Thursday, January 29, 2009

هرّةُ بوش .. وأطفال إسرائيل .. وأشلاء أطفال غزّة !

هرّةُ بوش .. وأطفال إسرائيل .. وأشلاء أطفال غزّة !


قبل بضع أيام وقع حادث مؤسف في البيت الأبيض .. فقد نفقت " بيلي " بعد عمر ثمانية عشر عاماً ..!!
بيلي هذه هي هرّة العائلة البوشية .. وبالمناسبة فإن بيلي هم إسم الدلع ..!!
أصدر البيت الأبيض بياناً بهذا الحدث الجلل نيابةً عن عائلة بوش .. وقد نعى البيان بيلي التي عاشت حياتها جزء من العائلة وكفرد منها ، وقد قامت العائلة الكريمة بتأبينها في حفل عائلي تكون من الرئيس وزوجته لورا وبناته وبعض الأقارب والمحبين ..!!

هذه ليست نكتة .. إنها حقيقة .. ومع ذلك نقول أن من حق بوش أن يحزن ويصلي على هرّته المتوفاة ، حتى ولو كان ذلك داخل البيت الأبيض المقر الرسمي لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية .. فأمريكا بلد التقليعات .. وكل شيئ جائز .. وحتى لو إقترن حزن الرئيس بإجرامه اللامحدود بحق أطفال العراق وبحق أطفال غزّة ، فهم لايرقون بنظره الى مستوى قطته النافقة وكلبه المدلل !! وهذا أيضاً أمر غير مستغرب من مجرم حفيد مجرمي وقطاع طرق ولصوص الغرب الأمريكي قتلة سكان أمريكا من الهنود الحمر .. وهو الحلقة في حلقات رؤساء الولايات المتحدة ممن سبقه ممن قاموا بحرق أطفال هيروشيما وناكازاكي وكمبوديا وفيتنام وأفغانستان والصومال والعراق وفلسطين .
لكن المستغرب حقاً .. أن يتم تأبين المرحومة بيلي في وقت يحرق فيه أطفال غزة بسلاح وأموال ودعم الولايات المتحدة اللامحدود وكأن لسان حال هذا المجرم يقول للعرب ( طظ ) في أطفالكم !!

ثم خرج علينا قبل أيام شيمون بيريز ، رئيس دولة العدوان الإسرائيلية العنصرية ، والحائز على جائزة نوبل ( للسلام ) .. وبعد أن قصفت طائراته مدرسة الأونروا ، وبعد أن أحرقت نيران صواريخه وأسلحته المدمرة جثث أطفال غزة ، ليعترف ضمناً بالخطأ ولكن ليضيف وبكل وقاحة : ( أننا نعرف كيف نحمي الأطفال الإسرائيليين)

قبل أشهر من هذه الأيام التي يُمارس فيها الإجرام الصهيوني بكل المقاييس .. إستقبل بعض رؤساؤنا العرب شيمون بيريز ضيفاً عزيزاً مكرماً يقابل بالحفاوة ونقلت لنا فضائيات ذلك البلد العربي الخليجي تنقلاته والمصافحات الحارة التي قابله بها المسؤولين هناك ..!!

هذا بوش وهرّته بيلي ..
وهذا بيريز وأطفال إسرائيل ..
فماذا عن أطفالنا في غزة ..؟

ماذا عن الالاف من المدنيين الأبرياء الذين قتلوا وجرحوا ودمرت مساكنهم وأخرجوا من ديارهم ، ومن قبل قد حوصروا وقطع عنهم الماء والكهرباء وجرفت أراضيهم الزراعية .. كل ذلك بنيران وإجرام بوش وبيريز ومعيتهما من محترفي الإجرام السياسي وسياسة الإجرام ..؟
ألا يستحق كل أولئك من ملايين البشر في العراق وغزة وغيرهما أن يكون حظهم مثل حظ بيلي القطة أو يقوم العرب بحمايتهم مثل أطفال إسرائيل ..؟؟

أخجل أن أرى مظاهرات الإحتجاج والإدانة لإسرائيل تخرج في العواصم الغربية ، غير العربية وغير الإسلامية ، تخرج بحماية الشرطة .. وأرى المظاهرات في القاهرة والمدن المصرية الأخرى تضرب بهراوات شرطة النظام الفاسد العميل .. ونفس الشيئ يحدث في مدن وعواصم عربية أخرى ولسان حال الحكاّم يقول : كمموا الأفواه واملأوا زنزانات السجون حتى ينتهي جيش ( الدفاع ) الإسرائيلي من تحقيق مهمته التي رسمها له قادة الصهيونية العالمية بعلمنا ومباركتنا وموافقتنا .. !!

في مقابلة تلفزيونية على القناة الرابعة البريطانية ليلة 8/1 ، سأل المذيع مسؤولاً إسرائيلياً عن سبب قيام إسرائيل باستهداف المدنيين .. فكان جوابه كالعادة بالنفي وأن إسرائيل تحرص على أن لايتعرض المدنيون لأي أذى ( !! ) ، وأعاد المذيع السؤال بصيغة أخرى أكثر ذكاءاً : لماذا تمنعون سيارات الإسعاف من نقل جثث القتلى والجرحى .. وقد رأينا أنكم سمحتم بنقلها على الحمير .. فلم يجد الصهيوني ذاك من جواب إلا أن قال ، أن ذلك هو مجرد دعاية ( بروباكندا ) تمارسها حماس ..!! وحين جابهه المذيع بأن ذلك مثبت وثائقياً .. لم يجد مناصاً من القول ، أنه سيطالب بالتحقيق في الموضوع .. وحين علّق المذيع : هل آخذ كلمتك هذه كوعد أو كلمة شرف ؟! لم يجد المسؤول الصهيوني الجواب .. وكان سكوته أكبر إحراج لكذبه والذي أوقعته فيه القناة التلفزيونية البريطانية ..

لم يفت كوندوليزا رايس ، سحاقية البيت الأبيض ، أن تصرح في الثاني لذلك اللقاء بالقول : من الصعب تجنب ضرب المدنيين في رقعة أرض مكتضة بالسكان !!

نعم .. لقد كانت تلك قناة تلفزيونية غربية .. فأين منها الفضائيات المملوكة للمترفين العرب في أرض البترول والتي تغطي شاشات التلفزة عندنا ببرامج : الدنيا غنوة ، وساعة صفا ، ومسابقات الملايين من الريالات السعودية ، والأغاني والرقص على وحدة ونص !!

وغزة تحترق .

علي الحمـــــداني
كاتب عراقي

No comments: