ــ ترجمة مختصرة ــ (1)
علي الحمــداني
المؤلف: نافيز مصدق أحمد . كاتب ومؤلف سياسي . يشغل حاليا منصبا متقدما في مجلس إدارة " المعهد البريطاني للبحوث السياسية والتطوير " . حائز على جائزة نابولي من إيطاليا عن أفضل المؤلفات السياسية .
من مؤلفاته : قلع جذور المعارضة ـ حقوق الإنسان في تركيا ـ صدر في 3/3/2000 . العنصرية في الأرض المقدسة . صدر في 24/8/2001 . تضليل وجهات النظر. صدر في 30/5/2001 . ماوراء الحرب على الإرهاب ـ الإستراتيجية الغربية السرية في العراق . صدر في 23/6/2003 . الحرب على الإرهاب . صدر في أيلول 2003 . الحرب على الحقيقة . صدر في 21/8/2005 . تفجيرات لندن . صدر في 22/6/2006 .
قالوا في كتاب " الحرب على الحقيقة " ، وهو موضوع بحثنا في هذه الحلقة والحلقات القادمة ان شاء الله .
نافيز أحمد يتفهم لعبة القوة في أحداث سبتمبر 2001 ، وما رافقها من أكاذيب ومراوغات ومخاطر نتجت عنها . أقل مايمكن أن يقال عنه أنه كتاب ممتاز ، وعلى كل شخص قراءته .
بروفيسور جون بلكر . جامعة كورنيل . مؤلف كتاب " الإدارة الجديدة للعالم ".
كتاب نافيز احمد يستعرض وبشكل رائع أن الحرب على الحرية غير منفصلة عن الحرب على الحقيقة ، ولهذا فإن النضال من أجل الحرية والديمقراطية هو بحد ذاته نضال من أجل الحقيقة . لم تكن من قبيل الصدفة أن سياسة الزعيم الهندي المهاتما غاندي كانت تستند الى قوة الحقيقة " ساتيا كراها " ، وهو مامارسه ضد العنف والظلم ايام الإحتلال الإمبراطوري البريطاني للهند .
فاندا شيفا . مديرة مؤسسة العلوم والتكنولوجيا في الهند . مديرة منتدى السياسة العالمي في سان فرانسيسكو . حائزة على جائزة نوبل عام 1993 .
الحرب على الحقيقة ، هو عمل حقيقي في عرضه وتفاصيله ودقة وثائقه . هذا الكتاب يضع أحداث 9/11 في وضعها التاريخي الحقيقي ويبين للشعب الأمريكي كيف أنه كان ضحية لحملة تضليل كبيرة . من بين كل نظريات المؤامرة هي النظرة الرسمية لمؤامرة اسامة بن لادن ومعه 19 متطرف ( اسلامي ) من خاطفي الطائرات أخذت امريكا بالدهشة . الحرب على الحقيقة يكشف هذه الأسطورة وكذب الحكومة الأمريكية في تحقيقاتها . إذا كنت من المدافعين عن بلدك وحريص على حريته ومستقبله ، فاقرأ هذا الكتاب واجعله مصدرا تحت يديك .
روبرت بومان . عقيد متقاعد في القوة الجوية الأمريكية . مدير سابق في مشروع تطوير حرب الفضاء تحت رئاسة الرئيس جيمي كارتر .
الحرب على الحقيقة ، هو كتاب غير عادي ، وواحد من أهم الإصدارات في وقتنا الحاضر .
روبرت ماك جيسني . بروفيسور في جامعة الينوي الأمريكية . مؤلف كتاب " مشاكل الإعلام " .
كتاب نافيز احمد مبني على بحث مركز ، ومن أحسن ماكتب عن 9/11 . يستقطب الأنظار ويضعك في قلب الحدث . كان بمثابة صدمة (للإمبراطورية) الأمريكية .
جوهان كالترنك . بروفيسور في دراسات السلام .
وثّق نافيز احمد خارطة القوة الغربية والإرهاب في " الحرب على الحقيقة " وحصرهما في حجمهما . المحصلة التي وضعها بنيت على إثباتات ووثائق . وأن القاعدة هي نشاط عالمي ولكن لايفهمه الكثيرون .
جون ماك مارتري . بروفيسور الفلسفة في جامعة كيولف . زميل الجمعية الملكية في كندا .
_________________________________________________________________________________________
من الواضح أن جذور مايسمى بالإرهاب العالمي المعاصر ظهرت ونمت في فترة الحرب الباردة بين المعسكرين السوفياتي والأمريكي ، حين قامت الولايات المتحدة بدعم " المجاهدين الأفغان " ضد الإحتلال السوفياتي لأفغانستان .وبالتأكيد فإن بعض هذه الفصائل التي كانت مدعمة من الولايات المتحدة أصبحت لاحقا أدوات تم تدريبها من قبل وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية لتصبح ضمن تنظيمات شبكة اسامة بن لادن ، وهذه حقائق ثابتة .. أما وضعها الحالي فيلفه الغموض . التدخل الغربي في أفغانستان لم يكن الا البداية ، في حين استمرت العلاقة بين الولايات المتحدة وتلك المنظمات ولفترة طويلة بالنمو بعد خروج الجيش السوفياتي من أفغانستان .
لنرجع قليلا الى الوراء ، والى البدايات . فقد إجتمعت نخبة من الناشطين من عدة دول في مؤتمر عالمي عقد في القدس في فلسطين المحتلة لدراسة ( الإرهاب العالمي )
هذا كان قبل أحداث سبتمبر في نيويورك بإثني عشر عاما ...!. عرف المؤتمر بمؤتمر القدس حول الإرهاب العالمي . منظم هذا المؤتمر كان بنيامين نتنياهو الذي اصبح رئيس وزراء إسرائيل لاحقا ، وتم تنظيم المؤتمر برعاية معهد " جونوثان نتنياهو " وهو شقيق بنيامين ، وكان عقيدا في الجيش الإسرائيلي وتم قتله على يد إحدى الفصائل الفلسطينية ، فأسس ذلك المعهد شقيقه بنيامين إحياءا لذكراه ..
على مدى أكثر من عقدين من الزمن ، قام المؤتمر من خلال توصياته بوضع اسس الأيديولوجية لما يسمى " الحرب على ارهاب " . ثم قام بتأسيس منظمة وجعل مقرها في روسيا لمحاربة الإرهاب ، وتوفير الدعم المالي واللوجستي لها ...!
وضع البروفيسور فيليب بول من جامعة سان فرانسيسكو الأمريكية دراسة مفصلة مدعومة بالوثائق عن حركة الإرهاب العالمي للفترة من 1968 ـ 1978 . ولقد لاقت هذه الدراسة إعجابا وقبولا من قبل الرئيس الأمريكي انذاك رونالد ريغان ، ولعبت الدراسة دورا في تجديد الخطط الأمريكية وأعطتها نوع من الشرعية السياسية . كان من آثار ونتائج هذه الدراسة قيام تحالفات بين الولايات المتحدة وأنظمة متطرفة وديكتاتورية في العالم ، ولو أنها من نوع التحالفات السرية ..! كما أعطت الضوء الأخضر لتحركات أجهزة الإستخبارات لتقصي هذه الحركات ...!
الآن .. من هم مهندسو " مؤتمر القدس " ..؟
حسب وثائق فيليب بول ، هم مجموعة من سياسيين وعسكريين من أمريكا وبريطانيا واسرائيل وهم :
ــ مناحيم بيغن . رئيس وزراء اسرائيل لاحقا . ورئيس منظمة أراغون الإرهابية الصهيونية سابقا .
ــ بنزيون نتنياهو . شقيق بنيامين نتنياهو . لاحقا بروفيسور في جامعة كورنيل .
ــ شيمون بيريز . لاحقا زعيم حزب العمل الإسرائيلي .
ــ الجنرال حاييم هيروتز . رئيس مخابرات اسرائيلي سابق .
ــ اللواء مايير أميت . رئيس مخابرات اسرائيلي سابق .
ــ العقيد أهارون ياريف . رئيس مخابرات اسرائيلي سابق .
ــ اللواء شلومو كازيت . رئيس مخابرات اسرائيلي سابق .
ــ بول جونسون . رئيس تحرير جريدة نيو ستيتسمان الأمريكية .
ــ سير هيو فريزر . نائب عن حزب المحافظين البريطاني ، ووزير سابق للمستعمرات .
ــ هنري جاكسون . نائب يميني في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية واشنطن .
ــ ريتشارد بايبس . بروفيسور متخصص في الشؤون الروسية لاحقا ومستشارا لدى الرئيس الأمريكي ريغان .
ــ ري كلن . نائب رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية سابقا .
ــ اللواء جورج كيفان . قائد القوة الجوية الأمريكية سابقا .
ــ و ... جورج بوش ( الأب ) . رئيس المخابرات المركزية سابقا . رئيس الولايات المتحدة سابقا . ووالد الرئيس الحالي جورج بوش ( الإبن ) .
لقد أخذ الرئيس بوش الحالي ، الدور الأساسي في دفع البرنامج الأمريكي محليا وعالميا فيما يتعلق " بمكافحة الإرهاب " مستندا على أيديولوجية وتوصيات " مؤتمر القدس " المذكور ، مع تبديل مصطلح الخطر الشيوعي ، بالخطر الإسلامي ..!
في عام 1978 ، كان الإتحاد السوفياتي يلعب دورا مؤثرا في السياسة الأفغانية ، وفي نيسان / ابريل من تلك السنة ، قام نور محمد تراقي وحزبه الحزب الشعبي الديمقراطي الأفغاني بإنقلاب على حكومة الرئيس محمد داود الذي تم إعدامه في نفس اليوم . ولاشك أن الإنقلاب كان مبرمجا من قبل السوفيات ، حيث قام معظم قياديي حزب تراقي بزيارات للإتحاد السوفياتي وتلقوا تدريبات هناك . إلا أن نظام تراقي ظل معزولا عن الشعب المعروف بتمسكه بالدين الإسلامي . وفي الوقت الذي كان يشعر فيه الأفغان بتهديد الشيوعية لمثلهم الدينية ، كان الأمريكان ينشطون في إيجاد معارضة فعالة ، وقدموا الدعم والمساعدات لجماعات المجاهدين الأفغان بفترة ستة أشهر على الأقل من الغزو السوفياتي عام 1979 . كان الرجل الذي تولى هذه العملية الصعبة هو روبرت غيتس ، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية انذاك .
(( تعقيب : روبرت غيتس ، هو وزير الدفاع الأمريكي الحالي ، والذي عين من قبل بوش خلفا لرامسفيلد بعد فشل سياسة الأخير في العراق ..والذي قام لحد الآن بثلاث زيارات معروفة للعراق ...!! ))
في ديسمبر 1979 ، قام الجيش السوفياتي بإجتياح أفغانستان في وقت كانت خلايا الإستخبارات الأمريكية تعمل داخل افغانستان . حينها قام مئات من السياسيين والضباط الأفغان بالإنتقال الى باكستان على أمل تنظيم المقاومة لتحرير بلدهم من الإحتلال الروسي .
بحسب مايذكر الدكتور نور علي الأكاديمي والسياسي الباكستاني ، أن واشنطن اتخذت خطوات لإستثمار هؤلاء ضد السوفيات وبما يخدم مصالحها من خلال :
ــ ربطهم بدعم واشنطن ماليا وسياسيا في محاولة لجعلهم تحت إمرتها .
ــ ضرب الروس والنظام الأفغاني بإستخدام الدم الأفغاني .
ــ جعل باكستان تبدو ومن خلال إيوائها للمعارضة كأنها البلد الذي يقود أفغانستان .
(( تعقيب : ماأشبه اليوم بالبارحة كما يقال .. في الوضع العراقي ، فلو نظرنا الى النقاط الثلاثة أعلاه وحاولنا تطبيقها على العراق ، لتطابق التكتيك الأمريكي مع مان يجري من خطط في أفغانستان .. ويمكن أن نبدل كلمة النظام الأفغاني بنظام صدام حسين .. وكلمة باكستان بإيران لجعل الأحداث تتشابه ..! ))
بنيت الإستراتيجية الأمريكية على استغلال الشعولر الديني السائد في أفغانستان ، وتوظيفه في خلق المقاومة للنظام الشيوعي " الكافر " الذي كان يحكم افغانستان .. وذلك للتهيئة لإسقاط الحكم هناك . وقام الأمريكان بطبع كتيب بسيط بالأفغانية يشرح مضامين وأهمية الجهاد في الإسلام وبلغة بسيطة ، وقامت طالبان متحمسة له بتوزيعه في المدارس ...!
لعب اسامة بن لادن ، دورا مهما هنا في عملية نمو المقاومة ضد الروس .
اسامة هو ابن الشيخ محمد بن لادن ، مؤسس امبراطورية المقاولات والإنشاءات والتي سيطرت على معظم المشاريع في السعودية بدعم حكومي ، مثل شبكات الطرق والمطارات ، وانتقل نشاطها ايضا الى الأردن والإمارات والكويت . كان الشيخ محمد من غلاة الوهابية دينيا ولذا كان مقربا من العائلة المالكة السعودية . لقد سجلت شركته عام 1966 كأول شركة مقاولات في العالم ..!
في نهاية السبعينات ، كان اسامة يدير أغلب أعمال والده وهذه الثروة الخيالية . وقد دخل مبكرا معترك دعم المجاهدين الأفغان الى جانب الولايات المتحدة والتي كانت هناك بينهما ايضا مصالح تجارية كبيرة متبادلة ..!
وعندما قرر اسامة الإنضمام الى المقاتلين الأفغان لقي تأييد من عائلته وتشجيع ودعم خفي من اميركا ...!!
القسم الثاني غدا.
lalhamdani@yahoo.com
علي الحمــداني
المؤلف: نافيز مصدق أحمد . كاتب ومؤلف سياسي . يشغل حاليا منصبا متقدما في مجلس إدارة " المعهد البريطاني للبحوث السياسية والتطوير " . حائز على جائزة نابولي من إيطاليا عن أفضل المؤلفات السياسية .
من مؤلفاته : قلع جذور المعارضة ـ حقوق الإنسان في تركيا ـ صدر في 3/3/2000 . العنصرية في الأرض المقدسة . صدر في 24/8/2001 . تضليل وجهات النظر. صدر في 30/5/2001 . ماوراء الحرب على الإرهاب ـ الإستراتيجية الغربية السرية في العراق . صدر في 23/6/2003 . الحرب على الإرهاب . صدر في أيلول 2003 . الحرب على الحقيقة . صدر في 21/8/2005 . تفجيرات لندن . صدر في 22/6/2006 .
قالوا في كتاب " الحرب على الحقيقة " ، وهو موضوع بحثنا في هذه الحلقة والحلقات القادمة ان شاء الله .
نافيز أحمد يتفهم لعبة القوة في أحداث سبتمبر 2001 ، وما رافقها من أكاذيب ومراوغات ومخاطر نتجت عنها . أقل مايمكن أن يقال عنه أنه كتاب ممتاز ، وعلى كل شخص قراءته .
بروفيسور جون بلكر . جامعة كورنيل . مؤلف كتاب " الإدارة الجديدة للعالم ".
كتاب نافيز احمد يستعرض وبشكل رائع أن الحرب على الحرية غير منفصلة عن الحرب على الحقيقة ، ولهذا فإن النضال من أجل الحرية والديمقراطية هو بحد ذاته نضال من أجل الحقيقة . لم تكن من قبيل الصدفة أن سياسة الزعيم الهندي المهاتما غاندي كانت تستند الى قوة الحقيقة " ساتيا كراها " ، وهو مامارسه ضد العنف والظلم ايام الإحتلال الإمبراطوري البريطاني للهند .
فاندا شيفا . مديرة مؤسسة العلوم والتكنولوجيا في الهند . مديرة منتدى السياسة العالمي في سان فرانسيسكو . حائزة على جائزة نوبل عام 1993 .
الحرب على الحقيقة ، هو عمل حقيقي في عرضه وتفاصيله ودقة وثائقه . هذا الكتاب يضع أحداث 9/11 في وضعها التاريخي الحقيقي ويبين للشعب الأمريكي كيف أنه كان ضحية لحملة تضليل كبيرة . من بين كل نظريات المؤامرة هي النظرة الرسمية لمؤامرة اسامة بن لادن ومعه 19 متطرف ( اسلامي ) من خاطفي الطائرات أخذت امريكا بالدهشة . الحرب على الحقيقة يكشف هذه الأسطورة وكذب الحكومة الأمريكية في تحقيقاتها . إذا كنت من المدافعين عن بلدك وحريص على حريته ومستقبله ، فاقرأ هذا الكتاب واجعله مصدرا تحت يديك .
روبرت بومان . عقيد متقاعد في القوة الجوية الأمريكية . مدير سابق في مشروع تطوير حرب الفضاء تحت رئاسة الرئيس جيمي كارتر .
الحرب على الحقيقة ، هو كتاب غير عادي ، وواحد من أهم الإصدارات في وقتنا الحاضر .
روبرت ماك جيسني . بروفيسور في جامعة الينوي الأمريكية . مؤلف كتاب " مشاكل الإعلام " .
كتاب نافيز احمد مبني على بحث مركز ، ومن أحسن ماكتب عن 9/11 . يستقطب الأنظار ويضعك في قلب الحدث . كان بمثابة صدمة (للإمبراطورية) الأمريكية .
جوهان كالترنك . بروفيسور في دراسات السلام .
وثّق نافيز احمد خارطة القوة الغربية والإرهاب في " الحرب على الحقيقة " وحصرهما في حجمهما . المحصلة التي وضعها بنيت على إثباتات ووثائق . وأن القاعدة هي نشاط عالمي ولكن لايفهمه الكثيرون .
جون ماك مارتري . بروفيسور الفلسفة في جامعة كيولف . زميل الجمعية الملكية في كندا .
_________________________________________________________________________________________
من الواضح أن جذور مايسمى بالإرهاب العالمي المعاصر ظهرت ونمت في فترة الحرب الباردة بين المعسكرين السوفياتي والأمريكي ، حين قامت الولايات المتحدة بدعم " المجاهدين الأفغان " ضد الإحتلال السوفياتي لأفغانستان .وبالتأكيد فإن بعض هذه الفصائل التي كانت مدعمة من الولايات المتحدة أصبحت لاحقا أدوات تم تدريبها من قبل وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية لتصبح ضمن تنظيمات شبكة اسامة بن لادن ، وهذه حقائق ثابتة .. أما وضعها الحالي فيلفه الغموض . التدخل الغربي في أفغانستان لم يكن الا البداية ، في حين استمرت العلاقة بين الولايات المتحدة وتلك المنظمات ولفترة طويلة بالنمو بعد خروج الجيش السوفياتي من أفغانستان .
لنرجع قليلا الى الوراء ، والى البدايات . فقد إجتمعت نخبة من الناشطين من عدة دول في مؤتمر عالمي عقد في القدس في فلسطين المحتلة لدراسة ( الإرهاب العالمي )
هذا كان قبل أحداث سبتمبر في نيويورك بإثني عشر عاما ...!. عرف المؤتمر بمؤتمر القدس حول الإرهاب العالمي . منظم هذا المؤتمر كان بنيامين نتنياهو الذي اصبح رئيس وزراء إسرائيل لاحقا ، وتم تنظيم المؤتمر برعاية معهد " جونوثان نتنياهو " وهو شقيق بنيامين ، وكان عقيدا في الجيش الإسرائيلي وتم قتله على يد إحدى الفصائل الفلسطينية ، فأسس ذلك المعهد شقيقه بنيامين إحياءا لذكراه ..
على مدى أكثر من عقدين من الزمن ، قام المؤتمر من خلال توصياته بوضع اسس الأيديولوجية لما يسمى " الحرب على ارهاب " . ثم قام بتأسيس منظمة وجعل مقرها في روسيا لمحاربة الإرهاب ، وتوفير الدعم المالي واللوجستي لها ...!
وضع البروفيسور فيليب بول من جامعة سان فرانسيسكو الأمريكية دراسة مفصلة مدعومة بالوثائق عن حركة الإرهاب العالمي للفترة من 1968 ـ 1978 . ولقد لاقت هذه الدراسة إعجابا وقبولا من قبل الرئيس الأمريكي انذاك رونالد ريغان ، ولعبت الدراسة دورا في تجديد الخطط الأمريكية وأعطتها نوع من الشرعية السياسية . كان من آثار ونتائج هذه الدراسة قيام تحالفات بين الولايات المتحدة وأنظمة متطرفة وديكتاتورية في العالم ، ولو أنها من نوع التحالفات السرية ..! كما أعطت الضوء الأخضر لتحركات أجهزة الإستخبارات لتقصي هذه الحركات ...!
الآن .. من هم مهندسو " مؤتمر القدس " ..؟
حسب وثائق فيليب بول ، هم مجموعة من سياسيين وعسكريين من أمريكا وبريطانيا واسرائيل وهم :
ــ مناحيم بيغن . رئيس وزراء اسرائيل لاحقا . ورئيس منظمة أراغون الإرهابية الصهيونية سابقا .
ــ بنزيون نتنياهو . شقيق بنيامين نتنياهو . لاحقا بروفيسور في جامعة كورنيل .
ــ شيمون بيريز . لاحقا زعيم حزب العمل الإسرائيلي .
ــ الجنرال حاييم هيروتز . رئيس مخابرات اسرائيلي سابق .
ــ اللواء مايير أميت . رئيس مخابرات اسرائيلي سابق .
ــ العقيد أهارون ياريف . رئيس مخابرات اسرائيلي سابق .
ــ اللواء شلومو كازيت . رئيس مخابرات اسرائيلي سابق .
ــ بول جونسون . رئيس تحرير جريدة نيو ستيتسمان الأمريكية .
ــ سير هيو فريزر . نائب عن حزب المحافظين البريطاني ، ووزير سابق للمستعمرات .
ــ هنري جاكسون . نائب يميني في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية واشنطن .
ــ ريتشارد بايبس . بروفيسور متخصص في الشؤون الروسية لاحقا ومستشارا لدى الرئيس الأمريكي ريغان .
ــ ري كلن . نائب رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية سابقا .
ــ اللواء جورج كيفان . قائد القوة الجوية الأمريكية سابقا .
ــ و ... جورج بوش ( الأب ) . رئيس المخابرات المركزية سابقا . رئيس الولايات المتحدة سابقا . ووالد الرئيس الحالي جورج بوش ( الإبن ) .
لقد أخذ الرئيس بوش الحالي ، الدور الأساسي في دفع البرنامج الأمريكي محليا وعالميا فيما يتعلق " بمكافحة الإرهاب " مستندا على أيديولوجية وتوصيات " مؤتمر القدس " المذكور ، مع تبديل مصطلح الخطر الشيوعي ، بالخطر الإسلامي ..!
في عام 1978 ، كان الإتحاد السوفياتي يلعب دورا مؤثرا في السياسة الأفغانية ، وفي نيسان / ابريل من تلك السنة ، قام نور محمد تراقي وحزبه الحزب الشعبي الديمقراطي الأفغاني بإنقلاب على حكومة الرئيس محمد داود الذي تم إعدامه في نفس اليوم . ولاشك أن الإنقلاب كان مبرمجا من قبل السوفيات ، حيث قام معظم قياديي حزب تراقي بزيارات للإتحاد السوفياتي وتلقوا تدريبات هناك . إلا أن نظام تراقي ظل معزولا عن الشعب المعروف بتمسكه بالدين الإسلامي . وفي الوقت الذي كان يشعر فيه الأفغان بتهديد الشيوعية لمثلهم الدينية ، كان الأمريكان ينشطون في إيجاد معارضة فعالة ، وقدموا الدعم والمساعدات لجماعات المجاهدين الأفغان بفترة ستة أشهر على الأقل من الغزو السوفياتي عام 1979 . كان الرجل الذي تولى هذه العملية الصعبة هو روبرت غيتس ، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية انذاك .
(( تعقيب : روبرت غيتس ، هو وزير الدفاع الأمريكي الحالي ، والذي عين من قبل بوش خلفا لرامسفيلد بعد فشل سياسة الأخير في العراق ..والذي قام لحد الآن بثلاث زيارات معروفة للعراق ...!! ))
في ديسمبر 1979 ، قام الجيش السوفياتي بإجتياح أفغانستان في وقت كانت خلايا الإستخبارات الأمريكية تعمل داخل افغانستان . حينها قام مئات من السياسيين والضباط الأفغان بالإنتقال الى باكستان على أمل تنظيم المقاومة لتحرير بلدهم من الإحتلال الروسي .
بحسب مايذكر الدكتور نور علي الأكاديمي والسياسي الباكستاني ، أن واشنطن اتخذت خطوات لإستثمار هؤلاء ضد السوفيات وبما يخدم مصالحها من خلال :
ــ ربطهم بدعم واشنطن ماليا وسياسيا في محاولة لجعلهم تحت إمرتها .
ــ ضرب الروس والنظام الأفغاني بإستخدام الدم الأفغاني .
ــ جعل باكستان تبدو ومن خلال إيوائها للمعارضة كأنها البلد الذي يقود أفغانستان .
(( تعقيب : ماأشبه اليوم بالبارحة كما يقال .. في الوضع العراقي ، فلو نظرنا الى النقاط الثلاثة أعلاه وحاولنا تطبيقها على العراق ، لتطابق التكتيك الأمريكي مع مان يجري من خطط في أفغانستان .. ويمكن أن نبدل كلمة النظام الأفغاني بنظام صدام حسين .. وكلمة باكستان بإيران لجعل الأحداث تتشابه ..! ))
بنيت الإستراتيجية الأمريكية على استغلال الشعولر الديني السائد في أفغانستان ، وتوظيفه في خلق المقاومة للنظام الشيوعي " الكافر " الذي كان يحكم افغانستان .. وذلك للتهيئة لإسقاط الحكم هناك . وقام الأمريكان بطبع كتيب بسيط بالأفغانية يشرح مضامين وأهمية الجهاد في الإسلام وبلغة بسيطة ، وقامت طالبان متحمسة له بتوزيعه في المدارس ...!
لعب اسامة بن لادن ، دورا مهما هنا في عملية نمو المقاومة ضد الروس .
اسامة هو ابن الشيخ محمد بن لادن ، مؤسس امبراطورية المقاولات والإنشاءات والتي سيطرت على معظم المشاريع في السعودية بدعم حكومي ، مثل شبكات الطرق والمطارات ، وانتقل نشاطها ايضا الى الأردن والإمارات والكويت . كان الشيخ محمد من غلاة الوهابية دينيا ولذا كان مقربا من العائلة المالكة السعودية . لقد سجلت شركته عام 1966 كأول شركة مقاولات في العالم ..!
في نهاية السبعينات ، كان اسامة يدير أغلب أعمال والده وهذه الثروة الخيالية . وقد دخل مبكرا معترك دعم المجاهدين الأفغان الى جانب الولايات المتحدة والتي كانت هناك بينهما ايضا مصالح تجارية كبيرة متبادلة ..!
وعندما قرر اسامة الإنضمام الى المقاتلين الأفغان لقي تأييد من عائلته وتشجيع ودعم خفي من اميركا ...!!
القسم الثاني غدا.
lalhamdani@yahoo.com
No comments:
Post a Comment