمالية العالمية ، وقائدة العالم الغربي ، وأن المؤسسات ( بلوبياتها ) وقواها الضاغطة ومصالحها هي التي تحدد سياسة البيت الأبيض ، وأن الفرق بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي هناك ، كالفرق بين شعاري الحزبين المتناوبين على إدارة البيت الأبيض .. وهما شعاري الحمار والفيل !! وأن العالم المحكوم من قبل أميركا أو المتعاون معها أو المغلوب على أمره سيان لااختلاف يفرقهم .. وكعراقي أقول أن قنابل وصواريخ جورج هيربرت بوش ( الأب ) الجمهوري ، وبيل كلينتون الديمقراطي ، وجورج دبليو بوش ( الأبن ) .. سقطت على العراق .. كما سقطت على غير العراق ..!

هكذا نوع من التحليل السياسي ، والنظر الى أوباما المنقذ بدل بوش المجرم .. هو ، ومع إحترامي لأصحابه ، تحليل ساذج .
وموقف أوباما من العراق غير موقف بوش .. ساذج أيضاً
وموقف أوباما من فلسطين غير موقف بوش .. ساذج أيضاً
المواقف ربما تبدو أنها قد بدأت تتبدل ، على الأقل على مستوى التصريحات .. ولكنه في واقع الحال تغيير قد حان وقته من قبل المؤسسات الأمريكية الحاكمة ، لابل قد أجبرت عليه من خلال الأحداث هنا وهناك ، وتم أيضاً توقيته مع قدوم الرئيس الجديد !

إيران .. هي أحد خيوط لعبة التغيرات هذه .. فهل حان الوقت لإعلان ماتم إخفاءه منذ 1988 ..؟ وخروجها خاسرة من حربها مع العراق ..؟
وهل ستعترف الإدارة الأمريكية الجديدة بالجميل الإيراني الذي أعلنه محمد أبطحي مدير مكتب الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي قبل وقت ليس ببعيد عندما ذكّر أمريكا بأنه لولا المساعدة الإيرانية لها لما تمكنت من إحتلال أفغانستان والعراق ..!؟
وهل ستصبح إيران لاعباً أساسيا في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة فيما يسمى بخارطة الشرق الأوسط الجديد ..؟؟

أجيب هنا على بعض هذه التساؤلات من مقالات سابقة لي ، لم تكن من صناعة أفكاري أو أُوتيتها عن أمري ، بل كانت منقولة من مصادرها الأمريكية والأجنبية ، وربما كانت وقت نشرها مابين 10/ 2/2007 ( لماذا تصرحكومة المنطقة الخضراء على ترحيل منظمة مجاهدي خلق المعلرضة من الأراضي العراقية ؟ ) ، ومروراً بحديث جوزيف بايدن ( نائب أوباما الحالي ) في 3/12/2007 ( ميزان الربح الإيراني ) ، وحتى 9/12/2007 ( ماذا تعني حقيقة تقارير الإستخبارات الأمريكية ) و (كشف السؤات ) في 3/10/2008 .. وما سبق ذلك وما تلاه .

عندما أعلن القائد الأمريكي في العراق قبل بضع اسابيع ، أن مسؤولية الأمن في مدينة أشرف ، حيث يتواجد أعضاء مجاهدي خلق وعوائلهم ، سوف تنتقل الى قوات الأمن العراقية ، رفع البعض حواجبه عند سماع هذا الخبر .. إذ كيف تقدم القوات الأمريكية في العراق على رفع حمايتها عن جهة معارضة لإيران ( عدوة أميركا !!) ؟
وقبل يومين وقف موفق الربيعي الى جانب سعيد جليلي في مؤتمر صحفي ليعلن ( الربيعي ) أن على مجاهدي خلق وعوائلهم مغادرة العراق ، وعددهم بالآلاف ..! الفرق بين الإثنين الربيعي وجليلي أن الأول يتكلم العربية بدل لغته الأم الفارسية لكونه من أعضاء حكومة العراق ! والآخر يتكلم الفارسية ويفهم العربية جيداً ..!!
والغريب أن يتزامن ذلك الإعلان مع إعلان الإتحاد الأوربي بإسقاط صفة الإرهاب عن منظمة مجاهدي خلق ، ولعل ذلك خطوة لفتح أبواب الدول الأوربية أمامهم لقبولهم على اساس ( اللجوء الإنساني ) !
أما القيادة الأمريكية في العراق فقد سكتت .. لأن ذلك ( شأن عراقي داخلي ) !!
ولاأدري ، ماذا سيقول لنا هذه المرة أصحاب الفكر اليساري والتقدمي ممن فضلوا العمل مع حكومة العراق ، وممن هم في صف المعارضة لها .. وهم يعلمون أن منظمة مجاهدي خلق تحمل الفكر الماركسي ..؟؟

في مقالي الآخر ذكرت النص التالي من تصريح جوزيف بايدن ( الذي يشغل الآن منصب نائب الرئيس أوباما ) :
( الحقيقة أن إيران تحتاج لبضع سنوات لإنتاج سلاحها النووي وأن على المجتمع الدولي أن يقرر ويختار بين أحد أمرين ، إما الذهاب الى الحرب ، أو قبول إيران النووية . إن إدارة بوش وبدلاً من التركيز على المشكلة بدأت تتكلم كلاماً غير مسؤول عن حرب عالمية ثالثة . إن مانحتاج اليه سياسة صارمة ترتكز على إحداث التغيرات في تعاملنا مع المشكلة . ــ تقرير شبكة سي أن أن في 2/12 /2007 ــ )

وأخيراً ، وليس آخراً ، أعيد فأذكر بنص ورد في مقالي في 2/10 /2008 . المقال لكاتب سياسي أمريكي هو روبرت نايمان ، كتبه في 27 سبتمبر 2008 :
(( لقد ضيّع مقدم برنامج المناظرة بين باراك أوباما وجون ماكين المرشحَين للرئاسة الأمريكية ، ضيّع فرصة موقف سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران .. ولكن للحقيقة فإن ما صرح به هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية الأسبق " مستشار ماكين حالياً " حول السياسة الأمريكية تجاه إيران ، وذلك لموقع شبكة ( سي أن أن ) الإخبارية يلقي الضوء على ذلك :
يقول كيسنجر : أنا أقف الى جانب المفاوضات مع إيران .. ولاأعتقد أنه يجب أن نضع شروطاً مسبقة لبدء المفاوضات !
موقف كيسنجر هذا يتوافق مع موقف خمسة وزراء خارجية أمريكيين سابقين من ضمنهم كيسنجر نفسه ، ثلاثة منهم من الحزب الجمهوري ( كيسنجر ، باول ، بيكر ) وإثنان من الحزب الديمقراطي ( كريستوفر واولبرايت ) والذين إتفقوا جميعهم على التفاوض مع إيران بدون شروط مسبقة .
ماتعنيه عبارة ( دون شروط مسبقة ) ، أنها وببساطة تخالف سياسة الرئيس الحالي ( السابق ) جورج بوش ، الذي يحاول أن يربط المحادثات مع إيران بموضوع تعليق إيران لتخصيب اليورانيوم .. ( تعقيب : أثبتت السنوات الثمان من حكم بوش أن كل ماقاله بهذا الخصوص ليس أكثر من كذب ومراوغة ، وأن مفاوضات إدارته السرية والعلنية لم تتوقف مع إيران ! )
ويمضي المقال بالقول ( السؤال المهم ، هل أن على الشعب الأمريكي ان ينتظر من ماكين ونائبته بالين فيما لو دخلا الى البيت الأبيض الإنتظار اربع أو ثمان سنوات أخرى لحل الإشكالات مع إيران ، أو فتح المجال أمام إتفاقية تساعد على إستقرار الوضع في الشرق الأوسط ، وبالتحديد تسهيل عملية الإنسحاب من العراق ، وتحقيق الإستقرار في أفغانستان ..؟ ))

يلاحظ أن المحلل الأمريكي في تساؤله أهمل ذكر باراك أوباما الذي كان في تلك الفترة يتقدم من خلال إستطلاعات الرأي العام ، ولعل ذلك يأتي كتحصيل حاصل لما كان آنذاك ولايزال الآن بعد فوز أوباما من الإعلان عن إستراتيجية تغيير سياسي وشيكة تتبناها المؤسسات الحاكمة في الولايات المتحدة وخصوصاً مع الأزمة الإقتصادية العالمية التي تمسك بخناق هذه المؤسسات قبل غيرها !

لقد أعلن أوباما وخلال الأربع والعشرين ساعة من دخوله الى البيت الأبيض عن رغبته في التعامل الدبلوماسي مع ( المشكلة ) الإيرانية !!
وأعلنت إيران أنها تنتظر النتائج ..!!
ونسي أوباما ووزير دفاعه روبرت غيتس الذي كان وزير دفاع حكومة بوش ايضاً ، وكذلك مستشاريه وهم يتكلمون عن إنسحاب أمريكي من العراق تصريح خامنئي ونجاد قبل أشهر من أن إيران تستطيع ملأ الفراغ الأمني في العراق في حالة إنسحاب القوات الأمريكية !
والسؤال هنا .. هل فعلاً ستنسحب تلك القوات ..؟
وإذا إنسحبت فماذا يعني ذلك ..؟

كنت يوم أمس أتحاور مع صديق لي من المعجبين بإيران ، ليس من منطلق يساري أو فكري ، وإنما وحسب معرفتي به من منطلق إنتماء طائفي ساذج .
قال لي : إن أميركا فشلت في سياستها في العراق ومع إيران بالذات .
قلت : نعم ربما ..
فقال : لقد أركع الموقف الإيراني الصلد وقوتها العسكرية الهائلة الولايات المتحدة الأمريكية بكل عظمتها ..
ولم أستطع أن أجبه على ذلك لا بنعم ولا بربما ..!
وفضلت السكوت !!

lalhamdani@rocketmail.com

www.alialhamdani.blogspot.com





رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان .. بعيونٍ إسرائيلية ..!

رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان .. بعيونٍ إسرائيلية ..!
هل سيكون رئيس مصر القادم ..؟


كتب " يوسي ميلمان " في صحيفة " هاآرتس " الإسرائيلية في 20/1/2009 نقلته طبعتها الألكترونية باللغة الإنكليزية ، مقالاً بعنوان : ( إسرائيل تراهن على صفقة مع حماس في غزة على رئيس المخابرات المصرية ) .

فيما يلي نصه :

(( تدفقت مواقف التأييد من القادة الأوربيين على إسرائيل بعد إعلانها لوقف إطلاق النار في غزة ، والذي أعقبه بيوم واحد قرار حماس لوقف إطلاق النار .
لكن إسرائيل اليوم تنظر بتركيز أكبر على رئيس المخابرات المصرية واليد اليمنى للرئيس المصري حسني مبارك ( الوزير عمر سليمان ) أكثر مما تركزعلى المجتمع الدولي .
فالوزير سليمان كان المسؤول الأول عن النجاح الذي تحقق بإتفاقية التهدئة ( وقف إطلاق النار ) على المستوطنات في جنوب إسرائيل ، والتي منحت الإسرائيليين هناك هدوءاً إستمر حتى التاسع عشر من ديسمبر عام 2008 . لكنه وبرغم مساعيه الحثيثة لم يتمكن من سد الفجوة مع حماس بخصوص إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت .. كذلك تعثرت جهوده الشخصية مع ياسرعرفات للتأثير عليه في إيقاف دائرة العنف التي رافقت الإنتفاضة الثانية ومنع موت إتفاقية أوسلو ..
ومع ذلك ، فإن إسرائيل تأمل الآن أن يتمكن الجنرال المصري من مساعدتها في وضع " إتفاقية " مع حماس وبالشكل الذي يحفظ لها كلمتها ويجعلها تظهر بأنها لاتغير من تفكيرها الخاص بعدم التفاوض مع أولئك الذين تعتبرهم كمنظمة إرهابية !

عمر سليمان شخصية معروفة وبشكل جيد من قبل العشرات من كبار مسؤولي المخابرات الإسرائيلية ، وكبار القادة العسكريين في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ، وكذلك رؤساء وزارات ووزراء إسرائيليون .
لقد حافظ ومنذ تسلمه منصبه كرئيس للمخابرات المصرية عام 1993 على علاقات وثيقة ومستقرة مع معظم رؤساء مؤسسات الخدمات السرية الإسرائيلية مثل الموساد ، وشين بيت ( الأمن الإسرائيلي ) ، والإستخبارات العسكرية الإسرائيلية . هذه العلاقات التي تجاوزت الطابع الرسمي الى علاقات صداقة شخصية ، فمثلاً هو يتحدث مع " شابتاي شافيت " أحد الرؤساء السابقين للموساد ، وفي جلسة خاصة عن عائلته وكيف أنه فخور بأطفاله الثلاثة وبأحفاده !
ومع ذلك ، فإن هذه العلاقات المتميزة ، لاتعني بالضرورة التطابق التام بين الجنرال المصري والأجندة الإسرائيلية . وعلى ذلك يعقب أحد المسؤولين الإسرائيليين السابقين في الخدمات المخابراتية الإسرائيلية : " يجب أن لاننسى أنه ، أي سليمان ، أولاً وقبل كل شيئ مصريا يعمل لوطنه ، وأن مهمته الأساسية وربما الوحيدة هي الدفاع عن النظام المصري وحماية حياة رئيسه .."

في 26 ، حزيران 1995 ، وضعت هذه المهمة في موضع الإختبار الحقيقي . لقد كان يجلس في المقعد الخلفي مع الرئيس مبارك في السيارة التي تقلهما الى إجتماع منظمة الوحدة الأفريقية في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا . وفي الساعة 8.15 صباحاً ، وبينما كان ركب الرئيس المصري تسبقه الدراجات يشق طريقه من مطار أديس أبابا الى مركز العاصمة ، فتحت النار الكثيفة على الموكب من كمين نصب على الطريق .
لم يصب الإثنان بأي أذى ، وكان ذلك بسبب إصرار من عمر سليمان في اليوم السابق لسفر الرئيس الى أثيوبيا على أن يتم شحن سيارة الرئيس المرسيدس الخاصة المدرعة ضد الرصاص لإستخدامها ، وذلك ماكان .. ولولا إصرار سليمان على تلك الفكرة لكان الموقف متغيراً تماماً .. فقد تم إنقاذ حياة الرئيس وتعمقت الصداقة بين الإثنين بعد ذلك .

بعد محاولة الإغتيال الفاشلة تلك ، أمر سليمان بملاحقة الجماعة الإسلامية في مصر ، وهي التي كانت مسؤولة عن محاولة الإغتيال ، وبشكل محموم وبدون رحمة . وفعلاً تم إلقاء القبض على الآلاف منهم مع عوائلهم وأقاربهم ، وتعرض الكثير منهم للتعذيب والتصفية ! وبذلك أثبت سليمان أنه صاحب القبضة الحديدية في العمل ضد ( الإرهابيين ) الإسلاميين وبعثرتهم وفي وقت قصير .

وُلد عمر سليمان عام 1935 في مدينة قنا من صعيد مصر . مدينة تعرف بأنها من معاقل ( المتطرفين ) الإسلاميين .
لقد كتبت الكاتبة الأمريكية " ميري آن ويفر " قبل خمس سنوات في الصحيفة الأمريكية ( أتلانتك ) ، أنه في قنا هناك طريقين لكي تحدد مستقبلك ، إما أن تكون شيخاً أو جندياً ..! ويبدو أن سليمان قد إختار الطريق الثاني ..

لقد كان عمره 19 عاماً حين ترك قنا ليلتحق بالكلية الحربية المصرية في القاهرة . وعلى مدى 50 عاماً ، كان جندياً محترفاً وملتزماً . أُرسل في ستينات القرن الماضي الى الإتحاد السوفياتي في دورة تدريبية متقدمة .. ولكن مع ذلك فإن مايتعلق بخدمته العسكرية ومناصبه وترقياته لاتزال غامضة في بعض جوانبها .
ويعلق نفس المسؤول الإسرائيلي السابق في المخابرات على الموضوع بالقول : " لقد كان عمر سليمان يتحاشى الكلام معنا حول خدمته العسكرية وكذلك عن تجاربه ودوره في الحروب التي نشبت بيننا وبين مصر .. ولقد كنا نلاحظ تجنبه الحديث عن ذلك ، ولذلك لم نضغط عليه بهذا الصدد لكي نجنبه الإحراج "
هناك عدم تطابق في وجهات نظر الإسرائيليين الذين عملوا مع سليمان حول موضوع خدمته العسكرية ، البعض يعتقد أنه كان ضمن وحدات الهندسة والبعض يعتقد أنه عمل في سلاح المدفعية ، في حين يعتقد فريق ثالث أنه كان ضمن سلاح الدروع .

في عام 1991 ، تم تعينه رئيساً للإستخبارات العسكرية المصرية ، وبعد سنتين إنتقل للعمل كرئيس لجهاز المخابرات المصرية .. بعدها منح صلاحيات منصب وزير بدون حقيبة وزارية وأصبح عضواً في مجلس الوزراء مع إحتفاظه بمنصبه كرئيس للمخابرات .

حتى سنوات قليلة مضت لم يكن الرأي العام المصري يعرف كثيراً عن شخصية عمر سليمان ، ولكن دوره ومنصبه اصبحا معروفين بعدما بدأ بلعب الدور الدبلوماسي . ويقول من زاره من الشخصيات الإسرائيلية في مكتبه ، أنهم لاحظوا وجود صورته مع صور من سبقه في شغل منصبه من رؤساء المخابرات ، وهذا في الحقيقة ليس أمراً متعارف عليه ، إلا إذا كان يقصد من وراء ذلك الإيحاء الى أنه شخصياً لايعتبر منصبه الحالي هو نهاية الطريق بالنسبة له .
لقد ظهر إسمه في السنوات القليلة الماضية كمرشح لخلافة حسني مبارك .. ولكن ، مبارك نفسه يفضل أن يرى إبنه جمال كخليفة له ، ولكنه لو وجد أن مثل هذا الإجراء سيواجه معارضة شعبية في مصر ، وهو ماحدث لحد الآن ، فإن فرصة عمر سليمان في أن ينال رئاسة مصر سوف تلاقي حظاً أكبر ..!

إن كل من إلتقى عمر سليمان أعجب بمظهره وشخصيته التي تدل على الإحترام ، والتي لاتفتقد سلوكيات وتصرفات القيادة الناجحة .
يروي أحد رجال المخابرات الإسرائيلية ، أنه وفي لقاء جمعه مع سليمان وممثلين عن وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية في بهو أحد الفنادق ، أنه لاحظ أن الوزير سليمان مد يده وأفرد بين أصبعيه ، وفجأة وخلال لحظات تقدم أحد رجاله ووضع السيكار بين إصبعيه . لقد أعطت تلك الحركة من يده لنا وللأمريكان الإيحاء للجانب الآخر من شخصيته القيادية القوية على الرغم من طريقته الهادئة والمؤدبة في الكلام ، وكذلك لايخفى أيضاً أنه أنيق في ملبسه على الدوام .
ويضيف رجل المخابرات الإسرائيلي : لن أنسى كيف أنه ـ أي عمر سليمان ـ وفي لقاءٍ لنا مع بداية الإنتفاضة الثانية ، كيف إنتقد ووبخ عرفات وذلك عندما شعر أن عرفات لم يأخذ بنصائحه قبل الإنتفاضة !
وعندما قامت إسرائيل بعمليتها العسكرية " الدرع الواقي " ضد السلطة الفلسطينية في عام 2002 ، أضطر عرفات للتوسط لدى سليمان راجياً إياه بإتخاذ بعض الخطوات ولو بشكل رمزي للإعراب عن إستيائه مما يحدث .. إلا أن عمر سليمان لم يلتفت الى طلب عرفات وأهمله ومكّن اسرائيل من المضي قدماً في حصار السلطة الفلسطينية لدرجة قاربت من إنهيارها بالكامل .

ومع ذلك ، وعلى الرغم من أنه مسلم ويظهر إلتزامه بطقوس دينه لدرجة أنه أحياناً يقطع المفاوضات معه لكي يؤدي الصلاة ، إلا أنه لايخفي إزدراءه من جماعة الإخوان المسلمين الذين يرى أنهم مصدر تهديد رئيسي لمصر .
مثل هذه المواقف ووضع إمكانياته لمساعدة وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية في ملاحقة القاعدة واستجواب المحتجزين ، جعلت وكالة الإستخبارات الأمريكية ترى في المخابرات المصرية حليف جيد وعلى أهمية كبيرة تجعلها موضع ثقة وحليف بمستوى جهاز الموساد الإسرائيلي !!
هذا السبب نفسه هو الذي جعله يتخذ موقفه من حماس التي يعتبرها إمتداد لجماعة الإخوان .

ثمة شخص واحد على علم بهذه المواقف وبالضد منها وهو " مارك بيري " المدير في المنتدى الأمريكي للنزاعات ، والذي هو عبارة عن منظمة يرأسها "ألستر كروك" وهو مسؤول سابق في المخابرات البريطانية والتي تتبنى فكرة الدفع بإتجاه حوار يفتح بين الغرب والمنظمات الأصولية الإسلامية مثل حماس وحزب الله .
يقول " بيري " : أنه ومنذ حوالي سنتين إلتقيت عمر سليمان في محاضرة نظمها معهد البحوث الأمريكي في واشنطن ، وقد سألته تحديداً ، هل يمكن لحماس التي تم إنتخابها أن تعمل على خلق إستقرار وعمل إيجابي كحكومة فلسطينية .. أجابني على الفور : كلا ! أنا أعرف هؤلاء ، إنهم من الإخوان المسلمين وأنهم سوف لن يغيروا من أساليبهم . إنهم كذابون ، والشيئ الوحيد الذي يفهمونه هو منطق القوة !! .
ولكن علينا ايضاً أن نفهم ، أن عداء سليمان ( للمتطرفين ) الإسلاميين لايعني بالضرورة أنه من المؤيدين لإسرائيل ! وكما يقول احد كبار المسؤولين السابقين في المخابرات الأمريكية : أن معظم المصريين لايحبون إسرائيل ولكنهم يقبلونها كشرٍ لابد منه !! فقد كتب الصحفي الأمريكي " باتريك تيلر " مؤخرأ في كتاب صدر له ، كيف أن رئيس المخابرات المصرية سخر مرة من خلال دعابة ألقاها من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيريل شارون ، وولعه بالأكل وإكتساب الوزن الزائد ..!

إستناداً الى إستطلاع تضمن شهادات مسؤولين في المخابرات الإسرائيلية ، فإن سليمان يلتزم بخط سلام ( بارد ) مع إسرائيل ، ولا يقف مع تعميق وتقوية العلاقات الإقتصادية معها على الرغم من أنه عمل بنشاط من وراء الكواليس لإتمام صفقة الغاز بين مصر وإسرائيل . المستفيد من تلك الصفقة هو رجل الأعمال الإسرائيلي "يوسي مايمان" ومن خلال شراكته مع "شابتاي شافيت" الذي تربطه معرفة وعلاقة جيدة مع سليمان ( على أي حال فإن هذه الشراكة بين مايمان وشافيت قد إنتهت بعد ذلك نتيجة خلافات مالية ).
معظم الإسرائيليون يثنون على حكمة وبعد نظر عمر سليمان ويتفهمون أهداف ودوافع سياسته .. وهو والرئيس مبارك لايرغبون برؤية حماس قوية على أبواب مصر ، ولكنهما ايضاً في واقع الحال لايريدان إيقاف عمليات التهريب التي تجري عبر الأنفاق من مصر. الأنفاق هذه في واقع الحال يعتبرانها وسيلة ضغط عندما يريدان التوسط بين إسرائيل وحماس ، إضافة الى إستخدامها كصمام لتخفيف الضغط عنهما من قبل المعارضة الإسلامية داخل مصر ولجعلها تقف مكتوفة الأيدي جهد الإمكان عندما تهاجم إسرائيل الفلسطينيين .

بالمقابل ، وعندما نأخذ هذه الرؤية بعين الإعتبار ، فإن ذلك يعني وببساطة أن الجنرال عمر سليمان لم يذرف دمعة واحدة نتيجة الضربات التي تعرضت لها حماس من قبل الجيش الإسرائيلي . ))

علي الحمـــداني
كاتب عراقي

lalhamdani@rocketmail.com

ماذا بعد مؤتمر قمتي الدوحة والكويت ..؟

ماذا بعد مؤتمر قمتي الدوحة والكويت ..؟
هل تقرر إدخال النظامان السعودي والمصري في غيبوبة الإحتضار ..؟


لكي نصل الى الحقائق ونقف على سير الأحداث بمنطقية مجردة من العواطف والإنفعالات والتحليلات السياسية التي لاترتكز على أرض الواقع لكل ماجرى ويجري على الساحة العربية من أحداث ، لابد لنا من الرجوع قليلاً الى الوراء لمتابعة هذا المسار المعقد لكي نستطيع أن نخلص الى محصلة أراها بين أيدينا الآن ، وخصوصاً بعد مؤتمر القمة الذي إنعقد في الدوحة ، العاصمة القطرية يوم الجمعة 16/1/2009 ، والذي تمت الدعوة اليه لمناقشة تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة والذي دخل إسبوعه الرابع مع بدء أعمال هذا المؤتمر .

أولاً : الدعوة الى المؤتمر .. التوقيت والمكان ووضع العراقيل .

بدأت أصوات الدعوة الى المؤتمر أصلاً متأخرة بعض الوقت وذلك منذ بدء الهجوم الجوي الإسرائيلي على غزة ، وبالذات في اليوم السابع منه حين تبنت قطر وسوريا الفكرة. وهذا بحد ذاته كان تقصير غير مبرر ولكنه كان أمر فرضته الأحداث فرضاً بعد أن تعالت أصوات غضب الشارع العربي في كل مكان في شجب وإستنكار العدوان ، والأهم هو توجيه تهم التقاعس وسوء الأداء والعمالة لبعض القيادات العربية . وعلى الرغم من خبرة الشارع العربي بعدم جدوى كافة المؤتمرات العربية التي تم عقدها وعلى مدى سنوات طويلة ومنذ مؤتمر السودان ، إلا أن عقد مثل هذا المؤتمر لم يرق لطرفي معادلة التآمر في التهيئة والتواطؤ في العدوان على غزة . ولكل منهما أسبابهما الخاصة إضافة الى الدور التآمري الذي أوكل اليهما .
إن الهجوم على غزة قد بدأ التخطيط له قبل ستة أشهر على الأقل .. ذكرت ذلك صحيفة هاارتس الإسرئيلية في عددها الصادر يوم 27 كانون الأول / ديسمبر 2008 ، وبالنص التالي : ( قالت مصادر في وزارة الدفاع الإسرائيلية أن وزير الدفاع إيهود باراك أصدر تعليماته الى جيش الدفاع الإسرائيلي للتحضير لعملية غزو واسعة لقطاع غزة بحدود شهر حزيران الماضي وربما قبل ذلك بقليل ، وحتى عندما كانت إسرائيل تصرح بالتفاوض مع حماس لوقف إطلاق النار بين الجانبين . " باراك رافيد " )
الدور التآمري لعبد الله بن عبد العزيز وسلفه فهد من جهة ولحسني مبارك من جهة أخرى أصبح اليوم معروفاً لابل موثقاً منذ المؤامرة الكبرى على العراق ومنذ عبور المقاتلات الحربية الإسرائيلية الأجواء السعودية من فوق العقبة للدخول الى الأجواء العراقية عام 1982 ، والعراق في خضم حربه مع إيران وذلك لتدمير مفاعل تموز النووي العراقي في التويثة قرب بغداد ، في وقت كانت فيه السعودية تصب النار على الزيت لإستمرار الحرب ومن خلال المساعدات والدعم المالي للعراق !!
ثم دخول الجيش السعودي مع الجيش المصري متجحفلاً مع القوات الأمريكية الى العراق للقضاء على الوحدات العسكرية العراقية المنهارة الخارجة من الكويت عام 1991 وقتل الآلاف من الجنود العراقيين الأبرياء ودفنهم في مقابر جماعية في الصحراء وبعضهم كان لايزال حياً ، وهذا قد تم نقله الى العالم عن طريق بعض محطات التلفزة الفضائية آنذاك ومنها محطة ( سكاي ) البريطانية ..!
ثم إنطلاق قوات الغزو الأمريكية البرية الى العراق عبر السعودية والكويت في آذار / مارس 2003 ، بعد أن سبقتها الطلعات الجوية على العراق ومنها قاعدة الظهران الأمريكية على الأرض السعودية ، وبعد أن رفضت تركيا إستخدام أراضيها أو قاعدة ( إنجليك ) التركية للهجوم جوياً أو برياً على العراق !!
ثم ماتلى ذلك ولحد اليوم في النكبة العراقية ..
كان ذلك هو الدور السياسي الإقليمي أو بعضه للنظامين السعودي والمصري على مدى ربع قرن من الزمن . وقد نفذاه بجدارة وامتياز .

أما على الصعيد الشخصي في تقويض مؤتمر القمة العربية أو إضعافه فهي خلافات عبد الله بن عبد العزيز مع قيادات ليبيا وقطر وسوريا وتحول ذلك الى مزايدات ومحاور وتكتلات. وكذلك دور المهرج الذي يلعبه حسني مبارك لإستدرار المال السعودي والكويتي مدفوع الثمن ، ولإرضاء القيادات الصهيونية في إسرائيل .!! وبكلمة أبسط لعبة المساومات على حساب مصالح الأمة العليا ، واستخدام مختلف أنواع الضغوط من قبل الملك السعودي على بعض الدول العربية لسحب موافقاتها لحضور مؤتمر الدوحة .. وهذا ماحدث مع اليمن والمغرب وتونس على سبيل المثال لا الحصر بقصد العمل على عدم إكتمال النصاب المطلوب لإنعقاد المؤتمر !
الغريب أنه ، أي الملك عبد الله ، كان قد أعلن بداية الدعوة لمؤتمر الدوحة ، أنه من غير العملي حضور مؤتمري قمة متتاليين ، أي مؤتمر يوم الجمعة في قطر ومؤتمر يوم الإثنين في الكويت .. ثم عاد بعد أن كاد النصاب يكتمل لحضور مؤتمر الدوحة الى إعلان دعوة جديدة لمؤتمر دول التعاون الخليجي لبحث موضوع غزة (!!) وذلك يوم الخميس 15 /1 ، أي قبل يوم واحد فقط من مؤتمر الدوحة ، والسؤال الذي يطرح نفسه : لماذا يبحث أمراء الخليج فقط المذابح على غزة ؟ ألا يهم الموضوع بقية الدول العربية ؟ ولماذا لم يدعو ( خادم الحرمين الشريفين ) الى مؤتمر إسلامي مثلاً يوسع فيه دائرة المشاركين من دول عربية وغيرها يكون صوته وتأثيره أكبر.. ؟ فأي تناقض هذا .. لابل أي ( طرطرة ) هذه التي وصل اليها المستوى السياسي العربي ..؟؟
والأغرب من ذلك ، أن مؤتمر قمة الكويت هو مؤتمر إقتصادي تم إتخاذ القرار بشأنه قبل الهجمة الصهيونية على غزة ولاعلاقة له أصلاً بهذا الحدث أو بأي حدث سياسي عربي آخر .
الحقيقة والكل يعلم ذلك أن قمة الكويت الإقتصادية ليست سوى ( مؤتمرإنقاذ ) للإقتصاد الأمريكي والعالمي تم الإعداد بشأنه من قبل قادة البترول ليقدم هدية محبة للرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما الذي يعطي أولوياته للأزمة الإقتصادية الأمريكية التي ضربت العالم الغربي بأكمله ..!
ثم ، وكما كان متوقعاً .. أيد مبارك وباركَ القرار السعودي ، بل أن وزير خارجيته ابو الغيط أعلن أن مؤتمر قطر في حال إنعقاده يعتبر إلغاء لمؤتمر الكويت ، ولا ندري كيف ذلك ..؟ وماذا سيحدث لو تم تأجيل الموضوع الإقتصادي لبضعة أيام قياساً الى الحدث الجلل في غزة ..؟
هل الموضوع الإقتصادي في مؤتمر الكويت أصبح أهم من الدم الفلسطيني وأشلاء أطفال ونساء وشيوخ غزة .. ومجرد فقرة ثانوية تبحث على هامش المؤتمر..؟ وهذه العبارة أي (على هامش المؤتمر) إستخدمتها القيادتين السعودية والمصرية لإجهاض أي مؤتمر قمة عربي مخصص موضوعه بالكامل لغزة ..!!

قمة غزة لم تجهض كما كان مخطط لها من منطلقين أساسيين :
ـ إكتمال نصاب إنعقادها كقمة عربية ، والأكثر من ذلك توسيع قاعدتها لتشمل ممثلين لدول إسلامية إقليمية وغير إقليمية هم : الرئيس الإيراني ، نائب رئيس الوزراء التركي ، الرئيس السنغالي بصفته رئيس الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الإسلامي ، ومبعوث شخصي عن الرئيس الأندونيسي ..، وكذلك ممثل شخصي عن الرئيس الفينزولي شافيز لتتخطى الإطار العربي والإسلامي الى العالمية .. ثم إعلان قطر تجميد علاقاتها التجارية والسياسية مع إسرائيل مع جلسة الإفتتاح .
ـ وضع مؤتمر وزراء الخارجية العرب المنعقد في نفس اليوم والساعة في الكويت بحضور عمرو موسى رئيس الجامعة العربية في الظل ، وفيه بالطبع وزير الخارجية السعودي وممثلين عن السلطة الفلسطينية لمحمود عباس ومصر ، يقابل ذلك الحضور الذي فقد الثقة والشعبية في الشارع العربي ، يقابله في مؤتمر الدوحة كل من : خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس ، رمضان شلح ، أمين عام حركة الجهاد الإسلامي وأحمد جبريل ، الأمين العام للجبهة الشعبية ـ القيادة العامة .

لقد تم العكس تماماً ‘ إذ تم إجهاض مخطط ( عبد الله ـ مبارك ـ عباس ) .. أي إفشال مخطط شق الصف العربي لصالح إسرائيل .. والأكثر من ذلك هو بُعد النظر الدبلوماسي الذي تمتع به أمير قطر بإعلانه عن موافقته على حضور مؤتمر الكويت وحضوره لمؤتمر الرياض التي دعت اليه السعودية ..!!
وكما كان متوقعاً .. أتى محمود عباس الى الكويت ، ولكنه كان قدوم مستهجن ومستنكر من بعض النواب الكويتيين ومن الشارع الكويتي وكذلك من الشارع العربي في كل مكان خصوصاً بعد المؤتمر الصحفي الصريح الذي عقده رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد آل ثاني بعد مؤتمر الدوحة وتناول فيه محاوراته التلفونية مع محمود عباس وتمت فيه تعرية مراوغات محمود عباس الذي يبدو أنه قد غرق في وحل الخيانة حتى قمة رأسه فلم يعد يأبه إلا بوعوده التي قطعها للإسرائيليين !
وكما كان متوقعاً أيضاً ، فقد تخللت المؤتمر المزادات والمزايدات بإفتتاحها بمليار دولار قدمتها السعودية لإعادة إعمار غزة ، أي الدم الفلسطيني مقابل الدولارالأمريكي !
وبترول العرب لتشغيل المقاتلات والدبابات والآلة العسكرية الإسرائيلية لكي تحرق غزة وأطفالها وتهدم المنازل على رؤوسهم ..!!
ولعل الكثيرون في دولنا العربية المنكوبة بحكامها لايعرفون أن التعهدات قد قدمت بعد جولة غوردون براون رئيس الوزراء البريطاني في الخليج بأن تقدم كل من هذه الدول البترولية مبلغ 200 مليار دولار لدعم الإقتصاد الغربي المنهار والكساد الإقتصادي المستشري وذلك من خلال مؤتمر الكويت الإقتصادي ..!!
أما مليار السعودية وغيره .. فنقول هنيئاً لمحمود عباس وحكومة رجال الأعمال في رام الله .. ولننتظر كيف ومتى ستنفق هذه المليارات في غزة ..؟؟

ثانياً : لماذا الهجوم على غزة في هذا التوقيت بالذات .. وما هي التداعيات المستقبلية المتوقعة منه على مستوى المنطقة ..؟

هل أُريد من هذا الهجوم الوحشي البشع تنفيذ الصفحة الثانية من المخطط الصهيوأمريكي في المنطقة بعد غزو العراق واحتلاله ..؟
هل هو المشروع البديل المؤجل بعد فشل الهجوم الإسرائيلي على جنوب لبنان عام 2006 ..؟
هل ستؤخذ غزة ذريعة جديدة واعتبارها 11 سبتمبر جديد مصمم خصيصاً للمنطقة العربية تنفذ بعده صفحات أخرى كما حدث في 11 سبتمبر 2001 ..؟
ولو صحت توقعاتنا هذه .. فهل سنرى حلقة تبديل وجوه في القيادات العربية التي شاخت ليس فقط بالعمر ولكن أيضاً بالممارسات وانكشف أمرها ولم تعد تصلح لتنفيذ المسؤوليات الجديدة المتوقعة منها ..؟

أسئلة قد تبدو غريبة على الأذن العربية التي تعودت أن تسمع أصوات الحاضر فقط .. وتنسى ماسمعته في الماضي وبسرعة .. ولم تتعود أن تتهيأ لسماع ماقد يحمله المستقبل بعد أن ساهمت في صممها الجزئي أصوات مكائن الدعاية هنا وهناك .. وتصريحات وخطب أولي الأمر والقادة فيها ، محترفي سياسةٍ كانوا أو دعاة دين ..!

لايظنن أحدٌ أنني أريد أو حتى ألمح هنا الى أن فصائل المقاومة الفلسطينية المجاهدة هي جزء من لعبة سياسية دولية ، ولكنني أعني تحديداً ، أن ثمة طبخة ما يتم إنضاجها في البيت الأبيض ودهاليز السياسة الدولية وبالتعاون مع عملاء الداخل العربي الذي بدأت ادوارهم تظهر للعيان .. ولعلي أستشهد هنا بعبارة وردت بكلمة السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في مؤتمر قمة الدوحة حيث قال : ( إن هدف العدوان على غزة هو شطب المقاومة لتصبح الساحة خالية أمام شروط التسوية الإسرائيلية الأمريكية ) .
وهذا صحيح الى حد كبير ، بل هو جزء مهم من العدوان ، ولكنه ليس هدف العدوان بالكامل . فإسرائيل بقيت ولسنوات تعمل على إغتيال رموز المقاومة الفلسطينية وإعتقال بعضها الآخر ، كما حدث مع الشهيدين الشيخ احمد ياسين والدكتور الرنتيسي وخطف وسجن مروان البرغوثي وغيره من مناضلي الفصائل الأخرى .. وكان بإمكانها المضي بنفس الخطة ولو أخذت وقتاً أطول لعمليات غدر من هذا النوع تطول القيادات البارزة في غزة بالتعاون والتنسيق مع جواسيسها وعملائها وأجهزة مخابراتها على الأرض ، مما من شأنه أن يصيب الهيكل التنظيمي القيادي للمقاومة بإنتكاسة قد تطول أو تقصر ولكنها تمنحها الوقت لتنفيذ المخططات التآمرية وبالتعاون مع قيادات حكومة رجال الأعمال الفلسطينيين وعلى رأسهم محمود عباس . لكن إسرائيل مع ذلك أقدمت على تكرار عمل فشلت بمثيل له على الأرض اللبنانية ، ولاشك أنها تعلم بصعوبة تحقيق أهدافها عسكرياً أو تصفية المقاومة من خلال هذه العمليات ، وأن لجوءها الى ضرب المدنيين العزل من شيوخ ونساء وأطفال ، والبنى التحتية من مساكن ومدارس ومستشفيات ، ثم تجمعات للإعلاميين ومراكز دولية كالأونروا والصليب الأحمر ، لم يأت من فراغ ، بل كان ولايزال عملاً مقصوداً لتأجيج الأزمة من أجل أهداف أبعد .. وإسرائيل أول من يعلم بإستحالة إحتلال غزة بالكامل ، ولو فعلت فهي تعلم أنها قد أدخلت نفسها في الفخ .. وهذا تحديداً جاء على لسان بيريز عند بدء العدوان من أن إسرائيل لاتريد إحتلال غزة ، كما قال باراك أن العملية ستكون لها أهداف محددة وتنسحب إسرائيل بعدها ..!!
ثم جاء وقف إطلاق النار ، أو بالأصح وقف العدوان من جانب إسرائيل عشية مؤتمر الكويت ، لكي تحاول إسرائيل تحويل الفشل العسكري الى نصر سياسي خصوصاً والإنتخابات الإسرائيلية على الأبواب .. والعملية كلها كما يلاحظ عبارة عن تنسيق ومؤامرة فاجأت الشارع العربي دون الحكام عند إندلاعها بعد أقل من 48 ساعة على زيارة ليفني لمبارك ، وقبلها وبعدها زيارة عباس له ، ثم إيقاف النار الإسرائيلية مع قمة الكويت مع إبقاء شبح التهديد العسكري قائماً للمساومة والضغط وإستثمار ذلك كنصر سياسي في الورقة الإنتخابية الإسرائيلية ..! ويلاحظ هنا أن هذا الإنسحاب الإسرائيلي هو حقيقة إعادة إنتشار لقواتها على محيط غزة ، أي إنسحاب من داخل القرى والمدن في العمق لتجنب الخسائر الفادحة التي ستتعرض له قطعاتها العسكرية حتى وهي متمترسة في دباباتها وآلياتها .

إنتهت المؤتمرات العربية ، وما تزامن معها وسبقها وأعقبها من لقاءات وتشاورات ثنائية وثلاثية ورباعية وما شاء الله ، ومن عربية ـ عربية ، وإسرائيلية ـ عربية ، وعربية ـ أوربية ، ومزيج من هؤلاء وأولئك الى النتائج التالية ضمنا وليس حصرا فليست العبرة على اية حال بالتوصيات أو بعددها :
ـ وضع محمود عباس في الزاوية من خلال بعض القادة العرب بعد أن أوقعه التوجيه الإسرائيلي في الفخ ، ثم تصريحات أولمرت التي توجت حرق صورته جماهيريا حين قال : أن الهجوم على غزة أضعف حماس وعزز من السلطة الفلسطينية بقيادة عباس !
ـ هزّ وبعنف لم يسبق له مثيل موقف حسني مبارك ولا يزال . لقد حاول الرئيس المصري إستعراض لعضلاته ، ربما هو الإستعراض الأخير ، حين صرح بعد مؤتمر الكويت بما يفيد أن إعادة إعمار غزة ومساعدة الفلسطينيين لايمكن بدون مصر ، مشيراً بذلك الى معبر رفح ومفاتيحه التي هي بيده وكونه المعبر الوحيد لغزة على أرض عربية . ومما تجدر الإشارة اليه أن مبارك وفي اليوم السادس للعدوان الإسرائيلي على غزة ، أي في 2/1 ، خرج عن صمته ليخبرنا أن معبر رفح سيفتح فقط بشروط إتفاقية عام 2005 ..! ( الغريب أن مصر ليست موقعة على هذه الإتفاقية من جهة ، وأن الإتفاقية نفسها أصبحت بحكم الملغية بعد فوز حماس بإنتخابات 2006 والتي أجهضت من قبل مبارك وعباس وإسرائيل ..!!) . فهو ، أي مبارك ، يستخدم ورقة معبر رفح تارة ليهدد بالحصار على غزة ، وتارة ليلمح بمساعدة غزة ..!!
ـ كل من محمود عباس وحسني مبارك وضعا طوعاً أو كرهاً في موقف لايحسدان عليه . لقد تمت عملية تنسيق سريعة بين الرجلين بعد ساعات من لقاء تسيبي ليفني ومبارك في 25/12 ، أي بيومين فقط قبل الهجوم الإسرائيلي ، حيث أقنعت ليفني مبارك أن العملية العسكرية لإجتياح غزة وإسقاط حماس ستأخذ ثلاثة أيام فقط ..!!!
حيث وصل محمد دحلان و400 من رجال الأمن التابع له الى مدينة العريش المصرية يوم العدوان ، أي يوم 27/12 ، إستعداداً للدخول الى غزة بعد ( سحق ) حماس وبناء على وعد ليفني وتنسيق مبارك ـ عباس (!!) . وقد بقي دحلان ورجاله في العريش فعلاً لثلاثة أيام اي الى 30/12 .. حيث عادوا الى الضفة ..!!
( Alberto Cruz . Global Research . 16 January 2009 )
ـ يبدو أن موقف الملك عبد الله بن عبد العزيز كان نتيجة رأي إستشاري خاطئ من معيته ، أو نتيجة المعلومات المضللة التي سربت اليه كما أعطيت لعباس ومبارك ، أو ربما لكلا السببين ، فكان أن وضع الرجل في نفس الموقف وهو ( الصمت ) .. الموقف الذي وقفه مبارك وعباس ..! ولم ينته بعد الخطأ الذي إرتكبه ولا نتائجه حتى بعد مؤتمر الكويت وتبرعه بمليار دولار ( لإعمار غزة ! ) .
ـ على الطرف الآخر برز دور قطر وسوريا التي تسعى إسرائيل جاهدة ، برغم مكابرتها المعلنة ، للتصالح مع الأخيرة عبر الوساطة التركية والتي كان لرئيس وزرائها أردوغان موقفاً متميزاً وملفتاً للنظر ضد العدوان الإسرائيلي على غزة مع كل العلاقات التي تربط بلاده مع إسرائيل .
ـ على عكس قطر وموريتانيا اللتان جمدتا علاقاتهما التجارية والسياسية مع إسرائيل ، أبقت الأردن ومصر تلك العلاقة قائمة لم تتأثر حتى ولو بالتهديد بقطعها ! بل أن مصر مبارك أبقت على تجهيز الغاز الطبيعي لإسرائيل و ( بأسعار خاصة ) من العريش الى ميناء أشكيلون .
ـ الموقف الواضح والصريح هو الذي حصدت نتائجه حماس من خلال دفاعها ومقاومتها المستميتة في غزة ، والموقف الصامد لشعب غزة ، وموقف الجماهير العربية من المغرب الى الكويت .

ثالثاً : حصاد العاصفة !

لو عدنا بعد كل ذلك الى موضوع التداعيات المستقبلية المتوقعة على مستوى المنطقة ، يجب علينا أن نتمعن أولاً بما قاله الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما بعد إنتخابه قبل حوالي الشهرين :
Once we start , we will begin running
والمعنى المقصود هنا أنه عندما يبدأ فإنه سيتحرك بسرعة ..!
وأوباما كان يتحدث هنا عن ( مشكلة الشرق الأوسط ) . ومصطلح مشكلة الشرق الأوسط يعني بلغة السياسة العالمية ، مشكلة النزاع العربي الإسرائيلي . ولكن يبدو أن هذا النزاع لم يعد محصوراً في ظل سياسة جورج بوش بالمشكلة الفلسطينية ، وبالتنظير لمشروع الشرق الأوسط الجديد .. علماً أن احد عرّابي هذا المشروع هو نائب أوباما ، جوزيف بايدن .. وأن أوباما أبقى على روبرت غيتس وزير دفاع إدارة بوش في منصبه كوزير دفاع في الإدارة الأمريكية الجديدة !! وأنه أول رئيس أميركي منذ إبراهام لنكولن يجمع عدد من المعارضة ، أي من الجمهوريين في إدارته مبرراً ذلك أنه لايريد فقط أن يسمع ممن حوله من مستشارين وغيرهم من ادارته عبارة :
Yes Mr. president

ثم جاءت عملية غزة بتوقيت وتنفيذ دقيقين لايمكن لعاقل ان يتصور أن أسبابها هي صواريخ تطلق من غزة بإتجاه إسرائيل ، أو بسبب جندي إسرائيلي أسير لدى حماس وواكبتها وأعقبتها إفرازات ونتائج غير متوقعة على مستوى المجموعة العربية والإقليمية تتعلق خصوصاً بأنظمة الحكم ، وبشكل أكثر خصوصية بأشخاص الحكّام !!

واليوم 20/12 .. حيث يتسلم باراك أوباما منصبه رسمياً ليدخل المكتب البيضاوي في البيت الأبيض .. ليبدأ تحركه الذي يصفه بالسريع على خريطة الشرق الأوسط ، او بشكل أدق على خريطة المنطقة العربية ، ويتزامن ذلك أيضاً مع أيام قليلة حيث ستبدأ الإنتخابات الإسرائيلية .. يبدو الموقف بعد غزة هو غير الموقف قبل غزة ..
الضحايا والخرائب والزلزال السياسي الذي تركته غزة .. يذكرني بذلك الذي حدث في 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة .. وما أعقبه وبإتخاذ الحدث ذريعة .. للتغيرات التي طرأت على العالم .. فهل ستكون غزة 11 سبتمبر العرب ..؟؟

الأيام والأشهر القادمة كفيلة بالجواب على تساؤلاتي .

علي الحمـــــداني
كاتب عراقي
20/1/2009

دعونا نتصور .. دعونا نحلم !

دعونا نتصور .. دعونا نحلم !

* دعونا نتصور لو عُقد مؤتمر للملوك والرؤساء العرب قبل اسبوعين من الآن ، وخرج المؤتمر بتوصيات حازمة تقترن بالأفعال ..
* دعونا نتصور لو ألمح .. وألمح فقط ذلك المؤتمر عن النية في إتخاذ قرارات إقتصادية بحق الدول الكبرى التي لاتتخذ موقفاً جدياً وفورياً من
العدوان الإسرائيلي الوحشي على العرب سكان غزة ..
* دعونا نتصور لو ذهبت المجموعة العربية الى مجلس الأمن الذي عقد مؤخراً بناء على طلبها ومعها توصية واحدة تقول : إن أي إستخدام لحق
الفيتو من قبل أي دولة دائمة العضوية في المجلس لوقف العدوان فإن المجموعة العربية سوف تعيد النظر بعلاقاتها الدبلوماسية والإقتصادية بتلك
الدولة ..
* دعونا نتصور لو أن تلك المجموعة العربية أعربت عن خيار التدخل العسكري لإنقاذ شعب غزة من الإبادة إذا رفضت إسرائيل الإنصياع لقرار
مجلس الأمن بوقف عدوانها ..
* دعونا نتصور لو أن أحمدي نجاد قام بتجربة صاروخ واحد من صواريخه التي يجربها تحت الأرض وفي الفضاء وتحت مياه البحار وذلك فوق
إسرائيل .. ولو لمرة واحدة .
* دعونا نتصور لو أن إيران أعطت الضوء الأخضر لحزب الله لاليدخل الى شمال إسرائيل ولكن ليفتح جبهة مزارع شبعا ويقاتل المحتل الإسرائيلي هناك ..
* دعونا نتصور لو أن السيد خالد مشعل المسلم الذي نتعاطف ونأسى له ونكبر موقف مقاومته الباسلة الآن على أرض غزة .. لو أنه لم يصرح عندما
زار إيران أن الخميني هو الأب الروحي ..!!
* دعونا نتصور لو تحركت الصواريخ السورية التي قد خدّرها الكسل لتضرب المعسكرات الإسرائيلية على الأرض السورية المحتلة في الجولان ..
* دعونا نتصور لو أن حسني مبارك أبقى المعابر مفتوحة ولم يشارك في حصار شعب غزة ..
* دعونا نتصور لو أن وزير خارجيته أبو الغائط لم يصرح بأن المعابر لاتفتح لكي لايتم تهريب السلاح الى غزة ، وغزة تقاتل عدواً حاربته مصر
واحتل أراضيها وقتل شبابها .! وهل كان وزير خارجية إسرائيل سيصرح بغير ذلك ؟ وهل تريد إسرائيل ووألمرتها وباراكها إلا ذلك ..؟
* دعونا نتصور لو قام العاهل الأردني و ( العاهل ) المصري العربيين المسلمَين بطرد السفير الإسرائيلي من بلادهما كما فعل شافيز الفنزويلي المسيحي ..
* دعونا نتصور لو قام ( خادم الحرمين ) بإطلاق صرخة تشبه صرخة شقيقه المرحوم الملك فيصل تهدد بقطع النفط ..
* دعونا نتصور لو أن هذا الخادم تناسى خلافاته الجانبية مع قطر وغيرها وجمع القادة العرب في مؤتمر جدي وتاريخي لنصرة غزة * دعونا نتصور لو لم يظهر عضو مجلس الشورى السعودي المدعو عبد الرحمن الفريح على شاشة فضائية عربية معروفة بمظهرها الإسلامي ليطعن في حماس وليعتبر المظاهرات لنصرة غزة مجرد هراء وغثاء لاينفع ويمجد بالتبرعات المالية السعودية لشعب يحترق .. وليقول أننا أبناء اللحظة واليوم في إشارة الى موقف مضى للمرحوم الملك فيصل الذي تنكر له ضمناً ..
* دعونا نتصور لو كفّت فضائيات الخليج من عرض حملات التبرع بالمال والغذاء والدواء بمباهاة وزهو فارغين .. وقد تم بالأمس دفن أطنان من الدم الجزائري المُتَبرع به في رمال رفح بعد أن رفضت شرطة مبارك الخيانة بفتح المعبر لإدخاله الى الجرحى في مستشفيات غزة ..
* دعونا نتصور لو توقفت في هذه الأيام ، ولو من باب المجاملة ، فضائيات الملياردرية السعوديين الشيخ وليد الإبراهيم والشيخ صالح كامل زوج صفاء ابو السعود صاحبي الأي آر تي وروتانا وإم بي سي وغيرها ، لو توقفت عن بث اغاني الفيديو كليب ذات الحركات الجنسية لعاهرات لبنان ومصر.. والرقص والمرح والفرح ..
* دعونا نتصور لو قام هؤلاء وغيرهم من أصحاب البلايين من الأمراء والشيوخ المتأسلمين بدفع الزكاة فقط التي فرضها عليهم رب العالمين فكيف سيكون حال الأمة ، وهم قد أصموا أذاننا بدعاوى الحلال والحرام .. ونسوا وجود الخبير السميع العليم ..
* دعونا نتصور لو أن حاكماً عربياً أو إسلامياً من هؤلاء وأولئك وقف موقفا مثل رجب طيب أوردغان رئيس الوزراء التركي .. أو على الأقل نصف موقفه المشرف وهو يقول أنا رئيس دولة حفيد الدولة الإسلامية العثمانية .. فأين منه من يدعي أنه من أحفاد آل
البيت ، أو سليل الصحابة والسلف الصالح ..؟؟
* دعونا نتصور لو أن رئيس السلطة الفلسطينية المنصّب محمود رضا عباس رئيس حكومة رجال الأعمال الفلسطينيين ووالد
المليونير ياسر والمليونير طارق ، لم ينسى فلسطينيته وتاريخ فتح وجيش التحرير الفلسطيني النضالي ، ووقف موقف الرجال مع
رجال ونساء وأطفال غزة أهله ولحمته ، ولا ينسى أن من قتل سلفه سيلتفت اليه عندما ينهي دوره الخياني وبجدارة ..
* دعونا نتصور أن قادتنا العرب يقرأوون ويتعظون ..
ولندعهم يعلموا ويؤمنوا أن الشعوب لاتموت .. والخيانة لاتُنسى .. وأن الرحم العربي ولود .. ولود .

علي الحمــــداني
كاتب عراقي

هرّةُ بوش .. وأطفال إسرائيل .. وأشلاء أطفال غزّة !

هرّةُ بوش .. وأطفال إسرائيل .. وأشلاء أطفال غزّة !


قبل بضع أيام وقع حادث مؤسف في البيت الأبيض .. فقد نفقت " بيلي " بعد عمر ثمانية عشر عاماً ..!!
بيلي هذه هي هرّة العائلة البوشية .. وبالمناسبة فإن بيلي هم إسم الدلع ..!!
أصدر البيت الأبيض بياناً بهذا الحدث الجلل نيابةً عن عائلة بوش .. وقد نعى البيان بيلي التي عاشت حياتها جزء من العائلة وكفرد منها ، وقد قامت العائلة الكريمة بتأبينها في حفل عائلي تكون من الرئيس وزوجته لورا وبناته وبعض الأقارب والمحبين ..!!

هذه ليست نكتة .. إنها حقيقة .. ومع ذلك نقول أن من حق بوش أن يحزن ويصلي على هرّته المتوفاة ، حتى ولو كان ذلك داخل البيت الأبيض المقر الرسمي لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية .. فأمريكا بلد التقليعات .. وكل شيئ جائز .. وحتى لو إقترن حزن الرئيس بإجرامه اللامحدود بحق أطفال العراق وبحق أطفال غزّة ، فهم لايرقون بنظره الى مستوى قطته النافقة وكلبه المدلل !! وهذا أيضاً أمر غير مستغرب من مجرم حفيد مجرمي وقطاع طرق ولصوص الغرب الأمريكي قتلة سكان أمريكا من الهنود الحمر .. وهو الحلقة في حلقات رؤساء الولايات المتحدة ممن سبقه ممن قاموا بحرق أطفال هيروشيما وناكازاكي وكمبوديا وفيتنام وأفغانستان والصومال والعراق وفلسطين .
لكن المستغرب حقاً .. أن يتم تأبين المرحومة بيلي في وقت يحرق فيه أطفال غزة بسلاح وأموال ودعم الولايات المتحدة اللامحدود وكأن لسان حال هذا المجرم يقول للعرب ( طظ ) في أطفالكم !!

ثم خرج علينا قبل أيام شيمون بيريز ، رئيس دولة العدوان الإسرائيلية العنصرية ، والحائز على جائزة نوبل ( للسلام ) .. وبعد أن قصفت طائراته مدرسة الأونروا ، وبعد أن أحرقت نيران صواريخه وأسلحته المدمرة جثث أطفال غزة ، ليعترف ضمناً بالخطأ ولكن ليضيف وبكل وقاحة : ( أننا نعرف كيف نحمي الأطفال الإسرائيليين)

قبل أشهر من هذه الأيام التي يُمارس فيها الإجرام الصهيوني بكل المقاييس .. إستقبل بعض رؤساؤنا العرب شيمون بيريز ضيفاً عزيزاً مكرماً يقابل بالحفاوة ونقلت لنا فضائيات ذلك البلد العربي الخليجي تنقلاته والمصافحات الحارة التي قابله بها المسؤولين هناك ..!!

هذا بوش وهرّته بيلي ..
وهذا بيريز وأطفال إسرائيل ..
فماذا عن أطفالنا في غزة ..؟

ماذا عن الالاف من المدنيين الأبرياء الذين قتلوا وجرحوا ودمرت مساكنهم وأخرجوا من ديارهم ، ومن قبل قد حوصروا وقطع عنهم الماء والكهرباء وجرفت أراضيهم الزراعية .. كل ذلك بنيران وإجرام بوش وبيريز ومعيتهما من محترفي الإجرام السياسي وسياسة الإجرام ..؟
ألا يستحق كل أولئك من ملايين البشر في العراق وغزة وغيرهما أن يكون حظهم مثل حظ بيلي القطة أو يقوم العرب بحمايتهم مثل أطفال إسرائيل ..؟؟

أخجل أن أرى مظاهرات الإحتجاج والإدانة لإسرائيل تخرج في العواصم الغربية ، غير العربية وغير الإسلامية ، تخرج بحماية الشرطة .. وأرى المظاهرات في القاهرة والمدن المصرية الأخرى تضرب بهراوات شرطة النظام الفاسد العميل .. ونفس الشيئ يحدث في مدن وعواصم عربية أخرى ولسان حال الحكاّم يقول : كمموا الأفواه واملأوا زنزانات السجون حتى ينتهي جيش ( الدفاع ) الإسرائيلي من تحقيق مهمته التي رسمها له قادة الصهيونية العالمية بعلمنا ومباركتنا وموافقتنا .. !!

في مقابلة تلفزيونية على القناة الرابعة البريطانية ليلة 8/1 ، سأل المذيع مسؤولاً إسرائيلياً عن سبب قيام إسرائيل باستهداف المدنيين .. فكان جوابه كالعادة بالنفي وأن إسرائيل تحرص على أن لايتعرض المدنيون لأي أذى ( !! ) ، وأعاد المذيع السؤال بصيغة أخرى أكثر ذكاءاً : لماذا تمنعون سيارات الإسعاف من نقل جثث القتلى والجرحى .. وقد رأينا أنكم سمحتم بنقلها على الحمير .. فلم يجد الصهيوني ذاك من جواب إلا أن قال ، أن ذلك هو مجرد دعاية ( بروباكندا ) تمارسها حماس ..!! وحين جابهه المذيع بأن ذلك مثبت وثائقياً .. لم يجد مناصاً من القول ، أنه سيطالب بالتحقيق في الموضوع .. وحين علّق المذيع : هل آخذ كلمتك هذه كوعد أو كلمة شرف ؟! لم يجد المسؤول الصهيوني الجواب .. وكان سكوته أكبر إحراج لكذبه والذي أوقعته فيه القناة التلفزيونية البريطانية ..

لم يفت كوندوليزا رايس ، سحاقية البيت الأبيض ، أن تصرح في الثاني لذلك اللقاء بالقول : من الصعب تجنب ضرب المدنيين في رقعة أرض مكتضة بالسكان !!

نعم .. لقد كانت تلك قناة تلفزيونية غربية .. فأين منها الفضائيات المملوكة للمترفين العرب في أرض البترول والتي تغطي شاشات التلفزة عندنا ببرامج : الدنيا غنوة ، وساعة صفا ، ومسابقات الملايين من الريالات السعودية ، والأغاني والرقص على وحدة ونص !!

وغزة تحترق .

علي الحمـــــداني
كاتب عراقي

وزير أمننا الوطني : شروان كامل سبتي الوائلي

وزير أمننا الوطني : شروان كامل سبتي الوائلي
وبالوثائق الرسمية..!

كتابات : علي الحمـداني

وزير الأمن الوطني العراقي .. شروان الوائلي
متلون .. إذا الريحُ مالتْ مالَ حيثُ تميلُ
ضابط وبعثي مرةً .. ومقاول وسارق يبيع محركات الطائرات وأملاك الدولة من القواعد العسكرية مرة أخرى ..
من إسم على قائمة مايسمى بإجتثاث البعث .. الى وزير في الحكومة
عميل على إتصال بالأمريكان والإجتماع بهم وتقديم التقارير..
وأيضاً أحد أعضاء الجمعية الوطنية لكتابة الدستور العراقي (!!) .. فتأملوا !

كل ذلك بالوثائق الرسمية ... ( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون )
وكل ذلك أقدمه الى :

رئيس وزراء العراق ، الذي يعدنا بالإصلاح تلو الآخر .. وهل ينظف البيت يادولة الرئيس إلا من داخله أولاً ..؟
والى وزراء حكومته ، وأعضاء مجلسهم النيابي ، وهيئة نزاهتهم ..
والى رؤساء وأعضاء الأحزاب العراقية التي تتصيد الكراسي والمناصب المُذّلة باسم الوطنية وتصطف سراً أو علناً مع الذيول ذليلةً وتصوت معهم ..

الى من يتبجح أنه حصل على مايريد من أجل الشعب العراقي من ( منجزات ) تدعى ( وثيقة إصلاح ) و ( إستفتاء شعبي ) ليصوت وحزبه الإسلامي ، وجبهة توافقهم الى جانب معاهدة الوصاية الأمريكية ! وعذراً أيها المقدم الركن ، عضو فرقة حزب البعث سابقاً والمدرس في كلية الأركان والمفصول والذي فصل من وظيفته ومن الحزب لأسباب يعرفها ، عذراً ونحن نتكلم هنا عن رفيقكم من المتلونين ورفيق عمالتكم وليس سلاحكم ، فسلاحكم قد بعتموه بثمن بخس ... تباً لكم !

قلوبنا قد ملأها القيح والمرارة ، ونحن مواطنون عاديون لم نحمل شرف الإنتماء للجيش العراقي الشرعي ، وذلك بعد أن خرج علينا بيان علي الدباغ الناطق باسمكم يارجال الحكومة !! ليسقط صفة الشهداء عن الجنود العراقيين ، أبناءكم الذين سقطوا دفاعاً عن الأرض والعِرض في الحرب العراقية ـ الإيرانية ، ويعتبرهم قتلى !! فدخلتم سبات الصمت كما هي عادتكم .. فأرونا ماذا أنتم فاعلون ..؟ وهل تقدرون ..؟
ثم يسارع الدباغ الى إصدار مايكذب به بيانه المذكور، ليقول لنا أن مانقل عنه عار عن الصحة .. فهل كان ماقاله شطحة من شطحاته المعروفة .. أم أنها " جرة أذن " لأن توقيت التصريح لايتناسب والحملات الإنتخابية المسعورة ومحاولة كسب الأصوات ..!!
هراء في هراء .. وكذب يتبعه كذب .. والقلوب السوداء المنافقة لم تعد خافية حتى على بسطاء الناس الذين هم هدف التضليل .. ( واللهُ يَشهدُ أن المنافقينَ لكاذبون )

وقبل كل ذلك ، وأهم من كل أولئك ، أقدم هذه الوثائق الى الشعب العراقي لكي يطلع عليها ، وقد وصلتني صورها باليد من عراقي شريف ومن داخل الدهاليز الحكومية
لكي يفتحوا الوثائق المرفقة وليقرأوا بأنفسهم ..

وهناك وثائق أخرى ، وأسماء أخرى .. سوف تأخذ طريقها الى النشر...!!
" وسَيعلَم الذينَ ظَلموا أيَّ مُنقَلبٍ يَنقلبون " .

lalhamdani@rocketmail.com