كما يجب أن لانهمل مؤامرات القيادة الكردية
يجب أيضاً أن لا نغفل عن المؤامرات الإيرانية
في وسط وجنوب العراق
كتابات : علي الحمــداني
لقد أوجدت مؤامرات القيادة الكردية البرزانية / الطالبانية ، وخلال بضعة أسابيع مناخاً سياسياً مناسباً لتفقيس بيض الملالي في إيران وأعوانهم في العراق ، وبدأت الأفاعي الصغيرة تزحف في كل إتجاه حيث الرأي العام العراقي وأقلام المحللين السياسيين والكتاب والصحفيين قد شغلتهم الأحداث والتداعيات التي خلفتها مشكلة كركوك والعناد والأطماع الكردية بخصوصها ، وما رافق ذلك من جملة أحداث بنفس الإتجاه في مناطق ديالى ونينوى .. ولو أردنا أن نجري عملية ربط بسيطة بين مايحدث في الشمال العراقي وما يخطط له في جنوبه ، لوجدنا نوع من التناغم والتوافق ، اللذين لاأعتقد أنهما محض صدفة فرضهما الوضع العراقي المضطرب ، بل أن الموضوع يذهب الى أبعد من ذلك ...
جلال الطالباني ، وهو تحت العلاج في الولايات المتحدة ، ومن على فراشه في مستشفى ( مايو كلينك ) ، يصرح أنه سيقوم بزيارة الى إيران بعد عودته الى العراق ..! في وقت هناك بعض التسريبات الإخبارية عن وجود مسعود البرزاني هناك قادماً من تل أبيب ..
أنشطة مكثفة .. يتبناها بحماس صاحب القلب المريض .. وصاحب العقل المريض !
لابد هنا من وقفة مقارنة بين الوضع الذي خلقته القيادة الكردية وأزلامها وعناصر المخابرات وميليشيات البيشمركة في كل من كركوك وديالى ونينوى على مدى الشهور الماضية خصوصاً وبين تحركات إطلاعات الإيرانية وتصريحات مقتدى الصدر في طهران وقم ، وأنشطة عادل عبد المهدي المنتفكي مع واشنطن إستكمالاً لزيارات رئيسه عبد العزيز الحكيم الى البيت الأبيض ومكتب هنري كيسنجر .. كل ذلك يسير بشكل متوازٍ مع التخاذل والسلبية من جانب حكومة نوري المالكي . الموقف في الشمال العراقي ، متوجاً بأزمة كركوك ، ومن خلال القانون التشريعي لإنتخابات مجالس المحاقظات ، والذي إنسحبت كتلة الحكيم وممثلين عن الحزب الشيوعي عند التصويت عليه ، أعقبه رفض رئيس الجمهورية جلال الطالباني من التصديق عليه ليكشف زيف مواقفه التمثيلية مِن أنه رئيس جمهورية وليس رئيس حزب ، مما أسقط ورقة التوت عن سوءته .. وأصبح فعلاً غير مؤهل لمنصبه ..
تزامن كل ذلك ، مع موقف القيادة الكردية الإنتهازي لموضوع كركوك ، بموقفها في ديالى وإستمرار تمركز ميليشيات البيشمركة في قره تبه ، وجلولاء ، والسعدية ، وغيرها .. مما أجبر المالكي مخذولاً بإيقاف عملياته لبسط نفوذ جيش الحكومة المركزية على هذه الأجزاء من العراق ، والذي يفترض أنه رئيس وزرائه ..!
ورداً على ذلك ، قال العميد ناظم كركوكلي ، آمر اللواء 34 لمليشيا البيشمركة ، وبوقاحة تناسب تخاذل المالكي ، أنه يرفض تنفيذ أوامر اللواء علي غيدان قائد القوات البرية في حكومة المالكي (..) بالإنسحاب من شمال ديالى ، وقال : إن حرس الإقليم ( يعني البيشمركة والأشايس حسب المصطلح الكردي ) مرتبط برئاسة الإقليم ( يعني مسعود البرزاني ) ولن ننسحب من دون قرار منها ..!
أما اللواء جبار ياور ، الناطق بإسم قوات البيشمركة ، فقال أن هذه مناطق آمنة وليست بحاجة الى قوات عراقية (...)
أما جعفر مصطفى ، وزير الدولة لشؤون البيشمركة في حكومة ( الإقليم ) فقال : إن قواتنا ستبقى في مواقعها حتى حين حسم الموضوع بين القيادة السياسية في كردستان والحكومة المركزية في بغداد (المقصود هنا طبعاً موضوع كركوك ، والمساومة ولوي الذراع مع حكومة ضعيفة عميلة منفذة لما يملى عليها ..! ) ، وأن قواته لن تترك هذه الأماكن حتى صدور أمر من رئاسة الإقليم ( البرزاني ، ويلاحظ أن إرتباط قيادة البيشمركة هي بمسعود برزاني ، كما أن إرتباط الأشايس ، أو قوى الأمن والمخابرات الكردية ترتبط بولده مسرور مباشرةً ، وتعمل بالتنسيق مع الأمريكان والإسرائيليين منذ سنوات ) ..
وإذا ماأضفنا الى ذلك ، الجرائم التي لازالت تنفذها عصابات البيشمركة في محافظة نينوى ، وإستمرار بسط سيطرتها على المناطق المغتصبة من حدود المحافظة الجغرافية بسبب وجود النفط فيها أو لأغراض التطهير العرقي وتغيير البنية الديموغرافية .. يمكن أن نرى حجم الدور الذي تلعبه القيادة الكردية العميلة في إرباك الوضع العراقي وتسهيل تمرير المخططات الإيرانية داخل العراق وبالتعاون والتنسيق مع الأطراف الفارسية من حكام العراق وأبرزهم عبد العزيز الطباطبائي الحكيم
يقول ( كولن كاهل ) الخبير بشؤون العراق وزميل مركز البحوث الأمريكي المسمى ( مركز الأمن الأمريكي الجديد ) ، وذلك بعد أن قام ديفيد بيتريوس ، القائد العام لقوات الإحتلال ، بزيارته في 17/8/2008 ، مايلي :
( لقد لعب مقتدى الصدر دوراً مهماً في تقوية المالكي من خلال قراراته بعدم مقاومة الحملات التي شنتها قوات الإحتلال والقوات الحكومية ضد عناصر جيش المهدي ، وتخلى عن مواقعه السياسية في البصرة والعمارة ومدينة الصدر بدون أن يكون قد تعرض لإندحار عسكري .. وهناك دلائل على أن السبب الرئيسي وراء تخلي مقتدى الصدر عن المقاومة العسكرية هو التفاهم الإستراتيجي مع إيران !!)
ولعل مايؤكد تحليل ( كولن كاهل ) هذا ، هو ما نقل من أخبار عن خطط مقتدى الصدر الجديدة والتي صرح ببعضها من مقر إقامته في مدينة قم الإيرانية ،
ذكر تقرير صحفي أورده موقع ( فاتحون ) ، تحت عنوان ( رجال قم يشرفون على التعبئة الروحية للفرق المخصصة بالإغتيالات ـ مقتدى الصدر يعلن الجهاد على " النواصب " وطهران تعده بالعودة لبسط نفوذه على بغداد في " الساعة المناسبة " ) مايلي :
( أصدر مقتدى الصدر من مقر إقامته في مدينة قم الإيرانية تعليماته المشددة الى أنصاره بالإستعداد الى مرحلة جديدة في العراق . وكشف مصدر أمني عراقي النقاب عن وعود إيرانية بإعادة النفوذ تدريجياً الى أتباع مقتدى وتهيئتهم لصفحة الهيمنة على الشارع كما كانوا قبل القرار الأمريكي بإيقاف أنشطتهم وملاحقة عناصرهم بالتعاون مع فيلق بدر الذي يتبع عبد العزيز الحكيم الخصم اللدود لمقتدى الصدر . وأيد المصدر ماأعلنه الجانب الأمريكي مؤخراً عن قيام إيران بتدريب مجاميع لفرق الموت على أراضيها بمساعدة من حزب الله لتنفيذ عمليات إغتيال واسعة النطاق لكنها جديدة الأسلوب وتشمل مسؤولين في الحكومة العراقية ، وأن أغلب عناصر فرق الموت الجديدة هم من أتباع مقتدى الصدر الذين يشرف على تعبئتهم عدد من المعممين الإيرانيين ممن يتحدثون العربية بطلاقة . وقال المصدر ، أن التقارير المؤكدة أن قوى إيرانية وعدت مقتدى بالعودة بنفس القوة السابقة الى الشارع العراقي لكن في الوقت المناسب وشرط أن تتخصص عملياته لتصفية السنّة من بقية المراكز التي يشغلونها في بغداد ، ولكن عليه الإنتظار الآن .. كما أوصوه بعدم الإشتباك مع "فيلق بدر " !!! بصورة خاصة ، وحصر الإستهداف بالعناصر التي إكتشفت المخابرات الإيرانية "عمالتها " للجانب الأمريكي .!
وأوضح أن الإغتيالات ستشمل جميع المسؤولين الأمنيين الحاليين في مفاصل مختلفة من المراكز في بغداد والمحافظات فضلاً عن المستشارين الأمريكيين والخبراء الأجانب في الوزارات العراقية .. وأن الإستهداف سيكون في بيوت المسؤولين ومن خلال الحلقات الضعيفة لعوائلهم .
دعا مقتدى الصدر للمرة الأولى علناً عن أن أحد أعدائه الذين لن يلتقي معهم هم العرب السنّة الذين وصفهم بكلمة " النواصب " ، وقال في وثيقة وزعت بإسمه في بغداد الجمعة 15 / 8 / 2008 ، داعياً أنصاره للتوقيع عليها " بالدم " بمثابة البيعة : " أن أجعل من أعدائي الإحتلال والكفار والنواصب والإستعمار ، لاأفاوضهم ولا أهادنهم ولا أجلس معهم مادمت حياً "
ردد هذه البيعة كل من الشيخ أسعد الناصري في مسجد الكوفة ، وأسماها البيعة للإمام الحجة
" المهدي " بالدم .. كما وصفها الناطق الرسمي باسم الصدر ، الشيخ صلاح العبيدي ، أنها خطوة على طريق الإهتمام بالجانب العبادي !! )
لاحظ هنا ، التزامن والتنسيق في الوضع العراقي ، بين طالباني وبرزاني ، وبين مقتدى والحكيم ، وكلاهما بالتعاون مع إيران ، التي يريد طالباني زيارتها بعد أن يغادر فراش مرضه في الولايات المتحدة ..!!!
كل ذلك يجري ، ولاندري هل أن رئيس وزراء العراق نوري المالكي ( نايم ورجليه بالشمس ) كما يقول مثلنا الشعبي .. أم أنه طرف له دوره في العملية التآمرية ..؟؟
ثم إذا كان مقتدى ومن ورائه إيران ، التي تريد منه عدم التعرض لجماعة الحكيم ( فيلق بدر ) ، يريدون إغتيال العناصر التي إكتشفت إيران " عمالتها " للأمريكان .. فهل سيكون الطالباني مثلاً أحد هؤلاء وعمالته للأمريكان لاغبار عليها .. وكذا الحال مع البرزاني ، وما هو الموقف من الحكيم التي تعلم إيران علاقاته مع الأمريكان بشكل جيد ..؟ وهل إيران جادة فعلاً في قتل من له علاقة بالأمريكان ..؟ فلماذا إذن تؤوي عناصر القاعدة ، وتغتال من يستهدفهم في العراق ..؟ وما هو موقفها وأعوانها وخططها من المقاومة العراقية التي تقاتل الأمريكان بدون هوادة .. هل يدخل هؤلاء تحت مصطلح " النواصب " أيضاً ..؟؟ ثم كيف سيتعامل الصدر أو غيره مع كل هذه المتناقضات التي لايمكن أن يصدقها عاقل ، إلا إذا صدّق أن القيادة الكردية ، وحكومات الإحتلال ، هم من صفوة الوطنيين العراقيين ممن لاتربطهم علاقة بمحتل أجنبي أو دولة أجنبية أو مصالح قذرة مشتركة مع إيران !!!
لقد تساءلت شخصياً ، في مقال سابق لي ، نشر على موقع كتابات بتاريخ 23/4/2008 ، بعنوان :
( السيد مقتدى الصدر : لايلدغ المؤمن من جحر مرتين ! ولقد لُدِغتْ .. فكيف ستكون الثالثة ..؟ ) وأعيد الآن نفس السؤال .. هل أن ماأعلنه الصدر هذه المرة ستكون الثالثة ، أم هل ستكون هذه المرة القبر الذي تحفره له إطلاعات .. وعمائم قم المخضرمة ...؟
هكذا كما يبدو هي لعبة الشطرنج على رقعة الأرض العراقية بين أميركا وإيران ، أو من يلعبها بالنيابة عنهما من شيعة الفرس وأكراد مهاباد ..!!
نقل الأستاذ عبد الجبار ناصر ، في مقاله ( مصادر أمريكية : الطالباني عميل مزدوج وعبد المهدي حصان طروادة الأمريكي ) الخبر الذي أوردته صحيفة ( نيو يوركر ) للكاتب ( سيمور هيرش ) في حزيران الماضي ، والذي نصه :
( أن إطلاعات الإيرانية دفعت أحمد الجلبي لتقديم أدلة مزيفة عن أسلحة الدمار الشامل العراقية الى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية .
ردد الكثيرون من قادة المجلس الإسلامي الأعلى في العراق بقيادة عبد العزيز الحكيم ، بأنهم عقدوا صفقة مع واشنطن " لنا سلطة الحكم .. ولكم السيطرة على النفط " )
وفي نفس المقال ، يورد الأستاذ ناصر ، جانب من مقابلة صحفية جرت بين ( إيمي غودمان ) و الصحفي الأمريكي ( ديليب هيرو ) الذي أصدر ثلاث كتب عن حرب العراق ، وكما يلي :
( غودمان : ديليب هيرو ، ماذا عن علاقة جلال الطالباني بوكالة المخابرات المركزية ؟
هيرو : حسناً .. طبعاً ، لابد أن أقول أن له علاقة ليس فقط بوكالة المخابرات الأمريكية ، بل لديه علاقات قوية مع المخابرات الإيرانية . هذا واحد من الأمور العجيبة لو تتوغلين في عالم المخابرات ستصعقين بسبب التداخل القائم فيها .
غودمان : يبدو شبيهاً بأحمد الجلبي .
هيرو : تماماً ، ماعدا أن الجلبي لم يعش حياته في العراق ، فقد غادر والداه العراق وهو في سن 12 أو 13 سنة .. بينما البرزاني والطالباني في كردستان العراق . لابد أن تنظري الى الخارطة لترين أن الجنوب الشرقي من كردستان ملاصق لإيران . لايمكنك القيام بأي عمل من دون إقامة علاقات مع إيران . في الحرب العراقية ـ الإيرانية ، قاتلت ميليشيات الطالباني والبارزاني مع إيران ضد الجنود العراقيين ، بذلك يمكنك القول أنهما إرتكبا مصطلح " الخيانة " لقيامهما بمقاتلة جيشهما العراقي وتعاونهما مع العدو . طبعاً العلاقة مع وكالات المخابرات لها أهمية كبيرة بالنسبة لهما ..!
لقد سجل الطالباني والبرزاني وعلاوي ، أرقاماً قياسية في التعاون مع وكالات المخابرات ، ولابد أن تذكرهم موسوعة " غينس " للأرقام القياسية !! .
للإطلاع على نص هذه المقابلة ، راجع :
www.democracynow.org/2005/4/7iraqs_new_president
lalhamdani@yahoo.com
www.alialhamdani.blogspot.com
يجب أيضاً أن لا نغفل عن المؤامرات الإيرانية
في وسط وجنوب العراق
كتابات : علي الحمــداني
لقد أوجدت مؤامرات القيادة الكردية البرزانية / الطالبانية ، وخلال بضعة أسابيع مناخاً سياسياً مناسباً لتفقيس بيض الملالي في إيران وأعوانهم في العراق ، وبدأت الأفاعي الصغيرة تزحف في كل إتجاه حيث الرأي العام العراقي وأقلام المحللين السياسيين والكتاب والصحفيين قد شغلتهم الأحداث والتداعيات التي خلفتها مشكلة كركوك والعناد والأطماع الكردية بخصوصها ، وما رافق ذلك من جملة أحداث بنفس الإتجاه في مناطق ديالى ونينوى .. ولو أردنا أن نجري عملية ربط بسيطة بين مايحدث في الشمال العراقي وما يخطط له في جنوبه ، لوجدنا نوع من التناغم والتوافق ، اللذين لاأعتقد أنهما محض صدفة فرضهما الوضع العراقي المضطرب ، بل أن الموضوع يذهب الى أبعد من ذلك ...
جلال الطالباني ، وهو تحت العلاج في الولايات المتحدة ، ومن على فراشه في مستشفى ( مايو كلينك ) ، يصرح أنه سيقوم بزيارة الى إيران بعد عودته الى العراق ..! في وقت هناك بعض التسريبات الإخبارية عن وجود مسعود البرزاني هناك قادماً من تل أبيب ..
أنشطة مكثفة .. يتبناها بحماس صاحب القلب المريض .. وصاحب العقل المريض !
لابد هنا من وقفة مقارنة بين الوضع الذي خلقته القيادة الكردية وأزلامها وعناصر المخابرات وميليشيات البيشمركة في كل من كركوك وديالى ونينوى على مدى الشهور الماضية خصوصاً وبين تحركات إطلاعات الإيرانية وتصريحات مقتدى الصدر في طهران وقم ، وأنشطة عادل عبد المهدي المنتفكي مع واشنطن إستكمالاً لزيارات رئيسه عبد العزيز الحكيم الى البيت الأبيض ومكتب هنري كيسنجر .. كل ذلك يسير بشكل متوازٍ مع التخاذل والسلبية من جانب حكومة نوري المالكي . الموقف في الشمال العراقي ، متوجاً بأزمة كركوك ، ومن خلال القانون التشريعي لإنتخابات مجالس المحاقظات ، والذي إنسحبت كتلة الحكيم وممثلين عن الحزب الشيوعي عند التصويت عليه ، أعقبه رفض رئيس الجمهورية جلال الطالباني من التصديق عليه ليكشف زيف مواقفه التمثيلية مِن أنه رئيس جمهورية وليس رئيس حزب ، مما أسقط ورقة التوت عن سوءته .. وأصبح فعلاً غير مؤهل لمنصبه ..
تزامن كل ذلك ، مع موقف القيادة الكردية الإنتهازي لموضوع كركوك ، بموقفها في ديالى وإستمرار تمركز ميليشيات البيشمركة في قره تبه ، وجلولاء ، والسعدية ، وغيرها .. مما أجبر المالكي مخذولاً بإيقاف عملياته لبسط نفوذ جيش الحكومة المركزية على هذه الأجزاء من العراق ، والذي يفترض أنه رئيس وزرائه ..!
ورداً على ذلك ، قال العميد ناظم كركوكلي ، آمر اللواء 34 لمليشيا البيشمركة ، وبوقاحة تناسب تخاذل المالكي ، أنه يرفض تنفيذ أوامر اللواء علي غيدان قائد القوات البرية في حكومة المالكي (..) بالإنسحاب من شمال ديالى ، وقال : إن حرس الإقليم ( يعني البيشمركة والأشايس حسب المصطلح الكردي ) مرتبط برئاسة الإقليم ( يعني مسعود البرزاني ) ولن ننسحب من دون قرار منها ..!
أما اللواء جبار ياور ، الناطق بإسم قوات البيشمركة ، فقال أن هذه مناطق آمنة وليست بحاجة الى قوات عراقية (...)
أما جعفر مصطفى ، وزير الدولة لشؤون البيشمركة في حكومة ( الإقليم ) فقال : إن قواتنا ستبقى في مواقعها حتى حين حسم الموضوع بين القيادة السياسية في كردستان والحكومة المركزية في بغداد (المقصود هنا طبعاً موضوع كركوك ، والمساومة ولوي الذراع مع حكومة ضعيفة عميلة منفذة لما يملى عليها ..! ) ، وأن قواته لن تترك هذه الأماكن حتى صدور أمر من رئاسة الإقليم ( البرزاني ، ويلاحظ أن إرتباط قيادة البيشمركة هي بمسعود برزاني ، كما أن إرتباط الأشايس ، أو قوى الأمن والمخابرات الكردية ترتبط بولده مسرور مباشرةً ، وتعمل بالتنسيق مع الأمريكان والإسرائيليين منذ سنوات ) ..
وإذا ماأضفنا الى ذلك ، الجرائم التي لازالت تنفذها عصابات البيشمركة في محافظة نينوى ، وإستمرار بسط سيطرتها على المناطق المغتصبة من حدود المحافظة الجغرافية بسبب وجود النفط فيها أو لأغراض التطهير العرقي وتغيير البنية الديموغرافية .. يمكن أن نرى حجم الدور الذي تلعبه القيادة الكردية العميلة في إرباك الوضع العراقي وتسهيل تمرير المخططات الإيرانية داخل العراق وبالتعاون والتنسيق مع الأطراف الفارسية من حكام العراق وأبرزهم عبد العزيز الطباطبائي الحكيم
يقول ( كولن كاهل ) الخبير بشؤون العراق وزميل مركز البحوث الأمريكي المسمى ( مركز الأمن الأمريكي الجديد ) ، وذلك بعد أن قام ديفيد بيتريوس ، القائد العام لقوات الإحتلال ، بزيارته في 17/8/2008 ، مايلي :
( لقد لعب مقتدى الصدر دوراً مهماً في تقوية المالكي من خلال قراراته بعدم مقاومة الحملات التي شنتها قوات الإحتلال والقوات الحكومية ضد عناصر جيش المهدي ، وتخلى عن مواقعه السياسية في البصرة والعمارة ومدينة الصدر بدون أن يكون قد تعرض لإندحار عسكري .. وهناك دلائل على أن السبب الرئيسي وراء تخلي مقتدى الصدر عن المقاومة العسكرية هو التفاهم الإستراتيجي مع إيران !!)
ولعل مايؤكد تحليل ( كولن كاهل ) هذا ، هو ما نقل من أخبار عن خطط مقتدى الصدر الجديدة والتي صرح ببعضها من مقر إقامته في مدينة قم الإيرانية ،
ذكر تقرير صحفي أورده موقع ( فاتحون ) ، تحت عنوان ( رجال قم يشرفون على التعبئة الروحية للفرق المخصصة بالإغتيالات ـ مقتدى الصدر يعلن الجهاد على " النواصب " وطهران تعده بالعودة لبسط نفوذه على بغداد في " الساعة المناسبة " ) مايلي :
( أصدر مقتدى الصدر من مقر إقامته في مدينة قم الإيرانية تعليماته المشددة الى أنصاره بالإستعداد الى مرحلة جديدة في العراق . وكشف مصدر أمني عراقي النقاب عن وعود إيرانية بإعادة النفوذ تدريجياً الى أتباع مقتدى وتهيئتهم لصفحة الهيمنة على الشارع كما كانوا قبل القرار الأمريكي بإيقاف أنشطتهم وملاحقة عناصرهم بالتعاون مع فيلق بدر الذي يتبع عبد العزيز الحكيم الخصم اللدود لمقتدى الصدر . وأيد المصدر ماأعلنه الجانب الأمريكي مؤخراً عن قيام إيران بتدريب مجاميع لفرق الموت على أراضيها بمساعدة من حزب الله لتنفيذ عمليات إغتيال واسعة النطاق لكنها جديدة الأسلوب وتشمل مسؤولين في الحكومة العراقية ، وأن أغلب عناصر فرق الموت الجديدة هم من أتباع مقتدى الصدر الذين يشرف على تعبئتهم عدد من المعممين الإيرانيين ممن يتحدثون العربية بطلاقة . وقال المصدر ، أن التقارير المؤكدة أن قوى إيرانية وعدت مقتدى بالعودة بنفس القوة السابقة الى الشارع العراقي لكن في الوقت المناسب وشرط أن تتخصص عملياته لتصفية السنّة من بقية المراكز التي يشغلونها في بغداد ، ولكن عليه الإنتظار الآن .. كما أوصوه بعدم الإشتباك مع "فيلق بدر " !!! بصورة خاصة ، وحصر الإستهداف بالعناصر التي إكتشفت المخابرات الإيرانية "عمالتها " للجانب الأمريكي .!
وأوضح أن الإغتيالات ستشمل جميع المسؤولين الأمنيين الحاليين في مفاصل مختلفة من المراكز في بغداد والمحافظات فضلاً عن المستشارين الأمريكيين والخبراء الأجانب في الوزارات العراقية .. وأن الإستهداف سيكون في بيوت المسؤولين ومن خلال الحلقات الضعيفة لعوائلهم .
دعا مقتدى الصدر للمرة الأولى علناً عن أن أحد أعدائه الذين لن يلتقي معهم هم العرب السنّة الذين وصفهم بكلمة " النواصب " ، وقال في وثيقة وزعت بإسمه في بغداد الجمعة 15 / 8 / 2008 ، داعياً أنصاره للتوقيع عليها " بالدم " بمثابة البيعة : " أن أجعل من أعدائي الإحتلال والكفار والنواصب والإستعمار ، لاأفاوضهم ولا أهادنهم ولا أجلس معهم مادمت حياً "
ردد هذه البيعة كل من الشيخ أسعد الناصري في مسجد الكوفة ، وأسماها البيعة للإمام الحجة
" المهدي " بالدم .. كما وصفها الناطق الرسمي باسم الصدر ، الشيخ صلاح العبيدي ، أنها خطوة على طريق الإهتمام بالجانب العبادي !! )
لاحظ هنا ، التزامن والتنسيق في الوضع العراقي ، بين طالباني وبرزاني ، وبين مقتدى والحكيم ، وكلاهما بالتعاون مع إيران ، التي يريد طالباني زيارتها بعد أن يغادر فراش مرضه في الولايات المتحدة ..!!!
كل ذلك يجري ، ولاندري هل أن رئيس وزراء العراق نوري المالكي ( نايم ورجليه بالشمس ) كما يقول مثلنا الشعبي .. أم أنه طرف له دوره في العملية التآمرية ..؟؟
ثم إذا كان مقتدى ومن ورائه إيران ، التي تريد منه عدم التعرض لجماعة الحكيم ( فيلق بدر ) ، يريدون إغتيال العناصر التي إكتشفت إيران " عمالتها " للأمريكان .. فهل سيكون الطالباني مثلاً أحد هؤلاء وعمالته للأمريكان لاغبار عليها .. وكذا الحال مع البرزاني ، وما هو الموقف من الحكيم التي تعلم إيران علاقاته مع الأمريكان بشكل جيد ..؟ وهل إيران جادة فعلاً في قتل من له علاقة بالأمريكان ..؟ فلماذا إذن تؤوي عناصر القاعدة ، وتغتال من يستهدفهم في العراق ..؟ وما هو موقفها وأعوانها وخططها من المقاومة العراقية التي تقاتل الأمريكان بدون هوادة .. هل يدخل هؤلاء تحت مصطلح " النواصب " أيضاً ..؟؟ ثم كيف سيتعامل الصدر أو غيره مع كل هذه المتناقضات التي لايمكن أن يصدقها عاقل ، إلا إذا صدّق أن القيادة الكردية ، وحكومات الإحتلال ، هم من صفوة الوطنيين العراقيين ممن لاتربطهم علاقة بمحتل أجنبي أو دولة أجنبية أو مصالح قذرة مشتركة مع إيران !!!
لقد تساءلت شخصياً ، في مقال سابق لي ، نشر على موقع كتابات بتاريخ 23/4/2008 ، بعنوان :
( السيد مقتدى الصدر : لايلدغ المؤمن من جحر مرتين ! ولقد لُدِغتْ .. فكيف ستكون الثالثة ..؟ ) وأعيد الآن نفس السؤال .. هل أن ماأعلنه الصدر هذه المرة ستكون الثالثة ، أم هل ستكون هذه المرة القبر الذي تحفره له إطلاعات .. وعمائم قم المخضرمة ...؟
هكذا كما يبدو هي لعبة الشطرنج على رقعة الأرض العراقية بين أميركا وإيران ، أو من يلعبها بالنيابة عنهما من شيعة الفرس وأكراد مهاباد ..!!
نقل الأستاذ عبد الجبار ناصر ، في مقاله ( مصادر أمريكية : الطالباني عميل مزدوج وعبد المهدي حصان طروادة الأمريكي ) الخبر الذي أوردته صحيفة ( نيو يوركر ) للكاتب ( سيمور هيرش ) في حزيران الماضي ، والذي نصه :
( أن إطلاعات الإيرانية دفعت أحمد الجلبي لتقديم أدلة مزيفة عن أسلحة الدمار الشامل العراقية الى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية .
ردد الكثيرون من قادة المجلس الإسلامي الأعلى في العراق بقيادة عبد العزيز الحكيم ، بأنهم عقدوا صفقة مع واشنطن " لنا سلطة الحكم .. ولكم السيطرة على النفط " )
وفي نفس المقال ، يورد الأستاذ ناصر ، جانب من مقابلة صحفية جرت بين ( إيمي غودمان ) و الصحفي الأمريكي ( ديليب هيرو ) الذي أصدر ثلاث كتب عن حرب العراق ، وكما يلي :
( غودمان : ديليب هيرو ، ماذا عن علاقة جلال الطالباني بوكالة المخابرات المركزية ؟
هيرو : حسناً .. طبعاً ، لابد أن أقول أن له علاقة ليس فقط بوكالة المخابرات الأمريكية ، بل لديه علاقات قوية مع المخابرات الإيرانية . هذا واحد من الأمور العجيبة لو تتوغلين في عالم المخابرات ستصعقين بسبب التداخل القائم فيها .
غودمان : يبدو شبيهاً بأحمد الجلبي .
هيرو : تماماً ، ماعدا أن الجلبي لم يعش حياته في العراق ، فقد غادر والداه العراق وهو في سن 12 أو 13 سنة .. بينما البرزاني والطالباني في كردستان العراق . لابد أن تنظري الى الخارطة لترين أن الجنوب الشرقي من كردستان ملاصق لإيران . لايمكنك القيام بأي عمل من دون إقامة علاقات مع إيران . في الحرب العراقية ـ الإيرانية ، قاتلت ميليشيات الطالباني والبارزاني مع إيران ضد الجنود العراقيين ، بذلك يمكنك القول أنهما إرتكبا مصطلح " الخيانة " لقيامهما بمقاتلة جيشهما العراقي وتعاونهما مع العدو . طبعاً العلاقة مع وكالات المخابرات لها أهمية كبيرة بالنسبة لهما ..!
لقد سجل الطالباني والبرزاني وعلاوي ، أرقاماً قياسية في التعاون مع وكالات المخابرات ، ولابد أن تذكرهم موسوعة " غينس " للأرقام القياسية !! .
للإطلاع على نص هذه المقابلة ، راجع :
www.democracynow.org/2005/4/7iraqs_new_president
lalhamdani@yahoo.com
www.alialhamdani.blogspot.com
No comments:
Post a Comment