Tuesday, April 8, 2008

لكي لاننسـى ..!


لكي لاننسـى ..!
الحلقة السادسة

علي الحمـداني

ما أقدمه للقارئ العزيز في هذه الحلقات ، هو ليس من أفكاري أو جهدي الشخصي ، ولا فضل لقلمي فيما سأكتب .
إنه عبارة عن نقل وبتركيز لكتاب صدر قبل سنة ، في آذار 2007 . وقام بتأليفه مجموعة من الكتّاب والمفكرين العراقيين .

إسم الكتاب : ( العراق المغدور ـ نافذة على بعض ماأخذته يد النظام الإيراني الآثمة من العقول والكفاءات العراقية ـ )

إنها نافذة جديرة بالنظر منها على ماجرى ويجري للعراق الذي تم ذبحه بدم بارد من قبل الإحتلال الغربي ، والإحتلال الإيراني ، وأزلام وأذناب وعملاء الإحتلالين ممن يسمَون (حكومات عراقية )
إنها حقائق الماضي والحاضر .. لكي لاننسى في المستقبل ..
فيما يلي الحلقة السادسة ، وبها نبدأ الحديث عن دور العصابات الإيرانية في العراق :

--------------------------------------
--------------------------------------

دور المخـابرات الإيرانية في العـراق :

تقوم المخابرات الإيرانية ومنذ إحتلال العراق في 9 نيسان 2003 بحملة إغتيالات شملت شرائح مختلفة من الشعب العراق منهم البعثيين السابقين ومنتسبي الأجهزة الأمنية السابقة والحالية وبعض ضباط الجيش والطيارين وضباط الجنسية والأطباء والكفاءات العلمية وعناصر من جيش المهدي وأعضاء من هيئة علماء المسلمين .. ومن أجل تنفيذ عمليات الإغتيال ، قامت هذه المخابرات بإدخال عناصر الأحزاب والمنظمات الموالية لإيران في دورات خاصة داخل إيران .. وأنيطت مسؤولية الإغتيالات الى مايسمى ( لجان العلاقات العامة ) في تلك الأحزاب والمنظمات منها :
منظمة القصاص العادل في ذي قار
منظمة ذو الفقار في النجف
رابطة الكساء
وغير ذلك من المنظمات

( تعقيب : سنقوم بنشر قوائم تفصيلية بأسماء الذين تمت تصفيتهم على يد مخابرات النظام الإيراني وعملائه من منتسبي الأحزاب والتنظيمات العراقية ، والتي ورد بعضها في هذا الكتاب وذلك في حلقات لاحقة.. أما البعض الآخر من القوائم فهو موجود لدينا عن طريق نشره من قبل المنظمات الدولية والإنسانية ورابطة التدريسيين العراقيين والصحافة ..
أسماء هؤلاء الشهداء الواردة في هذه القوائم المنشورة بالمئات ، وسوف تنشرللقارئ في الحلقات القادمة ، ولاشك أنهم يمثلون جزء بسيط من مجموع من تمت تصفيتهم من العراقيين ، أولاً لكون الأسماء تنصب على العقول والكفاءات العراقية وثانياً لأن بعض القوائم هي بأسماء من تم إغتيالهم أو تهديدهم بالقتل وحتى آذار 2006 ، أي قبل سنتين من الآن .. ولاشك أن قوافل أخرى قد إنضمت الى هذه الأسماء منذ ذلك التاريخ ....!!! )

إن إغتيال الأساتذة والعقول وتهديد البعض الاخر بالقتل لدفعهم الى الهجرة وترك العراق .. هو هدف خبيث تسعى من ورائه إيران وغير إيران لتفريغ العراق من طاقاته الخلاقة والبناءة ..
كما أن إغتيال الضباط والطيارين ، وهم جميعاً من المتقاعدين الآن ، تم وبدون أدنى شك بتأثير الحقد الفارسي الأسود بعد خسارة إيران لحربها مع العراق .. تم ذلك والكل يعلم أن أولئك ماكانوا إلا أنهم يؤدون واجبهم العسكري وحرفيتهم ومهنتهم كأي جيش في العالم ..
كما أن هذه الإغتيالات أدت وتؤدي الى إثارة الفتنة الطائفية والأحقاد بين السنة والشيعة وهو هدف إيراني ( مقدس ) كما يبدو ..!
أما الإغتيالات التي طالت بعض ضباط الجنسية والأحوال المدنية ، فكانت بهدف تعبيد الطريق لزرع العناصر الموالية لإيران وأحزابها في العراق في هذه المؤسسات لغرض منح الجنسيات العراقية والهويات المزورة لعملاء المخابرات الإيرانية داخل العراق والذين يعمل معظمهم في وزارات الدولة العراقية والمؤسسات الأمنية .!


نشر موقع " منتدى العراق الجريح " في 29 / 6 / 2006 ، مقالاً لكاتبه " أبو عشتار " وتحت عنوان ( فيلق غدر في العراق .. ماذا تعرف عنه ..؟ )

( تشكل في نهاية 1980 من المسفّرين الإيرانيين من العراق ومن الأسرى العراقيين في إيران .. إذ كان الخيار أمامهم ، الموت أو الدخول في فيلق بدر !
كانت مهمة فيلق بدر هي حفر الخنادق الأمامية للجيش الإيراني في الحرب مع العراق ، ثم أصبح الفيلق جزءاً من القوات الإيرانية وبقيادة ضباط من حرس الثورة الإيراني .. وانضم العديد من الجنود العراقيين الأسرى الى الفيلق تخلصاً من التعذيب في أقفاص الأسر في إيران .! ، واصبح عددهم 35 ألف .
كانت أول مجزرة إرتكبها فيلق بدر ، هي قتل الأسرى العراقيين في معركة " البسيتين " في 1 / 12 / 1980 ، وضمت المقبرة الجماعية جثة حوالي 1500 أسير حرب عراقي .
ثم عهد الى قوات بدر ، مهمة تعذيب الأسرى العراقيين في إيران ، وأوكلت المهمة الى باقر الحكيم !
إرتكب فيلق بدر عدد آخر من المجازر بحق الأسرى العراقيين وذلك في معسكرات : كوركان وحشمتية وبابلسر وأهواز فرز ..
وعلى الرغم من توقف الحرب العراقية الإيرانية في 8/8/1988 ، فإن قوات بدر أخذت على عاتقها القيام بعمليات قتل وسلب في جنوب العراق عن طريق التسلل ليلاً في هور الحويزة والقيام بعمليات عسكرية ضد المدنيين !
أما أكبر المجازر الجماعية التي إرتكبها فيلق بدر ، فكانت ضد الجيش العراقي بعد إنسحابه من الكويت .. حيث تم قتل عشرات الآلاف من الجنود ، وكذلك قتل مدنيين في المدن الجنوبية وحرق دوائر رسمية ..
بعد الإحتلال الأمريكي ، دخلت قوات بدر مع الإحتلال .. وبعد فترة وجيزة من عودة باقر الحكيم الى العراق " تم إغتياله " وتولى عبد العزيز الحكيم قيادة المجلس الأعلى وفيلق بدر .. وحين قام بريمر بإصدار قراره المرقم 96 ، الخاص بحل الميليشيات ، أعلن فيلق بدر بأنه أصبح منظمة سياسية ، واتخذ مقراً له في باب المعظم في بغداد ، قرب وزارة الدفاع .!
يتولى رئاسة منظمة بدر حالياً هادي العامري ( إسم حركي ..!) .. ويتوزع الفيلق على مايلي :

قوة المختار : مهمتها إغتيال البعثيين بغض النظر عن درجاتهم الحزبية ، وكان معدل الحزبيين الذين يغتالهم فيلق بدر 12 بعثياً في مدن جنوب العراق !

قوة الثأر والإنتقام : بقيادة عمار الحكيم ، مهمتها إغتيال المسؤولين السابقين في أجهزة المخابرات والجيش والأمن .

المتطوعون في الشرطة العراقية من أعضاء الفيلق : يرأسها بيان جبر صولاغ ، مهمتها إغتيال الشخصيات السنّية .. وقد تدربت هذه القوة على أيدي الأمريكان !

المتطوعون في الجيش العراقي من أعضاء الفيلق : بقيادة هادي العامري ، مهمتهم مساعدة القوات الأمريكية ، وبرز دورهم في محافظة الرمادي ومذابح الفلوجة ، كما إشتركوا في عمليات عسكرية مع الأمريكان في الموصل وبعقوبة وتلعفر والقائم واللطيفية ... )

في 19 آذار 2006 ، شهد شاهد من أهلها ، وهو مدير المخابرات العراقية محمود الشهواني ، عن بعض تفاصيل التدخلات الإيرانية في العراق ..! وقد نقل عنه هذه التصريحات موقع ( عراق الغد ) يقول الشهواني :

( رجال المخابرات العراقية الوطنيين قد حصلوا على أسماء وعناوين منظمة بدر المتورطين مباشرة مع إيران ، ومدى الإستهتار الذي بلغه تخريب النظام الإيراني .. وقال أن عمليات الدهم الشهر الماضي أوقفت إيرانيين إثنين أحدهما يدير محطة تلفزيونية بدون رخصة موضحاً أن هناك خمس إذاعات غير مرخص بها تديرها إيران إنطلاقاً من بغداد ..!
وأضاف أنه تم توقيف أربعة عراقيين من عملاء النظام الإيراني بعد فشل محاولة اغتيال ضابط في المخابرات العراقية الشعر الماضي خارج منزله في بغداد ، وأن الأربعة إعترفوا بتلقي رواتب من جهاز الإستخبارات في إيران !
وأكد مدير المخابرات العراقية أن إيران قد خصصت كميزانية لمنظمة بدر بلغت خمسة وأربعين مليون دولار !! من أجل فرض سيطرتها عليها .. كما قامت بتشكيل جهاز أمني على الأراضي العراقية يضم عدة مديريات لتنفيذ مخططاتها التخريبية ، وأعمال التصفية الجسدية للعراقيين .. وختم قائلاً : أن المخابرات تحقق في مسألتي منظمة بدر وحزب الله بهدف حظرهما باعتبارهما منظمات إرهابية )


ولأن الشيئ بالشيئ يذكر .. هذه شهادة شهود أُخر من أهلها ..! يتحدثون في أعقاب التفجير الإجرامي لمرقد الإمامين العسكريين في سامراء :

( ساداتي ) وهذا إسمه .. ويعمل بوظيفة السكرتير الثاني في سفارة إيران في بغداد ، وفي مقابلة أجرتها معه المحطة الثانية للتلفزيون الإيراني ، يؤكد وبصراحة على علاقة التفجير الإرهابي بالأهداف والشعارات التي يطلقها اتلنظام قائلاً :
( لو لم تكن اصريحات السفير الأمريكي في العراق بخصوص وزارتي الداخلية والدفاع ومستشار الأمن الوطني ، لما حدث بالتأكيد مثل هذا الحادث ...)

أما المدعو " عبد اللهيان " أحد خبراء النظام الإيراني ، فقد وصف عملية التفجير بأنه رد على تصريحات السفير الأمريكي في بغداد قائلاً :
( نحن نشهد أن السيد خليل زاد يعربد بصراحة ويحدد الصفات التي يراها من المفترض أن يتحلى بها وزير الداخلية " صولاغ آنذاك " أن يقرر أن الوزارة الفلانية لابد ان تكون تحت تصرف فلان أو كذا مجموعة .. هذه اسباب قلقهم ..)

أما موقع ( بازتاب ) العائد الى الحرسي محسن رضائي ، فقد إعتبر صلاحيات عناصر النظام في الأجهزة الأمنية العراقية سبب العمل الإجرامي في سامراء ، وهدد بصراحة لأن إستمرار هذه المسيرة ستنتهي الى تصعيد الأعمال الإرهابية ..)

وقبل أن ننتقل الى الحلقة أو الحلقتين الأخيرتين من هذا الموضوع ، والتي ستخصص لنشر بعض أسماء ضحايا إيران وعملائها في العراق ، لابد من أن نعرّج على مقال نشرته صحيفة (الإتجاه الآخر ) من دمشق ، وهو عبارة عن مقابلة صحفية مع " منتظر السامرائي " المسؤول السابق عن القوات الخاصة بالداخلية العراقية .. وقد نشر التحقيق تحت عنوان :
( إغتيال الطيارين العراقيين .. ليس إلا ثأراً من الوطن لصالح إيران )

أنقل فيما يلي أهم نصوص المقال الذي نُشر في 27 / شباط / 2006 :

( خرج عن صمته ليروي ماشاهده بنفسه من تعذيب وقتل داخل السجون العراقية ، ولكن هذه المرة على أيدي من يقول أنهم يعملون لحساب الإستخبارات الإيرانية ، إنه اللواء منتظر السامرائي الذي كان مسؤولاً عن القوات الخاصة في وزارة الداخلية ، والذي تعرض لمحاولتي إغتيال لكنه تمكن من الهرب الى الأردن .. إنها شهادة من الداخل تستحق المتابعة والإهتمام .
أوضح السامرائي في تصريحات لقناة العربية ، أن وزير الداخلية العراقي بيان جبر صولاغ يشرف على " جهاز أمن سري " يتولى تعذيب وتصفية المعارضين ، مؤكداً أنه قام بتصفية 11 طياراً خلال شهر رمضان الفائت . وأوضح منتظر السامرائي أن هناك سلطة سرية بوزارة الداخلية لها من الصلاحيات ومن المعدات ماتداهم فوج من الجيش ..! في إشارة الى مستوى تسليحها العالي ، وأضاف أن هذه السلطة " تطلع وتجيب " ناس وأشخاص من أماكن معينة مختارة وتأتي بهم الى مقرات ، وأهلهم يبحثون عنهم في كل مكان ومعتقل ولا يجدونهم ، ثم يُفاجئون بعد فترة بالعثور على جثثهم في الشارع ..!
وأكد أن جهاز الأمن الخاص عبارة عن جهاز تحقيق يحقق مع الأشخاص دون الرجوع الى قاض وأنه يأخذ أوامره من وزير الداخلية مباشرةً ، والشخص المسؤول عن التحقيق إسمه " أحمد سلمان" أو هكذا يدعى .. وهو في الحقيقة عقيد بالمخابرات الإيرانية .
هناك أكثر من ستة سجون يتم فيها تعذيب المعارضين وتصفيتهم بينها " ملجأ الجادرية " الذي تم إكتشافه ، وكلية القيادة في وزارة الداخلية ، ومدرسة الأمن في صدر القناة شرقي بغداد ، ومقر لواء الذيب ، والدورة ، وساحة النسور ) وأضاف أنهم يعذبون " بالدرلات " أو المثاقب الكهربائية ، والكوي ، وقطع الألسنة ..!
أما سبب قيام الجهاز بقتل الطيارين المذكورين فهو قد تم بناء على أوامر من جهاز بدر وكانوا برتبة عمداء وعقداء ..!
لقد كنت من الذين إنخرطوا مع ضباط الجيش والأمن في وزارة الداخلية ، فشغلت منصب آمر وحدة العمليات الخاصة التي شكلناها من ضباط الأمن المعروف عنهم بالنزاهة وضباط من الجيش ، قوام هذه الوحدة حوالي 720 ـ 750 بينهم 235 ضابطاً من مختلف الصنوف العسكرية سواء من الداخلية أو الجيش ، وكانت هذه الوحدة هي النواة لما أصبح يعرف " لواء الرعد " أو اللواء الثالث ، وكانت في زمن فلاح النقيب الوزير السابق " المقصود وزارة السيد أياد علاوي " ، بعدها جاء وزير الداخلية بيان جبر وشكل جهاز الأمن الخاص المرتبط به مباشرة
هناك ضباط إيرانيون كبار يحققون مع المعتقلين .. منهم كما قلت المدعو احمد سلمان .. )

في الحلقة القادمة سننشر مقال ( من يقف وراء وأد العقول العراقية ) للأستاذ عماد الأخرس والذي نشر في 5/4/ 2008 ، وذلك لعلاقته بالموضوع ..
وسنباشر بعد ذلك ، بنشر لوائح أسماء من تمت تصفيتهم من رجال دين شيعة وسنة ، ومن شيوخ عشائر ورؤساء أحزاب ومثقفين وصحفيين ومحامين وأطباء وأساتذة جامعة وعلماء ...!

lalhamdani@yahoo.com
www.alialhamdani.blogspot.com

No comments: