Friday, March 7, 2008

الحرب على الحقيقة


ــ ترجمة مختصرة ــ
علي الحمـــداني
(11)

أنس الليبي : ناشط من القاعدة يتقاضى من المخابرات البريطانية .

أنس الليبي .. من شبكة القاعدة وهو أحد أبرز المطلوبين على قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي لدوره في تفجيرات السفارات الأمريكية في أفريقيا في 7/8/1998 .. حتى أن وزارة الخرجية الأمريكية كانت قد وضعت جائزة مالية مقدارها 25 مليون دولار لأية معلومات توصل الى أنس الليبي ..!

بهذا الصدد يقول كل من روبرت رايت و جون فينسنت ، وهما وكيلان متقدمان في مكتب النحقيقات الفيدرالي في شيكاغو ، في مقابلة مع شبكة ( أي بي سي ) الأمريكية للأخبار ( أنهما توصلا الى خلية مرتبطة بإبن لادن .. وعندما نقلا هذه المعلومات الى رؤسائهما ، طُلبَ منهما عدم القيام بأي عملية إلقاء قبض والإكتفاء حاليا بمراقبتهم وتقديم التقارير عن أنشطة الخلية .. وحتى بعد تفجيرات افريقيا في نيروبي ودار السلام .. بقيت التعليمات على حالها ..! " لاإعتقال بل مراقبة فقط ...! ". لقد كانت هناك قوة أكبر من القضاء الأمريكي أو مكتب التحقيقات هي التي تسّير الأمور بهذا الإتجاه ...!

يقول ديفيد شيلر ، وهو من كبار موظفي وكالة المخابرات البريطانية : أنه في الوقت الذي كانت فيه التحقيقات الجنائية مستمرة في أميركا بخصوص أحداث 1998 ، وفي طريقها الى الوصول الى نتائج .. توقفت فجأة عند نقاط معينة وكما يبدو نتيجة أوامر عليا ...!

في تلك الفترة كانت لدى المخابرات البريطانية خطط تسير بإتجاه آخر .. تلك هي إغتيال الزعيم الليبي معمر القذافي .. وقد تم دفع مبلغ 100,000 باوند استرليني لشبكة تابعة للقاعدة تعمل من ليبيا لتقوم بتنفيذ العملية ..!
لقد فشلت العملية بسبب أن العميل الليبي الذي كان يتسلم رواتبه من المخابرات البريطانية قام بزرع القنبلة تحت السيارة الخطأ مما تسبب عن مقتل ستة مدنيين أبرياء ..!

ويتساءل شيلر : كيف يتم صرف ذلك المبلغ لشبكة يفترض أنها إرهابية حسب مفهوم المخابرات البريطانية ، وانها تعمل لصالح اسامة بن لادن ..؟ هل أعطت الحكومة البريطانية الموافقة لجهاز المخابرات لدفع المبلغ ..؟ أم أن المخابرات تصرفت بمعزل عن القنوات الحكومية الرسمية ..؟ .
لقد كانت لدينا المعلومات عن أنشطة إرهابية مشتركة بين مجموعات ليبية ومصرية .. وحتى لدينا الشكوك أن تلك المجموعات ، وربما بأموالنا المدفوعة لهم قامت بهجوم الأقصر الإرهابي في مصر عام 1996 ، والذي أدى الى مقتل بعض البريطانيين ...!!

هذه المعلومات ضمنت في تقرير شيلر الذي قدمه الى وزير الداخلية البريطاني عام 1999 (جاك سترو) . علما أن شيلر كان قد إستقال من العمل مع المخابرات أو ربما أقيل عام 1997 .. ولم يقف الموضوع عند هذا التاريخ بل استمر حتى عام 2002 ، حين قدم شيلر الى المحكمة بتهمة نشر وثائق تؤثر على الأمن الوطني البريطاني ...!!!

لكن المخابرات الفرنسية قامت بتوثيق معلومات شيلر .. وأضافت أن أحد الموثوق بهم من قبل بن لادن قام بمحاولة الإغتيال الفاشلة ، وأنه المدعو أنس الليبي ، المطلوب من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي ، والمحسوب على المخابرات البريطانية ...!! وقد نشرت هذه المعلومات كاملة في كتاب " حقائق ممنوعة " .

منح الليبي حق اللجوء السياسي الى بريطانيا .. وعاش في مدينة مانجستر شمال انكلترة حتى عام 2000 ..! واختفى بعد ذلك ..!

أما شيلر فقد تركز دفاعه في إستئناف قضيته بعد الحكم عليه ( أنه كان قد أخطأ في المعلومات التي قدمها بشأن التعاون بين المخابرات البريطانية وبن لادن في إغتيال الزعيم الليبي معمر القذافي ...!) .
أُطلق سراح شيلر بعد فترة توقيف ومحاكمات .. ولامعلومات متوفرة عنه حاليا بعد أن غادر بريطانيا ليعيش في دولة أخرى ....!


السعودية .. قاعدة المال لابن لادن ..!

لم تنقطع علاقة اسامة بن لادن عن أفراد عائلته المقيمون في السعودية .. كما لم تنقطع صلة الرفد المالي له من خلال أرباحه في الأعمال التجارية للعائلة .. ولو أن بعض أفراد عائلته قد قطع الإتصال معه . ولكن علينا الا ننسى حقيقة واحدة أن حجم أفراد العائلة يبلغ حوالي 600 فرد مابين الأفراد من الدرجة الأولى في صلة القرابة وبين الأقارب والأنساب والأصهار ..!

الدكتور سعد الفقيه الذي مررنا على ذكره امس ، يؤكد حقيقة شرعية إسلامية وهي أن أسامة هو جزء من عائلة وله حقوقه المالية وإرثه ..! وأن أخواته ومن هذا المنطلق أقرن أن الأخ حتى لو كان مجرما حقيقيا فهو شرعيا سيبقى الأخ وتجب مساعدته والتواصل معه بكافة الطرق ..!

الفقيه وكذلك الصحفي عبد الباري عطوان رئيس تحرير جريدة (القدس العربي) التي تصدر من لندن والذي كان قد حقق لقاءا صحفيا مع بن لادن في أفغانستان في نوفمبر 1996 .. يعترفان أن والدة اسامة قد قامت بزيارة إبنها لمرتين ..!

يقول عبد الباري عطوان أنه قد نظمت لها رحلة من قبل الأمير تركي الفيصل في ربيع عام 1998 بصحبة زوجها ( الذي إقترنت به بعد وفاة والد اسامة الشيخ محمد ) .. ويبرر الأمير تركي الرحلة أنها كانت لإقناع اسامة من قبل والدته التي يحبها كثيرا ، أن يتوقف عما يقوم به من نشاطات ..!
أما الرحلة الثانية ، وبحسب معلومات سعد الفقيه ، فكانت في ربيع 2005 ، ودعمت من قبل العائلة المالكة السعودية ، أيضا لغرض إقناعه بالإقلاع عن أنشطته .. ولكن الحقيقة كانت وبحسب معلومات الإستخبارات الأمريكية والأوربية هي عقد صفقة معه تقضي بعدم التعرض لأفراد شبكته أو مصالحه في السعودية لقاء التعهد بعدم القيام بأعمال إرهابية على الأرض السعودية .

كذلك ، عرضت قناة الجزيرة ومقرها في قطر في يناير 2005 فيلما عن حفل زواج نجل اسامة محمد ، وكان حاضرا في الحفل بعض أفراد عائلته الذين قدموا من السعودية وكذلك أخ اسامه لأمه .

يقيم هذا الأخ غير الشقيق في جنيف / سويسرا على رأس شركة تعود للعائله هناك .. وبحسب تقرير مجلة " النيويوركر " ، فإن هذه الشركة قد دفعت مصاريف تدريب بعض أفراد شبكة بن لادن على الطيران الى شركة هوفمان للملاحة الجوية في ولاية فلوريدا الأمريكية ، وكان ممن تلقى تدريبه هناك هو محمد عطا .. أحد مهاجمي برجي التجارة في نيويورك في سبتمبر 2001 ..!

لم يتم في حينها إكتشاف مصدر الأموال التي دفعت لشركة الملاحة في فلوريدا وذلك بسبب أن أخ بن لادن كان يملك حصصا تجارية في شركة طيران سويسرية ، ومن تلك الشركة تم تحويل الأموال الى الشركة الأمريكية ..! ولكن التحقيقات اللاحقة كشفت عن دور شركة بن لادن في سويسرا .. وكذلك عن شركة فرنسية في مدينة ( كان) جنوب فرنسا حيث يملك أخ أسامة فيلا للسكن هناك ....!!

أما ( بنك التقوى ) المسجل رسميا في ناساو ـ جزر البهاما ، فهو بنك يرتبط بمجموعة (شركات التقوى) والتي اسست في الثمانينات بواسطة ( الإخوان المسلمين ) .
في بنك التقوى يملك غالب بن لادن شقيق اسامة ، حساب إستثمار( اسلامي ) بعدة ملايين من الدولارات ، كما أن أموال سعوديين آخرين تدخل في حساباتهم في ذلك البنك . ولكن من المؤكد استخباريا ، أن بنك التقوى كان يقوم بعمليات غسل أموال وإجراء تحويلات لحساب شبكات بن لادن ...!!

إذا ماعدنا الى وضع أفراد من عائلة بن لادن ، وآخرين مقربين منهم من السعوديين ممن كانوا يعيشون داخل الولايات المتحدة بعد أحداث سبتمبر هناك ، فإننا بهذا الصدد نعود الى معلومات السفير السعودي في واشنطن ..
لقد تم أولا تسفير أفراد العائلة البالغ عددهم 24 شخصا الى تكساس حيث وضعوا في موقع سري ، ثم نقلوا بعدها الى واشنطن ، ومنها تم تسفيرهم الى السعودية ...!
لقد بلغ مجموع الذين تم تسفيرهم حتى 13 سبتمبر 300 شخصا ، وتمت هذه العملية بموافقة جهات عليا في الولايات المتحدة حسب تقارير مكتب التحقيقات الفيدرالي والتي تذكر أن من تكلموا اليهم من المخابرات بهذا الخصوص وذلك عن كيفية تسفير أشخاص قد تكون لهم علاقة بما حدث من تفجيرات في نيويورك وواشنطن ، أشاروا الى أن الأوامر أتتهم من وزارة الخارجية .. إلا أن متحدث بإسم الوزارة لم يذكر إسمه أكد أن الأوامر كانت أعلى من وزارة الخارجية .. ثم أضاف أنها أوامر البيت الأبيض مباشرة وقد تمت بترتيب بين الأمير بندر بن سلطان السفير السعودي في واشنطن والبيت الأبيض ....!!!

ثمة حقيقة أخرى وهي جمعية ( الشبان المسلمين العالمية ) والتي كانت موضع مراقبة وتحقيقات من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي ، أظهرت أن إثنان من إخوة اسامة بن لادن وهما عبد الله وعمر بن لادن في قمة إدارة هذه الجمعية في أميركا ...!
الأخوين بن لادن يعيشان في بناية رقم 3411 ( سيلفرميبل بليس ) القريب من مقر الجمعية الكائن في رقم 5613 ( ليسبرغ بايك ) ، والذي على بعد بنايتين منه فقط ، كان يعيش أربعة أفراد من الذين قاموا بخطف الطائرات التي هاجمت نيويورك .

كان لدى مكتب التحقيقات تقارير مخابراتية من وكالة المخابرات نقلا عن مصادر مخابرات في كل من باكستان والهند والفليبين ، تشير الى أن الجمعية المذكورة على صلة بتنظيم القاعدة .. وحين أصبحت ملفات مكتب التحقيقات بهذا الخصوص جاهزة للتقديم الى المحاكم .. إنسحب فجأة ممثلي المكتب من القضية ، في نفس الوقت رفضت المالية الأمريكية تجميد أرصدة الجمعية واعتبرتها لبست أكثر من مؤسسة خيرية ( رقم ملف القضية وبحسب مصدر مكتب التحقيقات هو : سري ـ قضية آي دي ـ 199 دبليو أف 213589 ) وللعلم فإن رقم 199 هو إشارة الى أن الملف يخص الأمن القومي ...!!

الجمعية لم يتم إغلاقها أو تجميد أموالها كما ذكرنا .. ولكن كلا من عبد الله بن لادن وعمر بن لادن لم يشاهدا بعد ترحيل عائلة بن لادن كما ذكرنا آنفا . ويعتقد أنهما قد تركا الى السعودية ..!

كان على نفس الرحلة الجوية التي أقلت آل لادن ، حارسين شخصيين أمريكيين هما " دان كروزي " و " مانويل بيرز " ، وقد أفادا لاحقا أن أحد الركاب في تلك الرحلة كان شقيق السفير السعودي بندر بن سلطان بن عبد العزيز .
الأمير سلطان بن عبد العزيز كان يشغل منصب وزير الدفاع والطيران السعودي آنذاك . وهو ولي العهد السعودي حاليا .

الأمير سلطان ، كان وعلى مدى 16 عاما يدعم منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية بمبلغ 266,000 دولار سنويا ، ويدعم جمعية الشبان المسلمين بمبلغ 52,000 دولار سنويا ...!

للموضوع بقية ....
lalhamdani@yahoo.com

No comments: