Thursday, August 14, 2008

" وشهِِدَ شاهدٌ من أهلِها "


" وشهِِدَ شاهدٌ من أهلِها "
الحقائق التأريخية والأدلة الدامغة على عدم كردية كركوك

كتابات : علي الحمــداني

وأي شاهد حق .. إنه الأستاذ خالد عزيز الجاف ، الكاتب الكوردي ، كتبَ على موقع " بوابتي " مقاله الموسوم كما هو أعلاه ( الحقائق التأريخية والأدلة الدامغة على عدم كردية كركوك ) . وأنا أستأذنه في إعادة نشره لقراء " كتابات " ، ولمن لم يتسنى له الإطلاع عليه عند نشره في شباط / فبراير الماضي .

ليس لدي الكثير لأضيفه على المقالات العديدة الخاصة بهذا الموضوع ( كركوك ) وعراقيتها .. ومؤامرة الحزبين الكرديين لإبتلاعها بأي شكل من الأشكال ، بعد أن أغنى الموضوع وأثراه زملاء عديدين في مقالاتهم منذ أن أطلقت صحيفة ( كتابات ) الحملة الخاصة بذلك مشكورةً .
أود فقط أن أشير الى أن المؤامرة هي أبعد من كركوك .. ففي ديالى ويوم أمس أوقف الجيش والشرطة العراقيين الحملة العسكرية التي أطلق عليها ( بشائر الخير ) .. والسبب منع التصادم بين قوات الحكومة وقوات البيشمركة التي تسيطر على الشريط الحدودي الذي يشمل عدة مدن وقرى منها خانقين ، ومندلي ، وجلولاء ، وزرباطية ... وغيرها ، وترفض تقدم الجيش إليها .. !! ونحن نعلم أن قيادة الحزبين الشوفينيين تقوم حالياً بسرقة النفط من آبار ( النفط خانة ) في تلك المنطقة !!

في نينوى وسهلها ومدينة الموصل .. يتمركز البيشمركة ويقومون بمحاولات قضم الأراضي تمهيداً لضمها الى مايسمى " كردستان " وترهيب وترغيب السكان للإنصياع لخططهم التطهيرية العرقية !
منذ أن فشلت حملة " أم الربيعين " لنفس أسباب توقف وفشل حملة " بشائر الخير " في ديالى ..!

إذن هي سياسة التوسع والإبتلاع الإسرائيلي للأراضي العربية تطبقها بتخطيط ودهاء القيادة الكردية الشوفينية .. نقول ذلك ، وننتظر ، ونتساءل : متى ستخرج الحكومة عن صمتها وسكونها ..؟
وهل سيتم السماح لها بذلك ..؟
إنه الإختبار التأريخي لحكومة يفترض أنها مستقلة ، ذات سيادة على أرضها وشعبها .


إلى مقال الأستاذ الجاف بالنص :

(( إن حداثة ظهور الكرد كقومية تحت الإيحاء الغربي المبالغ فيه في بداية القرن الماضي، مما جعل الأكراد يبالغون في وحدة أصلهم ‏ولسانهم وتاريخهم ووطنهم ، ومن نشوء تصورات خيالية في عقلية المثقف الكردي حول كمال عرقهم وعظمتها، وان وطنهم ‏التاريخي الخيالي احتله العرب والفرس والأتراك. ويقول الباحث ماكدويل (انه من المشكوك فيه جدا أن يكون الأكراد يكونون مجتمع ‏عرقي منطقي مترابط من ناحية النسب. عدم وجود ثقافة مدنية كردية وأدب قومي كردى في بدايات القرن العشرين كانت تعتبر من ‏العوائق القاتلة في تعريف الكرد كقومية. في حالة الأكراد الشعور بالتماسك القومي ينبع من فكرة - من المحتمل زائفة - النسب واللغة ‏المشتركة. يواجه الكرد هنا صعوبة عملية المبنية قسما على عدم وحدة اللغة، والحداثة في نشوء الأدب، وعدم استعمال كتابة واحدة). ‏وهذا الشعور القومي الكردي الذي نمى بصورة غير طبيعية جعل من الأكراد يندفعون في محاربة الدول التي يتواجدون فيها لإرجاع ‏مجدهم الضائع بعد أن أقنعهم وكذب عليهم الغرب بوجود وطن أجدادهم (كردستان) .‏لقد اختلف المؤرخون في إعطاء الفصول الأولى من تاريخهم وأصولهم ومنشأهم. ودراسة تاريخ الكرد يحتاج إلى عناية مركزة في ‏البحث عن جذور هذا الشعب وموطنه الأصلي . جاءت المقولة الكردية الحديثة للمثقفين الكرد بعد اكتشاف الاثار التاريخية العظيمة ‏في جبال كردستان الكبرى حسب منطقهم الغريب والعجيب على الشكل التالي ((أنهم أعرق أمة في هذه المنطقة التي يسميها ‏الغربيون "الشرق الأوسط" ولعلهم أسبق وجوداً فيها من أولى الموجات السامية كالأكاديين ;, ومن المؤكد أنهم أقدم من الآراميون ‏والعرب والترك . ومن المتعارف عليه بين الأثريين والمؤرخين أن دولة ميديا دولة كردية )) . ‏‏(من بين الركام والأطلال خرجت درر المعرفة الأصيلة لتاريخ البهي, من أعماق البحيرات في كردستان شعت أمواج الحقائق لترسم ‏للكون شمس ميديا الخلود, وعلى صفحات (آفستا) رسم التاريخ المجيد لشمس هذه الإمبراطورية التي قضت على جبابرة الشرق, أجل ‏هؤلاء الميديون الذين أطلقوا اسم (كي ه –رك) على مدينة كركوك ) هذا ماكتبه وبالنص احد هؤلاء الكتاب .‏والباحث الالمانى باول وايت يقول (إن الصعوبات في تعريف كلمة كرد تواجه الاكادميون منذ القدم، لا يوجد هناك تعريف واحد تتفق ‏عليه) وحتى المؤرخ مينورسكى يصف هذا المصطلح الكرد بالغامض والمبهم) هناك ثلاث نظريات حول اصل الكرد، ولكنها نظريات ‏ضعيفة لا يمكن الاعتماد والتركيز عليها لكي نصل للحقيقة التي مازالت ناقصة وغامضة وحتى مفقودة في صفحات التاريخ. بعض ‏المؤرخين يرجع اصل الكرد إلى الهوريين سكان مملكة ميتانى سنة 1500 قبل الميلاد. ومنهم من يعتبر أن اغلب الأكراد من الميديين، ‏وحتى بعض المؤرخين الأكراد يركزون على هذه النظرية بدون تقديم الدليل والإثبات على صحتها، حيث كانوا يعتبرون أن عصرهم ‏الذهبي بدأ في القرن السابع قبل الميلاد في مملكة الميديين ، فهذه النظرية إذن ضعيفة وحتى ربما مختلقة. ومع توسع الدراسات حول ‏تاريخ الكرد بدأت تنعدم تدريجيا نظرية إرجاع اصل الكرد الى الميديين. ويقول برنارد لويس بهذا الصدد (لا يزال تحديد اصل الأكراد ‏موضع خلاف تاريخي، رغم ادعاء معظم اكاديمى الكرد على الاصل الميدى، إلا أن هذا الادعاء يلاقى صعوبة في الإثبات) والبعض ‏الآخر يرجع أصولهم إلى الاسكيتيين.فعليه يعود أصلهم على الأرجح إلى الشعوب والقبائل الفارسية. ويقول الأستاذ ب. م. هولت أستاذ ‏التاريخ العربي في جامعة لندن في كتابه تاريخ كامبرج للإسلام الصادر عام 1970 (أن الأكراد يطلق عليهم بدو الفرس). بينما يرى ‏المؤرخ مورنى في كتابه العراق بعد الفتح الاسلامى ( أن كلمة كرد تعنى قطاع الطرق)، وجاء في كتاب الطبري أن الكرد دلالة على ‏الفلاحين ويذكر ماكدويل أن مصطلح الكرد يطلق على الشرائح الاجتماعية الخارجة على القانون والهاربة في اعالى جبال زاكروس، ‏ولفترة أكثر من ألفى عام، ولم يكن يعنى اسما لقومية. إذن المؤرخين المعاصرين يختلفون في تحديد اصل الكرد. وقد ذكر المؤرخ ‏ماكدويل المختص في تاريخ الكرد، أن كلمة الكرد لا تعنى اسما للعرق بل كان يطلق على المرتزقة البارثيين الساكنين في جبال ‏زاكروس. وبعض المؤرخين أشاروا إلى أن أصلهم مشتق من الكردوخيين، كما جاء ذلك في كتاب (الأكراد ملاحظات وانطباعات) ‏للباحث مينورسكى الصادر عام 1915. وقد تغير هذا الاعتقاد في الفترة الأخيرة، لان الكردوخيين ليسوا من اصل آري، بل يعتبرون ‏الكورتيين الذين يعيشون في القسم الشرقي من بلاد الكردوخيين، جبال زاكوروس، هم من أجداد الكرد (مينورسكى ). أما المؤرخ ‏ماكدويل المختص في تاريخ الكرد فأنه يرفض هذا الاستنتاج ويقول (إن اصطلاح كورتى كان يطلق على المرتزقة البارثيين ‏والسلوسيين الساكنين في جبال زاكاروس، وانه ليس أكيدا إذا كانت تعنى لغويا اسما لعرق). أما عن علاقة الكردوخيين بالكورتيين ‏فيرى مار انه من الأمور التي يصعب الحكم عليها.‏وقد ورد في الدليل العراقي الرسمي لسنة 1936 – بغداد ص 64 " الميديون هم من الشعب الآري الذي كان يسكن البلاد التي ‏يسميها المتأخرين بلاد شيروان وأذربيجان..وقد حاربوا الآشوريين من الشمال, كما أن الكلدان حاربوهم من الجنوب إلى أن قوضوا ‏تلك الدولة القوية الشكيمة..فأصبح في العراق شعبان يسودانه الكلدان من الجنوب والميديون من الشمال". ‏وبعد سقوط الدولة الميدية (550 – 549) قبل الميلاد ظهر أقرباء الميدين الفرثيون فوق المسرح السياسي للمنطقة, ففي حدود ‏الربع الأخير من القرن الثاني قبل الميلاد حكمت أسرة سكائية اديابين (حدياب), وكانت كركوك عاصمة حكامها الذين كانوا تابعين ‏للإمبراطورية الفرثية, وكانت أربيل أيضاً تدخل ضمن مملكتهم, وتؤلف إحدى قواعدهم . ‏‏ ويقول المؤرخ الأرمني موسيي ( موفسيس) الذي عاش في القرن الخامس – بداية القرن السادس, كان الساسانيون أقرباء ‏الميديين . إذن ومن هنا نكتشف الحقيقة أن الكرد كانوا بالاصل من الساسانيين ، وبمرور الزمن انفصلوا من هذه العشيرة واطلقوا ‏على انفسهم بالكرد ، وهم لاعلاقة لهم بالشعوب المنقرضة من الكوتيين والفرثيين والميديين . ولكن من المضحك أن يعيد بعض ‏الكتاب اصل الساسانيين إلى الاكراد ، فالساسانيون لهم حضارة اثارها موجودة ، فأين هي حضارة الكرد في شمال العراق أو في ‏ايران ؟ . ‏‏ عندما ذكر المؤرخ حنّا بطاطو في كتابه العراق / الجزء الثالث مايلي :- " تقع كركوك وهي مركز نفطي على بعد 180 ميلاً ( 280 ‏كم)، الى الشمال من بغداد وكانت مدينة تركمانية بكل مافي الكلمة من معنى...." استغرب الكاتب الكردي سيامند ابراهيم كل ‏الاستغراب من هذا الكشف الحقيقي للواقع والتاريخ كيف يصرح بهذه الحقيقة وهم يحاولون اخفائها بكل الطرق . إذن حسب‏‎ ‎‏ اعتقاده ‏‏ كما يقول هو بالذات ( فهو بذلك يقفز على الحقائق لكردية كركوك, أن هذا الرجل الذي حرف في تناوله تاريخ كركوك إلى مناحٍ ‏غير صحيحة , و كان يجب على ضميره, وأخلاقه المهنية في كتابة التاريخ الحقيقي للعراق, ولمدينة كركوك كما اطلع عليها من ‏عشرات المصادر والموسوعات الأجنبية والتي لا تجانب هذا الطرف الكردي, أو العربي أو الآشوري المسيحي, أخلاق مهنة الكتابة ‏هي فوق العواطف والأهداف السياسية والكتابة بصدق وأمانة هي التي ترفع من قيمة الباحث العلمية والأخلاقية, ولأن عمد إلى ‏تحريف الوقائع والحقائق التاريخية فهنا تسقط آراء ودراسات هذا الباحث التاريخية ويفقد القراء والمتابعين للشأن الثقافي والتاريخي ‏من مصداقية هذه الشخصية التي أبتعد عن جادة الصواب العلمي كما هو الحال لدى المؤرخ (بطاطو) ويقول عن هذا الباحث أن الذين ‏كتبوا واستندوا إلى مصادر الباحث بطاطو, نقول لهم بأن بطاطو لم يتعمق كثيراً في تاريخ كركوك القديم منذ آلا لاف السنين؟ وهو ‏ابتعد عن الحقائق التاريخية المثبتة في مراجع قوية فمثلاً إذا عدنا إلى كتاب (الجغرافيا السياسية) من تأليف عدد من الأساتذة ‏الجامعيين المصريين في العام 1961 م ما نصه بهذا الخصوص" الأكراد سلالة منحدرة من أصل شمالي.. وكانت لهم دولة قديمة ‏عاصمتها ارابخا ‏ARAPKHA‏ , وهي كركوك الحالية. ) أن المنطقة التي فيها كركوك حاليا كانت تابعة للامبراطورية الاشورية ، ‏فكيف استطاع الكوتيون الوصول إلى تلك المنطقة لبناء هذه المدينة والامبراطورية الاشورية مازلت في عنفوان قوتها وسيطرتها ؟ ‏‏. وهؤلاء الاساتذة المصريون كيف استطاعوا الوصول إلى هذا الكشف العلمي على أن ارابخا هي كركوك بالذات ، مع العلم أن ‏اربيل كان يطلق عليها ارابخا أيضا ؟ . ‏‏ أن أي طرح اكاديمي يجب أن يعزز بالمصادر التاريخية والمكتشفات من الاثار القديمة للشعوب المنقرضة ، وحتى الموسوعات ‏الاجنبية الروسية والانكليزية عليها أن تقدم هذه المستندات التاريخية ، وليس اطلاق الكلام جزافا . وعندما يذكر الدكتور الكردي ‏كمال مظهر" ان سكان بلاد ما بين النهرين القدماء كانوا في الألف الأول قبل الميلاد يطلقون اسم الكوتيين على جميع الشعوب التي ‏كانت تقطن إلى الشمال والشرق من بابل بما في ذلك الميديون اعتمادا على الانسكلوبيديا السوفيتية المجلد الرابع الصفحة 914 . ‏فهذا الادعاء غير صحيح لأنه كانت هناك شعوب أخرى ارامية عديدة تسكن تلك المناطق الشمالية الغربية للعراق ولا علاقة لهم ‏بالكرد اصلا ، وكما قلنا سابقا ليس هناك دليل واثبات على أن الكوتيين هم اجداد الاكراد الحاليين .‏‏ أما الكاتب الكردي الأستاذ كريم زند فإنه يرى انه في حدود القرن السادس قبل الميلاد أطلق على المدينة أسم كاركوك من قبل ‏الأهالي, وهذا الكلمة كانت متداولة أيام السومريين فهل هذه هي الحقيقة التي يريد أن يقدمها للقأري على كردية كركوك ؟ ، لان ‏الاهالي طبعا من اصل كردي سومري وهم الذين اطلقوا اسم كركوك عليها . وطالما أن اسم كركوك له صلة بكلمة (بابا كركر) ‏وهذه كلمة كردية أيضا فهي إذن مدينة كردية ، ولايهمهم فيما اذا كانت الكلمة مشتقة من (كرك ) أي القلعة أو (كهرمة كان) ‏الفارسية أو (بيت كرماي) في المصادر السريانية القديمة . وقد استغرب الكاتب سبماند ابراهيم أيضا من مقولة السيد فريد ‏فاضل في جريدة المدار حيث يقول إنها كانت تسمى (عربايا) ومنها أخذت تسمية (عرفة) التي أطلقت على المجمع السكني الذي أقامته ‏‏(شركة نفط العراق) قائلا : بالفعل إنه ربط وتحليل ساذج لا يقنع إنسان لم يقرأ عراقة تاريخ المدينة بشكل جيد . وقد ذكر الكاتب ‏الكردي عوني الداودي قائلا : وقد أطلق عليها البابليين اسم (آميخة) أي (عرفه) . ‏عندما نراجع تاريخ المدينة سنجد إن هناك من يعتقد إن اسم كركوك أتى من السومرية، بمعنى العمل العظيم (كار - عمل وكوك - ‏عظيم). وقد ورد لها اسم أخر هو (اريخا) في عهد الملك سرجون الاكدى. وتكشف الآثار التاريخية في قلعة كركوك أن عمرها يمتد إلى ‏ثلاثة ألاف عام قبل الميلاد، وقد اكتسبت أهمية دفاعية لدرء المخاطر عن المدينة. ويبدأ تاريخها مع انبثاق النار الأزلية عام 550 ‏قبل الميلاد في العهد الكلدانى، والتي مازالت مشتعلة لحد ألان، وسبب اشتعالها وجود الغاز المنبثق من تحت الارض، والتي يطلق ‏عليها في الوقت الحاضر (بابا كركر) مع العلم إن هذه التسمية حديثة لم تعرف قبل احتلال العثمانيين للعراق، وهى تعنى بالعربية أب ‏النار. وبسبب وجود هذه النار الأزلية ومنذ ذلك العصر تحولت هذه المدينة إلى مركز لعبادة الإله (حدد) السامي. وتشير التنقيبات ‏الأثرية إن منطقة عرفة في كركوك هي مدينة مقدسة لدى الملوك العراقيين القدماء، لأنها مدينة الآلهة، واتخذت معبدا مقدسا تقدم فيه ‏قرابين الطاعة والغفران، وقد استوطنها عدة أجناس أولا العراقيون الناطقون بالسومرية، ثم العراقيون الناطقون بالاكدية بلهجتها ‏الآشورية، وكذلك الجماعات المهاجرة من الجبال والهضاب المجاورة مثل الحوريون والكاشيون والفرثيون والفرس والآراميون ‏والعرب والتركمان وأخيرا الأكراد.. وقد سكن التركمان هذه المدينة والمنطقة المحيطة بها منذ القرن الثامن قبل الميلاد، ومن خلال كل ‏هذه الفترة الطويلة من الزمن لم يكن للأكراد اى موطىء قدم في هذه المدينة، بل كانت تحوى على الأكثرية التركمانية، وكانت اللغة ‏التركمانية هي الشائعة بين سكان المدينة.‏‏ وقد اختلف المؤرخون والباحثون في اسم كركوك. ويرى الدكتور مصطفى جواد إن اجتماع ثلاث كافات في هذا الاسم من الأمور ‏النادرة من حيث الحروف وتركيبه اللفظي، وهذا ما يدل على انه من الأسماء السامية الآرية اى الآرامية، ويقول أيضا إن هذه الصورة ‏اللفظية قريبة من كلمة الكرخ السامية أيضا وكلتاهما تدل على الحصن أو القلعة. ويطلق على كركوك اسم كرخينى أيضا. وجاء في ‏معجم البلدان لياقوت الحموي المتوفى عام 1228 ميلادية (كرخينى بكسر الخاء المعجمة ثم باء ساكنة ونون وياء، وهى قلعة في ‏وطاء من الارض حسنة حصينة بين داقوقا واربل، رأيتها وهى على تل عال ولها ربض صغيرة)وهذا الوصف الجغرافي ينطبق على ‏مدينة كركوك الحالية. وجاء ذكرها في القرن السادس للهجرة في كتاب (تاريخ بنى سلجوق) لصدر الدين ناصر الحسيني ص 179 ‏على اسم كرخانى. وسماها ابن فضل الله العمرى في فصل الأكراد من مسالك الإبصار (الكرخين) وذلك في أواسط القرن الثامن ‏للهجرة. وهناك من يعتبر إن كركوك أصلها (كرخ سلوخا) بعد إن تحولت هذه المدينة بعد الاحتلال الاغريقى بقيادة لاسكندر المقدوني ‏عام 331 قبل الميلاد إلى مركز رئيسي للمسيحية النسطورية السريانية. وبنى فيها القائد الاغريقى سلوقس قلعة عسكرية، وأطلق ‏عليها اسم (كرخ سلوقيا) اى قلعة السلوقيين، ويعتبر مصطفى جواد انه ليس هناك تقارب بين الاسمين لاختلاف البقعتان، لان كرخ ‏سلوخى هي غير الكرخينى. والعصر الذي سميت به بلدة كرخينى كركوك هو زمن الدولة التركمانية القراقونيلية، في القرن التاسع ‏للهجرة اى الخامس عشر للميلاد، بدأ اسم الكرخينى يختفي شيئا فشيئا، وشاع اسم كركوك، وأصبح بدون منازع له الشهرة على الاسم ‏القديم. فالحوادث التاريخية تؤيد أيضا إن كرخينى هي كركوك نفسها. ويذكر التاريخ انه عام 1230 ميلادية وصلت جيوش التتار ‏والمغول إلى اربل (اربيل) ثم واصلوا تقدمهم إلى الكرخين (كركوك) كما جاء ذلك على لسان عز الدين ابن الأثير، حيث جهز الخليفة ‏المستنصر بالله العباسي الأموال والعساكر، وساروا قاصدين مظفر الدين كوكيرى ملك اربل، فألتقوا به في موضع قريب في ‏‏(الكرخينى) كركوك فأقاموا فيها أياما، وذلك يدل على أنها كانت من المواضع الحصينة. هذا ما كتبه ابن الأثير في كتابه (الحوادث ‏الجامعة). ‏‏ وبعد احتلال كركوك من قبل الساسانيين الفرس قاموا بتنفيذ عدة مذابح شهيرة ضد النساطرة في القرن الرابع ميلادي. وفى القرن ‏السادس تمكن (يزيدن) احد القادة السريان من إن يكون أميرا على المدينة، وسميت باسمه (كرخا يزيدن). وكانت في كركوك أقدم ‏كنيسة مسيحية في تاريخ المنطقة التي تواجدت منذ عام 470 ميلادي، وفجرها الأتراك بعد انسحابهم من المدينة عام 1918. لقد ‏كانت كركوك عام 1535 ميلادية عبارة عن القلعة الموجودة فيها فقط، باعتبارها الحي السكاني الوحيد فيها. وتظهر الوثائق التي ‏تعود إلى 1548 أن المدينة مؤلفة من 145 دارا تقطنها العوائل و23 دارا يقطنها العزاب. ويعود أقدم مصدر تاريخي للطابع السكاني ‏للمدينة إلى القرن الثالث عشر الميلادي.‏‏ وعندما ذكر السيد عبد الرزاق حسني في كتابه (العراق قديماً وحديثاً) يقول بأن (سردنا بال) ملك الآشوريين هو الذي أنشأ هذه ‏المدينة مستنداً إلى بعض المصادر السريانية, استغرب الكاتب سيماند على هذا الطرح قائلا ( لكن لم يبين لنا مدى مصداقية هذه ‏المصادر وما هي حجتها ومن أين وصلت هذه المصادر إلى الحقائق العلمية الموثوقة في تاريخ هذه المدينة.) بينما يصر على رأيه ‏بأنها مدين كردية حسب اقوال الموسوعة الروسية ، وبدورنا نرد عليه طالبين منه ذكر المصادر التي يعتمد عليها ومن اين وصلت ‏هذه المصادر وماهي حجتها التاريخية والعلمية ؟‏ إن نتيجة الحفريات التي جرت في المدينة والتي كانت تؤكد وجود مدينة تعرف ب (آربخا) أو (ارنجا) أو (أرفا) وتؤكد هذه الحقائق ‏دائرة المعارف الإسلامية حيث ورد فيها حول مدينة كركوك – أن كل من ( ‏S.H. Gadd‏) و (سدني سميث) يعتقد بأن كركوك ‏الحالية هي نفس المدينة التي كانت تعرف ب (أربخا ) ويذهب العلامة توفيق وهبي بأن كركوك مدينة قديمة وهي أقدم من مدينة ‏أربيل, وجاءت تسمية آربخا نفسها لمدينة كركوك في كتاب"فاتحة انتشار المسيحية في امبراطوريةالإيرانيين (ميسوبوتاميا ‏وإيران)‏‏ ومن جهة أخرى نراه يعتمد على رأي الدكتور شاكر خصباك العراقي في كتابه الكرد والمسألة الكردية إلى أن "الكوتيين هم الذين ‏بنوا مدينة كركوك" ومن الثابت أن الكوتيين هم كرد أقحاح تاريخياً, (وماهو الدليل على ذلك) وتقول السيدة ليلى نامق وهي كردية ‏أيضا بأن الكوتيين عاشوا في هذه المدينة واتخذوا من مدينة (أربخا) مركزاً لهم. ( هذه هي المصادر التي اعتمدت عليها ) ومن ‏الجدير بالذكر أن الدكتور العراقي العربي شاكر خصباك يؤكد مرة ثانية في كتابه ( العراق الشمالي) : واعترف السومريون وكذلك ‏الأكاديون من بعدهم بمملكة الكوتيين التي كانت أسمها (أربخا) والتي ربما كانت تقع بالقرب من كركوك الحالية . ‏وهكذا توصل هذا الكاتب الكردي سيامند إلى الحقيقة التاريخية المهمة وهي تأييد القول بأن الكوتيين هم الذين بنوا مدينة كركوك, ‏حيث سجل (تلت – نزت) الأول الملك الآشوري (1255-1218) أنه فتح بلاد (أربخ) وكان أول ملك آشوري استولى عليها, ثم وقعت ‏بيد الملك العيلامي (شهلك – انششنك) 1165- 1151) ق.م أي بعد بناء هذه الدولة بما يقرب من بناء مدينة (أربخ) ب عشرة ‏قرون, وهنا فإن هذه المعلومة العلمية المدونة والمهمة هي التي أكدت أن الكوتيين الأكراد هم الذين بنوا مدينة (كركوك) قبل ‏الآشوريين بألف سنة؟ ‏‏ ويقول الدكتور (كمال مظهر) في كتابه (كركوك وتوابعها – حكم التاريخ والضمير) :"بل ذكروها باسم (كرخيني) فالرحالة ‏‏(ياقوت الحموي) لم يذكر بشيئ اسمه كركوك في كتابه (معجم البلدان) لأنه لم يجد لها اسما يحتوي هذه الكلمة وحتى القلقشندي ‏توفي 831- 1418 م) لم يذكرها إلا باسم الكرخيني , ويقول الدكتور كمال بأن القلقشندي قد حدد طابعها الكردي مكاناً وسكاناً, ‏بالاستناد إلى" مسالك الابصار في ممالك الأمصار" للجغرافي الدمشقي ابن فضل الله العمري توفي 748 هجري – 1347- 1348- ‏كتب القلقشندي: انه حدد عشرين مكاناً في كل مكان منها طائفة من الأكراد ويستمر القلقشندي حيث يعدد الأماكن العشرين تلك, ‏وتحت البند العاشر منها فيقول:" بلاد الكرخيني ودقوق- ( ولم يقل كركوك ) وبه طائفة من الكرد عدتهم تزيد على سبعمائة, ولهم ‏أمير يخصهم . حسب ماجاء في كتاب القلقشندي, شهاب الدين أحمد صبح الأعشى, الجزء الرابع, ص 373- 374 . ويجدر الذكر ‏حسب قول الكاتب سيامند ابراهيم أن السبعمائة رقم معتبر من المنظور الديموغرافي لذلك العهد والزمان" نقول له حسنا اذا كان ‏هذا العدد القليل من الاكراد من المنظور الديموغرافي في ذلك الزمان له اهمية في نظرك ، فكم كان العدد الحقيقي للعرب والتركمان ‏والمسيحيين ، طبعا اعداد كثيرة مضاعفة ، فهل اصبحت كركوك مدينة الاكثرية كردية اذا كان عددها بهذه الكمية الكردية القليلة ‏من النفوس ؟ تكلم ياايها الكاتب الكردي بمنطق عقلاني . فهل اصبحت كركوك في ذلك العصر جزءا من بلاد شهرزور ، وهل ‏شهرزور تعني ألان بلاد كردستان ؟ . وهم يعتمدون على قول مؤرخ كردي اسمه ابن خلكان . وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان, ‏حققه وعلق على حواشيه ووضع فهارسه محمد محيي الدين – القاهرة 1987- ص 193. بأن اسم كركوك ارتبط باسم (بلاد ‏شهرزور) منذ العهد الاسلامي وقد تجاوزت حدود بلاد شهرزور كركوك بعيداً في العصر العباسي الأخير لتغدوا أربيل قاعدة لها يوم ‏ذاك " , وقد وصف المؤرخ الكردي ابن خلكان شهرزور هكذا :" وهي بلدة كبيرة معدودة من أعمال أربيل" إذن حسب وصف ابن ‏خلكان فأن كركوك ليست من توابع بلاد شهرزور طالما الاخيرة تقع بالقرب من اربيل ، وثم أن بلاد شهرزور لايعني بالضرورة وقفا ‏على الاكراد ولاتوجد شعوب وقبائل أخرى . بينما ذكر العلامة والمؤرخ الاشوري هرمز أبونا في كتابه الموسوم " الآشوريون ‏بعد سقوط نينوى " في مجلده الخامس وعلى الصفحة 118 , حيث يقول (( بخصوص تواجد الأكراد في منطقة أذربيجان أيران ‏وضمن المناطق التي كانت عبر مراحل التاريخ مسكونة بالآشوريين فأن ابن الأثير . مؤرخ القرن الثالث عشر وهويتحدث عن حوادث ‏سنة 296 هجرية 906 ميلادية فانه يقول : بأن الأكراد كانوا حول جبل قنديل ( رحل) طوردوا فتوجهوا نحو اذربيجان . اما على ‏سيدي الكوراني , في كتابه ( من عمان الى العمادية ) , ص 204 . ويحدثنا عن حوادث سنة 293 هجرية 980 ميلادية ذاكراً بان ‏الأكراد قاموا بالزحف نحو سهول شهرزور من مناطق ـ الدينور وهمدان ونهاوند والصامغان ومن بعض أطراف أذربيجان قبل نحو ‏خمسين سنة " ابن الأثير , التاريخ 6 : 426 ـ 427 .‏أما ياقوت الحموي في (تقويم البلدان) :" بلاد شهرزور" ما نصه وأهل هذه النواحي كلهم أكراد ، ولكنه لم يحدد قولا بأن كركوك ‏سكانها كلهم الاكراد . أما قول الكاتب سيامند ابراهيم بأنه ثبتت هذه المعلومات التاريخية القيمة في العهود الإسلامية الأمر الذي ‏يؤكده ياقوت الحموي الذي قال " كان هؤلاء الأكراد يتمتعون بقدر كبير من الاستقلالية, , وأضاف "وأهلها عصاة على السلطات" ‏ليست حجة لاْثبات أن كركوك كردية الأصل . نفس المصدر. ( من كتاب كركوك حكم التاريخ والضمير) د كمال مظهر- الجزء الأول ‏ص 20. سيامند إبراهيم : الحقائق التاريخية والأدلة الدامغة على كردستانية كركوك فهل هذه الاقوال المشكوك في صحتها حول ‏وجود السبعمئة نفر من الاكراد في كركوك اصبحت هذه المدينة مسجلة بالطابو لهؤلاء البشر واصبحت من الحقائق التاريخية ‏والادلة الدامغة على كردستانية كركوك حسب ماجاء في كتاب الدكتور كمال مظهر ؟ ‏‏ لنعود إلى كركوك مرة ثانية ونستعرض المزيد من الآراء التاريخية حول انتماء هذه المدينة فمن خلال الرقم المسمارية المكتشفة في ‏قرية(تركلان) التي تبعد عن كركوك 12 كيلو متراً فقد أعتبر أن كركوك جزءاً من بلاد الكاشيين كما جاء ذلك في كتاب ( بلاد ما بين ‏النهرين – الحضارتان البابلية والآشورية ) تأيف ل . ديلابورت) , ويدعي الكاتب بدون أن يقدم الدليل والاثبات قائلا ( ومن المؤكد ‏أن الكاشيين هم من الكرد أيضاً وقد حافظوا على الحضارة السومرية وطوروها ) واذا كان الكرد قد حافظوا على الحضارة السومرية ‏‏ فلماذا لم يحافظوا على حضارتهم الكردية ويطوروها اذا كانت لديهم حضارة اصلا ؟ . ويقول الباحث المحامي (جرجيس فتح الله ) ‏في كتابه زيارة للماضي القريب :" بأن كركوك اسم تاريخي لا غبار عليه وللإقليم كله اسمه التأريخي الذي عرفه المؤرخين العرب ‏والمسلمون وهو (باجرمي) أو (كرميك) ويجمع الباحثون أن الوجود المسيحي هو أقدم من الوجود العربي, وقد بقيت كركوك ‏مركزاً للنساطرة المسيحيين ومازالت كركوك كرسياً لرئيس أساقفة كلداني, وقد ظلت المدينة تفتخر بوجود أقدم كنيسة في العالم, حيث ‏بنيت هذه الكنيسة في النصف الثاني من القرن الخامس الميلادي, وكانت تعرف ببيعة الشهداء, تخليداً لذكرى شهداء الملك الساساني ‏يزدكرد الثاني (438- 457) . ويستمر الكاتب سيامند قائلا في اثبات حجة عائدية كركوك لبني جنسه قائلا ( وللذين يدعون بعراقية ‏كركوك نقول لهم إن كركوك قد عرفت العصيان على الدولة العراقية وبقيت خارج السيطرة الدولة العراقية لمدة خمس سنين أي منذ ‏‏1918 م ولم يرتفع عليها العلم العراقي على مبانيها.) ولهذا السبب فأنها كردية بالطبع والعصيان ، طالما أن الاكراد هم دوما من ‏يرفعون شعار العصيان ويطبقونه في جبالهم الشامخة ‏ويستمر الكاتب في تنقيباته الاثرية في بطون الكتب لعله يكتشف اثرا يقوده إلى اثبات اصل قومه وتاريخهم وحضارتهم ، والتنقيب ‏عن انتماء كركوك إلى قوميته الكردية التي ترسخت جذورها عبر الالاف السنين حسب قوله , وإزاء هذه المسألة الهامة في انتماء ‏كركوك إلى قوميته الكردية خاصة, وما هي الحقائق التاريخية الدامغة التي يتحجج بها الأكراد ، فهم يقولون إنها خط أحمر لا يجوز ‏لأحد الاقتراب منه, والتركمان يقولون هي جزء من ممالكنا وغالبية السكان هم من التركمان, ويقول الآثورييون إنها جزء من ‏الإمبراطورية الأثورية العظيمة.‏يطالب الكاتب الحيادي في طرح بحوثه ، حيث يقول ( وقبل الدخول في مسألة هذه المدينة والبحث عن المصادر التاريخية يجب ‏علينا أن نكون حياديين تجاه هذه المسألة ونتجرد من عواطفنا الشخصية وأن نعترف بالحقيقة, نعم حقيقة الوقائع التاريخية الصحيحة ‏بشكل ديمقراطي ‏اسمعوا إلى الخربطة في الكلام في نقل الحقائق من بطون الكتب في فكر هذا الكاتب الكردي التي تؤكد على ضعف حجة صاحب ‏المناقشة والبعيدة كل البعد عن المضامين العلمية في البحث عن الحقيقة التاريخية في بطون الكتب والمصادر الموثوقة عالميا ‏والتاريخية يقول: ف(كركوك) ليست من المدن العراقية القديمة, والحقائق التاريخية هي التي ثبتتها الوقائع المتتالية في الاستيطان ‏السامي الذي جاء من الجزيرة العربية, حيث يقول السيد ك . ن. ساندرز وهو الذي حقق ونقل ملحمة كلكاميش إلى اللغة الانكليزية ‏وترجمة حمد نبيل نوفل- فاروق حافظ القاضي – دار المعارف مصر 1960. بالله عليك أيها القاريْ الفطن فسر لي معنى هذه العبارة ‏الغامضة وما يقصده الكاتب بها وما علاقة ساندرز الذي حقق ونقل ملحمة كلكامش إلى اللغة الانكليزية فهل اكتشف ساندرز اصل ‏مدينة كركوك الكردية في هذه المسلة التاريخية على انها ليست من المدن العراقية القديمة ؟ ‏ويستمر في اعتماده على مصدر كردي وحيد حيث يقول أن الباحث كمال مظهر في كتابه القيم والذي يعد من أغنى الكتب التي تناولت ‏تاريخ كركوك في اعتقاده ، لما بذل فيه من جهود كبيرة في البحث عن المراجع التاريخية الدقيقة في مسألة تاريخ كركوك منذ العهد ‏الأكادي التي وردت إشارات صريحة إلى مدينة كركوك في النصوص المسمارية, مما يفترض تاريخياً أن يكون اللولبيين هم بناة ‏المدينة" . ومن الثابت تاريخياُ أن الخوريين هم الذين كانوا يقطنون كركوك وتوابعها في الألف الثاني والأول قبل الميلاد, ويوم ذاك ‏كانت كركوك تعرف باسمين – آرباخا واليلاني- أي مدينة الآلهة. ‏ويذهب الباحث الكردي عوني الداودي إلى أن الدلائل التاريخية تشير أن الكوتيين على الأرجح هم الذين وضعوا اللبنات الأولى لبناء ‏هذه المدينة . كما جاء ذلك في كتابه كركوك المدينة الضاحكة – عوني الداودي- منشورات مكتب الفكر والتوعية – السليمانية ‏‏2002. . فهل الكوتيين هم اجداد الشعب الكردي ؟ . ومن الأسماء التي أطلقت على كركوك اسم (نوزي) وقد أطلقه الحوريون على ‏مدينة كركوك, ؟ والحور يون يؤلفون شعباً انحدر منذ الألف الثالثة قبل الميلاد من الجبال الشمالية. ولعب دوراً مهماً في تأريخ ‏الشرق الأدنى وسياسته وثقافته في الألف الثاني قبل الميلاد . حسب ماجاء في كتاب جان بوتيرو, ( بلاد الرافدين, الكتابة العقل, ‏الآلهة ) ترجمة البير أبونا, مراجعة الدكتور وليد الجادر, بغداد 1990- ص 89 . فهل شعب الحوريين أيضا من اصل كردي ؟ . ‏وقد أكتشفت فيها لوحات باللغة الأكادية تتضمن معلومات تاريخية عن الحوريين وعن حياتهم الاجتماعية والاقتصادية ‏‎ G wilhilm ‎grunddzurge und kurtur Der Hurriter, Dramstadt 1982, p 10‎‏ . ويعترف الكاتب أن من الحقائق ‏التاريخية الثابتة أن الحوريون الذين حكموا بلاد آشور على مدى قرن من الزمان, هم الذين شيدوا دون ريب, عددا من توابع كركوك ، ‏أي انه كان استعمار لارض اشور والتي لم تكن تابعة للخوريين أو الحوريين ، حسب المفهوم الحديث للاستعمار الشعوب والاوطان .‏ويقدم لنا أيضا وبالدليل القاطع قائلا: ( وهنا لا يستطيع أي مؤرخ أن لا يقر بانتساب الشعب الكردي إلى الحوريين الذين ينتسبون ‏إلى العرق الآري ) وقد كشفت البعثة الأمريكية في التسعينيات من القرن الماضي إحدى أعظم مدنهم وهي (تل موزان) الأثري ‏الواقع إلى غرب القامشلي ب 25 كليومتراً وإلى الشرق من عامودا ب 3 كيلومترات, وقد نقلت السلطات السورية جميع الوثائق ‏والمكتشفات الأثرية إلى متحف دير الزور. و لا يخفى على المملكة الكردية الأخرى المملكة الميتانية والتي أكتشفها المستشرق ‏الألماني (أوبنها يم )هو وزوجته في سنة 1917 م, إذ حطت بطائرتهم إلى غرب رأس العين في تل حلف الذي يبعد عن رأس العين ب ‏‏4 كيلومترات, وقد أخذ غالبية كنوز ومكتشفات هذه الحضارة إلى متحف برلين, وقد نسخت السلطات السورية العديد من التماثيل ‏كالأسود ووضعتها في مدخل المتحف الوطني في حلب الشهباء . إذن حسب ادعاء هذا الدكتور فأن الحضارة الكردية تمثلها الدولة ‏المفتري عليها دولة الحوريين الكردستانية ، واللمملكة الكردية الأخرى الميتانية . أن من يدعي أن نوح عليه السلام كردي الأصل ، ‏من السهل عليه أيضا الادعاء بأن السومريين والحوتيين والميتانين من الشعوب الكردية الأصل والفصل . ‏‏ يقول الكاتب وهو يطمئن الباحثين في بطون التاريخ لاكتشاف حقيقة واصل الكراد قائلا لهم ( لمن ينتمي الشعب الكردي؟ سؤال ‏حيرً جميع الدارسين والباحثين لأصول هذا الشعب الذي استمر في البقاء رغم طوفان الممالك والإمبراطوريات الغازية من الجنوب إلى ‏الشرق فالغرب, لكن ليطمئن الجميع أننا ننتسب إلى أعرق الممالك التي عاشت ولا تزال تعيش على أرضها كردستان منذ آلالاف ‏السنين, نحن ننتمي إلى الحوريين الذين تربطهم بالآريين صلة قوية ومن المؤكد أنهم امتزجوا بهم, فكان الآريون يؤلفون بين ‏الحوريين طبقة أرستقراطية قائدة في القرن الخامس عشر والرابع عشر قبل الميلاد, أي في الوقت الذي أحكم الحوريون الحكم كلياً ‏على كامل شمال العراق, والتي كانت تطلق على المملكة الحورية اسم المملكة الميتانية" والميتانيون كنية مشتقة كانت تطلق على ‏الآريين( العراق القديم – جورج رو – ترجمة حسين علوان- مراجعة الدكتور عبد الواحد علي- بغداد 1982- ص- 317-318) ‏والكاتب جورج رو لم يقل حرفيا أن الحوريين والميتاتيين هم اجداد الكرد حاليا ، لان البحث العلمي يستند فقط في كشف الحقيقة ‏إلا على الوقائع والاثباتات العلمية والنصوص التاريخية .االكوتيين وكركوك ‏‏ يستند الدكتور كمال مظهر إلى الموسوعة السوفيتية وتقول " أن شعب زاكروسي آخر ارتبط باسم كركوك وهم الكوتيين . أن من ‏يعتمد على قول موسوعة في نقل الاخبار ليست حجة قوية يمكن الاعتماد عليها , ويقول أيضا ( فمن الثابت من النصوص المسمارية ‏أن الكوتيين, الذين أدوا نفس دور الحوريين والسوباريين والميتانيين , في تكوين الشعب الكردي لاحقاً ) كانوا يعيشون في الألف ‏الثالث قبل الميلاد في المنطقة الواقعة جنوب سهل شهرزور, ووصلوا كركوك وتوابعها, بل سيطروا على جميع نواحي هذه المدينة, ‏وحكموا المدينة وسموها (آرباخا) تاريخ كمبردج القديم- كمبردج- 1924- المجلد الأول – الصفحة 423- المجلد الثالث ص 223 . ‏أن النصوص السومريية لم تؤكد مطلقا أن الكوتيين أيضا قاموا في تكوين الكرد لاحقا . ‏ويؤكد السير سدني سميث في كتابه تاريخ آشور القديم حتى الألف الأول قبل الميلاد" الحقيقة ذاتها حين كتب أن قلب "المملكة ‏الكوتية" كان المربع الواقع بين نهري الزاب الأسفل ودجلة, وبين جبال السليمانية ونهر ديالي, وكانت عاصمتها (اراباخا) تقع حيث ‏مدينة كركوك الآن.ومن جهة ثانية تؤكد ألواح بابل أن بلاد الكوتيين تؤلف دولة مستقرة, وإن سكانها متحدين يحكمهم ملك واحد منذ ‏الألف الثالث قبل الميلاد. ويبدوا أن السومريين والأكاديين والآشوريون كانوا في قتال مستمر مع الكوتيين" بوضع دفاعي أكثر منه ‏هجومي" ومن المعروف تاريخياً أن الكوتيين كانوا يغيرون على أطراف الإمبراطورية الأكادية القوية, كما أنهم حكموا منطقة بابل مدة ‏تجاوزت القرن من الزمان (أواخر الألف الثالث قبل الميلاد) ونقلوا منها ومن مدن سومر كنوزهم إلى عاصمتهم ارباخا. ، كتاب ( ‏كركوك وتوابعها - حكم التاريخ والضمير – د كمال مظهر –الجزء الأول ص 10-11 ) . اذا كانت هذه الشعوب قد اندثرت ولم يبقى ‏لها اثر عين ، فكيف استطاع الكرد في الحفاظ على نسلهم وبقائهم كل هذه الفترة الطويلة من الزمن ، وكم كان عددهم أيضا في تلك ‏العصور الغابرة ، طالما أن عددهم لايبلغ اكثر من 25 مليون نسمة في الوقت الحاضر ؟ . وبعد كل هذا السرد التاريخي الموثق ‏فكيف يستطيع معاند من التأكيد على تقارب الاصول الكردية منذ القدم بينها ؟ . ‏وكيف يستطيع يوثق بعض الاراء المعاكسة في وجهات نظرهم على مصداقية نظرياتهم التي يعتبرها وثائق ومراجع بشأن كردستانية ‏كركوك التي لاغبار على كردستانيتها ، وان العناصر الكردية العريقة هي من اوائل الذين بنوا وحكموا مدينة كركوك وتوابعها فهل تم ‏بنائها بهذا العدد القليل الذي يبلغ 700 نفر ؟ . ويدعي أيضا أن السجلات العراقية الرسمية العربية للدولة, وكتابات المؤرخين ‏العرب, أمثال فوزي رشيد, شاكر خصباك, العزاوي وغيرهم تؤكد على انتماء هذه العناصر الكردية المختلفة إلى الشعب الكردي, ‏كالحوريين, الكاسيين, السوباريين, اللولبيين, الكوتيين ، واين الدليل الذي يثبت أن هذه الشعوب المندثرة هم اجداد الكرد الحاليين . ‏وهنا نرجع إلى رأي الدكتور كمال مظهر إذ يقول " إن تاريخ نشوء القومية الكردية تكونت من امتزاج العديد من السكان الأصليين ‏الذين هم الشعب الكوتي, الذين كان البابليون يسمونهم " كاردو" وهذه مغالطة أخرى جديدة فالفكر القومي للكرد لم ينشيْ ويتكون إلا ‏في القرن الثامن عشر عن طريق الغرب والبعثات الاستعمارية ، أما اعتماده على مصدر عربي اخر حيث يقول مجموعة من الأساتذة ‏الجامعيين المصريين وما دونوه في الكتب المنهجية العربية كما ورد في كتاب "الجغرافيا السياسية" الأكراد سلالة من أصل شمالي, ‏وكانت لهم دولة قديمة عاصمتها اراباخا ‏‎ ARAPKHA‏, هي كركوك حالياً " ( الدكتور دولت احمد صادق و آخرون, الجغرافيا ‏السياسية, الطبعة الثانية القاهرة, 1961 م, ص 458.) فهذا اعتماد ضعيف لايمكن الارتكاز عليه .‏‏ مازال الكاتب يركز على حلم وأساطير الامبراطوريات الكردية العظمى التي ليس لها وجود إلا في افكاره ويعتبر كل تلك ‏الامبراطوريات في الشرق الاوسط من اصول كردية ، ومملكة الميديين التي سقطت وانقرض شعبها يعتبرهم من الاكراد (( منذ ‏سقوط آخر الإمبراطوريات الكردية (الميدية)‏‎(‎‏ ويتناسى دور الامبراطورية الاشورية في شمال العراق . كل المؤرخين قاطبة لم ‏يسمعوا بوجود امبراطوريات كردية عبر التاريخ .. شعوب الامبراطوريات السابقة اندثروا بمرور الزمن ، واصبحت قصصهم ‏وتواريخهم مكتبوبة فقط في بطون التاريخ ، اين هم شعوب سومر وبابل وكلدان واشور ؟ لقد أصبحوا من اثار الماضي السحيق . ‏ويقول أيضا ( أن الشعب الكردي عاش تحت سيطرة الإمبراطوريات التي حكمت كردستان ) . المؤرخون لم يكتشفوا مطلقا بوجود ‏كلمة كردستان أو كرد على الالواح الطينية للحضارات وادي الرافدين ! ، فكيف يستطيع الكرد أن يحافظوا على وجودهم عبر هذا ‏الزمن الطويل ؟ ، ويستمر قائلآ : ( لكن هذا الشعب حافظ على وجوده رغم الواقع المأسوي الذي كان يعيش تحت حكم هذه الأقوام, ‏ولم تكن الجبال وحدها هي التي صانت وحافظت على وجود الأكراد لكن الإرادة القوية والعزيمة وروح العنفوان وحياة الأكراد في ‏الصراع العسكري, الاقتصادي, والاجتماعي المديد هي التي أبقت على وجود هذه الشعب في حين زالت إمبراطوريته العظيمة, ونقص ‏وتضاءل دور هذا الشعب صال وجال وحكم البلاد كالشعب الآشوري الكبير . ) ‏وأخيرا نذكر الذين يحاولون تحقيق الحلم بتزوير وتلاعب في التاريخ ومحاولة طمس الحقائق والأدلة ، على حساب باقي الشعوب ، أن ‏لا يحلموا كما يحلم قوم موسى في كذبة وأسطورة نجمة داود والدولة العظمى المزعومة . ))‏ ـ 26/2/2008

lalhamdani@yahoo.com

www.alialhamdani.blogspot.com



No comments: