Thursday, March 6, 2008

فضل التجـربة العراقية على المســلمين

دعونا نتكلم بصراحة ونفتح عقولنا للتقبل والمناقشة الموضوعية لفهم حجم المؤامرة الدولية ـ الإقليمية الطائفية التي حيكت خيوطها واكتملت في الدهاليز المظلمة للسياسة القذرة والتي أصبح يطلق عليها اليوم في الأدبيات السياسية مصطلح ( السياسة الدولية ) . وكلمة السياسة القذرة ليست من أدبياتي ولا من بنات أفكاري بل هو مصطلح معروف في الصحافة الغربية نفسها.. وقبل ذلك لابد من فتح قلوبنا التي عشعش فيها حقد أسود وضربت عليها غشاوة سبقتها غشاوة ضربت على السمع والبصر، وهذا كلام موجه لبعض العراقيين الذين جرفتهم موجة التيار الطائفي القادمة من بلاد فارس سواء ممن وضعتهم في كراسي الحكم أو ممن أطلقت أيديهم في الشارع للبطش بدل الرحمة وللهدم بدل البناء وللقتل بدل الإحياء وللحرق بدل إطفاء نار الفتنة وهم يشعرون أو لايشعرون أن كل ذلك سيزحف بطيئا اليهم في مكامنهم والى كل زاوية من زوايا حياتهم أن عاجلا أو آجلا ، فلا يغرهم الغرور ..

الطائفية المقيتة والتي وصلت بفضل حكومات الدمى العراقية بعد الإحتلال الى أبشع درجات الإنتقام والتشفي لم تكن نتيجة نظام حكم معين في العراق ، بل أُستغلت كورقة رابحة يتم اللعب بها لتحقيق مآرب السياسة العالمية وعلى مدى طويل .. وحتى في عهد الراحل صدام حسين وبرغم كل ممارساته ، إلا أن اللحمة العراقية وطوال هذه السنين بقيت كما كانت عليه سواء بين عامة الشعب أوالرئاسات العشائرية العربية ، إلا إذا إستثنينا بعض القيادات الدينية التي سيست المذهب الديني والتي عملت مع هذا الطرف أو ذاك من وراء الحدود لتحقيق مصالح شخصية بإسم الدين والطائفة ، وتاريخهم الذي نعرفه وبإثباتات ملموسة خلال وجودهم في أوربا بعيد بعد السماء عن الأرض عن التدين واكثر إنغماسا في الفسق والمعاصي وأنا مسؤول عما أقول . هؤلاء هم من جلس او يجلس حاليا على المقاعد الجلدية في المنطقة الخضراء في بغداد ،

الناس العاديين في العراق لم تتأثر علاقاتهم الإجتماعية على مدى قرون من المصاهرة والنسب والجيرة ، وكذلك العلاقات الإقتصادية التي بنيت على التبادل التجاري والمصالح المشتركة بين أطراف الطوائف والمذاهب المختلفة ، والأواصر القبلية التي ربطت الشيعة والسنة تحت خيمة القبيلة الواحدة ومعظم القبائل العربية العراقية هي من صنف هذه البنية وهذه اللحمة وهذا التجانس الإجتماعي .

كان حقد الناس ينصب على ألأنظمة السياسية المتعاقبة في العراق وممارساتها بمنحنيات مختلفة فرضتها سياسة الحاكم فرديا أو تعسفيا او حزبيا ، وكان الشعب العراقي بأجمعه ضحية لهذه الممارسات وكل من زاوية معينة . يجب ألا ننسى ماتعرض له الناس الأبرياء في مدينة الموصل من العرب السنة وفي كركوك من العرب السنة والتركمان في آذار / مارس 1959 على أيدي الغوغاء من قتل وحرق للجثث وسحلها بالحبال في الشوارع ، وفي نفس الوقت يجب ألا ننسى ماتعرض له العرب الشيعة في جنوب العراق وكربلاء والنجف من قمع وقتل جماعي في 1991 وبعد ذلك وبين هاتين الحقبتين ، الكثير من المآسي مست العرب سنة وشيعة ومست العرب والكرد ومست المسلمين والمسيحيين . وعندما أقول يجب ألا ننسى لاأريد أن يفهم ذلك أن نبقي هذه الذكريات المرة في أذهاننا لتغذي داخلنا الحقد على هذا او ذاك فتلك حقب قد خلت ، ولكنني أحاول أن أذكر فقط بتاريخ قريب وأقول كلنا في الهم عراقيون .
هذا حال الأنظمة الديكتاتوريه في العالم وحال النظم التي تسيرها اطماع توسعية أو عصبية قوميه او تطرف ديني ، فلم يكن اليهود مثلا هم ضحايا هتلر فقط في الحرب العالمية الثانيه 1939 ـ 1945 ولكن حرب هتلر التي بنيت على أطماع اقليميه وشوفينية قومية ونزوات ديكتاتوريه قتلت أكثر من 50 مليون إنسان من الأوربيين المسيحيين ومن قوميات وأديان مختلفة إمتدت لتصل الى اليابان وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا . ولكن بعد سقوط نظام هتلر وإنتهاء الحرب استثمرت جرائمه بشكل ذكي ومنظم من قبل اليهود ليجعلوا من أنفسهم رمز المظلومية وضحايا ظلم هتلر ، ونسي العالم وبفعل ماكنة الدعاية الصهيونية والنفوذ المالي والإعلامي لليهود ، نسي العالم الممزق جثث ملايين الجنود والمدنيين الأبرياء الذين قضوا في ساحات الحرب أو تحت أنقاض القصف الجوي للمدن ، ويقتصر الإحتفال بهم سنويا بشكل رسمي مقتضب ، في حين لاتزال الحكومات والشعوب الغربية تتكلم عن الهولوكوست او المحرقة اليهودية على يد هتلر ..!

لانريد أن يسلك الشيعة بفعل التأجيج الطائفي المبني على السياسة وليس الدين والقادم من ايران ، لانريدهم أن يسلكوا نفس هذه الطريق فالوقت والناس والعقيدة الدينية الإسلامية غير ماكان في اوربا بعد الحرب وقبل اكثر من ستين عاما ، ولاينسوا أن في ايران عربا شيعة في جنوبه الغني بالنفط يعانون من الإضطهاد القومي ، وايرانيين سنة يعانون من إضطهاد طائفي . فاللعبة سياسية ، واللعبة شوفينية قومية ، واللعبة توسع إقليمي تريده ايران على حساب أرض العرب وحلم فارسي قديم لم يتمكن الحكم الإسلامي هناك من نبذه والخلاص منه ولازال يحتل أراض عربيه مسلمة ولازال يتكلم بلغة التعالي والتكبر الذي عرف عن الفرس قبل الإسلام إلا أنه يستخدم التشييع والشيعيه تبريرا يضلل بها شعوب المنطقة . أصل المذهب الجعفري عربي ، وأصل الشيعة من العرب في العراق ، وأصل ذرية أهل البيت عربا ، وأصل المرجعية هي مدينة النجف العربية الإسلامية ، ولكن أين المرجع الديني العربي المنصف ..؟

اذا كان هذا وضع العراق خلال كل الحقبات السياسية منذ ثورة العشرين وتضامن عشائر الفرات الأوسط العربية الشيعيه وعشائر الدليم العربية السنيه يدا واحدة في تلك الأنتفاضة الوطنية الخالدة ، فما الذي حدث إذن منذ سقوط العراق تحت الإحتلال الأمريكي حتى الآن ..؟
الفرق الجوهري الوحيد في وضع العراق الآن هو جلب حكومات يدين أشخاصها لإيران ، ومعظمهم من اصول ايرانية غيروا حتى أسماءهم الى اسماء عربيه والكل يعرف ذلك وحتى صور جوازاتهم الإيرانية موجودة لدى البعض .. هذه الخطوة تمت بمخطط اسرائيلي ـ أمريكي لم يعد خافيا على أحد ، وقد أُبتدأ في تطبيقها منذ اليوم الأول لإحتلال العراق وتنصيب حكومات الدمى على يد الحاكم الأمريكي الصهيوني بول بريمر لتشجيع إنقسام الإسلام في العراق الى شيعة وسنه وتشجيع الإنقسام العراقي الوطني الى عرب وأكراد وتمرير مخططات الإحتلال السياسية على يد من جلبهم الإحتلال وتشجيع النهب المالي لثروات العراق ـ وأسماء السراق واستثماراتهم خصوصا العقارية في الخارج مدونة لدينا وستكشف في وقتها ـ ، إضافة الى التعطيل الخدمي في كافة المجالات من كهرباء وماء وخدمات صحية وأمنية وتدمير البنية التحتية وتلويث البيئة وإهلاك الحرث والنسل ، كل ذلك كان مقصودا لترك الشعب العراقي يعاني ويقاسي في شماله وجنوبه ، بشيعته وسنته وهو يعيش على أرض يملؤها الذهب الأسود الذي تذهب عائداته سواء الرسمية او عوائد الكميات المهربة منه الى جيوب الأمريكان والإيرانيين ورجال حكومات الدمى . هل يعقل أحد أن أميركا وبريطانيا والدول الصناعية الغربية واليابان وكلهم دخلوا العراق تحت مسمى قوات التحالف الدوليه ، هل يعقل أحد إن كل هذه الدول بإمكانياتها الصناعية والإقتصادية الخرافية لاتستطيع وخلال قرابة الأربع سنوات من بناء محطات كهرباء وتصفية مياه وتوفير سبل معيشة لأبناء الشعب العراقي الذي بلغت البطالة فيه والفقر أرقاما مخيفة ..؟ بل هكذا تقتضي الخطة ألأمريكية والمصالح الإيرانية ويوم تقرر أمريكا إصلاح مادمرته هي نفسها ستجني أضعاف ما خسرته من أموال في العراق عن طريق إعادة البناء بواسطة الشركات العالمية الأمريكية أو المتعددة الجنسية ...!.

ايران الفارسية رأس الحربة أم هل أقول رأس الأفعى التي بدأت تنسل وتزحف من العراق الجريح بكافة الإتجاهات في سوريا ولبنان والخليج والسعودية ومصر والسودان وشمال افريقيا تحت مسميات مختلفة كحركات مقاومة وتحرير، وجمعيات خيريه ، ودور عبادة ، وحركات اصلاحية مستخدمين الأموال الطائله والعملاء المأجورين وكل ذلك يحمل بصمات الأطماع الإقليمية الفارسية لاعلاقة له بالإسلام إلا بالجبة والعمامة .

العراق ـ ايها المسلمون والعرب ـ أصبح أمامكم مثلا واضحا لترون ماحصل ويحصل ، فافتحوا عقولكم وأسماعكم وأبصاركم لخطر أبناء صفيون ـ مع الإعتذار للأستاذ الدكتور العربي السوري والسيد الحسيني محمود السيد الدغيم لإستعارة هذا المصطلح منه ـ ، نعم ابناء الصفويين الفرس حتى النخاع الذين لم يصقلهم الإسلام بسماحته وخلقه حتى بعد الف واربعمائة سنة على إخراجهم من عبادة الوثنية والنار الى عبادة الواحد القهار ، وبقوا يريدون تدمير كل من حولهم بالرغم من عقيدتهم التوحيدية بالله وإيمانهم الإسلامي وكذلك تدمير دولهم وإقتصادهم لمصلحة حساباتهم السياسية المريضة .

وأخيرا أقول لشيعة العراق العرب كونوا الجدار والطود الذي يوقف طوفان القومية الفارسية وليذهب حكامكم من الإيرانيين الفرس ممن يستخدمون ورقة الدين وشيعة أهل البيت ودعاوى العروبة والدين ، ليذهبوا الى الجحيم ، فوالله أهل البيت ألأطهار براء مما يفعلون ، وليعتبر أولي ألألباب .
2/1/2007lalhamdani@yahoo.co

No comments: