Thursday, July 3, 2008

هل آن للصحوات أن تصحى ..؟

هل آن للصحوات أن تصحى ..؟

علي الحمداني

دعونا نفتح قلوبنا وعقولنا ونتكلم بصراحة وصدق الرجال .. وأثق أن ماسأقوله سيصل الى أحد قيادات مجالس الصحوة أو أحد رجالها .. وقد يعتب علي هؤلاء ، وقد تأخذهم الحميّة ، إن قسوت بكلامي ، ولكنني لاأستطيع أن أجامل كائناً من كان على حساب العراق ، وعلى حساب العراقيين فليس هنالك منطقة رمادية اللون إذا كان الكلام مبنياً على الصراحة والمصداقية ومن أجل العراق .

لقد ثبت لدينا جميعاً بعد هذه السنوات الخمس من عمر الإحتلال وحكوماته العميلة ، أن مَن أراد أن يسير وراء السراب فسوف لن يدرك الماء .. وأن مَن حرّكته دولارات المحتل أدرك الآن أن قيمته لاتتجاوز قيمة ورق أخضر قد كلّفه سمعته ورجولته وحياته .. وأن بيع شبر من أرض العراق لايمكن أن تسدد قائمته دولارات العالم جميعاً .. أقول ذلك وأنا أقصد هنا حصراً مجالس الصحوة في محافظات العراق ، لأن هذه القِيَم لم ولن تنطبق على كل من باع شرف الوطن بحفنة دولارات أو بكرسي وثير في وزارات او برلمان حكومات المحتل سنياً كان أم شيعياً ..! إسلامياً ام علمانياً ، عربيا أو كرديا .. أو من أي فئة أو شريحة أتى ، فقد أصبح خارج نطاق العراقية وشرف العراقية الحقّة ! ولا غرابة في ذلك فالقوم أجسادهم في العراق ولكنها وأرواحهم تحوم خارجه دماً ونسباً وإنتماءاً وعقيدةً !

قبل أكثر من سنتين تحدثت عن حكومات ( الدسبوسبل ) العراقية تحت الإحتلال ، وهذا مصطلح يعني الأكواب والمواعين الكارتونية الرخيصة التي تتناول فيها وجبتك السريعة ثم ترميها في سلة الزبالة .. ولانحتاج الى جهد كبير الآن لإستعراض أسماء من إنتهوا الى تلك السلة من رؤساء مجلس الحكم ، ورؤساء وزارات ، ووزراء ، وقادة أحزاب وتنظيمات وكتل وتجمعات سياسية كانوا قد قرروا في وقت ما وضع أيديهم بأيدي الأمريكان ، وظنوا أنهم قد حصلوا على كل مايريدون !

لقد جاء الأمريكان الى العراق بهدف تحقيق مصالحهم ، وكان لابد لهم من إستخدام أدوات ذات صنع محلي رخيصة ممن نراهم اليوم ..
جاءوا ولا يهمهم أن يتم تدمير تراث العراق وتاريخه وثقافته والذي حدث خلال الساعات والأيام الأولى من تدنيس أرض العراق الطاهرة ..
جاءوا ولايهمهم أن تدمر البنية التحتية للعراق والخدمات العامة الحياتية للمواطن العراقي ، وهذا ماحدث ولايزال يحدث ..
جاءوا ولايهمهم من يموت من أبناء العراق وبأي رصاصة أو عبوة ناسفة أو سيارة ملغومة ومِن أين أتت واياً كان مصدرها ..
جاءوا ولايهمهم من يترك العراق من أصحاب العقول ورؤوس الأموال ، بل أن ذلك هو ماكانوا يبغون ..
جاءوا ولايهمهم من أين تصدر الفوضى والتخريب الى العراق ، أو مِن أي دولة مجاورة ، بل لقد تركوا حدود العراق مفتوحة لمن هبّ ودبّ ولسنوات ولا زالوا ..
لقد جاءوا لايهمهم إلا شيئ واحد هو إحتلال العراق وثروات العراق وليس أمامهم إلا مصالحهم ومصالح دولهم وشعوبهم !

البعض قد أدرك هذه المعادلة ورفع كلتا يديه بالموافقة عليها .. كما يريدون اليوم أن يفعلوا نفس الشيئ بتحقيق وإنجاز ( معاهدة اللجام ) لكي يجرّوا العربة الأمريكية حتى ولو كانوا تحت سوط الكاوبوي الأمريكي يجلد ظهورهم وأدبارهم النتنة العفنة .. ! فقد سقطت كل قيمهم وتحولت أحداق أعينهم الى عدسات مدورة جامدة ميتة لاترى فيها لوناً ولا حياةً ، إلا صورة جورج واشنطن المطبوعة على ورقة الدولار !

أما أنتم يامجالس الصحوة .. الا تخجلون من هذه التسمية إبتداءاً .. صحوة من أي شيئ .. ؟
إمن وقوفكم الى جانب أهليكم وعشائركم وأرضكم ووطنكم الى وقوفكم الى جانب المحتل الأجنبي .. ؟
أتراكم كنتم في غفوة وصحوتم منها لتكونوا أداة محلية أخرى رخيصة كما هم أدوات سكان المنطقة الخضراء ..؟

هل أدركتم اللعبة التي وضعكم فيها الأمريكان وحكومات الإحتلال ( العراقية ) ..؟
حكومة المالكي وقفت ضدكم ورفضت ضمكم الى سلطات الجيش والشرطة وحاربتكم .. والأمريكان أظهروا لكم العطف والتعاطف .. والتأييد والدعم .. والأمريكان وحكومة المالكي واحد وأنتم تعلمون ذلك ..!!
أصبحتم الدرع الذي يحمي عملاء بوش .. والرمح الذي يضرب به جيش بوش من يشاء ..!!
هل صدّقتم أنكم تقاتلون القاعدة في العراق .. هل قرأتم تاريخ القاعدة .. مَنْ أنشأها وموّلها ودعمها .. وكيف قامت إيران بدعم القاعدة وهي تختلف معها آيديولوجياً وعقائدياً وإستراتيجياً ، أو هكذا يبدو للسذج ومراهقي السياسة ..؟
وكيف يصح ويقبل العقل العداء الظاهر الذي تحاول السياسة الأمريكية تمريره بعدائها لإيران ، مع أن الأولى تتظاهر بدعمكم ، والثانية تحاربكم ، وأنتم تحاربون ماتم إيحاءه لكم مِن أن من تحاربونه هم أفراد القاعدة أعداء إيران ( التكفيريين !) وأعداء أميركا ( الإرهابيين ! ) ..؟
وكيف يصح ويقبل العقل أن تدعمكم أميركا .. ويقاتلكم عملائها وأزلامها في حكومة بغداد ..؟ وهؤلاء العملاء والأزلام يدينون بالولاء في وقت واحد لكل من أميركا وإيران .. وأميركا وإيران يفترض أنهما عدوّان لدودان كما يريد أن يوحي بوش لنا وللعالم ..!؟
كذبة كبيرة لايصدقها إلا من لاعقل له ..!

يقول ( أبو العبد ) ، مؤسس صحوة العامرية ، ويعترف في تصريح لجريدة دار الحياة في 23/6/2008 : ( إن الحكومة العراقية والقوات الأمريكية قامت بإستخدام عناصر الصحوات أداة للقضاء على الجماعات المسلحة التي كانت حتى منتصف 2007 تسيطر على غالبية مناطق جانب الكرخ من بغداد وسط عجز أمريكي وحكومي .. )
ويضيف أبو العبد ( المطارد حالياً ) ، لنفس الجريدة في 28/6/2008 : ( إن عناصر من الصحوات يعودون الى الفصائل المقاتلة وأن التململ والشك يدب بين قياداتهم ..! )

ياأبو العبد .. ويارؤساء ( الصحوات ) .. أصحوا صحوة حقيقية من ( أحلامكم ) .. ولاتكونوا الأداة التي تُستخدم ثم ترمى في سلة المهملات ..
لاتكونوا عوناً على أبناء جلدتكم وأولاد أعمامكم من أجل أبناء فارس ومهاباد وواشنطن ..!
لاتموتوا من أجل أن يحيا .. أنصاف الرجال وأنصاف المثقفين وعتاة العمالة والحقد على العراق والعراقيين ..
لاتموتوا من أجل رئيس وزراء إمعة ، كل ثقافته وعلمه دكان حقير في السيدة زينب في دمشق ..
ولا من أجل وزرائه بأربطتهم الحريرية وعمائمهم الشيطانية وكروشهم المنتفخة بالسحت الحرام ..
ولا من أجل الناطق الرسمي بإسمه صبي الكبابجي ، ثم قَوّاد شيوخ الإمارات ..!
ولا من أجل سفراء دولته في الخارج الأميين واللصوص والحاقدين من أمثال هشام الدباس سفيره في هنغاريا .. الذي كان يتسكع مفلساً متسخاً في شوارع المانيا ، أو طاهر عقراوي سفيره في النمسا والذي كان يعمل في تصليح الإطارات ، يعني ( بنجرجي ) في المانيا .. والذي دفعه حقده العنصري الشوفيني الى أن يزيل لوحة رخامية من سفارتنا في فينا لأنها خارطة الوطن العربي !!
ولا من أجل غيرهم والقائمة تطول .. وتطول .. وقد تحتاج الى مقالات عديدة لتعدادهم .. وأنتم تعرفونهم ..

إرجعوا الى رحم وطنكم .. ولا تقطعوه ..
إجعلوا بنادقكم مع رجال المقاومة العراقية الشرفاء أصحاب النخوة والوطنية .. وأنتم أبناء العشائرالعربية ، وذلك قبل فوات الأوان ..
لم يفت الوقت بعد .. ولا زال الطريق مفتوحاً للعمل من أجل العراق وأبناء العراق ونساء العراق وأطفال العراق ..
فهل آن وقت الصحوة الحقيقية ..؟
كلمة مخلصة صادقة .. أرجو أن تلقى أذن واعية .

lalhamdani@yahoo.com

www.alialhamdani.blogspot.com

No comments: