Friday, May 23, 2008

أكذب .. ثم أكذب .. حتى يصدقك الناس ، ياعلي الدباغ ..!

عودة الى المطران الراحل بولس فرج رحّو
أكذب .. ثم أكذب .. حتى يصدقك الناس ، ياعلي الدباغ ..!

علي الحمــداني

مرة أخرى يُدخل علي الدباغ ، الناطق الرسمي بإسم حكومة المالكي ، نفسه ويدخلنا معه في متاهات لاأول لها ولا آخر ..!

كثيرة هي تصريحات لسان الحكومة .. وكثيرة هي أيضاً فلتات وزلات هذا اللسان ، تماماً كما هي زلات لسان ( ولي النعمة ) السيد بوش .. ولكن هذا الأخير على الأقل كان يعترف في تصريحات لاحقة عن زلات لسانه ، أما ( دكتورنا ) الدباغ .. فهو صامد ، والحق يقال ، حتى لو أثبتت الحقائق عكس مايقول أو إعترض على مايقول ذوي الشان كما في تصريحاته عن المطران المغدور بولس رحّو ..

بتاريخ الإثنين 19 من هذا الشهر ، خرج علينا علي الدباغ ، ليعلن أنه قد تم القبض على قائد من قادة القاعدة ، يدعى احمد علي احمد ، ويعرف بإسم
( أبو عمر ) ، وأنه قد تم تقديمه الى محكمة الجرائم المركزية ، وحكمت عليه يوم أمس " الأحد 18 / 5 " بالإعدام بتهمة إختطاف وقتل المطران بولس فرج رحو وذلك في شهر شباط الماضي ..! ولم يخبرنا الدباغ بتفاصيل أكثر عن مكان إلقاء القبض عليه ولا عن زمانه ، ومتى تم تقديمه الى المحكمة ، وماهي المدة التي إستغرقتها محكمته أمام القضاء العراقي .. ؟ ولماذا لم يعلن عن ذلك قبل هذا التاريخ ..؟

يعني ( الله جابها ) .. زعيم من ( القاعدة ) ، و ( أبو عمر ) .. ووقت الإعلان عن الخبر ( الطازة ) هو خلال الحملة العسكرية على الموصل ، حيث أُغتيل المرحوم رحو .

في نفس اليوم ، الإثنين ، الذي أعلن فيه ( الدكتور ) الدباغ نبأ محاكمة أبو عمر ، والحكم عليه بالإعدام ...
أعلن المطران ( لويس ساكو ) .. مطران كركوك .. رفض الكنيسة لحكم الإعدام الصادر ضد من أُعلِنَ أنه المسؤول عن مقتل المطران رحو .. و ( أن حكم الإعدام لايتفق وقِيَم الكنيسة الكلدانية في العراق ) ، وأضاف ، ( أن إعلان الحكومة لم يعطي إلا القليل من التفاصيل .. وأننا لانعرف من المسؤول ( ..! ) عن خطف وقتل المطران رحو .. والأسباب وراء ذلك .. هل هي سياسية .. أم دينية .. أم مجرد عمل إجرامي ...!! )

بلغةٍ دبلوماسية مؤدبة ، يتكلم المطران .. وهو قطعاً لديه من المعلومات الكافية عن قتلة المطران رحو .. معلومات لايجهلها ( الدكتور ) الدباغ .. ولكن الفرق أن المطران يقول له .. نحن نعلم ، وكفاكَ كذباً .. والدباغ يقول ، أنا أعلم .. وسأكذب .!
العجيب ، أن هذا الناطق بإسم الحكومة ، يعني ، أن مايقوله والذي هو يمثل رأي الحكومة .. يتصور أن الناس العاديين والمتابعين للأحداث والصحفيين والمحللين السياسيين ، بل وشهود حادث الخطف الأثيم للمطران رحو .. هؤلاء كلهم مغفلون .. لابل أن عليهم أن يصدقوا ماتفبركه له العمائم الوسخة الآثمة الساكتة عن الحق والمضللة فيخرج علينا بهذا التصريح ..

ثم لايخجل .. وفي نفس اليوم .. وبعد أن صفعه تصريح المطران ساكو .. يعود ليقول : ( إن أبو عمر ملاحق بسبب عدة جرائم وليس فقط بسبب خطف وقتل المطران )

من حقنا جميعاً أن نتساءل .. كيف تمّ بهذه السرعة التعرف على قاتل المطران من بين اكثر من ألف وخمسمائة معتقل في منطقة الموصل وحسب الأرقام الرسمية ، وكيف تسنى لهم الإنتهاء من التحقيق معهم ، ثم كيف إعترف هذا المجرم وبهذه السرعة والبساطة ، وهو مطلوب في قضايا أمنية كثيرة حسب تصريح ( الدكتور ) الدباغ ، بقيامه بخطف المطران وقتله .. وبعد كل ذلك تتم إحالته للمحكمة من بين كل هؤلاء .. ولا ندري متى ، وتحت أي أمر قضائي .. ولما لم يعلن علينا النبأ السار بالقبض على خاطف وقاتل المطران حين حدوثه لكي يشفي غليل صدور محبي المطران الراحل وكل أهل الموصل .. ؟
لماذا إنتظر اللسان الحكومي الناطق .. حتى تمت المحاكمة ـ ولاندري أين تمت وكم أخذت من الوقت ـ وحتى صدر حكم الإعدام عليه .. وربما تم تنفيذ الحكم ..؟؟
ومن هو ياترى احمد علي احمد ( ابو عمر ) .. هل رأى أحد صورته .. هل عرض التلفزيون ذلك .. وهو من قادة القاعدة وقد إرتكب عملاً إجرامياً بحجم خطف وإغتيال بولس فرج رحو .. !! ؟؟

ماذا حدث لشهادات شهود عيان خطف المطران ..؟ ومَن تعرّف عليهم وأجزموا أنهم من الأكراد ، حين صاح أحدهم على صاحبه الذي كان يحاول أن ينتزع حقيبة من يد أحد مرافقي المطران الذين تم قتلهم ، وناداه باللغة الكردية ( بيلو ) أو ماشابه .. أي اتركه ..!! ثم إنطلقوا بسيارتهم ومعهم الأسير المطران رحو ..؟ هذه كانت شهادة شاهد ممن كان قرب الكنيسة وممن شهدوا آخر قداس أجراه المرحوم رحو قبل أن يلقى ربه ..!

هل أصبح غريباً على العصابات والمرتزقة الأكراد ـ وقطعاً لا أقصد الشعب الكردي البسيط بل من يحكمه دكتاتورياً وعشائرياً لعقود ـ .. هل أصبح غريباً على هؤلاء ، وتنفيذأ لسياسة أحزابهم الشوفينية .. قتل المطران أو غيره .. أو تفجير كنيسة الطاهرة في الموصل .. أو ترعيب وترغيب سكان القرى المسيحيين في سهل نينوى بغية ضمهم الى ( كردستان ) ..!؟

تاريخهم وليس نحن .. يشهد على جرائمهم بحق الكلدوآشوريين .. ومسح قرى عائدة لهم من الخريطة .. وإرتكاب أفضع الجرائم الإنسانية بحقهم .. وعلى مدى عقود طويلة ، ومنذ أيام السفاح ( بدرخان ) الذي يعتبرونه بطلاً قومياً كردياً .. وما فعله بنساء وأطفال وشيوخ المسيحيين .. وسكان المنطقة من الآشوريين ، الذين سكن أجدادهم شمال العراق قبل أن تطأها قدم أول كردي جاء اليها ، وبالآف السنين .. !
كل ذلك بهدف التطهير العرقي .. الذي لايزال يجري بأشكال وصورمتعددة لبسط حدود ( كردستان ) الى الموصل ..!

فلماذا لايتم إغتيال المطران رحو .. ولأسباب سياسية .. ومن ياترى المستفيد الأول والأخير من الجريمة .. القاعدة .. أم قيادات الأكراد ..؟

ألم يكتشف المالكي بنفسه وهو في الموصل .. دور ( خسرو كروان ) وعلاقته ببعض مرتزقة مايسمى القاعدة .. وتحريكهم في إرتكاب الجرائم بحق سكان الموصل مسلمين ومسيحيين وغيرهم ..؟ إضافة الى أفراد لواء البيشمركة الموجود في المدينة ..!

مَنْ كان وراء تفجير ( الزنجيلي ) .. وقتل وتشريد المئات .. ؟ كروان .. أم الهركي .. أم مَن ..؟
وماذا يمكن أن تجني القاعدة من تفجيرها لمتفجرات في بناية يمكن أن تستفيد منها إذا كانت تعود لها .. وإذا لم تكن فمن باب أولى أن تستولي عليها لتستخدمها في عملياتها الإرهابية ..
ولماذا تمنح القاعدة هذه الفرصة الذهبية للمالكي والأمريكان والأكراد لكي يقوموا بحملة ضدهم في الموصل ..؟
وكيف يمكن القبول عسكرياً بالإعلان عن حملة وعن أهدافها قبل أن تبدأ بشهور ..؟

وهل صحيح أن كروان هذا ، رئيس فرع الحزب الديمقراطي الكردستاني البرزاني ، قد ذهب الى أربيل ولم يَعُد ...؟؟

ماذا يجري .. ؟ أفلا يكفي ماعرف الجميع من أهل محافظة نينوى ، ومن المسؤولين أيضاً .. دور أزلام الأحزاب الكردية وجرائمهم ..؟
ألا نعرف مَنْ يقف وراء القيادات الكردية .. ويحركها كيف ومتى يشاء ..؟

ولأن مهازل التصريحات الحكومية الدباغية وغيرها .. قد بلغت المدى من السفالة والضحالة ، ومن الكذب والتضليل .. لابد أن أعرّج قليلاً الى ماسمعناه أخيراً ، في محاكمة طارق عزيز .. كمثال على مايجري ..

أضاف المدعي العام للمحكمة الجنائية من ( جماعة الدكتور ) وحزبه ، حليف حزبي البرزاني والطالباني ، أنه قد أُضيفت تهمة جديدة الى ( تهم ) طارق عزيز .. ويالها من تهمة .. تلك هي : ( تسييس خطب الجمعة ...!! )
عزيز .. المسيحي الكلداني .. يسيس خطب الجمعة في المساجد .. !
هل سمعتم بهراء أكبر من هذا ..؟ أم أنه قول حكومة قد دخلت في خريفها وتخريفها ..؟
ولماذا لم يقم بذلك وزير الإعلام .. أو وزير الأوقاف .. أو حتى بإشارة واحدة من إصبع صدام ليتم ذلك في الجوامع والحسينيات .. !! ؟؟

لست بصدد أن أقف الى جانب طارق عزيز .. ولا أمتلك هذا الحق القانوني .. ولو إمتلكته لفعلته .. ولكنني أتساءل :
ما العلاقة بين طارق عزيز .. أنجح وألمع وزير خارجية ، ربما منذ العهد الملكي ، وبشهادة العالم قبل العراقيين ، بقتل تجار شيعة في الشورجة ..؟
لماذا لم يقم بذلك رئيس جهاز المخابرات أو الأمن مثلاً ..؟
أليس هذا هو المنطق ..؟

أم ترى أن القضاء العراقي ( المستقل ) .. وحكومة العراق ولسانها ( الدكتور ) الذي كان يمتهن ( ....... ) في دولة الإمارات .. قد فقدوا عقلهم كما فقدوا كرامتهم ..؟؟

lalhamdani@yahoo.com

www.alialhamdani.blogspot.com
+

No comments: