Thursday, March 6, 2008

هــذه الكعكــة من ذاك العجـــين..!

يبدو أن قواعد اللعبة بين أركان مسيسي التشيع في العراق لم يعد بالإمكان إلباسها لباس ( التقية ) بعد أن بدأت الأحداث السياسية ومسارات العمل السياسي تأخذ شكلا جديدا ، وبدأت تلوح في الأفق غيوم لم يحسب حسابها بعد أن ظن الأغبياء من طلاب السياسة أن النهار المشمس الذي ظنوه سرمديا سيبقى كذلك وأن سياسات اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى في البيت الأبيض وتل أبيب وطهران يمكن أن تستمر الى الأبد .

لقد شعر الثالوث : الحكيم ـ المالكي ـ الصدر أن خططهم أصبحت بحاجة الى إجراء بعض التغييرات بعد أن رفضت قوى المعارضة داخل وخارج العراق ابتلاع الطعم وبعد أن بدأت تتكشف أمام العامة من العراقيين أن خلافات الحكومة مع تيار الصدر غير حقيقية ، كما أن التلويح بإعلان تكتل حكيمي ـ كردي ـ اسلامي " نسبة الى الحزب الإسلامي لصاحبه طارق الهاشمي " ، أي إخراج حزب الدعوة لصاحبه الحالي المالكي ، هو محض مناورة هدفها تخدير الشارع العراقي لحين إكمال العملية الجراحية الخاصة بتقطيع أوصال بغداد قبل بدء المرحلة التالية التي كان ينادي بها عراب الحكومة عبد العزيز الطباطبائي بإعلان مايسمى إقليم الجنوب ثم تراجع عن التصريح العلني بعد أن إستمع الى نصيحة بوش ووقف ليعلن من كعبتهم الجديدة واشنطن أنه يريد عراقا موحدا ..! وظن الرجل أنه لايزال يجلس على منبره في إحدى الحسينيات ليقول مايشاء أمام السذج المغلوبين على أمرهم فيصدقوه ثم ليدفعوا الى جيبه جيوب أمثاله ( الخمس ) عن يد وهم صاغرون .

الثالوث وخلال هذه الحقبة المظلمة من تاريخ العراق والتي اعادت الى قراء التاريخ صور ماقرأووه عن هولاكو والمغول ، الثالوث يلتقي كل منهم على حدة كبيرهم في النجف ، ثم يتولى كل منهم تنفيذ دوره .

المالكي بصفته الحكومية يعلن عن خطة أمنية جديدة لإعادة الأمن الى بغداد وكأن مشكلة ألأمن في العراق مشكلة ميدانية تحتاج الى تخطيط عسكري وقوات إضافية وفصل مناطق بغداد كما عبر عنها بدوائر بقوات عسكريه واسلاك شائكة وقنوات مائيه والى آخره من الأفكار التي عجز أن يأتي بمثلها الإسكندر المقدوني ونابليون ورومل ومونتغمري . فهو يتناسى أن مشكلة الأمن سياسية ومشكلة كل العراق سياسيه محضة بعد أن بدأوا بتطبيق ديكتاتورية الطائفيه ولكن تحت قبة البرلمان (الديمقراطيه) لتحويل العراق الى مزرعة الماء والبترول للجارة العزيزة ( والأقربون أولى بالمعروف) ..!

الطباطبائي يجيد العمل التنظيمي من وراء الستار فيصدر بياناته الداخلية لكوادره ولا ينسى أن يبدأها ( بإسمه تعالى ) بدل ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، ويذكرنا بذلك بقصة مشرك قريش سهيل بن عمرو وهو يفاوض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صلح الحديبية ليقول ( لاأعرف من الرحمن الرحيم ، اكتب : بأسمك اللهم ..!) . يقول في بيانه الأخير أنه تم تحشيد كذا ألف مدعومين بكذا الف من قوات ( المهدي ) اي مجرمي مقتدى الصدر ( والمفروض أنه على خلاف مع مقتدى مسبب المشاكل للحكومة ) ، ووزع الأدوار عليهم في بيان المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق قبل أيام ليطلب منهم التمركز في أعالي البنايات في مناطق السنة وفي محيطها ولم ينسى أن يؤكد أن قوات ( الجيش ) لن تتدخل . يقصد ستتركهم يذبحون السنة أو يجبروهم على الهجرة تحت ذرائع مختلفة تم تحضير توليفتها حتما ومقدما وسيعلن عنها في حينه ..!

ثالثهم مقتدى لايزال يؤدي دوره على أفضل وجه ، ظاهريا هو مصدر مشاكل ومشاكسة لحكومة المالكي وقوات التحالف ، ينسحب من البرلمان ومن الوزارات ، يتصل بهذا وذاك من الكتل والأحزاب لإقامة تكتلات ، يرفض ( من منطلق مبدأي ) أن يعود للحكومة بدون أن تعلن القوات الأمريكية جدولة إنسحابها من العراق ... الذي يحرص كثيرا على أمنه واستقلاله ..! يتم كل ذلك في النهار ثم يدعى ليلا مع جماعة من الغوغاء فجر 30/12 ليقف بنفسه لابسا القناع على منصة إعدام صدام وكما كشفه مصور ذكي بتقريب صورته وإظهار فمه وشاربه ولحيته من خلال القناع ونشرت ذلك جريدة الرياض السعوديه وتلاقفتها مواقع الأنترنيت ...! في الوقت الذي كان أزلامه يهتفون : مقتدى .. مقتدى .. مقتدى .. وفي الوقت الذي يصدر بيان رسمي حكومي يعلن أن هؤلاء دخلوا عنوة الى المبنى ...! المبنى الذي يفترض ان يكون مكان الإعدام وهو في قمة السرية والتحفظ ، ووجود الجيش الذي كان يحرس المبنى من الخارج والداخل ..! وعلينا أن نصدق أنه لم يدعى هؤلاء لحضور (حفلة ) الإعدام ... فتأملوا أي زمن نعيش .. وأي قوم يحكموننا ..؟

فاتني أن أقول أن بيان ( حكيمي ) قد أعطيت صورا منه الى ( قيادة قوات جيش المهدي ) و ( حزب الدعوة ) وبذلك إكتمل الثالوث ...!!! ولم ينسى البيان أن يطلق على حارث الضاري إسم (الخنزير) حارث الضاري ..! فتأملوا ماذا قد ران على قلوب بني صفيون ..! .
هل هذا بيان واسلوب من يريد أن يعيد الأمن الى العراق ومن يتبجح بدعوة حزب البعث والمقاومة الى المشاركة في العملية السياسية .. هل أحسوا بتخلي أمريكي وشيك عنهم فبدأوا يتحشدون ويحشدون قواهم كالثور يزيد رفسه قبل موته بعد ذبحه ...! أم هل أنهم يتبعون إملاءات امريكية جديدة ظنوا ويظنون أنهم بها سيخلصون ...!

المالكي يريد أن يقنعنا أنه بطل خطة أمن بغداد وأنها من قراراته ( كرئيس وزراء ) وهو الذي قال لنا بملئ فمه ( أنه لايملك تحريك وحدة عسكرية صغيرة من مكان لآخر بدون موافقة الأمريكان ...) وسيد البيت الأبيض يحشد قوته ومستشاريه ليكسب موافقة الكونغرس على ارسال مزيد من القوات الى العراق خصوصا بعد أن صرحت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب وكبار سياسيي الديمقراطيين الذين يشكلون الأغلبية في الكونغرس الأمريكي بمعارضتهم لإرسال هذه القوات ، ولو أنني أرى عكس ذلك فما **** من شهاب الدين إلا أخيه ، فالديمقراطيين والجمهوريين وجهان لعملة واحدة .. وقد وصل فعلا لحد الآن الى الكويت أكثر من ثلاثة آلآف جندي أمريكي من أصل مايريد بوش وهو بحدود 20 ألف عسكري . تماما كما أرادونا أن نصدق أن اميركا أرادت أن تؤجل إعدام صدام لمدة اسبوعين وأنها كانت ضد إعدامه بهذا التوقيت في عيد الأضحى وبهذه الطريقة ولكن المستر المالكي ، كما قال لنا المتحدث العسكري الأمريكي في العراق أصر على الموعد والمكان ، هكذا إذن يفرض مستر المالكي كلمته على الأمريكان ..! ونحن نبخس الرجل حقه ...!

الكل واحد .. والثالوث واحد .. والمراهنة كما يحاول طارق الهاشمي وغيره هي لعب بالورقة الخاسرة .

أمن العراق ياسادة يحتاج الى حل سياسي وليس عسكري ، واميركا تعرف ذلك وإلا كانت أنهت مشكلة فيتنام في الستينات وافغانستان الآن بقوات عسكرية رغم ضخها لهذه القوات بعشرات الآلاف دون جدوى ، عندها إضطرت أن تجلس وتوقع على ماأراده مقاومي الفيتكونغ في فيتنام بالحوار والمفاوضات وبحل سياسي وليس عسكري .. وستضطر إن عاجلا أو آجلا أن تفعل نفس الشيئ في العراق .. شاء الثالوث ومن ورائه عمائم الفرس أم أبوا .. ولكل حادث حديث ..!

رحم الله الشاعر الذي قال : قل ولا تستثني منهم أحداً......... هذه الكعكة من ذاك العجين .
8/1/2007lalhamdani@yahoo.com

No comments: