علي الحمــــــــداني
ماهو مشروع الشرق الأوسط الجديد ؟ ولماذا الآن..؟ للإجابة على هذا السؤال واستكمالا لما بدأناه في القسمين الاول والثاني من هذا المقال .. نستمر في هذا البحث المختصر لدراسة العوامل المؤثرة في واحدة من دول هذا الشرق المهمة وهي : ايران ، وكنا قد تطرقنا في القسم الثاني من البحث الى العامل النفطي ودوره ، ونكمل هنا البحث في العاملين التاليين وهما الموقع الجغرافي والإنتماء المذهبي .
الموقع الجغرافي : تتمتع ايران بموقع جغرافي متميز لايمكن معه للغرب أن يفرط به كما قد سال له من قبل لعاب روسيا القيصريه والإتحاد السوفياتي أملا في الوصول الى المياه الدافئه في الخليج والمحيط الهندي وايجاد موضع قدم في قلب الشرق الأوسط . لقد كان هذا الموقع محل منافسة بين الغرب الرأسمالي والشرق الشيوعي حتى حسم في وقت مبكر وبعد سنة واحدة فقط من تحول روسيا الى الشيوعيه عام 1917 بعد نجاح الثورة البلشفيه على الحكم القيصري ودخول ذلك الحدث ضمن الحسابات السياسيه الغربيه وذلك بهيمنة وتأثير زعيمة الإمبريالية القديمه بريطانيا ثم بتركيز حكم آل بهلوي بزعامة رضا شاه الذي كان رقيبا في الجيش واستطاع الإنقلاب على الحكم وأسس ايران الملكيه الحديثة تاركا الحكم من بعده لإبنه محمد رضا بهلوي شاه ايران الذي اصبح حليف اميركا الاستراتيجي ورجلها بعد دخول اميركا الى عصر الهيمنة الإمبرياليه في أعقاب الحرب العالمية الثانيه .
تحادد ايران جغرافيا مجموعة دول مهمه ولها حساباتها الخاصة في اجندات الغرب وبالذات بريطانيا واميركا . من الغرب العراق بحدود طويله تتجاوز 1400 كيلومتر وتخضع لتضاريس ارضيه مختلفه ومجاميع سكانيه متباينه ، ففي الشمال من هذه الحدود تتلامس مع الحدود التركيه الدولة المهمه سابقا وحاليا ، ثم تنتقل الحدود الى مناطق ألأكراد في شمال العراق وتتقارب بعد ذلك مع الوسط حيث العاصمة العراقيه بغداد بحيث تصبح المسافة بينها وبين الحدود الايرانيه بضع عشرات من الكيلومترات ثم تمتد جنوبا الى مناطق الأهوار المائيه الشاسعة بحيث ان خط الحدود العراقي الايراني يمر مثلا من منتصف واحد من هذه الأهوار وهو (هور الحويزه ) في منطقة العمارة العراقيه علما ان سكان هذه الأهوار هم من الشيعة وتربطهم علاقات مع السكان الإيرانيين في الضفة الأخرى ، حالهم حال سكان منطقة البصره التي يفصل بينها وبين عبادان الإيرانيه ضمن مقاطعة عربستان او خوزستان ممر شط العرب المائي ، والبصره المدينة التاريخيه العريقة التي يسكنها السنة والشيعة العرب تقع الى الجنوب من خط الحدود وينتهي عند مشارفها بالنسبة للعراق .
الجنوب العراقي الذي يتقاسم تقريبا نصف حدود ايران – العراق هو من عشائر عربيه شيعية المذهب ، أما سكنة الأهوار ويطلق عليهم محليا مصطلح ( المعدان ) فتختلف الروايات بشأن اصولهم هل هي عربيه ام فارسيه ام هنديه والاخيرة هي الرواية المفضله لدى المؤرخين حيث بعتقد أنهم من سلالات الهنود الذين أتى بهم القائد العربي محمد القاسم بعد ان فتح الهند وأسكنهم تلك المناطق جنوب العراق واختلطوا بالطبع بمرور السنين بالقبائل العربيه في جنوب العراق وأخذوا منهم عاداتهم وتعلموا منهم وبالطبع تشيعوا مثلهم حين تشيعت ايران في العهد الصفوي وقيل وهو الأغلب أن عرب جنوب العراق اقدم في التشيع من ايران بسبب كونهم سكان المناطق التي كانت قريبة بل متداخلة مع مايعرف حاليا بمنطقة الفرات الأوسط والذي تقع فيه مدينة الكوفه عاصمة الخلافة الإسلاميه ومقر إقامة امير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه رابع الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين والتي دفن بعد استشهاده قريبا منها فيما عرف لاحقا بمدينة النجف والتي اصبحت منارة من منارات الفقه الشيعي في الإسلام .
هذا فيما يتعلق بالحدود مع العراق ، ولكن لإيران أيضا حدود مهمة اخرى من الناحية السياسيه خصوصا بالنسبة للغرب وبالذات اميركا وبريطانيا لاتقل عن اهمية حدودها مع العراق . فهي تحادد تركيا حليفة اميركا ، وكذلك جنوب الإتحاد السوفياتي سابقا عدو اميركا الأول ومناوئها في الحرب الباردة والذي تحول لاحقا الى ماسمي بجمهوريات اسيا الوسطى والتي انفصلت عن روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ومالت الى الغرب سياسيا واقتصاديا مثل اذربيجان وتركمستان وكازخستان وارمينيا ، كما انها لها حدود مشتركه مع افغانستان الدولة الغائبة الحاضرة في السياسة الأمريكيه والتي كانت محتلة من قبل الاتحاد السوفياتي ثم سقطت في الشراك الأمريكيه بعد انهيار الإتحاد السوفياتي واندحار رئيسها نجيب الله الشيوعي على يد مقاتلي القاعدة التي كانت مدعومة امريكيا ثم غزوها عسكريا من قبل اميركا وحلفائها لمحاربة نظام طالبان ألإسلامي السلفي المتطرف الذي كان مهيمنا بدعم وسيطرة مقاتلي القاعدة حلفاء الأمس الذين أصبحوا عنوان ( الإرهاب ) في القاموس السياسي الأمريكي ولا زالوا بالرغم من وجود علامات استفهام كثيرة فيما يتعلق بهذا التنظيم ومدى مصداقية عدائه لأميركا والغرب على ضوء معطيات كثيرة سنتناولها لاحقا . كذلك لإيران حدود مع باكستان الدولة الإسلاميه السنيه والنوويه حليفة اميركا التقليديه . أما جنوب وجنوب غرب ايران فحدودها هناك تشكل استراتيجية بالغة الأهميه فهي تقبع على الضفة الاخرى من الخليج العربي أو الفارسي كما تطلق عليه ايران مقابل مجموعة دول الخليج والسعوديه ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لأميركا ، وكذلك تسيطر بحكم موقعها على ممر مضيق هرمز الشريان الحيوي لناقلات النفط وحركة التجارة في المنطقه ، وتمتد حدودها على البحر العربي وبدايات المحيط الهندي .
ألإنتماء المذهبي : تحولت ايران الى التشيع في عهد السلطان عباس الصفوي باستثناء أقلية من السنه الفرس والكرد . وبسبب كثافتها السكانيه ومساحتها الجغرافيه فقد اصبح لها ثقلا دينيا ومذهبيا بدأ يترك بصماته على المنطقه خصوصا بعد قيام الجمهوريه الإسلاميه في عام 1979 حيث بدأت تصريحات وخطب قائد تلك الثورة الإمام الخميني تتكلم علنا عن تصدير الثورة وكان المقصود فعليا بذلك العراق ودول الخليج ، فالعراق تسكنه كثافة سكانية شيعيه عاليه وكان العراق يعيش في ظل نظام صدام حسين العدو اللدود للخميني ، اما دول الخليج فهناك سكان شيعة من العرب او من اصول فارسيه في كل من شرق السعوديه والإمارات والبحرين وقطر والكويت . وبسبب ضعف النظام العراقي خصوصا منذ التسعينات بعد غزو الكويت وفرض الحصار الإقتصادي على العراق فقد نشطت مرجعية قم الإيرانيه على حساب دور النجف المرجعي والذي يتبناه الشيعة العرب في العراق لما لمدينة النجف من مكانة خاصه دينيا وفقهيا ، وفي الحقيقة فقد كانت المرجعيه في النجف ولقرون من حصة ( آيات الله ) الإيرانيين باستثناء مرجعين عربيين ولمدد قصيرة فقط .
إن الإنتماء المذهبي ألإيراني وتنشيطه من خلال الحكم الديني للجمهوريه الإسلاميه المتمثل بولاية الفقيه امتد الى ابعد من العراق ليصبح مؤثرا في سوريا ولبنان بسبب الوضع السياسي الذي خدمه والذي كان متمثلا بالعداء السوري العراقي بين شطري حزب البعث في البلدين. وبسبب وجود أغلبية شيعية في جنوب لبنان أدى الى نشوء حزب الله الشيعي هناك وتقارب ايديولوجي سياسيا وفكريا بين سوريا وايران كحلفاء سياسيين وتقارب عقائدي بين العلويين الذين يحكمون سوريا منذ مجيئ المرحوم حافظ الأسد للحكم في الستينات وبين الشيعة الذين برز دورهم العقائدي في الحكم عند قيام الجمهوريه الإسلاميه عام 1979 . واذا ما أضفنا الى ذلك الوضع الإقتصادي الإيراني القوي كدولة نفطيه وما تقدمه من دعم مالي لحلفائها نكون قد وصلنا الى صورة النظام الإيراني الفاعل في المنطقه متمثلا بالنواحي الإقتصاديه والجغرافيه والدينية ، وذلك ما اخذ بحسبان السياسة الأمريكيه ولم تغفل عنه والذي شكل وضع العلاقة السياسيه الامريكيه – الايرانيه التي يقول ظاهرها انها حالة عداء مزمن ومستحكم ويقول باطنها عكس ذلك استنادا الى مبدأ ( المصالح ) الذي يوجه السياسة في العالم سابقا وحاليا ومستقبلا ، وهذا الموضوع بالذات سنتناوله بالبحث بعد القسم التالي من هذا المقال وهو القسم الرابع الذي سنتحدث فيه عن بقية دول الشرق الاوسط تاريخيا وحاضرا والتطلعات المستقبليه للمنطقة عموما بما يبشر به حاليا تحت اسم ( الشرق الأوسط الجديد ) .
ماهو مشروع الشرق الأوسط الجديد ؟ ولماذا الآن..؟ للإجابة على هذا السؤال واستكمالا لما بدأناه في القسمين الاول والثاني من هذا المقال .. نستمر في هذا البحث المختصر لدراسة العوامل المؤثرة في واحدة من دول هذا الشرق المهمة وهي : ايران ، وكنا قد تطرقنا في القسم الثاني من البحث الى العامل النفطي ودوره ، ونكمل هنا البحث في العاملين التاليين وهما الموقع الجغرافي والإنتماء المذهبي .
الموقع الجغرافي : تتمتع ايران بموقع جغرافي متميز لايمكن معه للغرب أن يفرط به كما قد سال له من قبل لعاب روسيا القيصريه والإتحاد السوفياتي أملا في الوصول الى المياه الدافئه في الخليج والمحيط الهندي وايجاد موضع قدم في قلب الشرق الأوسط . لقد كان هذا الموقع محل منافسة بين الغرب الرأسمالي والشرق الشيوعي حتى حسم في وقت مبكر وبعد سنة واحدة فقط من تحول روسيا الى الشيوعيه عام 1917 بعد نجاح الثورة البلشفيه على الحكم القيصري ودخول ذلك الحدث ضمن الحسابات السياسيه الغربيه وذلك بهيمنة وتأثير زعيمة الإمبريالية القديمه بريطانيا ثم بتركيز حكم آل بهلوي بزعامة رضا شاه الذي كان رقيبا في الجيش واستطاع الإنقلاب على الحكم وأسس ايران الملكيه الحديثة تاركا الحكم من بعده لإبنه محمد رضا بهلوي شاه ايران الذي اصبح حليف اميركا الاستراتيجي ورجلها بعد دخول اميركا الى عصر الهيمنة الإمبرياليه في أعقاب الحرب العالمية الثانيه .
تحادد ايران جغرافيا مجموعة دول مهمه ولها حساباتها الخاصة في اجندات الغرب وبالذات بريطانيا واميركا . من الغرب العراق بحدود طويله تتجاوز 1400 كيلومتر وتخضع لتضاريس ارضيه مختلفه ومجاميع سكانيه متباينه ، ففي الشمال من هذه الحدود تتلامس مع الحدود التركيه الدولة المهمه سابقا وحاليا ، ثم تنتقل الحدود الى مناطق ألأكراد في شمال العراق وتتقارب بعد ذلك مع الوسط حيث العاصمة العراقيه بغداد بحيث تصبح المسافة بينها وبين الحدود الايرانيه بضع عشرات من الكيلومترات ثم تمتد جنوبا الى مناطق الأهوار المائيه الشاسعة بحيث ان خط الحدود العراقي الايراني يمر مثلا من منتصف واحد من هذه الأهوار وهو (هور الحويزه ) في منطقة العمارة العراقيه علما ان سكان هذه الأهوار هم من الشيعة وتربطهم علاقات مع السكان الإيرانيين في الضفة الأخرى ، حالهم حال سكان منطقة البصره التي يفصل بينها وبين عبادان الإيرانيه ضمن مقاطعة عربستان او خوزستان ممر شط العرب المائي ، والبصره المدينة التاريخيه العريقة التي يسكنها السنة والشيعة العرب تقع الى الجنوب من خط الحدود وينتهي عند مشارفها بالنسبة للعراق .
الجنوب العراقي الذي يتقاسم تقريبا نصف حدود ايران – العراق هو من عشائر عربيه شيعية المذهب ، أما سكنة الأهوار ويطلق عليهم محليا مصطلح ( المعدان ) فتختلف الروايات بشأن اصولهم هل هي عربيه ام فارسيه ام هنديه والاخيرة هي الرواية المفضله لدى المؤرخين حيث بعتقد أنهم من سلالات الهنود الذين أتى بهم القائد العربي محمد القاسم بعد ان فتح الهند وأسكنهم تلك المناطق جنوب العراق واختلطوا بالطبع بمرور السنين بالقبائل العربيه في جنوب العراق وأخذوا منهم عاداتهم وتعلموا منهم وبالطبع تشيعوا مثلهم حين تشيعت ايران في العهد الصفوي وقيل وهو الأغلب أن عرب جنوب العراق اقدم في التشيع من ايران بسبب كونهم سكان المناطق التي كانت قريبة بل متداخلة مع مايعرف حاليا بمنطقة الفرات الأوسط والذي تقع فيه مدينة الكوفه عاصمة الخلافة الإسلاميه ومقر إقامة امير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه رابع الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين والتي دفن بعد استشهاده قريبا منها فيما عرف لاحقا بمدينة النجف والتي اصبحت منارة من منارات الفقه الشيعي في الإسلام .
هذا فيما يتعلق بالحدود مع العراق ، ولكن لإيران أيضا حدود مهمة اخرى من الناحية السياسيه خصوصا بالنسبة للغرب وبالذات اميركا وبريطانيا لاتقل عن اهمية حدودها مع العراق . فهي تحادد تركيا حليفة اميركا ، وكذلك جنوب الإتحاد السوفياتي سابقا عدو اميركا الأول ومناوئها في الحرب الباردة والذي تحول لاحقا الى ماسمي بجمهوريات اسيا الوسطى والتي انفصلت عن روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ومالت الى الغرب سياسيا واقتصاديا مثل اذربيجان وتركمستان وكازخستان وارمينيا ، كما انها لها حدود مشتركه مع افغانستان الدولة الغائبة الحاضرة في السياسة الأمريكيه والتي كانت محتلة من قبل الاتحاد السوفياتي ثم سقطت في الشراك الأمريكيه بعد انهيار الإتحاد السوفياتي واندحار رئيسها نجيب الله الشيوعي على يد مقاتلي القاعدة التي كانت مدعومة امريكيا ثم غزوها عسكريا من قبل اميركا وحلفائها لمحاربة نظام طالبان ألإسلامي السلفي المتطرف الذي كان مهيمنا بدعم وسيطرة مقاتلي القاعدة حلفاء الأمس الذين أصبحوا عنوان ( الإرهاب ) في القاموس السياسي الأمريكي ولا زالوا بالرغم من وجود علامات استفهام كثيرة فيما يتعلق بهذا التنظيم ومدى مصداقية عدائه لأميركا والغرب على ضوء معطيات كثيرة سنتناولها لاحقا . كذلك لإيران حدود مع باكستان الدولة الإسلاميه السنيه والنوويه حليفة اميركا التقليديه . أما جنوب وجنوب غرب ايران فحدودها هناك تشكل استراتيجية بالغة الأهميه فهي تقبع على الضفة الاخرى من الخليج العربي أو الفارسي كما تطلق عليه ايران مقابل مجموعة دول الخليج والسعوديه ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لأميركا ، وكذلك تسيطر بحكم موقعها على ممر مضيق هرمز الشريان الحيوي لناقلات النفط وحركة التجارة في المنطقه ، وتمتد حدودها على البحر العربي وبدايات المحيط الهندي .
ألإنتماء المذهبي : تحولت ايران الى التشيع في عهد السلطان عباس الصفوي باستثناء أقلية من السنه الفرس والكرد . وبسبب كثافتها السكانيه ومساحتها الجغرافيه فقد اصبح لها ثقلا دينيا ومذهبيا بدأ يترك بصماته على المنطقه خصوصا بعد قيام الجمهوريه الإسلاميه في عام 1979 حيث بدأت تصريحات وخطب قائد تلك الثورة الإمام الخميني تتكلم علنا عن تصدير الثورة وكان المقصود فعليا بذلك العراق ودول الخليج ، فالعراق تسكنه كثافة سكانية شيعيه عاليه وكان العراق يعيش في ظل نظام صدام حسين العدو اللدود للخميني ، اما دول الخليج فهناك سكان شيعة من العرب او من اصول فارسيه في كل من شرق السعوديه والإمارات والبحرين وقطر والكويت . وبسبب ضعف النظام العراقي خصوصا منذ التسعينات بعد غزو الكويت وفرض الحصار الإقتصادي على العراق فقد نشطت مرجعية قم الإيرانيه على حساب دور النجف المرجعي والذي يتبناه الشيعة العرب في العراق لما لمدينة النجف من مكانة خاصه دينيا وفقهيا ، وفي الحقيقة فقد كانت المرجعيه في النجف ولقرون من حصة ( آيات الله ) الإيرانيين باستثناء مرجعين عربيين ولمدد قصيرة فقط .
إن الإنتماء المذهبي ألإيراني وتنشيطه من خلال الحكم الديني للجمهوريه الإسلاميه المتمثل بولاية الفقيه امتد الى ابعد من العراق ليصبح مؤثرا في سوريا ولبنان بسبب الوضع السياسي الذي خدمه والذي كان متمثلا بالعداء السوري العراقي بين شطري حزب البعث في البلدين. وبسبب وجود أغلبية شيعية في جنوب لبنان أدى الى نشوء حزب الله الشيعي هناك وتقارب ايديولوجي سياسيا وفكريا بين سوريا وايران كحلفاء سياسيين وتقارب عقائدي بين العلويين الذين يحكمون سوريا منذ مجيئ المرحوم حافظ الأسد للحكم في الستينات وبين الشيعة الذين برز دورهم العقائدي في الحكم عند قيام الجمهوريه الإسلاميه عام 1979 . واذا ما أضفنا الى ذلك الوضع الإقتصادي الإيراني القوي كدولة نفطيه وما تقدمه من دعم مالي لحلفائها نكون قد وصلنا الى صورة النظام الإيراني الفاعل في المنطقه متمثلا بالنواحي الإقتصاديه والجغرافيه والدينية ، وذلك ما اخذ بحسبان السياسة الأمريكيه ولم تغفل عنه والذي شكل وضع العلاقة السياسيه الامريكيه – الايرانيه التي يقول ظاهرها انها حالة عداء مزمن ومستحكم ويقول باطنها عكس ذلك استنادا الى مبدأ ( المصالح ) الذي يوجه السياسة في العالم سابقا وحاليا ومستقبلا ، وهذا الموضوع بالذات سنتناوله بالبحث بعد القسم التالي من هذا المقال وهو القسم الرابع الذي سنتحدث فيه عن بقية دول الشرق الاوسط تاريخيا وحاضرا والتطلعات المستقبليه للمنطقة عموما بما يبشر به حاليا تحت اسم ( الشرق الأوسط الجديد ) .
No comments:
Post a Comment