التأريخ أسير أقلام مَنْ يكتبه .. تزييف الحقائق .. وتصديق التضليل ..!
كتابات : علي الحمــداني
كثيرة هي الأمثلة في تاريخ البشرية ومنذ القدم ، عندما يتم نقل أو تدوين الأحداث والوقائع المعاصرة ، لتصبح بعد فترة زمنية جزءاً من التاريخ ، وتطرح بعد ذلك بل وتدرّس على أساس أنها ثوابت لايرقى اليها الشك .. وفي الحقيقة أن بعضها بل ربما معظمها ، لو عدنا الى جذورها وتحرينا عن هوية كتابها ، لوجدناها تمثل وجهة نظر المؤرخ وطريقة نظرته الى الحدث ، وهل أنه كان يقف الى جانبه أو في الضد منه ، وهل أن مصالحه الشخصية آنذاك فرضت عليه التحريف في الحقائق أو إغفال البعض منها ... وهكذا . ولعل ذلك ما كتب عنه بإسهاب وموضوعية ، المرحوم الدكتور علي الوردي في كتابه المشهور " وعّاظ السلاطين " .
ولكن ، الحقائق التاريخية التي نتكلم عنها ، ليست بالضرورة أن تكون واغلة في القدم بحيث أصبح التحريف والتزييف فيها سهلاً ومقبولا لدى الكثيرين .. إنما ينسحب ذلك أيضاً الى أحداث أعمارها لاتتعدى العقود القليلة من الزمن ، ولكنها وبفعل الدعاية المركّزة والموجهة بذكاء ، أصبحت من المسلّمات وكأنها حقائق ثابتة .
التاريخ يحدثنا عن أحداث وقعت منذ حوالي سبعين عاماً أو أقل .. وبالضبط خلال الحرب العالمية الثانية 1939 ـ 1945 ، بين المانيا النازية ومعها دول المحور ، وبين دول الحلفاء .. ومن أبرز تلك الأحداث مايسمى اليوم بمحرقة اليهود على يد دكتاتور المانيا هتلر ، أو ماصطلح عليه :
" الهولوكوست " .
هناك من يقول أنها فبركة مصطنعة .. وهناك من يقول أنها حقيقة ثابتة .. وآخرون يقرّون بها ولكنهم يعتبرونها مبالغ فيها لأغراض سياسية إستثمرتها الصهيونية لتحقيق مكاسب لاحقة على حسابها .
أنا ، مع الفريق الثالث .. فلا أقول أنها أكاذيب لم تقع ، لأن هناك أدلة وشواهد على وقوعها . ولاأقول أنها حقيقة بالمطلق الذي تم نشرها به ، لأن ذلك لايمكن أن يقبله العقل ، خصوصاً فيما يتعلق بعدد الضحايا والذي قيل لنا أنهم 6 ملايين يهودي .. تم قتلهم من قبل هتلر في مجازر جماعية في غرف الغاز .. لسبب بسيط أن عدد اليهود في أربعينات وثلاثينات القرن الماضي لم يكن ليتجاوز مثل هذا العدد في كافة أنحاء العالم !
نعم .. لقد وقع الهولوكوست .. ولكن بعدد أقل بكثير عن ماوصلنا من إحصاءات .. وهي أرقام تدرّس اليوم في الغرب ، وأصبحت مسلّمات ثابتة لاشك فيها ، بسبب تبني الدعاية العالمية لهذا الموضوع وإستثماره للأغراض والأهداف السياسية .
وحتى ، الى عهد قريب ، لايتجاوز عشرون عاماً مضت ، في العراق ، هناك أحداث وقعت ، لاشك أنها مآسي إنسانية .. منها " الإنتفاضة الشعبانية " كما تم الإصطلاح على تسميتها .. ومنها " مجزرة حلبجة " .
الأولى مأساة شيعية .. والثانية مأساة كردية .. وكلاهما قد أرتكبتا كما هو مدوّن ومنشور وكما أُعلن عنه .. من قبل النظام العراقي السابق ، وبأمر من رئيسه صدام حسين ..!
فكيف يمكن تفسير الحقائق ، وتوضيح الإلتباسات ، ووضع النقاط على الحروف خصوصاً في الوقت الحاضر ..؟
طبعاً ذلك سيكون من المستحيلات .. وستوجه تهمة البعثي والصدامي الى من يريد أن يوضح الحقائق .. تماماً كما لاتزال توجّه تهمة " معاداة السامية " لمن يحاول حتى أن يصحح بعض المعلومات عن المحرقة اليهودية النازية ..!
سنترك موضوع " مجزرة حلبجة " ، الى وقت آخر ..
وسنتناول اليوم موضوع " الإنتفاضة الشعبانية " .. ومن خلال جملة حقائق وأحداث مصوّرة ومسجلة من قبل وكالات أنباء ومحطات تلفزة عالمية .. وكذلك من خلال عرض لرسالة شاهد من مدينة النجف الأشرف .
ولكن ، ومن أجل دعم فكرة وموضوع هذا المقال ، أود أولاً أن أقدم بعض الأدلة والشواهد على بعض الأحداث التاريخية ، لكي نعرف ماذا يعني تزييف الحقائق ، وتصديق التضليل . ثم كيف يمكن تصحيح المفاهيم الخاطئة ..؟
المعلومات الواردة فيما يخص الأحداث التاريخية المشار اليها ، هي للكاتب " غسان البصري " ، وقد نشرها على موقع " الرابطة العراقية " ، وسأتناولها بإيجاز وتصرف :
( بعد مقتل ثاني خلفاء المسلمين ، عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، ومعه ثلاثة عشر صحابياً ، أثناء صلاة الجماعة ، في المسجد النبوي ، على يد الفارسي ، معتنق المجوسية ، أبو لؤلؤة " الذي له مزار وضريح رمزي يزار لحد الآن قرب طهران " !! ، تسلم الخلافة بعده الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه .. وتم قتله أيضاً ! فمن قتله ..؟
عصابة من الأشقياء ، أعدهم وأشرف عليهم ، اليهودي عبد الله بن سبأ الذي أظهر الإسلام نفاقاً ، وخدع حديثي الإسلام في بعض الأمصار بشعار يقول " أن علياً كرم الله وجهه هو وصيُّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم " عملاً بما تقول الديانة اليهودية من أن " يوشع بن نون هو وصي النبي موسى عليه السلام " ، وهكذا تمت إثارة الفتنة في زمن خلافة أمير المؤمنين علي عليه السلام . فسفكت الدماء .. وتمردت بلاد فارس " إيران " على حكم علي .. وخرجت عليه ، فأرسل اليهم القائد زياد بن أبي سفيان فأوقفهم وشد زمامهم .
أغاظ ذلك الفرس ، وكرروا جريمة أبي لؤلؤة ، بيد فرقة ضالة يقودها أحد المبتدعة الكوفيين ، الذي كلّف ثلاثة من تلاميذه ليقتلوا فجر السابع عشر من رمضان كل من : علياً ومعاوية وعمرو . سَلِمَ عمرو بن العاص لمرضه .. وقتل بدلاً منه مدير شرطته الذي صلى الفجر إماماً محله دون أن يعرف ذلك القاتل ، وجُرِحَ معاوية .. واستشهد علي رضي الله عنه .
بعد مقتل أمير المؤمنين ، حرّض الفرس ، ولده الحسن رضي الله عنه على قتال أهل الشام ، فلما عرفوا نواياه بالصلح ، حاولوا إغتياله أثناء مروره بالمدائن ، فجرح ونجّاه الله .. وتحققت نبؤة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما أشار الى الحسن قائلاً : " إن إبني هذا سيّد ، ولعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين " ـ رواه البخاري .
واستمر الفرس يمكرون الليل والنهار .. حتى إستدرج أهل الكوفة ريحانة النبي الثانية الحسين عليه السلام ، ثم خانوه وغدروا به وقُتل مع أهل بيته رضوان الله عليهم جميعاً .!
كذلك فعلوا بحفيده زيد ، لما يئسوا من أخيه محمد الباقر رضي الله عنهما ، وفعلوا نفس الشيئ بيحى بن زيد ويجميع العلويين .
من أسباب غضب الخليفة العباسي هارون الرشيد " وهي حقيقة لايعرفها الكثيرون بسبب غسل أدمغتهم " ، وبطشه بالبرامكة " وهم فرس " ، هو قيام وزيره يحيى البرمكي بقتل الإمام موسى الكاظم رضي الله عنه ، على يد قائد جنده " إبن شاهاك " الفارسي الذي سممه ، كما يروي الأصفهاني في مقاتل الطالبيين .
واستمر مسلسل الفتن والإرهاب على يد أبو سلمه الخلال الفارسي ، وأبو مسلم الخرساني ..!
وإذا ماعدنا الى عام 656 هجرية ، كما ورد في تاريخ ابن كثير ، نجد تآمر بقايا كسرى بالعراق بقيادة الوزير ابن العلقمي ، ومرجعه نصير الطوسي ، حيث رتبا لغزو العراق ، وإسقاط الخلافة العربية الإسلامية ، وفتحوا أبواب بغداد لهولاكو ، فقتل الخليفة ، ودمرت بغداد بمنازلها وعمرانها ومساجدها ونهبت الأموال وانتهكت الأعراض .. " فما أشبه اليوم بالبارحة .. هولاكو بالأمس .. وبوش اليوم .. ، نصير الطوسي بالأمس .. وعبد العزيز الحكيم اليوم ...! "
كلا الغزوين إبتدءا يوم 16 محرم .. ودخل كل من هولاكو ، ورامسفيلد بغداد يوم 7 صفر ..!!
قاوم الجيش العباسي هولاكو 21 يوما .. وقاوم الجيش العراقي 21 يوماً أيضاً ..!!
عيّن هولاكو العلقمي والطوسي الفارسيين وزيرين .. وعيّن بريمر حكام من الفرس الجدد ..!! ) ـ إنتهى الإقتباس ـ
بعد هذا الإستعراض التاريخي .. الذي تم تزييف حقائقه من قبل أصحاب العمائم والمصالح وخصوصاً الفرس ..
نعود الآن الى ( الإنتفاضة الشعبانية ) !
وصلتني ، من أحد الأساتذة الزملاء ، الرسالة التالية والتي كانت قد وصلته .. أنقلها حرفياً لأهميتها :
( مواطن نجفي : شهادة لله وللتاريخ عما جرى في صفحة الخيانة والغدر عام 1991 ، ولتطلع المحكمة المهزلة . معلومات خطيرة . 21/03/2008
بقلم : المواطن النجفي أبو ذو الفقار .
وهل صورة الأمس منا اليوم ببعيد ..؟
بسم الله الرحمن الرحيم
إبتداءاً لكي لايتهمني من لايريدون قولة الحق ومن لايريدون ان يطلع الشعب العراقي والعالم عن حجم جرائمهم التي إرتكبوها بحق العراق والعراقيين أقول أني لم أمتهن السياسة في حياتي ، ولم أكن يوماً ما محسوب على حزب أو جهة ، بل أنا عراقي مسلم أحب وطني وشعبي وأقول مارأته عيني . إذن أنا لابعثي صدامي ولا إرهابي ولا تكفيري وأنا قريب من مسرح الأحداث ، فمسكني في محلة المشراق القريبة من مرقد الإمام علي " ع " ولو كانت المحكمة التي تحاكم المسؤولين في النظام السابق انعقدت في أي دولة من دول العالم لحضرت للإدلاء بشهادتي والساكت عن الحق شيطان أخرس ولذهب الكثيرين ممن شاهدوا تلك الأحداث ..!
وأقول أيضاً للتاريخ وانصافاً لأهالي النجف العرب الشرفاء بأنهم عرفوا الجهة التي حركت الفوضى واشرفت على تنفيذها فهم كانوا يقفون على التل يشاهدون مايحدث فهي ليست انتفاضة الشيعة بل هي جريمة نفذها القادمين من خلف الحدود بمشاركة ودعم وايواء من قبل المستوطنين الفرس الذين حملوا الجنسية العراقية زوراً وبهتاناً وهو آل الحكيم وبحر العلوم وبيت الكفنويز وبيت الخرسان وبيت الطريحي وبيت الخوئي وبيت النقشواني وبيت اللبان وبيت السبزواري وبيت الأديب .. والقائمة طويلة ، أما من حملوا القاب العشائر العراقية المعروفة في النجف ألبو عامر وخفاجه والخوالد والعبوده والبو كلل .. والعرق دساس .
أعود لشهادتي قبل فترة من إندلاع الغوغاء كانت تدخل الى النجف سيارات ايرانية تحمل طحين وصناديق دواء وتتوقف قرب الأحياء القديمة في مركز المدينة وتفرغ حمولاتها وقد شاهدت بأم عيني كيف يستخرج السلاح من أكياس الطحين والقنابل اليدوية ، واستمر هذا الحال الى يوم إندلاع اعمال الشغب وكانت بيوت المستوطنين الفرس في المحلات القديمة مأوى لعناصر حرس الثورة وفيلق بدر وقسم منهم توزعوا في الأحياء السكنية ..
يوم 2/3/1991 ، خرجت عناصر من جهة محلة العماره والحويش والمشراق وفتحت النار على الشرطة المتواجدين قرب مرقد الإمام علي وحصلت إشتباكات وحضرت العناصر والأجهزة الأمنية واستمر القتال الى اليوم الثاني ، انسحب المدافعين من الساحة التي قرب الإمام حيث بدأت العناصر الإيرانية تطلق النار من سطح المرقد ودارت الإشتباكات قرب مديرية شرطة النجف وقتل مدير الشرطة هارون ومعاونه الكردي سردار حيث كانوا يقاتلون مع الشرطة دفاعاً عن المديرية ، كما قتل أيضاً البعثي نجم جريو حيث كان يقاتل قرب مديرية الشرطة .. كنا نرى تدفق الإيرانيين في اليوم الثاني الى مدينة النجف باعداد هائلة وفي اليوم الثاني كان القتال يدور في المقرات الحزبية ومديرية الأمن والمخابرات بعدها سقطت المدينة ..!
توزعت المجاميع الإيرانية فمنهم من قاد المجاميع التي اخرجوها من السجون وهم من المجرمين والسراق فنهبوا مخازن الغذاء والدواء الكائنة في الحي الصناعي بأمر السيد ، من هو ( السيّد ) لاأحد يعرفه وقسم اخر اتجهوا لحرق دوائر الجنسية والتسجيل العقاري وحرق المدارس والمستشفيات ثم بدأت حملة التصفيات الجسدية من خلال مداهمة الدور وقتل من فيها على الهوية السياسية والوظيفية حتى طالت فراش المدرسة وبصورة بشعة جداً .. فهم يقومون بإخراج الضحية الى الشارع ويضعون اطارات السيارات القديمة في عنقه ويسكبون مادة البنزين عليها ويحرقونه في الشارع ، واغتصبوا النساء وبقروا بطون النساء لأنها من عوائل الأجهزة الحكومية ..
أما ماحدث في مرقد الإمام علي فلا يمكن أن يرتكبه حتى أعتى المجرمين في العالم واوصف لكم الحالة التي شاهدتها بعيني كان المجرمين من الإيرانيين والمستوطنين يقفون صفين من باب مرقد الإمام علي "ع " الرئيسية المقابلة للسوق الكبير الى الغرفة التي يجلس فيها مجيد الخوئي وزمر الحكيم وبيدهم السكاكين والخناجر والقامات والدرنفيسات .. وعندما يأتون ببعثي او موظف او شرطي ضايط يصلّون على " محمد " !! وتنهال عليه الخناجر والقامات الى أن يصل الى باب الغرفة التي يجلس فيها مجيد الخوئي فاذا كان لازال حيا يصدر امر اعدامه ويطلق عليه الرصاص داخل الصحن ! وقد شاهدت كيف قاموا بقطع ايدي مدير تربية محافظة النجف وهو عضو شعبة " يونس الشمري " عندما طلبوا منه امام الحشد الهائل من المتفرجين ان يسب صدام حسين فقال لهم باعلى صوته قندرته تشرفكم ، وانهالوا عليه بالقامات ثم اطلقوا عليه الرصاص داخل ساحة المرقد ..
بعدها جاءوا بالشاعر " فلاح عسك " ، وصاح احدهم بالسماعة ، هذا شاعر القادسية ، وامام الجميع أظهروا لسانه وقّصّه بالخنجر " مسلم الحسيني " واصبحنا غير قادرين ان ندخل الى داخل باحة المرقد من كثرة برك الدماء .. فكانت تأتي سيارة الحريق ويغسلون الصحن ويتهيأوا لليوم الثاني وكانت الجثث ترمى في الشوارع لتصبح طعاماً للكلاب السائبة مما جعل من بعض وجهاء المدينة ان يذهبوا الى المرجع الديني السابق ابو القاسم الخوئي ويطلبوا منه اصدار فتوى بتحريم بقاء جثث المسلمين في الشوارع طعماً للكلاب واصدار فتوى ولكن آل الحكيم قالوا من يدفن الكفرة سنطلق عليه النار وتحدى بعض الشرفاء من اهالي النجف وقاموا بدفنهم جماعياً خلف مقبرة النجف ..
أما ماجرى في مدرسة الحكيم الواقعة قرب بيتي والتي استخدمت كمعتقل لالاف الناس من اطباء ومهندسين وشعراء وفنانين وكسبة وبعثيين فقد كنت اسمع يوميا وعلى مدى سبعة ايام اطلاق النار الكثيف ولم اعرف مايحدث داخل المدرسة لان حراسها من الإيرانيين ولا يتكلمون العربية ولكن عرفت تفاصيل ماكان يجري من احد الأسرى الناجين من المعتقل الذي دخل على بيتي وقال احمني واعطني شربة ماء فادخلته بيتي وكان طبيب بيطري لااعرف ماحل به وقد سرد لي قصص اغرب من الخيال ، يقول :
كنا بحدود 400 معتقل داخل مدرسة الحكيم الدينية وكانوا يعطون المعتقلين فردة تمر وشربة ماء في اليوم وقد وزعونا على شكل وجبات كل وجبة تتكون من عشرة اشخاص ينادون عليهم بالأسماء ويتركونهم في غرفة كبيرة ونسمع بعد ذلك اصوات الإطلاقات النارية وهكذا في اليوم الثاني وكنا ننتظر دورنا وهو موقف لايحتمله بشر والقول للناجي من الموت ويقول بقيت وجبتان اي عشرين شخص من مجموع الأربعمائة انسان وفي احد الليالي سقطت قذيفة مدفع داخل باحة المدرسة فاحدثت دوياً هائلاً وساد المكان صمت رهيب وكنا يوميا نسمع قهقهاتهم واصواتهم وبعد سقوط القذيفة لم نسمع صوتاً.. وبعد مرور ساعة قررنا ان يتبرع احد من الباقين بالخروج الى الساحة لمعرفة ماجرى وقد تبرع احد الأشخاص وهو مفوض من اهالي ناحية الحيرة ولما خرج لم يجد احد منهم وعاد الينا مذهولا ومرتبكا وعندما استفسرنا منه قال اخرجوا معي ولما خرجنا الى ساحة المدرسة قادنا الى غرفة الإعدام ووجدنا إخواننا من الوجبة التي نفذوا بهم حكم الإعدام عصراً لم يرموا جثثهم في الشارع وتركوهم بعد ان سقطت القذيفة ولكن المنظر الذي شاهدناه منظر مرعب حيث شاهدنا وسط الجثث شخص جالس ويدير رأسه يمينا وشمالا دون ان يتكلم ودخلنا الى الغرفة واخرجناه من بين الجثث الى الخارج ووجدنا ان الرصاصات اصابته في بطنه وبقي حياً ولم يكن لدينا مانسعفه فقط قمنا بلف جرحه بواسطة يشماغ احد المعتقلين وتركناه في الساحة وخرجنا وكل واحد ذهب الى جهة ولما شاهدت القوات العراقية تتقدم من جهة شارع الطوسي خشيت أن اعتقل او اقتل لانهم لايعرفون بما جرى لنا او نحن كنا معتقلين في المدرسة ولذلك أويت الى دارك ولعل عند دخول الجيش الى المدرسة ينقذون حياة ذلك الرجل . هذا مانقله لي أحد الناجين وعرفت فيما بعد سبب اطلاق الرصاص يوميا في داخل المدرسة . هذه هي جرائم الفرس والمستوطنين الذين يسمونها
( بالإنتفاضة الشعبانية ) العار .. وهي شهادة للتاريخ لأن من يحاكمونهم اليوم كانوا يدافعون عن شرف العراقيين والعراقيات ، أما القتلى من حرس خميني ومن المعممين الذين شاركوا في القتل والإعدامات فقد كانت جثثهم مرمية في شارع الطوسي وشارع الرسول وساحة ثورة العشرين ، أما بقية المجرمين فقد هربوا باتجاه السعودية وهم اليوم يتحكمون بشرفاء النجف . إنا لله وإنا اليه راجعون .. ) ـ إنتهت شهادة المواطن النجفي ابو ذو الفقار ـ
لست في معرض تبرئة النظام السابق من جرائم قتل أو إعطائهم شهادة بنظافة اليد ..
ولكن أقول أنني شخصياً قد تابعت في غزو عام 1991 ، وعلى شاشات وكالات أنباء عالمية مثل ( فوكس ) و ( سكاي ) .. كيف كانت الجرافات الأمريكية تدفع بجثث مئات الجنود العراقيين الهاربين من غزو الكويت في الصحراء الى داخل حفر وتهيل عليهم التراب .. وبعضهم كان لايزال حياً
ثم يقال لنا الآن .. عن رفات اولئك المساكين .. أنها مقابر النظام السابق الجماعية ..!
ومن شهادة الأخ النجفي .. علمنا أن الجثث ضحايا الحرس الإيراني وجماعة الحكيم .. كانت تدفن جماعياً وبشكل سري خلف مقبرة النجف .. وقبل فترة خرجت علينا أخبار حكام العراق عن مقابر جماعية أكتشفت خلف مقابر النجف ، وهم من ضحايا ( النظام السابق ..!)
هكذا هو التاريخ عندما يكتبه مَن يريد .. وكيف يريد .. خصوصاً إذا كان في موقع القوة والحكم .. فتنطبق عليه مقولة أفلاطون ( الأخلاق السائدة هي أخلاق السائدين ) ..
هكذا يزيف التاريخ .. قديمه وحديثه .. وهكذا يضلل الناس ليؤمنوا بالمفاهيم الخاطئة .. وهكذا يُصَدّق التضليل !!
lalhamdani@yahoo.com
مقالات اخرى للكاتب على :
www.alialhamdani.blogspot.com
كتابات : علي الحمــداني
كثيرة هي الأمثلة في تاريخ البشرية ومنذ القدم ، عندما يتم نقل أو تدوين الأحداث والوقائع المعاصرة ، لتصبح بعد فترة زمنية جزءاً من التاريخ ، وتطرح بعد ذلك بل وتدرّس على أساس أنها ثوابت لايرقى اليها الشك .. وفي الحقيقة أن بعضها بل ربما معظمها ، لو عدنا الى جذورها وتحرينا عن هوية كتابها ، لوجدناها تمثل وجهة نظر المؤرخ وطريقة نظرته الى الحدث ، وهل أنه كان يقف الى جانبه أو في الضد منه ، وهل أن مصالحه الشخصية آنذاك فرضت عليه التحريف في الحقائق أو إغفال البعض منها ... وهكذا . ولعل ذلك ما كتب عنه بإسهاب وموضوعية ، المرحوم الدكتور علي الوردي في كتابه المشهور " وعّاظ السلاطين " .
ولكن ، الحقائق التاريخية التي نتكلم عنها ، ليست بالضرورة أن تكون واغلة في القدم بحيث أصبح التحريف والتزييف فيها سهلاً ومقبولا لدى الكثيرين .. إنما ينسحب ذلك أيضاً الى أحداث أعمارها لاتتعدى العقود القليلة من الزمن ، ولكنها وبفعل الدعاية المركّزة والموجهة بذكاء ، أصبحت من المسلّمات وكأنها حقائق ثابتة .
التاريخ يحدثنا عن أحداث وقعت منذ حوالي سبعين عاماً أو أقل .. وبالضبط خلال الحرب العالمية الثانية 1939 ـ 1945 ، بين المانيا النازية ومعها دول المحور ، وبين دول الحلفاء .. ومن أبرز تلك الأحداث مايسمى اليوم بمحرقة اليهود على يد دكتاتور المانيا هتلر ، أو ماصطلح عليه :
" الهولوكوست " .
هناك من يقول أنها فبركة مصطنعة .. وهناك من يقول أنها حقيقة ثابتة .. وآخرون يقرّون بها ولكنهم يعتبرونها مبالغ فيها لأغراض سياسية إستثمرتها الصهيونية لتحقيق مكاسب لاحقة على حسابها .
أنا ، مع الفريق الثالث .. فلا أقول أنها أكاذيب لم تقع ، لأن هناك أدلة وشواهد على وقوعها . ولاأقول أنها حقيقة بالمطلق الذي تم نشرها به ، لأن ذلك لايمكن أن يقبله العقل ، خصوصاً فيما يتعلق بعدد الضحايا والذي قيل لنا أنهم 6 ملايين يهودي .. تم قتلهم من قبل هتلر في مجازر جماعية في غرف الغاز .. لسبب بسيط أن عدد اليهود في أربعينات وثلاثينات القرن الماضي لم يكن ليتجاوز مثل هذا العدد في كافة أنحاء العالم !
نعم .. لقد وقع الهولوكوست .. ولكن بعدد أقل بكثير عن ماوصلنا من إحصاءات .. وهي أرقام تدرّس اليوم في الغرب ، وأصبحت مسلّمات ثابتة لاشك فيها ، بسبب تبني الدعاية العالمية لهذا الموضوع وإستثماره للأغراض والأهداف السياسية .
وحتى ، الى عهد قريب ، لايتجاوز عشرون عاماً مضت ، في العراق ، هناك أحداث وقعت ، لاشك أنها مآسي إنسانية .. منها " الإنتفاضة الشعبانية " كما تم الإصطلاح على تسميتها .. ومنها " مجزرة حلبجة " .
الأولى مأساة شيعية .. والثانية مأساة كردية .. وكلاهما قد أرتكبتا كما هو مدوّن ومنشور وكما أُعلن عنه .. من قبل النظام العراقي السابق ، وبأمر من رئيسه صدام حسين ..!
فكيف يمكن تفسير الحقائق ، وتوضيح الإلتباسات ، ووضع النقاط على الحروف خصوصاً في الوقت الحاضر ..؟
طبعاً ذلك سيكون من المستحيلات .. وستوجه تهمة البعثي والصدامي الى من يريد أن يوضح الحقائق .. تماماً كما لاتزال توجّه تهمة " معاداة السامية " لمن يحاول حتى أن يصحح بعض المعلومات عن المحرقة اليهودية النازية ..!
سنترك موضوع " مجزرة حلبجة " ، الى وقت آخر ..
وسنتناول اليوم موضوع " الإنتفاضة الشعبانية " .. ومن خلال جملة حقائق وأحداث مصوّرة ومسجلة من قبل وكالات أنباء ومحطات تلفزة عالمية .. وكذلك من خلال عرض لرسالة شاهد من مدينة النجف الأشرف .
ولكن ، ومن أجل دعم فكرة وموضوع هذا المقال ، أود أولاً أن أقدم بعض الأدلة والشواهد على بعض الأحداث التاريخية ، لكي نعرف ماذا يعني تزييف الحقائق ، وتصديق التضليل . ثم كيف يمكن تصحيح المفاهيم الخاطئة ..؟
المعلومات الواردة فيما يخص الأحداث التاريخية المشار اليها ، هي للكاتب " غسان البصري " ، وقد نشرها على موقع " الرابطة العراقية " ، وسأتناولها بإيجاز وتصرف :
( بعد مقتل ثاني خلفاء المسلمين ، عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، ومعه ثلاثة عشر صحابياً ، أثناء صلاة الجماعة ، في المسجد النبوي ، على يد الفارسي ، معتنق المجوسية ، أبو لؤلؤة " الذي له مزار وضريح رمزي يزار لحد الآن قرب طهران " !! ، تسلم الخلافة بعده الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه .. وتم قتله أيضاً ! فمن قتله ..؟
عصابة من الأشقياء ، أعدهم وأشرف عليهم ، اليهودي عبد الله بن سبأ الذي أظهر الإسلام نفاقاً ، وخدع حديثي الإسلام في بعض الأمصار بشعار يقول " أن علياً كرم الله وجهه هو وصيُّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم " عملاً بما تقول الديانة اليهودية من أن " يوشع بن نون هو وصي النبي موسى عليه السلام " ، وهكذا تمت إثارة الفتنة في زمن خلافة أمير المؤمنين علي عليه السلام . فسفكت الدماء .. وتمردت بلاد فارس " إيران " على حكم علي .. وخرجت عليه ، فأرسل اليهم القائد زياد بن أبي سفيان فأوقفهم وشد زمامهم .
أغاظ ذلك الفرس ، وكرروا جريمة أبي لؤلؤة ، بيد فرقة ضالة يقودها أحد المبتدعة الكوفيين ، الذي كلّف ثلاثة من تلاميذه ليقتلوا فجر السابع عشر من رمضان كل من : علياً ومعاوية وعمرو . سَلِمَ عمرو بن العاص لمرضه .. وقتل بدلاً منه مدير شرطته الذي صلى الفجر إماماً محله دون أن يعرف ذلك القاتل ، وجُرِحَ معاوية .. واستشهد علي رضي الله عنه .
بعد مقتل أمير المؤمنين ، حرّض الفرس ، ولده الحسن رضي الله عنه على قتال أهل الشام ، فلما عرفوا نواياه بالصلح ، حاولوا إغتياله أثناء مروره بالمدائن ، فجرح ونجّاه الله .. وتحققت نبؤة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما أشار الى الحسن قائلاً : " إن إبني هذا سيّد ، ولعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين " ـ رواه البخاري .
واستمر الفرس يمكرون الليل والنهار .. حتى إستدرج أهل الكوفة ريحانة النبي الثانية الحسين عليه السلام ، ثم خانوه وغدروا به وقُتل مع أهل بيته رضوان الله عليهم جميعاً .!
كذلك فعلوا بحفيده زيد ، لما يئسوا من أخيه محمد الباقر رضي الله عنهما ، وفعلوا نفس الشيئ بيحى بن زيد ويجميع العلويين .
من أسباب غضب الخليفة العباسي هارون الرشيد " وهي حقيقة لايعرفها الكثيرون بسبب غسل أدمغتهم " ، وبطشه بالبرامكة " وهم فرس " ، هو قيام وزيره يحيى البرمكي بقتل الإمام موسى الكاظم رضي الله عنه ، على يد قائد جنده " إبن شاهاك " الفارسي الذي سممه ، كما يروي الأصفهاني في مقاتل الطالبيين .
واستمر مسلسل الفتن والإرهاب على يد أبو سلمه الخلال الفارسي ، وأبو مسلم الخرساني ..!
وإذا ماعدنا الى عام 656 هجرية ، كما ورد في تاريخ ابن كثير ، نجد تآمر بقايا كسرى بالعراق بقيادة الوزير ابن العلقمي ، ومرجعه نصير الطوسي ، حيث رتبا لغزو العراق ، وإسقاط الخلافة العربية الإسلامية ، وفتحوا أبواب بغداد لهولاكو ، فقتل الخليفة ، ودمرت بغداد بمنازلها وعمرانها ومساجدها ونهبت الأموال وانتهكت الأعراض .. " فما أشبه اليوم بالبارحة .. هولاكو بالأمس .. وبوش اليوم .. ، نصير الطوسي بالأمس .. وعبد العزيز الحكيم اليوم ...! "
كلا الغزوين إبتدءا يوم 16 محرم .. ودخل كل من هولاكو ، ورامسفيلد بغداد يوم 7 صفر ..!!
قاوم الجيش العباسي هولاكو 21 يوما .. وقاوم الجيش العراقي 21 يوماً أيضاً ..!!
عيّن هولاكو العلقمي والطوسي الفارسيين وزيرين .. وعيّن بريمر حكام من الفرس الجدد ..!! ) ـ إنتهى الإقتباس ـ
بعد هذا الإستعراض التاريخي .. الذي تم تزييف حقائقه من قبل أصحاب العمائم والمصالح وخصوصاً الفرس ..
نعود الآن الى ( الإنتفاضة الشعبانية ) !
وصلتني ، من أحد الأساتذة الزملاء ، الرسالة التالية والتي كانت قد وصلته .. أنقلها حرفياً لأهميتها :
( مواطن نجفي : شهادة لله وللتاريخ عما جرى في صفحة الخيانة والغدر عام 1991 ، ولتطلع المحكمة المهزلة . معلومات خطيرة . 21/03/2008
بقلم : المواطن النجفي أبو ذو الفقار .
وهل صورة الأمس منا اليوم ببعيد ..؟
بسم الله الرحمن الرحيم
إبتداءاً لكي لايتهمني من لايريدون قولة الحق ومن لايريدون ان يطلع الشعب العراقي والعالم عن حجم جرائمهم التي إرتكبوها بحق العراق والعراقيين أقول أني لم أمتهن السياسة في حياتي ، ولم أكن يوماً ما محسوب على حزب أو جهة ، بل أنا عراقي مسلم أحب وطني وشعبي وأقول مارأته عيني . إذن أنا لابعثي صدامي ولا إرهابي ولا تكفيري وأنا قريب من مسرح الأحداث ، فمسكني في محلة المشراق القريبة من مرقد الإمام علي " ع " ولو كانت المحكمة التي تحاكم المسؤولين في النظام السابق انعقدت في أي دولة من دول العالم لحضرت للإدلاء بشهادتي والساكت عن الحق شيطان أخرس ولذهب الكثيرين ممن شاهدوا تلك الأحداث ..!
وأقول أيضاً للتاريخ وانصافاً لأهالي النجف العرب الشرفاء بأنهم عرفوا الجهة التي حركت الفوضى واشرفت على تنفيذها فهم كانوا يقفون على التل يشاهدون مايحدث فهي ليست انتفاضة الشيعة بل هي جريمة نفذها القادمين من خلف الحدود بمشاركة ودعم وايواء من قبل المستوطنين الفرس الذين حملوا الجنسية العراقية زوراً وبهتاناً وهو آل الحكيم وبحر العلوم وبيت الكفنويز وبيت الخرسان وبيت الطريحي وبيت الخوئي وبيت النقشواني وبيت اللبان وبيت السبزواري وبيت الأديب .. والقائمة طويلة ، أما من حملوا القاب العشائر العراقية المعروفة في النجف ألبو عامر وخفاجه والخوالد والعبوده والبو كلل .. والعرق دساس .
أعود لشهادتي قبل فترة من إندلاع الغوغاء كانت تدخل الى النجف سيارات ايرانية تحمل طحين وصناديق دواء وتتوقف قرب الأحياء القديمة في مركز المدينة وتفرغ حمولاتها وقد شاهدت بأم عيني كيف يستخرج السلاح من أكياس الطحين والقنابل اليدوية ، واستمر هذا الحال الى يوم إندلاع اعمال الشغب وكانت بيوت المستوطنين الفرس في المحلات القديمة مأوى لعناصر حرس الثورة وفيلق بدر وقسم منهم توزعوا في الأحياء السكنية ..
يوم 2/3/1991 ، خرجت عناصر من جهة محلة العماره والحويش والمشراق وفتحت النار على الشرطة المتواجدين قرب مرقد الإمام علي وحصلت إشتباكات وحضرت العناصر والأجهزة الأمنية واستمر القتال الى اليوم الثاني ، انسحب المدافعين من الساحة التي قرب الإمام حيث بدأت العناصر الإيرانية تطلق النار من سطح المرقد ودارت الإشتباكات قرب مديرية شرطة النجف وقتل مدير الشرطة هارون ومعاونه الكردي سردار حيث كانوا يقاتلون مع الشرطة دفاعاً عن المديرية ، كما قتل أيضاً البعثي نجم جريو حيث كان يقاتل قرب مديرية الشرطة .. كنا نرى تدفق الإيرانيين في اليوم الثاني الى مدينة النجف باعداد هائلة وفي اليوم الثاني كان القتال يدور في المقرات الحزبية ومديرية الأمن والمخابرات بعدها سقطت المدينة ..!
توزعت المجاميع الإيرانية فمنهم من قاد المجاميع التي اخرجوها من السجون وهم من المجرمين والسراق فنهبوا مخازن الغذاء والدواء الكائنة في الحي الصناعي بأمر السيد ، من هو ( السيّد ) لاأحد يعرفه وقسم اخر اتجهوا لحرق دوائر الجنسية والتسجيل العقاري وحرق المدارس والمستشفيات ثم بدأت حملة التصفيات الجسدية من خلال مداهمة الدور وقتل من فيها على الهوية السياسية والوظيفية حتى طالت فراش المدرسة وبصورة بشعة جداً .. فهم يقومون بإخراج الضحية الى الشارع ويضعون اطارات السيارات القديمة في عنقه ويسكبون مادة البنزين عليها ويحرقونه في الشارع ، واغتصبوا النساء وبقروا بطون النساء لأنها من عوائل الأجهزة الحكومية ..
أما ماحدث في مرقد الإمام علي فلا يمكن أن يرتكبه حتى أعتى المجرمين في العالم واوصف لكم الحالة التي شاهدتها بعيني كان المجرمين من الإيرانيين والمستوطنين يقفون صفين من باب مرقد الإمام علي "ع " الرئيسية المقابلة للسوق الكبير الى الغرفة التي يجلس فيها مجيد الخوئي وزمر الحكيم وبيدهم السكاكين والخناجر والقامات والدرنفيسات .. وعندما يأتون ببعثي او موظف او شرطي ضايط يصلّون على " محمد " !! وتنهال عليه الخناجر والقامات الى أن يصل الى باب الغرفة التي يجلس فيها مجيد الخوئي فاذا كان لازال حيا يصدر امر اعدامه ويطلق عليه الرصاص داخل الصحن ! وقد شاهدت كيف قاموا بقطع ايدي مدير تربية محافظة النجف وهو عضو شعبة " يونس الشمري " عندما طلبوا منه امام الحشد الهائل من المتفرجين ان يسب صدام حسين فقال لهم باعلى صوته قندرته تشرفكم ، وانهالوا عليه بالقامات ثم اطلقوا عليه الرصاص داخل ساحة المرقد ..
بعدها جاءوا بالشاعر " فلاح عسك " ، وصاح احدهم بالسماعة ، هذا شاعر القادسية ، وامام الجميع أظهروا لسانه وقّصّه بالخنجر " مسلم الحسيني " واصبحنا غير قادرين ان ندخل الى داخل باحة المرقد من كثرة برك الدماء .. فكانت تأتي سيارة الحريق ويغسلون الصحن ويتهيأوا لليوم الثاني وكانت الجثث ترمى في الشوارع لتصبح طعاماً للكلاب السائبة مما جعل من بعض وجهاء المدينة ان يذهبوا الى المرجع الديني السابق ابو القاسم الخوئي ويطلبوا منه اصدار فتوى بتحريم بقاء جثث المسلمين في الشوارع طعماً للكلاب واصدار فتوى ولكن آل الحكيم قالوا من يدفن الكفرة سنطلق عليه النار وتحدى بعض الشرفاء من اهالي النجف وقاموا بدفنهم جماعياً خلف مقبرة النجف ..
أما ماجرى في مدرسة الحكيم الواقعة قرب بيتي والتي استخدمت كمعتقل لالاف الناس من اطباء ومهندسين وشعراء وفنانين وكسبة وبعثيين فقد كنت اسمع يوميا وعلى مدى سبعة ايام اطلاق النار الكثيف ولم اعرف مايحدث داخل المدرسة لان حراسها من الإيرانيين ولا يتكلمون العربية ولكن عرفت تفاصيل ماكان يجري من احد الأسرى الناجين من المعتقل الذي دخل على بيتي وقال احمني واعطني شربة ماء فادخلته بيتي وكان طبيب بيطري لااعرف ماحل به وقد سرد لي قصص اغرب من الخيال ، يقول :
كنا بحدود 400 معتقل داخل مدرسة الحكيم الدينية وكانوا يعطون المعتقلين فردة تمر وشربة ماء في اليوم وقد وزعونا على شكل وجبات كل وجبة تتكون من عشرة اشخاص ينادون عليهم بالأسماء ويتركونهم في غرفة كبيرة ونسمع بعد ذلك اصوات الإطلاقات النارية وهكذا في اليوم الثاني وكنا ننتظر دورنا وهو موقف لايحتمله بشر والقول للناجي من الموت ويقول بقيت وجبتان اي عشرين شخص من مجموع الأربعمائة انسان وفي احد الليالي سقطت قذيفة مدفع داخل باحة المدرسة فاحدثت دوياً هائلاً وساد المكان صمت رهيب وكنا يوميا نسمع قهقهاتهم واصواتهم وبعد سقوط القذيفة لم نسمع صوتاً.. وبعد مرور ساعة قررنا ان يتبرع احد من الباقين بالخروج الى الساحة لمعرفة ماجرى وقد تبرع احد الأشخاص وهو مفوض من اهالي ناحية الحيرة ولما خرج لم يجد احد منهم وعاد الينا مذهولا ومرتبكا وعندما استفسرنا منه قال اخرجوا معي ولما خرجنا الى ساحة المدرسة قادنا الى غرفة الإعدام ووجدنا إخواننا من الوجبة التي نفذوا بهم حكم الإعدام عصراً لم يرموا جثثهم في الشارع وتركوهم بعد ان سقطت القذيفة ولكن المنظر الذي شاهدناه منظر مرعب حيث شاهدنا وسط الجثث شخص جالس ويدير رأسه يمينا وشمالا دون ان يتكلم ودخلنا الى الغرفة واخرجناه من بين الجثث الى الخارج ووجدنا ان الرصاصات اصابته في بطنه وبقي حياً ولم يكن لدينا مانسعفه فقط قمنا بلف جرحه بواسطة يشماغ احد المعتقلين وتركناه في الساحة وخرجنا وكل واحد ذهب الى جهة ولما شاهدت القوات العراقية تتقدم من جهة شارع الطوسي خشيت أن اعتقل او اقتل لانهم لايعرفون بما جرى لنا او نحن كنا معتقلين في المدرسة ولذلك أويت الى دارك ولعل عند دخول الجيش الى المدرسة ينقذون حياة ذلك الرجل . هذا مانقله لي أحد الناجين وعرفت فيما بعد سبب اطلاق الرصاص يوميا في داخل المدرسة . هذه هي جرائم الفرس والمستوطنين الذين يسمونها
( بالإنتفاضة الشعبانية ) العار .. وهي شهادة للتاريخ لأن من يحاكمونهم اليوم كانوا يدافعون عن شرف العراقيين والعراقيات ، أما القتلى من حرس خميني ومن المعممين الذين شاركوا في القتل والإعدامات فقد كانت جثثهم مرمية في شارع الطوسي وشارع الرسول وساحة ثورة العشرين ، أما بقية المجرمين فقد هربوا باتجاه السعودية وهم اليوم يتحكمون بشرفاء النجف . إنا لله وإنا اليه راجعون .. ) ـ إنتهت شهادة المواطن النجفي ابو ذو الفقار ـ
لست في معرض تبرئة النظام السابق من جرائم قتل أو إعطائهم شهادة بنظافة اليد ..
ولكن أقول أنني شخصياً قد تابعت في غزو عام 1991 ، وعلى شاشات وكالات أنباء عالمية مثل ( فوكس ) و ( سكاي ) .. كيف كانت الجرافات الأمريكية تدفع بجثث مئات الجنود العراقيين الهاربين من غزو الكويت في الصحراء الى داخل حفر وتهيل عليهم التراب .. وبعضهم كان لايزال حياً
ثم يقال لنا الآن .. عن رفات اولئك المساكين .. أنها مقابر النظام السابق الجماعية ..!
ومن شهادة الأخ النجفي .. علمنا أن الجثث ضحايا الحرس الإيراني وجماعة الحكيم .. كانت تدفن جماعياً وبشكل سري خلف مقبرة النجف .. وقبل فترة خرجت علينا أخبار حكام العراق عن مقابر جماعية أكتشفت خلف مقابر النجف ، وهم من ضحايا ( النظام السابق ..!)
هكذا هو التاريخ عندما يكتبه مَن يريد .. وكيف يريد .. خصوصاً إذا كان في موقع القوة والحكم .. فتنطبق عليه مقولة أفلاطون ( الأخلاق السائدة هي أخلاق السائدين ) ..
هكذا يزيف التاريخ .. قديمه وحديثه .. وهكذا يضلل الناس ليؤمنوا بالمفاهيم الخاطئة .. وهكذا يُصَدّق التضليل !!
lalhamdani@yahoo.com
مقالات اخرى للكاتب على :
www.alialhamdani.blogspot.com
No comments:
Post a Comment