أول مايلفت النظر في هذه الزيارة التي أثارت إستياء أو استغراب الغالبيه من الشعب العراقي بما فيهم بعض الشيعة ( التيار الصدري ) وكذلك المستقلين والمعتدلين منهم ، إضافة الى العرب السنه بالطبع وشرائح أخرى من المجتمع العراقي عبرت عن ذلك علانية باستنكار او إشمئزاز وذلك لما عرف عن القائم بها من صفات شخصيه ونوايا سياسيه تتمثل بالمكر والدهاء والتطرف المذهبي الطائفي إضافة الى كونه ايرانيا حتى النخاع ، ولكي لاننسى أذكر القراء هنا بثلاث تصريحات مهمه له : أولها حين تولى رئاسة مجلس الحكم قبل اكثر من ثلاث سنوات حين طالب اول ماطالب بتعويض ايران ( بكذا ) مليار دولار عن خسائرها في الحرب العراقيه ـ الإيرانيه 1980 ـ 1988 قال ذلك ويفترض به انه يرأس حكومة العراق انذاك ، وكان العراق قد تعرض وبنيته التحتيه لأبشع انواع الدمار نتيجة احتلاله وقد قوبل هذا التصريح في حينه حتى من المتحالفين معه بالإستغراب والرفض فسكت على مضض . ثاني تصريحاته المهمه هو المطالبة تحت حجة الفيدراليه بإقليم جنوبي لشيعة العراق ، ولكي يثبت فاعلية هذا التصريح وجديته قامت فرق فيلق بدر التابعة له بعمليات تهجير قسريه لأهل السنه من مدينة البصره ولايزال ألألاف منهم يسكنون مدينة الموصل العربيه السنيه بعد أن تركوا وراءهم الغالي والنفيس ، وحدث مثل ذلك في مدن جنوبيه اخرى ، وأمتد سعير التهديد والتهجير الى بغداد بتقسيمها الى مناطق سنيه وشيعيه وبدأ زبانيته بتهديد السنه في بعض المناطق غرب بغداد كأحياء العدل والجامعة والمنصور والشرطه والعامريه والحارثيه والمحامين والعامل والزراعة وغيرها وذلك بتأشير بيوتهم باللون الأحمر وارسال رسائل تهديد لهم بتركها وما تبع ذلك من عمليات خطف وقتل وحشي . وانطلقت ابواق أزلامه من على شاشات الفضائيات تبشر بهذا الإقليم ومن هؤلاء طالب الرماحي وطالب العوادي ومحمد الموسوي وهؤلاء الثلاثة يقيمون في لندن ووصلت تعليقاتهم درجة الوقاحة حين قال أحدهم ( ان الإقليم الجنوبي عندما يصبح مستقلا سيكون أغنى من دولة ألإمارات العربيه وأكثر تقدما بسبب وجود النفط فيه ، وحينها سيأتي بقية العراقيين ـ ويقصد أهل السنه ـ لكي يقبلوا الأقدام ليجدوا لهم فرصة عمل هناك ...!) ، ولا ننسى تصريحه ألأخير في حزيران / يونيو الماضي وقد ألبسه هذه المرة صفة سياسيه ودبلوماسيه حين قال ( أنصح الأمريكيين ان يحاولوا التفاوض وفتح حوار مع ألإيرانيين ...) . هذا جانب من شخصية عبد العزيز الطباطبائي الحكيم ألإيراني الأصل والولاء منذ رجوعه الى العراق عام 2003 من ايران مع أخيه المرحوم محمد باقر مؤسس المجلس الأعلى للثورة الإسلاميه في العراق من منفاه في ايران أما مايتعلق به وبشخصيته قبل ذلك ومنذ طفولته فسأتركها الأن تمشيا مع أدب اللياقة الصحفيه مع أنها موثقة بشواهد ممن عرفوه عن كثب وعاصروه . أعقب وصوله الى العراق مقتل أخيه محمد باقر بظروف ( غامضه ) في النجف ( المحصنة أمنيا ) حيث تولى عبد العزيز إثر ذلك محله في قيادة المجلس الأعلى وفيلق بدر .
وثمة تصريح آخر يعكس لنا ماهية شخصية عبد العزيز الحكيم حدث قبل أيام من زيارته الى البيت الأبيض وذلك خلال وجوده في عمان وبعد إجتماعه بجلالة الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن حيث قال ( اذا حدثت حرب أهليه في العراق فإن الخاسر الأكبر هم إخواننا السنه ...!!) وقد قوبل ذلك بالإستهجان والإشمئزاز وبدلا من التخلص بلباقه من هذا الموقف المحرج كما يفترض به كسياسي فإنه كذب هذا التصريح والذي كان قد صدر عن الديوان الملكي الأردني ..! وهو لايزال ضيفا على الأردن ...!!! .
وفي الأردن ايضا دعا هذه المرة وبعد لقائه بوش ومن على المنبر في خطبة الجمعه ، دعا الى وحدة العراق وعروبته كمن يريد ان يقول انه ضد التقسيم ...!!
نعود فنقول إن أول مايلفت النظر في زيارة الحكيم الى واشنطن هي أنها تأتي في أعقاب قمة بوش ـ المالكي في عمان وبأيام فقط ، ويذكر أن الحكيم كان موجودا في عمان خلال وجود بوش ولم يتحقق هناك الا لقاء له مع جلالة الملك عبد الله ، وسافر بوش عائدا الى واشنطن ليلحق به ( السيد ) بعد يومين ..!
كان أول تصريح له بعد وصوله واشنطن ( أنه لايريد للجيش الأمريكي الإنسحاب من العراق ....! ) التصريح أتى غريبا لأنه يتعارض مع التصريحات الإيرانيه بهذا الخصوص وآخرها ماأبلغ به الإيرانيون رئيس جمهورية العراق جلال الطالباني خلال زيارته لطهران قبل أيام من أنهم على استعداد للتدخل والمساعدة في حل الأزمة العراقيه شرط انسحاب قوات الإحتلال الأمريكيه ..! ولكن التصريح يتطابق كليا مع وجهة نظر بوش بعدم الإنسحاب ، فهل ان هذا التصريح أتى من باب الإستجداء السياسي و يقع بين كلمتي التملق والنفاق وهو من صفات ضيف البيت الأبيض أم أنه يأتي بالتنسيق الكلي مع ايران التي تأتي تصريحاتها عادة ضد الأمريكان مغايره لواقع العلاقة بين الطرفين ..؟ أم انه يأتي بفتوى دينيه تندرج تحت مبدأ ( التقيه ) ولاندري اذا كان بوش يعلم شيئا عن هذا المبدأ وضرورة تطبيقه عند الحاجه ..!؟ .
مهما يكن من امر فإن هناك ثوابت لدى ألإدارة الأمريكيه ابرزها علمها بأن الحكيم هو رجل ايران في العراق ، وأن ادارة بوش التي تتخبط سياسيا وتخسر صقورها الواحد تلو الآخر ( لحد الآن رامسفيلد وبولتون ) وتتخبط عسكريا وتخسر جنودها في العراق بمعدل يومي وبوتيرة متصاعدة ، تسعى الى إيجاد المخرج من الورطه وقد ألمحت الى اشراك سوريا وايران في الحل العراقي . وسكتت عن تصريحات كوفي أنان حول المؤتمر الدولي الخاص بالعراق في الوقت الحاضر لترى ماذا ستتكشف عنه نتائج تحركاتها لحل الأزمة ، فإن هي نجحت تكون قد حققت شيئا يسحبها الى الأعلى بعد أن بدأت بالنزول ، وإن فشلت فلا يزال خيار المؤتمر الدولي وغيره مطروح على الطاوله .
من الأمور البارزة في لقاء الحكيم ـ بوش أن بوش أعرب عن عدم رضاه عن مستوى التقدم السياسي في العراق ( هذا التصريح يأتي بعد اجتماعه بالمالكي الذي تم في عمان ) كما طالب الحكيم القوات الأمريكيه باتخاذ إجراءات ( أشد قوة ) ضد من أسماهم بالبعثيين والإرهابيين ..! وكأنه لم يكتف بالمجازر التي ترتكبها القوات الامريكيه في مدن العراق خصوصا في مناطق السنه كالفلوجه والرمادي وصلاح الدين وبعقوبه والموصل . ( مصطلح البعثيين والإرهابيين والتكفيريين بات يستخدم في أدبيات زعماء الشيعة السياسيين كناية عن العرب السنه ..)
انتهت زيارة الحكيم لواشنطن ، وقبلها تمت زيارات المالكي لبوش في الاردن ، لقاء الحكيم ـ الملك عبد الله ، ولقاء الملك مع الشيخ حارث الضاري وتصريح الأخير بعد مشاركة هيئة علماء المسلمين في اية حكومة مصالحة وطنيه تتضمن وزراء من حكومة المالكي الحاليه .. ثم تصريحات صالح المطلك من عمان بتأييد المؤتمر الدولي أولا وأن السيد طارق الهاشمي لايمثل اهل السنه في العراق ( الهاشمي سيزور واشنطن في الشهر القادم ) ، سبق ذلك لقاء الطالباني ـ نجاد في طهران ، ولقاء رجب اوردوغان رئيس الوزراء التركي مع الملك عبد الله في الأردن ، وزيارة اوردوغان الى طهران ، ولقاء كل من الرئيس السوري بشار الأسد والإيراني محمود أحمدي نجاد لأمير قطر على هامش افتتاح اولمبياد اسيا الرياضي في الدوحه ، ثم أتت تصريحات السيد كوفي أنان بالدعوة الى مؤتمر دولي لحل المشكله العراقيه على غرار ماحدث في يوغسلافيا برعاية حلف الناتو.
غدا 6/12 يفترض ان يعلن تقرير بيكر ـ هاملتون . وقبل يومين اعلنت تفاصيل تقرير رامسفيلد لبوش في استقالته عن اسباب الفشل الأمريكي في العراق . كما اعلن البيت الأبيض عن اعتماد خطط جديدة في العراق اعلن قسم منها وهو مايتعلق بإنتشار قوات امريكيه على الحدود العراقيه الإيرانيه والعراقيه السوريه لضبطها والسيطرة عليها ...! وستحمل الأيام القليلة القادمة صورة أوضح لجميع هذه التحركات بما فيها استدعاء الحكيم الى واشنطن .
أما مقترح أنان فقد حظي برفض قاطع من قبل أطراف الحكومة العراقيه . السيد الطالباني والسيد المالكي والسيد الحكيم ، ولعل السبب هو ان مثل هذا المؤتمر سينتقص من دور سياسيي العراق الجدد كما انه سيضعف دور ايران في حل المشكلة العراقيه . وربما من ( أجمل ) هذه الرفوضات ماقاله السيد المالكي : ( إن تصريح أنان هو لتزيين صورة النظام السابق المعروف بجرائمه ضد ألإنسانيه ...!! ) .
لم نكن نعلم أن السيد كوفي أنان ايضا هو من مؤيدي البعثيين الصداميين ...!!!!
5/12/2006
وثمة تصريح آخر يعكس لنا ماهية شخصية عبد العزيز الحكيم حدث قبل أيام من زيارته الى البيت الأبيض وذلك خلال وجوده في عمان وبعد إجتماعه بجلالة الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن حيث قال ( اذا حدثت حرب أهليه في العراق فإن الخاسر الأكبر هم إخواننا السنه ...!!) وقد قوبل ذلك بالإستهجان والإشمئزاز وبدلا من التخلص بلباقه من هذا الموقف المحرج كما يفترض به كسياسي فإنه كذب هذا التصريح والذي كان قد صدر عن الديوان الملكي الأردني ..! وهو لايزال ضيفا على الأردن ...!!! .
وفي الأردن ايضا دعا هذه المرة وبعد لقائه بوش ومن على المنبر في خطبة الجمعه ، دعا الى وحدة العراق وعروبته كمن يريد ان يقول انه ضد التقسيم ...!!
نعود فنقول إن أول مايلفت النظر في زيارة الحكيم الى واشنطن هي أنها تأتي في أعقاب قمة بوش ـ المالكي في عمان وبأيام فقط ، ويذكر أن الحكيم كان موجودا في عمان خلال وجود بوش ولم يتحقق هناك الا لقاء له مع جلالة الملك عبد الله ، وسافر بوش عائدا الى واشنطن ليلحق به ( السيد ) بعد يومين ..!
كان أول تصريح له بعد وصوله واشنطن ( أنه لايريد للجيش الأمريكي الإنسحاب من العراق ....! ) التصريح أتى غريبا لأنه يتعارض مع التصريحات الإيرانيه بهذا الخصوص وآخرها ماأبلغ به الإيرانيون رئيس جمهورية العراق جلال الطالباني خلال زيارته لطهران قبل أيام من أنهم على استعداد للتدخل والمساعدة في حل الأزمة العراقيه شرط انسحاب قوات الإحتلال الأمريكيه ..! ولكن التصريح يتطابق كليا مع وجهة نظر بوش بعدم الإنسحاب ، فهل ان هذا التصريح أتى من باب الإستجداء السياسي و يقع بين كلمتي التملق والنفاق وهو من صفات ضيف البيت الأبيض أم أنه يأتي بالتنسيق الكلي مع ايران التي تأتي تصريحاتها عادة ضد الأمريكان مغايره لواقع العلاقة بين الطرفين ..؟ أم انه يأتي بفتوى دينيه تندرج تحت مبدأ ( التقيه ) ولاندري اذا كان بوش يعلم شيئا عن هذا المبدأ وضرورة تطبيقه عند الحاجه ..!؟ .
مهما يكن من امر فإن هناك ثوابت لدى ألإدارة الأمريكيه ابرزها علمها بأن الحكيم هو رجل ايران في العراق ، وأن ادارة بوش التي تتخبط سياسيا وتخسر صقورها الواحد تلو الآخر ( لحد الآن رامسفيلد وبولتون ) وتتخبط عسكريا وتخسر جنودها في العراق بمعدل يومي وبوتيرة متصاعدة ، تسعى الى إيجاد المخرج من الورطه وقد ألمحت الى اشراك سوريا وايران في الحل العراقي . وسكتت عن تصريحات كوفي أنان حول المؤتمر الدولي الخاص بالعراق في الوقت الحاضر لترى ماذا ستتكشف عنه نتائج تحركاتها لحل الأزمة ، فإن هي نجحت تكون قد حققت شيئا يسحبها الى الأعلى بعد أن بدأت بالنزول ، وإن فشلت فلا يزال خيار المؤتمر الدولي وغيره مطروح على الطاوله .
من الأمور البارزة في لقاء الحكيم ـ بوش أن بوش أعرب عن عدم رضاه عن مستوى التقدم السياسي في العراق ( هذا التصريح يأتي بعد اجتماعه بالمالكي الذي تم في عمان ) كما طالب الحكيم القوات الأمريكيه باتخاذ إجراءات ( أشد قوة ) ضد من أسماهم بالبعثيين والإرهابيين ..! وكأنه لم يكتف بالمجازر التي ترتكبها القوات الامريكيه في مدن العراق خصوصا في مناطق السنه كالفلوجه والرمادي وصلاح الدين وبعقوبه والموصل . ( مصطلح البعثيين والإرهابيين والتكفيريين بات يستخدم في أدبيات زعماء الشيعة السياسيين كناية عن العرب السنه ..)
انتهت زيارة الحكيم لواشنطن ، وقبلها تمت زيارات المالكي لبوش في الاردن ، لقاء الحكيم ـ الملك عبد الله ، ولقاء الملك مع الشيخ حارث الضاري وتصريح الأخير بعد مشاركة هيئة علماء المسلمين في اية حكومة مصالحة وطنيه تتضمن وزراء من حكومة المالكي الحاليه .. ثم تصريحات صالح المطلك من عمان بتأييد المؤتمر الدولي أولا وأن السيد طارق الهاشمي لايمثل اهل السنه في العراق ( الهاشمي سيزور واشنطن في الشهر القادم ) ، سبق ذلك لقاء الطالباني ـ نجاد في طهران ، ولقاء رجب اوردوغان رئيس الوزراء التركي مع الملك عبد الله في الأردن ، وزيارة اوردوغان الى طهران ، ولقاء كل من الرئيس السوري بشار الأسد والإيراني محمود أحمدي نجاد لأمير قطر على هامش افتتاح اولمبياد اسيا الرياضي في الدوحه ، ثم أتت تصريحات السيد كوفي أنان بالدعوة الى مؤتمر دولي لحل المشكله العراقيه على غرار ماحدث في يوغسلافيا برعاية حلف الناتو.
غدا 6/12 يفترض ان يعلن تقرير بيكر ـ هاملتون . وقبل يومين اعلنت تفاصيل تقرير رامسفيلد لبوش في استقالته عن اسباب الفشل الأمريكي في العراق . كما اعلن البيت الأبيض عن اعتماد خطط جديدة في العراق اعلن قسم منها وهو مايتعلق بإنتشار قوات امريكيه على الحدود العراقيه الإيرانيه والعراقيه السوريه لضبطها والسيطرة عليها ...! وستحمل الأيام القليلة القادمة صورة أوضح لجميع هذه التحركات بما فيها استدعاء الحكيم الى واشنطن .
أما مقترح أنان فقد حظي برفض قاطع من قبل أطراف الحكومة العراقيه . السيد الطالباني والسيد المالكي والسيد الحكيم ، ولعل السبب هو ان مثل هذا المؤتمر سينتقص من دور سياسيي العراق الجدد كما انه سيضعف دور ايران في حل المشكلة العراقيه . وربما من ( أجمل ) هذه الرفوضات ماقاله السيد المالكي : ( إن تصريح أنان هو لتزيين صورة النظام السابق المعروف بجرائمه ضد ألإنسانيه ...!! ) .
لم نكن نعلم أن السيد كوفي أنان ايضا هو من مؤيدي البعثيين الصداميين ...!!!!
5/12/2006
No comments:
Post a Comment