Wednesday, April 2, 2008

لكي لا ننسى ..! - 2

لكي لا ننسى ..!
القسم الثاني
علي الحمداني

ما أقدمه للقارئ العزيز في هذه الحلقات ، هو ليس من أفكاري أو جهدي الشخصي ، ولا فضل لقلمي فيما سأكتب .
إنه عبارة عن نقل وبتركيز لكتاب صدر قبل سنة ، في آذار 2007 . وقام بتأليفه مجموعة من الكتّاب والمفكرين العراقيين .

إسم الكتاب : ( العراق المغدور ـ نافذة على بعض ماأخذته يد النظام الإيراني الآثمة من العقول والكفاءات العراقية ـ )

إنها نافذة جديرة بالنظر منها على ماجرى ويجري للعراق الذي تم ذبحه بدم بارد من قبل الإحتلال الغربي ، والإحتلال الإيراني ، وأزلام وأذناب وعملاء الإحتلالين ممن يسمَون (حكومات عراقية )
إنها حقائق الماضي والحاضر .. لكي لاننسى في المستقبل ..
فيما يلي الحلقة الثانية :
-------------------------------------
-------------------------------------

الإرهاب هو الآلة الرئيسية لسياسة النظام الإيراني الخارجية :

" المسلمون مجموعة واحدة فيجب عليهم أن يعيشوا تحت خيمة حكومة واحدة ويجب أن تدار كل أرضهم بواسطة حكومة واحدة ليتحقق الدفاع عن كيان الإسلام وحماية مصالح المسلمين " .
( عن كتاب : نظرة الى السياسة الخارجية لجمهورية إيران الإسلامية . من إصدارات وزارة خارجية النظام الإيراني )

ـ المجلس الأعلى لأمن النظام الإيراني والخاضع لإشراف رئيس الجمهورية في النظام ، وهو المركز الرئيس لصنع القرار لتنفيذ العمليات الإرهابية خارج البلاد .

ـ لجنة خاصة في مكتب خامنئي تضم كلاً من وزارة المخابرات وقوة " القدس " التابعة لقوات الحرس الثوري ، ومقر " نصر " الإرهابي ، ومنظمة الثقافة والإتصالات الإسلامية ، ووزارة الخارجية ، ومؤسسة " المستضعفين " وقد أوكلت اليها مسؤولية تنفيذ العمليات الإرهابية .
ـ إن الإرهاب في نظام " ولاية الفقيه " ومكتبه ، مثلما هو القمع والكبت ، ليس موضوعاً يخدم جناحاً واحداً فقط وإنما خصوصية " تفوق الأجنحة " في السلطة برمتها .

ـ بعد موت خميني ، حاول النظام الإيراني أن يسد الفجوة الناجمة عن موته بواسطة تصعيد وتوسيع العمليات الهادفة الى تصدير الرجعية والإرهاب .

كتبت صحيفة " لوموند " في عددها الصادر يوم 16 كانون الثاني / يناير 2002 تقول " اليوم هناك إجماع بأن الإيرانيين ـ نظام الملالي ـ هم الآمرون بالإعتداءات التي تمت في باريس عام 1986 وأسفرت عن مقتل 11 شخصاً ، وإصابة 150 آخرين . "

إن وصول خميني الى السلطة عام 1979 ، يمثل بالتأكيد منعطفاً في تاريخ الإرهاب بإسم الإسلام ، فخميني كان يعمل على تصدير مايسمى الثورة ، وإحياء الخلافة العثمانية ، ولكن هذه المرة بإسمه وكما يروق له ولمعتقده ومن بلاد فارس . ولم يكن ذلك هو فقط فكرة وغاية ، وإنما برنامج وهدف .. وكل ماتلى ذلك من أحداث وتصريحات وخطط ، يصب في ذلك الإتجاه ، بما فيها الحرب مع العراق .!

العراق هو المرشح الأول لتصدير الثورة اليه :

لأسباب محددة للغاية إختار خميني العراق أول بلد لتصدير الثورة اليه ولإتخاذه بوابة لدخول العالمين الإسلامي والعربي . ففي يوم 13 نيسان / ابريل 1980 ، وفي لقاء له مع خميني ، طلب منه خليفته المنتظر آنذاك " منتظري " ، أن يتولى " قيادة ثورة العراق " ، وقال منتظري لخميني في ذلك اللقاء ( إن إخواننا العراقيون يراجعوننا بإستمرار ويقولون إننا نتوقع من سماحة الإمام خميني أن يتولى قيادة الثورة العراقية أيضاً كما قاد الثورة الإيرانية وكللها بالنصر ..)

فوجود الشيعة ، ومراقد أئمة أهل البيت عليهم السلام في العراق ، وحدود العراق الطويلة مع إيران ، كان قد جعل العراق مرشحاً مطلوباً لتصدير الثورة اليه ، خاصة وأن خميني وحاشيته كانوا قد عاشوا في العراق لمدة 12 عاماً .. ولهذا عيّن خميني سفيره في العراق المدعو " دعائي " ..
دعائي هذا كان مرافقاً لخميني خلال فترة إقامته في مدينة النجف .

إن تصريحات خميني النارية ، وتدخلاته في شؤون العراق عامي 1979 و1980 ، تسببت في إندلاع الحرب الفتاكة .. وبعد إندلاع الحرب ، نبذ خميني كل المجاملات وطرح شعاره المشهور : (فتح القدس يتم عن طريق كربلاء ) ! وبذلك زج بكل إمكانات البلد المادية والبشرية لخدمة هذه الحرب المدمرة .

( تعقيب : اليوم وقد تغيّر الوضع وكما أراد خميني ربما ، وأصبح العراق يحكم من قبل أعوان إيران وتلاميذ خميني وبإشراف السياسة الإيرانية وتوجيهها للسياسة العراقية .. وهي حقيقةٌ لم يعد بالإمكان نكرانها وحجبها والتضليل بشأنها . لقد خرجت من دائرة ( التقية ) الى نور الشمس ..!
السؤال هو كيف سيمر الطريق الى القدس من كربلاء .. والعراق قد أصبح مرتعاً لمكاتب ووكلاء المخابرات المركزية الأمريكية والمخابرات الإسرائيلية " الموساد " في ظل الحكومة العراقية ذات الولاء الإيراني وبمعرفتها ، ومعرفة الكل أن إيران هي السند القوي للنظام العراقي الجديد ..؟؟ )

لجنة العمليات الخاصة ( المكتب الخاص لخامنئي ) :

بعد موت خميني ، أصبحت جميع الأجهزة الإستخبارية والعسكرية والخاصة تتركز وتنتظم في مكتب خامنئي ، وقد تولى شخص خامنئي قيادة قوات الحرس والجيش ونظمها في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة ، ثم إستعاد من " رفسنجاني " منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة الذي كان خميني قد أوكله الى رفسنجاني .

في مكتب خامنئي هناك لجنة تسمى ( لجنة العمليات الخاصة ) وتسمى إختزالاً ( اللجنة الخاصة ) ،
يرأسها " محمد حجازي " .. وترتبط بها الأجهزة التالية :

ـ وزارة المخابرات : منذ تأسيسها كانت وزارة المخابرات المنفّذ الرئيسي للإغتيالات داخل وخارج إيران ، وكذلك عمليات القمع والتعذيب . تشلرك هذه الوزارة من جهة في جميع جلسات ( المجلس الأعلى للأمن القومي ) وإتخاذ قراراته .. وتنسق من جهة أخرى مع ( لجنة العمليات الخاصة ) في مكتب خامنئي ومع الأجهزة الأخرى في المكتب .

هناك ( مديرية الشؤون الداخلية ) ، أو مديرية الأمن .. ترتبط بهذه الوزارة .. وأحد الشخصيات الذي تولى رئاستها هو " سعيد إمامي " عندما كان " ري شهري " وزيراً للمخابرات في عهد رفسنجاني وذلك في الفترة التي تم فيها إغتيال كاظم رجوي ، ووضع خطة عملية تفجير في مرقد الإمام الرضا وقتل قساوسة مسيحيين .. وكل ذلك تم بالتنسيق مع مدير مكتب خامنئي واللجنة الخاصة : محمد حجازي .
وبإشراف الأخير أيضاً .. وضعت خطة إغتيال " مريم رجوي " أثناء تجمع خطابي في مدينة "دورتموند" الألمانية عام 1995 ، وحضر الى المانيا لهذا الغرض المدعو " تقوي " رئيس دائرة الإرهاب في وزارة المخابرات .. ولكن المؤامرة فشلت بعد أن تم كشفها من قبل " مجاهدي خلق " .

ـ قوة " قدس " : كانت مديرية الإستخبارات في قوات الحرس الثوري تتابع وتنفذ الأعمال الإرهابية منذ السنوات الأولى لتأسيس الحرس . وكان أول قائد لمخابرات الحرس " محسن رضائي " والذي خلفه لاحقاً " أحمد وحيدي " قائد مخابرات الحرس .

لقد أسست مخابرات الحرس عدداً كبيراً من المعسكرات لغرض تنظيم العمليات الإرهابية ومنها :
معسكر (بلال) مسؤول العمليات الإرهابية خارج البلاد بشكل عام .
معسكر ( رمضان ) مسؤول العمليات الإرهابية في العراق .
معسكر ( أنصار ) مسؤول العمليات الإرهابية في دول الجوار الإيرانية العربية وغير العربية .
والأخير هو من نفّذ الهجوم على مقرات مجاهدي خلق في مدينتي كراتشي وكويتا الباكستانيتين عام 1987 .

( تعقيب :لاحظ هنا أن معسكراً خاصاً قد تم إعداده للعراق فقط ، في حين تتولى المعسكرات الأخرى عدد من الدول في انشطتها ..! )
خامنئي ، هو من أسس قوة " قدس " عام 1990 .. وأوكل رئاستها الى " احمد وحيدي " قائد مخابرات الحرس ، الذي وصف القوة بالقول : ( إن هدفنا من إنشاء قوة قدس هو تأسيس الجيش الإسلامي الأممي ) .

( تعقيب : لاشك أننا الآن وبعد هذه السنوات على تأسيس قوة قدس ، نعلم وبشكل واضح ومعلن الدور الذي تقوم به في جنوب العراق خصوصاً البصرة ، وكذلك مكاتبها المنتشرة تحت أسماء ثقافية ودينية وخيرية في محافظات الجنوب وفي كربلاء .. وكذلك إنضواء عدد كبير من أفرادها الى المؤسسات الأمنية العراقية كالشرطة والأمن ، بعد تسهيل ذلك لهم من قبل المجلس الأعلى الإسلامي في العراق وحكومتي حزب الدعوة الأخيرتين برئاسة الجعفري والمالكي ..! )


يلي القسم الثالث
lalhamdani@yahoo.com
www.alialhamdani.blogspot.com

No comments: