كثر الحديث هذه الأيام عن مخطط يعمل الشيعة على تحقيقه لغرض فرض التشييع على مجموعة من دول المنطقة العربية الإسلامية وخصوصا بعد سقوط العراق تحت الإحتلال الأمريكي وإزدياد نفوذ ايران السياسي هناك عن طريق هيمنة بعض العناصر التي تدين لها بالولاء من حكام العراق الجدد على الحكومة العراقية واستخدامها لميليشيات عسكرية أعدت مسبقا وبعضها تم تأسيسها وتدريبها في ايران خلال سنوات حكم صدام وحتى سقوطه عام 2003 . كذلك تنامي قوة حزب الله الشيعي في جنوب لبنان خصوصا بعد الإنسحاب السوري من لبنان بضغط امريكي واوربي ، وتبني سوريا دعم حزب الله بكل الوسائل المتاحة مستفيدة من علاقاتها الجيدة مع حكام ايران منذ قيام الجمهورية الإسلامية هناك ، او يصح القول ايضا استغلال ايران لعلاقاتها مع سوريا سابقا أيام حكم البعث في العراق العدو المشترك للنظامين السوري والإيراني ، ولاحقا بعد سقوط ذلك النظام واصطفاف حكام العراق الجدد الى جانب ايران ودعمها لسوريا خصوصا على المستوى الإقتصادي والذي هي بحاجة اليه .
العلاقة الإيرانية ــ السوريه تحتاج الى وقفة لدراستها والإنطلاق منها الى تفاصيل موضوعنا هذا . يرجع تاريخ هذه العلاقة الى فترة قيام الثورة في ايران عام 1979 وتولي الحكم هناك رجال الدين تحت زعامة الخميني واعلان ايران كجمهورية اسلامية ( شيعية المذهب ) ، حينها وقبل ذلك كانت علاقات العراق بسوريا علاقات متوترة بين شطري حزب البعث الحاكم في كلا البلدين ولمدة مايقارب العشر سنوات قبل قيام ايران الجمهوريه . وحين بدأت غيوم الصراع بين النظامين العراقي والإيراني بالتجمع بعد قيام الثورة الإيرانية وادت الى قيام الحرب بينهما إزداد التقارب السوري ـ الإيراني خصوصا بعد وقوف الملك حسين ملك الأردن انذاك بكل ثقله الى جانب العراق في وقت كانت العلاقات السوريه الأردنية متوترة . ومن خلال قراءة فترة حكم الملك حسين كان من الواضح ان وقوف الأردن الى جانب صدام قد تم بدفع امريكي حين كانت اميركا تقف الى جانب العراق في تلك الحرب وفي نفس الوقت تحقيق فائدة اقتصادية عالية للأردن من خلال ضخ الأموال العراقية اليه وقد تم فعلا خلال تلك الفترة قيام مشاريع اقتصادية كبيرة في الأردن بأموال عراقية حكومية وبذلك كان الملك حسين يحقق فائدة مزدوجة الأولى اصطفافه على خط الدفاع عن ( العروبة والإسلام ) في العراق ودول الخليج بوحي امريكي والثانية توجيه صدام وتزويده بتعليمات دعم الغرب له وحصد مليارات الدولارات من أموال الشعب العراقي وادخالها الى الأردن . أما سوريا فبقيت على موقفها من ايران وازدادت تقربا اليها نكاية بالعراق والأردن معا وهو حقيقة ماكان مرسوما له ومتوقعا ربما في الخطط المحفوظة في ادراج البيت الأبيض وتل أبيب وكلاهما يرتبط بالنظام الأردني ارتباطا عضويا وبعلاقات باطنية مخفية لاشائبة عليها .
الذي يلفت النظر أكثر في العلاقات الإيرانيه ـ السوريه ، هو ماحدث بعد سقوط صدام ووقوع العراق تحت الإحتلال الأمريكي الذي يفترض أنه عدو ايران الأول وعدو سوريا المعلن . لقد بدأ توزيع الأدوار منذ اليوم الأول لسقوط بغداد . ايران تساند الحكام الجدد في العراق وتمضي قدما في مخططها الذي يرمي الى ايجاد موضع قدم لها هناك وتعاونها المطلق مع حكام العراق الجدد الذين قدموا تحت حماية الأمريكان ويعملون تحت وصايتهم ووفق مخططاتهم ومع ذلك يلقون كل التزام ودعم من حكومة طهران ( عدوة اميركا ) . على الجانب الآخر اتخذت سوريا موقفا مغايرا وهو استضافة قياديي البعث العراقي السابق ممن كانوا على قمة النظام كعزت الدوري ومن معه والموجودين على قائمة الطلب الامريكية لهم وممن تريد امريكا القبض عليهم واعتقالهم ، ليس هذا فقط بل قيام سوريا بدعم مقاومين مسلحين للنظام العراقي الجديد وحمايتهم والسماح لهم بالإنطلاق الى العراق من اراضيها وربما تسليحهم لمقاومة حكومة العراق الجديدة التي أتت مع الأمريكان والمواليه قلبا وقالبا لإيران من منطلق الطائفة الواحدة والمصالح المشتركة . بكلمة اخرى إن سوريا حليفة ايران تدعم وتساعد منظمات مسلحة للقيام باعمال ضد ميليشيات حكومة العراق ، وهذه المليشيات هي اصلا صناعة ايرانية شيعية المذهب وبعلم ايران التي تعرف ان ذلك سيخلق حالة فوضى واضطراب أمني في العراق من شأنه اضعاف حلفائها في الحكومة العراقيه وقتل محتمل لشيعة العراق وبالتالي إطالة أمد الإحتلال الأمريكي الذي يخدم مصالحها على المدى البعيد ومع ذلك تصرح ايران أنها ضده وتشترط رحيله قبل ان تتدخل لمساعدة العراق في محنته هذه ...!!! أليس هذا تناقض واضح ..؟ اليس هذا فهم مزدوج ..؟ أم ان مصدر وضع الخطط هو مصدر واحد تنفذه كل من ايران وسوريا تحديدا وبمباركة وموافقة الأردن ودول الخليج التي تدين بمبدأ ذلك المصدر لإبقاء حالة عدم الإستقرار والفوضى في العراق والمنطقة مستمرة ...؟ تساؤلات قد تصعب الإجابة عليها ولكنها توضح لنا بعض المعالم وساترك ذلك لتقدير القراء الكرام للمساعدة في حل تناقضات هذه المعادلة ..!
لو اردنا الرجوع الى تاريخ الحكومات الإيرانية قبل وبعد 1979 لوجدنا امامنا المعطيات التالية :
1) احتلال شاه ايران للجزر العربية في الخليج واصراره على عدم ارجاعها او التفاوض بشأنها ، وبقاء الحكم ( الاسلامي ) على نفس موقفه المتشدد من هذه القضيه .
2) التحالف الايراني الكردي في زمن الشاه ، والتحالف الايراني الشيعي الكردي في زمن الاحتلال مع حكومة الجمهورية الاسلاميه .
3) التزام الحكومة ( الاسلامية ) في ايران بالتقويم الفارسي الذي كان معتمدا خلال فترة الحكم الشاهنشاهي وعدم اعتماد اي تقويم اسلامي كالتقويم الهجري .
4) احتفال ايران سنويا وفي ظل الحكومة الاسلامية كما كان في السابق بعيد ( نوروز ) عيد النار الفارسي القديم ولأيام ، في حين تمر الأعياد الاسلامية مرورا فقط .
هذه المعطيات تدلل بشكل او بآخر على سياسة قومية فارسية تغلب الطابع ( الإسلامي ) الذي يفترض ان يلتزم به حكم اسلامي .
أردت أن اخلص من ذلك الى أن سياسة ايران في المنطقة العربيه تقوم على التعصب الفارسي القومي ولايعنيها من قريب او بعيد مصالح العالم الإسلامي . فمن الناحية التطبيقيه الان والعراق تحت الاحتلال لازالت تمد نفوذها السياسي والعسكري والأمني على منطقة البصرة خصوصا وجنوب العراق عموما ويتم ذلك تحت نظر القوات البريطانية المتواجدة هناك . ولقد صرح توني بلير يوم أمس فقط أن الخطط تسير حثيثا لتسليم الأمن في البصرة للعراقيين قريبا ، وهو يعلم انه لاوجود لأمن عراقي بالمعنى الصحيح بل أن كل ماهناك هو أمن ايراني مباشر وغير مباشر عبر الميليشيات التي تدين لإيران . أما من الناحية الدينيه فلا زالت ايران المسيطرة 100% على المرجعية الشيعية في العراق من خلال اعتماد مرجع أعلى ايراني الأصل كما هو الحال الان في وجود علي السيستاني ، وترفض بل وتسعى الى أن تكون المرجعية الشيعية العليا في قم الإيرانية بدل النجف العراقية والخلاف محتدم دينيا بين شيعة العراق العرب وايران حول هذه النقطة ولعقود . كما يلاحظ أن ايران ومن خلال سياستها تضحي في الحقيقة بالكثير من الشيعة العرب في العراق الذين يعانون اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا حالهم حال بقية اهل العراق .
لقد قام المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق برئاسة عبد العزيز الطباطبائي الحكيم الإيراني الأصل والإنتماء ، قام بإدخال الآف العناصر من فيلق بدر التابع له الى الأردن كعراقيين للعمل هناك وجهزهم بالأموال اللازمة . وعلى علمنا فإن الحكومة الأردنية تعلم بذلك ولكنها لاتستطيع ان تفعل الكثير لعدم تمكنها من فرز هؤلاء عن الاف العراقيين الآخرين الذين نزحوا الى الأردن للعمل او التجارة او الإستثمار وطلبا للأمن الذي يفتقدوه في العراق والذي اصبح يهدد حياتهم هناك .
على الصعيد الآخر تمضي خطط ايران حثيثة في سوريا بضخ الإيرانيين والأموال للسيطرة وببطء على ذلك الجزء من العالم العربي ، أضف الى ذلك دورها في خلق الفوضى في لبنان واستفحال قوة حزب الله الذي يدين لها بالولاء . وحتى مصر لم تنجو من ذلك باعتماد نفس الخطط لهجرة العراقيين اليها لدرجة جعلت المصريين يدققون في هويات المهاجرين العراقيين وهل هم من السنة او الشيعة .!
الصراع الحقيقي ليس صراعا سنيا وشيعيا بالمفهوم المذهبي على الإطلاق ، إنما هو صراع سياسي تقوده ايران الفارسيه لتحقيق هدف الهلال او المثلث الشيعي ، الذي بدأته في منطقة الخليج في الكويت والإمارات والبحرين وقطر اضافة الى شيعة شرق السعودية . فلا المثلث ولا الهلال شيعيا في واقع الحال انما هو مثلث فارسي وحلم فارس القديم بعودة امبراطوريتها التي كانت تحكم المنطقة قبل ظهور الإسلام . لقد اصبح شيعة العراق من العرب ضحايا الحلم الفارسي شاءوا ام أبوا ، واصبح المذهب الشيعي وسيلة سياسية بيد ايران واعوانها في العراق لتحقيق الحلم الفارسي .
فيما يتعلق بوضع وخطط السياسة الدولية في المنطقة وخصوصا الأمريكيه والإسرائيلية يكاد الموقف يتكشف عن رضا تام لهذا المخطط الفارسي يفسره صمت مطبق وإغماض للأعين وتصريحات فضفاضة بين آونة واخرى لاتعدو أن تكون من باب ذر الرماد في العيون . فاستغلال نفوذ اقلية اسلامية ضد الأغلبيه يحقق عوائد سياسية جيدة ، وكذلك كسر شوكة القومية العربية هو هدف اسرائيلي استراتيجي منذ نشوئها ، وكلا الهدفين يمكن تحقيقهما بواسطة ايران الفارسية التي تلبس العمامة والجبة الإسلامية ، ولعل ذلك أحد اركان السياسة الامريكية الجديدة في شرق أوسط جديد ..!
العلاقة الإيرانية ــ السوريه تحتاج الى وقفة لدراستها والإنطلاق منها الى تفاصيل موضوعنا هذا . يرجع تاريخ هذه العلاقة الى فترة قيام الثورة في ايران عام 1979 وتولي الحكم هناك رجال الدين تحت زعامة الخميني واعلان ايران كجمهورية اسلامية ( شيعية المذهب ) ، حينها وقبل ذلك كانت علاقات العراق بسوريا علاقات متوترة بين شطري حزب البعث الحاكم في كلا البلدين ولمدة مايقارب العشر سنوات قبل قيام ايران الجمهوريه . وحين بدأت غيوم الصراع بين النظامين العراقي والإيراني بالتجمع بعد قيام الثورة الإيرانية وادت الى قيام الحرب بينهما إزداد التقارب السوري ـ الإيراني خصوصا بعد وقوف الملك حسين ملك الأردن انذاك بكل ثقله الى جانب العراق في وقت كانت العلاقات السوريه الأردنية متوترة . ومن خلال قراءة فترة حكم الملك حسين كان من الواضح ان وقوف الأردن الى جانب صدام قد تم بدفع امريكي حين كانت اميركا تقف الى جانب العراق في تلك الحرب وفي نفس الوقت تحقيق فائدة اقتصادية عالية للأردن من خلال ضخ الأموال العراقية اليه وقد تم فعلا خلال تلك الفترة قيام مشاريع اقتصادية كبيرة في الأردن بأموال عراقية حكومية وبذلك كان الملك حسين يحقق فائدة مزدوجة الأولى اصطفافه على خط الدفاع عن ( العروبة والإسلام ) في العراق ودول الخليج بوحي امريكي والثانية توجيه صدام وتزويده بتعليمات دعم الغرب له وحصد مليارات الدولارات من أموال الشعب العراقي وادخالها الى الأردن . أما سوريا فبقيت على موقفها من ايران وازدادت تقربا اليها نكاية بالعراق والأردن معا وهو حقيقة ماكان مرسوما له ومتوقعا ربما في الخطط المحفوظة في ادراج البيت الأبيض وتل أبيب وكلاهما يرتبط بالنظام الأردني ارتباطا عضويا وبعلاقات باطنية مخفية لاشائبة عليها .
الذي يلفت النظر أكثر في العلاقات الإيرانيه ـ السوريه ، هو ماحدث بعد سقوط صدام ووقوع العراق تحت الإحتلال الأمريكي الذي يفترض أنه عدو ايران الأول وعدو سوريا المعلن . لقد بدأ توزيع الأدوار منذ اليوم الأول لسقوط بغداد . ايران تساند الحكام الجدد في العراق وتمضي قدما في مخططها الذي يرمي الى ايجاد موضع قدم لها هناك وتعاونها المطلق مع حكام العراق الجدد الذين قدموا تحت حماية الأمريكان ويعملون تحت وصايتهم ووفق مخططاتهم ومع ذلك يلقون كل التزام ودعم من حكومة طهران ( عدوة اميركا ) . على الجانب الآخر اتخذت سوريا موقفا مغايرا وهو استضافة قياديي البعث العراقي السابق ممن كانوا على قمة النظام كعزت الدوري ومن معه والموجودين على قائمة الطلب الامريكية لهم وممن تريد امريكا القبض عليهم واعتقالهم ، ليس هذا فقط بل قيام سوريا بدعم مقاومين مسلحين للنظام العراقي الجديد وحمايتهم والسماح لهم بالإنطلاق الى العراق من اراضيها وربما تسليحهم لمقاومة حكومة العراق الجديدة التي أتت مع الأمريكان والمواليه قلبا وقالبا لإيران من منطلق الطائفة الواحدة والمصالح المشتركة . بكلمة اخرى إن سوريا حليفة ايران تدعم وتساعد منظمات مسلحة للقيام باعمال ضد ميليشيات حكومة العراق ، وهذه المليشيات هي اصلا صناعة ايرانية شيعية المذهب وبعلم ايران التي تعرف ان ذلك سيخلق حالة فوضى واضطراب أمني في العراق من شأنه اضعاف حلفائها في الحكومة العراقيه وقتل محتمل لشيعة العراق وبالتالي إطالة أمد الإحتلال الأمريكي الذي يخدم مصالحها على المدى البعيد ومع ذلك تصرح ايران أنها ضده وتشترط رحيله قبل ان تتدخل لمساعدة العراق في محنته هذه ...!!! أليس هذا تناقض واضح ..؟ اليس هذا فهم مزدوج ..؟ أم ان مصدر وضع الخطط هو مصدر واحد تنفذه كل من ايران وسوريا تحديدا وبمباركة وموافقة الأردن ودول الخليج التي تدين بمبدأ ذلك المصدر لإبقاء حالة عدم الإستقرار والفوضى في العراق والمنطقة مستمرة ...؟ تساؤلات قد تصعب الإجابة عليها ولكنها توضح لنا بعض المعالم وساترك ذلك لتقدير القراء الكرام للمساعدة في حل تناقضات هذه المعادلة ..!
لو اردنا الرجوع الى تاريخ الحكومات الإيرانية قبل وبعد 1979 لوجدنا امامنا المعطيات التالية :
1) احتلال شاه ايران للجزر العربية في الخليج واصراره على عدم ارجاعها او التفاوض بشأنها ، وبقاء الحكم ( الاسلامي ) على نفس موقفه المتشدد من هذه القضيه .
2) التحالف الايراني الكردي في زمن الشاه ، والتحالف الايراني الشيعي الكردي في زمن الاحتلال مع حكومة الجمهورية الاسلاميه .
3) التزام الحكومة ( الاسلامية ) في ايران بالتقويم الفارسي الذي كان معتمدا خلال فترة الحكم الشاهنشاهي وعدم اعتماد اي تقويم اسلامي كالتقويم الهجري .
4) احتفال ايران سنويا وفي ظل الحكومة الاسلامية كما كان في السابق بعيد ( نوروز ) عيد النار الفارسي القديم ولأيام ، في حين تمر الأعياد الاسلامية مرورا فقط .
هذه المعطيات تدلل بشكل او بآخر على سياسة قومية فارسية تغلب الطابع ( الإسلامي ) الذي يفترض ان يلتزم به حكم اسلامي .
أردت أن اخلص من ذلك الى أن سياسة ايران في المنطقة العربيه تقوم على التعصب الفارسي القومي ولايعنيها من قريب او بعيد مصالح العالم الإسلامي . فمن الناحية التطبيقيه الان والعراق تحت الاحتلال لازالت تمد نفوذها السياسي والعسكري والأمني على منطقة البصرة خصوصا وجنوب العراق عموما ويتم ذلك تحت نظر القوات البريطانية المتواجدة هناك . ولقد صرح توني بلير يوم أمس فقط أن الخطط تسير حثيثا لتسليم الأمن في البصرة للعراقيين قريبا ، وهو يعلم انه لاوجود لأمن عراقي بالمعنى الصحيح بل أن كل ماهناك هو أمن ايراني مباشر وغير مباشر عبر الميليشيات التي تدين لإيران . أما من الناحية الدينيه فلا زالت ايران المسيطرة 100% على المرجعية الشيعية في العراق من خلال اعتماد مرجع أعلى ايراني الأصل كما هو الحال الان في وجود علي السيستاني ، وترفض بل وتسعى الى أن تكون المرجعية الشيعية العليا في قم الإيرانية بدل النجف العراقية والخلاف محتدم دينيا بين شيعة العراق العرب وايران حول هذه النقطة ولعقود . كما يلاحظ أن ايران ومن خلال سياستها تضحي في الحقيقة بالكثير من الشيعة العرب في العراق الذين يعانون اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا حالهم حال بقية اهل العراق .
لقد قام المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق برئاسة عبد العزيز الطباطبائي الحكيم الإيراني الأصل والإنتماء ، قام بإدخال الآف العناصر من فيلق بدر التابع له الى الأردن كعراقيين للعمل هناك وجهزهم بالأموال اللازمة . وعلى علمنا فإن الحكومة الأردنية تعلم بذلك ولكنها لاتستطيع ان تفعل الكثير لعدم تمكنها من فرز هؤلاء عن الاف العراقيين الآخرين الذين نزحوا الى الأردن للعمل او التجارة او الإستثمار وطلبا للأمن الذي يفتقدوه في العراق والذي اصبح يهدد حياتهم هناك .
على الصعيد الآخر تمضي خطط ايران حثيثة في سوريا بضخ الإيرانيين والأموال للسيطرة وببطء على ذلك الجزء من العالم العربي ، أضف الى ذلك دورها في خلق الفوضى في لبنان واستفحال قوة حزب الله الذي يدين لها بالولاء . وحتى مصر لم تنجو من ذلك باعتماد نفس الخطط لهجرة العراقيين اليها لدرجة جعلت المصريين يدققون في هويات المهاجرين العراقيين وهل هم من السنة او الشيعة .!
الصراع الحقيقي ليس صراعا سنيا وشيعيا بالمفهوم المذهبي على الإطلاق ، إنما هو صراع سياسي تقوده ايران الفارسيه لتحقيق هدف الهلال او المثلث الشيعي ، الذي بدأته في منطقة الخليج في الكويت والإمارات والبحرين وقطر اضافة الى شيعة شرق السعودية . فلا المثلث ولا الهلال شيعيا في واقع الحال انما هو مثلث فارسي وحلم فارس القديم بعودة امبراطوريتها التي كانت تحكم المنطقة قبل ظهور الإسلام . لقد اصبح شيعة العراق من العرب ضحايا الحلم الفارسي شاءوا ام أبوا ، واصبح المذهب الشيعي وسيلة سياسية بيد ايران واعوانها في العراق لتحقيق الحلم الفارسي .
فيما يتعلق بوضع وخطط السياسة الدولية في المنطقة وخصوصا الأمريكيه والإسرائيلية يكاد الموقف يتكشف عن رضا تام لهذا المخطط الفارسي يفسره صمت مطبق وإغماض للأعين وتصريحات فضفاضة بين آونة واخرى لاتعدو أن تكون من باب ذر الرماد في العيون . فاستغلال نفوذ اقلية اسلامية ضد الأغلبيه يحقق عوائد سياسية جيدة ، وكذلك كسر شوكة القومية العربية هو هدف اسرائيلي استراتيجي منذ نشوئها ، وكلا الهدفين يمكن تحقيقهما بواسطة ايران الفارسية التي تلبس العمامة والجبة الإسلامية ، ولعل ذلك أحد اركان السياسة الامريكية الجديدة في شرق أوسط جديد ..!
No comments:
Post a Comment