ــ ترجمة مختصرة علي الحمـــداني 8
حماية أسامة بن لادن من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية :
في 1998 ، اهملت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تحذيرا قدمه روبرت باير ، وهو مدير في إدارة العمليات في الوكالة . يقول التحذير أن السعودية تؤوي خلية من القاعدة يقودها إثنان من الإرهابيين المعروفين والمطلوبين ، وكانت الوكالة قد عرضت على المخابرات السعودية تفاصيل أكثر عن هذا الموضوع ، الا أن السعودية ماطلت في إعطاء المعلومات ..وطبقا لرواية صحيفة ( الفاينانشيال تايمز ) البريطانية ، فإنه عندما جرت محاولة من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي بإختطافهما وتقديمهما للعدالة حسب ماتصور مكتب التحقيقات ، قامت السلطات السعودية بتجهيزهما بجوازي سفر وقتيين لمغادرة لبلاد ..
يقول باير أن احد المقربيين العسكريين من أمير من عائلة مالكة في دولة خليجية ، قدم له تسجيلا عن طريق الكومبيوتر عن مئات من الناشطين السريين للقاعدة في الخليج ، كثير من هؤلاء من السعودية .. ويضيف باير، أنه في أب / أغسطس 2001 ، وبناء على طلب قدم الى الحكومة السعودية حول هذه القائمة ، فإنه قد تم رفضها من قبل أحد كبار مستشاري وزير الدفاع السعودي بناء على أمر من الوزير الأمير سلطان بن عبد العزيز ، كما رفض أيضا تقديمها رسميا الى كل من المخابرات السعودية أو المخابرات الأمريكية ..
الإختلاف في وجهات النظر بين الإدارة الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية ، كانت واضحة بخصوص اسامة بن لادن .. ففي الوقت الذي كانت المخابرات تسعى لإغراء طالبان بتسليم بن لادن لهم ، كانت الإدارة تقف ضد هذا الإتجاه ، وقد نقلت ذلك ليلي هيلمز إبنة اخ ريتشارد هيلمز مدير وكالة المخابرات المركزية ، والذي كان يدير المباحثات مع طالبان بخصوص انبوب النفط والغاز كما تقدم ذكره . يقول هيلمز أن طالبان كانت فعلا على إستعداد لتسليم بن لادن أو حتى إغتياله ، ولكن التأثير الأمريكي وقف ضد هذا الموضوع ، وطلب من هيلمز عدم إثارته مجددا مع طالبان ..!
في اواخر سنة 2000 ، وحسب رواية ريتشارد كلارك مسؤول قسم الإرهاب في مجلس الأمن القومي الأمريكي ، أن القوة الجوية الأمريكية ، قامت بتجربة على صاروخ جديد يوجه الكترونيا في صحراء نيفادا الأمريكية ، ويمكن إطلاقه من مسافة أميال عديدة ، وقد حقق إصابة الهدف بدقة متناهية ، وكان الهدف عبارة عن منزل شيد وسط الصحراء ..! كانت التجربة عبارة عن ممارسة لغرض ضرب معقل بن لادن في قندهار والذي كان قد تم رصده وتثبيته من قبل الجيش ... إلا أنه تم الطلب من الجيش والمخابرات التريث ..كان ذلك في إجتماع عقد بين الإدارة الأمريكية ووكالة المخابرات وقادة من القوة الجوية في البيت الأبيض في 4 سبتمبر 2001 ، أي باسبوع واحد فقط من تفجيرات سبتمبر في نيويورك ...!
هناك ايضا إثباتات عن إتصالات جرت بين الوكالة واسامة بن لادن صيف عام 2001 ، حيث أكدت صحيفة " لي فيكارو " الفرنسية في اكتوبر من تلك السنة ، أن اسامة بن لادن دخل شهر تموز / يوليو من تلك السنة الى المستشفى الأمريكي في دبي للعلاج ، وأنه إلتقى هناك مع مسؤول من وكالة المخابرات الأمريكية . كما أكدت الإذاعة الفرنسية هذا الخبر نقلا عن مصدر مسؤول في إدارة المستشفى ..! حيث قال هذا المصدر أن ( عدو أميركا رقم واحد...! ) قد أقام في المستشفى المذكور مابين 4 و14 تموز 2001 ، في جناح خاص في قسم الأمراض البولية والذي كان يشرف عليه هو البروفيسور تيري غالاوي . ولقد زار بن لادن عدد من إفراد عائلته ، وشخصيات سعودية وإماراتية ، إضافة الى مسؤول المخابرات المركزية ، والذي استدعته الوكالة الى واشنطن يوم 10 تموز بالتحديد ..!
أما صحيفة " الغارديان " البريطانية ، فقد أكدت وحسب المعلومات التي لديها مانشرته الصحيفة الفرنسية ، وأضافت أن من بين زواره أيضا ، كان الأمير تركي الفيصل الذي كان يشغل انذاك منصب رئيس المخابرات السعودية ..!
كذلك علّقت صحيفة " التايمز " اللندنية على هذا الحادث بالقول : مع أن الخبر قد تم تكذيبه من قبل الأمريكان ، الا أن معلومات المخابرات الموثقة ، والتي حصلت عليها من مصادر موثوقة قسم منها داخل المستشفى نفسه تؤكد أن ماحدث صحيح .. ونستطيع أن نؤكد إسم وكيل وكالة المخابرات الأمريكية الذي رتب كل ذلك وكان يلتقي بابن لادن وهو " لاري ميتشل " المتخصص بالشؤون العربية في الوكالة ، ووكيلها في دبي ..!
من المعروف أن إتصالات الوكالة مع بن لادن كانت مكشوفة حتى عام 1998 ، ويبدو أنها كانت تأمل في أن تعيد بن لادن للعمل معها بنفس الحماس الذي سبق 1998 .
حماية بن لادن من مكتب التحقيقات الفيدرالي :
إن إفادة " جون أونيل " الإيرلندي الأصل ، ووكيل مكتب التحقيقات الفيدرالي لعدة سنوات في مهمة إستقصاء المعلومات عن بن لادن وشبكة القاعدة ، هي معلومات هامة تبرز العقبات التي كانت توضع أمام التحقيقات ومطاردة بن لادن أو القبض عليه ..
أونيل هذا شغل منصب مساعد مدير ، ثم مدير لقسم مكافحة الإرهاب في مكتب التحقيقات ، كما أشرف على التحقيقات الخاصة بكل من : محاولة تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1993 ، والقاعدة الأمريكية في السعودية عام 1996 ، والسفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودار السلام بعد تفجيرهما في 1998 ، وكذلك حادث تفجير البارجة الأمريكية " كول " في ميناء عدن في اليمن عام 2000 .
تقول صحيفة " آيرش تايمز " الإيرلندية ، في مقابلة لها مع المحلل السياسي الفرنسي " جان جارلس بريزارد " : أن الخارجية الأمريكية ومن ورائها اللوبي النفطي الذي كان يقف وراء الرئيس بوش داعما له ، قد أغلقت كل المحاولات الرامية الى إثبات مسؤولية بن لادن .. لقد قامت سفيرة الولايات المتحدة في اليمن " باربره بودن " بعرقلة دخول جون أونيل وفريقه الى اليمن ..
في أب / أغسطس من عام 2001 ، إستقال أونيل من منصبه في مكتب التحقيقات الفيدرالي ، والتحق بوظيفته الجديدة وهي مسؤول أمن مركز التجارة العالمي في نيويورك ، حيث قتل مع من قتل هناك في 11 سبتمبر في حادث التفجيرات .
قال أونيل عند إستقالته والتحاقه بعمله الجديد في حديث مع المحلل السياسي الفرنسي بريزارد ( إن كافة الأجوبة حول كل مايخص منظمة بن لادن تجدها في السعودية )
ويضيف : لقد ذهبت الى السعودية عام 1996 للتحقيق في تفجير القاعدة الأمريكية هناك ، والذي قتل فيه 19 عسكريا أمريكيا ، ولكنني لم أستطع مقابلة أي من المقبوض عليهم من قبل السلطات السعودية بتهمة التفجير ..! والأكثرأنه تمت محاكمتهم وأعدموا قبل أن أتمكن من لقاء أي منهم ..! كما أن المعلومات التي لدي ـ والكلام لأونيل ـ أن تفجير البارجة كول في اليمن والذي ذهب ضحيته 17 شخصا ، كان يحمل بصمات أعمال القاعدة وبن لادن ، ولكن وزارة الخارجية الأمريكية كانت في الوقت التي تصرح فيه عن العملية الإرهابية وأنها من تدبير القاعدة ، كانت في الحقيقة ، تقف بوجه تحقيقاتنا وما توصلنا اليه من أدلة ، ولاحقا منعتني حتى من الدخول الى اليمن ...!!
أما مراسل شبكة ( بي بي سي ) البريطانية ، كريك بلاست ، فيقول استنادا الى معلومات مقدمة اليه من شخصية مهمة في المخابرات الأمريكية ، أنه وتحت إدارة بوش ، فقد صدرت الأوامر بمنع محققي مكتب التحقيقات الفيدرالي من استمرار تحقيقاتهم بخصوص بن لادن ، أو العائلة المالكة السعودية ، وما أحاط بكل ذلك من ألغاز ..! وأخبروا على لسان الإدارة الأمريكية أن البيت الأبيض لاتعليق لديه حاليا على المعلومات المقدمة .. ليس هذا فقط ، إنما منع مكتب التحقيقات من إكمال تحقيقاته بشأن أفراد من عائلة بن لادن مقيمين في الولايات المتحدة وعزي ذلك الى ( اسباب سياسية ..! ) .. هذا كله كان قبيل أحداث تفجيرات سبتمبر .
لقد عبر مصدر في المكتب لشبكة الإذاعة والتلفزة البريطانية ، أن أيدينا كانت موثقة بشأن أي تحقيق يتعلق بالسعوديين ..خصوصا بعد مجيء بوش الى الحكم ، حتى أن المعلومات التي كانت متوفرة لدينا ، اصبحت بحكم الميتة في زمن إدارة بوش ...!
كأن التاريخ يعيد نفسه من جديد .. ففي زمن بوش الأب ، منعت أية تحقيقات تتعلق بالسعوديين ، لاسيما علاقات بعض الأمراء بعائلة البليونير بن لادن . وقد اوقف بوش الأب كافة التحقيقات التي جرت في زمن الرئيس ريغان .. واستمرت هذه العقبات حتى في زمن الرئيس كلينتون ، ثم بلغت مداها في زمن الرئيس بوش الأبن ....!! ويبدو أن للمصالح النفطية بين عائلة بوش والعائلة المالكة السعودية دور كبير خفي فيما يحدث ..!
وعندما وقعت أحداث سبتمبر ، ووجهت التهمة الى تنظيم القاعدة ، وبدأت تظهر التحقيقات الإرتباطات المالية السعودية بالأحداث ، كانت صورتنا أمام الرأي العام سواء كوكالة مخابرات أو مكتب تحقيقات عبارة عن مؤسسات فشلت في أداء مهامها ، والحقيقة أننا ، وعلى مدى سنوات ، كنا نقدم من المعلومات مايثبت تلك الإرتباطات المالية . واحدة من هذه المستندات المقدمة هي وثائق من 14000 ورقة حصلنا عليها من مصادر سعودية ...!!
إنه لم يكن فشل بقدر ماكان إحباط متعمد لأنشطتنا وعلينا أن نأخذ ذلك ونقبله بإعتبار أنه جزء من الخط الأمني والسياسي للولايات المتحدة ...!
حماية بن لادن من الجيش الأمريكي :
بالرغم من إعلان الرئيس بوش عن هدفه في ( الحرب على الإرهاب ) وتصميمه على القبض على اسامة بن لادن ( حيا أو ميتا ) ، إلا أن السياسة القديمة بقيت على حالها من ناحية التطبيق وذلك بسلوك الطريق المعاكس ..!
يقول الجنرال تومي فرانكس ، رئيس أركان الجيش ، ومسؤول العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان .. أن العثور على أسامة بن لادن لم يكن في الحقيقة هدف الحملة الأمريكية على أفغانستان ، وأن إعتقال بن لادن لم يكن من ضمن اهداف الهجوم العسكري الأمريكي . أعلن ذلك في مؤتمر صحفي اوائل نوفمبر 2001 وقال في تصريحه " لأن نقل أبدا أن اسامة هو الهدف من الهجوم ، مع أننا نسعى الى تدمير شبكة القاعدة وطالبان .. اما اسامة فهو ليس مهما بنفس القدر ...! "
إعتقال بن لادن ، كان قد لقي على الجانب الآخر إهتماما أكبر ، وذلك حين دعا بعض القياديين من أحزاب باكستانية إسلامية وغيرها الى طرد اسامة بن لادن من باكستان التي كانت المعلومات تشير الى أنه قد دخلها انذاك من إفغانستان .. هذا بحسب ماذكرته صحيفة " الديلي ميرور " البريطانية . أما صحيفة " الديلي تلغراف " ، فقد أضافت ، أن صفقة الأحزاب الباكستانية تقضي بوضعه تحت الإقامة الجبرية في بشاور حيث كان يقيم والملا عمر رئيس طالبان .
في تلك الفترة ، ومن وجهة النظر العسكرية ، فإن التصريحات كانت تشير الى أن تحقيق الهدف يحقق تقدما .. وأننا نقترب من إمكانية القبض على بن لادن .. أما الخطط السياسية ، فكانت كما يبدو لاتعير أهمية لما يصدر من الباكستانيين او حتى القادة الميدانيين الأمريكان .. ولم يتحقق من الهجوم الأمريكي سوى إسقاط طالبان والمجيء بحكومة قرضاي ، وهو من أبرز الذين عملوا مع الأمريكان في مجال النفط والمشروع الأمريكي لخطوط أنابيب النفط والغاز ...!
بقيت القاعدة وزعيمها وطالبان ..بعيدين عن اللمس .. ومصدر غني من مصادر ماكنة الدعاية الأمريكية حول ( الإرهاب الإسلامي ...!!!)
ياي القسم التاسع...
lalhamdani@yahoo.com
No comments:
Post a Comment