Friday, March 7, 2008

الحرب على الحقيقة


ــ ترجمة مختصرة ــ
علي الحمــداني
(12)

امبراطورية بن لادن :

بينما تؤكد جميع المعلومات أن أسامة بن لادن لم ينفصل عن عائلته سواء إجتماعيا أو ماليا ، فإن المؤشرات أيضا تبين أن إدارة بوش بالذات كانت على علاقة مالية وثيقة بعائلة بن لادن فيما يتعلق بالبترول أو بالمشاريع العملاقة الأخرى ...!

تقول مجلة ( النيويوركر ) ، أنه خلال سنوات ، فقد كانت هناك علاقة حميمية ومصالح رئيسية بين عائلة بن لادن وكبار صانعي السياسة سواء في أميركا أو في بريطانيا ..

من أبرز الأمثلة على هذه العلاقة هو مجموعة شركايات ( كارلايل ) العملاقة للإنشاءات العسكرية والمقاولات ، والذي من أحد كبار أعضاء مجلس الإدارة فيها هو ( جورج بوش الأب ) ..
وللتعريف بمجموعة ( كارلايل ) نقول أن لديها إستثمارات في 164 شركة عالمية حول العالم ، ومشاريع تقدر بمبلغ 14 مليار دولار ..!

من أبرز الأعمال التي عادت بالأرباح الخيالية على عائلة بوش وعائلة بن لادن من خلال مجموعة شركات كارلايل هي أعمالها في أفغانستان بعد سقوط طالبان ... وضمن الفترة التي أعلنت فيها أميركا سياستها في ( الحرب على الإرهاب العالمي )...!!

أسامة شخصيا لديه ومن خلال البنك التجاري في واشنطن إستثمارات في مجموعة كارلايل .. ولا تزال هذه الإستثمارات لم تمس من قبل أية جهة .. وكذلك فإنه الى جانب عائلته ، فهناك إستثمارات في نفس المجموعة من قبل أفراد من العائلة المالكة السعودية ...!

ثمة معلومات أخرى عن حجم ونفوذ أعضاء مجلس إدارة هذه المجموعة ( كارلايل ) ، نورد منهم إضافة الى جورج بوش الأب كما ذكرنا ، كل من : ( جيمس بيكر) مساعد سابق لوزير الخارجية الأمريكي ، ( جون ميجر ) رئيس وزراء بريطانيا السابق عن حزب المحافظين ، ( فيديل راموس ) رئيس الفليبين السابق ، ( أناند بانيا راجون ) رئيس الوزراء التايلندي السابق ، إضافة الى رئيس بنك ( بوندس بانك ) الألماني ، ورئيس الهيئة المالية الأمريكية ....!

لقد قام جيمس بيكر ومعه ( فرانك كارلوجي ) والأخير هو رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية ، إحدى شركات كارلايل ، بزيارة الى السعودية ، حيث أجتمعا مع مستثمرين سعوديين من الوزن الثقيل .. الإجتماع تم في الإدارة العامة لمجموعة شركات بن لادن في جدة والتي تقدر أعمالها في حقل المقاولات بمبلغ 5 مليار دولار ...!
تكشف لنا الشركة القانونية الكبيرة في نيويورك ( جيوديكال وتش ) ، وتحت قانون حرية المعلومات الأمريكي ، عن مستندات يتضمن الأول وهو بتاريخ 15/2/2001 لرسالة على ورق شركة كارلايل الرسمي ، موجهة الى وزير الدفاع الأمريكي السابق ( دونالد رامسفيلد ) ، موقعة من قبل فرانك كارلوجي ، ووليم بيري ، مع رسالة جوابية من رامسفيلد .. الموضوع يتعلق وبإختصار حول إنشاءات دفاعية عسكرية على إعتبار أن كارلايل شركة مسجلة لدى وزارة الدفاع الأمريكية .. وتظهر الرسالة معلومات دقيقة عن السياسة الدفاعية الأمريكية .. وموافقة رامسفيلد على عروض الشركة ...!!

كما جاء على لسان أحد مستشاري كارلايل ، فإن عائلة بن لادن ، ساهمت ومن خلال شركة إستثمارات بريطانية بصندوق مالي إستثماري لصالح كارلايل وبملايين من الدولارات ..! وذلك في عام 1995 . وقد إستطاعت الإستثمارات تلك ومن خلال الدخول في 29 عملية تجارية من تحقيق مبلغ 103 مليار دولار ، عادت على عائلة بن لادن بحصة 40% من أرباح تلك الصفقات التجارية ، يعني ، وبكلمة أخرى حققت العائلة من إستثماراتها مبلغ 41,2 مليار دولار ...!!!

وبينما كانت ( الحرب على الإرهاب ) ، والتي أعقبت تفجيرات نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر على أشدها ، وإنغماس الجيش الأمريكي في أفغانستان ، كانت كارلايل تزيد من أرباحها ....!
وكما نقلت صحيفة ( سان فرانسيسكو كرونيكل ) ، فإن كل من عائلة بوش ، وعائلة بن لادن كانتا تحصدان الأرباح الخيالية .

الرئيس بوش الحالي ، كان أيضا على إرتباط مالي بمجموعة كارلايل ، وإعتبارا من عام 1994 عندما كان يسعى للوصول الى منصب حاكم ولاية تكساس ، فقد حصل على حصص عالية في شركة من شركات كارلايل وهي شركة ( كيتر أير ) المتخصصة بنجهيز الخطوط الجوية بالوجبات الغذائية .. كانت حصته من الأرباح الصافيه شهريا 75,000 دولار .. ولكن الأهم هو أن كارلايل كانت الداعم الحقيقي لحملته الإنتخابية ...!

أما التعاملات المصرفية الخاصة بعائلة بن لادن فتتم عن طريق (مجموعة الستي المصرفية المالية) وعن طريق مساهمات بحصص في كل من شركة ( جنرال إاليكتريك ) و ( مايكروسوفت ) و(بوينغ) لصناعة الطائرات في سياتل / اميركا .. ومجموعات عملاقة أخرى .
والأغرب من ذلك .. أن عائلة بن لادن ، هي التي حصلت على إعادة إعمار مادمره (إرهاب القاعدة) في منطقة الخبر السعودية ، والذي ذهب ضحيته 19 أمريكيا عام 1996 ...!!!

لقد شاركت أموال بن لادن في مشاريع أخرى مثل مد خط أنابيب للنفط في أفغانستان .. المشروع تم بين مجموعة شركات بن لادن في جدة وبين شركة ( أج . بي . برايس ) الأمريكية ، والتي أبدلت إسمها لاحقا الى شركة ( بريدرو- شو كوربوريشن ) . أما الآن فهي مملوكة لشركة (هاليبيرتون) للمقاولات التي كان رئيس مجلس إدارتها ( دك تشيني ) نائب بوش حاليا .. ولايزال يملك فيها حصصا كبيرة ..!
(( تعقيب : أولا شركة هاليبيرتون ، هي الشركة التي حصلت على حصة الأسد في خطة إعادة إعمار العراق ...!! ومن نظرة سريعة الى المعلومات التي ذكرنا ، نرى أن الأخطبوط المالي المرتبط عضويا بالخطط السياسية يعمل على إستثمار مسميات كالحرب ضد الإرهاب ، في تحقيق الأرباح الخيالية للسياسيين الكبار ومنهم عائلة بوش ، والرئيس بوش نفسه . هناك صورتان تختلفان ظاهريا ، وتتطابقان سرا .. هما السياسة الأمريكية تحت شعارات مثل القضاء على الإرهاب العالمي وإزالة أسلحة الدمار الشامل ، ونشر الديمقراطية ، ومحاربة الديكتاتورية .. والى آخر القائمة .. والمصالح المالية الخرافية التي تجنى من تطبيقات السياسة نفسها .. معادلة غير عادلة بين الرأسمالية العالمية وشخوصها من صانعي السياسة .. والضحايا بسبب ذلك من الدول وإقتصادياتها وشعوبها المغلوبة على أمرها .. والمثال واضح للعيان ، لابل ملموس بالوثائق فيما يحدث في العراق الآن وفي مناطق أخرى من العالم . المعادلة تنتهي في إستخدام السياسة والقوة العسكرية لحصد الأرباح المالية فلا عجب أن تسكت الإدارة الأمريكية عن سرقة المليارات من قبل حكومات العراق وعلى مدى أربع سنوات ، من أجل إستخدام هذه الحكومات أدوات لتحقيق الهدف ، كما سكتت عن أرباح (المطلوب رقم واحد ...!) أسامة بن لادن وعائلته من خلال إستخدامهم شركاء في المصلحة ...!! ))


الإرتباط السعودي ـ بن لادن :

أبقت إدارة الرئيس كلينتون على تجنيب النظام السعودي للمشاكل التي تحيط به مقابل إستمرار دفع فاتورات التسليح الخرافية الى الولايات المتحدة وكذلك شراء أسطول من طائرات ( البوينغ ) للخطوط الجوية السعودية ، كذلك إبقاء أسعار النفط ضمن الحدود المعقولة التي توافق عليها أميركا كذلك إستخدام الجيش الأمريكي الأراضي السعودية لقواعده العسكرية والجوية ...!

تجنب المشاكل .. في وجهها الآخر تعني إستمرار ضخ الملايين للقاعدة نفسها .. كيف..؟ من خلال زيادة أرباح شركات بن لادن المساهمة في الشركات الأمريكية ومنها بوينغ ومن خلال المبيعات الأمريكية ... معادلة تبدو صعبة .. ولكنها حقيقية ..!

على الرغم من أن أسامة بن لادن ، قد جرّد من جنسيته السعودية رسميا ، إلا أنه إستثمر هذا الموقف السعودي والذي تبناه في 1996 الأمير عبد الله ولي العهد آنذاك ( الملك حاليا ) ، وذلك لغرض تمويل شبكاته ..
لم تكن السعودية بغافلة عن هذه المعادلة ، ولكن كان هناك شيء أهم في الوسط ، وهو دعم طالبان ذات العقيدة السلفية الوهابية ، ومجموعات بن لادن التي تقوم على نفس الإستراتيجية ..! وهذا مايبرر استمرار دعم شبكات الإرهاب في نفس الوقت الذي يُعلَن عن محاربتها . هذه السياسة وضعت النظام السعودي على المحك ، أو بين طرفي الرحى .. الولايات المتحدة ومصالحها من جهة و الإرهاب المستمر من الجهة الثانية .. إختياران .. أحلاهما مر ...!

تبين صحيفة ( لوس أنجليز تايمس ) ، أنه وخلال التسعينات ، كانت حكومة طالبان تستقبل العديد من الشخصيات الخليجية ، خصوصا من السعودية والإمارات .. وكانت اللقاءات تجمعهم أحيانا مع أسامة بن لادن وقياديين كبار في طالبان .. من هؤلاء الزوار : الأمير تركي الفيصل ، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ..!

كان العرض الذي قُدّم الى أسامة من قبل تركي الفيصل المعروف بصداقاته لكبار رجال وكالة المخابرات المركزية ، والإدارة الأمريكية ، أن يوافق أسامة على إيقاف أعمال العنف على الأرض السعودية مقابل ملايين الدولارات وبشكل دوري مستمر ..! بكلمة أخرى أن يكون الغرب مسرحا لأعمال عنف شبكات بن لادن .. وهذا طبعا ماكان ليوافق أهواء الأمريكان .. لكنه أيضا كان السلاح الكبير الذي استخدمته الولايات المتحدة لشن حروبها العدوانية بحجة ملاحقة الإرهاب .. ويبدو أن مصالح بن لادن المالية المعقدة مع الغرب ، وهي الرافد الكبير لتمويله ، كانت أكبر من ملايين السعودية التي عرضت عليه .. فبقيت المملكة عرضة لهجمات المتطرفين الإسلاميين ...!
ولكن الروابط الأمريكية السعودية بقيت لم تتأثر .. نتيجة فهم كل جانب منهما لطرفي المعادلة ... فمن ناحية الدين ، فإن الدين الرسمي للدولة السعودية لايقوم على المذاهب الإسلامية سنية كانت أم شيعية بل يقوم على إتجاه آخر وهو ( الوهابية ) التي ترفض أدبياتها المذاهب الإسلامية حقيقة ، وتدرب كوادرها على مفهوم أن المذهب ليس أكثر من مصطلح لغوي ( فلان ذهب مذهب فلان ... أي إتبع طريقه ...!) . الوهابية تقبع على أعلى المستويات في المملكة من العائلة المالكة ، الى بيروقراطية الدولة ، الى الجيش والشرطة والأمن .. ووصولا الى بن لادن وطريقته الدينية ( وهو المواطن السعودي المعروف دوليا ...) .

من خلال الإدراك الأمريكي لهذه الحقيقة ، والإبقاء عليها .. يمكن ضمان مصالحها في المنطقة والتي تتوزع مابين السعودية ومصر و إسرائيل طبعا ..!

هناك نقطة أخرى ، يجب أن لانغفل عنها وهي أن مصادر الثروة الأسطورية في السعودية تنحصر بيد عدد قليل على رأس ذلك العائلة المالكة .. ومثل هذا النظام يمثل بالنسبة للغرب قمة الرأسمالية التي يدين بها .. إذ أن الإستثمارات تذهب من هناك الى البيوت المالية في اميركا واوربا . أعضاء العائلة المالكة يبلغ حوالي 40,000 فرد ، منهم 8000 أمير .. كما أنه ليس في السعودية من قانون لنشر أية معلومات عن حصص هؤلاء من العائدات النفطية ...!

الآن ، تقدر الأموال التي تعود لشخصيات سعودية في البنوك الأجنبية في الغرب مابين 500 بليون و تريليون دولار ( 1000 بليون دولار ) . يملك بنك ( سيتي ) الأمريكي على سبيل المثال 25% من رأسمال البنك السعودي الأمريكي ، والذي بلغ حجم الودائع الماليه السعودية فيه عام 2001 مبلغ 700 بليون دولار ( هذا قبل ست سنوات ...!!) .

بحسب إحصائية ( رايموند سيتز ) نائب رئيس مجلس إدارة البيت المالي ( ليهمان إخوان ) في لندن أن ثلاثة أرباع الأموال الشخصية السعودية هي في بنوك أمريكية والربع الآخر في أوربا وآسيا ...!

هذه المبالغ الخيالية تعود شخصيا الى 85000 شخص سعودي فقط من مجموع سكان المملكة ..!

إضافة الى ماذكرناه عن علاقة عائلتي بوش وبن لادن المالية القوية ، فإن شخصا يدعى جيمس باث قد أسس عام 1997 شركة للطاقة تدعى " أربستو " ساهمت فيها عائلتي بوش وبن لادن .. وكانت إدارتها مابين باث وسالم بن لادن ، أحد ألإخوة السبعة عشر لإسامة ...!
في 1986 إشترى السعودي الشيخ (عبد الله طه بخش) نسبة 17,6 % من حصص ( أربستو ) . مصرفيو الشيخ بخش هم ( بن محفوظ ) وهم الذين يديرون أموال بن لادن أيضا .. وللعلم فإن شقيقة بن محفوظ هي زوجة لإبن لادن ...!!!

في الحلقة القادمة ، دور باكستان في نفوذ بن لادن ، ثم ننتقل إن شاء الله الى أحداث 11 سبتمبر والتضليل الأمريكي بشأنها ...!
lalhamdani@yahoo.com

No comments: