التحالف الأمريكي ـ الإيراني .. هل بدأ يطفو على السطح ..؟
كتابات : علي الحمــداني
لقد نشرت شخصياً وعلى هذه الصحيفة عدة مقالات يرجع تاريخها الى ثلاث سنوات وأكثر ، وفي كل مرة كنت أتحدث عن عدم تصديق الظواهر من الأحداث والمتمثلة بالتصريحات والخطب النارية عن وجود خلاف أستراتيجي أمريكي ـ إيراني .. وفي كل مرة ، كانت مقالاتي تقابل بالنقد وبالهجوم على ماأطرحه من أفكار أسميتها أحياناً ( التحالفات الخفية ) .. ( زواج المتعة بين النظامين ) .. ( كشف السؤات ) .. والى غير ذلك .
كان أكثر مايؤلمني ليس تلك الرسائل الهجومية التي أتلقاها والتي كتب بعضها بلغة غير لائقة ، بل ماكنت ألمسه من إستنكار لما أكتب من قبل شخصيات يسارية وتقدمية يُفترض أنها تحمل هموم بلدها العراق وليس مصالح إيران مع روسيا أو الصين ، وتوهمهم ، وهم محترفي سياسة وفكر ، أن إيران وبسبب ذلك في حالة حرب مع أميركا !! وقد وصل بعض الإستنكار حدود مقاطعتي كما كانت تقاطع البضائع الإسرائيلية أيام الصحوة القومية العربية ، والتي ، وللتاريخ فقط نتذكر الآن ، كيف كان موقفهم المخزي من تلك الصحوة والأنظمة العربية التي تبنتها ، على الرغم من وقوف تلك الأنظمة والزعامات مع الإتحاد السوفياتي آنذاك !!
ودارت عجلة الزمن قليلاً ، ولمّا تستكمل بعد دورتها الكاملة .. فإذا الذي كان مستوراً بالأمس قد أصبح مكشوفاً ، حتى ورقة التوت بدأت تتآكل ، وإذا الذي كان يتصوره البعض موقفاً صلداً كصواريخ شهاب وشتم محمود أحمدي نجاد لأميركا وإسرائيل بخطب مجلجلة ، قد أضحى هشاً وسرعان ماسيتحول الى هشيم تذروه الرياح قبل أن يأتي عليه الزَبد فيذهب معه جُفاء ..
البعض ، يحلل ذلك الى تحول في الموقف والسياسة الأمريكية بعد أن إعتلى باراك أوباما صهوة البيت الأبيض وذهب جورج بوش مسبب المشاكل ليتقاعد في تكساس ويفوت هؤلاء جميعاً ، أن أميركا ليست دولة يحكمها شخص ، كما هي دولنا العربية ودول العالم الثالث ، بل هي دولة مؤسسات .. وهي زعيمة الرأسمالية العالمية ، وقائدة العالم الغربي ، وأن المؤسسات ( بلوبياتها ) وقواها الضاغطة ومصالحها هي التي تحدد سياسة البيت الأبيض ، وأن الفرق بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي هناك ، كالفرق بين شعاري الحزبين المتناوبين على إدارة البيت الأبيض .. وهما شعاري الحمار والفيل !! وأن العالم المحكوم من قبل أميركا أو المتعاون معها أو المغلوب على أمره سيان لااختلاف يفرقهم .. وكعراقي أقول أن قنابل وصواريخ جورج هيربرت بوش ( الأب ) الجمهوري ، وبيل كلينتون الديمقراطي ، وجورج دبليو بوش ( الأبن ) .. سقطت على العراق .. كما سقطت على غير العراق ..!
هكذا نوع من التحليل السياسي ، والنظر الى أوباما المنقذ بدل بوش المجرم .. هو ، ومع إحترامي لأصحابه ، تحليل ساذج .
وموقف أوباما من العراق غير موقف بوش .. ساذج أيضاً
وموقف أوباما من فلسطين غير موقف بوش .. ساذج أيضاً
المواقف ربما تبدو أنها قد بدأت تتبدل ، على الأقل على مستوى التصريحات .. ولكنه في واقع الحال تغيير قد حان وقته من قبل المؤسسات الأمريكية الحاكمة ، لابل قد أجبرت عليه من خلال الأحداث هنا وهناك ، وتم أيضاً توقيته مع قدوم الرئيس الجديد !
إيران .. هي أحد خيوط لعبة التغيرات هذه .. فهل حان الوقت لإعلان ماتم إخفاءه منذ 1988 ..؟ وخروجها خاسرة من حربها مع العراق ..؟
وهل ستعترف الإدارة الأمريكية الجديدة بالجميل الإيراني الذي أعلنه محمد أبطحي مدير مكتب الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي قبل وقت ليس ببعيد عندما ذكّر أمريكا بأنه لولا المساعدة الإيرانية لها لما تمكنت من إحتلال أفغانستان والعراق ..!؟
وهل ستصبح إيران لاعباً أساسيا في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة فيما يسمى بخارطة الشرق الأوسط الجديد ..؟؟
أجيب هنا على بعض هذه التساؤلات من مقالات سابقة لي ، لم تكن من صناعة أفكاري أو أُوتيتها عن أمري ، بل كانت منقولة من مصادرها الأمريكية والأجنبية ، وربما كانت وقت نشرها مابين 10/ 2/2007 ( لماذا تصرحكومة المنطقة الخضراء على ترحيل منظمة مجاهدي خلق المعلرضة من الأراضي العراقية ؟ ) ، ومروراً بحديث جوزيف بايدن ( نائب أوباما الحالي ) في 3/12/2007 ( ميزان الربح الإيراني ) ، وحتى 9/12/2007 ( ماذا تعني حقيقة تقارير الإستخبارات الأمريكية ) و (كشف السؤات ) في 3/10/2008 .. وما سبق ذلك وما تلاه .
عندما أعلن القائد الأمريكي في العراق قبل بضع اسابيع ، أن مسؤولية الأمن في مدينة أشرف ، حيث يتواجد أعضاء مجاهدي خلق وعوائلهم ، سوف تنتقل الى قوات الأمن العراقية ، رفع البعض حواجبه عند سماع هذا الخبر .. إذ كيف تقدم القوات الأمريكية في العراق على رفع حمايتها عن جهة معارضة لإيران ( عدوة أميركا !!) ؟
وقبل يومين وقف موفق الربيعي الى جانب سعيد جليلي في مؤتمر صحفي ليعلن ( الربيعي ) أن على مجاهدي خلق وعوائلهم مغادرة العراق ، وعددهم بالآلاف ..! الفرق بين الإثنين الربيعي وجليلي أن الأول يتكلم العربية بدل لغته الأم الفارسية لكونه من أعضاء حكومة العراق ! والآخر يتكلم الفارسية ويفهم العربية جيداً ..!!
والغريب أن يتزامن ذلك الإعلان مع إعلان الإتحاد الأوربي بإسقاط صفة الإرهاب عن منظمة مجاهدي خلق ، ولعل ذلك خطوة لفتح أبواب الدول الأوربية أمامهم لقبولهم على اساس ( اللجوء الإنساني ) !
أما القيادة الأمريكية في العراق فقد سكتت .. لأن ذلك ( شأن عراقي داخلي ) !!
ولاأدري ، ماذا سيقول لنا هذه المرة أصحاب الفكر اليساري والتقدمي ممن فضلوا العمل مع حكومة العراق ، وممن هم في صف المعارضة لها .. وهم يعلمون أن منظمة مجاهدي خلق تحمل الفكر الماركسي ..؟؟
في مقالي الآخر ذكرت النص التالي من تصريح جوزيف بايدن ( الذي يشغل الآن منصب نائب الرئيس أوباما ) :
( الحقيقة أن إيران تحتاج لبضع سنوات لإنتاج سلاحها النووي وأن على المجتمع الدولي أن يقرر ويختار بين أحد أمرين ، إما الذهاب الى الحرب ، أو قبول إيران النووية . إن إدارة بوش وبدلاً من التركيز على المشكلة بدأت تتكلم كلاماً غير مسؤول عن حرب عالمية ثالثة . إن مانحتاج اليه سياسة صارمة ترتكز على إحداث التغيرات في تعاملنا مع المشكلة . ــ تقرير شبكة سي أن أن في 2/12 /2007 ــ )
وأخيراً ، وليس آخراً ، أعيد فأذكر بنص ورد في مقالي في 2/10 /2008 . المقال لكاتب سياسي أمريكي هو روبرت نايمان ، كتبه في 27 سبتمبر 2008 :
(( لقد ضيّع مقدم برنامج المناظرة بين باراك أوباما وجون ماكين المرشحَين للرئاسة الأمريكية ، ضيّع فرصة موقف سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران .. ولكن للحقيقة فإن ما صرح به هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية الأسبق " مستشار ماكين حالياً " حول السياسة الأمريكية تجاه إيران ، وذلك لموقع شبكة ( سي أن أن ) الإخبارية يلقي الضوء على ذلك :
يقول كيسنجر : أنا أقف الى جانب المفاوضات مع إيران .. ولاأعتقد أنه يجب أن نضع شروطاً مسبقة لبدء المفاوضات !
موقف كيسنجر هذا يتوافق مع موقف خمسة وزراء خارجية أمريكيين سابقين من ضمنهم كيسنجر نفسه ، ثلاثة منهم من الحزب الجمهوري ( كيسنجر ، باول ، بيكر ) وإثنان من الحزب الديمقراطي ( كريستوفر واولبرايت ) والذين إتفقوا جميعهم على التفاوض مع إيران بدون شروط مسبقة .
ماتعنيه عبارة ( دون شروط مسبقة ) ، أنها وببساطة تخالف سياسة الرئيس الحالي ( السابق ) جورج بوش ، الذي يحاول أن يربط المحادثات مع إيران بموضوع تعليق إيران لتخصيب اليورانيوم .. ( تعقيب : أثبتت السنوات الثمان من حكم بوش أن كل ماقاله بهذا الخصوص ليس أكثر من كذب ومراوغة ، وأن مفاوضات إدارته السرية والعلنية لم تتوقف مع إيران ! )
ويمضي المقال بالقول ( السؤال المهم ، هل أن على الشعب الأمريكي ان ينتظر من ماكين ونائبته بالين فيما لو دخلا الى البيت الأبيض الإنتظار اربع أو ثمان سنوات أخرى لحل الإشكالات مع إيران ، أو فتح المجال أمام إتفاقية تساعد على إستقرار الوضع في الشرق الأوسط ، وبالتحديد تسهيل عملية الإنسحاب من العراق ، وتحقيق الإستقرار في أفغانستان ..؟ ))
يلاحظ أن المحلل الأمريكي في تساؤله أهمل ذكر باراك أوباما الذي كان في تلك الفترة يتقدم من خلال إستطلاعات الرأي العام ، ولعل ذلك يأتي كتحصيل حاصل لما كان آنذاك ولايزال الآن بعد فوز أوباما من الإعلان عن إستراتيجية تغيير سياسي وشيكة تتبناها المؤسسات الحاكمة في الولايات المتحدة وخصوصاً مع الأزمة الإقتصادية العالمية التي تمسك بخناق هذه المؤسسات قبل غيرها !
لقد أعلن أوباما وخلال الأربع والعشرين ساعة من دخوله الى البيت الأبيض عن رغبته في التعامل الدبلوماسي مع ( المشكلة ) الإيرانية !!
وأعلنت إيران أنها تنتظر النتائج ..!!
ونسي أوباما ووزير دفاعه روبرت غيتس الذي كان وزير دفاع حكومة بوش ايضاً ، وكذلك مستشاريه وهم يتكلمون عن إنسحاب أمريكي من العراق تصريح خامنئي ونجاد قبل أشهر من أن إيران تستطيع ملأ الفراغ الأمني في العراق في حالة إنسحاب القوات الأمريكية !
والسؤال هنا .. هل فعلاً ستنسحب تلك القوات ..؟
وإذا إنسحبت فماذا يعني ذلك ..؟
كنت يوم أمس أتحاور مع صديق لي من المعجبين بإيران ، ليس من منطلق يساري أو فكري ، وإنما وحسب معرفتي به من منطلق إنتماء طائفي ساذج .
قال لي : إن أميركا فشلت في سياستها في العراق ومع إيران بالذات .
قلت : نعم ربما ..
فقال : لقد أركع الموقف الإيراني الصلد وقوتها العسكرية الهائلة الولايات المتحدة الأمريكية بكل عظمتها ..
ولم أستطع أن أجبه على ذلك لا بنعم ولا بربما ..!
وفضلت السكوت !!
lalhamdani@rocketmail.com
www.alialhamdani.blogspot.com
كتابات : علي الحمــداني
لقد نشرت شخصياً وعلى هذه الصحيفة عدة مقالات يرجع تاريخها الى ثلاث سنوات وأكثر ، وفي كل مرة كنت أتحدث عن عدم تصديق الظواهر من الأحداث والمتمثلة بالتصريحات والخطب النارية عن وجود خلاف أستراتيجي أمريكي ـ إيراني .. وفي كل مرة ، كانت مقالاتي تقابل بالنقد وبالهجوم على ماأطرحه من أفكار أسميتها أحياناً ( التحالفات الخفية ) .. ( زواج المتعة بين النظامين ) .. ( كشف السؤات ) .. والى غير ذلك .
كان أكثر مايؤلمني ليس تلك الرسائل الهجومية التي أتلقاها والتي كتب بعضها بلغة غير لائقة ، بل ماكنت ألمسه من إستنكار لما أكتب من قبل شخصيات يسارية وتقدمية يُفترض أنها تحمل هموم بلدها العراق وليس مصالح إيران مع روسيا أو الصين ، وتوهمهم ، وهم محترفي سياسة وفكر ، أن إيران وبسبب ذلك في حالة حرب مع أميركا !! وقد وصل بعض الإستنكار حدود مقاطعتي كما كانت تقاطع البضائع الإسرائيلية أيام الصحوة القومية العربية ، والتي ، وللتاريخ فقط نتذكر الآن ، كيف كان موقفهم المخزي من تلك الصحوة والأنظمة العربية التي تبنتها ، على الرغم من وقوف تلك الأنظمة والزعامات مع الإتحاد السوفياتي آنذاك !!
ودارت عجلة الزمن قليلاً ، ولمّا تستكمل بعد دورتها الكاملة .. فإذا الذي كان مستوراً بالأمس قد أصبح مكشوفاً ، حتى ورقة التوت بدأت تتآكل ، وإذا الذي كان يتصوره البعض موقفاً صلداً كصواريخ شهاب وشتم محمود أحمدي نجاد لأميركا وإسرائيل بخطب مجلجلة ، قد أضحى هشاً وسرعان ماسيتحول الى هشيم تذروه الرياح قبل أن يأتي عليه الزَبد فيذهب معه جُفاء ..
البعض ، يحلل ذلك الى تحول في الموقف والسياسة الأمريكية بعد أن إعتلى باراك أوباما صهوة البيت الأبيض وذهب جورج بوش مسبب المشاكل ليتقاعد في تكساس ويفوت هؤلاء جميعاً ، أن أميركا ليست دولة يحكمها شخص ، كما هي دولنا العربية ودول العالم الثالث ، بل هي دولة مؤسسات .. وهي زعيمة الرأسمالية العالمية ، وقائدة العالم الغربي ، وأن المؤسسات ( بلوبياتها ) وقواها الضاغطة ومصالحها هي التي تحدد سياسة البيت الأبيض ، وأن الفرق بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي هناك ، كالفرق بين شعاري الحزبين المتناوبين على إدارة البيت الأبيض .. وهما شعاري الحمار والفيل !! وأن العالم المحكوم من قبل أميركا أو المتعاون معها أو المغلوب على أمره سيان لااختلاف يفرقهم .. وكعراقي أقول أن قنابل وصواريخ جورج هيربرت بوش ( الأب ) الجمهوري ، وبيل كلينتون الديمقراطي ، وجورج دبليو بوش ( الأبن ) .. سقطت على العراق .. كما سقطت على غير العراق ..!
هكذا نوع من التحليل السياسي ، والنظر الى أوباما المنقذ بدل بوش المجرم .. هو ، ومع إحترامي لأصحابه ، تحليل ساذج .
وموقف أوباما من العراق غير موقف بوش .. ساذج أيضاً
وموقف أوباما من فلسطين غير موقف بوش .. ساذج أيضاً
المواقف ربما تبدو أنها قد بدأت تتبدل ، على الأقل على مستوى التصريحات .. ولكنه في واقع الحال تغيير قد حان وقته من قبل المؤسسات الأمريكية الحاكمة ، لابل قد أجبرت عليه من خلال الأحداث هنا وهناك ، وتم أيضاً توقيته مع قدوم الرئيس الجديد !
إيران .. هي أحد خيوط لعبة التغيرات هذه .. فهل حان الوقت لإعلان ماتم إخفاءه منذ 1988 ..؟ وخروجها خاسرة من حربها مع العراق ..؟
وهل ستعترف الإدارة الأمريكية الجديدة بالجميل الإيراني الذي أعلنه محمد أبطحي مدير مكتب الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي قبل وقت ليس ببعيد عندما ذكّر أمريكا بأنه لولا المساعدة الإيرانية لها لما تمكنت من إحتلال أفغانستان والعراق ..!؟
وهل ستصبح إيران لاعباً أساسيا في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة فيما يسمى بخارطة الشرق الأوسط الجديد ..؟؟
أجيب هنا على بعض هذه التساؤلات من مقالات سابقة لي ، لم تكن من صناعة أفكاري أو أُوتيتها عن أمري ، بل كانت منقولة من مصادرها الأمريكية والأجنبية ، وربما كانت وقت نشرها مابين 10/ 2/2007 ( لماذا تصرحكومة المنطقة الخضراء على ترحيل منظمة مجاهدي خلق المعلرضة من الأراضي العراقية ؟ ) ، ومروراً بحديث جوزيف بايدن ( نائب أوباما الحالي ) في 3/12/2007 ( ميزان الربح الإيراني ) ، وحتى 9/12/2007 ( ماذا تعني حقيقة تقارير الإستخبارات الأمريكية ) و (كشف السؤات ) في 3/10/2008 .. وما سبق ذلك وما تلاه .
عندما أعلن القائد الأمريكي في العراق قبل بضع اسابيع ، أن مسؤولية الأمن في مدينة أشرف ، حيث يتواجد أعضاء مجاهدي خلق وعوائلهم ، سوف تنتقل الى قوات الأمن العراقية ، رفع البعض حواجبه عند سماع هذا الخبر .. إذ كيف تقدم القوات الأمريكية في العراق على رفع حمايتها عن جهة معارضة لإيران ( عدوة أميركا !!) ؟
وقبل يومين وقف موفق الربيعي الى جانب سعيد جليلي في مؤتمر صحفي ليعلن ( الربيعي ) أن على مجاهدي خلق وعوائلهم مغادرة العراق ، وعددهم بالآلاف ..! الفرق بين الإثنين الربيعي وجليلي أن الأول يتكلم العربية بدل لغته الأم الفارسية لكونه من أعضاء حكومة العراق ! والآخر يتكلم الفارسية ويفهم العربية جيداً ..!!
والغريب أن يتزامن ذلك الإعلان مع إعلان الإتحاد الأوربي بإسقاط صفة الإرهاب عن منظمة مجاهدي خلق ، ولعل ذلك خطوة لفتح أبواب الدول الأوربية أمامهم لقبولهم على اساس ( اللجوء الإنساني ) !
أما القيادة الأمريكية في العراق فقد سكتت .. لأن ذلك ( شأن عراقي داخلي ) !!
ولاأدري ، ماذا سيقول لنا هذه المرة أصحاب الفكر اليساري والتقدمي ممن فضلوا العمل مع حكومة العراق ، وممن هم في صف المعارضة لها .. وهم يعلمون أن منظمة مجاهدي خلق تحمل الفكر الماركسي ..؟؟
في مقالي الآخر ذكرت النص التالي من تصريح جوزيف بايدن ( الذي يشغل الآن منصب نائب الرئيس أوباما ) :
( الحقيقة أن إيران تحتاج لبضع سنوات لإنتاج سلاحها النووي وأن على المجتمع الدولي أن يقرر ويختار بين أحد أمرين ، إما الذهاب الى الحرب ، أو قبول إيران النووية . إن إدارة بوش وبدلاً من التركيز على المشكلة بدأت تتكلم كلاماً غير مسؤول عن حرب عالمية ثالثة . إن مانحتاج اليه سياسة صارمة ترتكز على إحداث التغيرات في تعاملنا مع المشكلة . ــ تقرير شبكة سي أن أن في 2/12 /2007 ــ )
وأخيراً ، وليس آخراً ، أعيد فأذكر بنص ورد في مقالي في 2/10 /2008 . المقال لكاتب سياسي أمريكي هو روبرت نايمان ، كتبه في 27 سبتمبر 2008 :
(( لقد ضيّع مقدم برنامج المناظرة بين باراك أوباما وجون ماكين المرشحَين للرئاسة الأمريكية ، ضيّع فرصة موقف سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران .. ولكن للحقيقة فإن ما صرح به هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية الأسبق " مستشار ماكين حالياً " حول السياسة الأمريكية تجاه إيران ، وذلك لموقع شبكة ( سي أن أن ) الإخبارية يلقي الضوء على ذلك :
يقول كيسنجر : أنا أقف الى جانب المفاوضات مع إيران .. ولاأعتقد أنه يجب أن نضع شروطاً مسبقة لبدء المفاوضات !
موقف كيسنجر هذا يتوافق مع موقف خمسة وزراء خارجية أمريكيين سابقين من ضمنهم كيسنجر نفسه ، ثلاثة منهم من الحزب الجمهوري ( كيسنجر ، باول ، بيكر ) وإثنان من الحزب الديمقراطي ( كريستوفر واولبرايت ) والذين إتفقوا جميعهم على التفاوض مع إيران بدون شروط مسبقة .
ماتعنيه عبارة ( دون شروط مسبقة ) ، أنها وببساطة تخالف سياسة الرئيس الحالي ( السابق ) جورج بوش ، الذي يحاول أن يربط المحادثات مع إيران بموضوع تعليق إيران لتخصيب اليورانيوم .. ( تعقيب : أثبتت السنوات الثمان من حكم بوش أن كل ماقاله بهذا الخصوص ليس أكثر من كذب ومراوغة ، وأن مفاوضات إدارته السرية والعلنية لم تتوقف مع إيران ! )
ويمضي المقال بالقول ( السؤال المهم ، هل أن على الشعب الأمريكي ان ينتظر من ماكين ونائبته بالين فيما لو دخلا الى البيت الأبيض الإنتظار اربع أو ثمان سنوات أخرى لحل الإشكالات مع إيران ، أو فتح المجال أمام إتفاقية تساعد على إستقرار الوضع في الشرق الأوسط ، وبالتحديد تسهيل عملية الإنسحاب من العراق ، وتحقيق الإستقرار في أفغانستان ..؟ ))
يلاحظ أن المحلل الأمريكي في تساؤله أهمل ذكر باراك أوباما الذي كان في تلك الفترة يتقدم من خلال إستطلاعات الرأي العام ، ولعل ذلك يأتي كتحصيل حاصل لما كان آنذاك ولايزال الآن بعد فوز أوباما من الإعلان عن إستراتيجية تغيير سياسي وشيكة تتبناها المؤسسات الحاكمة في الولايات المتحدة وخصوصاً مع الأزمة الإقتصادية العالمية التي تمسك بخناق هذه المؤسسات قبل غيرها !
لقد أعلن أوباما وخلال الأربع والعشرين ساعة من دخوله الى البيت الأبيض عن رغبته في التعامل الدبلوماسي مع ( المشكلة ) الإيرانية !!
وأعلنت إيران أنها تنتظر النتائج ..!!
ونسي أوباما ووزير دفاعه روبرت غيتس الذي كان وزير دفاع حكومة بوش ايضاً ، وكذلك مستشاريه وهم يتكلمون عن إنسحاب أمريكي من العراق تصريح خامنئي ونجاد قبل أشهر من أن إيران تستطيع ملأ الفراغ الأمني في العراق في حالة إنسحاب القوات الأمريكية !
والسؤال هنا .. هل فعلاً ستنسحب تلك القوات ..؟
وإذا إنسحبت فماذا يعني ذلك ..؟
كنت يوم أمس أتحاور مع صديق لي من المعجبين بإيران ، ليس من منطلق يساري أو فكري ، وإنما وحسب معرفتي به من منطلق إنتماء طائفي ساذج .
قال لي : إن أميركا فشلت في سياستها في العراق ومع إيران بالذات .
قلت : نعم ربما ..
فقال : لقد أركع الموقف الإيراني الصلد وقوتها العسكرية الهائلة الولايات المتحدة الأمريكية بكل عظمتها ..
ولم أستطع أن أجبه على ذلك لا بنعم ولا بربما ..!
وفضلت السكوت !!
lalhamdani@rocketmail.com
www.alialhamdani.blogspot.com