Thursday, March 20, 2008

تكلّمَ المسـتشـار .. ويريدون منّا أن نسكتَ على الكذب والعـار ...!


علي الحمــداني

أما المستشار فهو مستشار الأمن القومي العراقي لثلاث حكومات في ظل الإحتلال ، موفق الربيعي !
أما العار الذي يريدون منا أن نسكتَ عليه فهو عار من تكلَم ، وعار من يحكم ، وعار الإحتلال الذي جاء بهؤلاء الى الحكم ..

ماكنت لأريد أن أتعرض بشكل شخصي لأي إنسان ، والى أي قومية أو دين أو عرق أو مذهب ينتمي اليه ...
فهذا قبل كل شيئ هو عمل مكروه ومنْهيٌ عنه في ظل الإسلام أو الإنسانية .. ( كلكم لآدم وآدم من تراب ) و ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) .. ولكن ، يصبح التعرض من الموجبات عندما يخادع الإنسان بأن ينكر أصوله ، ويتنكر للمبادئ ، ويخون الأرض التي تؤيه .. ثم يخرج ليقول لنا كفراً ونفاقاً بلغة الوطنية ، وعمل السيئات تحت شعار الحسنات .. عند ذلك أرى أن تجاوز حدود اللياقة الأدبية في الرد يصبح من نافلة القول ..

عار المتكلّم ، أنه أنكر قوميته الفارسية ، وموطنه وموطن أجداده إيران ، وتاريخه وعلاقاته السياسية وتاريخه الإجتماعي ...
كريم شاه بور .. أصبح في غفلة من الزمن وعلم من الأمريكان .. موفق الربيعي ..! .
الصديق الشخصي لموردخاي وزير دفاع إسرائيل الأسبق ....!
مَنْ رفض أمير ربيعة تأييد ربيعيته ، وطرد عمه وشقيقه عندما طلبا منه ذلك وقال لهما بالحرف الواحد : لقد قدمتم الينا تطلبون الإحتماء بنا والإنتماء الينا فقبلنا ، أما أن تطلبون منا أن تكونوا ربيعيين بالنسب فهذا مالاتسمح به أعرافنا ..!
ويريدنا أن نصدق أنه عربي ومن القبيلة العربية المعروفة ، ربيعة !
هذا هو عار المُتَكلم ...!

أما ماصرح وتكلم حوله السيد المستشار فهو : ( أن العراق لن يسمح أبداً للولايات المتحدة بالإحتفاظ بقواعد عسكرية دائمة على أراضيه )
وأضاف : إن العراق قد يحتاج الولايات المتحدة في حربه ضد الإرهاب ، ويحتاج اليها لحماية حدوده في بعض الأحيان ، ويحتاج اليها لدعمه إقتصادياً ، ويحتاج اليها لدعمه دبلوماسياً وسياسياً... إلا أن وجود قوات دائمة للولايات المتحدة أو منح قواعد في العراق لأي قوات أجنبية هو خط أحمر لايمكن قبوله من جانب أي عراقي وطني .... فأمر غير مستغرب .. اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس ..!

أما عار من يحكم .. و ( موفق ) أحدهم .. فهو يتمثل أيضاً بدائرة الكذب والتضليل والمراوغة ، وكأن الشعب العراقي ، والعرب ، والعالم .. بمعزل عما يحدث ، ولايستطيعون التمييز بين التصريحات الرنانة والأفعال اليومية على أرض الواقع ..!

رئيس الوزراء يوقع مع الرئيس الأمريكي ( إعلان مبادئ ) .. أي إتفاقية أو معاهدة أو حلف ، إذا ماأردنا أن نستخدم المرادفات اللغوية ، أو حتى لغة السياسة .. وتنص على علاقات ودية في المدى الطويل ...!
وعلينا .. نحن ابناء العامة .. أن نفهم معنى العلاقات الودية .. كما علينا أن نعرف ماذا تضمن إتفاق إعلان المبادئ الموقع بين بوش والمالكي من تفاصيل غير معلنة .. وما معنى المدى الطويل ...!

الحكومة الأمريكية أنجزت لحد الآن بناء بضع قواعد عسكرية أمريكية في العراق ، بلغت كلفة إنشائها حسب تقرير البنتاغون والكونغرس الأمريكي مليار ومائة مليون دولار ، ولا يزال العمل مستمراً لإستكمال هذه القواعد وغيرها .. وأريد أن أسأل مستشار الأمن القومي ورئيس وزرائه وأركان حزبه وحكومته .. لماذا ياترى تقوم أميركا ببناء هذه القواعد وتصرف المليارات ..؟
أما كان الأجدر بها أن تستشير السيد المستشار ( موفق الربيعي ) .. لتأخذ رأيه ورأي حكومته قبل أن تشرع ببنائها ماداموا لايوافقون على بقاء قوات أجنبية على أرض العراق ويعتبرون ذلك خطاً أحمر لايمكن تجاوزه ...؟
والسؤال الأهم ، من أتى بكل هؤلاء الى العراق وأجلسهم في مقاعد السلطة وفتح لهم خزائن المال لينهلوا منها كما يشاؤون .. أليس هو الجيش الأمريكي ..؟ أم أنهم يعتقدون ويصدقون أن الأمريكان قد قدموا الى العراق لإسقاط دكتاتورية صدام وإقامة الديمقراطية ثم سيرحلون ...؟

يوم أمس إنفجرت سيارتان ملغومتان ، قرب منزلي أياد علاوي ، وصالح المطلك .. فألحقت بهما الأضرار ، وسقط بعض القتلى والجرحى ...
المنزلان يقعان في حدود المنطقة الخضراء المحصنة وتحت الحراسة المشددة من قبل ( قوات ) .. الجيش والشرطة .. فمن ياترى لديه المصلحة في فعل كهذا ، والإثنان هما من معارضي الحكومة ، وممن وضعوا على قائمة الأعداء .. وقبلهما سمعنا عن وجود سيارتين ملغومتين قرب منزل عدنان الدليمي ، وهو الآخر لايقف في صف الحكومة ..
هل يمكن أن تقوم بذلك المقاومة العراقية مثلا ً ..؟ أو جبهات المعارضة للحكومة ..؟ أو التكفيريين على سبيل المثال ..؟
هو ماقلنا ونقول .. أزلام الحكومة تتصرف .. وأزلام الحكومة تطلق التصريحات عما يحدث .. وعلى الناس التصديق .. إنه هو الإستغفال ، لابل الإستهتار بعينه ...!!

أما عار الإحتلال ، والذي يطلق عليه البعض ( التحرير ) ، بإعتبار أن الإحتلال يتم نتيجة الحرب بين دولتين .. ويطالبنا ـ كما فعل أحد كتاب هذه الصفحة يوم أمس ـ بالوقوف الى جانبه .. فهو المرجع الأوحد اليوم في العراق .. ومن يقل لي أن هناك مراجع غيره من داخل الحكم أو خارجه فليثبت لي ذلك ..

الإحتلال قام بحل الجيش العراقي فخلق المقاومة ...
والإحتلال قام بجلب القاعدة من السعودية وأفغانستان وأدخلها الى العراق ، وكلا البلدين بإمرته وذلك لتحجيم المقاومة وإبقائها ضمن دائرة معينة فخلط الأوراق لصالحه ..
الإحتلال أغمض عينيه عن تدفق المتطوعين من حرس الثورة الإيراني الى العراق ليخلق حالة الصراع بين الشيعة ..
والإحتلال خلق مجالس الصحوة من السنة ، لضرب المقاومة السنية والقاعدة ..
الإحتلال ساهم وبشكل مباشر في ضرب مدن وأحياء سنية وشيعية لإذكاء نار الفتنة..
الإحتلال تبنى منهج المجلس الإسلامي الأعلى ، وعبد العزيز الحكيم ، لضرب كل من العرب الشيعة والسنة .. وإتخاذ هذا المجلس الجسر أو المعبر لتحقيق مصالحه الإقليمية فيما يتعلق بالجانب الإيراني
والإحتلال لايزال يعمل وفق نظرية ( الفوضى الخلاقة ) وضمن هذه الأطر لتحقيق الهدف الأكبر من عملية إحتلال العراق ..
الإحتلال ساعد الأكراد على تطرفهم وغلوائهم وتوجهاتهم الإنفصالية .. والإحتلال هو من حرّك الأتراك لشد أذن القيادات الكردية .. وهو من أوقف العملية عند خطوط معينة ولم يلغها كلياً لضمان مصالحه أيضاً.
الإحتلال هو من يحرك خطط تقسيم العراق كخطوة على مشروعه الإستراتيجي في الشرق الأوسط الجديد بالإستفادة من خدمات كل من ذكرنا ، كل حسب دوره وموقعه ...!

ويعود الينا مستشار الأمن القومي ليحدثنا وبوطنية عن رفض حكومة الدمى التي نصبها الإحتلال لوجود أية قوات أمريكية أو أجنبية أو قواعد عسكرية على أرض العراق ...
وبودي لو أسأل السيد المستشار :
وحينذاك ـ لو حدث ماتريد ـ فتحتَ أية حضانة ياترى ستكونون ومَنْ سينقذ مَنْ ومن مَنْ ..؟

كلنا ياحضرة المستشار نريد للإحتلال أن يرحل .. ولكننا ، وبعد أن وقع الفأس بالرأس ، كما يقال ، نريد حكومة وطنية من أهل العراق .. وتعمل للعراق وأهله .. وهذا ـ وكما تعلمون ـ سوف لن يسمح لنا به أصدقائكم الأمريكان والإسرائيليين .. فلا بديل إذن عن المقاومة الشريفة الشيعية والسنية ، ودعني أختزل ذلك بالمقاومة الوطنية العراقية ..!

لاأدري إذا كنت قد رأيت الفلم الذي بثه التلفزيون البريطاني أمس في برنامج ( بانوراما ) ، وكيف أُجبر البريطانيون على الإنسحاب من القصر الرئاسي في البصرة الى قاعدة عسكرية لهم .. وكيف كان يعلق المتحدث العسكري عن الموضوع فيقول ، إن الإنسحاب كان أشبه بالهزيمة ، بعد أن كانوا يمطرونهم بقذائف المورتر صباحاً وظهراً ومساءاً وبمعدل ثمانون قنبلة في كل مرة ، حتى منعوا وصول الأغذية اليهم ...!!

هكذا تسير الأمور .. وهكذا ستسير .. فهل تدركون ، أنت والحكيم والمالكي كل ذلك ...؟
لا شك أنه سيكون لكل حادث حديث ...!

lalhamdani@yahoo.com

No comments: