وصل الى لندن السيد ابراهيم الأشيقر الجعفري رئيس وزراء العراق السابق وزعيم حزب الدعوة الاسلاميه الشيعي في العراق ليقيم في بيته في منطقة ويمبلي بحماية عدد من الحراس الشخصيين فيما يبدو أنه إقامة دائميه او طويله . السيد الجعفري هو ثامن مسؤول عراقي من الخط الأول والثاني والثالث من المسؤولين العراقيين في حكومات ألإحتلال الأمريكي ممن وصلوا الى بريطانيا عائدين من ( الوطن ) الى بريطانيا حيث يحملون الجنسية البريطانيه وجوازات سفرها بعد أن سبقه رئيس وزراء آخر ووزيران ووكيل وزارة وناطق رسمي بإسم الحكومة ورجل دين معمم . وكان جميعهم قد دخلوا الى بغداد مع الإحتلال عام 2003 عائدين من بريطانيا ، وللعلم فقط فإن القانون العراقي لايجيز أن يتولى منصبا قياديا في الدوله من يحمل جنسية مزدوجه أي جنسية أجنبية الى جانب جنسيته العراقيه التي تمنحه حق تسلم منصبا رفيعا في الحكومة أو الترشيح للإنتخابات .....!!!
سوف لن أدخل في هذا المقال بالتفاصبل والإمتيازات الماليه التي حصل عليها هؤلاء في بريطانيا جراء وجودهم في العراق منذ 2003 وهي مبالغ تتجاوز الملايين الى المليارات رغم توفر معظم المعلومات الموثقه وخصوصا عناوين الإستثمارات العقاريه أي العمارات والفيلات والشقق الفخمة في لندن ، ولكنني أوعد القراء الى أن ذلك سوف ينشر بالكامل حين استكمال كافة المعلومات لكي لانظلم أحد كما لانريد أن يظلمنا أحد . هذا في الوقت الذي يعاني الشعب العراقي المظلوم بشيعته قبل سنته ( والسادة المشار اليهم في أعلاه كلهم من الشيعه ) من القتل والتهجير والمجازر اليوميه والسجن وتدمير البنيه التحتيه وتعطيل الأعمال ونقص في الخدمات الرئيسيه كالماء الصالح للشرب والكهرباء عصب الحياة اليوميه والصحة وهجرة الأطباء والأدمغة العلميه خارج البلد ووصول المواطن العراقي الى دون مستوى خط الفقر وببطاله بلغت اكثر من 80% وهاتين النقطتين الأخيرتين هي من إحصاءات الأمم المتحدة. وبعد أن وصل عدد القتلى في العراق حسب تقارير وزارة الصحة والهيئات الدوليه خلال شهر نوفمبر / تشرين الثاني أي الشهر الماضي الى 1850 شخصا وهذا فقط العدد المحصى من الجثث وبزيادة قدرها 44% عن الشهر الذي سبقه . يعني قرابة ألألفين عائله نكبت بأبنائها تاركين عددا غير معلوم من الثكالى والأرامل واليتامى بلا معين ولا موارد ماليه تمكنهم من الحصول على لقمة العيش اليوميه .
إلا انه والحق يقال فقد دخلت أطباق الستلايت الى البيوت بعد أن كانت ممنوعة في عهد صدام وكذلك التلفونات المحموله ( الموبايل ) لشركات رئيسيه ثلاث مصريه وكويتيه وواحدة للسيدة زوجة السيد رئيس الجمهوريه وهي شبكة ( آسيا سيل ) ...!
خرج هؤلاء من المنطقة الخضراء في بغداد خلال السنوات الثلاث الأخيرة بالتعاقب بعد أن أدوا دورهم المرسوم لهم ، ولكي لانتجنى عليهم نقول كانت سياساتهم لإدارة البلد إما موجهة وهو الأغلب او مقصودة لحساب دولة او طرف اقليمي معروف ، او خاطئه وهو أضعف ألإحتمالات ، ولكن أيا كان السبب فإنها كلها تلتقي في نقطة واحدة ونتيجة واحدة ، وإذا سألنا أنفسنا لماذا اذن اعتمدت هذه الحكومات المتعاقبه لهذه السياسات فالجواب هو من البديهيات وهو الذي يكمن وراء إختيارهم وجلبهم من خارج العراق ليحكموا العراق وأبناء العراق في الداخل من الذين عانوا على مدى 35 سنة من القمع والقتل والتشريد وكتب عليهم ان يمضوا في تحملهم لأضعاف ذلك لكي تمضي خطة المحتل في طريقها المرسوم وليتها استطاعت ان تمضي خطوات قبل أن تنغرس قدماها في أوحال العراق وهي الآن تطلب النجدة من هذه الجهة او تلك ..!
لقد كتبت قبل ثلاث سنوات عن الشخصيات العراقيه التي تسلمت الحكم في العراق ومن خلال مجلس الحكم وبترتيب الحروف الأبجديه لأسمائهم كما أمر الحاكم الأمريكي الفعلي بول بريمر ولمدة شهر واحد لكل رئيس للمجلس أي بكلمة أخرى رئيس للحكومة مشبها اياهم بالجسر المتحرك الذي تستخدمه القطعات العسكريه لينصب فوق الأنهر لعبور القطعات ويرفع بعد ذلك ، أو كالأطباق والأكواب الكارتونيه التي تستخدم لمرة واحدة ثم ترمى بعد ذلك في سلة المهملات disposable ، وقد اعتبرني البعض مبالغا في قسوة التعبير وأن هؤلاء هم من شخصيات المعارضه في الخارج والتي ناضلت ضد نظام صدام ، وكان جوابي أنهم فعلا معارضين ، وانهم – وهذا ليس سرا – كانوا يقبضون الملايين لأحزابهم وتنظيماتهم من الأمريكان لمساعدتهم في تولي الحكم في العراق ، وانني إطلعت على مؤتمرهم في فندق هيلتون ميتروبول في شارع أدجور رود في لندن وقد اقتصر على الشيعة والأكراد وشخصيات هامشيه من العرب السنه واستبعد منه شخصيات وطنيه لها وزنها وكذلك أحزاب يساريه ناضلت ضد صدام .
قلت أعلاه ( لمساعدتهم في تولي الحكم في العراق ) ولم أقل لإسقاط صدام لأن قناعتي وقناعة الكثيرين من المطلعين على سير الأحداث وكذلك المحللين السياسيين أنه لو أرادت امريكا إزالة صدام واسقاط نظامه لكان بإمكانها القيام بذلك باستخدام القوة العسكريه كما فعلت وتولت حكم العراق من خلال حاكم عسكري او مدني امريكي مؤقت ولشرعت بإزالة آثار الحكم الدكتاتوري من على كاهل الشعب العراقي واعادت عمل شبكات الخدمات للمواطنين من محطات ماء وكهرباء وغيرها وهذا من الأمور السهلة التي كان يمكنها القيام بها وعلى وجه السرعه لما تملكه من تطور تكنولوجي وامكانيات ماديه وقوة دوليه ، ولجعلت العراق واحة آمنه مستقرة و ( ديمقراطيه ) كما تقول. وإن هي إرتأت أن تسير بمخططها بالإبقاء على صدام وإجباره على تغيير سياسته لفعلت ايضا خصوصا وانه أي صدام تعهد بتقديم كافة التنازلات التي طلبتها اميركا بما فيها فتح البلد وحتى قصوره الرئاسيه أمام مفتيشيها عن اسلحة ( الدمار الشامل ) مع علم أميركا يقينا عدم وجود لمثل هذه الأسلحة في العراق . ولكن ذلك كله لو حدث ماكان ليخدم المخطط الأبعد ألأمريكي – الإسرائيلي للسيطرة على المنطقه على الأقل من وجهة نظر الخطط التي وضعت انذاك والتي فشلت وبقيت تراوح في مكانها لاحقا ، وبدأ الكلام عن مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي أتى متأخرا نتيجة فشل المرحلة الأولى منه في العراق وخروج بوش من قدرة اتخاذ القرار المباشر نتيجة خروج حزبه الجمهوري من مجلسي النواب والشيوخ الامريكي في الإنتخابات النصفيه الأخيره ، ويوم أمس فقط نشر تقرير رونالد رامسفيلد وزير دفاعه المستقيل الذي كان قد قدمه الى بوش قبل إقالته بأيام يعترف فيه بفشل السياسة الأمريكيه في العراق ورامسفيلد هذا كان أحد مهندسي هذه السياسة .
كانت خطة الإدارة الأمريكيه وعرابها رامسفيلد وبدعم ودفع اسرائيلي تدمير العراق بالدرجة الاولى وليس فقط اسقاط صدام وهذا يتم بزرع الطائفيه المذهبية والعنصريه واطلاق اليد لتدمير البنيه التحتيه والتراثيه والنسيج الاجتماعي للعراقيين وقد بدأ ذلك منذ اليوم الأول لدخول قوات الاميركان ورجال الموساد الاسرائيلي الى العراق وبدأ عمليات النهب المنظم والتدمير المتعمد لمتاحف العراق ومكتباته وتراثه الإنساني والحضاري الذي يمتد لألاف السنين ، ووضعت في مقاعد السلطه الهياكل البشريه التي تستطيع اميركا تسييرها ( بالرموت كونترول ) واغمضت عينها عن سرقة المال العام من قبل هؤلاء وتهريب النفط والأدهى من ذلك ضخ النفط العراقي بدون عدادات او سيطرة فعليه على الإنتاج والمبيعات كحالة وحيدة من نوعها في الدول المنتجة للبترول ، وتدهور الوضع العام اقتصاديا وأمنيا الى درجة لايتصورها العقل . خرج بريمر من العراق بما يقال 9 مليار دولار..
كانت الخطوة الأولى كما هو معروف حل الجيش العراقي بأكمله ورمي 400000 شخص الى الشارع بدون مورد ، وكما هو معروف بأن القاعدة العريضه للجيش من الجنود وضباط الصف كانوا من أهالي جنوب العراق وقد انضم هؤلاء او معظمهم الآن الى جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر ، في حين تفرغ القسم ألآخر من الضباط والقياديين ومراتب الجيش للعمل تحت مظلة المقاومة العراقيه للمحتل الأمريكي ومن يمثلهم على أرض الواقع في العراق .
لايمكن القول بأن الامريكان كانوا من الغباء بحيث لايقدرون مدى تأثير قرار بحجم قرار حل الجيش العراقي بأكمله في تشكيل مقاومة أو ميليشيات مستقبلا او حتى القتال عفويا ضدهم وهم كوادر محترفة ومدربه أجبروا على ان يذوقوا الفقر والجوع والحرمان ، ولكنهم مع ذلك مضوا قدما في ذلك القرار للمساعدة في تطبيق نظرية ( الفوضى المنظمه ) التي قادها رامسفيلد ، وإلا فقد كان بإمكانهم الإكتفاء بإخراج كبار الضباط ممن يشك في ولائهم او الغاء بعض الوحدات العسكريه كالحرس الجمهوري مثلا والإبقاء على الجيش النظامي وجله من الشيعة والذي لاذنب له فيما فعل صدام وأعوانه ، او الحروب التي جره اليها في ايران والكويت وهو كأي جيش محترف في العالم يطبق ويتبع القرارات التي يتخذها السياسيون . فهل أن الجيش الامريكي في العراق بعدده البالغ 160000 مقاتل حاليا يفعل غير ماأملته وجرته اليه قيادته السياسيه ..؟ .
الآن وقد بدأ سياسيو المرحله او المراحل ينسلتون من العراق الواحد بعد الآخر بعد أن أدى كل واحد منهم دوره وملأ جيوبه من السحت الحرام ، فإننا نقف على اعتاب المرحله الحاليه التي هي برئاسة السيد المالكي الذي هو في موقف لايحسد عليه بعد إجتماعه مع بوش في الأردن ، وكذلك تحركات القيادات الشيعيه والسنيه والكرديه . عبد العزيز الحكيم تخلى ظاهريا و (تقويا ) عن تقسيم العراق واستحداث الإقليم الجنوبي وصرح في عمان بأنه مع وحدة و ( عروبة ) العراق ، لم يقابله بوش في عمان واستدعاه الى واشنطن التي غادر اليها يوم أمس . واستدعي طارق الهاشمي لمقابلة بوش في الشهر القادم لأن بوش الآن على ابواب اعياد الميلاد ورأس السنه ومن غير الإنصاف تعكير صفو الأعياد ومتعتها عليه وهو في مزرعته في تكساس ...!! .
نقول نحن على اعتاب المرحله الحاليه / الجديدة والتي اعلنت امريكا عن سياسة جديدة لها في العراق لم تنكشف بكافة ابعادها بعد ولكن اعلن عن تولي الجيش الأمريكي حراسة الحدود مع ايران وسوريا وستلي ذلك خطوات اخرى مع بداية العام القادم على ضوء تقرير لجنة بيكر ـ هاملتون والتقارير الاستخباريه والسياسيه الاخرى والأهم من كل ذلك محاولة إخراج الأقدام الأمريكيه من الرمال المتحركه في العراق ومع خروج هذه الأقدام سيتم اطلاق سراح وجبه وربما وجبات من سجناء المنطقة الخضراء في بغداد ليعودوا الى قواعدهم سالمين وغانمين ...!!
4/12/2006
سوف لن أدخل في هذا المقال بالتفاصبل والإمتيازات الماليه التي حصل عليها هؤلاء في بريطانيا جراء وجودهم في العراق منذ 2003 وهي مبالغ تتجاوز الملايين الى المليارات رغم توفر معظم المعلومات الموثقه وخصوصا عناوين الإستثمارات العقاريه أي العمارات والفيلات والشقق الفخمة في لندن ، ولكنني أوعد القراء الى أن ذلك سوف ينشر بالكامل حين استكمال كافة المعلومات لكي لانظلم أحد كما لانريد أن يظلمنا أحد . هذا في الوقت الذي يعاني الشعب العراقي المظلوم بشيعته قبل سنته ( والسادة المشار اليهم في أعلاه كلهم من الشيعه ) من القتل والتهجير والمجازر اليوميه والسجن وتدمير البنيه التحتيه وتعطيل الأعمال ونقص في الخدمات الرئيسيه كالماء الصالح للشرب والكهرباء عصب الحياة اليوميه والصحة وهجرة الأطباء والأدمغة العلميه خارج البلد ووصول المواطن العراقي الى دون مستوى خط الفقر وببطاله بلغت اكثر من 80% وهاتين النقطتين الأخيرتين هي من إحصاءات الأمم المتحدة. وبعد أن وصل عدد القتلى في العراق حسب تقارير وزارة الصحة والهيئات الدوليه خلال شهر نوفمبر / تشرين الثاني أي الشهر الماضي الى 1850 شخصا وهذا فقط العدد المحصى من الجثث وبزيادة قدرها 44% عن الشهر الذي سبقه . يعني قرابة ألألفين عائله نكبت بأبنائها تاركين عددا غير معلوم من الثكالى والأرامل واليتامى بلا معين ولا موارد ماليه تمكنهم من الحصول على لقمة العيش اليوميه .
إلا انه والحق يقال فقد دخلت أطباق الستلايت الى البيوت بعد أن كانت ممنوعة في عهد صدام وكذلك التلفونات المحموله ( الموبايل ) لشركات رئيسيه ثلاث مصريه وكويتيه وواحدة للسيدة زوجة السيد رئيس الجمهوريه وهي شبكة ( آسيا سيل ) ...!
خرج هؤلاء من المنطقة الخضراء في بغداد خلال السنوات الثلاث الأخيرة بالتعاقب بعد أن أدوا دورهم المرسوم لهم ، ولكي لانتجنى عليهم نقول كانت سياساتهم لإدارة البلد إما موجهة وهو الأغلب او مقصودة لحساب دولة او طرف اقليمي معروف ، او خاطئه وهو أضعف ألإحتمالات ، ولكن أيا كان السبب فإنها كلها تلتقي في نقطة واحدة ونتيجة واحدة ، وإذا سألنا أنفسنا لماذا اذن اعتمدت هذه الحكومات المتعاقبه لهذه السياسات فالجواب هو من البديهيات وهو الذي يكمن وراء إختيارهم وجلبهم من خارج العراق ليحكموا العراق وأبناء العراق في الداخل من الذين عانوا على مدى 35 سنة من القمع والقتل والتشريد وكتب عليهم ان يمضوا في تحملهم لأضعاف ذلك لكي تمضي خطة المحتل في طريقها المرسوم وليتها استطاعت ان تمضي خطوات قبل أن تنغرس قدماها في أوحال العراق وهي الآن تطلب النجدة من هذه الجهة او تلك ..!
لقد كتبت قبل ثلاث سنوات عن الشخصيات العراقيه التي تسلمت الحكم في العراق ومن خلال مجلس الحكم وبترتيب الحروف الأبجديه لأسمائهم كما أمر الحاكم الأمريكي الفعلي بول بريمر ولمدة شهر واحد لكل رئيس للمجلس أي بكلمة أخرى رئيس للحكومة مشبها اياهم بالجسر المتحرك الذي تستخدمه القطعات العسكريه لينصب فوق الأنهر لعبور القطعات ويرفع بعد ذلك ، أو كالأطباق والأكواب الكارتونيه التي تستخدم لمرة واحدة ثم ترمى بعد ذلك في سلة المهملات disposable ، وقد اعتبرني البعض مبالغا في قسوة التعبير وأن هؤلاء هم من شخصيات المعارضه في الخارج والتي ناضلت ضد نظام صدام ، وكان جوابي أنهم فعلا معارضين ، وانهم – وهذا ليس سرا – كانوا يقبضون الملايين لأحزابهم وتنظيماتهم من الأمريكان لمساعدتهم في تولي الحكم في العراق ، وانني إطلعت على مؤتمرهم في فندق هيلتون ميتروبول في شارع أدجور رود في لندن وقد اقتصر على الشيعة والأكراد وشخصيات هامشيه من العرب السنه واستبعد منه شخصيات وطنيه لها وزنها وكذلك أحزاب يساريه ناضلت ضد صدام .
قلت أعلاه ( لمساعدتهم في تولي الحكم في العراق ) ولم أقل لإسقاط صدام لأن قناعتي وقناعة الكثيرين من المطلعين على سير الأحداث وكذلك المحللين السياسيين أنه لو أرادت امريكا إزالة صدام واسقاط نظامه لكان بإمكانها القيام بذلك باستخدام القوة العسكريه كما فعلت وتولت حكم العراق من خلال حاكم عسكري او مدني امريكي مؤقت ولشرعت بإزالة آثار الحكم الدكتاتوري من على كاهل الشعب العراقي واعادت عمل شبكات الخدمات للمواطنين من محطات ماء وكهرباء وغيرها وهذا من الأمور السهلة التي كان يمكنها القيام بها وعلى وجه السرعه لما تملكه من تطور تكنولوجي وامكانيات ماديه وقوة دوليه ، ولجعلت العراق واحة آمنه مستقرة و ( ديمقراطيه ) كما تقول. وإن هي إرتأت أن تسير بمخططها بالإبقاء على صدام وإجباره على تغيير سياسته لفعلت ايضا خصوصا وانه أي صدام تعهد بتقديم كافة التنازلات التي طلبتها اميركا بما فيها فتح البلد وحتى قصوره الرئاسيه أمام مفتيشيها عن اسلحة ( الدمار الشامل ) مع علم أميركا يقينا عدم وجود لمثل هذه الأسلحة في العراق . ولكن ذلك كله لو حدث ماكان ليخدم المخطط الأبعد ألأمريكي – الإسرائيلي للسيطرة على المنطقه على الأقل من وجهة نظر الخطط التي وضعت انذاك والتي فشلت وبقيت تراوح في مكانها لاحقا ، وبدأ الكلام عن مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي أتى متأخرا نتيجة فشل المرحلة الأولى منه في العراق وخروج بوش من قدرة اتخاذ القرار المباشر نتيجة خروج حزبه الجمهوري من مجلسي النواب والشيوخ الامريكي في الإنتخابات النصفيه الأخيره ، ويوم أمس فقط نشر تقرير رونالد رامسفيلد وزير دفاعه المستقيل الذي كان قد قدمه الى بوش قبل إقالته بأيام يعترف فيه بفشل السياسة الأمريكيه في العراق ورامسفيلد هذا كان أحد مهندسي هذه السياسة .
كانت خطة الإدارة الأمريكيه وعرابها رامسفيلد وبدعم ودفع اسرائيلي تدمير العراق بالدرجة الاولى وليس فقط اسقاط صدام وهذا يتم بزرع الطائفيه المذهبية والعنصريه واطلاق اليد لتدمير البنيه التحتيه والتراثيه والنسيج الاجتماعي للعراقيين وقد بدأ ذلك منذ اليوم الأول لدخول قوات الاميركان ورجال الموساد الاسرائيلي الى العراق وبدأ عمليات النهب المنظم والتدمير المتعمد لمتاحف العراق ومكتباته وتراثه الإنساني والحضاري الذي يمتد لألاف السنين ، ووضعت في مقاعد السلطه الهياكل البشريه التي تستطيع اميركا تسييرها ( بالرموت كونترول ) واغمضت عينها عن سرقة المال العام من قبل هؤلاء وتهريب النفط والأدهى من ذلك ضخ النفط العراقي بدون عدادات او سيطرة فعليه على الإنتاج والمبيعات كحالة وحيدة من نوعها في الدول المنتجة للبترول ، وتدهور الوضع العام اقتصاديا وأمنيا الى درجة لايتصورها العقل . خرج بريمر من العراق بما يقال 9 مليار دولار..
كانت الخطوة الأولى كما هو معروف حل الجيش العراقي بأكمله ورمي 400000 شخص الى الشارع بدون مورد ، وكما هو معروف بأن القاعدة العريضه للجيش من الجنود وضباط الصف كانوا من أهالي جنوب العراق وقد انضم هؤلاء او معظمهم الآن الى جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر ، في حين تفرغ القسم ألآخر من الضباط والقياديين ومراتب الجيش للعمل تحت مظلة المقاومة العراقيه للمحتل الأمريكي ومن يمثلهم على أرض الواقع في العراق .
لايمكن القول بأن الامريكان كانوا من الغباء بحيث لايقدرون مدى تأثير قرار بحجم قرار حل الجيش العراقي بأكمله في تشكيل مقاومة أو ميليشيات مستقبلا او حتى القتال عفويا ضدهم وهم كوادر محترفة ومدربه أجبروا على ان يذوقوا الفقر والجوع والحرمان ، ولكنهم مع ذلك مضوا قدما في ذلك القرار للمساعدة في تطبيق نظرية ( الفوضى المنظمه ) التي قادها رامسفيلد ، وإلا فقد كان بإمكانهم الإكتفاء بإخراج كبار الضباط ممن يشك في ولائهم او الغاء بعض الوحدات العسكريه كالحرس الجمهوري مثلا والإبقاء على الجيش النظامي وجله من الشيعة والذي لاذنب له فيما فعل صدام وأعوانه ، او الحروب التي جره اليها في ايران والكويت وهو كأي جيش محترف في العالم يطبق ويتبع القرارات التي يتخذها السياسيون . فهل أن الجيش الامريكي في العراق بعدده البالغ 160000 مقاتل حاليا يفعل غير ماأملته وجرته اليه قيادته السياسيه ..؟ .
الآن وقد بدأ سياسيو المرحله او المراحل ينسلتون من العراق الواحد بعد الآخر بعد أن أدى كل واحد منهم دوره وملأ جيوبه من السحت الحرام ، فإننا نقف على اعتاب المرحله الحاليه التي هي برئاسة السيد المالكي الذي هو في موقف لايحسد عليه بعد إجتماعه مع بوش في الأردن ، وكذلك تحركات القيادات الشيعيه والسنيه والكرديه . عبد العزيز الحكيم تخلى ظاهريا و (تقويا ) عن تقسيم العراق واستحداث الإقليم الجنوبي وصرح في عمان بأنه مع وحدة و ( عروبة ) العراق ، لم يقابله بوش في عمان واستدعاه الى واشنطن التي غادر اليها يوم أمس . واستدعي طارق الهاشمي لمقابلة بوش في الشهر القادم لأن بوش الآن على ابواب اعياد الميلاد ورأس السنه ومن غير الإنصاف تعكير صفو الأعياد ومتعتها عليه وهو في مزرعته في تكساس ...!! .
نقول نحن على اعتاب المرحله الحاليه / الجديدة والتي اعلنت امريكا عن سياسة جديدة لها في العراق لم تنكشف بكافة ابعادها بعد ولكن اعلن عن تولي الجيش الأمريكي حراسة الحدود مع ايران وسوريا وستلي ذلك خطوات اخرى مع بداية العام القادم على ضوء تقرير لجنة بيكر ـ هاملتون والتقارير الاستخباريه والسياسيه الاخرى والأهم من كل ذلك محاولة إخراج الأقدام الأمريكيه من الرمال المتحركه في العراق ومع خروج هذه الأقدام سيتم اطلاق سراح وجبه وربما وجبات من سجناء المنطقة الخضراء في بغداد ليعودوا الى قواعدهم سالمين وغانمين ...!!
4/12/2006
No comments:
Post a Comment