أحسـنتِ ياميادة العسـكري ... ولكن
علي الحمـداني
أقرأ ماتخطه يمينك على صفحة " كتابات " .. وأشعر مع السطور بنبض عراقي في قلب مهاجر ولو كان في الوطن .. فالغربة لم تعد مصطلح يعني كل عراقي خارج الحدود الجغرافية للوطن .. فما أكثر الغرباء من أبناء العراق في عراقهم .. وما أكثر الغرباء الذين قدموا من خارج الحدود ليقولوا لنا أنهم عراقيون ..!
لا أخفيكِ .. أنني أحسستُ أحياناً في الكلمات التي تنساب من قلمكِ لوناً وطعماً فيه نكهة طائفية لاتتفق وجمال الطبق الذي تطهيه بعناية على هذه الصفحة المفتوحة للجميع كي ينهلوا منها مايشاءون ..
ولكني ، أعود فأقول .. ومَنْ منّا لاتنزلق منه كلمات وسطور من بين آلاف الكلمات التي تتدافع لتخرج من قلبه عبر أنامله الى قلمه .. وقد يكون فيها مايفسد الطهي الجيد لمقال أردناه أن يكون أجود .. فمن كان منا بلا خطيئة .. فليتناول أول حجر وليرجم به مَن به خطيئة ! وذلك عذركِ وعذرنا ..!
لذلك ، سيدتي ، فأنا لست هنا لكي أحمل حجراً .. أو أسفه رأياً .. أو أدعو الى مايدعو به البعض للبعض من " المعصومية ".. !
جميل هو عنوان مقالك " بين الخضراء والحدباء " .. وجميل هو إختيارك لكلمة الخضراء كي تسبق الحدباء .. فالخضراء الدولية قد أصبحت مالئة الدنيا وشاغلة الناس .. أما الحدباء ، فمن سوء حظها .. أنها وُلِدَت في مدينة في أقصى شمال العراق .. ولم تَقُم في إيطاليا كي تنال حظوة برج بيزا المائل !
لعل ذلك ، قد جعلها أيضاً تنال من من مقالكِ .. قدراً صغيراً .. رغم أن " اليونسكو " قد أقرّت بتراثيتها .. وطلبت ترميمها والعناية بها ، لولا أبناء "العراق" الغيارى .. في " الخضراء " ..!!
أول .. مالفت نظري .. هو عنوان مقالكِ .. فكان أول مقال أضغط عليه ، لكي أقرأهُ .. ولكنني سيدتي ، وجدت نفسي ، وأنا أمضي مع السطور أن نصيب الحدباء المدينة ، كان أقل مما كنت أتوقع ، ولم يكن الحديث حولها بما يتناسب وعنوان المقال ، أوما تعيشه هذه الأيام من مآسي ، ثقي أنها توازي مآسي البصرة وكربلاء والرمادي .. مع فارق واحد .. أن الجهد الحكومي المتمثل بالقادة العسكريين من طائفيي " بدر " ، ومن بيشمركة الكرد ومن القيادة الأمريكية المشرفة .. قد إتفقوا ، أول ماإتفقوا على فرض التعتيم الإعلامي الكامل على مايجري ، بعد أن تعلموا ، كما يبدوا درسهم من إقتحام مدننا العراقية الأخرى ..! فأرادوا تطبيق التجربة الجديدة على المدينة التي ينبذونها وتنبذهم ..!
أُصبتُ .. ولا أخفيكِ .. بنوع من الإحباط .. مع وصولي الى الكلمات الأخيرة من مقالكِ .. وكم كنت أتمنى من ، ميادة العسكري ، المثقفة اللامعة ، أن توظّف قلمها في مقالها لتعطي الحدباء أكثر من الخضراء .. وكلنا يعرف ماهي الخضراء ، أو الدولية كما يطلق عليها الأمريكان .. وكلنا قد سمعنا عن المشاريع الإستثمارية التي تسعى الشركات الأمريكية الى بنائها في الخضراء .. وحديقة حيوانات بغداد ..
كلنا يعرف من يسكن الخضراء .. وماذا يجري في هذه الخضراء من مؤامرات بحق أبناء العراق ..
وكلنا يعلم عن بناء السفارة الأمريكية الجديدة ، الأكبر في العالم ، في قلب خضراء بغداد ..
ولكن ، ربما أنتِ ، سيدتي الكريمة ، وأنا ، وغيرنا ممن أُبتلي بالثقافة والمتابعة والقراءة وهموم الوطن .. فقط مَن يعلم عن أزمة مدينة تراثية عريقة من مدن عراقنا .. وعلى الجميع أن يعلموا مانعلم ومن خلال أقلامنا.. وحتى أولئك ممن لايكترث لها .. علينا أن نذكّره بأن يكترث للعروبة .. ياسيدتي حفيدة ساطع الحصري ..!
قطعت .. بيشمركة مسعود البرزاني .. المتحكمة في بوابات سد الموصل .. الماء عن الموصل ، وشحت مياه دجلة هناك ، حتى لم تعد المضخات التي على النهر من أن تعمل على سحب المياه التي تستخدم للشرب لتسقي أبناء المدينة !! وكأنني هنا أمام قطع إسرائيل للوقود عن محطات الكهرباء في غزة لكي تحيل حياة أهلها الى جحيم ..!
ثم تقول لنا حكومة المالكي .. أن هناك شحة في مياه نهر دجلة في الموصل بسبب قلة الأمطار هذا العام ..!!!
أنا لست مهندساً ولا فنياً .. ولكنني أعلم ، أن هناك بوابات في سد الموصل ، أي على بحيرة السد الواسعة المملوءة بمليارات الألتار من الماء .. لو فتحت بالكامل لغطت المياه مدنا عراقية بالكامل من الموصل وحتى بغداد .. وهذا مايقوله الخبراء .. فهل أصبح من المستحيل فتح البوابات بدرجة معينة لتعيد منسوب الماء الى نهر دجلة في الموصل الى وضعه الطبيعي ..؟؟
حدث هذا قبل حملة " زئير الأسد في صولة الحق ..!! " بحوالي اسبوع .. فهل هناك من صدفة .. أم أصبح الإستغفال والكذب ديدن ودين حكومة الخضراء ..؟
أليس هذا موضوعاً وجريمة إنسانية يجب أن نوجه له أقلامنا .. بعد أن عجزت تلك الأقلام من أن تغطي جريمة " الهركي " في منطقة " الزنجيلي " في الموصل قبل أشهر .. لتكون شرارة ساعة الصفر التي أعلنها دولة رئيس وزرائنا من كربلاء ، في القضاء على " القاعدة " هناك .. كما أراد القضاء على " العصابات " .. في البصرة ..؟
هل أنه من باب الصدف مثلاً .. أن يرفض الأمريكان والمالكي .. قيام ( مجالس صحوة ) في الموصل لقتال " القاعدة " ..؟ وقد حدثَ ذلك في مناطق عراقية كثيرة ..؟
وهل أنه من باب الصدف أن يرفضان ، تطوع ( 11 ) ألف من أبناء العشائر المدربين لملاحقة " القاعدة " ..؟
أم أنه من باب الصدف .. أن يُعلن عن الحملة العسكرية وحشودها قبل أربعة أشهر .. ؟ ومع أي نظرية عسكرية يتفق ذلك في حرب العصابات التي عادة ما يلعب عنصر المباغتة فيها الدور الحاسم ..؟
هل يجهل ذلك القادة العسكريون الأمريكان مثلاً .. إذا ماإفترضنا جهله من قبل ( قادة ) الجيش العراقي ( الجديد ) لحداثتهم ..؟؟
وهل من باب الصدف .. أم من متطلبات الحملة العسكرية .. أن يتم إعتقال ( 150 ) ضابط سابق من أبناء الموصل العربية ، وعلى القوائم التي يحملها أفراد " بدر " الإيرانيون وذلك بسبب كونهم قد قاتلوا إيران قبل أكثر من ربع قرن من الزمن ..؟ .. هل يُعقل ذلك ..؟ فماذا حدث ياترى للقضاء العراقي (العادل والمستقل ) ..!؟
وماذا حدث لحكومة العراق التي يفترض أن توفر الحماية والرعاية لأبنائها ..؟ فهل أن من شارك من ضباط الموصل في الحرب مع إيران أصبح من المجرمين ..؟؟
إذن ماذا حدث للضباط وضباط الصف والجنود " الشيعة " وبعشرات الآلاف من الذين حاربوا إيران ...؟؟ وأين ذهبَ بعثييهم ..؟؟
هل من قلم منصف .. أومثقف واعٍ .. أوعراقي أصيل .. أو إنسان يحمل بين جنباته معنى من معاني الإنسانية .. أن يخبرنا عما يجري .. وأن يكتب لنا وبضمير حي يليق بمثقف عن كل هذه المهازل والتجاوزات والإعتداءات الإنسانية التي تجري .. ؟
أم أن ثقافة الجثث والدماء أصبحت جزء من حياتنا .. ؟
وأن داء الطائفية والشوفينية .. قد سكّر وأعمى عيوننا وقلوبنا ، فأصبحت كالحجارة أو أشد قسوة .. ؟
ولا زلنا نقول أننا كتّابٌ ومثقفون ..!
lalhamdani@yahoo.com
www.alialhamdani.blogspot.com
علي الحمـداني
أقرأ ماتخطه يمينك على صفحة " كتابات " .. وأشعر مع السطور بنبض عراقي في قلب مهاجر ولو كان في الوطن .. فالغربة لم تعد مصطلح يعني كل عراقي خارج الحدود الجغرافية للوطن .. فما أكثر الغرباء من أبناء العراق في عراقهم .. وما أكثر الغرباء الذين قدموا من خارج الحدود ليقولوا لنا أنهم عراقيون ..!
لا أخفيكِ .. أنني أحسستُ أحياناً في الكلمات التي تنساب من قلمكِ لوناً وطعماً فيه نكهة طائفية لاتتفق وجمال الطبق الذي تطهيه بعناية على هذه الصفحة المفتوحة للجميع كي ينهلوا منها مايشاءون ..
ولكني ، أعود فأقول .. ومَنْ منّا لاتنزلق منه كلمات وسطور من بين آلاف الكلمات التي تتدافع لتخرج من قلبه عبر أنامله الى قلمه .. وقد يكون فيها مايفسد الطهي الجيد لمقال أردناه أن يكون أجود .. فمن كان منا بلا خطيئة .. فليتناول أول حجر وليرجم به مَن به خطيئة ! وذلك عذركِ وعذرنا ..!
لذلك ، سيدتي ، فأنا لست هنا لكي أحمل حجراً .. أو أسفه رأياً .. أو أدعو الى مايدعو به البعض للبعض من " المعصومية ".. !
جميل هو عنوان مقالك " بين الخضراء والحدباء " .. وجميل هو إختيارك لكلمة الخضراء كي تسبق الحدباء .. فالخضراء الدولية قد أصبحت مالئة الدنيا وشاغلة الناس .. أما الحدباء ، فمن سوء حظها .. أنها وُلِدَت في مدينة في أقصى شمال العراق .. ولم تَقُم في إيطاليا كي تنال حظوة برج بيزا المائل !
لعل ذلك ، قد جعلها أيضاً تنال من من مقالكِ .. قدراً صغيراً .. رغم أن " اليونسكو " قد أقرّت بتراثيتها .. وطلبت ترميمها والعناية بها ، لولا أبناء "العراق" الغيارى .. في " الخضراء " ..!!
أول .. مالفت نظري .. هو عنوان مقالكِ .. فكان أول مقال أضغط عليه ، لكي أقرأهُ .. ولكنني سيدتي ، وجدت نفسي ، وأنا أمضي مع السطور أن نصيب الحدباء المدينة ، كان أقل مما كنت أتوقع ، ولم يكن الحديث حولها بما يتناسب وعنوان المقال ، أوما تعيشه هذه الأيام من مآسي ، ثقي أنها توازي مآسي البصرة وكربلاء والرمادي .. مع فارق واحد .. أن الجهد الحكومي المتمثل بالقادة العسكريين من طائفيي " بدر " ، ومن بيشمركة الكرد ومن القيادة الأمريكية المشرفة .. قد إتفقوا ، أول ماإتفقوا على فرض التعتيم الإعلامي الكامل على مايجري ، بعد أن تعلموا ، كما يبدوا درسهم من إقتحام مدننا العراقية الأخرى ..! فأرادوا تطبيق التجربة الجديدة على المدينة التي ينبذونها وتنبذهم ..!
أُصبتُ .. ولا أخفيكِ .. بنوع من الإحباط .. مع وصولي الى الكلمات الأخيرة من مقالكِ .. وكم كنت أتمنى من ، ميادة العسكري ، المثقفة اللامعة ، أن توظّف قلمها في مقالها لتعطي الحدباء أكثر من الخضراء .. وكلنا يعرف ماهي الخضراء ، أو الدولية كما يطلق عليها الأمريكان .. وكلنا قد سمعنا عن المشاريع الإستثمارية التي تسعى الشركات الأمريكية الى بنائها في الخضراء .. وحديقة حيوانات بغداد ..
كلنا يعرف من يسكن الخضراء .. وماذا يجري في هذه الخضراء من مؤامرات بحق أبناء العراق ..
وكلنا يعلم عن بناء السفارة الأمريكية الجديدة ، الأكبر في العالم ، في قلب خضراء بغداد ..
ولكن ، ربما أنتِ ، سيدتي الكريمة ، وأنا ، وغيرنا ممن أُبتلي بالثقافة والمتابعة والقراءة وهموم الوطن .. فقط مَن يعلم عن أزمة مدينة تراثية عريقة من مدن عراقنا .. وعلى الجميع أن يعلموا مانعلم ومن خلال أقلامنا.. وحتى أولئك ممن لايكترث لها .. علينا أن نذكّره بأن يكترث للعروبة .. ياسيدتي حفيدة ساطع الحصري ..!
قطعت .. بيشمركة مسعود البرزاني .. المتحكمة في بوابات سد الموصل .. الماء عن الموصل ، وشحت مياه دجلة هناك ، حتى لم تعد المضخات التي على النهر من أن تعمل على سحب المياه التي تستخدم للشرب لتسقي أبناء المدينة !! وكأنني هنا أمام قطع إسرائيل للوقود عن محطات الكهرباء في غزة لكي تحيل حياة أهلها الى جحيم ..!
ثم تقول لنا حكومة المالكي .. أن هناك شحة في مياه نهر دجلة في الموصل بسبب قلة الأمطار هذا العام ..!!!
أنا لست مهندساً ولا فنياً .. ولكنني أعلم ، أن هناك بوابات في سد الموصل ، أي على بحيرة السد الواسعة المملوءة بمليارات الألتار من الماء .. لو فتحت بالكامل لغطت المياه مدنا عراقية بالكامل من الموصل وحتى بغداد .. وهذا مايقوله الخبراء .. فهل أصبح من المستحيل فتح البوابات بدرجة معينة لتعيد منسوب الماء الى نهر دجلة في الموصل الى وضعه الطبيعي ..؟؟
حدث هذا قبل حملة " زئير الأسد في صولة الحق ..!! " بحوالي اسبوع .. فهل هناك من صدفة .. أم أصبح الإستغفال والكذب ديدن ودين حكومة الخضراء ..؟
أليس هذا موضوعاً وجريمة إنسانية يجب أن نوجه له أقلامنا .. بعد أن عجزت تلك الأقلام من أن تغطي جريمة " الهركي " في منطقة " الزنجيلي " في الموصل قبل أشهر .. لتكون شرارة ساعة الصفر التي أعلنها دولة رئيس وزرائنا من كربلاء ، في القضاء على " القاعدة " هناك .. كما أراد القضاء على " العصابات " .. في البصرة ..؟
هل أنه من باب الصدف مثلاً .. أن يرفض الأمريكان والمالكي .. قيام ( مجالس صحوة ) في الموصل لقتال " القاعدة " ..؟ وقد حدثَ ذلك في مناطق عراقية كثيرة ..؟
وهل أنه من باب الصدف أن يرفضان ، تطوع ( 11 ) ألف من أبناء العشائر المدربين لملاحقة " القاعدة " ..؟
أم أنه من باب الصدف .. أن يُعلن عن الحملة العسكرية وحشودها قبل أربعة أشهر .. ؟ ومع أي نظرية عسكرية يتفق ذلك في حرب العصابات التي عادة ما يلعب عنصر المباغتة فيها الدور الحاسم ..؟
هل يجهل ذلك القادة العسكريون الأمريكان مثلاً .. إذا ماإفترضنا جهله من قبل ( قادة ) الجيش العراقي ( الجديد ) لحداثتهم ..؟؟
وهل من باب الصدف .. أم من متطلبات الحملة العسكرية .. أن يتم إعتقال ( 150 ) ضابط سابق من أبناء الموصل العربية ، وعلى القوائم التي يحملها أفراد " بدر " الإيرانيون وذلك بسبب كونهم قد قاتلوا إيران قبل أكثر من ربع قرن من الزمن ..؟ .. هل يُعقل ذلك ..؟ فماذا حدث ياترى للقضاء العراقي (العادل والمستقل ) ..!؟
وماذا حدث لحكومة العراق التي يفترض أن توفر الحماية والرعاية لأبنائها ..؟ فهل أن من شارك من ضباط الموصل في الحرب مع إيران أصبح من المجرمين ..؟؟
إذن ماذا حدث للضباط وضباط الصف والجنود " الشيعة " وبعشرات الآلاف من الذين حاربوا إيران ...؟؟ وأين ذهبَ بعثييهم ..؟؟
هل من قلم منصف .. أومثقف واعٍ .. أوعراقي أصيل .. أو إنسان يحمل بين جنباته معنى من معاني الإنسانية .. أن يخبرنا عما يجري .. وأن يكتب لنا وبضمير حي يليق بمثقف عن كل هذه المهازل والتجاوزات والإعتداءات الإنسانية التي تجري .. ؟
أم أن ثقافة الجثث والدماء أصبحت جزء من حياتنا .. ؟
وأن داء الطائفية والشوفينية .. قد سكّر وأعمى عيوننا وقلوبنا ، فأصبحت كالحجارة أو أشد قسوة .. ؟
ولا زلنا نقول أننا كتّابٌ ومثقفون ..!
lalhamdani@yahoo.com
www.alialhamdani.blogspot.com
No comments:
Post a Comment