Monday, April 20, 2009

أليس فيكم رجلٌ رشيد ..؟

أليس فيكم رجلٌ رشيد ..؟

كتابات : علي الحمـداني

لاندري لماذا لاتصدر التصريحات الثقيلة عن المسؤولين والسياسيين العراقيين في الحكومة إلا بعد أن يقوموا بزيارة المرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني في مقره في مدينة النجف ..؟

ولا ندري لماذا اجمع كافة المسؤولين والسياسيين العراقيين في الحكومة على هذا الأمر وبمختلف إتجاهاتهم ومذاهبهم وإنتماءاتهم .. الشيعي المتدين ، والشيعي العلماني .. والسني .. والكردي .. ؟!

نعم نحن نعلم أنهم جميعاً قد أتوا الى العراق بقطار واحد يقوده أمريكي ، ويوجهه إيراني .!
ولست هنا أتجنى عليهم ، أو أطلق التهم جزافاً .. لأن هذا كان هو الواقع الذي عرفه العراقيون بعضهم منذ البداية وبعضهم بعد حين .. وهذا هو الواقع الذي أعلنه صراحةً في كانون الثاني 2005 السيد محمد أبطحي ورئيسه رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية آنذاك السيد محمد خاتمي ، حين ذكّر البيت الأبيض بحقيقة أنه لولا إيران لما تمكنت أمريكا من إحتلال العراق .. وهذا صحيح .
فهل ياترى تضمنت إتفاقية المساعدة الإيرانية للولايات المتحدة لإسقاط صدام ونظامه ، أن يكون مرجع إيران الديني المنصّب في النجف هو ( الولي الفقيه ) في النظام العراقي الجديد ..؟؟

وهل فهم مثلاً الساسة العراقيون الجدد وبمختلف أطيافهم وإنتماءاتهم ذلك الشرط ، وأذعنوا له مادام هو الطريق الموصل الى الكرسي والإحتفاظ به .؟
فأصبحت زيارات السيد السيستاني المعلنة على الناس تتم قبل وبعد كل خطوة على صعيد السياسة العراقية ..؟

عند إعداد الدستور .. وبعده .!
قبل الإنتخابات .. وبعدها .!
قبل الحملات العسكرية .. وبعدها .!
قبل المعاهدة مع الأمريكان .. وبعدها .!
قبل إعلان التحالفات والإئتلافات .. وبعدها .!
قبل إتخاذ سياسة الأمن والدفاع .. وبعدها .!
وحتى فيما يخص قانون النفط .. وإعلان السياسة والإتفاقيات النفطية .. وبعدها .!

الموضوع شمل الجميع وبدون إستثناء ..
رئيس الجمهورية !
رؤساء الوزارات !
رؤساء الأحزاب والكتل السياسية بمن فيهم الهاشمي رئيس الحزب الإسلامي !
الوزراء والخبراء !
العسكريين والمدنيين !
المعممين .. والعلمانيين !

أليس هذا غريباً ..؟
ألم يسأل أحد لماذا لايخرج قرار سياسي أو إقتصادي أو أمني مهم .. إلا من بيت السيد السيستاني ..؟

ماهو دور مجلسنا النيابي المنتخب (!!) ولمن يعمل ياترى ..؟
نحن نرى ونسمع مايدور بداخله بالقدر الذي تسمح لنا بذلك الكاميرات التلفزيونية .. ولكننا نعلم أن قرارات معينة مهمة قد أخذت أشهراً دون البت فيها وبعضها لايزال معلق .. وآخرها إنتخاب رئيس للمجلس نفسه ..!!
هل هو مجرد منتدى خطابي ، وتجمع طوائف وأديان وقوميات ( متصارعة متآخية ) ليستهلك نهاية كل شهر المليارات من أموال العراق ..؟!

ثم ماهو دور الوزارات ..؟ هل يفترض أن يكون إدارياً فقط ..؟ أي وزارات ( نعم سيدي ) و ( تؤمر مولانا ) !!

أين هي الدكتورة نوال السامرائي وزيرة المرأة ..؟ لقد وقفت بشجاعة لترفض قانون الإنتخابات .. وتكلمت بشجاعة عن وضع المرأة العراقية المزري فاختفت ( ديمقراطياً ) .. ويقال أن جوازات سفرها وعائلتها قد سحبت منها ..!!

ثم يقف السيد المالكي ليعلن لنا بعد الإنتخابات المحلية أن مبدأ الإئتلافات سيكون قائماً وضرورياً .. ويفتح مظلته ليدخل تحتها ( الحلفاء الأعداء ) بالأمس .. الصدريون والفضيلة .. ومن شاء ..!

ويقف السيد أياد علاوي ليعلن عن إئتلاف ( مسخ ) مع المجلس الأعلى ..
العلماني والبعثي السابق والدكتور وعدو الإئتلاف الشيعي السابق قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة .. يقف مع المعمم الإيراني اللطام البكّاء الذي كان معه في حرب بلا هوادة ..!
ثم يصرح علاوي : ( عندما كنت مع السيد عبد العزيز الحكيم قبل أيام لم ألمس منه روحية تكوين محور ضد محور آخر وكذلك نحن وإنما هناك مشاريع وطروحات تتعلق بسلامة العراق والشعب العراقي ... ( .!! )
أين هو المنطق في كل ذلك ..؟ ومن يظن هؤلاء أنهم يخاطبون ..؟ والى أين يريد هؤلاء أن يسيروا بالعراق وشعبه ..؟

صراع بين أجنحة الحزب الواحد .. وصراع بين حزب وآخر .. ثم تحالفات وإئتلافات بين هذا وذاك ..!!

واليوم يخرج علينا السيد عادل عبد المهدي المنتفكي ، نائب رئيس الجمهورية والذي أصبح قيادياً في المجلس الأعلى الإسلامي بعد رحلة عمر سياسية مضنية شملت المَلكية منذ أن كان طالباً في كلية بغداد الخاصة ووالده رحمه الله عضو في البرلمان العراقي في العهد الملكي .. ثم قومياً .. ثم شيوعيا ماوياً .. وانتهى به المطاف إسلامياً تنبض شرايينه من قلب قم ..!

يقول السيد عبد المهدي ، الذي إشترى مؤخراً ، " وهي أحدث صفقاته " بعد مزرعة كروم وخمور فرنسا ، قطعة أرض واسعة وبستان في ضواحي بيروت لبناء فيلا لإبنته ، وذلك بتوسيط صديقه التاجر اللبناني المقيم في لندن ( أبو أحمد ) .. ولاأشك أنه يعرف جيداً مَن أقصد ، ومتى تم ذلك .. وتفاصيل الإستثمار الأخير وبالأرقام والعنوان إن شاء .. وليكذّبني إن إستطاع ..!

يقول ، في آخر تصريح ( طازة ) .. ( إن المجلس الأعلى منفتح على الجميع ولا يوجد لديه خط أحمر في تحالفاته ..) وأعتقده يقصد بذلك التحالف المرتقب مع علاوي ..!
ويضيف : ( لاوجود لأية نية لدينا لرفع الثقة عن حكومة المالكي ..! ) وكأني هنا بلسان حاله يردد ( يكاد المذنب أن يقول خذوني ..!! )

هذا ليس مهماً .. المهم هو أن تأتي هذه التصريحات بعد أن قام السيد عادل عبد المهدي أيضاً ( بزيارة ) لآية الله السيد علي السيستاني ..!! والتي وصفها لنا ( أن اللقاء بالسيد السيستاني كان مثمراً جداً وكان مهماً واستفدنا كثيراً من سماحته ، وقد تضمن اللقاء إستعراض النجاح في العملية الإنتخابية " لاحظ كلمة النجاح !! " والآثار الجيدة التي ستحققها سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي ، وتم التطرق الى طريقة معالجة الكثير من الشؤون الإقتصادية والخدمية التي تهم المواطنين )
ولاندري هل تم الحديث بالفارسية أم العربية أم من خلال مترجم ..؟؟

وللمرة الأولى ، يستخدم السيد عبد المهدي مصطلح ( تيار شهيد المحراب ) كناية عن المجلس الأعلى الإسلامي .. وقد علمنا عمق الإنتكاسة التي تعرضت لها قائمة ( شهيد المحراب ) في إنتخابات المجالس المحلية الأخيرة .. (!! )
فهل تأتي التسمية هنا عفوية ياترى ..؟

هل كل مايتم ويحاك له بليل ، يأتي من فراغ ..؟
أعود فأقول : ( أليس فيكم رجل رشيد )

lalhamdani@rocketmail.com

www.alialhamdani.blogspot.com


No comments: