يقولون عن السياسة أنها لغة المصالح وإن خالفت المبادئ ، فليس هناك صديق في السياسة بل هناك مصالح كما كان يقول عراب السياسة البريطانيه ونستون تشرتشل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ويقولون عن السياسيين أنهم أشبه بالممثلين وأن السياسيين الناجحين منهم لايعدون أكثر من كونهم ممثلين بارعين .. فالتمثيل هو نوع من الكذب يتمثل في تقمص شخصية معينه لاتمت الى صاحبها بصلة ، والممثل يتصرف ضمن تمثيله وإدائه لدوره بشكل لايمت الى شخصيته الحقيقيه وواقعه في الحياة فيجعل الجمهور يصدقه ويندمج معه ويتفاعل مع هذه الشخصية الجديدة ذات المواصفات المغايرة لشخصية الممثل ، والإسم المختلف عن اسمه ، والعصر الذي هو غير عصره وذلك من خلال أدائه لها على خشبة المسرح او أمام عدسات الكاميرات ... أما السياسي فتقتضي مهمته الموكولة اليه أداء دور تمثيلي ايضا لإقناع جمهوره وربما العالم بأسره بما يقول ولو كان مايقوله مغاير ومختلف عن الحقائق التي يعرفها هو أو المبادئ التي يؤمن بها ، ولكن المصلحة والولاء لبلده او حزبه تقتضي منه أن يقولها ويصرح بها . إذن كل من السياسي والممثل يلتقيان في كثير من الممارسات اليوميه والحياتيه ..إلا أن الفرق الوحيد بينهما هو أن الممثل أكثر مصداقية من السياسي فيقول أنه ممثل ويعترف أن مايقوم به هو عمله وموهبته .. أما السياسي فيكذب ولا يعترف أنه ممثل ويصر على أنه يتكلم بما يؤمن به وأن لغته هي لغة المبادئ ..!
أردت بهذه المقدمة أن أبين ماسيكون عليه موقف المسلم المؤمن بحقيقة الإسلام كمنهاج حياة عندما يجد نفسه على رأس الهرم كسياسي مسؤول في مجتمع دولي يمثل فيه الحلقة الأضعف بين سلاسل الدول الكبرى صاحبة القرار التي تقيد العالم بما تملكه من قوة وتكنولوجيا وتأثير القرار السياسي المدعوم من المجتمع الدولي أو أغلبيته والخاضع في مصالحه المتبادله لهذه الدول ومن خلال المنظمات والأحلاف السياسيه والإتفاقات الجانبيه مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن وحلف الناتو ومجموعة الدول الصناعيه الثمان والاتحاد الأوربي وغيرها . سيكون هذا المؤمن بمبادئ الإسلام والجالس على كرسي الرئاسة السياسي في بلده أشبه مايكون بالسمكة الصغيره في محيط الحيتان الكبيرة ... لست متشائما ولست مبالغا ، وإنما أتكلم بلغة الواقع الحالي للعالم والذي يجب أن يؤخذ بالحسابات ويحلل كمعادلة رياضيه او كيمياويه ولا يجوز أن تغمض الأعين عنه والتصور أنه يمكن المضي قدما بمعزل عنه لأن ذلك سيكون ضربا من الوهم ومكابرة لاتستند الى حقائق الواقع المر للمجتمع الدولي اليوم .
هذا من جهة .. ومن الجهة الثانيه فإن صعود سلطة إسلاميه في دولة ما الى الإدارة السياسيه لابد أن يتم عبر أحد هذه القنوات الثلاث بحسب الواقع السياسي لدول العالم الإسلامي اليوم وهي : حكم اسلامي شرعي تلتزمه عائلة حاكمه ( يعني حكم ملكي ) مثل ماهو الحال في المملكة العربيه السعودية ، أو حكم ثوري اسلامي جمهوري تلتزم به قيادات دينيه وتفقه وتشرع له كما هو الحال في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، أو حكم لجماعة اسلاميه او حزب اسلامي يأتي عن طريق الإنتخاب كما هو الحال مع حماس الفلسطينيه ، او عن طريق الهيمنه بالسلاح كما كان الحال مع طالبان الأفغانية وهكذا . ولنأخذ كل حالة على حدة لمناقشتها :
المملكة العربية السعودية : تحكم من قبل عائلة آل سعود منذ اكثر من ثمانين عاما ، ويتوزع أفراد هذه العائله من الملك الى الحكومة الى أمراء المناطق الى قادة الجيش والأمن الى رؤساء الهيئات والمؤسسات ونزولا الى أصغر المناصب القيادية في الدوله وبفرض مطلق للهيمنة السياسية والإقتصادية والأمنية على المملكة . هذا كله لاإعتراض عليه الآن فيما يتعلق بموضوع هذا المقال إذ أنه واقع سياسي مفروض ومفروغ منه . يقابل ذلك دور رجال الدين وعلمائه ومشائخه ومنظريه الذين يساندون النظام من الجوانب الشرعية والفقهية يساعدهم على صعيد الشارع أمن ديني مطلق الصلاحيه ويرتبط بأعلى سلطة في البلد وهم ( جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) .
المساندة الدينيه والشرعيه كانت حقيقة قبل تأسيس الدولة السعوديه الحديثة على يد المرحوم عبد العزيز ال سعود ومنذ بدأ طموح محمد بن سعود بحلم الدولة السعوديه في الحجاز ونجد بدلا من الأشراف الهاشميين الذين كانت بيدهم مقاليد الحكم والدين وعلى مدى 14 قرنا . المساندة الدينيه الشرعيه لحلم ابن سعود كانت على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي تنسب اليه مايعرف بالوهابيه إنها إذن بدأت ولازالت وفق معادلة السلطان وواعظ السلطان ..!
الوهابيه غصن خرج بتطرف عن الأصل وهو السلفية التي حمل لواءها الشيخ ابن تيميه ، ثم منهما نشأت أغصان جديدة بعضها معتدله مستويه وبعضها معوجة متطرفة وهي ماعرف بالحركات السلفية كأحزاب أو جماعات او تنظيمات او حركات ، ثم تطرف بعضها اكثر ليأخذ الجانب المسلح تحت صفة ومسمى ( الجهاديه ) ولا تزال قائمة ولها دورها في المعترك السياسي ، بعضها لايزال يغذى من قبل السعوديه وبعضها قد تخلت عنه بعد أن اصبح في خانة مايسمى ( الإرهاب ) .
ولكن لو أردنا أن نأخذ المملكة العربية السعودية مثالا لنموذج دوله ذات حكم إسلامي فإننا سوف نصل الى الحقيقة للواقع الفعلي وليس النظري لهذه الدولة ، ولاأريد أن أتجنى هنا بقدر ماأريد ذكر الحقائق ، كما أنني لاأريد بكلامي الطعن بالعائلة السعوديه العربيه والمسلمة ، فأنا في هذا لست معها ولست ضدها . كل ما أريد أن أتحدث عنه هو الدولة كنظام سياسي في عالم اليوم .
ماكان لهذا الحكم أن يقوم ويستوي ويقوى عوده لولا الدعم المباشر من الغرب المسيحي واليهودي الدين ، والامبريالي السياسة والهدف ، بريطانيا اولا ثم الولايات المتحدة الامريكية ثانيا ، فكان على هذا الحكم (الإسلامي ) أن يدخل في تحالفات ومعاهدات عسكرية واقتصادية مع الغرب هذا ، عسكريا بفتح أرضه وأجوائه للقوات العسكريه الأمريكيه ، وسياسيا في تحالفاته وسياسته الخارجيه المهادنه والمتطابقه احيانا كثيره مع الغرب وبمنظور المصالح المشتركة ، واقتصاديا من خلال نفوذ وسيطرة الغرب على الثروة البتروليه استخراجا وتسويقا وحسب المصالح المشتركة أيضا .
يقول المرحوم الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس الدولة السعودية الحديثه التي حملت اسم عائلته ، يقول لرئيس الولايات المتحدة الأمريكيه روزفلت في الأربعينات من القرن الماضي حين إجتمع به على متن بارجة امريكية في البحر الأحمر : ( تعالوا واستخرجوا البترول وخذو حصتكم واعطونا حصتنا ولكن نرجوكم أن لاتكونوا بخلاء معنا كما فعل الإنكليز ...) . يذكرني ذلك بمناظرة تلفزيونيه بثتها احدى قنوات التلفزة البريطانيه في مطلع الثمانينات شارك فيها عرب ويهود وأجانب آخرين ، وحين تكلم أحد الشخصيات الخليجيه بانفعال عن امتلاكهم للنفط وقوته السياسيه والإقتصاديه ـ وهو صحيح ـ أجابه أحد اليهود الغربيين المشاركين في الندوة ، ولا زلت أذكر ذلك بالنص ( It’s true, you have the oil , but we are the bankers ..) ، أي صحيح ماتقول لديكم البترول ولكننا نملك البنوك التي تضعون فيها أموال البترول ...
هذا مثال ولاأريد أن أدخل في تفاصيل المسيرة السياسيه للمملكة العربية السعودية وهو من الأمور المعروفة لدى القراء ولا حاجة للتكرار ، ولكني أريد أن أخلص الى أن محصلة النظام السعودي سياسيا واقتصاديا كقوة اقليمية وكدولة اسلاميه لاتصب في الوعاء الإسلامي الإيماني الحقيقي وهي في هذا الجانب السياسي والإقتصادي تتناقض مع الأحكام القرآنيه والسنة النبويه ، فأصبح الكلام هنا عن دولة اسلامية او حكم اسلامي ما هو إلا من باب الظواهر وليس الباطن ، وربما صحيح في مجال التطبيقات الشرعية الإسلاميه في الداخل ولكن ليس فيما يخص السياسة العامة الدوليه كدولة اسلامية المنهج ، وهذا مفروض عليها كواقع لديمومتها ولكنه من وجهة النظر الشرعية الصرفه أكثر ميلا الى الخروج والى النفاق وإتخاذ اعداء الله اولياء من دونه وتلقى اليهم المحبة . نعود فنقول أن أي ضرب آخر لدولة بهذا الحجم وهذا الموقع وهذا الثراء هو من باب المستحيلات في حلقة السياسة الدوليه المعاصرة .
قال الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله عام 1969 لوفد عراقي من حكومة البعث التي كانت قد استلمت السلطة عام 1968 وذلك عندما استفزه رئيس الوفد وزير الدفاع انذاك حردان التكريتي بقوله ( أصدقاؤكم الأمريكان ) ، قال وبحكمته المعهودة وهدوئه ووقاره لحردان مايلي وببيت شعر مختصر وبليغ : ومن عنت الدنيا على الحر أن يرى عدوا له ما من صداقته بد رحم الله الملك فيصل الذي أغتيل في ظروف غامضه .
أكتفي بهذا القدر من التحدث عن الحالة الأولى في حياتنا المعاصرة والتي اشرنا اليها وهي السعوديه وننتقل الى الحالة الثانية وهي الجمهوريه الإسلاميه الإيرانيه في القسم الثاني ان شاء الله تعالى .
14/12/2006
أردت بهذه المقدمة أن أبين ماسيكون عليه موقف المسلم المؤمن بحقيقة الإسلام كمنهاج حياة عندما يجد نفسه على رأس الهرم كسياسي مسؤول في مجتمع دولي يمثل فيه الحلقة الأضعف بين سلاسل الدول الكبرى صاحبة القرار التي تقيد العالم بما تملكه من قوة وتكنولوجيا وتأثير القرار السياسي المدعوم من المجتمع الدولي أو أغلبيته والخاضع في مصالحه المتبادله لهذه الدول ومن خلال المنظمات والأحلاف السياسيه والإتفاقات الجانبيه مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن وحلف الناتو ومجموعة الدول الصناعيه الثمان والاتحاد الأوربي وغيرها . سيكون هذا المؤمن بمبادئ الإسلام والجالس على كرسي الرئاسة السياسي في بلده أشبه مايكون بالسمكة الصغيره في محيط الحيتان الكبيرة ... لست متشائما ولست مبالغا ، وإنما أتكلم بلغة الواقع الحالي للعالم والذي يجب أن يؤخذ بالحسابات ويحلل كمعادلة رياضيه او كيمياويه ولا يجوز أن تغمض الأعين عنه والتصور أنه يمكن المضي قدما بمعزل عنه لأن ذلك سيكون ضربا من الوهم ومكابرة لاتستند الى حقائق الواقع المر للمجتمع الدولي اليوم .
هذا من جهة .. ومن الجهة الثانيه فإن صعود سلطة إسلاميه في دولة ما الى الإدارة السياسيه لابد أن يتم عبر أحد هذه القنوات الثلاث بحسب الواقع السياسي لدول العالم الإسلامي اليوم وهي : حكم اسلامي شرعي تلتزمه عائلة حاكمه ( يعني حكم ملكي ) مثل ماهو الحال في المملكة العربيه السعودية ، أو حكم ثوري اسلامي جمهوري تلتزم به قيادات دينيه وتفقه وتشرع له كما هو الحال في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، أو حكم لجماعة اسلاميه او حزب اسلامي يأتي عن طريق الإنتخاب كما هو الحال مع حماس الفلسطينيه ، او عن طريق الهيمنه بالسلاح كما كان الحال مع طالبان الأفغانية وهكذا . ولنأخذ كل حالة على حدة لمناقشتها :
المملكة العربية السعودية : تحكم من قبل عائلة آل سعود منذ اكثر من ثمانين عاما ، ويتوزع أفراد هذه العائله من الملك الى الحكومة الى أمراء المناطق الى قادة الجيش والأمن الى رؤساء الهيئات والمؤسسات ونزولا الى أصغر المناصب القيادية في الدوله وبفرض مطلق للهيمنة السياسية والإقتصادية والأمنية على المملكة . هذا كله لاإعتراض عليه الآن فيما يتعلق بموضوع هذا المقال إذ أنه واقع سياسي مفروض ومفروغ منه . يقابل ذلك دور رجال الدين وعلمائه ومشائخه ومنظريه الذين يساندون النظام من الجوانب الشرعية والفقهية يساعدهم على صعيد الشارع أمن ديني مطلق الصلاحيه ويرتبط بأعلى سلطة في البلد وهم ( جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) .
المساندة الدينيه والشرعيه كانت حقيقة قبل تأسيس الدولة السعوديه الحديثة على يد المرحوم عبد العزيز ال سعود ومنذ بدأ طموح محمد بن سعود بحلم الدولة السعوديه في الحجاز ونجد بدلا من الأشراف الهاشميين الذين كانت بيدهم مقاليد الحكم والدين وعلى مدى 14 قرنا . المساندة الدينيه الشرعيه لحلم ابن سعود كانت على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي تنسب اليه مايعرف بالوهابيه إنها إذن بدأت ولازالت وفق معادلة السلطان وواعظ السلطان ..!
الوهابيه غصن خرج بتطرف عن الأصل وهو السلفية التي حمل لواءها الشيخ ابن تيميه ، ثم منهما نشأت أغصان جديدة بعضها معتدله مستويه وبعضها معوجة متطرفة وهي ماعرف بالحركات السلفية كأحزاب أو جماعات او تنظيمات او حركات ، ثم تطرف بعضها اكثر ليأخذ الجانب المسلح تحت صفة ومسمى ( الجهاديه ) ولا تزال قائمة ولها دورها في المعترك السياسي ، بعضها لايزال يغذى من قبل السعوديه وبعضها قد تخلت عنه بعد أن اصبح في خانة مايسمى ( الإرهاب ) .
ولكن لو أردنا أن نأخذ المملكة العربية السعودية مثالا لنموذج دوله ذات حكم إسلامي فإننا سوف نصل الى الحقيقة للواقع الفعلي وليس النظري لهذه الدولة ، ولاأريد أن أتجنى هنا بقدر ماأريد ذكر الحقائق ، كما أنني لاأريد بكلامي الطعن بالعائلة السعوديه العربيه والمسلمة ، فأنا في هذا لست معها ولست ضدها . كل ما أريد أن أتحدث عنه هو الدولة كنظام سياسي في عالم اليوم .
ماكان لهذا الحكم أن يقوم ويستوي ويقوى عوده لولا الدعم المباشر من الغرب المسيحي واليهودي الدين ، والامبريالي السياسة والهدف ، بريطانيا اولا ثم الولايات المتحدة الامريكية ثانيا ، فكان على هذا الحكم (الإسلامي ) أن يدخل في تحالفات ومعاهدات عسكرية واقتصادية مع الغرب هذا ، عسكريا بفتح أرضه وأجوائه للقوات العسكريه الأمريكيه ، وسياسيا في تحالفاته وسياسته الخارجيه المهادنه والمتطابقه احيانا كثيره مع الغرب وبمنظور المصالح المشتركة ، واقتصاديا من خلال نفوذ وسيطرة الغرب على الثروة البتروليه استخراجا وتسويقا وحسب المصالح المشتركة أيضا .
يقول المرحوم الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس الدولة السعودية الحديثه التي حملت اسم عائلته ، يقول لرئيس الولايات المتحدة الأمريكيه روزفلت في الأربعينات من القرن الماضي حين إجتمع به على متن بارجة امريكية في البحر الأحمر : ( تعالوا واستخرجوا البترول وخذو حصتكم واعطونا حصتنا ولكن نرجوكم أن لاتكونوا بخلاء معنا كما فعل الإنكليز ...) . يذكرني ذلك بمناظرة تلفزيونيه بثتها احدى قنوات التلفزة البريطانيه في مطلع الثمانينات شارك فيها عرب ويهود وأجانب آخرين ، وحين تكلم أحد الشخصيات الخليجيه بانفعال عن امتلاكهم للنفط وقوته السياسيه والإقتصاديه ـ وهو صحيح ـ أجابه أحد اليهود الغربيين المشاركين في الندوة ، ولا زلت أذكر ذلك بالنص ( It’s true, you have the oil , but we are the bankers ..) ، أي صحيح ماتقول لديكم البترول ولكننا نملك البنوك التي تضعون فيها أموال البترول ...
هذا مثال ولاأريد أن أدخل في تفاصيل المسيرة السياسيه للمملكة العربية السعودية وهو من الأمور المعروفة لدى القراء ولا حاجة للتكرار ، ولكني أريد أن أخلص الى أن محصلة النظام السعودي سياسيا واقتصاديا كقوة اقليمية وكدولة اسلاميه لاتصب في الوعاء الإسلامي الإيماني الحقيقي وهي في هذا الجانب السياسي والإقتصادي تتناقض مع الأحكام القرآنيه والسنة النبويه ، فأصبح الكلام هنا عن دولة اسلامية او حكم اسلامي ما هو إلا من باب الظواهر وليس الباطن ، وربما صحيح في مجال التطبيقات الشرعية الإسلاميه في الداخل ولكن ليس فيما يخص السياسة العامة الدوليه كدولة اسلامية المنهج ، وهذا مفروض عليها كواقع لديمومتها ولكنه من وجهة النظر الشرعية الصرفه أكثر ميلا الى الخروج والى النفاق وإتخاذ اعداء الله اولياء من دونه وتلقى اليهم المحبة . نعود فنقول أن أي ضرب آخر لدولة بهذا الحجم وهذا الموقع وهذا الثراء هو من باب المستحيلات في حلقة السياسة الدوليه المعاصرة .
قال الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله عام 1969 لوفد عراقي من حكومة البعث التي كانت قد استلمت السلطة عام 1968 وذلك عندما استفزه رئيس الوفد وزير الدفاع انذاك حردان التكريتي بقوله ( أصدقاؤكم الأمريكان ) ، قال وبحكمته المعهودة وهدوئه ووقاره لحردان مايلي وببيت شعر مختصر وبليغ : ومن عنت الدنيا على الحر أن يرى عدوا له ما من صداقته بد رحم الله الملك فيصل الذي أغتيل في ظروف غامضه .
أكتفي بهذا القدر من التحدث عن الحالة الأولى في حياتنا المعاصرة والتي اشرنا اليها وهي السعوديه وننتقل الى الحالة الثانية وهي الجمهوريه الإسلاميه الإيرانيه في القسم الثاني ان شاء الله تعالى .
14/12/2006
No comments:
Post a Comment