قصور النظر والغباء في التحليل السياسي .. ولاعجب !!
علي الحمـــداني
قبل أن أبدأ في كتابة بضع سطور في الرد على المقال ( السياسي ) الذي ظهر على صحيفة الوطن الكويتية في 12/4 الحالي .. وهو لايحتاج في الرد عليه ، لامن حيث المضمون ولا من حيث الموضوع أكثر من سطور قليلة .. أنقل للقارئ الكريم أدناه نص المقال الذي لم يذيل بإسم كاتبه ويبدو لي أنه رأي رئاسة تحرير الصحيفة التي تصدر في جارة الشر الجنوبية !!
لماذا لا تنفتح الكويت على أكراد العراق..؟!
جريدة (الوطن) الكويتية
12/4
في احدث تصريح صحافي له قال سفير الكويت لدى بغداد الفريق الركن المتقاعد علي المؤمن: ان المسائل العالقة بين البلدين محلولة، فقط بانتظار التنفيذ، ولكن ما لم يقله السفير المؤمن ان تأخر التنفيذ يعود الى بغداد التي تحاول التهرب حيناً والمماطلة والتسويف حينا آخر، وما لم يقله المؤمن ايضا: لا نية لدى بغداد بتسوية المسائل العالقة وانما هدفها الانفراد بالكويت والعودة بالقضايا العالقة والمنتهية ايضا الى نقطة الصفر، وكأن ما حدث، لم يحدث وان المسؤولين هناك في بغداد ما زالوا يعيشون في الماضي وان ما حدث هو تغيير في الاشخاص لا تغيير في العقول، فنوري المالكي الذي خرج من جلباب البعث ودخل عباءة حزب الدعوة، لا يبدو أن نواياه تختلف حيال الكويت عن صدام حسين ولا عن عبدالكريم قاسم ولا عن نوري السعيد ولا عن ياسين الهاشمي ولا عن الملك غازي ولا عن فاضل الجمالي ولا عن توفيق السويدي. بغداد.. وان اختلف الانتاج لكن تبقى الماركة واحدة..!!نوري المالكي رئيس الوزراء، هو نوري المالكي عضو البرلمان الذي انتقد قرار ترسيم الحدود الكويتية العراقية من قبل مجلس الامن ناعتا القرار بالظلم الذي طال العراق، ونوري المالكي رئيس الوزراء هو الذي، في تصريح خلا من الدبلوماسية والكياسة، قال يقدم العراق الاولوية لدولة الامارات على الكويت في العلاقات الاقتصادية، وكانه اراد بذلك ان يغيظ الكويت ويستثيرها على الاخوة الامارتيين..!!لقد توافد على الكويت منذ سقوط النظام السابق العديد من المسؤولين العراقيين، سياسيين ودبلوماسيين وعسكريين، كذلك استقبلت الكويت وفودا من وزارتي الخارجية والداخلية العراقيتين ووفوداً من البرلمان العراقي ووزراء في الحكومة العراقية، وكان الغرض المعلن في تلك الزيارات هو بغية التشاور حيال المشاكل العالقة وايجاد الحلول المناسبة في شأنها، وكان المؤمل ان تلك المسائل، مايسمى بالعالقة، اخوتنا العراقيون جادون في حلها، غير انه كلما انهى وقد عراقي زيارته للكويت وعاد في طريقه الى بغداد حدثت مشاكل على الحدود، وهنا نسأل من الذي لا يريد طي صفحة الماضي، وفتح صفحة جديدة من العلاقة الطيبة والاخوية بين البلدين..؟!أغلب الظن، لن تحل المسائل العالقة في المنظور القريب فنوايا المسؤولين العراقيين لا تبدو انها جادة، بدليل طلبهم من مجلس الامن نقل ملف المسائل العالقة بين البلدين من ادراج مجلس الامن الى الاطار الثنائي، وهذا معناه عمليا ان ينفرد العراق بالكويت بعيدا عن اطار القرارات الدولية. وهو ما يعني العودة الى المربع الاول، وفرض الشروط والابتزازات والبلطجة. علينا الا نصدق ان العراق عازم على اطفاء المسائل العالقة مع الكويت، والالتزام بالقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن ابان الغزو الغاشم..!! بغداد تساوم على تعيين سفير لها في الكويت..!!ان غياب الكويت عن الساحة العراقية لا ريب كان فرصة لان يبني الآخرون قواعد من المصالح التي ستخيفهم دخول الكويت مجددا الى هناك. ما تحتاج اليه الكويت هو ان تستعيد مكانتها التقليدية والتاريخية في الساحة العراقية، واذا كانت بغداد تمانع فلا مناص غير القفز الى اصدقائنا في الشمال الى الاخوة الاكراد الذين لم يقصروا ووقفوا الى جانبنا وآزرونا في كل المحن التي جلبتها لنا بغداد.الاخوة الاكراد كانوا خير معين لنا وتاريخهم يشهد بذلك. فابان مطالبة عبدالكريم قاسم بضم الكويت للعراق، حرك الزعيم الوطني الملا مصطفى البرزاني قواته في الشمال بغية اشغال الجيش العراقي عن التوجه ناحية الكويت. وفي احداث 1990 كان دورهم مشهودا. ان المحن التي جمعتنا نحن والاخوة اكراد العراق هي التي قربتنا، وعلينا ان نقدر اهمية هذه العلاقة لا سيما في الظرف الراهن الذي فتح فيه الاقليم ذراعيه للاستثمارات الكويتية.لقد زار رئيس اقليم كردستان العراق السيد مسعود البرزاني الكويت زيارات رسمية عدة مرات، وهي زيارات لا شك تعكس عمق العلاقة التي ربطت الكويت بالاكراد، وما ينبغي تأكيده لا سيما من الكويت هو ترسيخ هذه العلاقة والا نتحرج من مواقف بغداد، بل المطلوب جعل العلاقة رسالة للتعبير عن يأس الكويت ازاء مماطلات بغداد.
ـ إنتهى مقال جريدة الوطن الكويتية ـ
قبل كل شيئ فأنا لست أقف في صف نوري المالكي ولا أقف في صف أي مسؤول سياسي عراقي يعمل في ظل الإحتلال الأجنبي لوطني العراق . كتاباتي وطروحاتي التي تجاوزت 150 مقالاً خلال فترة الثلاث أو الأربع سنوات الأخيرة تشهد لي على ذلك ، كما تشهد لي أيضاً على الدور المخزي والمشين واللاأخلاقي الذي لعبه بعض جيران العراق في تدمير العراق وعلى رأس هؤلاء منذ اليوم الأول للإحتلال هي الكويت ، ولمن شاء الرجوع الى بعض هذه المقالات فسيجد صحة ماأقول ويمكنه الإطلاع عليها على موقع أرشيف مقالاتي :
www.alialhamdani.blogspot.com
ـ الحكومة الكويتية لعبت دورها الذي رسمته لها الدوائر الأمريكية والصهيونية ومنذ اليوم الأول في بداية الثمانينات من القرن الماضي وبكل همة وجدارة ولا غرابة في ذلك فهي أولاً وأخيراً تريد أن تكون ( دولة ) وهي تعلم علم اليقين ، ليس من نافلة القول ، بل من الحقائق التاريخية والوثائق الدولية أنها إمتداد لمحافظة البصرة العراقية .. تم فصلها وتأسيس المشيخة فيها ، كما تم فصل عربستان من نفس الأرض من قبل البريطانيين بسبب وجود النفط فيهما تطبيقاً للمثل الإنكليزي ( لاتضع كل البيض في سلة واحدة ) .. ولا شك أنها وجهة نظر صحيحة أثبتت صحتها الأحداث السياسية اللاحقة فقد كان المصدر النفطي عند تفجر الأزمات السياسية وتغير النظم ، موجود ومتوفر دائماً من نفس البقعة التي تم تقسيمها بين ثلاث دول !
ـ أطلق الكويتيون على صدام حسين في الثمانينات وخلال حربه مع إيران ، والتي لعبت الكويت وجيرانها خلالها دوراً فاعلاً في صب الزيت على النار ، مصطلح
( شيخ العرب ) ! أم تراهم قد نسوا ذلك أيضاً ..؟؟
ـ سافر أمير الكويت الراحل الى بغداد ضيفاً على صدام حسين الذي منحه قلادة الرافدين والسيف المذهب ومفتاح بغداد ، ولم يكن يدور في خلد الأخير أن الأمير وحكومته مقبلة على لعب دورها الجديد بفترة وجيزة بعد ذلك !
ـ لعبت الكويت الصفحة الثانية من دورها المرسوم لها بعد إنتهاء تلك الحرب بتخفيض أسعار النفط ووضع الضغوط على العراق فيما يتعلق (بديونها) عليه ، في نفس الوقت التي أعطت فيه الولايات المتحدة الضوء الأخضر لصدام عن طريق سفيرتها في بغداد ( إبرل ) بإمكانية إحتلال شمال الكويت ومنابع النفط هناك . الحكومة الكويتية كانت تعلم ذلك وتعلم ماسيحدث بعد ذلك .!
ـ تم تحقيق ذلك ، واحتل صدام حسين الكويت في آب / أغسطس من عام 1990 ، وقد كان كل شيئ مهيئ مسبقاً لنقل العائلة الحاكمة الكويتية سالمةً الى السعودية . وتم ضرب العراق وأعيد الحكام الكويتيون بقيادة جورج هيربرت بوش ( الأب ) ونقلت لنا الصور في وسائل الإعلام كيف إحتفل بعض الكويتيون بهذا النصر المبين وهم يقبّلون الأعلام الأمريكية والإسرائيلية !
ـ تم إدخال العراق تحت الحصار الإقتصادي والسياسي من البر والبحر والجو ، تمهيداً لإسقاط الحكم لاحقاً .. وفي تلك الفترة بدأت الكويت تلعب دور اللص مع العراق عن طريق إقتطاع أجزاء من أراضيه .. وسرقة نفطه من حقول الرميلة بمد الأنابيب الأفقية والمائلة ونصب المضخات لسحب النفط ولم يكن ذلك بالطبع من نتاج العقل الكويتي ! ولم يكن ليحدث بدون الحصول على الموافقات الأصولية من أولي الأمر في واشنطن !
ـ إنطلقت قوات الغزو الأجنبية للعراق من أرض الكويت تحديداً .. ويكفي الأتراك شرفاً ورجولة وإستقلالية ، أن رفضوا أن تنطلق تلك القوات من أراضيهم أو من قاعدة إنجليك العسكرية الأمريكية على الأرض التركية .. وكان ذلك قرار برلمان حر لدولة مستقلة ذات تاريخ مجيد .
ـ في نفس تلك الفترة الصعبة على شعب العراق وهو يقدم أطفاله ضحايا للجوع والمرض ، كانت القيادات الكردية التي يمجدها ويستشهد بها المقال تعمل في نخر العراق والتآمر عليه من شماله ، كما كانت تعمل الكويت من جنوبه ، وإيران من شرقه .. فالتقى الأحبة ، ولاعجب أن يطالب كاتب المقال الآن بمد اليد لمسعود البرزاني ( خير معين ) ومَن فتح ذراعيه ( للإستثمارات الكويتية ) وزارها مرات عدة . ولاأعتقد أن الكاتب المحترم سيدعو الى نفس الموقف مع الحكومة الإيرانية ، الشريك في المؤامرة ، لأنه يعلم أن الفك الإيراني مفتوح لابتلاع الكويت عندما يحين الوقت !!
ـ لاندري كيف خرج المالكي ( من عباءة البعث الى عباءة حزب الدعوة ) ليقف نفس الموقف من الكويت .. إن كان قد فعل ذلك مع الكويت فأنا أشد على يده .. وإن كان قد فضّل في تعامله دولة الإمارات على الكويت ، فنعم القرار ، ومَن يجهل المقارنة بين الكويت والإمارات حتى بين شعوب دول الخليج نفسها .. ؟ شيوخ الإمارات العربية المتحدة قد عرفناهم وعرفتموهم بالحكمة والنظرة الثاقبة والإعتدال السياسي . دولة ناهضة ، وشعب بلا (بدون) !!! .. ثم لاتنسى أيها الكاتب الفاضل ، أن مستثمريهم قد سبقوكم أيضاً في الإستثمار في شمال العراق ولم يقدموا من أجل ذلك على التملق والتودد للأكراد ورئيس الإقليم مسعود البرزاني ..!! وليس للمالكي يد في جلب الإستثمارات الإماراتية تلك لامن قريب ولا من بعيد .
ـ أحد النصوص في المقال ، كما يلاحظ يقول في شطحة غريبة ، وما أكثرها : ( ما تحتاج اليه الكويت هو أن تستعيد مكانتها التقليدية والتاريخية في الساحة العراقية ، وإذا كانت بغداد تمانع فلا مناص غير القفز الى أصدقائنا في الشمال الى الإخوة الأكراد الذين لم يقصروا ووقفوا الى جانبنا وآزرونا في كل المحن التي جلبتها لنا بغداد )
أقفزوا ، عزيزي الكاتب ، فللقفز أبطاله الذين يجيدونه !!! ثم أي تاريخ وأي مكانة تتحدث عنها للكويت في العراق ..؟
ـ وأخيراً ، وربما ليس آخراً ، وأنت تستعرض شخصيات العراق السياسية ، التي يشيد بها ويشهد لها أعداؤها قبل أصدقاؤها ، وتصفهم بتغير الشخصيات وليس العقول أقول .. أسفاً على زمان تقيّم فيه (الوطن) الكويتية ، نوري السعيد ، وياسين الهاشمي ، والملك غازي ، وعبد الكريم قاسم ، وفاضل الجمالي ، وتوفيق السويدي .. وكل السلسلة الطويلة من رجالات الدولة والسياسة بناة العراق وأحفاد تاريخه الناصع الشامخ في وقت كان يتغذى الآخرون على جرابيع الصحراء وجرادها عند طلب الحصول على وجبة دسمة !
وفي النهاية ، أيها الكاتب المحترم في جريدة الصباح ، أود أن أقدم لكم هذه الهدية المتواضعة من كاتب كويتي هو الأستاذ سعد العجمي ، وفيها ماقلّ ودلَّ ...!
إما أن الكويت ليست دولة... وإما أننا حرامية ؟!
سعد العجمي، مراسل قناة العربية في الكويت
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ مسلسل انقطاع التيار الكهربائي عن مناطقها مازال متواصلاً.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ أرقام مَن ينتظرون الحصول على سكن حكومي يقترب من مئة ألف طلب.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ يتلقى مواطنوها العلاج في دول مجاورة، هرباً من تردي حال مستشفياتها.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ ازدحام شوارعها يشبه بوابات استاد القاهرة قبيل مباراة الأهلي والزمالك.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ لا يوجد بيت إلا وفيه عاطل، أو أكثر، عن العمل.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً، خطوطها الجوية باتت أسوأ حالاً من نظيرتها اليمنية والسودانية.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ أغلب وزاراتها ومرافقها الحكومية مستأجر.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ توزع الهبات يمنة ويسرة، وتبخل على مواطنيها بخمسين ديناراً.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ تعجز عن سداد مستحقات علاج مواطنيها في المستشفيات السعودية.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ يعلن وزير تجارتها محاربة الغلاء، فيخفِّض أسعار «الهريس والجريش».
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ افترش بعض طلبتها الأرض العام الماضي، لعدم توافر مقاعد دراسية لهم.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ لم تستضف حدثاً رياضياً أو سياسياً كبيراً منذ عقود.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ الاضرابات العمالية فيها أصبحت أكثر من الهمّ على القلب.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ أكثر من 95% من مواطنيها مطلوبون للبنوك!
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ لا يلفت نظرك أثناء التجول في مناطقها أي مشروع تنموي عملاق يشيد.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ البنية التحتية لمنشآتها النفطية «مهترئة» وتنذر بكارثة ستقع يوماً ما.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ مطارها يشبه «إحدى» الصالات المخصصة لعمال النظافة في مطار دبي.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ مدينة «حريرها» «المزعومة» لا وجود لها إلا على «الخرائط» فقط.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ لم تنشئ محطة إخبارية تتبنى خطابها السياسي في إقليم مضطرب.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ لا يوجد فيها إلا محطة تحلية مياه واحدة.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ صادر بحق 100 ألف من مواطنيها أوامر ضبط وإحضار بسبب الديون.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ تفتقر إلى مدينة طبية تعيد الكويتيين المشتتين في رحلات العلاج الخارجية.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ مناقصاتها أصبحت حكراً على شركة واحدة، من رصف الشوارع إلى أكبر المناقصات النفطية.
بعد هذه الحقائق المُرّة على القلب واللسان والعين …
أعتقد أننا، إما أننا لسنا في دولة، وإما أن كثيراً منا - كباراً وصغاراً- «حرامية»!
lalhamdani@rocketmail.com
علي الحمـــداني
قبل أن أبدأ في كتابة بضع سطور في الرد على المقال ( السياسي ) الذي ظهر على صحيفة الوطن الكويتية في 12/4 الحالي .. وهو لايحتاج في الرد عليه ، لامن حيث المضمون ولا من حيث الموضوع أكثر من سطور قليلة .. أنقل للقارئ الكريم أدناه نص المقال الذي لم يذيل بإسم كاتبه ويبدو لي أنه رأي رئاسة تحرير الصحيفة التي تصدر في جارة الشر الجنوبية !!
لماذا لا تنفتح الكويت على أكراد العراق..؟!
جريدة (الوطن) الكويتية
12/4
في احدث تصريح صحافي له قال سفير الكويت لدى بغداد الفريق الركن المتقاعد علي المؤمن: ان المسائل العالقة بين البلدين محلولة، فقط بانتظار التنفيذ، ولكن ما لم يقله السفير المؤمن ان تأخر التنفيذ يعود الى بغداد التي تحاول التهرب حيناً والمماطلة والتسويف حينا آخر، وما لم يقله المؤمن ايضا: لا نية لدى بغداد بتسوية المسائل العالقة وانما هدفها الانفراد بالكويت والعودة بالقضايا العالقة والمنتهية ايضا الى نقطة الصفر، وكأن ما حدث، لم يحدث وان المسؤولين هناك في بغداد ما زالوا يعيشون في الماضي وان ما حدث هو تغيير في الاشخاص لا تغيير في العقول، فنوري المالكي الذي خرج من جلباب البعث ودخل عباءة حزب الدعوة، لا يبدو أن نواياه تختلف حيال الكويت عن صدام حسين ولا عن عبدالكريم قاسم ولا عن نوري السعيد ولا عن ياسين الهاشمي ولا عن الملك غازي ولا عن فاضل الجمالي ولا عن توفيق السويدي. بغداد.. وان اختلف الانتاج لكن تبقى الماركة واحدة..!!نوري المالكي رئيس الوزراء، هو نوري المالكي عضو البرلمان الذي انتقد قرار ترسيم الحدود الكويتية العراقية من قبل مجلس الامن ناعتا القرار بالظلم الذي طال العراق، ونوري المالكي رئيس الوزراء هو الذي، في تصريح خلا من الدبلوماسية والكياسة، قال يقدم العراق الاولوية لدولة الامارات على الكويت في العلاقات الاقتصادية، وكانه اراد بذلك ان يغيظ الكويت ويستثيرها على الاخوة الامارتيين..!!لقد توافد على الكويت منذ سقوط النظام السابق العديد من المسؤولين العراقيين، سياسيين ودبلوماسيين وعسكريين، كذلك استقبلت الكويت وفودا من وزارتي الخارجية والداخلية العراقيتين ووفوداً من البرلمان العراقي ووزراء في الحكومة العراقية، وكان الغرض المعلن في تلك الزيارات هو بغية التشاور حيال المشاكل العالقة وايجاد الحلول المناسبة في شأنها، وكان المؤمل ان تلك المسائل، مايسمى بالعالقة، اخوتنا العراقيون جادون في حلها، غير انه كلما انهى وقد عراقي زيارته للكويت وعاد في طريقه الى بغداد حدثت مشاكل على الحدود، وهنا نسأل من الذي لا يريد طي صفحة الماضي، وفتح صفحة جديدة من العلاقة الطيبة والاخوية بين البلدين..؟!أغلب الظن، لن تحل المسائل العالقة في المنظور القريب فنوايا المسؤولين العراقيين لا تبدو انها جادة، بدليل طلبهم من مجلس الامن نقل ملف المسائل العالقة بين البلدين من ادراج مجلس الامن الى الاطار الثنائي، وهذا معناه عمليا ان ينفرد العراق بالكويت بعيدا عن اطار القرارات الدولية. وهو ما يعني العودة الى المربع الاول، وفرض الشروط والابتزازات والبلطجة. علينا الا نصدق ان العراق عازم على اطفاء المسائل العالقة مع الكويت، والالتزام بالقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن ابان الغزو الغاشم..!! بغداد تساوم على تعيين سفير لها في الكويت..!!ان غياب الكويت عن الساحة العراقية لا ريب كان فرصة لان يبني الآخرون قواعد من المصالح التي ستخيفهم دخول الكويت مجددا الى هناك. ما تحتاج اليه الكويت هو ان تستعيد مكانتها التقليدية والتاريخية في الساحة العراقية، واذا كانت بغداد تمانع فلا مناص غير القفز الى اصدقائنا في الشمال الى الاخوة الاكراد الذين لم يقصروا ووقفوا الى جانبنا وآزرونا في كل المحن التي جلبتها لنا بغداد.الاخوة الاكراد كانوا خير معين لنا وتاريخهم يشهد بذلك. فابان مطالبة عبدالكريم قاسم بضم الكويت للعراق، حرك الزعيم الوطني الملا مصطفى البرزاني قواته في الشمال بغية اشغال الجيش العراقي عن التوجه ناحية الكويت. وفي احداث 1990 كان دورهم مشهودا. ان المحن التي جمعتنا نحن والاخوة اكراد العراق هي التي قربتنا، وعلينا ان نقدر اهمية هذه العلاقة لا سيما في الظرف الراهن الذي فتح فيه الاقليم ذراعيه للاستثمارات الكويتية.لقد زار رئيس اقليم كردستان العراق السيد مسعود البرزاني الكويت زيارات رسمية عدة مرات، وهي زيارات لا شك تعكس عمق العلاقة التي ربطت الكويت بالاكراد، وما ينبغي تأكيده لا سيما من الكويت هو ترسيخ هذه العلاقة والا نتحرج من مواقف بغداد، بل المطلوب جعل العلاقة رسالة للتعبير عن يأس الكويت ازاء مماطلات بغداد.
ـ إنتهى مقال جريدة الوطن الكويتية ـ
قبل كل شيئ فأنا لست أقف في صف نوري المالكي ولا أقف في صف أي مسؤول سياسي عراقي يعمل في ظل الإحتلال الأجنبي لوطني العراق . كتاباتي وطروحاتي التي تجاوزت 150 مقالاً خلال فترة الثلاث أو الأربع سنوات الأخيرة تشهد لي على ذلك ، كما تشهد لي أيضاً على الدور المخزي والمشين واللاأخلاقي الذي لعبه بعض جيران العراق في تدمير العراق وعلى رأس هؤلاء منذ اليوم الأول للإحتلال هي الكويت ، ولمن شاء الرجوع الى بعض هذه المقالات فسيجد صحة ماأقول ويمكنه الإطلاع عليها على موقع أرشيف مقالاتي :
www.alialhamdani.blogspot.com
ـ الحكومة الكويتية لعبت دورها الذي رسمته لها الدوائر الأمريكية والصهيونية ومنذ اليوم الأول في بداية الثمانينات من القرن الماضي وبكل همة وجدارة ولا غرابة في ذلك فهي أولاً وأخيراً تريد أن تكون ( دولة ) وهي تعلم علم اليقين ، ليس من نافلة القول ، بل من الحقائق التاريخية والوثائق الدولية أنها إمتداد لمحافظة البصرة العراقية .. تم فصلها وتأسيس المشيخة فيها ، كما تم فصل عربستان من نفس الأرض من قبل البريطانيين بسبب وجود النفط فيهما تطبيقاً للمثل الإنكليزي ( لاتضع كل البيض في سلة واحدة ) .. ولا شك أنها وجهة نظر صحيحة أثبتت صحتها الأحداث السياسية اللاحقة فقد كان المصدر النفطي عند تفجر الأزمات السياسية وتغير النظم ، موجود ومتوفر دائماً من نفس البقعة التي تم تقسيمها بين ثلاث دول !
ـ أطلق الكويتيون على صدام حسين في الثمانينات وخلال حربه مع إيران ، والتي لعبت الكويت وجيرانها خلالها دوراً فاعلاً في صب الزيت على النار ، مصطلح
( شيخ العرب ) ! أم تراهم قد نسوا ذلك أيضاً ..؟؟
ـ سافر أمير الكويت الراحل الى بغداد ضيفاً على صدام حسين الذي منحه قلادة الرافدين والسيف المذهب ومفتاح بغداد ، ولم يكن يدور في خلد الأخير أن الأمير وحكومته مقبلة على لعب دورها الجديد بفترة وجيزة بعد ذلك !
ـ لعبت الكويت الصفحة الثانية من دورها المرسوم لها بعد إنتهاء تلك الحرب بتخفيض أسعار النفط ووضع الضغوط على العراق فيما يتعلق (بديونها) عليه ، في نفس الوقت التي أعطت فيه الولايات المتحدة الضوء الأخضر لصدام عن طريق سفيرتها في بغداد ( إبرل ) بإمكانية إحتلال شمال الكويت ومنابع النفط هناك . الحكومة الكويتية كانت تعلم ذلك وتعلم ماسيحدث بعد ذلك .!
ـ تم تحقيق ذلك ، واحتل صدام حسين الكويت في آب / أغسطس من عام 1990 ، وقد كان كل شيئ مهيئ مسبقاً لنقل العائلة الحاكمة الكويتية سالمةً الى السعودية . وتم ضرب العراق وأعيد الحكام الكويتيون بقيادة جورج هيربرت بوش ( الأب ) ونقلت لنا الصور في وسائل الإعلام كيف إحتفل بعض الكويتيون بهذا النصر المبين وهم يقبّلون الأعلام الأمريكية والإسرائيلية !
ـ تم إدخال العراق تحت الحصار الإقتصادي والسياسي من البر والبحر والجو ، تمهيداً لإسقاط الحكم لاحقاً .. وفي تلك الفترة بدأت الكويت تلعب دور اللص مع العراق عن طريق إقتطاع أجزاء من أراضيه .. وسرقة نفطه من حقول الرميلة بمد الأنابيب الأفقية والمائلة ونصب المضخات لسحب النفط ولم يكن ذلك بالطبع من نتاج العقل الكويتي ! ولم يكن ليحدث بدون الحصول على الموافقات الأصولية من أولي الأمر في واشنطن !
ـ إنطلقت قوات الغزو الأجنبية للعراق من أرض الكويت تحديداً .. ويكفي الأتراك شرفاً ورجولة وإستقلالية ، أن رفضوا أن تنطلق تلك القوات من أراضيهم أو من قاعدة إنجليك العسكرية الأمريكية على الأرض التركية .. وكان ذلك قرار برلمان حر لدولة مستقلة ذات تاريخ مجيد .
ـ في نفس تلك الفترة الصعبة على شعب العراق وهو يقدم أطفاله ضحايا للجوع والمرض ، كانت القيادات الكردية التي يمجدها ويستشهد بها المقال تعمل في نخر العراق والتآمر عليه من شماله ، كما كانت تعمل الكويت من جنوبه ، وإيران من شرقه .. فالتقى الأحبة ، ولاعجب أن يطالب كاتب المقال الآن بمد اليد لمسعود البرزاني ( خير معين ) ومَن فتح ذراعيه ( للإستثمارات الكويتية ) وزارها مرات عدة . ولاأعتقد أن الكاتب المحترم سيدعو الى نفس الموقف مع الحكومة الإيرانية ، الشريك في المؤامرة ، لأنه يعلم أن الفك الإيراني مفتوح لابتلاع الكويت عندما يحين الوقت !!
ـ لاندري كيف خرج المالكي ( من عباءة البعث الى عباءة حزب الدعوة ) ليقف نفس الموقف من الكويت .. إن كان قد فعل ذلك مع الكويت فأنا أشد على يده .. وإن كان قد فضّل في تعامله دولة الإمارات على الكويت ، فنعم القرار ، ومَن يجهل المقارنة بين الكويت والإمارات حتى بين شعوب دول الخليج نفسها .. ؟ شيوخ الإمارات العربية المتحدة قد عرفناهم وعرفتموهم بالحكمة والنظرة الثاقبة والإعتدال السياسي . دولة ناهضة ، وشعب بلا (بدون) !!! .. ثم لاتنسى أيها الكاتب الفاضل ، أن مستثمريهم قد سبقوكم أيضاً في الإستثمار في شمال العراق ولم يقدموا من أجل ذلك على التملق والتودد للأكراد ورئيس الإقليم مسعود البرزاني ..!! وليس للمالكي يد في جلب الإستثمارات الإماراتية تلك لامن قريب ولا من بعيد .
ـ أحد النصوص في المقال ، كما يلاحظ يقول في شطحة غريبة ، وما أكثرها : ( ما تحتاج اليه الكويت هو أن تستعيد مكانتها التقليدية والتاريخية في الساحة العراقية ، وإذا كانت بغداد تمانع فلا مناص غير القفز الى أصدقائنا في الشمال الى الإخوة الأكراد الذين لم يقصروا ووقفوا الى جانبنا وآزرونا في كل المحن التي جلبتها لنا بغداد )
أقفزوا ، عزيزي الكاتب ، فللقفز أبطاله الذين يجيدونه !!! ثم أي تاريخ وأي مكانة تتحدث عنها للكويت في العراق ..؟
ـ وأخيراً ، وربما ليس آخراً ، وأنت تستعرض شخصيات العراق السياسية ، التي يشيد بها ويشهد لها أعداؤها قبل أصدقاؤها ، وتصفهم بتغير الشخصيات وليس العقول أقول .. أسفاً على زمان تقيّم فيه (الوطن) الكويتية ، نوري السعيد ، وياسين الهاشمي ، والملك غازي ، وعبد الكريم قاسم ، وفاضل الجمالي ، وتوفيق السويدي .. وكل السلسلة الطويلة من رجالات الدولة والسياسة بناة العراق وأحفاد تاريخه الناصع الشامخ في وقت كان يتغذى الآخرون على جرابيع الصحراء وجرادها عند طلب الحصول على وجبة دسمة !
وفي النهاية ، أيها الكاتب المحترم في جريدة الصباح ، أود أن أقدم لكم هذه الهدية المتواضعة من كاتب كويتي هو الأستاذ سعد العجمي ، وفيها ماقلّ ودلَّ ...!
إما أن الكويت ليست دولة... وإما أننا حرامية ؟!
سعد العجمي، مراسل قناة العربية في الكويت
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ مسلسل انقطاع التيار الكهربائي عن مناطقها مازال متواصلاً.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ أرقام مَن ينتظرون الحصول على سكن حكومي يقترب من مئة ألف طلب.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ يتلقى مواطنوها العلاج في دول مجاورة، هرباً من تردي حال مستشفياتها.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ ازدحام شوارعها يشبه بوابات استاد القاهرة قبيل مباراة الأهلي والزمالك.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ لا يوجد بيت إلا وفيه عاطل، أو أكثر، عن العمل.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً، خطوطها الجوية باتت أسوأ حالاً من نظيرتها اليمنية والسودانية.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ أغلب وزاراتها ومرافقها الحكومية مستأجر.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ توزع الهبات يمنة ويسرة، وتبخل على مواطنيها بخمسين ديناراً.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ تعجز عن سداد مستحقات علاج مواطنيها في المستشفيات السعودية.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ يعلن وزير تجارتها محاربة الغلاء، فيخفِّض أسعار «الهريس والجريش».
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ افترش بعض طلبتها الأرض العام الماضي، لعدم توافر مقاعد دراسية لهم.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ لم تستضف حدثاً رياضياً أو سياسياً كبيراً منذ عقود.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ الاضرابات العمالية فيها أصبحت أكثر من الهمّ على القلب.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ أكثر من 95% من مواطنيها مطلوبون للبنوك!
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ لا يلفت نظرك أثناء التجول في مناطقها أي مشروع تنموي عملاق يشيد.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ البنية التحتية لمنشآتها النفطية «مهترئة» وتنذر بكارثة ستقع يوماً ما.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ مطارها يشبه «إحدى» الصالات المخصصة لعمال النظافة في مطار دبي.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ مدينة «حريرها» «المزعومة» لا وجود لها إلا على «الخرائط» فقط.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ لم تنشئ محطة إخبارية تتبنى خطابها السياسي في إقليم مضطرب.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ لا يوجد فيها إلا محطة تحلية مياه واحدة.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ صادر بحق 100 ألف من مواطنيها أوامر ضبط وإحضار بسبب الديون.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ تفتقر إلى مدينة طبية تعيد الكويتيين المشتتين في رحلات العلاج الخارجية.
دولة ميزانيتها تسعة عشر ملياراً؛ مناقصاتها أصبحت حكراً على شركة واحدة، من رصف الشوارع إلى أكبر المناقصات النفطية.
بعد هذه الحقائق المُرّة على القلب واللسان والعين …
أعتقد أننا، إما أننا لسنا في دولة، وإما أن كثيراً منا - كباراً وصغاراً- «حرامية»!
lalhamdani@rocketmail.com
No comments:
Post a Comment