Tuesday, July 15, 2008

المهـزلة ...!

المهـزلة ...!

كتابات : علي الحمـداني

نشر قسم الأخبار لشبكة ( ياهو ) بتاريخ السبت المصادف 12 / 7 / 2008 تحقيقاً صحفياً من بغداد لوكالة ( الأسوشيتد بريس ) أعدته " سالي بازبي " مع " قاسم عبد الزهرة " مراسلَي الوكالة .

نص ترجمة الخبر مايلي :

(( بغـداد ـ إنه حلم السياسيين : توزيع العملة الصعبة للناس في الشوارع طلباً للمساعدة " أي مساعدة السياسيين وتأييدهم " . رئيس الوزراء العراقي ، يفعل ذلك في الأسابيع الأخيرة ! حيث قام بتوزيع الدنانير للناس " كمساعدات " !! في شوارع بغداد .

هذه الدفوعات المالية من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي ، ومجموعة مختارة من السياسيين العراقيين الكبار من جماعته تم تخويلهم مباشرةً من قبله لذلك ، على أن لاتتجاوز حصة أحدهم في التوزيع مبلغ أعلى من 8000 دولار أمريكي ، وعلى أن لاتمنح المساعدة من هذا المبلغ لشخص واحد مرتين ..!!

يقولون أن هذه المساعدات سوف تخفف آلام الناس قليلاً ، وأن تحسن وضع الناس سيقود حتماً الى أمن أكبر .

الدفعة المالية الواحدة التي لاتكاد تُرى ، هي جزء من إستثمار قررته حكومة العراق هذا الصيف !
والإستثمارات هذه هي لتحسين الخدمات الرئيسية وتجاوز الأضرار التي لحقت بالإقتصاد عن طريق تقديم الأموال وزيادتها مع زيادة عائدات النفط ...!!!

يقول المسؤولون العراقيون ، أن الأمريكان يريدون ذلك ، اي ، أن يصرف العراق عائداته من النفط على إعادة بناء البلد بعد أن إنحسرت موجة العنف .. ( ...! )

مع ذلك فالعراق لايزال يواجه إنتكاسات بهذا الصدد مع ضعف الإداء الحكومي وعدم تنظيمه والفشل في فرض هذا التحسن الأمني ، إضافة الى الفساد المالي والإختلاسات التي تفرض ظلالها على الواقع العراقي في كل خطوة ..!

قال المالكي لشيوخ عشائر البصرة خلال إجتماعه معهم بعد أن أحرزت القوات الحكومية (إنتصارها) على ميليشيات الشيعة المتطرفين : " إن المال ليس مشكلة بالنسبة لنا .. ولكن المشكلة أننا يجب أن نضعه في أيدي أمينة لصرفه ..! "

تقدر عائدات العراق من النفط هذه السنة بحدود 70 بليون دولار ( سبعون ألف مليون دولار ) ! وقد أعتبر قائد القوات الأمريكية " ديفيد بتريوس " أن المال هو السلاح الفعال لمنع المتطرفين من دول الجوار الذين يعكرون إستقرار العراق ! في حين دعا الأدميرال " مايك مولن " رئيس هيئة الأركان المشتركة لقوات التحالف ، الحكومة الى الإستعجال في إرسال الأموال الى الموصل التي تعاني كثيراً وذلك خلال زيارته للمدينة هذا الأسبوع .!
القوات الأمريكية نفسها تستخدم المال العراقي في تمويل ودعم المجموعات السنية التي تقاتل جماعة " القاعدة " ـ الصحوات ـ ، وكذلك تستخدم هذه القوات المال لإعادة إعمار الطرق التي تضررت في مدينة الصدر نتيجة القصف الأمريكي ..!

التخصيصات المالية الحكومية الحالية هي : 100 مليون دولار لإعادة بناء مدينة الصدر .. 100 مليون دولار لإعادة إعمار البصرة .. 100 مليون دولار لإعادة إعمار مدينة العمارة .. و 83 مليون دولار لمساعدة عودة المهجّرين في الداخل الى مدنهم ..
ولكن من غيرالمعروف متى سيتم صرف هذه الأموال ، وماهو السقف الزمني لذلك .. لاسيما وأن الإستطلاعات قد أظهرت لنا أن جزءاً يسيراً فقط من هذه الإعتمادات المالية قد تم صرفه فعلاً.. ولاعلم لنا بما آلت اليه بقية المبالغ أو أين ذهبت ( ..! )
وفي الجانب الآخر .. يقول الرسميون الأمريكان في القوات الأمريكية ، أن محافظة نينوى ومدينة الموصل ذات الغالبية السنية ، لم تتسلم لحد الآن ، إلا 20 % فقط من التخصيصات المالية للمحافظة ومرة أخرى يؤكدون أنه لاعلم لنا لما حدث لبقية التخصيصات ( ...! )

مايتم صرفه وإعطائه الأولوية من قبل المالكي .. هو المناطق الشيعية بالدرجة الأولى وبحسب معلوماتنا وإحصاءاتنا ..! وهناك القليل يصرف حتى في المناطق ذات التشكيلة السكانية المختلطة من الشيعة والسنة مثل محافظة ديالى ، وبحسب قول الملازم الأول " بول هورتون " مساعد قوات التحالف هناك للشؤون المدنية . في حين تكاد تنعدم في المناطق السنية ..!!

إن المبالغ التي دفعها المالكي شخصياً لمساعدة أولئك الذين بحاجة الى العناية الطبية ، أو الأرامل ، او العاطلين عن العمل هو مابين 200 الى 400 دولار لكل منهم !

وفي زيارته الأخيرة لشارع " أبو نؤاس " في بغداد ، قدم للأطفال هناك مبلغ بالدينار العراقي يعادل حوالي 40 دولار ، وذلك لغرض شراء كرات قدم يلعبون لها ...!!!

وفي زيارته الشهر الماضي الى مدينة العمارة ، وخلال إجتماعه مع شيوخ العشائر ، أمر بتوزيع مبالغ مالية عليهم ، وطلب من أحد مساعديه ، أن يقوم بتوقيعهم على وصولات بالإستلام .. هذا الخبر نقل الينا عن طريق أحد مراسلي " الأسوشيتد بريس " الذي كان مرافقاً له في تلك الزيارة !!

وحين سؤل السيد صادق الركابي ، أحد مستشاري المالكي .. عن السبب في توزيع الأموال في الشوارع على الناس من قبل المالكي وبعض المسؤوليين الآخرين قال : " على المواطنين أن يشعروا أن الأمن ليس فقط في تطبيق القانون .. بل إعادة البناء ، وإيجاد فرص العمل ، هو جزء كبير ومهم من ذلك " ..!!! ))

كان هذا هو التقرير الذي نقله مراسلي وكالة الأنباء العالمية .

والآن دعونا نستعرض تفاصيل الخبر المهزلة !!

ـ المالكي وكبار المسؤولين في حكومته .. يوزّعون الأموال على المواطنين في الشارع .
ـ العائدات الضخمة من النفط .. وأين تصرف ..؟
ـ دفع الأموال لشيوخ العشائر .
ـ التركيز في صرف الأموال على المناطق الشيعية من العراق وإهمال بقية المحافظات .

أستطيع أن أقول ، وربما يتفق معي الكثيرون أن هذه النقاط أبرز ماورد في هذا التقرير، وأعتقد أن التعليق عليها ، ومهما حاولت أن أقف محايداً أو أحلل جدياً ، فإنني أشعر بداخلي بالحالة المزرية والمهزلة التي وصلنا اليها وبالتالي أكاد أستشعر سخرية العالم من مجموعة عملاء وإمعات ولصوص وجهلاء يطلق عليهم الحكومة العراقية .

الهدف الأبرز الذي يمكن أن يستخلص من توزيع الأموال والهبات على الأفراد والعشائر خصوصاً عشائر جنوب العراق في هذا الوقت بالذات هو موضوع الإنتخابات القادمة ومحاولة المالكي سحب مؤيدي التيار الصدري بالدرجة الأولى الى صف إئتلاف الدعوة ـ المجلس الإسلامي !
إنها دعاية إنتخابية رخيصة يدفع ثمنها شعب سحقه الفقر ..!

والهدف الآخر الذي يشغل المالكي لاشك ، هو زيادة شعبيته حسب تصوره من خلال نزوله الى الشارع وتوزيعه الدنانير والدولارات ولقائه لعامة الناس واحتضانه لأطفالهم لكي يشتروا كرات قدم يلعبون بها (...!) ، أو بدفع مبالغ بين 200 و400 دولار للتغلب على البطالة أو لعلاج المرضى أو لإعانة الأرامل .... ( شنو هالزحمة ...؟ ) !

ينسى المالكي ، أو يتناسى .. المليارات من الدولارات التي دخلت جيوب مهربي نفط العراق ..

ينسى المالكي ، أو يتناسى .. المليارات التي تهدر لحساب إيران سواء على شكل بضائع أو أدوية فاسدة تستورد من هناك .. أو على شكل فتح حقول نفطية عراقية أمام الإيرانيين لكي يأخذوا منها مايشاءون وحسب فتوى حسين الشهرستاني وزير النفط العراقي / الإيراني من أنها حقول مشتركة !

ينسى المالكي ، أو يتناسى .. أن أطفال العراق ليسوا بحاجة الى كرة قدم مثل حاجتهم الى العلاج الطبي والرعاية الإجتماعية وتوفير المدارس لهم .. وينسى ، أن حكومته قد وافقت على علاج بعضهم في تل أبيب لولا الوقفة الصلبة لغيارى العراق وعلى رأسهم الدكتور عمر الكبيسي في الأردن .. والوقفة القومية المشرفة لحكومة الجزائر في علاجهم على حسابها ..

ينسى المالكي ، أو يتناسى .. وضع ملايين المهجرين العراقيين في الداخل والخارج ، والذي بلغ عددهم حسب إحصائية وكالة غوث اللاجئين الى خمس سكان العراق البالغ عددهم 27 مليوناً ..!
وينسى ، أنه كرئيس حكومة عليه أن يجد المال والحلول لهم .. أم أن هؤلاء لاعلاقة لهم بالإنتخابات المحلية أو العامة ..؟

ينسى المالكي ، أو يتناسى .. الدور الإجرامي للمليشيات التي ترعاها الحكومة ويريد أن يقنعنا أنه يعمل على محاربة الإرهاب والإرهابيين .!

كم ياترى ومن ميزانية العراق التي بلغت هذه السنة 70 مليار دولار ذهبَ أو سيذهب الى تحسين الخدمات الأساسية العامة للمواطن العراقي من كهرباء وماء وخدمات صحية وتعليمية .. يريد شعب العراق أن يرى الأرقام .. ونريد أن نرى النتائج قبل أن تنتهي السنة المالية ..
فهل سيجرؤ برلمان القردة على مساءلة رجال الحكومة عن ذلك ..؟؟

إنه غيض من فيض .. معلومات ليست صادرة عنّا نحن ( الأعداء ) .. ولكنها تقارير وتصريحات صادرة عن أولي النعمة والحلفاء .. قادة جيش الإحتلال وسياسييه ووكالات أنبائه .. هؤلاء الذين يسعى هذا المملوك لكي يربط العراق بهم بحلف طويل الأمد وبشيك على بياض ..! لعلهم يجددون له الولاية !

lalhamdani@yahoo.com

www.alialhamdani.blogspot.com

No comments: