ترجمة مختصرة ـ علي الحمداني 9
المحافظة على المصادر المالية لأبن لادن :
لم تتوقف ملاحقة أسامة بن لادن عند حد تعطيل خطط القبض عليه أو أخذها بالجدية المطلوبة كما بينا آنفاً ، ولكن يبدو أن قاعدته المالية بقيت أيضاً بعيدة عن التدخل .
لقد ذكرت شركة المحاماة ( جوديكال وتش ) القانونية والتي مقرها في نيويورك ، أن عددا من المؤسسات والشركات والتي يتسلم بعضها دعم حكومي ، تعتبر من الشركات التي قامت بتمويل اسامة بن لادن ( إستناداً الى تحليلنا لوثائق متوفرة لإطلاع الرأي العام ، والى تقارير أخرى قيد الطبع .. أن الشبكة المالية التي تتخذ من الولايات المتحدة قاعدة لها ، قد قامت بتوفير مصادر تمويل مالية لأسامة بن لادن ومجموعته . كما أن الدوائر الضريبية الأمريكية ، يبدو وكأنها تدير رأسها بعيداً ، عندما يتعلق الأمر بتحري أو إتخاذ إجراء ضد مؤسسات يشك في قيامها بعمليات غسل أموال . أحد هذه المؤسسات " وكالة الإغاثة الإسلامية الأفريقية " ، التي استمرت بأنشطتها لسنوات ، وتسلمت إعانات مالية من جهتين حكوميتين .. وبلغ مجموع ماقامت بتحويله " لأغراض إنسانية " 4.2 مليون دولار . وقد أثبتت الأدلة أن قسم من هذه الأموال قد دخل نيروبي ودار السلام حيث أستخدم في شراء سيارات معينة ومتفجرات وتفخيخ هذه السيارات وإستخدامها في تفجير سفارتي الولايات المتحدة هناك في آب 1998 . )
مجموع الشركات التي يعتقد أنها شريك في العمليات المالية داخل الولايات المتحدة يبلغ 16 شركة ومؤسسة ، ولم يجرِ أي تحري جدي عن أنشطتها المالية حسب ماذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) إلا انه قد جرى التحقيق في نشاط شركتين فقط ، ولكن حتى نوفمبر عام 2001 لم تظهر أي نتائج عن تفاصيل الأنشطة المالية . وبعد هذا التاريخ يكاد يكون الموضوع قد طويت صفحته ..!
أما خارج الولايات المتحدة ، فقد فشلت التحقيقات كذلك في إعطاء اية نتائج ملموسة وذلك فيما يتعلق بحركة الأموال في المنطقة العربية بين البحرين ، والكويت ، والسعودية ، والإمارات .. والتي يعتقد أنها أستخدمت لتمويل شبكة بن لادن عن طريق الشركات والمؤسسات التجارية والمصرفية .
بعد 11 سبتمبر ، قامت حكومات الدول الأربعة المشار اليها بتدقيق وتحري حسابات بعض الشركات على أراضيها والتي أُشير اليها من قبل الإدارة الأمريكية ، ولكن بدون جدوى ، حيث أن هذه الشركات التي أشار اليها الأمريكيون لم يثبت أن لها علاقة بأية أنشطة إرهابية أو غسيل اموال ..! وبالرغم من أن حكومات الدول الخليجية المذكورة أبدت إستعدادها لتجميد هذه الأموال إذا كان هناك لدى الأمريكان مايثير الشكوك ، إلا أن المعلومات المتوفرة لم تكن بالتي يستند عليها لإتخاذ إجراء كهذا من الناحية القانونية .
يعلق على ذلك مساعد سابق لوزير الخارجية الأمريكي وهو جونوثان وينر بالقول : أن إدارة بوش أهملت كل التقارير بهذا الشأن ، وقد وقف بوش نفسه يوم 24 سبتمبر ليقول في مؤتمر صحفي " أن السعوديين والى أي مدى سيذهبون ، هم في الحقيقة متعاونين ومنسقين معنا " ، وأشار كولن باول وزير الخرجية آنذاك الى نفس المعنى حين صرح بالقول " إن أي طلب وضعناه أمام السعوديين لقي من قبلهم إستجابة جدية .. لقد إتخذوا خطوات جادة بالتعاون معنا وهم على إستعداد للذهاب الى أبعد من ذلك على ضوء المعلومات التي نقدمها لهم ." وكان باول يتحدث عن الإرهاب وعن شبكة القاعدة بعد هجمات سبتمبر ..!
لقد إستثنى بوش مصرفين يعملان في الكويت والبحرين هما ، بنك الفيصل الإسلامي ، والبيت المالي الكويتي ، اللذين كانا على القائمة الأوربية مع مؤسسات مالية أخرى يُعتقد بعلاقتها مع شبكات الإرهاب .
وقد ذكرت وكالة " رويترز " في 7 نوفمبر 2001 ، أن وزارة المالية الأمريكية أضافت 61 شخصاً ومؤسسة الى قائمة الرئيس بوش الصادرة في 23 سبتمبر ، والهدف هو نفتيت المصادر المالية للقاعدة ! وقد تضمنت القائمة الجديدة بنوك في أنحاء العالم ومنها الصومال وجزر البهاما ، ولكن بقي الغموض يحيط بعدم إدراج أي من هذه المصارف المشار اليها في البحرين والكويت والسعودية الى هذه القائمة الجديدة ، أو تلك التي كانت صادرة من مكتب الرئيس !
وبحسب معلومات مكتب التحقيقات الفيدرالي ، فإن بنك الشمال الإسلامي في السودان ، هو بنك يعود الى أسامة بن لادن ، وقد أسسه في الخرطوم بوضع 50 مليون دولار من ماله الخاص . هذا المصرف أيضاً لم يدخل في قائمة بوش ..!
ومع ذلك ، وبحسب ماتذكره صحيفة ( الواشنطن بوست ) ، فإن إعترافات بعض من تم التحقيق معهم بعد حادث تفجيرات نيروبي وتنزانيا ، أن مبلغ 250,000 دولار ، قد تم تحويلها من بنك الشمال السوداني لهذا الغرض !
لقد أضافت صحيفة ( الفاينانشيال تايمز ) اللندنية معلومات جديدة أكثر تفصيلاً من ذلك بالقول أن المبلغ خرج من حسلب شركة ( وادي العقيق ) في المصرف المذكور وعن طريق بنك نيويورك الى حساب بإسم ( عصام الريدي ) في البنك الأمريكي في دالاس ـ تكساس .
عصام الريدي ، مصري الجنسية يعمل مدرب طيران ، وكان قد إلتقى اسامة بن لادن في باكستان عام 1985 !
هناك خمس شركات من ضمنها شرمة وادي العقيق تعود ملكيتها لأسامة بن لادن تعمل في الخرطوم ومدن سودانية أخرى ، هذا إضافة الى بنك الشمال الإسلامي الذي يملكه بن لادن أيضاً ، منه (الثمار المباركة ) التي تتعامل بتجارة السكر عالمياً ، وشركة بإسم ( الهجرة ) وهي شركة مقاولات ، وهذه الأخيرة قامت ببناء الطريق الذي يربط الخرطوم وبورت سودان . كذلك هناك شركة ( طابا ) وهي شركة مشاريع مشاركة مع شركة أخرى مقرها في جدة .
بالعودة الى شركة الهجرة ، فإنها كانت قد إستخدمت لديها كل من : محمد ولد صلاحي ، ومحفوظ ولد الوليد ، والأخير كان قد القي القبض عليه عام 1999 في شهر ديسمبر للإشتباه بنشاطاته المريبة ولكن شركة الهجرة بقيت في منأى عن تجميد أموالها ..!!
كذلك من النشاطات التجارية الأخرى ، هي شركات في كل من الكويت ، والإمارات ، تصب أرباحها في فروع لها في ( مالطا ) ، وفي (لوزان ) في سويسرا ، وتعرف بإسم (مؤسسة التقوى للإدارة ) وهي شريك لبنك التقوى ، الذي تقع إدارته العامة في رقم 15 (ديفوكس ستريت ) ، ناساو ، جزر البهاما . وأيضاً مؤسسة ( الإغاثة الإسلامية ) والتي مقرها في مدينة ( بيرمنكهام ) في إنكلترة وهي مؤسسة خيرية لها إرتباط بجماعة الإخوان المسلمين ، وتنشط ايضاً في البانيا ، كما أن لها مكتب في مونترييل في ضواحي باريس !
أما مؤسسة ( التضامن الإسلامية ) فهي ايضاً من مؤسسات الإغاثة ويرأسها ( أيمن الظواهري ) وتتخذ من الكويت مركزاً لها ، ولها فرع في البانيا !
من المؤسسات الأخرى المشابهة هي مؤسسة ( الحرمين ) ومقرها في لندن ، وتدار من قبل سعوديين من ابرزهم ( خالد الفوّاز ) ، والذي ظهر إسمه في تفجيرات نيروبي ودار السلام ، وهو من نشطاء القاعدة !
لقد أوضح أحد أبرز وكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالي وهو ( روبرت رايت ) في مستنداته التي عُرضت على المحكمة الأمريكية العليا لمنطقة واشنطن ، أن الإدارة العامة لمكتب التحقيقات الفيدرالي زضعت العقبات أمامنا لإستكمال تحقيقاتنا بخصوص مصادر تمويل ( القاعدة ) ، وذلك في تحقيقاتنا التي أجريناها في الشرق الأوسط عامي 1994 و 1995 . لقد شعرت أن وحدة الإرهاب العالمي في مكتب التحقيقات لم تكن متحمسة لمعرفة التفاصيل الكثيرة عن الأنشطة المالية . ويضيف رايت أنه بالرغم من ذلك فقد إستمريت في قيادة عملية تحري أسفرت في 9 يونيو 1998 الى الوصول الى مصدر مالي بمقدار 104 مليون دولار موظّفة من قبل رجل أعمال سعودي هو ياسين قادي ، ومرتبطة مباشرة بقنوات مالية ومصادر خاصة بالقاعدة نفسها ! .. هذه الحقيقة لم تعترف بها الإدارة الأمريكية إلا بعد شهر من وقوع هجمات سبتمبر 2001 ، أي بعد أكثر من ثلاث سنوات من إكتشافها وتقديم التقارير المفصلة بشانها !
في تقرير لصحيفة ( ستار تورينتو ) الكندية ، وآخر لصحيفة ( التايمز ) البريطانية ، يوضح أن كل هذه الإفادات والتقارير ونتائج التحقيقات والتي أوصلت الى معلومات خطيرة ، لكنها مع ذلك لم تؤخذ بعين الإعتبار .. ولايمكن تفسير ذلك إلا أن أسامة بن لادن نفسه كان محمياً من قبل مصادر القوى الخفية في الولايات المتحدة والسعودية !!
إيواء خلايا القاعدة في السعودية !
أكثر من ذلك ، ومن الأمور التي لاتصدق ، هو رفض إعتقال مايعرف لخلايا القاعدة والتي تمارس نشاطها في الولايات المتحدة !
تقول صحيفة ( الديلي تلغراف ) البريطانية ، " أن ناشطي القاعدة في الدول الغربية هم مِن (الخلايا النائمة ) ، أي من أشخاص يبدون عاديين في تصرفاتهم ، ومن المقيمين بشكل دائم في الدول الغربية ولمدد طويلة ، ولديهم وظائفهم وأوراق هوياتهم وجوازات سفرهم الأجنبية ، وحياة عائلية وإجتماعية عادية في ظاهرها ، ومع ذلك فإنه وبحسب تقارير المخابرات فإنهم كانوا في اميركا مثلاً قد توصلوا الى معرفة أشخاص بعض هذه الخلايا النائمة وبالأسماء والعناوين ..! ولكننا نسوق فقط مثالا واحداً هو تعليق رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي بالقول : " إن وجود هؤلاء يمكن أن يكون وجود إعتيادي ، وأنه يلاحظ أنهم يتسمون باللطافة والهدوء ..!"
على أي حال فإن المسؤولين الكبار في وكالة المخابرات المركزية أو مكتب التحقيقات الفيدرالي ، إنقسموا الى رأيين حول هذه الخلايا أو المجموعات المتسترة ، والتي أدت بالنتيجة الى فشل تحرياتهم .. الأول أنهم ( أناس لطفاء ومسالمين ) والثاني أنهم ( شريرون ) .. ولكن لماذا هذا التناقض في وجهات النظر ..؟
السبب كما يبدو هو النظرة الظاهرية الى الأمور ، أو لكون هناك ملايين من العرب والمسلمين الأمريكان ولسنوات طويلة .
أما من كان يشك في كون بعض هؤلاء هم خلايا ليست بريئة كما يبدو .. فهم من كان يراقب عن كثب ، ويمسك ببعض الخيوط التي يمكن أن توصل لمعلومات أكبر ، ولكن .. لم تكن أيديهم مطلقة الحرية في العمل وبتقييد مباشر من مراكز القوى في المنظمتين ! والذين بدورهم يتسلمون أوامرهم الخاصة جداً من الإجارة الأمريكية ومن الرئيس الأمريكي بالذات ...!
تلي الحلقة العاشرة .
المحافظة على المصادر المالية لأبن لادن :
لم تتوقف ملاحقة أسامة بن لادن عند حد تعطيل خطط القبض عليه أو أخذها بالجدية المطلوبة كما بينا آنفاً ، ولكن يبدو أن قاعدته المالية بقيت أيضاً بعيدة عن التدخل .
لقد ذكرت شركة المحاماة ( جوديكال وتش ) القانونية والتي مقرها في نيويورك ، أن عددا من المؤسسات والشركات والتي يتسلم بعضها دعم حكومي ، تعتبر من الشركات التي قامت بتمويل اسامة بن لادن ( إستناداً الى تحليلنا لوثائق متوفرة لإطلاع الرأي العام ، والى تقارير أخرى قيد الطبع .. أن الشبكة المالية التي تتخذ من الولايات المتحدة قاعدة لها ، قد قامت بتوفير مصادر تمويل مالية لأسامة بن لادن ومجموعته . كما أن الدوائر الضريبية الأمريكية ، يبدو وكأنها تدير رأسها بعيداً ، عندما يتعلق الأمر بتحري أو إتخاذ إجراء ضد مؤسسات يشك في قيامها بعمليات غسل أموال . أحد هذه المؤسسات " وكالة الإغاثة الإسلامية الأفريقية " ، التي استمرت بأنشطتها لسنوات ، وتسلمت إعانات مالية من جهتين حكوميتين .. وبلغ مجموع ماقامت بتحويله " لأغراض إنسانية " 4.2 مليون دولار . وقد أثبتت الأدلة أن قسم من هذه الأموال قد دخل نيروبي ودار السلام حيث أستخدم في شراء سيارات معينة ومتفجرات وتفخيخ هذه السيارات وإستخدامها في تفجير سفارتي الولايات المتحدة هناك في آب 1998 . )
مجموع الشركات التي يعتقد أنها شريك في العمليات المالية داخل الولايات المتحدة يبلغ 16 شركة ومؤسسة ، ولم يجرِ أي تحري جدي عن أنشطتها المالية حسب ماذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) إلا انه قد جرى التحقيق في نشاط شركتين فقط ، ولكن حتى نوفمبر عام 2001 لم تظهر أي نتائج عن تفاصيل الأنشطة المالية . وبعد هذا التاريخ يكاد يكون الموضوع قد طويت صفحته ..!
أما خارج الولايات المتحدة ، فقد فشلت التحقيقات كذلك في إعطاء اية نتائج ملموسة وذلك فيما يتعلق بحركة الأموال في المنطقة العربية بين البحرين ، والكويت ، والسعودية ، والإمارات .. والتي يعتقد أنها أستخدمت لتمويل شبكة بن لادن عن طريق الشركات والمؤسسات التجارية والمصرفية .
بعد 11 سبتمبر ، قامت حكومات الدول الأربعة المشار اليها بتدقيق وتحري حسابات بعض الشركات على أراضيها والتي أُشير اليها من قبل الإدارة الأمريكية ، ولكن بدون جدوى ، حيث أن هذه الشركات التي أشار اليها الأمريكيون لم يثبت أن لها علاقة بأية أنشطة إرهابية أو غسيل اموال ..! وبالرغم من أن حكومات الدول الخليجية المذكورة أبدت إستعدادها لتجميد هذه الأموال إذا كان هناك لدى الأمريكان مايثير الشكوك ، إلا أن المعلومات المتوفرة لم تكن بالتي يستند عليها لإتخاذ إجراء كهذا من الناحية القانونية .
يعلق على ذلك مساعد سابق لوزير الخارجية الأمريكي وهو جونوثان وينر بالقول : أن إدارة بوش أهملت كل التقارير بهذا الشأن ، وقد وقف بوش نفسه يوم 24 سبتمبر ليقول في مؤتمر صحفي " أن السعوديين والى أي مدى سيذهبون ، هم في الحقيقة متعاونين ومنسقين معنا " ، وأشار كولن باول وزير الخرجية آنذاك الى نفس المعنى حين صرح بالقول " إن أي طلب وضعناه أمام السعوديين لقي من قبلهم إستجابة جدية .. لقد إتخذوا خطوات جادة بالتعاون معنا وهم على إستعداد للذهاب الى أبعد من ذلك على ضوء المعلومات التي نقدمها لهم ." وكان باول يتحدث عن الإرهاب وعن شبكة القاعدة بعد هجمات سبتمبر ..!
لقد إستثنى بوش مصرفين يعملان في الكويت والبحرين هما ، بنك الفيصل الإسلامي ، والبيت المالي الكويتي ، اللذين كانا على القائمة الأوربية مع مؤسسات مالية أخرى يُعتقد بعلاقتها مع شبكات الإرهاب .
وقد ذكرت وكالة " رويترز " في 7 نوفمبر 2001 ، أن وزارة المالية الأمريكية أضافت 61 شخصاً ومؤسسة الى قائمة الرئيس بوش الصادرة في 23 سبتمبر ، والهدف هو نفتيت المصادر المالية للقاعدة ! وقد تضمنت القائمة الجديدة بنوك في أنحاء العالم ومنها الصومال وجزر البهاما ، ولكن بقي الغموض يحيط بعدم إدراج أي من هذه المصارف المشار اليها في البحرين والكويت والسعودية الى هذه القائمة الجديدة ، أو تلك التي كانت صادرة من مكتب الرئيس !
وبحسب معلومات مكتب التحقيقات الفيدرالي ، فإن بنك الشمال الإسلامي في السودان ، هو بنك يعود الى أسامة بن لادن ، وقد أسسه في الخرطوم بوضع 50 مليون دولار من ماله الخاص . هذا المصرف أيضاً لم يدخل في قائمة بوش ..!
ومع ذلك ، وبحسب ماتذكره صحيفة ( الواشنطن بوست ) ، فإن إعترافات بعض من تم التحقيق معهم بعد حادث تفجيرات نيروبي وتنزانيا ، أن مبلغ 250,000 دولار ، قد تم تحويلها من بنك الشمال السوداني لهذا الغرض !
لقد أضافت صحيفة ( الفاينانشيال تايمز ) اللندنية معلومات جديدة أكثر تفصيلاً من ذلك بالقول أن المبلغ خرج من حسلب شركة ( وادي العقيق ) في المصرف المذكور وعن طريق بنك نيويورك الى حساب بإسم ( عصام الريدي ) في البنك الأمريكي في دالاس ـ تكساس .
عصام الريدي ، مصري الجنسية يعمل مدرب طيران ، وكان قد إلتقى اسامة بن لادن في باكستان عام 1985 !
هناك خمس شركات من ضمنها شرمة وادي العقيق تعود ملكيتها لأسامة بن لادن تعمل في الخرطوم ومدن سودانية أخرى ، هذا إضافة الى بنك الشمال الإسلامي الذي يملكه بن لادن أيضاً ، منه (الثمار المباركة ) التي تتعامل بتجارة السكر عالمياً ، وشركة بإسم ( الهجرة ) وهي شركة مقاولات ، وهذه الأخيرة قامت ببناء الطريق الذي يربط الخرطوم وبورت سودان . كذلك هناك شركة ( طابا ) وهي شركة مشاريع مشاركة مع شركة أخرى مقرها في جدة .
بالعودة الى شركة الهجرة ، فإنها كانت قد إستخدمت لديها كل من : محمد ولد صلاحي ، ومحفوظ ولد الوليد ، والأخير كان قد القي القبض عليه عام 1999 في شهر ديسمبر للإشتباه بنشاطاته المريبة ولكن شركة الهجرة بقيت في منأى عن تجميد أموالها ..!!
كذلك من النشاطات التجارية الأخرى ، هي شركات في كل من الكويت ، والإمارات ، تصب أرباحها في فروع لها في ( مالطا ) ، وفي (لوزان ) في سويسرا ، وتعرف بإسم (مؤسسة التقوى للإدارة ) وهي شريك لبنك التقوى ، الذي تقع إدارته العامة في رقم 15 (ديفوكس ستريت ) ، ناساو ، جزر البهاما . وأيضاً مؤسسة ( الإغاثة الإسلامية ) والتي مقرها في مدينة ( بيرمنكهام ) في إنكلترة وهي مؤسسة خيرية لها إرتباط بجماعة الإخوان المسلمين ، وتنشط ايضاً في البانيا ، كما أن لها مكتب في مونترييل في ضواحي باريس !
أما مؤسسة ( التضامن الإسلامية ) فهي ايضاً من مؤسسات الإغاثة ويرأسها ( أيمن الظواهري ) وتتخذ من الكويت مركزاً لها ، ولها فرع في البانيا !
من المؤسسات الأخرى المشابهة هي مؤسسة ( الحرمين ) ومقرها في لندن ، وتدار من قبل سعوديين من ابرزهم ( خالد الفوّاز ) ، والذي ظهر إسمه في تفجيرات نيروبي ودار السلام ، وهو من نشطاء القاعدة !
لقد أوضح أحد أبرز وكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالي وهو ( روبرت رايت ) في مستنداته التي عُرضت على المحكمة الأمريكية العليا لمنطقة واشنطن ، أن الإدارة العامة لمكتب التحقيقات الفيدرالي زضعت العقبات أمامنا لإستكمال تحقيقاتنا بخصوص مصادر تمويل ( القاعدة ) ، وذلك في تحقيقاتنا التي أجريناها في الشرق الأوسط عامي 1994 و 1995 . لقد شعرت أن وحدة الإرهاب العالمي في مكتب التحقيقات لم تكن متحمسة لمعرفة التفاصيل الكثيرة عن الأنشطة المالية . ويضيف رايت أنه بالرغم من ذلك فقد إستمريت في قيادة عملية تحري أسفرت في 9 يونيو 1998 الى الوصول الى مصدر مالي بمقدار 104 مليون دولار موظّفة من قبل رجل أعمال سعودي هو ياسين قادي ، ومرتبطة مباشرة بقنوات مالية ومصادر خاصة بالقاعدة نفسها ! .. هذه الحقيقة لم تعترف بها الإدارة الأمريكية إلا بعد شهر من وقوع هجمات سبتمبر 2001 ، أي بعد أكثر من ثلاث سنوات من إكتشافها وتقديم التقارير المفصلة بشانها !
في تقرير لصحيفة ( ستار تورينتو ) الكندية ، وآخر لصحيفة ( التايمز ) البريطانية ، يوضح أن كل هذه الإفادات والتقارير ونتائج التحقيقات والتي أوصلت الى معلومات خطيرة ، لكنها مع ذلك لم تؤخذ بعين الإعتبار .. ولايمكن تفسير ذلك إلا أن أسامة بن لادن نفسه كان محمياً من قبل مصادر القوى الخفية في الولايات المتحدة والسعودية !!
إيواء خلايا القاعدة في السعودية !
أكثر من ذلك ، ومن الأمور التي لاتصدق ، هو رفض إعتقال مايعرف لخلايا القاعدة والتي تمارس نشاطها في الولايات المتحدة !
تقول صحيفة ( الديلي تلغراف ) البريطانية ، " أن ناشطي القاعدة في الدول الغربية هم مِن (الخلايا النائمة ) ، أي من أشخاص يبدون عاديين في تصرفاتهم ، ومن المقيمين بشكل دائم في الدول الغربية ولمدد طويلة ، ولديهم وظائفهم وأوراق هوياتهم وجوازات سفرهم الأجنبية ، وحياة عائلية وإجتماعية عادية في ظاهرها ، ومع ذلك فإنه وبحسب تقارير المخابرات فإنهم كانوا في اميركا مثلاً قد توصلوا الى معرفة أشخاص بعض هذه الخلايا النائمة وبالأسماء والعناوين ..! ولكننا نسوق فقط مثالا واحداً هو تعليق رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي بالقول : " إن وجود هؤلاء يمكن أن يكون وجود إعتيادي ، وأنه يلاحظ أنهم يتسمون باللطافة والهدوء ..!"
على أي حال فإن المسؤولين الكبار في وكالة المخابرات المركزية أو مكتب التحقيقات الفيدرالي ، إنقسموا الى رأيين حول هذه الخلايا أو المجموعات المتسترة ، والتي أدت بالنتيجة الى فشل تحرياتهم .. الأول أنهم ( أناس لطفاء ومسالمين ) والثاني أنهم ( شريرون ) .. ولكن لماذا هذا التناقض في وجهات النظر ..؟
السبب كما يبدو هو النظرة الظاهرية الى الأمور ، أو لكون هناك ملايين من العرب والمسلمين الأمريكان ولسنوات طويلة .
أما من كان يشك في كون بعض هؤلاء هم خلايا ليست بريئة كما يبدو .. فهم من كان يراقب عن كثب ، ويمسك ببعض الخيوط التي يمكن أن توصل لمعلومات أكبر ، ولكن .. لم تكن أيديهم مطلقة الحرية في العمل وبتقييد مباشر من مراكز القوى في المنظمتين ! والذين بدورهم يتسلمون أوامرهم الخاصة جداً من الإجارة الأمريكية ومن الرئيس الأمريكي بالذات ...!
تلي الحلقة العاشرة .
No comments:
Post a Comment