التصريحات الكبيرة .. وتصاعد الإنفلات الأمني ! مَن يشدُّ أذنُ مَنْ ..؟
كتابات : علي الحمــداني
ثلاثة أحداث عراقية إستوقفتني خلال هذا الأسبوع ..
وكباحث في مهنة البحث عن المتاعب ، حاولت أن أقرأ مابين السطور..
الأول : تصريح السيد نوري المالكي وهو يقف الى جانب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مؤتمر صحفي في بغداد .
الثاني : تصريح منوشهر متقي وزير خارجية إيران في بغداد أيضاً .
الثالث : تصاعد أعمال العنف والفوضى الأمنية في بغداد خاصةً وبعد فترة سبات نسبي .
في زيارة مفاجئة كعادة زيارات الزعماء الغربيين ، قام الرئيس الفرنسي بزيارة رسمية الى العراق .. وبعد محادثات مقتضبة ، وقف الى جانب نوري المالكي في مؤتمر صحفي في مبنى الرئاسة العراقية في ختام هذه الزيارة .
في هذا المؤتمر ، وأمام رئيس أوربي ، أعلن المالكي رده على ماجاء بتصريح جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي باراك أوباما حينما طالب بضغط أكبر على الحكومة العراقية من أجل تحقيق الإصلاحات ! وكان رد المالكي ( جريئاً ) بحق حينما رفض التدخل الأمريكي بشؤون العراق ، وأن العراق دولة مستقلة قادرة على حل مشاكلها .. وأن مثل هذا التدخل قد ( مضى وقته ) !!
التصريح من حيث المضمون واختيار الكلمات تصريح جيد ينم عن وطنية رئيس وزراء دولة .. ولكن ، هل ينطبق ذلك على الحال العراقي وكرسي رئاسة المالكي ، وجيش الإحتلال الأمريكي الذي أتى بالمالكي وبقية الشلة الى حكم العراق يقف في كل زاوية من زوايا أرض العراق ، وأولها المنطقة الخضراء ..؟
أليس غريبا أن يأتي ( رد الجميل ) بهذه الصورة ، ولم ينسحب بعد جندي أمريكي واحد من العراق ، وكل ماسمعناه لحد الآن من أوباما وإدارته عن النية في سحب القوات ، وردود فعل معاكسة لذلك من القائد العسكري الأمريكي في العراق .
ثم ماذا تعني عملية الإنسحاب فعلياً .. إنه تقليص لعدد القوات ، سحبها من شوارع المدن ، إعادة إنتشارها داخل قواعد أمريكية تم بناؤها وأعدادها على الأرض العراقية شاء من شاء وأبى من أبى !!
هل قصد المالكي بتصريحه الذي أتى بعد فوز قائمته في إنتخابات المجالس المحلية للمحافظات ، إظهار نفسه أمام ناخبيه بأنه الرجل الأول والقوي والذي لاتهزه أمريكا ولاغيرها لكي يعد نفسه وفي حملة إنتخابية مبكرة للإنتخابات العامة ..؟
هل هو سيناريو متفق عليه ..؟
أم هل هو عمل إستباقي لزيارة متقي وتصريح الأخير بعد ذلك ..؟
كل ذلك ممكن سواء قبله العقل أم لم يقبله ، فالأمور لم تعد تقيّم بمقياس العقل فقط .!
وصل منوشهر متقي ، وزير الخارجية الإيراني الى بغداد بعد أن غادرها ساركوزي على أساس دعوة لدراسة العرض الفرنسي الذي طرحه ساركوزي في بغداد وذلك في الرغبة بإجراء حوار سياسي أمريكي ـ إيراني على أرض العراق .
التصريح الكبير هذه المرة أتى من متقي : ( الحوار الأمريكي ـ الإيراني لم يعد ضرورياً بشأن العراق بعد " تحسن " الوضع الأمني ) . ( الظروف الجديدة هي ظروف مختلفة تماماً فقد تحسن الوضع الأمني وذلك بسبب تولي الحكومة العراقية المسؤولية الأمنية ! ) . ( المحادثات الأمريكية ـ الإيرانية في السابق تمت بناء على رغبة الحكومة العراقية في عقدها وقد تمت لمصلحة العراق ! )
لقد حاول متقي بتصريحه تثبيت محورين أساسيين ، الأول عدم إكتراث إيران للحوار مع أميركا إلا من أجل العراق ، وهذا قد مضى أوانه !!
والثاني ، أن الوضع الأمني العراقي قد تحسن بفضل جهود الحكومة العراقية !
وبقراءة لما بين السطور في تصريحي المالكي ومتقي ، نرى إلتقائهما في محاولة التقليل من الدور الأمريكي .
وهذا أيضاً ممكن .. بترك العقل والمنطق جانباً .
بعد التصريحين .. وبشكل مفاجئ .. تراجع الموقف الأمني المستقر نسبيا ، وخصوصاً في العاصمة بغداد ، والذي إعتمد عليه متقي واتخذه ذريعة في عدم وجود ضرورة للحوار مع أمريكا ، لتظهر السيارات المفخخة من جديد ، ويسقط عشرات الضحايا في مناطق مختلفة من بغداد معظمهم من المدنيين وبعض قوات الأمن العراقية !!
فهل أن الفاعل أمريكي .. في دغدغة لفكر المالكي ولوي ذراعه ..؟
أم أن الفاعل إيراني وبدهاء معروف وضد المالكي أيضاً ولصالح الخاسر الأكبر في الإنتخابات ، حليف إيران الأول ، المجلس الإعلى الإسلامي بقيادة آل الحكيم ..؟ سيما وأن المالكي بدأ يعمل من أجل إئتلاف جديد مع الصدريين والفضيلة !!
مهما يكن الدافع .. ومَن يكمن وراءه ، علينا أن نأخذ بالحسابات السياسية أمران بدءا يطفوان على السطح :
الأول : الحديث عن تحالف غريب وغيرمسبوق بين القائمة العراقية ( أياد علاوي ) ، وبين المجلس الأعلى بعد إجتماع علاوي والحكيم !! وعلاوي قد سجل إنتصارات إنتخابية جديدة في بعض المناطق ( السنية ) كصلاح الدين !! ويكاد يكون في المرتبة الثانية بعد قائمة المالكي في مناطق أخرى !
الثاني : أن أميركا لاتسعى يقيناً الى نظام ديمقراطي حقيقي في العراق ، لأن في ذلك إسقاط لدورها .. بل هي تسعى حقيقة الى خلق نظام ( ديكتاتورية الدولة ) التابعة للسياسة الأمريكية وبرداء ديمقراطي .. كما فعلت في مصر والعديد من الأنظمة العربية !
والسؤال هو .. من سيكون رجل أميركا المقبل في العراق ..؟
هل هو المالكي الذي دفعته الإنتخابات المحلية الى الصورة تحت مسمى دولة القانون .. ؟
أم علاوي الذي كسب تعاطف السنة واقترب من التوافق وهو يجلس الآن على مائدة الحكيم ، رجل إيران والخاسر في الإنتخابات والذي تصدع إئتلافه مع المالكي .. فتستطيع أميركا من خلال إئتلافه المتوقع مع الحكيم فتح ملف الدبلوماسية مع إيران والذي أشار اليه أوباما مؤخراً ..؟
إنه مجرد سؤال في هذه المرحلة .. والبقاء الأخيرلاشك سيكون من حصة ( الديكتاتور الديمقراطي ) الأقوى وباتفاق امريكي ـ إيراني ..!
لقد رحل بوش .. وقد يرحل نجاد !
وخاتمي قد رشح نفسه للرئاسة الإيرانية ..
وعلاوي يبدو الحصان الذي يستحق الرهان عليه في الإنتخابات القادمة ..!!
lalhamdani@rocketmail.com
كتابات : علي الحمــداني
ثلاثة أحداث عراقية إستوقفتني خلال هذا الأسبوع ..
وكباحث في مهنة البحث عن المتاعب ، حاولت أن أقرأ مابين السطور..
الأول : تصريح السيد نوري المالكي وهو يقف الى جانب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مؤتمر صحفي في بغداد .
الثاني : تصريح منوشهر متقي وزير خارجية إيران في بغداد أيضاً .
الثالث : تصاعد أعمال العنف والفوضى الأمنية في بغداد خاصةً وبعد فترة سبات نسبي .
في زيارة مفاجئة كعادة زيارات الزعماء الغربيين ، قام الرئيس الفرنسي بزيارة رسمية الى العراق .. وبعد محادثات مقتضبة ، وقف الى جانب نوري المالكي في مؤتمر صحفي في مبنى الرئاسة العراقية في ختام هذه الزيارة .
في هذا المؤتمر ، وأمام رئيس أوربي ، أعلن المالكي رده على ماجاء بتصريح جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي باراك أوباما حينما طالب بضغط أكبر على الحكومة العراقية من أجل تحقيق الإصلاحات ! وكان رد المالكي ( جريئاً ) بحق حينما رفض التدخل الأمريكي بشؤون العراق ، وأن العراق دولة مستقلة قادرة على حل مشاكلها .. وأن مثل هذا التدخل قد ( مضى وقته ) !!
التصريح من حيث المضمون واختيار الكلمات تصريح جيد ينم عن وطنية رئيس وزراء دولة .. ولكن ، هل ينطبق ذلك على الحال العراقي وكرسي رئاسة المالكي ، وجيش الإحتلال الأمريكي الذي أتى بالمالكي وبقية الشلة الى حكم العراق يقف في كل زاوية من زوايا أرض العراق ، وأولها المنطقة الخضراء ..؟
أليس غريبا أن يأتي ( رد الجميل ) بهذه الصورة ، ولم ينسحب بعد جندي أمريكي واحد من العراق ، وكل ماسمعناه لحد الآن من أوباما وإدارته عن النية في سحب القوات ، وردود فعل معاكسة لذلك من القائد العسكري الأمريكي في العراق .
ثم ماذا تعني عملية الإنسحاب فعلياً .. إنه تقليص لعدد القوات ، سحبها من شوارع المدن ، إعادة إنتشارها داخل قواعد أمريكية تم بناؤها وأعدادها على الأرض العراقية شاء من شاء وأبى من أبى !!
هل قصد المالكي بتصريحه الذي أتى بعد فوز قائمته في إنتخابات المجالس المحلية للمحافظات ، إظهار نفسه أمام ناخبيه بأنه الرجل الأول والقوي والذي لاتهزه أمريكا ولاغيرها لكي يعد نفسه وفي حملة إنتخابية مبكرة للإنتخابات العامة ..؟
هل هو سيناريو متفق عليه ..؟
أم هل هو عمل إستباقي لزيارة متقي وتصريح الأخير بعد ذلك ..؟
كل ذلك ممكن سواء قبله العقل أم لم يقبله ، فالأمور لم تعد تقيّم بمقياس العقل فقط .!
وصل منوشهر متقي ، وزير الخارجية الإيراني الى بغداد بعد أن غادرها ساركوزي على أساس دعوة لدراسة العرض الفرنسي الذي طرحه ساركوزي في بغداد وذلك في الرغبة بإجراء حوار سياسي أمريكي ـ إيراني على أرض العراق .
التصريح الكبير هذه المرة أتى من متقي : ( الحوار الأمريكي ـ الإيراني لم يعد ضرورياً بشأن العراق بعد " تحسن " الوضع الأمني ) . ( الظروف الجديدة هي ظروف مختلفة تماماً فقد تحسن الوضع الأمني وذلك بسبب تولي الحكومة العراقية المسؤولية الأمنية ! ) . ( المحادثات الأمريكية ـ الإيرانية في السابق تمت بناء على رغبة الحكومة العراقية في عقدها وقد تمت لمصلحة العراق ! )
لقد حاول متقي بتصريحه تثبيت محورين أساسيين ، الأول عدم إكتراث إيران للحوار مع أميركا إلا من أجل العراق ، وهذا قد مضى أوانه !!
والثاني ، أن الوضع الأمني العراقي قد تحسن بفضل جهود الحكومة العراقية !
وبقراءة لما بين السطور في تصريحي المالكي ومتقي ، نرى إلتقائهما في محاولة التقليل من الدور الأمريكي .
وهذا أيضاً ممكن .. بترك العقل والمنطق جانباً .
بعد التصريحين .. وبشكل مفاجئ .. تراجع الموقف الأمني المستقر نسبيا ، وخصوصاً في العاصمة بغداد ، والذي إعتمد عليه متقي واتخذه ذريعة في عدم وجود ضرورة للحوار مع أمريكا ، لتظهر السيارات المفخخة من جديد ، ويسقط عشرات الضحايا في مناطق مختلفة من بغداد معظمهم من المدنيين وبعض قوات الأمن العراقية !!
فهل أن الفاعل أمريكي .. في دغدغة لفكر المالكي ولوي ذراعه ..؟
أم أن الفاعل إيراني وبدهاء معروف وضد المالكي أيضاً ولصالح الخاسر الأكبر في الإنتخابات ، حليف إيران الأول ، المجلس الإعلى الإسلامي بقيادة آل الحكيم ..؟ سيما وأن المالكي بدأ يعمل من أجل إئتلاف جديد مع الصدريين والفضيلة !!
مهما يكن الدافع .. ومَن يكمن وراءه ، علينا أن نأخذ بالحسابات السياسية أمران بدءا يطفوان على السطح :
الأول : الحديث عن تحالف غريب وغيرمسبوق بين القائمة العراقية ( أياد علاوي ) ، وبين المجلس الأعلى بعد إجتماع علاوي والحكيم !! وعلاوي قد سجل إنتصارات إنتخابية جديدة في بعض المناطق ( السنية ) كصلاح الدين !! ويكاد يكون في المرتبة الثانية بعد قائمة المالكي في مناطق أخرى !
الثاني : أن أميركا لاتسعى يقيناً الى نظام ديمقراطي حقيقي في العراق ، لأن في ذلك إسقاط لدورها .. بل هي تسعى حقيقة الى خلق نظام ( ديكتاتورية الدولة ) التابعة للسياسة الأمريكية وبرداء ديمقراطي .. كما فعلت في مصر والعديد من الأنظمة العربية !
والسؤال هو .. من سيكون رجل أميركا المقبل في العراق ..؟
هل هو المالكي الذي دفعته الإنتخابات المحلية الى الصورة تحت مسمى دولة القانون .. ؟
أم علاوي الذي كسب تعاطف السنة واقترب من التوافق وهو يجلس الآن على مائدة الحكيم ، رجل إيران والخاسر في الإنتخابات والذي تصدع إئتلافه مع المالكي .. فتستطيع أميركا من خلال إئتلافه المتوقع مع الحكيم فتح ملف الدبلوماسية مع إيران والذي أشار اليه أوباما مؤخراً ..؟
إنه مجرد سؤال في هذه المرحلة .. والبقاء الأخيرلاشك سيكون من حصة ( الديكتاتور الديمقراطي ) الأقوى وباتفاق امريكي ـ إيراني ..!
لقد رحل بوش .. وقد يرحل نجاد !
وخاتمي قد رشح نفسه للرئاسة الإيرانية ..
وعلاوي يبدو الحصان الذي يستحق الرهان عليه في الإنتخابات القادمة ..!!
lalhamdani@rocketmail.com
No comments:
Post a Comment